بسم الله الرحمن الرحيم
توصلت دراسة اجتماعية متخصصة في الدراسات الأسرية الى أن الفتيات الكويتيات يفضلن التعرف على شريك الحياة من خلال الأهل فيما يفضل الشباب الكويتي طريقة التعارف الشخصي للقاء شريكة الحياة.وقالت الدراسة التي تحمل عنوان (معايير الاختيار الزواجي لدى الشباب في المجتمع الخليجي - دراسة مقارنة بين الشباب الكويتي والعماني) ان الذكور يميلون الى طريق التعارف الشخصي في حين تميل الاناث أكثر الى طريقة التعرف على شريك الحياة عن طريق الاهل مبينة انه لا يوجد فرق كبير بين شباب العينة.
وأظهرت الدراسة ان 51% من الشباب الكويتي و 39% من الشباب العماني الذين شملتهم الدراسة وعددهم 619 فردا يفضلون ان تتراوح مدة التعارف بين الشباب المقبلين على الزواج من شهرين الى ستة أشهر. وأضافت الدراسة ان الذين يفضلون أن تكون فترة التعارف نحو سنة ترتفع بين العينة العمانية الى نسبة 29.4% بينما تنخفض الى 19.3% بالعينة الكويتية.
وبينت ان أغلبية العينة الكويتية بنسبة 51.7% وأكثرية العينة العمانية أي نحو 46.5% اتفقت على أن السن المناسب لزواج الذكور هو ما بين 26 الى 30 سنة كما تتفق الغالبية من العينتين (قرابة ثلاثة أرباع كل منهما) على أن السن المناسب لزواج الاناث هو ما بين 20 الى 25 سنة.وأشارت الدراسة الى أن اغلبية العينات المشاركة تفضل أن يكون الزوج أكبر سنا من الزوجة، في كل عينة تبين أن ما يقارب 50% من الذكور في العينة العمانية يفضلون أن تكون الزوجات في نفس العمر.وأوضحت ان الغالبية من عينة الشباب الكويتي والعماني تميل الى أن يكون شريك الحياة من الجنسية نفسها وان الارتباط الزوجي من غير الاقارب تفضله أكثرية الشباب الى جانب أنهم يفضلون السكن المستقل وليس مع أهل الزوج أو الزوجة.وفي ما يتعلق بأولويات المواصفات المفضلة لدى الشباب الكويتي والعماني في شريكة الحياة تبين ان 1.الالتزام السلوكي يأتي في المقدمة ثم 2.المظهر الخارجي 3.والانتماء العائلي 4.والتعليم 5.والقدرة المالية 6. والوظيفة.
وأشارت الدراسة الى أن هناك اتفاقا بين الاناث الكويتيات والعمانيات على أن المواصفات المفضلة في شريك الحياة هي 1.الالتزام السلوكي 2. والتعليم 3.والانتماء العائلي 4.والمظهر الخارجي وبعد ذلك تأتي 5. القدرة المالية 6. والوظيفة.
وفي تفسيرهما لنتائج الدراسة قال معدا الدراسة الاستاذ في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت د.فهد الناصر ود.سعاد بنت سليمان من جامعة السلطان قابوس لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الدراسة تؤكد تشابه المجتمع الكويتي والعماني في مجال الاختيار الزوجي لا سيما وانهما يتشابهان في ظروفهما الاجتماعية والتاريخية والسياسية والدينية.
وبين الباحثان ان تفضيل اختيار شريك الحياة من خلال التعارف الشخصي هو انعكاس للتغيرات التي شهدتها المجتمعات العربية والخليجية موضحين انها كشفت أيضا ان الاختيار من خلال الأهل هو ايضا أسلوب مفضل في الاختيار الزوجي لدى أكثرية العينة ما يعني ان الثقافة التقليدية والاجتماعية لم تندثر تماما.
وذكرا ان الاكثرية في العينة الكويتية والعمانية تفضل أن تكون مدة التعارف قصيرة نسبيا وهذا يرجع الى أن هؤلاء الشباب لا يرون مبررات لاطالة مدة الخطوبة والتعارف لا سيما وان الامكانات المادية التي يتطلبها الزواج خاصة المسكن لا تمثل مشكلة تذكر أمام الشباب الخليجي بوجه عام في ظل الدعم الحكومي الكبير لسياسة الاسكان من جهة والارتفاع النسبي للمداخيل من جهة أخرى.
وأضافا ان الدراسة بينت كذلك اتجاها واضحا لدى العينتين الكويتية والعمانية لتفضيل أن يكون الزوج أكبر سنا من الزوجة ويعود ذلك الى الثقافة العربية الاسلامية للمجتمع الخليجي التي بموجبها يكون الزوج هو المسؤول عن الاسرة.
وأكدا ان نمط الاختيار الزوجي في المجتمعات ليس فرديا كما هو معروف في المجتمعات الغربية حيث ان الاختيار للجنسين يقوم على أسس فردية ومواصفات شخصية ليس للاسرة دور فيها.
وكشف الباحثان عن أنهما لمسا أيضا خلال اجراء الدراسة ان أسس اختيار الزوج تجمع بين الاسلوبين في الاختيار أي الاختيار الفردي والعائلي ما يمنح الفرد والاسرة حق ابداء الرأي عند اختيار الزوج لا سيما لدى الذكور وهذا طبيعي في مجتمع ما زال فيه الرجل يقوم بالمبادرة في الاختيار.
وأكدا ان هذه النتائج تفيد بأن هذه المجتمعات تمر في حالة من التغير الاجتماعي الذي لا يمكن حصره بالاقتصادي فقط وانما امتدت مظاهره الى طرق الاختيار الزواجي في المجتمعين الكويتي والعماني.
وشددا على أن من نتائج هذه الدراسة وفي ضوء ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمعات العربية الخليجية تبدو الحاجة ماسة الى أن تقوم مؤسسات المجتمع والدولة بتنفيذ خطط مبرمجة تهدف الى توعية الشباب حول الأسس السليمة للاختيار الزوجي مع تشجيع قيام مراكز متخصصة في الارشاد الزوجي والاسري.
وقال الباحثان ان المقبلين على الزواج يجدون في تلك المراكز كافة المعلومات اللازمة بشأن الزواج والاسرة وانه يتعين على مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام ووسائل الاعلام ان تتولى مسؤولياتها في توعية الاسرة الخليجية بخطورة اجبار الفتاة أو الفتى على الزواج من الأقارب أو من شخص بعينه.
وخلصا الى أن أكثرية المستطلعين في هذه الدراسة يفضلون الزواج من غير الاقارب مؤكدين ضرورة مراعاة هذا التفضيل وان الزواج الاجباري يناقض متطلبات التوافق الزوجي والاسري مثلما يناقض الدين والعقل والمنطق.
تعليق