تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد سقوط الصنم الهدام انفتحت آمال جديدة في العراق نحو جميع القطاعات المهنية والزراعية وبقت الزراعة عند الفلاح العراقي العامل الاهم للعيش حيث بنيت الامال على الزراعة في العهد الجديد عند الفلاحين على انها الطريق الرئيسي الى الرفاهية والعيش الرغيد وخصوصا وجود الرافدين والانهار والسدود والاهوار في العراق ....
ولكن بعد فترة ليست بالكثيرة توجهت انظار الفلاحين الى الحياة المدنية والوظيفة الحكومية متناسية مهنتهم الزراعة وبدء التطويع عند الاوساط الفلاحية الامية الى سلكي الجيش و الشرطة لكي يلحقوا باخوانهم الحضر للحصول على الرواتب المغرية وخصوصا ان طبقة الفلاحين من الطبقات المحرومة في عهد النظام البائد تاركين مهنة الزراعة ومتشبثين في الوظيفة العسكرية لانها الطريق الوحيد امامهم للعيش الرغيد الذي طالما عانوا الحرمان منه ..
وبقيت الاراضي الزراعية ملكا للفلاحين فقط على الورق دون استغلالها في اغلب مناطق العراق الوسط والجنوب مما سبب جفاف الاراضي الزراعية وشحة المواد الغذائية في العراق دون دعم الدولة للقطاع الزراعي فقد اهملت الدولة بشكل كبير قطاع الزراعة وايضا الصناعة ..
فنحن بلد يستورد رغيف الخبز من الخارج مع وجود جميع مقومات الحياة في ارضنا من موارد طبيعية وزراعية ...
وقد اوضحت بعض القنوات التلفازية هذا السبب في انحطاط مستوى الزراعة في العراق الى انه......
((يزداد القلق في العراق من تأثيرات الجفاف نتيجة قلة الأمطار ونقص الايرادات المائية لنهري دجلة والفرات كونه جاء متزامناً مع تحذيرات دولية من خطورة الازمة الغذائية التي من المتوقع أن تضرب انحاء متفرقة من دول العالم، وزارة الزراعة تؤكد إنها شكلت خلية ازمة لمواجهة الجفاف الذي تسبب بضياع مساحات واسعة من الاراضي المزروعة بالحبوب في الموصل وكركوك خصوصاً في وقت تشير الامم المتحدة الى أن اكثر من اربعة ملايين عراقي يعانون من نقص في الغذاء فيما يعاني نحو عشرة بالمئة من الاطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية، ويضيف المختصون مشاكل اخرى أثرت سلباً على القطاع الزراعي منها بناء تركيا وايران لسدود جديدة أدت الى تقليص الايرادات المائية، إعتماد اقليم كردستان على تخزين المياه في سدي دوكان ودربندخان لتوليد الطاقة الكهربائية وإنضمام عدد من الفلاحين الى مجالس الصحوة وتركهم لمهنة الفلاحة وتفشي البطالة في صفوف المهندسين الزراعيين والاطباء البيطريين وقلة الآبار الإرتوازية بالإضافة الى إنقطاع الدعم الحكومي للفلاحين وإعتماد الدولة على إستيراد الخضروات والفواكه من ايران وسوريا بدلاً من دعم الفلاحين وتشجيعهم على الزراعة))
وكل هذه العوامل تؤثر سلبا على المعيشة في العراق لمن يدعي اعادة اعمار العراق لاننا لانستطيع ان نجاري مواكب الانتاج الزراعي في العالم فعلى سبيل المثال الزراعة في دول العالم المتقدمة التي تهتم بالزراعة .. نشر في احد المقالات ان
((تعتبر الزراعة من أقدم الصناعات المكونة للاقتصاد العالمي، وقد شهدت تحولاً كبيرافي القرن
العشرين خاصة خلال النصف الثاني منه، حيث تطورت أساليب الإنتاجوالتخصص، وكان ذلك في
كل من الدول النامية والدول المتقدمة، ولكن بدرجاتمتفاوتة، وتستوعب الزراعة على المستوى
العالمي حوالي 1.3 مليار عامل، وتنتجسلعاً مختلفة تبلغ قيمتها 1.3 تريليون دولار سنويًّا، ورغم
اتساع مساحة الأرضالمزروعة في العالم بحوالي 10% فقط خلال الأربعين سنة الماضية، إلا أن
نصيبالفرد من المواد الغذائية ارتفع بنسبة 25% خلال نفس الفترة رغم زيادة تعداد السكانالعالم
بنسبة 90%؛ ويرجع ذلك إلى التطور الذي تمَّ في قطاع الزراعة في مجال طرقالإنتاج وأساليبه؛
مما أدى إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية بنسبة 20%، وأصبحتتكاليف الغذاء لا تمثل سوى 14%
من دخل الأسرة في الدول الغنية.))
فهل كل هذا مقصود ام ان هناك ايدي خفية تتلاعب بمصير العراق .. نسأل الله حسن العاقبة وانقاذ الشعب العراقي والشعوب المظلومة من المجهول القادم
تعليق