قد يقول قائل ان ما يذكر من الاخلاق الاسلامية هو من الاساطير القديمة او من مؤلف ضال في زمن ما حيث ان تلك الاخلاق نظريات مثالية غير قابلة للتطبيق ونحن نقول بل انها الواقعية العملية المسجلة في التاريخ والتي تجلت بهذا النوع من التضحيات والاخلاق في مجاهدي المسلمين الاوائل
في تفسير البيان ورد تفسير قوله تعالى ويؤثرون على انفسهم انها نزلت في شيعة عطشوا في يوم احد فجيء بماء يكفي لأحدهم فقال واحد منهم ناول فلانا حتى طيف عليهم وماتوا ولم يشرب احد منهم فأثنى الله سبحانه وتعالى عليهم
ومعركة الطف لقيادة ريحانة رسول الله ص الامام الحسين ع سجلت اعظم صور الايثار واسمى ايات الاخلاق في التاريخ حيث يعجز الكاتب ان يفضل موقفا على آخر او هذا الحدث اعمق من هذا في الاخلاق والايثار كأنك في حديقة اوراد بألوانها الزاهية فلا يسعك الا ان تقول سبحان الله
ان الامام الحسين ع وهو يضع خده على خد عبده جون والعباس يرمي الماء ويفضل الموت ولا يشرب قبل اخيه الحسين وان ابن عوسجة يتمنى الموت الف مرة أي يقطع بين يدي الحسين ع ولا يتركه وآخر يوصي بالحسين في آخر لحظة من حياته وأم تقدم ولدها بعد زوجها فداء للحسين
لذلك اصبحت ثورة الامام الحسين لوحة من الحق تجمل وجه التاريخ وتقول ان الاخلاق والدين اساس الوجود وبه نرتقي وينتصر الدم على السيف حتى صار ملهما للاحرار في العالم على طول التاريخ