إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التزام الأمانة يؤدِّي إلى الإيمان والخيانة أقبح الأخلاق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التزام الأمانة يؤدِّي إلى الإيمان والخيانة أقبح الأخلاق

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عباد الله... اتقوا الله.

    التزام الأمانة يؤدِّي إلى الإيمان والخيانة أقبح الأخلاق




    الأمانة قيمة إسلامية إنسانية

    يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد وهو يتحدث عن عناصر فلاح المؤمنين: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} [المؤمنون:8]، ويقول تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها} [النساء:58].

    الأمانة هي قيمة إسلامية إنسانية أخلاقية، تنطلق من عهدٍ بين صاحب المال الذي يتركه على نحو الأمانة، وبين الذي يحتفظ بالأمانة، فصاحب المال يعطي الإنسان المؤتمَن الثقة به بأنه سيحفظ له أمانته، والمؤتمَن يعطيه العهد بأنه سوف يحفظ أمانته ويرعاها ولا يخونها. والأمانة لا تقتصر على المال فحسب، بل إنها تمثل كل أمر يتكفّل الإنسان بحفظه ويتحمّل مسؤوليته، في ما يحمّله الآخرون من مسؤولية، فالزوجة أمانة الله عند زوجها، والعكس صحيح، من خلال العقد الذي يربط بينهما، حيث يلتزم كل منهما بحقوق الآخر، فحق كل منهما عند الآخر هو أمانة لا بد من أن يرعاها ويحفظها ويؤدّيها إليه.

    وهكذا تمتد الأمانة لتشمل المسؤوليات التي يتحمّلها العامِل عند صاحب العمل، من خلال العقد الذي يلتزم فيه العامل بأن يقوم بكل ما تفرضه عليه وظيفته تجاه صاحب العمل، وصاحب العمل يمثل الأمانة من خلال تقديم ما يجب أن يقدِّمه للعامل جزاء عمله. وتمتد المسألة في الأمانة إلى الأمانة على المجتمع، فالمجتمع يمثل المسؤولية الكبيرة التي يتحمّلها كل أفراده، وهو أمانة الله عندهم جميعاً، وعليهم أن يحفظوه من السقوط والتمزّق والانهيار والفتنة، ومن كل ما يُسقط قضاياه وأوضاعه في جميع المجالات، فكل إنسان في المجتمع مؤتمن بأن يؤدي للحياة الاجتماعية التي ترتبط بها قضايا الناس ومصالحهم، كل ما يحفظ هذه الحياة وينمّيها ويرعاها.

    وتمتد المسألة إلى الوطن كله، فالوطن هو أمانة الله عند المواطنين، بأن يحفظوه من كل من يريد إسقاطه، أو يفرض الاستكبار عليه، أو يعمل على إثارة الفتن بين أفراده. وتنطلق المسألة إلى كل حكومة تقود الناس وتحكمهم؛ فالحاكم مسؤول عن أداء الأمانة التي حمّله إياها الشعب عندما ارتضوه حاكماً، وعليه أن يؤدي إليهم حقوقهم في رعاية أمورهم وتدبيرها، وقضاء حاجاتهم، وتأكيد حرياتهم وأصالتهم. وعندما ينتخب الناس أشخاصاً ليمثلوهم في تقرير ما يصلحهم وتأمين ما يحتاجونه في المجلس النيابي أو الشورى أو في الجمعيات والمؤسسات المختلفة، فإن هذا الصوت الذي يحصلون عليه، هو أمانة، وهو يحمّلهم مسؤولية أن لا يخونوا هذا الصوت الذي أعطاهم هذه الثقة، فلا ينطلقوا في أيّ مشروع يسقط الواقع، ويؤثّر تأثيراً سلبياً على الأمة والوطن.

    مسؤولية الأمانة وآثارها


    وقد جاء في القرآن الكريم: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} [الأنفال:27]، فخيانة الأمانة لا تتصل بالشخص نفسه، بل بالشعب كله، والوطن كله، والحياة كلها، ولذلك علينا أن نرعى الأمانة. وقد ورد عن رسول الله(ص) وهو يريد أن يعرّفنا معيار القيمة الكبرى للإنسان، قوله(ص): "لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحج والمعروف، وطنطنتهم بالليل والنهار، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة"، فإذا صدقوا في أحاديثهم ولم يأخذوا بأسباب الكذب، وأدوا الأمانات إلى أهلها، يمكن أن تحكموا عليهم بالإيمان، ويكونون ممن يحبّهم الله ويرضاهم.

    وفي حديث للإمام عليّ(ع): "أفضل الإيمان الأمانة، وأقبح الأخلاق الخيانة"، لأن الأمانة تدل على أنّ هذا الإنسان يتحمّل مسؤولية ما ائتمن عليه، بينما الخيانة تدل على عكس ذلك، وأنّ هذا الإنسان لا يتحمّل مسؤولية ما يؤتمن عليه. وورد أيضاً عن الإمام الباقر(ع): "ثلاث لم يجعل الله عزّ وجلّ لأحد فيهن رخصة: أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر ـ لا فرق بين أن يكون الذي ائتمنك إنساناً طيباً صالحاً أو فاجراً فاسقاً ـ والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين".

    ويقول الإمام الصادق(ع): "اتقوا الله، وعليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم، فلو أن قاتل أمير المؤمنين ائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه". فكم هي جريمة ابن ملجم الذي قتل أمير المؤمنين(ع)، ومع ذلك، فإن الصادق(ع) يقول إنّه يلتزم بتأدية الأمانة إليه إذا قَبِل منه ذلك. وهذا ما نقوله لكل من يستحلّ أموال غير المسلمين، كأولئك الذين يختلسون المال من البنوك في المغتربات أو ما إلى ذلك، فإن ذلك حرام في حرام في حرام.

    حفظ الأمانة

    وفي كلام للإمام عليّ(ع): "لا تخن من ائتمنك وإن خانك"، فلو خانك شخص وعاد وائتمنك على شيء وقبلت أمانته، فعليك أن تحفظ له أمانته. وعن رسول الله(ص): "لا إيمان لمن لا أمانة له"، فالله تعالى لا يعتبر الإنسان مؤمناً وإن نطق بالشهادتين ما لم يؤدِّ الأمانة، لأنّه بذلك يكون مؤمن اللفظ ولكنه كافر العمل. وعنه(ص): "من خان أمانةً في الدنيا ولم يردّها إلى أهلها، ثم أدركه الموت، مات على غير ملّتي، ويلقى الله وهو عليه غضبان".

    وجاء في قوله تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} [الأحزاب:72]. ويعلّق الإمام عليّ(ع) على هذه الآية الكريمة، فيقول: "ثم أداء الأمانة، فقد خاب من ليس من أهلها، إنها عُرضت على السموات المبنية، والأرضين المدحوّة، والجبال ذات الطول المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها، ولو امتنع شيء من طول أو عرض أو قوة أو عزّ لامتنعن، ولكن أشفقن من العقوبة، وعقلن ما جهل من هو أضعف منهن، وهو الإنسان، إنه كان ظلوماً جهولاً". وقد فُسِّرت الأمانة في هذه الآية بأمانة التكليف والمسؤوليات التي حمّلها الله تعالى للإنسان في ما أمره به ونهاه عنه.

    لذلك علينا أن نرتفع إلى مستوى الالتزام بالقيم الأخلاقية التي تحفظنا في مجتمعاتنا، وتجعلنا نرتفع إلى مواقع القرب من الله.

    ------------المصدر:منقول_جريدة بينات_سماحة العلامة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X