من سلسلة مسير الأرواح بعد الموت
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
عدت إلى نفسي بعد برهة لأرى رأسي في حجر الهادي مرة أخرى .. فقلت له : (( اعذرني على عدم تمكني من النهوض )) .. لقد كانت عظامي محطمة .. ومازالت أنفاسي ثقيلة .. وكنت كالعاتب على الهادي ..أخذ الهادي يهوّن عليّ قائلا : (( إن ما رأيت كان من لوازم هذا العالم ولا يستثنى منه أحد .. كل شيء قد انتهى .. أرجو أن لا يحدث لك مثل هذا بعد الآن .. ثم إن آلام هذا العالم من مصلحتك .. )) قال الهادي : (( إن هذا الخرج خرجك فافتحه لترى ما فيه .. )) فتحته وإذا بعلب مختومة وقد كتب على بعضها (( زاد المنزل الفلاني )) والبعض الآخر (( أخطار المنزل الفلاني وعقباته )) .. فسألت عن العلب .. فقال : (( هي ساعات الليل والنهار من عمرك .. أنت تحتفظ بها كالعلب المختومة )) ..قلت : (( وما هذا المعلق برقبتي ؟؟ )) .. قال : (( هذه صحيفة أعمالك .. ففي يوم الحساب لابد من تصفية حساب وارداتك ومصروفاتك .. وهذا ليس وقته الآن .. ))
: كل انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا
قال لي : (( أرى أن زادك للسفر قليل ..اذهب ليلة الجمعة إلى أهلك .. لعلهم يتذكرونك بطلب الرحمة والمغفرة )) .. ذهب الهادي وبقيت أنتظر .. كنت في مكان حسن .. كنت في غرفة مفروشة بسجاجيد ملونة ذات نقوش جميلة ..
انتظرت حتى ليلة الجمعة .. وذهبت حسب وصية الهادي إلى بيتي بهيئة طير .. وجثمت على غصن شجرة .. أنظر إلى ما تفعله زوجتي وأبنائي وأقربائي وأصحابي .. لكني .. لقد رأيت أن أعمالهم لا تنفعني في شيء .. كانوا غارقين في شئونهم .. لقد نسوني !! وكأن الموت مصيري وحدي .. عدت إلى منزلي في المقابر بحال من اليأس والاحساس بالهوان . دخلت القبر من الثقب الذي كان فيه فوجدت الهادي جالسا وفي وسط الحجرة طبق من التفاح .. سألته : (( من أين هذا ؟؟ )) قال : (( كان أحد الناس يمر بين القبور .. فوقف على قبرك وقرأ الفاتحة .. وهذا ثوابها النقدي . ))) .. قلت في نفسي : (( رحم الله هذا الانسان الذي جاء في وقته )) ...
- يتبع -
+ ملاحظة : ضغطة القبر و آلام البرزخ آثار للذنوب الدنيوية .. ولا علاقة لها بالكفر والايمان .. فقد يكون الميت من المؤمنين الخلّص ولكنه لم يكن معصوما .. قد يقترف بعض الذنوب التي لابد أن ينال العقاب عليها ..
انظر إلى كل هذا التجليل والتكريم .. حين شيّع الرسول والملائكة وجبرئيل أحدهم وهو : سعد بن معاذ .. عندما خاطبت أم سعد ابنها قائلة : ((هنيئا لك الجنة يا سعد .. فقد دفنك النبي بيده وصلّى عليك بنفسه)) .. قال ص : ((اسكتي يا أم سعد ولا تفرضي على الله أمرا .. فلقد أصاب سعدا ضيق شديد في القبر لسوء خلقه مع عياله .. )) .
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
عدت إلى نفسي بعد برهة لأرى رأسي في حجر الهادي مرة أخرى .. فقلت له : (( اعذرني على عدم تمكني من النهوض )) .. لقد كانت عظامي محطمة .. ومازالت أنفاسي ثقيلة .. وكنت كالعاتب على الهادي ..أخذ الهادي يهوّن عليّ قائلا : (( إن ما رأيت كان من لوازم هذا العالم ولا يستثنى منه أحد .. كل شيء قد انتهى .. أرجو أن لا يحدث لك مثل هذا بعد الآن .. ثم إن آلام هذا العالم من مصلحتك .. )) قال الهادي : (( إن هذا الخرج خرجك فافتحه لترى ما فيه .. )) فتحته وإذا بعلب مختومة وقد كتب على بعضها (( زاد المنزل الفلاني )) والبعض الآخر (( أخطار المنزل الفلاني وعقباته )) .. فسألت عن العلب .. فقال : (( هي ساعات الليل والنهار من عمرك .. أنت تحتفظ بها كالعلب المختومة )) ..قلت : (( وما هذا المعلق برقبتي ؟؟ )) .. قال : (( هذه صحيفة أعمالك .. ففي يوم الحساب لابد من تصفية حساب وارداتك ومصروفاتك .. وهذا ليس وقته الآن .. ))
: كل انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا
قال لي : (( أرى أن زادك للسفر قليل ..اذهب ليلة الجمعة إلى أهلك .. لعلهم يتذكرونك بطلب الرحمة والمغفرة )) .. ذهب الهادي وبقيت أنتظر .. كنت في مكان حسن .. كنت في غرفة مفروشة بسجاجيد ملونة ذات نقوش جميلة ..
انتظرت حتى ليلة الجمعة .. وذهبت حسب وصية الهادي إلى بيتي بهيئة طير .. وجثمت على غصن شجرة .. أنظر إلى ما تفعله زوجتي وأبنائي وأقربائي وأصحابي .. لكني .. لقد رأيت أن أعمالهم لا تنفعني في شيء .. كانوا غارقين في شئونهم .. لقد نسوني !! وكأن الموت مصيري وحدي .. عدت إلى منزلي في المقابر بحال من اليأس والاحساس بالهوان . دخلت القبر من الثقب الذي كان فيه فوجدت الهادي جالسا وفي وسط الحجرة طبق من التفاح .. سألته : (( من أين هذا ؟؟ )) قال : (( كان أحد الناس يمر بين القبور .. فوقف على قبرك وقرأ الفاتحة .. وهذا ثوابها النقدي . ))) .. قلت في نفسي : (( رحم الله هذا الانسان الذي جاء في وقته )) ...
- يتبع -
+ ملاحظة : ضغطة القبر و آلام البرزخ آثار للذنوب الدنيوية .. ولا علاقة لها بالكفر والايمان .. فقد يكون الميت من المؤمنين الخلّص ولكنه لم يكن معصوما .. قد يقترف بعض الذنوب التي لابد أن ينال العقاب عليها ..
انظر إلى كل هذا التجليل والتكريم .. حين شيّع الرسول والملائكة وجبرئيل أحدهم وهو : سعد بن معاذ .. عندما خاطبت أم سعد ابنها قائلة : ((هنيئا لك الجنة يا سعد .. فقد دفنك النبي بيده وصلّى عليك بنفسه)) .. قال ص : ((اسكتي يا أم سعد ولا تفرضي على الله أمرا .. فلقد أصاب سعدا ضيق شديد في القبر لسوء خلقه مع عياله .. )) .