نيللي مصطفى - سويسرا**
كاترينا في أحد فصول عربي كلام
في الوقت الذي يلهث فيه مثقفو العالم العربي وراء الغرب لمحاكاته إذا بتلك "السندبادة" السويسرية "كاترين ريد مان" تأتي لتتعرف على الثقافة المصرية الأصيلة في كتابها الذي يحمل عنوان "رحلة سندبادة الأولى.. حكايات من القاهرة"، والتي خصصت معظمه لشهر رمضان، حيث إن الكتاب بمثابة إبحار في القاهرة وأحيائها القديمة وشعبها الأصيل.
لقد اهتمت "كاترينا" في كتابها بالناس البسطاء مثل صاحب الكشك الذي أمام بيتها، وعامل النظافة والبواب وغيرهم فهي ترى فيهم الثراء الحقيقي.
ولدت "كاترينا ريد مان" عام 1946 ودرست الفنون التشكيلية، ثم اتجهت لكتابة القصص والشعر إلى أن جاءت إلى مصر لأول مرة في عام 1993 بعدما تعلمت اللغة العربية في زيورخ على يد المدرس المصري "عصام عبد المحسن"، ولهذا جاءت.. لتحسين لغتها العربية بالانغماس في قلب الشارع المصري، حيث قضت بها ثلاثة أشهر، ومن حسن حظها أن تصادف أن يكون الشهر الأخير منها هو شهر رمضان ولياليه.
فانوس على باب "عربي كلام"
ومن شدة عشقها لهذا الشهر تعلق "كاترينا" فانوسًا كبيرًا على باب مدرستها التي تمتلكها حاليًا في مدينة زيورخ السويسرية لتعليم اللغة العربية والتي أطلقت عليها اسم مدرسة "عربي كلام".
وتوقفت شبكة "إسلام أون لاين.نت" في زيارة لمدرسة "عربي كلام" في زيورخ لتسمع حكاية هذا الفانوس، ولتعرف المزيد عن هذه الأديبة العاشقة للثقافة المصرية، وخاصة شهر رمضان.
وعند سؤال "كاترينا": ماذا كانت تعرف عن شهر رمضان قبل حضورها إلى القاهرة؟ أجابت أن حدود معرفتها كانت تنحصر في صوت مذيع نشرة الأخبار بإذاعة الراديو الألماني كل عام وهو يقول: "يستقبل العالم الإسلامي اليوم شهر رمضان، شهر الصوم".
وكانت تعلم أن المسلمين ينقطعون فيه عن الطعام والشراب منذ الفجر وحتى المغرب، إلا أنها عندما جاءت لمصر وحضرت شهر رمضان تذكر: لقد انتظرت بفارغ الصبر لاكتشف ما هو رمضان، وما سر تلك السعادة الروحية التي أراها في عيون وقلوب كل الناس في شوارع مصر، حيث رأيت "الديكورات" الرائعة في الشوارع من زينة وفوانيس، وسألت الناس عما إذا كان هذا الصوم صعبًا عليهم، فكان رد الجميع مبهرًا للغاية في كلمتين "إنه جميل".
وبدأت "كاترينا" تسأل نفسها: ما سر هذا الجمال الذي يتحدث عنه الناس في انقطاعهم عن الطعام والشراب منذ الفجر وحتى المغرب؟!!
البداية من الشرفة
وكانت البداية من شرفة شقتها التي كانت تستأجرها في شارع "أحمد عرابي"، حيث رأت أن الزحام الرهيب والمعتاد في شوارع القاهرة قد ازداد بصورة كبيرة قبل أذان المغرب وكان الجميع يجري ليلحق إفطاره، ورأت السيدات يحملن "الصواني المليئة" بالطعام إلى المساجد والجميع يأكلون مع بعضهم البعض، فشعرت "كاترينا" بالدهشة لهذا الحب والتكافل بين الجميع، أقارب وغير أقارب، والرائع أن الناس كانوا ينادون عليها وهم يفطرون لتناول الإفطار معهم.
وشعرت "كاترينا" من خلال ذلك بالفرق الكبير بين عيد المسلمين أي "شهر رمضان"، وبين أعياد "الكريسماس" في سويسرا، حيث من المفروض أن تكون أعياد الميلاد للتكافل الاجتماعي أيضًا، إلا أنها تجمع بين أفراد العائلة الواحدة فقط، أما في رمضان فالجميع ينادون عليها دون أن يعرفوها لتناول الإفطار معهم.. فتساءلت "كاترينا": ما سر هذا الشهر الذي يجعل الغريب مثلي يشعر بأنه في حالة غير عادية من الصفاء الروحي ومن الاحتضان الجماعي له؟!!
معجزة بعد الإفطار
وتواصل "كاترينا" حديثها بأنه بعد الإفطار تحدث المعجزة على حد قولها، حيث تصبح الشوارع هادئة هدوءا غير عادي، فلا يوجد شخص أو سيارة؛ ما أكد لها أن الدين أقوى من أي شيء آخر في تلك الثقافة المصرية، وأنه حاضر في تعاملاتهم اليومية.
ومما يؤكد ذلك أنها أرادت ذات يوم أن تسافر بالقطار من القاهرة إلى الإسكندرية، فحجزت قطار الساعة الـ 5 مساء، وإذا بها تذهب للمحطة وتفاجأ بأن الجميع وأغلبهم من الأجانب ينتظرون على الرصيف لحين عودة سائق القطار، حيث إنه ذهب ليتناول الإفطار.
ونظرت "كاترينا" لذلك نظرة مختلفة عن الأجانب عمومًا، حيث إنها لم يعلُ صوتها بالغضب والضجر لمثل هذا الإهمال والكسل، بل رأت الجانب الحقيقي في ذلك وهو أن تلبية النداء وتناول الإفطار بعد صوم يوم طويل، وهو أهم من أي شيء آخر لدى الشعب المصري، وهو ما يدل على اعتزازه بدينه الذي يعلو فوق كل شيء.
"شكري".. صاحب الكشك
وعن أجمل ما لاحظت "كاترينا" في شهر رمضان قالت: "شكري" صاحب الكشك أمام عمارتها في شارع "أحمد عرابي"، كانت السيجارة لا تفارق يده، فبدأت تسأل نفسها: ماذا سيفعل في شهر رمضان؟! فإذا بها تجده يجلس أمام الكشك ويسمع القرآن الكريم طوال النهار ولا يدخن إطلاقا، فأدركت أكثر أن الدين هو أقوى ما في الحياة في هذا العالم الشرقي، وهو بالفعل يحقق المعجزات لديهم.
وعبّرت عن انبهارها بذلك حيث إنها عرفت من هنا أن سر الجمال والرضا غير العادي الذي تشاهده عند بسطاء الشعب المصري هو أثر للدين وقوته، وخاصة في أوقات الأزمات، حيث تجد الرجل المصري لا يستطيع أن يأتي بقوت أولاده اليومي، ولكنه بالرغم من ذلك يقول كلمة سحرية وهي "الحمد لله" التي تدين "كاترينا" بفضل تعلمها وترديدها دائمًا للشعب المصري ولشهر رمضان.
كنافة وفانوس للسويسريين
مدرسة عربي كلام لا تكتفي باللغة وإنما بالعادات والتقاليد الشرقية
وعن الفانوس الذي تعلقه "كاترينا" على باب مدرستها قالت: إنها اشترته من خان الخليلي، حيث قضت هناك آخر ليلة من ليالي رمضان، وعلقته أمام باب مدرستها لتؤكد لراغبي تعلم اللغة العربية أن مدرستها ليست فقط لتعليم اللغة، بل للإبحار في الثقافة المصرية والرمضانية بالتحديد.
وعن أجمل ما فعلته كاترينا مع طلابها في المدرسة قالت: إنها خصصت حصة للتعريف بشهر رمضان وطقوسه وعاداته، وتعلمت طريقة صنع "الكنافة" وقدمتها لهم، بالإضافة إلى أنها اشترت من القاهرة مجموعة من الفوانيس الصغيرة على شكل ميداليات، ووزعت على كل طالب وطالبة فانوسًا؛ ولذلك يأتي لكاترينا كل يوم المزيد والمزيد من الراغبين في تعلم اللغة العربية، لأسلوبها الشيق في التعريف بالثقافة المصرية والرمضانية لكل راغبي تعلم اللغة، وهي تدين بهذا الفضل لشهر رمضان الذي حلت بركته على مدرستها.
بقاع جديدة في روحي
وعند سؤالها: لماذا اختارت مهنة البحارة وأطلقت على كتابها اسم السندبادة؟ أجابت بأن تلك المهنة تجعلها تكتشف كل يوم بقاعًا جديدة في روحها، حيث إنها بدأت كتابها "رحلة سندبادة الأولى" بالمقارنة بين الحضارة المصرية والحضارة الأوروبية، وعن أن الناس في الحضارة الشرقية لديهم هذه الناحية الروحية الرائعة التي يستمدونها من دينهم والتي يفتقدها الناس في الحضارة الأوروبية.
فعن طريق 40 حكاية في كتابها باللغة الألمانية تصور الفرق بين الحضارات، وعبق الحضارة الشرقية. وأكدت "كاترينا" في آخر حوارها معنا أنها تعشق هذه الحضارة للغاية وتعشق شعبها.
وإذا أردت التعرف على مدرسة "عربي كلام" والمزيد من المعلومات عن "كاترينا ريد مان" وكيفية الاتصال بها يمكنك ذلك عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت:www.arabikalam.ch
--------------------------------------------------------------------------------
**صحفية مصرية بسويسرا
--------------------------------------------------------------------------------
كاترينا في أحد فصول عربي كلام
في الوقت الذي يلهث فيه مثقفو العالم العربي وراء الغرب لمحاكاته إذا بتلك "السندبادة" السويسرية "كاترين ريد مان" تأتي لتتعرف على الثقافة المصرية الأصيلة في كتابها الذي يحمل عنوان "رحلة سندبادة الأولى.. حكايات من القاهرة"، والتي خصصت معظمه لشهر رمضان، حيث إن الكتاب بمثابة إبحار في القاهرة وأحيائها القديمة وشعبها الأصيل.
لقد اهتمت "كاترينا" في كتابها بالناس البسطاء مثل صاحب الكشك الذي أمام بيتها، وعامل النظافة والبواب وغيرهم فهي ترى فيهم الثراء الحقيقي.
ولدت "كاترينا ريد مان" عام 1946 ودرست الفنون التشكيلية، ثم اتجهت لكتابة القصص والشعر إلى أن جاءت إلى مصر لأول مرة في عام 1993 بعدما تعلمت اللغة العربية في زيورخ على يد المدرس المصري "عصام عبد المحسن"، ولهذا جاءت.. لتحسين لغتها العربية بالانغماس في قلب الشارع المصري، حيث قضت بها ثلاثة أشهر، ومن حسن حظها أن تصادف أن يكون الشهر الأخير منها هو شهر رمضان ولياليه.
فانوس على باب "عربي كلام"
ومن شدة عشقها لهذا الشهر تعلق "كاترينا" فانوسًا كبيرًا على باب مدرستها التي تمتلكها حاليًا في مدينة زيورخ السويسرية لتعليم اللغة العربية والتي أطلقت عليها اسم مدرسة "عربي كلام".
وتوقفت شبكة "إسلام أون لاين.نت" في زيارة لمدرسة "عربي كلام" في زيورخ لتسمع حكاية هذا الفانوس، ولتعرف المزيد عن هذه الأديبة العاشقة للثقافة المصرية، وخاصة شهر رمضان.
وعند سؤال "كاترينا": ماذا كانت تعرف عن شهر رمضان قبل حضورها إلى القاهرة؟ أجابت أن حدود معرفتها كانت تنحصر في صوت مذيع نشرة الأخبار بإذاعة الراديو الألماني كل عام وهو يقول: "يستقبل العالم الإسلامي اليوم شهر رمضان، شهر الصوم".
وكانت تعلم أن المسلمين ينقطعون فيه عن الطعام والشراب منذ الفجر وحتى المغرب، إلا أنها عندما جاءت لمصر وحضرت شهر رمضان تذكر: لقد انتظرت بفارغ الصبر لاكتشف ما هو رمضان، وما سر تلك السعادة الروحية التي أراها في عيون وقلوب كل الناس في شوارع مصر، حيث رأيت "الديكورات" الرائعة في الشوارع من زينة وفوانيس، وسألت الناس عما إذا كان هذا الصوم صعبًا عليهم، فكان رد الجميع مبهرًا للغاية في كلمتين "إنه جميل".
وبدأت "كاترينا" تسأل نفسها: ما سر هذا الجمال الذي يتحدث عنه الناس في انقطاعهم عن الطعام والشراب منذ الفجر وحتى المغرب؟!!
البداية من الشرفة
وكانت البداية من شرفة شقتها التي كانت تستأجرها في شارع "أحمد عرابي"، حيث رأت أن الزحام الرهيب والمعتاد في شوارع القاهرة قد ازداد بصورة كبيرة قبل أذان المغرب وكان الجميع يجري ليلحق إفطاره، ورأت السيدات يحملن "الصواني المليئة" بالطعام إلى المساجد والجميع يأكلون مع بعضهم البعض، فشعرت "كاترينا" بالدهشة لهذا الحب والتكافل بين الجميع، أقارب وغير أقارب، والرائع أن الناس كانوا ينادون عليها وهم يفطرون لتناول الإفطار معهم.
وشعرت "كاترينا" من خلال ذلك بالفرق الكبير بين عيد المسلمين أي "شهر رمضان"، وبين أعياد "الكريسماس" في سويسرا، حيث من المفروض أن تكون أعياد الميلاد للتكافل الاجتماعي أيضًا، إلا أنها تجمع بين أفراد العائلة الواحدة فقط، أما في رمضان فالجميع ينادون عليها دون أن يعرفوها لتناول الإفطار معهم.. فتساءلت "كاترينا": ما سر هذا الشهر الذي يجعل الغريب مثلي يشعر بأنه في حالة غير عادية من الصفاء الروحي ومن الاحتضان الجماعي له؟!!
معجزة بعد الإفطار
وتواصل "كاترينا" حديثها بأنه بعد الإفطار تحدث المعجزة على حد قولها، حيث تصبح الشوارع هادئة هدوءا غير عادي، فلا يوجد شخص أو سيارة؛ ما أكد لها أن الدين أقوى من أي شيء آخر في تلك الثقافة المصرية، وأنه حاضر في تعاملاتهم اليومية.
ومما يؤكد ذلك أنها أرادت ذات يوم أن تسافر بالقطار من القاهرة إلى الإسكندرية، فحجزت قطار الساعة الـ 5 مساء، وإذا بها تذهب للمحطة وتفاجأ بأن الجميع وأغلبهم من الأجانب ينتظرون على الرصيف لحين عودة سائق القطار، حيث إنه ذهب ليتناول الإفطار.
ونظرت "كاترينا" لذلك نظرة مختلفة عن الأجانب عمومًا، حيث إنها لم يعلُ صوتها بالغضب والضجر لمثل هذا الإهمال والكسل، بل رأت الجانب الحقيقي في ذلك وهو أن تلبية النداء وتناول الإفطار بعد صوم يوم طويل، وهو أهم من أي شيء آخر لدى الشعب المصري، وهو ما يدل على اعتزازه بدينه الذي يعلو فوق كل شيء.
"شكري".. صاحب الكشك
وعن أجمل ما لاحظت "كاترينا" في شهر رمضان قالت: "شكري" صاحب الكشك أمام عمارتها في شارع "أحمد عرابي"، كانت السيجارة لا تفارق يده، فبدأت تسأل نفسها: ماذا سيفعل في شهر رمضان؟! فإذا بها تجده يجلس أمام الكشك ويسمع القرآن الكريم طوال النهار ولا يدخن إطلاقا، فأدركت أكثر أن الدين هو أقوى ما في الحياة في هذا العالم الشرقي، وهو بالفعل يحقق المعجزات لديهم.
وعبّرت عن انبهارها بذلك حيث إنها عرفت من هنا أن سر الجمال والرضا غير العادي الذي تشاهده عند بسطاء الشعب المصري هو أثر للدين وقوته، وخاصة في أوقات الأزمات، حيث تجد الرجل المصري لا يستطيع أن يأتي بقوت أولاده اليومي، ولكنه بالرغم من ذلك يقول كلمة سحرية وهي "الحمد لله" التي تدين "كاترينا" بفضل تعلمها وترديدها دائمًا للشعب المصري ولشهر رمضان.
كنافة وفانوس للسويسريين
مدرسة عربي كلام لا تكتفي باللغة وإنما بالعادات والتقاليد الشرقية
وعن الفانوس الذي تعلقه "كاترينا" على باب مدرستها قالت: إنها اشترته من خان الخليلي، حيث قضت هناك آخر ليلة من ليالي رمضان، وعلقته أمام باب مدرستها لتؤكد لراغبي تعلم اللغة العربية أن مدرستها ليست فقط لتعليم اللغة، بل للإبحار في الثقافة المصرية والرمضانية بالتحديد.
وعن أجمل ما فعلته كاترينا مع طلابها في المدرسة قالت: إنها خصصت حصة للتعريف بشهر رمضان وطقوسه وعاداته، وتعلمت طريقة صنع "الكنافة" وقدمتها لهم، بالإضافة إلى أنها اشترت من القاهرة مجموعة من الفوانيس الصغيرة على شكل ميداليات، ووزعت على كل طالب وطالبة فانوسًا؛ ولذلك يأتي لكاترينا كل يوم المزيد والمزيد من الراغبين في تعلم اللغة العربية، لأسلوبها الشيق في التعريف بالثقافة المصرية والرمضانية لكل راغبي تعلم اللغة، وهي تدين بهذا الفضل لشهر رمضان الذي حلت بركته على مدرستها.
بقاع جديدة في روحي
وعند سؤالها: لماذا اختارت مهنة البحارة وأطلقت على كتابها اسم السندبادة؟ أجابت بأن تلك المهنة تجعلها تكتشف كل يوم بقاعًا جديدة في روحها، حيث إنها بدأت كتابها "رحلة سندبادة الأولى" بالمقارنة بين الحضارة المصرية والحضارة الأوروبية، وعن أن الناس في الحضارة الشرقية لديهم هذه الناحية الروحية الرائعة التي يستمدونها من دينهم والتي يفتقدها الناس في الحضارة الأوروبية.
فعن طريق 40 حكاية في كتابها باللغة الألمانية تصور الفرق بين الحضارات، وعبق الحضارة الشرقية. وأكدت "كاترينا" في آخر حوارها معنا أنها تعشق هذه الحضارة للغاية وتعشق شعبها.
وإذا أردت التعرف على مدرسة "عربي كلام" والمزيد من المعلومات عن "كاترينا ريد مان" وكيفية الاتصال بها يمكنك ذلك عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت:www.arabikalam.ch
--------------------------------------------------------------------------------
**صحفية مصرية بسويسرا
--------------------------------------------------------------------------------