لندن - رويترزاذا كان لا بد من الحرب فلتكن قصيرة حاسمة، هذا هو الدعاء الذى يردده سرا بعض الحكام العرب ممن يخافون اضطرابات شعبية قد يطلقها غزو للعراق لكنهم لا يجرؤون على مهاجمة الولايات المتحدة مهما يكن حجم خلافهم مع الاسلوب الذي تتبعه في الحرب التي اعلنتها على الارهاب. قال الصحافي اللبناني خيرالله خيرالله "لا توجد دولة عربية واحدة مستعدة لان تضر بعلاقاتها مع الاميركيين من اجل العراقيين او لأي سبب آخر". ورحب وزراء الخارجية العرب هذا الاسبوع بقرار مجلس الامن الدولي الذي يطالب بنزع اسلحة العراق والا واجه "عواقب وخيمة". كما ابدى مسئولون سعوديون وكويتيون ارتياحهم بعد ان قبلت بغداد القرار رسميا يوم الاربعاء. لكن حكومات عربية تعرف ان خطر حرب تقودها واشنطن لازالة ترسانة اسلحة الدمار الشامل المزعومة والاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين لا تزال قائمة. ويخشى حكام عرب ومعظمهم غير منتخبين من حال غموض عما يمكن ان يشعله عمل عسكري في منطقة ملتهبة بالفعل بسبب الدعم الاميركي لاسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين. ويخشى هؤلاء الحكام من ان يصبحوا هدفا لغضب شعوبهم. وحذر الرئيس المصري حسني مبارك هذا الاسبوع من ان الهجوم على العراق سيؤثر على الجميع ويؤدي الى اعمال ارهاب وعنف قد لا تحدث على الفور لكنها ستعطي الفرصة للجماعات الارهابية. والمعضلة حادة بشكل خاص بالنسبة للسعودية كما يتبين من التقلبات فيما يتعلق بما اذا كان سيسمح للقوات الاميركية باستخدام قواعدها او مجالها الجوي او اراضيها في شن هجوم على العراق. وشهدت المملكة عاما من الضغوط منذ ان اتضح ان 15 من بين 19 ممن نفذوا هجمات 11 سبتمبر/ ايلول على الولايات المتحدة سعوديون. وربما ادت الأدلة التي تضمنها شريط مسجل بالصوت اذيع هذا الاسبوع على ان اسامة بن لادن السعودي المولد لا يزال على قيد الحياة ويخطط لعمليات عنف جديدة الى مخاوف كثيرين في الرياض. قال محلل سعودي "ان هجوما سريعا ونظيفا للاطاحة بصدام لن يكون له تأثير على النظام هنا ولا على معظم الدول العربية، والسيناريو المزعج هو سيناريو الحرب الطويلة". وقال محلل سعودي اخر ان الصورة قد تصبح كئيبة اذا بدأ العرب يشاهدون صورا كل ليلة على شاشات التلفزيون لمصابين مدنيين عراقيين فضلا عن صور فلسطينيين يعانون على ايدي "إسرائيل". وقال المحلل ان الصراع مع العرب سيكون من خلال التلفزيون "وكلا الجانبين منتبه لهذا وعلى واشنطن ان تحرص على عدم ايذاء (العراقيين) مدنيين". وفي مصر رجح مسئولون ان تصمت مظاهرات عامة ولم يعترض المحامي الاسلامي منتصر الزيات على هذا الرأي لكنه قال انه فور تفجر اضطراب فانه قد يتخذ اشكالا لا يمكن التنبوء بها وقال لرويترز اذا تحرك الشارع فان التحرك سيكون قويا غير منظم. وربما يرتبك الحكام العرب من احتمال ان يكون هناك تغيير بالقوة للنظام في العراق ومن خطر تفكك العراق على اسس عرقية او دينية بمجرد رفع قبضة صدام الحديدية عن الحكم. لكن الكثيرين سعوا بهدوء الى وجوب التعاون مع الولايات المتحدة بوصفه ضرورة. ويعتقد المسئولون في الاردن ان تعاونهم مع واشنطن سيضعهم في مكان جيد بعد اي حرب مع العراق. وقالوا ان الولايات المتحدة وعدت بالفعل بدعم الاقتصاد الاردني الهش اذا قطعت الحرب عنه امدادات النفط العراقية. ويؤيد كثير من الاردنيين العراق بحماس لكن الحكومة شنت حملة وقائية ضد الاحتجاج العام. واقتحمت قوات خاصة وجنود اردنيون هذا الاسبوع بلدة معان جنوب الاردن بحثا عن متشددين اسلاميين مما ادى الى اشتباكات مسلحة سقط فيها سبعة قتلى على الاقل وجرح العشرات. وقال مراقب سياسي اردني عن الاضطرابات في معان وهي معقل للاسلاميين "انها رسالة للاردنيين بان السلطات لن تتهاون مع اي معارضة مؤيدة للعراق". وفي اليمن حظي هجوم صاروخي اميركي اسفر عن مقتل ستة يشتبه في انهم اعضاء في شبكة القاعدة التي يتزعمها ابن لادن بمباركة الرئيس علي عبدالله صالح على ما يبدو. وقالت احزاب المعارضة الاسلامية والاشتراكية والناصرية اليمنية في بيان مشترك نادر يوم الثلثاء ان صمت اليمن يؤكد التواطؤ الرسمي لاهدار السيادة الوطنية ودماء اليمنيين. ويسعى صالح منذ توليه السلطة في العام 1978 الى تحقيق توازن بين القبائل اليمنية التي يصعب حكمها فيما يعالج بلباقة الخلافات بين خصومه الاسلاميين اليساريين في جنوب اليمن. والتعاطف الشعبي مع العراق ومع ابن لادن الذي له جذور في اليمن يعقد مهمته. وفي مصر كثفت السلطات حملتها ضد متشددين اسلاميين منذ هجمات11 سبتمبر مما ادى الى انتقادات من جماعات حقوق انسان لكن ليس من الولايات المتحدة. قالت ايرين خان الامين العام لجماعات حقوق الانسان في منظمة العفو الدولية ان كثيرا من الحكومات في اوروبا والعالم العربي وخارجهما حصلت على اشارة من الولايات المتحدة لتقييد الحريات المدنية باسم "الحرب على الارهاب". وقالت امام المعهد الملكي للشئون الدولية في لندن هذا الاسبوع "لدينا مخاوف جدية على كيفية استغلال الحكومات للمناخ السائد (بعد 11 سبتمبر) لقمع المعارضة السياسية الشرعية".
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
|
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 09:48 PM
|
||
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
|
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 07:23 AM
|