شبهة الناحية المقدسة
إن هذا من البهتان والإثم المبين الذي دأب الكثيرون على اجتراحه بحق السيد متناسين كل القيم الأخلاقية والاجتماعية والشرعية فلم يرقبوا فيه حرمته كمسلم ولم يرقبوا فيه حرمته كعالم اعتيادي وإلى الله المشتكى والمستعان على ما يصفون . أما مسألة الالتقاء بالإمام(عجل الله فرجه الشريف) فللسيد الشهيد (نور الله ضريحه) رأي في ذلك وهو على وجهين نذكرهما أجمالاً :
أ- إن مصلحة الظهور المقدس أهم من مصلحة الغيبة فلعله تكون مصلحة الغيبة متوقفة على شخص . هذا الشخص ممكن أن يلعب دوراً مميزاً في قضية الإمامالمهدي(عجل الله فرجه الشريف) فلا يمنع ذلك من الالتقاء به .. ولعل هذا وارد بحق السيد (دام ظله) فهو أكثر الناس حركة دؤوبة لتهيئة الأذهان والنفوس لتقبل أطروحة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) العالمية تهيئة شرعية.
ب- إن كل من ينجح نجاحاً تاماً في التمحيص الإلهي يمكنه أن يفيض الله سبحانهوتعالى نعمه عليه فلا يحرمه من الالتقاء بالإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) فيكون ذلك لكثيرممن بلغ فيه الإيمان والإخلاص أن التقى بالإمام (عجل الله فرجه الشريف) . وهذا أمر محتمل ووارد لأي شخص كيف إذا كان شخصية علمية ودينية خلوقة يكون الاحتمال منها اكبر وأيقن , إضافة لذلك , فأنه يقال : أنه لا يوجد ملازمة بين الاستشارة والالتقاء , فيحتمل أن تكون الاستشارة عن طريق الرؤيـا وليس الالتقاء المباشر , ويحتمل أن تكون الاستشارة عن طريق وسيط أو عنطريق الكتابة والحصول على الجواب المكتوب المختوم من المعصوم (u) , ويحتمل غير ذلك , والله العالم بحقيقة الأمر , وربما يرجع لهذا عدم تصريح السيد الحسني (دام ظله) بأنه التقى بالإمام (u) ولا يخفى عليك عزيزي أن طرح مثل هذه الشبهة يدل على جهل مدعيها أو كـذبـه وخداعه , لأنه يريد أن يقطع الطريق على الحق وأهلهونصرته , إذ ثبت في الروايات إنالإمام(u) يكلف بعض الأنصار ويرسلهم إلى أماكن عديدة لإعلان دعوته وأحقيته وأخذ البيعة من الناس على ذلك , ولا أقلمن رواية النفس الزكية (مثلاً) حيث يقوم بمثل تلك المهمة ويقتل قبل الظهور المقدس (حسب الفرض) , فإذا تتبعنا إمكانية تصريح أحد بأنه من أنصار الإمام (u) ومنعناه منالتصريح بأنه قد التقى بالإمام (u) , إذن كيف سيخبر ذو النفس الزكية الناس بالأمر المقدس وكيف سيصدقه الناس وهو يدعي أنه مرسل من قبل الإمام (u) .
تعليق