إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد الشيعي على قناة المستقلة الحلقة الاولى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد

    الله يعطيك الصحة و العافية أخي الكريم رامي الحلي

    الحمد لله رب العالمين الحق بيّن والباطل بيّن

    ولكن القوم يفضلون البقاء في عناد رغم توفر الادلة على بطلان عقيدتهم

    و يكذبون كل أحاديث رسول الله في حق أهل بيته عليهم السلام

    ويمنعون الضيف الشيعي في برنامجهم من الكلام بحرية أو المتصل الشيعي من التكلم بمايريد كل ذلك خوفا على أباطيل عقيدتهم الفاسدة

    والحمد لله رب العالمين فان عقيدة التشيع كالشمس الساطعة ليست بحاجة لمداراة

    كعقائد البعض التي يقوم أتباعها بمداراتها خوفا من افتضاح زيفها

    التعديل الأخير تم بواسطة زهر الشوق; الساعة 23-09-2008, 09:15 AM.

    تعليق


    • #17
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اخي الكريم بقي دعاء كل الشيعة على العرعور والهاشمي وجلال الدين لحاس قصاع آل سعود عندما سخروا من اهم عقيدة اسلامية وعالمية وهي عقيدة الأمام المهدي اللهم لا ينقضي رمضان الا وتهيء من يسخر بهؤلاء ويكسرهم ويقصم ظهورهم بحق قائم آل محمد يا الله

      تعليق


      • #18
        الحق يعلو ولا يُعلى عليه ولابد ان يظهر مهما حاولوا اخفاءه

        تعليق


        • #19
          بالنسبة للرد على قناة المستقلة
          الكل يعلم انها لاتسمح لاصحاب الاختصاص بالمناضرة
          فقد اتصل الدكتور الشيعي عصام وتم قطع الاتصال معه لانه قال اني اتشرف لو كنت زيديا بدل السلفي
          وقد دعى سماحة العلامة الشيخ الكوراني من خلال قناة اهل البيت المباركة اكثر من مرة
          مدير قناة المستقلة للاتصال به والسماح له بالمشارة والرد على اباطيلهم واكد انه يحاول الاتصال بهم لاكثر من مرة ولكن
          لاحياة لمن تنادي
          كذلك دعا العديد من علماء الشيعة من خلال قناة اهل البيت والانوار المباركة قناة المستقلة للسماح لهم بالمشاركة وانا شخصيا اراسلهم كل يوم منذ اكثر من 3 اشهر للرد عليهم ولم يقرؤا لي سؤالا ولا مرة وجربو لو احببتم
          فلا مجيب للشيعة اطلاقا

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة راجي الرحمه
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اخي الكريم بقي دعاء كل الشيعة على العرعور والهاشمي وجلال الدين لحاس قصاع آل سعود عندما سخروا من اهم عقيدة اسلامية وعالمية وهي عقيدة الأمام المهدي اللهم لا ينقضي رمضان الا وتهيء من يسخر بهؤلاء ويكسرهم ويقصم ظهورهم بحق قائم آل محمد يا الله
            اضحك الله سنك ذكرتني بالقدافي

            تعليق


            • #21
              نعم ان مايقول ان الله طهر البدرين اقول له اين ذهبت عن هذه الاية وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم )(سورة التوبة الآية 101) وقوله تعالى:
              (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه...) (سورة التوبة الآية 120)،
              اين طهارة البدرين اين ذهبت؟
              ولكن طهارة ال محمد مازالت
              وكذلك قول الرسول لعلى انت مني بمنزلة هارون من موسى
              فعصمة النبي ممتدة لعلي عليه السلام
              وكذلك حديث
              من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية
              فمن امام زمانك؟

              الا يجب ان يكون معصوم
              ام اذا كان غير معصوم فما ذا اقول لله يوم القيامة عندما يحاسبني على ذنب وياتي هو اذا كان غير معصوم يعني انه مخطي او عمل خطئ فايضا يعذب؟ كيف اقتدي بامام غير معصوم يمكن ان نتعذب انا وهو سويا في جهنم لذنب ما
              قد يكون مشترك
              كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان ، لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي ، والدليل الذي اقتضانا أن نعقتد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة ، بلا فرق . ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد

              ونعتقد أن الأئمة هم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم ، وأنهم الشهداء على الناس ، وأنهم أبواب الله والسبل إليه والأدلاء عليه ، وأنهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان توحيده وخزان معرفته ، ولذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ( على حد تعبيره صلى الله عليه وآله ) .

              وكذلك - على حد قوله أيضا - ( أن مثلهم في هذه الأمة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ) وأنهم حسبما جاء في الكتاب المجيد ( عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون )
              سؤالي هل يمكن ان يجعل الله تعالى ائمة حجة على الناس غير معصومين؟
              هذا خلاف العدل الالهي وحاشا لله
              اذا كان الامام المفروض طاعته غير معصوم فيمكن للعباد الاحتجاج على الله يوم القيامة لانهم قد يخطئو فلا يلزموننا
              ولكن الله جل وعلا لا يخلق شيئ عبثا ولا حجة للعباد يوم القيام على الله تعالى

              تعليق


              • #22
                الحلقة الرابعة للرد على المستقلة
                افترائاتهم على الشيعة بعقيدتهم بالامام المهدي
                ان مايقوله اهل السنة باجمعهم وزعمهم ان الشيعة يقولون ان الامام المهدي في السرداب غائب
                اتحدى اي شخص سني او شيعي ياتي بحديث من مصادر الشيعة او كتبهم او راي اي عالم من الشيعة الامامية الاثني عشرية حول هذا القول
                الامام ليس في السرداب كما يزعم البعض ويقول انه موجود حاليا فيه
                والله كلها افترائات على الشيعة
                السرداب هو المكان الذي دخل اليه الامام الحجة هربا من العباسيين في الغيبة الصغرى وكان له باب خلفي خرج منه الامام دون ان يراه احد وغاب غيبته الكبرى باذن الله ولم يبقى فيه
                وكل من يزعم انه موجود في السرداب وان الشيعة يدخلون للسرداب ويرونه وينتظروه في باب السرداب لكي يخرج هؤولاء كاذبين مفترين على الناس

                تعليق


                • #23
                  لرد الشيعي على قناة المستقلة
                  مخالفتهم لمشروعية التوسل
                  منقول من كتاب الف سؤال واشكال للشيخ الكوراني ج 1
                  روى السنيون بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله أنه عَلَّمَ المسلمين أن يتوسلوا به إلى الله تعالى ، وقد توسلوا به في حياته فاستجاب الله لهم .
                  روى الترمذي:5/229رقم3649: (حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا عثمان بن عمر ، أخبرنا شعبة ، عن أبي جعفر ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي (ص) فقال: أدع الله أن يعافيني . قال: إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال: فادعه . قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعوه بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يامحمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي ، اللهم فشفعه فيَّ . هذا حديث حسن صحيح غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر ، وهو غير الخطمي ).
                  (ورواه ابن ماجة في:1/441، وقال:قال أبو اسحاق هذا حديث صحيح. ورواه أحمد في مسنده: 4/138 ، بروايتين . ورواه الحاكم في المستدرك:1/313 ، وقال:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ! ورواه في:1/519 ، بسندين آخرين ، وقال بعدهما:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ورواه في:1/ 526 ، وقال:تابعه شبيب بن سعيد الحبطي عن روح بن القاسم ، مع زيادات في المتن والإسناد والقول...وقال أيضاً:هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ، وإنما قدمت حديث عون بن عمارة لأن من رسمنا أن نقدم العالي من الأسانيد . ورواه الطبراني في كتاب الدعاء ص320 ، وما بعدها بعدة طرق ، وكذا في المعجم الكبير:9/31 ، والصغير:1/183 ، وصححه . ورواه في مجمع الزوائد:2/ 279، وقال:قلت:روى الترمذي وابن ماجه طرفاً من آخره خالياً عن القصة ، وقد قال الطبراني عقبه:والحديث صحيح ، بعد ذكر طرقه التي روى بها . ورواه في كنز العمال:2/181، و6/521 ( ت، هـ، ك، عن عثمان بن حنيف. حم. ت. حسن صحيح غريب. هك. وابن السني، عن عثمان بن حنيف) ورواه ابن خزيمة في صحيحه:2 / 225 ) .
                  وفي السنن الكبرى للنسائي:6/168: ( عن عثمان بن حنيف أن رجلاً أعمى أتى النبي(ص)فقال:يا رسول الله إني رجل أعمى ، فادع الله أن يشفيني ، قال بل أدَعُك ، قال:أدع الله لي مرتين أو ثلاثاً . قال: توضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله أن يقضي حاجتي ، أو حاجتي إلى فلان ، أو حاجتي في كذا وكذا . اللهم شفع في نبيي وشفعني في نفسي). انتهى . ثم رواه النسائي بروايتين أيضاً .
                  1 - بأي وجه شرعي تردون الأحاديث الصحيحة حتى على موازينكم كحديث الأعمى ، وتتمسكون في مقابلها باستحسانكم وشبهاتكم ؟!
                  2 - لماذا تصرون على مقولتكم الباطلة بأن النبي صلى الله عليه وآله ميت لاينفع ، وتردون الأحاديث الصحيحة في حياته عند ربه ونفعه لنا حياً وميتاً صلى الله عليه وآله ؟!
                  3- تعترضون على المسلمين قائلين: لماذا تتوسلون بالمخلوق ، ولاتدعون الله تعالى مباشرة ؟! هلاَّ وجهتم اعتراضكم الى النبي صلى الله عليه وآله لماذا علَّم هذا الأعمى أن يتوسل به الى الله تعالى ، ولم يعلمه أن يدعو ربه مباشرة ؟!
                  4- لماذا لاتعترضون على الله تعالى لأنه أمرنا أن نبتغي اليه الوسيلة فقال في آخر سورة أنزلها على نبيه صلى الله عليه وآله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (سورة المائدة: 35) ، أم تقولون بأن هذه الآية منسوخة بفتوى أحمد عبد الحليم الحراني؟!
                  عائشة علمت المسلمين أن يتوسلوا بقبر النبي صلى الله عليه وآله !

                  عقد الدارمي في سننه:1/43 باباً تحت عنوان: (باب ما أكرم الله تعالى نبيه(ص)بعد موته) ، وروى فيه هذا الحديث: (حدثنا أبو النعمان ، ثنا سعيد بن زيد ، ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت: أنظروا قبر النبي(ص) فاجعلوا منه كوىً إلى السماء ، حتى لايكون بينه وبين السماء سقف ، قال ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق).
                  وقد تحير ابن تيمية وأتباعه كالألباني في رواية عائشة في التوسل لأنها صريحة وهي على موازين علماء الجرح والتعديل صحيحة! وبحثا عن منفذ لتضعيفها، فتعقبهم النقاد من أتباع المذاهب المختلفة وكشفوا ما ارتكبوه في تضعيف حديث عائشة اتباعاً للهوى !
                  قال الصديق المغربي في كتابه: ( إرغام المبتدع الغبي في جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله ص23: (قال الدارمي في سننه... ونقل روايته ثم قال: ضعف الألباني هذا الأثر بسعيد بن زيد ، وهو مردود لأن سعيداً من رجال مسلم ، ووثقه يحيى بن معين. ذكر الألباني تضعيفه في كتابه (التوسل أنواعه وأحكامه ط.ثانية ص128) واحتج بحجج باطلة على عادته في تمويهاته ، حيث نقل كلام ابن حجر في التقربب الذي يوافق هواه ولم ينقل من هنالك أنه من رجال مسلم في صحيحه ، فلننتبه إلى هذا التدليس وهذه الخيانة التي تعود عليها هذا الرجل ، الذي يصف أعداءه بكتمان الحق وما يخالف آراءهم ، كما في مقدمته الجديدة لآداب زفافه والتي حلاها بما دل على اختلاطه من هجرٌ وخناً ، ثم أردف ذلك بنقل ترجمة سعيد بن زيد من الميزان للذهبي ، زيادة في الكتم والتعمية ، وقد خان فلم يذكر ما ذكر الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب:4/29 من نقل أقوال موثقيه ، زيادةً على أنه من رجال مسلم في الصحيح.... وضعفه أيضاً باختلاط أبي النعمان، وهو تضعيف غير صحيح لأن اختلاط أبي النعمان لم يؤثر في روايته، قال الدارقطني: تغير بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة . وقول ابن حبان وقع في حديثه المناكير الكثيرة بعد اختلاطه رده الذهبي فقال: لم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثاً منكراً ! ) .
                  اسئلة للمعاندين
                  1ـ خالفتم أمكم عائشة فيما صح عنها في البخاري من نفيها المؤكد رؤية النبي صلى الله عليه وآله لربه سبحانه وتكفيرها من قال ذلك ، ورجحتم على قولها قول عكرمة البربري ! ثم خالفتموها في التوسل بالنبي بعد وفاته صلى الله عليه وآله ، ورجحتم على قولها قول إمامكم ابن تيمية !
                  فأي قيمة تبقى عندكم لكلام أمكم ، التي تدَّعون تقديرها وإطاعتها ؟!
                  2ـ حكمت عائشة بكفر من يزعم أن النبي صلى الله عليه وآله رأى ربه ، فشمل حكمها إمامكم ابن تيمية ! وشملكم لأنكم قبلتم منه وقلدتموه فيه !
                  وكفَّر إمامكم ابن تيمية كل من يتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله بعد وفاته ، فشمل حكمه أمكم عائشة لأنها أمرت المسلمين بالتوسل بالميت وهو شرك أكبر؟!
                  فأي أبناء بارِّين بأمكم أنتم وقد بلغ من بركم بها أنكم تكفرونها ؟
                  وأي أم محبة لكم هي ، وقد بلغ من حبها لكم أنها تكفركم ؟!

                  تعليق


                  • #24
                    الحلقة السادسة للرد على المستقلة
                    ينكرون كل ايات القران الكريم التي تنص على الامامة لعلي عليه السلام وانه ليس افضل من بقية الصحابة
                    وان منجزات الخلفاء اللذين سبقوه وبعده معاوية اكبر من منجزاته وانه لم يقم بشي
                    روت عائشة أن علياً عليه السلام أقرب الخلق وسيلة إلى الله تعالى !

                    كانت عائشة تروي عن النبي صلى الله عليه وآله أن الذي يقتل الخوارج بعده هو أقرب الخلق وسيلة إلى الله تعالى . وقد أكد لها عمرو بن العاص أنه هو المقصود لأنه قتل الخوارج في مصر ، وفيهم ذو الثدية الموصوف !
                    وعندما قتلهم علي عليه السلام في حرب النهروان ، اكتشفت عائشة كذب ابن العاص فلعنته ! قال القاضي النعمان في شرح الأخبار:1/141: (عن مسروق ، قال: دخلت على عائشة فقالت لي: يا مسروق إنك من أبر ولدي بي وإني أسألك عن شئ فأخبرني به. فقلت: سلي يا أماه عما شئت . قالت: المخدج من قتله ؟ قلت: علي بن أبي طالب عليه السلام . قالت: وأين قتله ؟ قلت على نهر يقال لأعلاه تامرا ، ولأسفله النهروان بين أحافيف (أخافيق) وطرق . فقالت: لعن الله فلاناً تعني عمرو بن العاص فإنه أخبرني أنه قتله على نيل مصر !
                    قال مسروق: يا أماه فإني أسألك بحق الله وبحق رسوله وبحقي فإني ابنك ، لما أخبرتني بما سمعت من رسول الله فيهم . قالت: سمعته يقول فيهم: (تقصد أهل النهروان): هم شر الخلق والخليقة ، يقتلهم خير الخلق والخليقة ، وأقربهم إلى الله وسيلة !!
                    قال مسروق: وكان الناس يومئذ أخماساً ، فأتيتها بخمسين رجلاً عشرة من كل خمس ، فشهدوا لها أن علياً قتله ) .
                    الأسئلة

                    1 ـ ما رأيكم فيمن أبغض علياً عليه السلام ، أو حاربه ؟! وهل صح عندكم أنه لايبغضه إلا منافق ، وأن حربه حرب النبي صلى الله عليه وآله وسلمه سلمه ؟!
                    2 ـ بماذا تفسرون قول النبي صلى الله عليه وآله الذي روته عائشة في علي عليه السلام أنه أقرب الخلق وسيلة إلى الله تعالى ؟
                    3 ـ لقد لعنت عائشة عمراً بن العاص ، فلماذا تستنكرون علينا لعنه والبراءة منه ؟! ولماذا لاتطيعون أمكم فتلعنوه ؟!

                    تعليق


                    • #25
                      الحلقة السابعة للرد على قناة المستقلة
                      يقولون ان الشيعة يكفرون الصحابة وان كل الصحابة معصومون والقران خير دليل
                      ولكن اقول ان الشيعة لم ينكرو عمار وسلمان والمقداد وابا ذر وغيرهم من المنتجبين
                      فلماذ تنكرون هذه الدلائل التي وجدناها بكتبكم(ادعوكم لقراءة كتبكم)
                      فقد رووا في أصح صحاحهم أن الصحابة من أهل النار ولاينجو منهم إلا مثل همل النعم ! وهمل النعم: ما ينفرد عن القطيع ، ومعناه أن قطيع الصحابة في النار ، والمنفرد عنهم الخارج عن قطيعهم قد يدخل الجنة !
                      في البخاري:7/208: ( عن أبي هريرة عن النبي(ص)قال: بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلمَّ فقلت أين؟ قال إلى النار والله ! قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم! قلت أين ؟ قال: إلى النار والله ! قلت: ما شأنهم ؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم) !! وقد صرحت الرواية الآتية للبخاري بأن هؤلاء المطرودين عن الحوض من الصحابة ، وفسرها شراحه بالصحابة !
                      (وروى شبيهاً به في:7/195 و207ـ210 وص84 و87 و:8/86 و87 ، ونحوه مسلم:1/150 و:7/66 وابن ماجة:2/1440 وأحمد:2/25 و408 و:3/28 و:5/21 و24 و50 و:6/16 ، والبيهقي في سننه:4/ 14 ، ونقل رواياته المتعددة في كنز العمال:13/157و:14/48 و:15/647 وقال رواه( مالك والشافعي حم م ن ـ عن أبي هريرة) انتهى .
                      وفي البخاري:2/975: (عن ابن المسيب أن النبي(ص)قال: يرد على الحوض رجالٌ من أصحابي فيحلؤون عنه فأقول يارب أصحابي! فيقول: فإنه لاعلم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى)!(وشبيه به في: 8/86)
                      وفي مسلم:1/150: (عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص): ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه ، قالوا يا نبي الله أتعرفنا ؟ قال: نعم تردون عليَّ غراً محجلين من آثار الوضوء . ولَيُصَدَّ عني طائفةٌ منكم فلايصلون فأقول يارب هؤلاء من أصحابي ؟! فيجيبني ملكٌ فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك ؟! ) .
                      وفي مسلم:7/70: (عن أبي هريره أن النبي(ص) قال: لأذودن عن حوضي رجالاً كما تذاد الغريبة من الإبل ).(ورواه أحمد:2/298، المسند الجامع تحقيق د. عواد:3/343 و:5/135 و18 /471 ، والبيهقي في البعث والنشور ص125 ومجمع الزوائد:10/665)
                      وروى مسلم:2/369، وأحمد:5/390: (عن عمار بن ياسر قال: أخبرني حذيفة عن النبي(ص) قال: في أصحابي إثنا عشر منافقاً ، منهم ثمانيةٌ لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) ! انتهى
                      وقال المفيد في الإفصاح ص50: (وقال(النبي) عليه السلام: أيها الناس بينا أنا على الحوض إذ مُر بكم زمراً فتفرق بكم الطرق فأناديكم: ألا هلموا إلى الطريق ، فيناديني مناد من ورائي: إنهم بدلوا بعدك ، فأقول: ألا سحقاً ، ألا سحقاً . (1) .
                      وقال عليه السلام: (ما بال أقوام يقولون إن رحم رسول الله لاتنفع يوم القيامة ! بلى والله إن رحمي لموصولةٌ في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرطكم على الحوض ، فإذا جئتم قال الرجل منكم يارسول الله أنا فلانٌ بن فلان ، وقال الآخر: أنا فلانٌ بن فلان فأقول: أما النسب فقد عرفته ، ولكنكم أحدثتم بعدي فارتددتم القهقرى) .(2) .
                      وقال عليه السلام ، وقد ذكر عنده الدجال: أنا لفتنة بعضكم أخوف مني لفتنة الدجال (3) .وقال عليه السلام: إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني . (4) .
                      في أحاديث من هذا الجنس يطول شرحها ، وأمرها في الكتب عند أصحاب الحديث أشهر من أن يحتاج فيه إلى برهان .
                      على أن كتاب الله عز وجل شاهد بما ذكرناه ، ولو لم يأت حديث فيه لكفى في بيان ماوصفناه . قال الله سبحانه وتعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (سورة آل عمران: 144)
                      فأخبر تعالى عن ردتهم بعد نبيه( صلى الله عليه وآله )على القطع والثبات !
                      وجاء في هامشه: (1) مسند أحمد: 6/ 297 ، ومسند أبي يعلى: 11/ 387 ) (2) مسند أحمد: 3: 18 و62 قطعة منه (3) كنز العمال: 14/ 322 / 28812 (4) مسند أحمد: 6/ 307 .
                      الأسئلة

                      1 ـ كيف تتعقلون أن الله تعالى أمرنا أو أجاز لنا أن نأخذ ديننا من الصحابة الذين شهد النبي صلى الله عليه وآله بأن أكثريتهم الساحقة من أهل النار ؟!
                      2 ـ مادامت أكثرية الصحابة في النار ، فالقاعدة تقضي أن يكون الأصل في الصحابي الفسق وعدم العدالة ، حتى يثبت أنه من أهل الجنة . فكيف صار الصحابة كلهم عدولاً ؟!
                      3 ـ عندما يخبر النبي صلى الله عليه وآله أمته أن أكثر أصحابه من أهل النار ، فلا بد أن يعين لها ميزاناً لمعرفة الصالح والفاسق منهم ، فما هو الميزان ؟
                      4 ـ ما هي النسبة بين أحاديث النبي صلى الله عليه وآله هذه في الصحابة ، وبين الآيات التي تستدلون فيها على مدحهم وأنهم من أهل الجنة . فلماذا لاتكون هذه الأحاديث مخصصة لتلك الآيات ، ومفسرة لها ؟
                      5 ـ ما هي النسبة بين هذه الأحاديث القطعية في الصحابة ، وبين الأحاديث التي تعارضها ، وتشهد لهم جميعاً أو لأكثرهم بالصلاح والجنة ؟!

                      تعليق


                      • #26
                        الحلقة الثامنة للرد على قناة المستقلة
                        لماذا تنكرون اللعن بحجة توحيد الامة ولماذا عندما يلعن الشيعة تنسبونها لانفسكم؟وانتم تدعون حب ال البيت ونحن نلعن اعدائهم؟
                        مفهوم اللّعن وحكمته في القرآن الكريم والسنّة النبوية


                        مقدّمة:
                        اُتّهم الشيعة قديماً وحديثاً بسبّ الصحابة ولعنهم، وجرت عليهم بسبب هذه التهمة محن وآلام كثيرة. بعدما حكم عليهم بالكفر.
                        الأمر الذي يجعل اللعن والتلاعن بين المسلمين ظاهرة تلفت نظر الكثيرين، وتجعلهم يتساءلون عن حقيقة اللعن من الناحية الشرعية، وحكمته وأبعاده المختلفة.
                        والدراسة التي بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ محاولة جادة في هذا الاتجاه نحاول من خلالها تسليط الأضواء على مفهوم اللعن، في اللغة، وفي الكتاب والسنّة النبوية، وموقف مدرستي الخلفاء وأهل البيت(عليهم السلام) منه، بغية التوصل إلى النتائج المطلوبة في هذا المضمار، وأهمها تحقيق الحق في اتهام الشيعة بسبّ جميع الصحابة.

                        مفهوم اللعن والفرق بينه وبين السبّ والشتم


                        في ضوء اللّغة
                        قال الراغب الأصفهاني: (اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره)(1).
                        وقال الطريحي: (اللعن: الطرد من الرحمة... وكانت العرب إذا تمرّد الرجل منهم أبعدوه منهم وطردوه لئلاّ تلحقهم جرائره، فيقال: لعن بني فلان...)(2).
                        وقال ابن الأثير في النهاية: (أصل اللعن: الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السبّ والدعاء)(3). وعلى هذا الجوهري في صحاحه أيضاً(4).

                        هذا هو المفهوم اللغوي للّعن، أما السبّ، فقال ابن الأثير: (السبّ: الشتم)(5).
                        وكذلك قول الجوهري(6) والطريحي(7)، وابن منظور(8)، وكأنهما ـ أي السب والشتم ـ مترادفان، سوى ما ذكره الأصفهاني في المفردات هو: (أن السبّ: الشتم الوجيع)(9).
                        والشتم عند الطريحي هو: (أن تصف الشيء بما هو إزراء ونقص)(10) وعند ابن منظور: (قبيح الكلام وليس فيه قذف)(11).

                        وخلاصة الأمر أن اللّعن: إن كان من الله سبحانه فمعناه الطرد من الرحمة، وإن كان من الناس فمعناه الدعاء بالطرد، وبالتالي فهو شيء غير السب والشتم اللّذين يعنيان الكلام القبيح المستخدم في الذم والتنقيص.


                        في ضوء القرآن الكريم:
                        وكما فرّقت اللغة بين اللعن وبين السب والشتم، فرّق القرآن بينهما أيضاً، حيث نجده قد استخدم مادة (لعن) سبعاً وثلاثين مرة منسوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ومرّة واحدة منسوبة إلى الناس، وهذا الاستخدام بحد ذاته يدل على مشروعيته من حيث الأصل، بينما وردت مادة (سبَبَ) مرّة واحدة في سياق النهي وهي قوله تعالى: (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً)(12).
                        وهذا النهي يدل على قبح السب والشتم، ولو كان اللعن مشاركاً لهما في ذلك، لنهى القرآن الكريم عنه، فدلّ عدم نهيه عنه، واستخدامه له، ونسبته إلى الله سبحانه وتعالى سبعاً وثلاثين مرة في القرآن الكريم على أنه من ماهية صحيحة ومطلوبة ومشروعة.


                        في ضوء السنّة الشريفة
                        وإذا جئنا إلى السنّة النبوية وجدناها تشتمل على عشرات النصوص التي استخدم النبي (صلى الله عليه وآله) فيها اللعن، إزاء أعداء الرسالة من المشركين والمنافقين وأهل الكتاب، وإزاء حالات من المسلمين، يظهر فيها النبي (صلى الله عليه وآله) سخطه الشديد مما يقترفونه من مخالفات، أو تحذيره الشديد لهم من مقاربة الكبائر والموبقات، وقد أورد صاحب موسوعة أطراف الحديث النبوي في مادة (لعن) قريباً من ثلاثمائة عنوان حديث نبوي مصدّر بكلمة اللعن (13)، رغم أنه لم يوفق لجمع كل أحاديث هذا الباب، وفات عليه بعض مما هو مشهور فيه، كلعن النبي (صلى الله عليه وآله) للمتخلف عن جيش أُسامة(14).


                        خصائص اللّعن والملعون في الكتاب والسنّة
                        وحينما ننظر في آيات اللعن الواردة في القرآن الكريم نجدها على أربعة طوائف: فمنها آيات وجهت اللعن إلى إبليس، مثل قوله تعالى: (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين)(15)، ومنها آيات وجهت اللعن إلى عموم الكافرين، مثل قوله تعالى: (إن الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً)(16)، ومنها آيات وجهت اللعن إلى أهل الكتاب عامة واليهود خاصة، مثل قوله تعالى: (لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم)(17)، والقسم الرابع منها صبت اللعنة فيه على عناوين سلوكية عامة تشمل المسلمين، مثل عنوان الكاذبين في قوله تعالى: (والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)(18)، وعنوان الظالمين، في قوله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)(19)، وعنوان إيذاء الرسول(صلى الله عليه وآله)، في قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة)(20) وعنوان رمي المحصنات، في قوله تعالى: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة)(21). وعنوان القتل، في قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً)(22)، وعنوان النفاق، في قوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم)(23) وعنوان الفساد وقطع الرحم، في قوله تعالى: (أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم* أُولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم)(24).
                        وكأن القرآن يتسلسل في اللعن من رمز الشر المتمثل بإبليس، إلى الفئات البشرية التي تتجاوب معه وتستجيب لندائه، فيبدأ بالكافرين كحلقة أُولى، ثم بأهل الكتاب كحلقة وسطى، وكلتا الحلقتين تمثلان أعداء الإسلام من الخارج، ثم يتدرج إلى داخل الدائرة الإسلامية فيوجه اللعن إلى أعداء الإسلام من الداخل كالمنافقين، ثم ينتقل منهم إلى آخر حلقة في خط الشر المتمثلة بالظلم والقتل وقذف المحصنات وقطع الرحم، أي إلى الحلقة التي تهدد النظام الاجتماعي بالانهيار.
                        وهكذا يتعقب القرآن باللعن خط الشر من حلقاته المعادية للتوحيد والإسلام من الخارج، إلى حلقاته المعادية لهما في الداخل، إلى الحلقات الاجتماعية التي تهدد النظام الاجتماعي الإسلامي بالخطر وتعرقل سيره وحركته على طريق السعادة والفلاح، والذي يلقي نظرة مقارنة بين الكتاب والسُنّة النبوية في هذا المضمار يتراءى له بوضوح أن السنّة النبوية ركّزت وتوسعت في لعن الحلقة الأخيرة، أكثر من سائر الحلقات، والدليل على ذلك أن اللعن على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) قد انصبّ على عناوين اجتماعية كلعن الخمر والربا والرشوة، ومانع الصدقة والزكاة... إلخ كما هو واضح من عناوين هذا الباب من الأحاديث النبوية الواردة في المدونات الحديثية(25).


                        اللعن ضرورة عقائدية
                        اتضح مما سبق أن اللعن، من حيث الأصل مسألة عقائدية ضرورية، يحتاجها المجتمع المسلم، لتكريس وتعميق الأصالة الإسلامية في واقعه، واستخلاص الشوائب من داخله وإبراز الانزجار والتنفر من كل ما يمتّ إلى خط الشرّ والباطل بصلة، كالكفار في الخارج، والمنافقين في الداخل، وعوامل الدمار الاجتماعي التي تساعد حركة الأعداء في الداخل والخارج على بلوغ مقاصدهم الخبيثة، وتعيق حركة المجتمع عن بلوغ أهدافه الإسلامية، وأنّه تعبير عقائدي عن الحاجة إلى تعميق الفاصل النفسي والثقافي والأدبي في حياة الإنسان المسلم، بين الإسلام من جهة، وخط الكفر والنفاق والانحراف الذي يواجهه الإسلام في الداخل والخارج من جهة ثانية.
                        واللعن بهذا المعنى والمفهوم بعيد كل البعد عن السبّ، الذي هو مفردة سلوكية مخالفة تماماً لما عليه الأخلاق الإسلامية، وقريب كل القرب في مدلولاته العقائدية من مفهوم الولاء والبراءة من جهة، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة ثانية، ذلك أن اللعن ينصب على المحاور التي ينبغي عقائدياً على المسلم إعلان براءته منها، كالكفار والمنافقين، وعلى عوامل الانحراف الاجتماعي، والعناوين المرفوضة في السلوك الاجتماعي، التي يجب على المسلم شرعاً مكافحتها، طبقاً لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبالتالي فهو تعبير أدبي عن فريضتين، عقائدية وشرعية، في آن واحد.
                        ولا يُفهم من ذلك أن الإسلام والمجتمع الإسلامي، في مواجهته لخط الكفر والنفاق والانحراف، يعتمد اللعن كوسيلة حاسمة، إنّما الوسيلة الحاسمة في الإسلام هي الدليل والبرهان والمنطق العقلي البرهاني، الذي عبّر عنه القرآن الكريم بصيغ مختلفة، وإذا ما أحصينا استخدامات القرآن الكريم للمواد اللغوية ذات العلاقة بالفكر والعقل والدليل والبرهان والعلم والكتابة وأمثالها وجدناها تزيد على الألفين ومائة وتسعين مرّة، بينما ورد استعمال القرآن الكريم لمادة اللعن ثمان وثلاثين مرّة، فالدليل والبرهان قاعدة العقيدة في الإسلام، وما اللعن إلاّ تعبير أدبي عن الوسيلة الدفاعية الاحترازية الرادعة، التي يلجأ إليها الإنسان المسلم في موارد الإحساس بالخطر، وإنّما يلعن اللاعن بعد وضوح البيّنة وقيام البرهان لديه على الحق، وثبوت عناد وخصومة الطرف المقابل له.
                        نعم، ورد النهي عن أن يكون اللعن خُلقاً دائمياً، وسليقة ثابتة يجري عليها المؤمن بنحو مستمر، كقوله (صلى الله عليه وآله): (ليس المؤمن بالسبّاب ولا بالطعّان ولا باللعّان)(26)، وكقوله (صلى الله عليه وآله): (المؤمن لا يكون لعّاناً)(27)
                        وواضح أن الذي يقال له لعّان، هو من يجري اللعن على لسانه بنحو مستمر بسبب أو بدون سبب، أما الذي يلعن بالقدر المناسب للمقام، فلا يقال عنه لعّاناً، لأن صيغة فعّال تستخدم لمن تغلب عليه صفة معينة، وأكثر ما تطلق على أصحاب المهن، كالنجّار والقصّاب وغيرهما، ممّن يتّخذ هذه العناوين مهنةً وعملاً، وواضح أن الذي يتولّى ذبح الذبيحة بنحو طارئ في حياته لا يقال له قصّاب، وإنّما يقال هذا العنوان لمن يتولّى هذا العمل بنحو يوميّ مستمر كوظيفة دائمية له، واللعّان من هذا الباب والنهي عنه لا يستلزم النهي عن أصل اللعن، فلا تعارض بينهما أصلاً.

                        قال الفيض الكاشاني (رضي الله عنه):
                        أمّا حديث (لا تكونوا لعّانين) فلعلّه نهي عن أن يكون السبّ خُلقاً لهم، بسبب المبالغة فيه والإفراط في ارتكابه، بحيث يلعنون كل أحد، كما يدل عليه قوله: (لعّانين) لا أ نّه نهى عن لعن المستحقين، وإلاّ لقال: لا تكونوا لاعنين، فإنّ بينهما فرقاً يعلمه من أحاط بدقائق لسان العرب.
                        وأمّا ما روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) نهى عن لعن أهل الشام، فإن صحّ فلعله (عليه السلام) كان يرجو إسلامهم ورجوعهم إليه، كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعية.
                        ولذلك قال: (ولكن قولوا اللّهمّ أصلح ذات بيننا) وهذا قريبٌ من قوله تعالى في قصة فرعون: (فقولا له قولاً ليّناً))(28).
                        نعم، لقد نهى أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه عن لعن أهل الشام، وهذا مذكور في نهج البلاغة بعنوان: (ومن كلام له (عليه السلام) وقد سمع قوماً من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم بصفين) وقال ابن أبي الحديد تعليقاً عليه:
                        (والذي كرهه (عليه السلام) منهم أنهم كانوا يشتمون أهل الشام ولم يكن يكره منهم لعنهم إياهم والبراءة منهم، لا كما يتوهّمه قوم من الحشوية فيقولون: لا يجوز لعن أحد ممّن عليه اسم الإسلام وينكرون على من يلعن ومنهم من يغالي في ذلك فيقول: لا ألعن الكافر ولا ألعن إبليس وأن الله تعالى لا يقول لأحد يوم القيامة لِمَ لم تلعن؟ وإنّما يقول: لِمَ لَعنت)؟(29). فإن كلامهم هذا خلاف نص الكتاب، لأنه تعالى قال: (إنّ الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً)(30) وقال: (أُولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)(31). وقال في إبليس: (وان عليك لعنتي إلى يوم الدين)(32) وقال: (ملعونين أينما ثقفوا)(33) وفي الكتاب من ذلك الكثير الواسع.
                        وكيف يجوز للمسلم أن ينكر التبرّي ممن يجب التبرّي منه؟ ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى: (قد كانت لكم أُسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا براءٌ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً)(34).
                        وممّا يدل على أنّ من عليه اسم الإسلام إذا ارتكب الكبيرة يجوز لعنه، بل قد يجب في وقت معين، كما في حالة الملاعنة، قال الله تعالى في قصة اللعان (فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين* والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين)(35) وقال تعالى في القاذف: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)(36).
                        فهاتان الآيتان في المكلّفين من أهل القبلة، والآيات قبلهما في الكافرين والمنافقين، ولهذا قنت أمير المؤمنين (عليه السلام) على معاوية وجماعة من أصحابه، ولعنهم في أدبار الصلوات.
                        والذي نهى عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) ; هو شتم الآباء والأُمهات، ومنهم من كان يطعن في نسب قوم منهم، ومنهم من يذكرهم باللؤم، ومنهم من يعيرهم بالجبن والبخل، وبأنواع الأهاجي التي يتهاجى بها الشعراء، وأساليبها معلومة، فنهاهم (عليه السلام) عن ذلك وقال: (إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ولكن الأصوب أن تصفوا لهم أعمالهم وتذكروا حالهم... الخ)(37).
                        وبوسعنا الاستدلال بأحاديث ذم اللعّان على ما بيّناه من أنها تشير إلى ما ذكرناه سابقاً من أن الأصل في تعامل الشريعة مع خط الكفر والنفاق والانحراف هو الدليل والبرهان، وإنّما اللعن هو بمثابة الوسيلة الرادعة التي يحتاجها كل كائن حي، وكل نظام اجتماعي للدفاع عن نفسه أدبياً واجتماعياً ضد من يتآمرون عليه في الخارج ويعرقلون مسيرته في الداخل.
                        وأغرب الكلام! ما تكلم به الغزالي في هذا الباب، حيث ادّعى أن: (في لعن الأشخاص خطر فليجتنب، ولا خطر في السكوت عن لعن إبليس فضلاً عن غيره). ثم قال:
                        (وإنّما أوردنا هذا لتهاون الناس باللعنة وإطلاق اللسان بها، والمؤمن ليس بلعّان فلا ينبغي أن يطلق اللسان باللعنة إلاّ على من مات على الكفر، أو على الأجناس المعروفين بأوصافهم دون الأشخاص المعيّنين، فالاشتغال بذكر الله أولى، فإن لم يكن ففي السكوت سلامة)(38).
                        وفي كلامه مواقع للنظر اتّضحت مما سبق، فإن اللعن إذا كان فيه خطر على المجتمع كان على القرآن أن لا يأتي به، وعلى النبي (صلى الله عليه وآله) أن لا يمارسه ويطبقه، وكلام الغزالي هذا فيه نوع من الحزبية المقيتة، فلأجل الدفاع عن يزيد وتحريم لعنه، يلجأ إلى أقوال تنتهي إلى الردّ على الله وعلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، من حيث لا يريد. والقرآن الكريم يلعن إبليس ولو لم تكن مصلحة إيمانية في ذلك لما وردت آيتان في لعنه، وأبرز مصلحة نستطيع إدراكها هي تكريس وتعميق حالة الإنزجار والتنفّر في النفوس من رمز الشرّ والباطل والانحراف، بما يساعد على الاستقامة ويجعل خطاً فاصلاً كبيراً بينها وبين الانحراف، ومع ذلك يدّعي الغزالي أن لا خطر في الإمساك عن لعن إبليس فضلاً عمن هو دونه، أليس كلامه هذا ينتهي إلى إلغاء حكمة القرآن؟! أما تهاون الناس في ذلك فهذا أمر آخر مردّه إلى جهل الناس، أو إلى سياسات الحكّام الجائرين الذين أجروا اللعن على أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته على المنابر، أمثال معاوية ويزيد بن معاوية، والحكام الذين كانوا إذا أرادوا الإيقاع بأتباع أهل البيت (عليهم السلام) اتهموهم بسبّ الشيخين حتّى تسهل عليهم الوقيعة بهم كما سيأتي.
                        أمّا تفريقه بين لعن الأجناس ولعن الأشخاص فسيأتي ردّه والكلام فيه.
                        وأمّا قوله: بأنّ الاشتغال بذكر الله أولى وأن في السكوت سلامة، فمصادرة على المطلوب، فإنّ اللازم بيان حكم اللعن، فإن كان مطلوباً شرعاً فلا معنى لأن نقول: بأنّ في السكوت عنه سلامة، وإنْ لم يكن مطلوباً فاللازم حينئذ بيان عدم مشروعيته ، فكلامه أشبه بالمواعظ الوجدانية منه بالأحكام الفقهية.


                        موقف مدرسة الخلفاء من مسألة اللّعن
                        والحقيقة أن المسألة في أصلها ليست محلاًّ للخلاف بين المسلمين، إنّما وقع الخلاف بينهم فيها حينما اصطدم مفهوم اللعن بالمعنى الذي بيّناه مع قاعدة أساسية من قواعد مدرسة الخلفاء، وهي قاعدة عدالة كل من عاصر النبي (صلى الله عليه وآله) وصحبه وهو مؤمن به، ولخطورة هذه القاعدة وتقدمها عندهم على ما سواها، اضطر زعماء هذه المدرسة إلى تأويل كل ما خالفها من المفاهيم والأفكار، وحتّى الوقائع التاريخية البيّنة التي تشهد على بعض الصحابة بالفسق البيِّن، والمخالفات الصريحة التي ثبّتها القرآن الكريم على بعضهم، حاولوا التهرب منها بذرائع لا يوافقهم عليها أحد من العُقلاء، ومن المستبعد أن يكونوا هم أنفسهم مقتنعين بها، إلاّ أنهم لمّا سلكوا هذا الطريق، وسدّوا على أنفسهم سائر الطرق، وجدوا أنفسهم بحاجة إلى التشبث بكل كلمة يتصورون أنها تساعدهم على الخروج من اللوازم الفاسدة المترتبة عليه، رغم أن الأحرى بهم في مثل هذه الحالة، اتخاذ تلك اللوازم الباطلة دليلاً على بطلان تلك القاعدة.
                        ومفهوم اللعن من جملة ما عارض هذه القاعدة، فتوقفوا فيه جموداً منهم على تلك القاعدة التي ركبوا من أجل تحصينها وحراستها كل صعب وذلول، فمع أن قسماً كبيراً من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) قد ارتكب الأعمال التي وجّه القرآن الكريم اللعنة عليها، وأن الرسول (صلى الله عليه وآله) نفسه قد لعن بالعنوان بعض أصحابه، كما لعن بعضهم بالتعيين والتسمية، وأن هذا كله من قطعيات التاريخ التي لا سبيل إلى المناقشة فيها، إلاّ أن مدرسة الخلفاء ـ ورغم ذلك كلّه ـ آمنت:

                        1 ـ بأن الصحابة كلّهم عدول.

                        2 ـ إن ما وقع من بعضهم خلاف العدالة بالغاً ما بلغ لابد من حمله على وجه من الوجوه المناسبة كالاجتهاد ونحوه.

                        3 ـ إن الأخذ بمقتضى هذه المخالفات، وترتيب الأثر الشرعي والعقلي عليها، والامتناع عن حملها على محمل حسن، يؤدي إلى الطعن بمرتكبيها من الصحابة، وفتح باب اللعنة عليهم والتفسيق لهم.

                        4 ـ إن الطعن ببعض الصحابة ذنب عظيم، يؤدي إما إلى فسق الطاعن عليهم أو كفره(39).

                        وهذه نقاط بعضها مترتب على بعض، وكل واحدة منها أفحش في الخطأ والمغالطة من التي قبلها، وهي تعود جميعاً إلى سقم قاعدتهم الكلية القائلة بعدالة الصحابة، حتّى من ارتكب منهم مخالفات بيّنة قطعية، بل حتّى من شهد القرآن بفسقه!!
                        ومن هنا نشأ الخلاف بين المدرستين، مدرسة الخلفاء، ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في مسألة اللعن، حيث رأت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أن الناس في شرع الله سواسية، وأن من يرتكب الأعمال التي وردت في الكتاب والسنّة النبوية مقرونة باللعن والردع، تلحقه هذه النتيجة سواء كان صحابياً أم تابعياً أم من أهل القرون المتأخرة، خاصة وأن القرآن قد ثبّت على بعض الصحابة ذلك، وأدانهم به، وأن السنّة النبوية تضم شواهد عديدة على ذم بعض الصحابة ولعنهم والبراءة منهم، وإليك تفصيل ذلك:

                        موقف مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) من مسألة اللّعن
                        ولكي نفصّل القول في موقف مدرسة أهل البيت من مسألة اللعن تفصيلاً كافياً لابد لنا من تناولها ضمن المطالب التالية:

                        1 ـ الفصل بين اللعن والسبّ
                        اتّضح سابقاً أن اللعن ضرورة عقائدية يحتاجها المجتمع العقائدي الإسلامي لتحصين بنيته العقائدية من خصوم الإسلام الداخليين والخارجيين، ومن بعض أنماط السلوك الاجتماعي التي تهدد النظام الاجتماعي الإسلامي، بالخطر.
                        بينما السب ظاهرة أخلاقية منبوذة، ومفردة سلوكية مرفوضة، من وجهة نظر القرآن والسنّة النبوية وأئمة أهل البيت (عليهم السلام).

                        2 ـ عدم صحّة نظرية عدالة كل الصحابة
                        ليس البحث هنا منعقداً لمناقشة نظرية عدالة كل الصحابة، والبحث فيها يتطلب مجالاً واسعاً بحدود كتاب أو عدّة كتب، لكننا بمقدار ارتباط بحثنا بهذه النظرية نجد ضرورة التطرق لها بالقدر المناسب.
                        فمن القواعد العقلية المقررة بين العقلاء أن المُدّعى يجب أن يكون بحجم الدليل، فإذا كان أكبر من الدليل أصبح ادعاءاً بلا دليل. وحينما يقاس حجم المدعى ينظر إليه مع كل ما يترتب عليه من اللوازم، ثم تتم المقايسة بينه وبين الدليل المفترض عليه.
                        وحينما نأتي إلى نظرية عدالة كل الصحابة نجدها تستلزم لوازم عقلية وشرعية كثيرة وكلّها غير صحيحة منها:

                        أ ـ إن الإيمان بعدالة الصحابة يستلزم الإيمان بأن سبب العدالة في الصحابي هو مجرد صحبته للرسول (صلى الله عليه وآله)، وليس عمل الصحابي، فما دام الصحابي قد صحب الرسول (صلى الله عليه وآله) فهو عادل وإن فعل ما فعل من المخالفات.

                        ب ـ إن مخالفات الصحابة لابد من حملها على وجوه مناسبة، وكلّما تعسّر الحمل وظهر التكلف ضعفت مصداقية الشريعة، فيما تتبناه من أحكام وتدعو إليه من قيم، فالحمل على أن الصحابة مجتهدون، للمخطئ منهم أجر وللمصيب أجران من شأنه أن يضعّف قيمة الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، فأي اجتهاد يسمح للصحابة بالتقاتل فيما بينهم؟ وأي فرق حينئذ بينهم وبين سائر البشر، ممّن يتقاتلون فيما بينهم؟ وهكذا فالحمل على كل وجه شرعي، من شأنه أن يضعّف موقع ذلك الوجه من الشريعة.

                        ج ـ إن تعديل الصحابة مناف لصريح القرآن الكريم، الدال على وجود منافقين وفاسقين ومؤذين لله وللرسول (صلى الله عليه وآله) من بين صحابته، كما سيأتي.

                        د ـ إن تعديل الصحابة مناف لصريح السنّة النبوية، الدالة على تبرّم النبي (صلى الله عليه وآله) وغضبه على بعض صحابته، كما سيأتي.

                        هـ ـ إن تعديل الصحابة مناف لمفهوم اللعن الوارد في القرآن الكريم، بخصوص حالات وردت بعضها في سيرة بعض الصحابة.

                        و ـ إن تعديل الصحابة مناف لقوانين الطبيعة البشرية في الميدان الاجتماعي، فالإنسان الذي كان قبل إيمانه بالرسول محارباً له، منغمساً في جاهليته بكل ما فيها من أدران وأوساخ كيف نتعقل الحكم بتعديله بمجرد تلفظه بالشهادتين وصحبته للرسول (صلى الله عليه وآله)؟ لا ننكر أن ذلك أمر ممكن، ولكن بالنسبة إلى أفراد دلّت الشواهد العملية منهم على تحقق العدالة فيهم فعلاً، وليس بالنسبة إلى المجتمع ككل، إذ أنّ الإمكان شيء والتحقق شيء آخر، فنظرية عدالة الصحابة لا تتحدث عن الإمكان، وإنّما تتحدث عن تحقق العدالة في كل الصحابة دون أن تنظر في سلوكهم، بل دون أن تقبل النظر في ذلك، ونستطيع أن نجزم بالقول بأن نظرية عدالة الصحابة تتعارض تعارضاً تاماً مع علوم التاريخ والاجتماع والنفس، التي لا تتقبل إصدار أحكام عامة جازمة بالمدح لطائفة من الناس، ثم تفسر سلوكهم بنحو متلائم مع هذه الأحكام، والشيء الذي تؤكد عليه طبيعة الحياة وهذه العلوم، أن الأحكام بالمدح أو الذم تابعة للأعمال. وليس الأعمال تابعة للأحكام، ولأجل تبعية الأحكام للأعمال، لابد وأن ننظر في عمل كل فرد فرد، ونصدّر بازاء كل واحد منهم ما يستحقه من الحكم بالمدح أو الذم، وقد جرى العقلاء على إصدار حكم عام بالمدح أو الذم على جماعة من الناس، بملاحظة الأعم الأغلب فيها، وقد أمضى القرآن الكريم هذه الطريقة، فأصدر أحكاماً من هذا النوع على بعض الجماعات، والمعروف في مثل هذه الحالات أن حكم الجماعة لا يلحق كل فرد منها، فإذا قيل: الرجال أقوى من النساء، مثل هذا الحكم لا يعني أن كل فرد من الرجال أقوى من كل فرد من النساء، لأن هذا الحكم وأمثاله مبني على ملاحظة الأعم الأغلب وليس مبنياً على الاستقصاء، وإذا ادّعي الاستقصاء فيها كان الادعاء كاذباً لا محالة.
                        ونظرية عدالة الصحابة تصر على عدالة كل فرد منهم ولا تقبل بالبناء على الأعم الأغلب، وهذا أوضح وجه لبيان سقمها.
                        بعد بيان هذه الملاحظات على نظرية عدالة كل الصحابة من جهة، وملاحظة إصرار مدرسة الخلفاء على هذه النظرية من جهة ثانية، يحق للباحث المنصف أن يتساءل: من أجل أي دليل يجب علينا الإيمان بنظرية تستلزم ارتكاب كل هذه المفارقات واللوازم الباطلة؟ هل بلغ الدليل على هذه النظرية درجة من القوة والوضوح والتأكيد، بحيث أن ارتكاب هذه المفارقات واللوازم الباطلة أهون من الناحية المنطقية من القول بعدالة بعض الصحابة؟ وهل أن القول بعدالة بعض الصحابة لا جميعهم، تترتب عليه مخالفات ومفارقات أعظم من هذه، بحيث نضطر إلى القول بعدالة كل الصحابة؟
                        والحقيقة أننا حينما ننظر في ما يوردونه من الأدلة على نظرية عدالة كل الصحابة، نجدها مجموعة من الآيات والأحاديث التي لا تدل على هذا الادعاء، مثل آية: (والسابقون السابقون* أُولئك المقربون)(40) وآية: (محمّد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم...)(41) وآية: (لقد رضي الله عن المؤمنين...)(42).
                        وقول النبي (صلى الله عليه وآله): (خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)(43).
                        وواضح أن غاية ما تدل عليه هذه الأدلّة هو امتداح جيل الصحابة والثناء على ما بذلوه من جهود في نصرة الدين والرسول (صلى الله عليه وآله)، وهو شيء نسلّم به بالوجدان قبل القرآن، فإن صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ بما هم جماعة ـ كانوا يمثلون نواة المجتمع الإسلامي في الأرض، وبداية الانطلاقة الإسلامية في الحياة، وبالتالي فهم بالمقياس الإيماني أفضل من أي جماعة بشرية كانت في ذلك الزمان على وجه الأرض، ولكن هذا شيء والحكم بعدالة كل فرد منهم شيء آخر، وقد قلنا سابقاً أن الحكم على الجماعة لا يسري إلى كل فرد فرد فيها، لأنه بلحاظ الأعم الأغلب، بينما إسراء الحكم إلى كل فرد يتطلب الاستقصاء من جهتين، جهة الأفراد، وجهة أعمال كل فرد طيلة حياته، حتّى يصح لنا أن نقول: إن أفراد هذه الجماعة كلهم عدول، والآيات المذكورة لا دلالة فيها على الاستقصاء لا من هذه الجهة ولا من تلك، بل إن الاستقصاء غير معقول فيها، لأن حياة الصحابة المخاطبين بها لم تتم بعد حتّى نقول: إنها تدل على عدالتهم، فربما ارتكبوا بعد هذا الخطاب أو بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ما يخالف العدالة، وقد أخبرتنا آيات أُخرى أن الصحابة قد يقع من بعضهم الارتداد، وهو أعظم من منافيات العدالة، وقد وقع ذلك فعلاً. كما سيأتي.
                        وحيث يتعذر الاستقصاء نستطيع أن نقول: إن الآيات المذكورة ليست أنها لا تدل على عدالة الصحابة فحسب، بل إن هذه الدلالة ممتنعة في نفسها، فهي سالبة بانتفاء الموضوع، فليس هناك وجهان أحدهما: يدل على عدالة الصحابة، والآخر يدل على امتداحهما فقط فنختار أرجحهما بحسب القرائن والأدلة. وإنما هو وجه واحد في هذه الآيات، وهو دلالة هذه الآيات على امتداح الصحابة بما هم جيل ومجموعة، دون النظر إلى كل فرد فرد منهم، وهذا المعنى مصرّح به في نصوص أئمة أهل البيت وتراثهم الفكري.

                        الهوامش:
                        1- المفردات: 471.
                        2- مجمع البحرين: 6/309 .
                        3- النهاية: 4 / 255.
                        4- الصحاح: 4/2196 .
                        5- النهاية: 4 / 330.
                        6- الصحاح: 1 / 144 .
                        7- مجمع البحرين: 2/80.
                        8- لسان العرب: 1/455 .
                        9- المفردات: 225 .
                        10- مجمع البحرين: 6/98 .
                        11- لسان العرب: 12/318.
                        12- الأنعام: 108.
                        13- موسوعة أطراف الحديث النبوي / المجلد السادس: 594 ـ 606.
                        14- نقله ابن جرير الطبري في أحداث سنة (11 هـ ) من تاريخه وليس فيه قطعاً، والملل والنحل للشهرستاني: 1/23 ط دار المعرفة تحقيق محمد كيلاني، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: 6/52 .
                        15- سورة ص: 78.
                        16- الأحزاب: 64 .
                        17- المائدة: 78.
                        18- النور : 7.
                        19- هود: 18.
                        20- الأحزاب: 57.
                        21- النور: 23.
                        22- النساء: 93.
                        23- التوبة: 68.
                        24- محمّد: 22 ـ 23.
                        25- راجع موسوعة أطراف الحديث النبوي: 6 / 594 ـ 606 (مادة لعن).
                        26- كنز العمال: 1 / 146 ح 720.
                        27- المصدر السابق: 3: 615 ح 8178 .
                        28- المحجة البيضاء: 5 / 222 ط جماعة المدرسين.
                        29- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 11/21 ، 22، الخطبة 199 .
                        30- الأحزاب : 64 .
                        31- البقرة: 159
                        32- سورة ص: 78.
                        33- الأحزاب: 61.
                        34- الممتحنة : 4 .
                        35- النور: 6 ـ7 .
                        36- النور: 23.
                        37- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 11/22 ـ 23 ح 199 .
                        38- إحياء علوم الدين: 3/ 134 ـ 135 ط دار الفكر.
                        39- الصواعق المحرقة: 375 ـ 389 ، ط دار الكتب العلمية.
                        40- الواقعة : 10 ـ 11 .
                        41- الفتح : 29 .
                        42- الفتح : 18.
                        43- الفتاوى الكبرى: 4/217.

                        تعليق


                        • #27
                          الحلقة التاسعة للرد على قناة المستقلة
                          تفسر قوله تعالى (يا ايها اللذين امنوا اطيعوا الله واطيعو الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شي فردوه الى الله ورسوله)
                          تفسيره الاية حسب مزاجياتهم
                          وينكرون كل تفاسير السنة والشيعة التي تشير الى ان ولاة الامر بعد النبي هو علي صلوات الله عليهم
                          ويقولون انها تشير الى الحكام العرب وان الله تعالى اوجب طاعتهم ولو كانو فاسقين ؟؟؟؟
                          فهل طاعة الفسق واجب؟الله اكبر
                          ويقولون للشيعة انه لم يذكر اسم علي في هذه الاية ولا في القران
                          وان النزاع مع ولاة الامر يجب رده الى الله والرسول امنا بالله
                          النقاش الشيعي
                          لو كنتم تقولون ان الاية تشير الى ولاة الامر اي الحكام حسب نظريتكم
                          فلو تنازعنا مع حكامنا نرجع الى الله تعالى اي للقران الكريم
                          ولو وجدنا انه لايمكن حل خلافاتنا من خلال القران فان الله تعالى يخبرنا من خلال القران الرجوع للرسول
                          كلنا متفقون
                          اتينا للرسول صلى الله عليه واله وسلم وسنته التي تدعون بها ماذا نجد؟
                          انه صلى الله عليه واله وسلم يقول حسب ما اعترفو به شيوخ المستقلة عدنان العرعور السلفي الناصبي ود. جمال السلفي الناصبي انه قال صلى الله عليه واله(اوصيكم بالثقلين كتاب الله وعترتي ال بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلو بعدي ابدا حتى تردو على الحوض يوم القيامة)
                          فنحن نرجع الى ال محمد
                          ماذا تنكرون بعد من الحق؟الله اكبر هل هناك دليل اسهل واوضح من هذا الحق
                          كما انهم يتحججون بعدم وجود الامام الحجة المهدي بن الحسن عجل الله فرجه
                          بزعمهم انه لايمكن لشخص ان يعيش 1300 سنة يالها من معجزة واكذوبة شيعية
                          اقول للمعاندين الناكرين
                          لماذا عاش الخضر لحد هذا الوقت وهو عندنا في القران منذ زمن نبي الله موسى عليه السلام
                          وباجماع المسلمين فانه حي لهذه اللحضة ولو حسبنا عمره اكثر من 2000 سنة ميلادية
                          ولكن المشكلة ان المذهب السني بطوائفه سيطر عليه التيار السلفي التكفيري
                          فقد صرح محمد الهاشمي مدير المستقلة اننا ننكر الخضر وانه غير موجود
                          وايده الدكتور السعودي والكاتب الناصبي السعيدي بعدم وجود الخضر وانهم لايومنون بانه يعيش لحد الان

                          اتصور انه ياتي يوم تنكرون فيه حتى نبوة محمد صلى الله عليه واله وتتمسكون بابن تيمية الذي يجسد
                          الله تعالى في عقيدته وتتخذوه اماما وشيخا للاسلام

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                          استجابة 1
                          11 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                          بواسطة ibrahim aly awaly
                           
                          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                          ردود 2
                          12 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                          بواسطة ibrahim aly awaly
                           
                          يعمل...
                          X