سلبية الشورى في الحكم
إنّ الطبيعة الغالبة على الناس اندفاعهم وراء المنافع العاجلة واللذات الحاضرة، وقد أشار الباري في محكم كتابه إلى هذه الحقيقة بآيات عديدة، كقوله تعالى: (وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، وقوله تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي اْلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)، وقوله تعالى: (تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ * وَما وَجَدْنا لاَِكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْد وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)، وقوله تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَاْلأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ)، وقوله تعالى: (قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)، وقوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ)
تعالى: (أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ).
وعلى هذا فإلقاء مهمة اختيار الإمام على المجتمع سوف يؤدّي الى مواجة ذوي النفوذ الاجتماعي، وأصحاب الأموال الذين تصطدم مصالحهم مع خلافة الأصلح، وبالتالي سوف يعاني المجتمع كثيراً من الأذى والعناء والتضحية بالنفوس والأموال إذا أراد اختيار من يراه صالحاً لتولي أمورهم، في حين أنّ الواقع المحسوس في الأغلبية الساحقة من المجتمعات البشرية على مدى التاريخ أثبت أنّ المجتمع فشل في هذه المهمة، ولابد من تدخّل اليد الإلهية لتحديد مصيره وتعيين من يتولى شؤونة.
ولذا كان النهج الرباني في جميع العصور هو إرسال الرسل للمجتمع، وأمرهم باتباعهم وطاعتهم واتخاذهم أولياء وخلفاء في الأرض، كما قال تعالى في هذا الصدد بعد ذكره عدد كبير من الأنبياء: (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ).
والجدير بالذكر أنّ أمر الخلافة لو كان من شؤون الناس لكان على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أن يكل ذلك في زمانه إلى اختيار الناس، ويكتفي بتشريع الشروط والمواصفات العامة للقائد الذي ينبغي أن يختاره الناس، ثم يرشح نفسه كأحد الناخبين ويكل الأمر إلى اختيار الناس، أو على الأقل يحدد معالم كيفية الانتخاب والاطار الشرعي والضوابط للخلافة من بعده، ولكن الرسول لم يفعل
ذلك بل تصدى للحكم بأمر من الله عزّوجلّ فعيّن في مواقف عديدة ومشاهد كثيرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خليفة من بعده.
أهمية الإمامة:
إنّ الإمامة روح الشريعة الإسلامية والقلب النابض لها، ومن دونها يكون الدين جثة هامدة لا حياة فيه ولا رمق، ومن دونها يبقى الناس بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)همل بلا راع يفقدون المحور الذي يلتجئون إليه عند حدوث الاختلاف.
فالإمام هو الحبل الذي يعتصم به الناس لئلا يتفرقوا، وهو المسدد لمسار البشرية التكاملي الذي تعتوره العقبات والأخطار، فيكون الإمام هو الميزان الذي ترجع إليه لتصحيح مسارها.
فالإمام مَعلَم في مسار الإنسانية نحو الكمال، وهو الدليل والمرشد وصمام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلاف، وهو الذي يصون الدين والشريعة من الانحراف، وإنّ الأئمة يصطفيهم الله عزّوجلّ لهذه الأمة بعد نبيّه كما اصطفى آل إبراهيم.
فهم أئمة في جميع الأحوال سواء التف الناس حولهم ومهدوا لهم المنزلة التي اختارها الله لهم ليبسطوا العدالة على وجه الأرض، أو أعرضوا عنهم ونبذوهم وراء ظهورهم، لأن رأي الناس وما يذهبون إليه لا يغيّر من الواقع شيئاً، وأنّ الباري قد هدى الإنسان النجدين فإمّا شاكراً وإمّا كفورا (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ)، كما لم يضر الله اجتماع الناس في الغابر على تكذيب أنبيائه وقتلهم وإقصائهم لأنّ ( مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حميد )
إنّ الطبيعة الغالبة على الناس اندفاعهم وراء المنافع العاجلة واللذات الحاضرة، وقد أشار الباري في محكم كتابه إلى هذه الحقيقة بآيات عديدة، كقوله تعالى: (وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، وقوله تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي اْلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)، وقوله تعالى: (تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ * وَما وَجَدْنا لاَِكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْد وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)، وقوله تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَاْلأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ)، وقوله تعالى: (قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)، وقوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ)
تعالى: (أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ).
وعلى هذا فإلقاء مهمة اختيار الإمام على المجتمع سوف يؤدّي الى مواجة ذوي النفوذ الاجتماعي، وأصحاب الأموال الذين تصطدم مصالحهم مع خلافة الأصلح، وبالتالي سوف يعاني المجتمع كثيراً من الأذى والعناء والتضحية بالنفوس والأموال إذا أراد اختيار من يراه صالحاً لتولي أمورهم، في حين أنّ الواقع المحسوس في الأغلبية الساحقة من المجتمعات البشرية على مدى التاريخ أثبت أنّ المجتمع فشل في هذه المهمة، ولابد من تدخّل اليد الإلهية لتحديد مصيره وتعيين من يتولى شؤونة.
ولذا كان النهج الرباني في جميع العصور هو إرسال الرسل للمجتمع، وأمرهم باتباعهم وطاعتهم واتخاذهم أولياء وخلفاء في الأرض، كما قال تعالى في هذا الصدد بعد ذكره عدد كبير من الأنبياء: (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ).
والجدير بالذكر أنّ أمر الخلافة لو كان من شؤون الناس لكان على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أن يكل ذلك في زمانه إلى اختيار الناس، ويكتفي بتشريع الشروط والمواصفات العامة للقائد الذي ينبغي أن يختاره الناس، ثم يرشح نفسه كأحد الناخبين ويكل الأمر إلى اختيار الناس، أو على الأقل يحدد معالم كيفية الانتخاب والاطار الشرعي والضوابط للخلافة من بعده، ولكن الرسول لم يفعل
ذلك بل تصدى للحكم بأمر من الله عزّوجلّ فعيّن في مواقف عديدة ومشاهد كثيرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خليفة من بعده.
أهمية الإمامة:
إنّ الإمامة روح الشريعة الإسلامية والقلب النابض لها، ومن دونها يكون الدين جثة هامدة لا حياة فيه ولا رمق، ومن دونها يبقى الناس بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)همل بلا راع يفقدون المحور الذي يلتجئون إليه عند حدوث الاختلاف.
فالإمام هو الحبل الذي يعتصم به الناس لئلا يتفرقوا، وهو المسدد لمسار البشرية التكاملي الذي تعتوره العقبات والأخطار، فيكون الإمام هو الميزان الذي ترجع إليه لتصحيح مسارها.
فالإمام مَعلَم في مسار الإنسانية نحو الكمال، وهو الدليل والمرشد وصمام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلاف، وهو الذي يصون الدين والشريعة من الانحراف، وإنّ الأئمة يصطفيهم الله عزّوجلّ لهذه الأمة بعد نبيّه كما اصطفى آل إبراهيم.
فهم أئمة في جميع الأحوال سواء التف الناس حولهم ومهدوا لهم المنزلة التي اختارها الله لهم ليبسطوا العدالة على وجه الأرض، أو أعرضوا عنهم ونبذوهم وراء ظهورهم، لأن رأي الناس وما يذهبون إليه لا يغيّر من الواقع شيئاً، وأنّ الباري قد هدى الإنسان النجدين فإمّا شاكراً وإمّا كفورا (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ)، كما لم يضر الله اجتماع الناس في الغابر على تكذيب أنبيائه وقتلهم وإقصائهم لأنّ ( مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حميد )