من سلسلة مسير الأرواح بعد الموت
/ السيد محمد النجفي القوجاني
لقد قمت وحملت الخرج على ظهري .. وأخذت أجدّ في السير .. كان الطريق ممهدا لا صخرة فيه ولا حجر .. لقد كان الجو ربيعا .. وكنت أشعر بالشوق الشديد لرؤية الحبيب الهادي .. فمشيت مسرعا حتى منتصف النهار .. لقد بدأ التعب يغشاني شيئا فشيئا .. حمي الجو وأحسست بالعطش .. كنت أصعد في طريق ضيق مليء بالأشواك يرتفع في سفح .. لقد انتابتني الوحشة من الانفراد !! التفتّ إلى الوراء وإذا بقادم نحوي .. ففرحت وشكرت الله على هذا الرفيق وانتظرت حتى وصل إليّ .. وإذا به :
رجل أسود .. طويل القامة .. غليظ الشفتين .. ذو أسنان كبيرة .. بارزة .. مفرطح الأنف .. مخيف .. نتن الرائحة .. ألقى عليّ السلام هكذا : ((السامّ عليك)) .. فوقعت في شك .. واكتفيت بردي هذا من باب الاحتياط : ((وعليك)) .. سألته : ((أين تقصد ؟؟)) .. فقال : ((أنا معك)) .. لكني لم أحب أن يكون معي لأنني خفت منه .. سالته عن اسمه فقال : ((أنا توأمك! اسمي الجهل ولقبي الأعوج .. وكنيتي أبو الهول .. وعملي الافساد والفتنة)) ..
ما أغربه من رفيق سفر !! لقد كانت الوحدة خير لي .. ثم مشيت ومشى هو خلفي على بعد أقدام وأخذنا نصعد المرتفع .. وصلنا قمة الجبل فسمعته يقول : ((يظهر أنك تعبت .. لذا .. سأجعل لك كل خمسة فراسخ بفرسخ واحد حتى تصل بسرعة)) .. قلت : ((يبدو أنك على جهلك تصنع المعجزات)) .. لقد ركبني الحمق .. حسبته يحب الخير لي .. انحدرنا إلى ذلك الوادي وارتفعنا إلى طرفه الآخر .. وإذا بواد آخر في طريقنا أعمق من الأول .. وهلمّ جرّا .. رحنا نهبط الوديان ونرتقي التلال في طريق كله أشواك وأحجار وحيوانات .. لقد اشتد عليّ الحرّ .. وتدلّى لساني عطشا وتقرحت قدماي من الأشواك .. لقد تهالكت أعضائي تعبا وانتبا قلبي هلع شديد .. بينما كان السيد جهل .. يستهزيء بي ضاحكا .. ويشمت ؟؟؟؟ حتى قلت في نفسي :
+ يا ليت بيني وبينه بعد المشرقين +
- يتبع -
ملاحظة : جاء في بعض الروايات أنه بعد طرد إبليس من حضرة الله .. أصبح يولد مع كل طفل انسان .. طفل شيطان يلازمه ولا ينفكّ عنه .. لذلك فلكل انسان توأم شيطان .. يبقى مع إلى ما بعد الموت في عالم البرزخ .. فإذا كان الانسان في الدنيا قد قهر توأمه الشيطان يكون قد استكفى شره في البرزخ .. وإلاّ فسوف يزعجه هناك أيضا ولا يتركه في راحة !!
/ السيد محمد النجفي القوجاني
لقد قمت وحملت الخرج على ظهري .. وأخذت أجدّ في السير .. كان الطريق ممهدا لا صخرة فيه ولا حجر .. لقد كان الجو ربيعا .. وكنت أشعر بالشوق الشديد لرؤية الحبيب الهادي .. فمشيت مسرعا حتى منتصف النهار .. لقد بدأ التعب يغشاني شيئا فشيئا .. حمي الجو وأحسست بالعطش .. كنت أصعد في طريق ضيق مليء بالأشواك يرتفع في سفح .. لقد انتابتني الوحشة من الانفراد !! التفتّ إلى الوراء وإذا بقادم نحوي .. ففرحت وشكرت الله على هذا الرفيق وانتظرت حتى وصل إليّ .. وإذا به :
رجل أسود .. طويل القامة .. غليظ الشفتين .. ذو أسنان كبيرة .. بارزة .. مفرطح الأنف .. مخيف .. نتن الرائحة .. ألقى عليّ السلام هكذا : ((السامّ عليك)) .. فوقعت في شك .. واكتفيت بردي هذا من باب الاحتياط : ((وعليك)) .. سألته : ((أين تقصد ؟؟)) .. فقال : ((أنا معك)) .. لكني لم أحب أن يكون معي لأنني خفت منه .. سالته عن اسمه فقال : ((أنا توأمك! اسمي الجهل ولقبي الأعوج .. وكنيتي أبو الهول .. وعملي الافساد والفتنة)) ..
ما أغربه من رفيق سفر !! لقد كانت الوحدة خير لي .. ثم مشيت ومشى هو خلفي على بعد أقدام وأخذنا نصعد المرتفع .. وصلنا قمة الجبل فسمعته يقول : ((يظهر أنك تعبت .. لذا .. سأجعل لك كل خمسة فراسخ بفرسخ واحد حتى تصل بسرعة)) .. قلت : ((يبدو أنك على جهلك تصنع المعجزات)) .. لقد ركبني الحمق .. حسبته يحب الخير لي .. انحدرنا إلى ذلك الوادي وارتفعنا إلى طرفه الآخر .. وإذا بواد آخر في طريقنا أعمق من الأول .. وهلمّ جرّا .. رحنا نهبط الوديان ونرتقي التلال في طريق كله أشواك وأحجار وحيوانات .. لقد اشتد عليّ الحرّ .. وتدلّى لساني عطشا وتقرحت قدماي من الأشواك .. لقد تهالكت أعضائي تعبا وانتبا قلبي هلع شديد .. بينما كان السيد جهل .. يستهزيء بي ضاحكا .. ويشمت ؟؟؟؟ حتى قلت في نفسي :
+ يا ليت بيني وبينه بعد المشرقين +
- يتبع -
ملاحظة : جاء في بعض الروايات أنه بعد طرد إبليس من حضرة الله .. أصبح يولد مع كل طفل انسان .. طفل شيطان يلازمه ولا ينفكّ عنه .. لذلك فلكل انسان توأم شيطان .. يبقى مع إلى ما بعد الموت في عالم البرزخ .. فإذا كان الانسان في الدنيا قد قهر توأمه الشيطان يكون قد استكفى شره في البرزخ .. وإلاّ فسوف يزعجه هناك أيضا ولا يتركه في راحة !!
تعليق