إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

علماء "أهل السنة " يقولون بتحريف القرآن و العياذ بالله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    : أنّ سورة الاَحزاب تعدل سورة البقرة
    1 ـ رُوي عن عائشة : «أنّ سورة الاَحزاب كانت تُقْرأ في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مائتي آية ، فلم نقدر منها إلاّ على ماهو الآن» (1). وفي لفظ الراغب : «مائة آية» (2).
    2 ـ ورُوي عن عمر وأُبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس : «أنّ سورة الاَحزاب كانت تقارب سورة البقرة ، أو هي أطول منها ، وفيها كانت آية الرجم» (3) .
    3 ـ وعن حذيفة : «قرأتُ سورة الاَحزاب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنسيتُ منها
    ____________
    (1) الاتقان 3 : 82 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، مناهل العرفان 1 : 273 ، الدر المنثور 6 : 560 .
    (2) محاضرات الراغب 2 : 4 | 434 .
    (3) الاتقان 3 : 82 ، مسند أحمد 5 : 132 ، المستدرك 4 : 359 ، السنن الكبرى 8 : 211 ، تفسير القرطبي 14 : 113 ، الكشاف 3 : 518 ، مناهل العرفان 2 : 111 ، الدر المنثور 6 : 559 .






    سبعين آية ما وجدتها» (1).
    وقد حمل ابن الصلاح المدّعى زيادته على التفسير ، وحمله السيوطي وابن حزم على نسخ التلاوة ، والمتأمّل لهذه الروايات يلاحظ وجود اختلاف فاحش بينها في مقدار ماكانت عليه سورة الاَحزاب ، الاَمر الذي يشير إلى عدم صحّة هذه النصوص وبطلانها ، أمّا آية الرجم الواردة في الحديث الثاني فستأتي في القسم الرابع من هذه الطائفة .
    الثانية : لو كان لابن آدم واديان...
    رُوي عن أبي موسى الاَشعري أنّه قال لقرّاء البصرة : «كنّا نقرأ سورة نُشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملاَ جوف ابن آدم إلاّ التراب» (2).
    وقد حمل ابن الصلاح هذا الحديث علىالسنة ، قال : «إنّ هذا معروف في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أنّه من كلام الرسول ، لا يحكيه عن ربِّ العالمين في القرآن ويؤيده حديث روي عن العباس بن سهل ، قال: سمعت ابن الزبير على المنبر يقول : «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو أنّ ابن آدم أُعطي واديان..» وعدّه الزبيدي الحديث الرابع والاَربعين من الاَحاديث المتواترة وقال : «رواه من الصحابة خمسة عشر نفساً» (3). ورواه أحمد في
    ____________
    (1) الدر المنثور 6 : 559 .
    (2) صحيح مسلم 2 : 726 | 1050 .
    (3) مقدمتان في علوم القرآن : 85 ـ 88 .









    المسند) عن أبي واقد الليثي على أنّه حديث قدسيّ .(1)
    أمّا إخبار أبي موسى بأنّه كان ثمّة سورة تشبه براءة في الشدّة والطول ، فلو كانت لحصل العلم بها ، ولما غفل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة وكُتّاب الوحي وحُفّاظه وقُرّاؤه .
    الثالثة : سورتا الخلع والحفد
    روي أنّ سورتي الخلع والحفد كانتا في مصحف ابن عباس وأُبي بن كعب وابن مسعود ، وأنّ عمر بن الخطاب قنت بهما في الصلاة ، وأنّ أبا موسى الاَشعري كان يقرأهما.. وهما :
    1 ـ «اللّهم إنا نستعينك ونستغفرك ، ونثني عليك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك» .
    2 ـ «اللّهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق» (2).
    وقد حملهما الزرقاني والباقلاني والجزيري
    وغيرهم على الدعاء ، وقال صاحب الانتصار : «إنّ كلام القنوت المروي : أنّ أُبي بن كعب أثبته في مصحفه ، لم تقم الحجّة بأنّه قرآن منزل ، بل هو ضرب من الدعاء ، ولو كان قرآناً لنقل إلينا وحصل العلم بصحّته» إلى أن قال : «ولم يصحّ ذلك عنه، وإنّما روي عنه أنّه أثبته في مصحفه ، وقد أثبت في مصحفه ما ليس
    ____________
    (1) مسند أحمد 5 : 219 .
    (2) مناهل العرفان 1 : 257 ، روح المعاني 1 : 25






    بقرآن من دعاء أو تأويل.. الخ» (1).
    وقد روي هذا الدعاء في (الدر المنثور) والاتقان والسنن الكبرى و(المصنّف) وغيرها من عديد من الروايات عن ابن الضرس والبيهقي ومحمد بن نصر ، ولم يُصرّحوا بكونه قرآناً (2).
    الرابعة : آية الرجم
    روي بطرق متعدّدة أنّ عمر بن الخطاب ، قال : «إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرجم.. والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة ، نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم . فإنّا قد قرأناها» (3).
    وأخرج ابن أشتة في (المصاحف) عن الليث بن سعد ، قال : «إنّ عمر أتى إلى زيدٍ بآية الرجم ، فلم يكتبها زيد لاَنّه كان وحده» (4).
    وقد حمل ابن حزم آية الرجم في (المحلى) على أنّها ممّا نسخ لفظه وبقي حكمه ، وهو حملٌ باطلٌ ، لاَنّها لو كانت منسوخة التلاوة لما جاء عمر ليكتبها في المصحف ، وأنكر ابن ظفر في (الينبوع) عدّها ممّا نسخ تلاوةً ، وقال : «لاَنّ خبر الواحد لا يُثبت القرآن» (5).

    ____________
    (1) مناهل العرفان 1 : 264 .
    (2) السنن الكبرى 2 : 210 ، المصنف لعبد الرزاق 3 : 212 .
    (3) المستدرك 4 : 359 و 360 ، مسند أحمد 1 : 23 و 29 و 36 و 40 و 50 ، طبقات ابن سعد 3 : 334 ، سنن الدارمي 2 : 179 .
    (4) الاتقان 3 : 206 .
    (5) البرهان للزركشي 2 : 43 .

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة الواقعي ***
      الأخ الورفلي القائدي

      بارك الله فيك اخي و جزاك خير
      المعسل يتحدانا ان نكون نعرف عدد ايات القرآن الكريم وسورة الفاتحة وسيتسنن
      واقول له لاتتسنن ابدا لانه سيحكم عليك بالخلود في النار
      اما عدد الايات فلا اعرفها ولكن بدل التحدي عليك ان تذكرها ولا تكتم مااتاك الله من العلم ولا اقول لك اني ساتشيع ولكن اظهر علمك فلا يجوز كتمه
      لكن احذر ثم احذر تجي بالعيد قبل وقته
      ورمضان كريم
      ههههههههههههههههه جزاك الله خير يااخي الواقعي والله ضحكت من قلبي
      كلمة حلوه تجي بالعيد
      يامعسل الرجل قال لك مااعرف عدد الآيات
      خلاص هو لايفهم مثلك ولا عنده مثل علمك
      مارايك تقول له وتخلصنا
      هالحين الشيعة حطو ايديهم على قلوبهم قالو الله يكفينا شر عيدك يامعسل

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة اسد الغابه
        ههههههههههههههههه جزاك الله خير يااخي الواقعي والله ضحكت من قلبي
        كلمة حلوه تجي بالعيد
        يامعسل الرجل قال لك مااعرف عدد الآيات
        خلاص هو لايفهم مثلك ولا عنده مثل علمك
        مارايك تقول له وتخلصنا
        هالحين الشيعة حطو ايديهم على قلوبهم قالو الله يكفينا شر عيدك يامعسل
        ضحكنا معاك يا أخي

        لم أفهم ما ذا قال خونا الواقعي

        لأنا لا نفهم بعض من كلا مكم

        ولا حول و لا قوة الا بالله

        تعليق


        • #19
          مازال باب التحدي مفتوح لسنة والوهابية

          للمعلومية

          لدين اقوال متناقضة من فم أئمة المذاهب الاربعة حول عدد آيات كتاب الله

          ماذا سيفعل السنة الآن؟؟؟؟

          اللهم لاشماته

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة الورفلي القائدي
            ضحكنا معاك يا أخي

            لم أفهم ما ذا قال خونا الواقعي

            لأنا لا نفهم بعض من كلا مكم

            ولا حول و لا قوة الا بالله
            حياك الله اخي الورفلي
            معنى كلام الاخ الواقعي : انك تأتي بكلام يعتبره خصمك عيدا فهل تعرف معنى العيد ؟
            ولذلك في المشرق العربي يقال : لاتجيب العيد بمعنى لاتقول كلاما او تعمل عملا يضحك منه خصمك ويدينك به 0

            تعليق


            • #21
              http://www.fnoor.com/docs.htm

              تعليق


              • #22
                اعتقاد الشيعة الإثنى عشرية فـي القرآن الكريم

                أولا: عقيدة تحريف القرآن الكريم:

                يقول الله عز وجلإِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)الحجر:9، ويقول الرافضة التي تسمى فـي عصرنا بالشيعة:إن القرآن الذي عندنا ليس هو الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، بل جرى التغيير والتبديل، وزيد فـيه ونُقص منه.وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف فـي القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي صاحب كتاب(فصل الخطاب فـي تحريف كتاب رب الأرباب).وقال محدّثهم محمد بن يعقوب الكليني فـي(أصول الكافـي) تحت باب:أنه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمة:"عن جابر قال:سمعت أبا جعفر يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلاّ كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلاّ علي بن أبي طالب والأئمة من بعده."
                جاء في القسم الأخير من كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) لمُحَدِّث الشيعة النوري الطبرسي: الدليل الحادي عشر في إثبات التحريف في القرآن الأخبار الكثيرة المعتبرة الصريحة في وقوع السقط ودخول النقصان في الموجود من القرآن زيادة على ما مر متفرقاً في ضمن الأدلة السابقة وأنه أقل من تمام ما نزل إعجازاً على قلب سيد الإنس والجان من غير اختصاصها بآية أو سورة، وهي متفرقة في الكتب المعتبرة التي عليها المعول وإليها المرجع عند الأصحاب. جمعت ما عثرت عليها في هذا الباب بعون الله الملك الوهاب.
                1- ثقة الإسلام في آخر كتاب (فضل القرآن) من (الكافي) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أن القرآن الذي جاء به جبرائيل (ع) إلى محمد r سبعة عش ألف آية.
                2- المولى محمد صالح في (شرح الكافي) عن (كتاب سليم بن قيس الهلالي) أن أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله r لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله، وكتب على تنزيله الناخس والمنسوخ منه، والمحكم والمتشابه، والوعد والوعيد، وكان ثمانية عشر ألف آية.
                3- أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن علي بن لحكم عن هشام بن سالم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد r عشرة آلاف آية.
                4- في (الكافي):عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا. كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرؤوا كما تعلمتم. فسيجيئكم من يعلمكم.
                5- وفيه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أسمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأها الناس حتى يقوم القائم عليه السلام، فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام ورواه الصفار في (البصائر) عن محمد بن الحسين مثله.
                6- عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن سمط، قال:سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تنزيل القرآن، فقال: اقرؤوا كما علمتم.
                7-الثقة الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص ما خفي حقنا على ذي حجي، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن، قال المحدث البحراني في (الدرر النجفية): يمكن حمل الزيادة في هذا الخبر على التبديل حيث أن الأصحاب ادعوا الإجماع على عدم الزيادة فيه، والأخبار الواردة في هذا الباب مع كثرتها ليس فيها ما هو صريح في الزيادة، فتأويل هذا الخبر بما ذكرنا لا بعد فيه إلا أنه يأتي الإشارة إلى زيادة بعض الحروف، ويأتي ذكره في محله.
                8- وعنه بإسناده عن الصادق (ع):لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين.
                9- وعنه بإسناده عن إبراهيم بن عمرو، قال:قال أبو عبد الله (ع)، أن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، وإنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى، يعرف ذلك الوصاة. ورواه الصفار في (البصائر) عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر وعنه (ع).
                10- وعنه بإسناده عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن القرآن طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إلا حروفاً أخطأت به الكتبة وترهمتها الرجال.
                11- علي بن إبراهيم في تفسيره عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال:قال رسول الله r :لو أن الناس قرؤوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان" قال في (الدرر): وهو واضح الدلالة في المطلوب، والمراد لا تعتريه شائبة الشبهة والإيراد، قلت وهو كك [يعني به كذلك] إذ الظاهر أن المراد رفع الاختلاف في أمر الإمامة والرياسة أو ما هو مثلها والظاهر أن ما به يزول الاختلاف من جهة قراءته كما أنزل هو وجود اسم الرئيس فيه بحيث لا يحتمل غيره، وإلا فالاختلاف موجود وحمل الخبر على حمله على أسباب نزوله ينافي كون رافع الاختلاف القراءة كما أنزل إذ هو على ما ذكر تفسيره كك [يعني به كذلك] وهو خلاف ظاهر مع أن رافع الاختلاف في أسباب النزول لتعارض ما ورد فيه هو ظاهر القرآن أيضاً، فلا يتوقف هو عليه.
                12- الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله في ترجمة أبي الخطاب عن أبي خلف بن حماد عن أبي محمد الحسن بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم، فمحت قريش سبعة وتركوا أبا لهب.
                13- محمد بن إبراهيم النعماني في غيبته عن أحمد بن هوذه عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن الحصيرة عن أصبغ بن نباتة، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل: قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا للإزراء على رسول الله صلى الله عليه وآله [أي r] لأنه عمه".
                وذكر أحمد الطبرسي فـي (الاحتجاج) والملا حسن فـي تفسيره (الصافـي) أنّ عمر قال لزيد بن ثابت: إنّ عليا جاءنا بالقرآن، وفـيه فضائح المهاجرين والأنصار وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فـيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار. وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر:ما الحيلة؟ قال زيد:أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر:ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر فـي قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك. فلما استُخلف عمر سألوا عليا رضي الله عنه أن يدفع إليهم القرآن فـيحرفوه فـيما بينهم، فقال عمر: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال:هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة "إنا كنا عن هذا غافلين" أو تقولوا: "ما جئتنا". إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. فقال عمر:فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي:نعم،إذا قام القائم من ولدي يُظهره ويحمل الناس عليه".
                وأيضاً ما ذكره الكاشاني في (تفسيره 1/27) في رواية أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار، لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر قال:يا علي أردّده فلا حاجة لنا فيه. فأخذه علي عليه السلام فانصرف. ثمّ احضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن فقال له عمر:إنّ عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، فأجابه زيد إلى ذلك. ثمّ قال: إذا فرغت من القرآن على ما سألتم واظهر على القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل زعمتم ؟ فقال عمر:فما الحيلة ؟ قال زيد:أنتم أعلم بالحيلة. فقال عمر:ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه. فدبّر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك. ولمّا استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم. فقال:يا أبا الحسن أن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع هلي. قال علي عليه السلام هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم وتقولوا بوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به. أن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. فقال عمر:فهل وقت لإظهاره معلوم؟ فقال علي عليه السلام:نعم إذا قائم القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به".
                والبحراني فـي شرحه لنهج البلاغة:"أن عثمان بن عفان جمع الناسعلى قراءة زيد بن ثابت خاصة، وأحرق المصاحف، وأبطل ما لاشك أنّه من القرآن المُنزل").شرح نهج البلاغة:هاشم البحراني1:11).
                ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملا بعقيدة التقية فإنّ الكتاب يحتوي على مئات النصوص من علمائهم فـي كتبهم المعتبرة، يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به، ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه فـي القرآن.
                ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين أحدهما معلوم، والآخر خاص مكتوم ومنه سورة الولاية. ومما تزعم الشيعة الإثنى عشرية أنه أُسقط من القرآن آية وهي "وجعلنا عليا صهرك"؛ زعموا أنها أُسقطت من سورة "ألم نشرح" وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن السورة مكية، ولم يكن علي صهر للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة.

                تعليق


                • #23
                  مصنفات الشيعة في إثبات تحريف القرآن:

                  لقد صنف أحبار الشيعة في كل عصر من العصور كتباً مستقلة تحت عنوانالتغيير والتحريف في القرآن) يذكرون فيها أخبا هذه العقيدة الخبيثة وإثباتها بالأدلة والبراهين حسب زعمهم.ومن ذلك:-
                  أولا: مصنفات المتقدمين:
                  - صنف ذلك شيخ الشيعة الثقة عندهم:أحمد بن محمد بن خالد البرقي(كتاب التحريف).
                  -الشيخ الثقة علي بن الحسن بن فضال: قد أفرد (كتاب التحريف والتبديل)
                  - وأحمد بن محمد بن سياركتاب القراءات). وهو أستاذ للمفسر الشيعي المعروف ابن الماهيار.
                  - حسن بن سليمان الحليالتنزيل والتحريف).
                  -المفسر الشيعي المعروف محمد بن علي بن مروان الماهيار المعروف بابن الحجامكتاب قراءة أمير المؤمنين وقراءة أهل البيت).
                  -أبو طاهر عبد الواحد بن عمر القمى له كتاب (قراءة أمير المؤمنين).
                  - وذكر علي بن طاءوس(الشيخ الجليل لهم) في كتابه(سعد السعود) كتباً أخرى في هذا الموضوع، فمنها(كتاب تفسير القرآن وتأويله وتنزيله) ومنها كتاب(قراءة الرسول وأهل البيت) ومنها(كتاب الرد على أهل التبديل)، ومنها (كتاب السياري).
                  مصنفات المتأخرين: لقد وجدت كثير من الكتب الشيعية التي ألفت في اللغات الفارسية، والعربية، والأردية.
                  - منها الكتاب المعروف المشهور(فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى 1320هجرية وهو كتاب شامل مفصل بحث فيه المحدث الشيعي بحثاً وافياً في إثبات التحريف في القرآن، وردّ على من أنكر أو أظهر التناكر من الشيعة، ثمّ أردفه بكتاب آخر لرد الشبهات عن فصل الخطاب. ويرى الأستاذ محب الدين الخطيب أن سبب الضجة أنهم يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً بين خاصتهم، ومتفرقاً في مئات الكتب المعتبرة عندهم، وأن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد تطبع منه ألوف من النسخ ويطلع عليه خصومهم فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع، ويقول:ولما أبدى عقلاؤهم هذه الملاحظات خالفهم فيها مؤلفه، وألّف كتاباً آخر سماه:رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب".(الخطوط العريضة ص11). وقد ألّف كتابه هذا في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، و قد كافئوه على هذا المجهود في إثبات أن القرآن الكريم محرف بأن دفنوه في ذلك المكان الممتاز من بناء المشهد العلوي في النجف.
                  - تصحيف كاتبين ونقص آيات كتاب مبين:واسمه ميرزا سلطان أحمد الدهلوي.
                  - وضربة حيدرية:للشيعي الهندي محمد مجتهد اللكنوي.
                  وهناك كثيرون منهم وضعوا في مصنفاتهم أبواباً مستقلة لبيان هذه العقيدة المتفق عليها عندهم، فمنهم علي بن إبراهيم القمي أستاذ الكليني، وشيخهم الأكبر في الحديث محمد بن يعقوب الكليني، والسيد محمد الكاظمي في(شرح الوافية) وسماه(باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة) وأن عندهم جميع القرآن الذي أنزل على رسول الله)، وسعد بن عبد الله في كتابه(ناسخ القرآن ومنسوخه) وضع باباً باسم (باب التحريف في الآيات)..ولا يكاد يخلو كتاب من كتبهم في الحديث، والتفسير، والعقائد، والفقه، والأصول، من قدح وطعن في القرآن العظيم.
                  -"تذييل في الرد على هاشم الشامي" لزين العابدين الكرماني. قال:إن كيفية جمع القرآن أثبت أن التحريف والتصحيف والنقص وقع في القرآن، ولو أن هذا سبب لتذييل المسلمين عند اليهود والنصارى بأن طائفة منا تدعي الإسلام ثم تعمل مثل هذا العمل ولكنهم كانوا منافقين، الذين فعلوا ما فعلوا، وأن القرآن المحفوظ ليس إلا عند الإمام الغائب ثم أورد روايات أئمته وقال:إن الشيعة مجبورون أن يقرؤوا هذا القرآن تقية بأمر آل محمد عليهم السلام" (تذييل في الرد على هاشم الشامي، الطبعة الثانية مطبع سعادت كرمان، إيران ص 13-23).
                  أقوال علماء الشيعة في إثبات تحريف القرآن:
                  إليك أخي المسلم نماذج لبعض أقوال شيوخهم الذين تكن إليهم جمهور الشيعة كل تقديروإجلال في إثبات تحريف القرآن:-
                  * يذكر صاحب الكافي"رفع إلي أبي الحسن مصحفاً وقاللا تنظر فـيه، ففتحته وقرأت فـيه (لم يكن الذين كفروا) فوجدت فـيها-السورة-اسمسبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، فبعث إليّ أن ابعث إليّ بالمصحف".(الكافـي 2/261).
                  * يقول المحدث الشيعي "نعمة الله الجزائري" فـي كتابه (الأنوار النعمانية):"إن الأئمة أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن فـي الصلاة، وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان-المنتظر-فـيرتفع هذا القرآن من بين أيديالناس إلى السماء، ويُخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين، ويعمل بأحكامه".
                  * نعمة الله الجزائريّ ينقل الإجماع على التحريف فـي كتابه"الأنوار النعمانية". يقول:"إنّ الأصحاب قد أطبقوا علىصحة الأخبار المستفـيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف فـي القرآن".(فصل الخطاب ص 30):
                  *يقول المفسر الشيعي محسن الكاشاني:"إنّ القرآن الذي بينأيدينا ليس بتمامه كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بل منه ما هو خلاف ماأنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة".(تفسير الصافـي، المقدمة-محسن الكاشاني).
                  *يؤكد ذلك طيب الموسوي فـي تعليقه على تفسير القمي علي بنإبراهيم: (ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين، المتقدمين منهموالمتأخرين القول بالنقيصة كـالكليني والبرقي والعياشي والنعماني وفرات بن إبراهيم وأحمد بن طالب الطبرسي والمجلسي والسيد الجزائري والحر العاملي والعلامة الفتوني والسيد البحراني، قد تمسكوا فـي إثباتمذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عليها".(تفسير القمي-المقدمةص23).*والمجلسي يُصرح قائلاً:"إنّ عثمان حذف عن هذا القرآن ثلاثة أشياء:مناقب أمير المؤمنين علي، وأهل البيت، وذمّ قريش والخلفاء الثلاثة، مثل آية "يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا".(تذكرة الأئمة المجلسي ص9).
                  *يقول علي أصغر البروجردي:"والواجب أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فـيه تغيير وتبديل، مع أنه وقع التحريف والحذف فـي القرآن الذي ألفه بعضالمنافقين، والقرآن الأصلي موجود عند إمام العصر".(عقائد الشيعة: علي أصغر البروجردي ص27).
                  وغيرهم كثير يضيق المقام عن حصر أقوالهم. وأما تبجح بعض علمائهم المعاصرين بأنهم قد أنكروا التحريف فعلماؤهم أنفسهم يردون عليهم، فـيقول أحد علمائهم رداً على الشريف المرتضى قوله بعدم التحريف:"فإنّ الحق أحق أن يتبع، ولم يكن السيد علمالهدى-المرتضى- معصوماً حتى يجب أن يطاع فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا إتباعه ولا خير فـيه".(الشيعة والسنة ص133 إحسان ظهير). والجزائري يرد عليهم أيضاً:"نعم قد خالف فـيها المرتضى والصدوق والشيخ الطوسي وحكموا بأنّ ما بين الدفتين هو المصحف المنزل لا غير ولم يقع فـيه تحريف،أو تبديل…والظاهر أنّ هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة..كيف وهؤلاء الأعلام رووا فـيمؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور فـي القرآن، وأنّ الآية هكذا..ثمّ غيّرتإلى هكذا ".(الأنوار النعمانية:الجزائري).
                  ثمّ الخميني الذي يستشهدون بأقواله على عدم وقوعالتحريف يفضحه الله تعالى، حيث قال فـي معرض كلامه عن الإمامة والصحابة:"..فإنّ أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفـيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار-وإلى الأبد- بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك لعيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى".(كشف الأسرار:الخميني ص 131).
                  وقد درج بعض شيوخهم المعاصرين على التظاهر بإنكار هذه الفرية، والدفاع عن كتاب الله سبحانه. لكن يلاحظ كفره في فلتات لسانه، وترى الباطل يحاول دسه في الخفاء..ومن أخبث من سلك هذا الطريق شيخهم الخوئي أبو القاسم الموسمي الخوئي، المرجع الأعلى للشيعة في العراق وغيرها من البلاد. ففي تفسيره"البيان" فهو يقرر:"أن المشهور بين علماء الشيعة ومحققيهم، بل المتسالم عليه بينهم هو" القول بعدم التحريف".(تفسير البيان ص226). ولكنّ أبا القسم الخوئي يقطع بصحة جملة من روايات التحريف فيقول:"إن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين، ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيـها مـا روي بطـريـق معتبر".(تفسير البيان ص222).
                  وبتتبع رواياتهم وأساطيرهم بهذا الخصوص ويعتبر رواياتهم التي تتحدث عن مصحف لعلي فيه زيادات ليست في كتاب الله القرآن وقد ذكرت فيها أسماء الأئمة، وأساطيرهم التي تقول بنقص القرآن، كل ذلك يعتبره ثابتاً عندهم، ولكنه يرى أنه من قبيل التفسير الذي نزل من عند الله وأن تلك الزيادات كانت تفسيراً بعنوان التأويل وما يؤول إليه الكلام، أو بعنوان التنزيل من الله شرحاً للمراد. (البيان ص223 وما بعدها).وأما أساطيرهم التي دلت على التحريف بعنوانه(على حسب تعبيره) وبلغت عندهم باعترافه عشرين رواية، وهو يعني بذلك أساطيرهم التي تقول بأن الصحابة حرفوا القرآن وبدلوه، حيث استشهد لذلك بقوله:عن الكافي والصدوق بإسنادهما عن علي بن سويد قال: كتبت إلى أبي الحسن كتاباً..ثمّ ذكر جوابه بتمامه، وفيه قوله عليه السلام:اؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه.
                  وأبو القاسم الخوئي نفسه فـي تفسيره يثبت لعلي مصحفاً مغايراً لما هو موجود، وإن كان هذا المصحف لا زيادة فـيه ولا نقصان، ولكنه يشرح معنى مُغايرة مصحف علي رضي اللهعنه للمصحف الذي بين أيدينا فـيقول:"إن هذه الزيادات هي تنزيل من الله شرحاً للمراد".(مقدمة البيان فـي تفسير القرآن للخوئي) ولم يُبين لنا كيف أن هذه الزيادات تنزيل من الله، هل هي بوحي أم ماذا؟
                  وهذا وأبو القاسم الخوئي الذي يتظاهر بالإنكار يذهب إلى صحة تفسير هذا القمي، ويقرر أن روايات تفسيره كلها ثابتة وصادرة من المعصومين، لأنها انتهت إليه بواسطة المشايخ الثقات كما يزعم الشيعة.(معجم رجال الحديث1/63، الطبعة الأولى بالنجف 1398هـ، وص49 الطبعة الثالثة: بيروت 1403هـ، وقد نقل ذلك بنصه في المقدمة). وشيخهم إبراهيم القمي قد أكثر من أخبار التحريف في تفسيره، وكان هذا معتقده مع آخرين من شيوخهم. قال الكاشاني:"وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن.. وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي، فإن تفسيره مملؤ منه، وله غلو فيه". ثم ذكر بقية من سار في الإلحاد من شيوخهم.(تفسير الصافي، المقدمة السادسة1/52).
                  والخوئي نفسه يعتبر ما جاء عن الصحابة في تفسير القرآن هو معنى التحريف الذي جاءت به رواياتهم، أي حمل الآيات على غير معانيها، كما يزعم.(البيان ص229).
                  ويثبت الشيخ إحسان ظهير عقيدة تحريف القرآن عند الشيعة، ويتحدى علماء الشيعة المعاصرين أن يثبتوا أنهم يؤمنوا بغير ذلك...فيقول:"أفبعد هذا مكن لأحد أن يقول إنّ الشيعة لا يعتقدون التحريف والتغيير في كلام الله المبين، نعم هنالك بعض الأعيان من الشيعة الذين أظهروا أنّهم يعتقدون أن القرآن غير محرف وغير مغير فيه، وغير محذوف منه، ومنهم محمد بن علي بن بابويه القمى، الملقب بالصدوق عندهم المتوفى سنة 381هـ مؤلف كتاب "من لا يحضره الفقيه" وهو في القرون الأولى الأربعة أوّل من قال من الشيعة بعدم التحريف في القرآن، ولا يوجد في الشيعة المتقدمين حتى القرن الرابع وحتى نصفه الأول رجل واحد نسب إليه أنّه قال أو أشار إلى عدم التحريف، وبعكس ذلك يوجد مئات من النصوص الواضحة الصريحة على أنّ الحذف والنقص في القرآن، والزيادة عليه، قد وقع.
                  وهل في الدنيا نعم في الدنيا كلها واحد من علماء الشيعة وأعلامها يستطيع أن يقبل هذا التحدي ويثبت من كتبه هو أنّ واحداً منهم في القرون الأربعة الأولى (غير ابن بابويه) قال بعدم التحريف وأظهره.لا ولن يوجد واحد يقبل هذا التحدي.
                  فالمقصود أنّ عقيدة الشيعة لم تكن قائمة إلا على أساس تلك الفرية لأنه كما ذكر مقدما هم مضطرون لرواج عقائدهم الواهية القائمة على أن لا يعتقدون بهذا القرآن، الذي يهدم أساس مذهبهم المنهار، وإلا تروح معتقداتهم المدسوسة في الإسلام أدراج الرياح. ونحن نفصل القول في هذا حتى يعرف الباحث والقارىء السر في تغيير منهج الشيعة بعدما مضى القرن الثالث ومنتصف الرابع، وقد عرف مما سبق من الأحاديث والروايات الصحيحة الثابتة عندهم، وأقوال المفسرين وأعلامهم وأئمتهم أنهم يعتقدون أن القرآن الموجود في أيدي الناس لم يسلم من الزيادة والنقصان، والقرآن الصحيح المحفوظ ليس إلا عند "مهديم المزعوم" فيولد في القرن الرابع من الهجرة محمد بن علي بن بابويه القمي ويرى أنّ النّاس يبغضون الشيعة وينفرون منهم لقولهم بعدم صيانة القرآن، ويشنّعون عليهم لأنّه لو سلم قولهم كيف يكون العمل على الإسلام، والدعوة إليه، وأيضاً كيف يمكن التمسك بمذهب الشيعة حيث يقولون إنّ الرسول عليه السلام أمر بالتمسك بالثقلين، القرآن وأهل البيت حسب زعمهم وحينما لا يثبت الثقل الأكبر وهو القرآن، كيف يثبت الثقل الأصغر والتمسك به. ولما رأى هذا لجأ إلى القول:"اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل الله تعالى على نبيه محمد هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك..إلى أن قال:ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب".
                  وتبعه في ذلك السيد المرتضى، الملقب بعلم الهدى المتوفى سنة 436هـ فقد نقل عنه مفسر شيعي أبو علي الطبرسي وقال:أما الزيادة فمجمع على بطلانه وأمّا النقصان فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييرا ونقصانا، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى".
                  ثمّ حذا حذوهما أبو جعفر الطوسي(المتوفى سنة 460) فقال في تفسيره "التبيان":أمّا الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به...إلى أن قال:وقد ورد النبي صلى الله عليه وآله رواية لا يدفعها أحد أنه قال:إنّي مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي، أهل بيتي..وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا يقدر التمسك به". ورابعهم هو أبو علي الطبرسي المفسر الشيعي (المتوفى سنة 548هـ)، وقد مرّ كلامه في تفسيره "مجمع التبيان".
                  فهؤلاء هم الأربعة من القرن الرابع إلى القرن السادس لا الخامس لهم الذين قالوا بعدم التحريف في القرآن. ولا يستطيع عالم من علماء الشيعة أن يثبت في القرون الثلاثة هذه خامسا لهؤلاء الأربعة بقولهم بل وفي القرون الثلاثة الأولى أيضا لا يوجد موافقهم، وعلى ذلك يقول العالم الشيعي الميرزا حسين تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1325هـ:
                  الثاني: عدم وقوع التغيير والنقصان فيه، وأنّ جميع ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله هو موجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين، وإليه ذهب الصدوق في عقائده، والسيد المرتضى، وشيخ الطائفة الطوسي في التبيان ولم يعرف من القدماء موافق لهم-إلى أن قال..وإلى طبقته ،أي أبي علي الطبرسي-لم يعرف الخلاف صريحا إلا من هؤلاء المشايخ الأربعة".
                  فهؤلاء الأربعة أيضا ما أنكروا التحريف في القرآن وأظهروا الاعتقاد به تحرزا من طعن الطاعنين، وتخلصا من إيرادات المعترضين كما ذكرناه قبل ذلك، وكان ذلك مبنيا على التقية والنفاق الذي جعلوه أساسا لدينهم أيضا، ولولا ذاك ما كان لهم أن ينكروا ما لو أنكر لا نهدم مذهب الشيعة وذهب هباء منثورا.
                  والذي يثبت أن إنكار هؤلاء الأربعة التحريف في القرآن كان تقية ونفاقا وكذبا هو ما يلي:-
                  أولاً:أن الروايات التي تنبىء وتخبر عن التحريف روايات متواترة عند الشيعة كما يقول السيد نعمة الله الجزائري المحدث الشيعي في كتابه "الأنوار" ونقل عنه السيد تقي النوري فقال:قال السيد المحدث الجزائري في الأنوار ما معناه:إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن".
                  ونقل عنه أيضا:إن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد، والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي، وغيرهم، بل الشيخ أبو جعفر الطوسي أيضا صرح في "التبيان" بكثرتها، بل ادعى تواترها جماعة-إلى أن قال-واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية، والآثار النبوية". وإنكار هذه الروايات يستلزم إنكار تلك الروايات التي تثبت مسألة الإمامة والخلافة بلا فصل لعلي رضي الله عنه وأولاده من بعده عندهم، لأنّ الروايات عنها ليست بأكثر من روايات التحريف، وقد صرّح بهذا علامة الشيعة الملا محمد باقر المجلسي حيث قال:وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر".
                  ثانياً:مذهب الشيعة قائم على أقوال الأئمة وآرائهم فقد أثبتنا آرائهم وأقوالهم مقدما وهي تبين أنهم لا يرون القرآن الموجود في أيدي الناس قرآنا، كاملا، محفوظا باستثناء هؤلاء الأربعة الذين أظهروا إنكار التحريف ولم يستندوا إلى قول من الأئمة المعصومين-حسب قولهم- ولم يأتوا بشاهد منهم، وأما القائلون بالتحريف فإنهم أسسوا عقيدتهم على الأحاديث المروية عن الأئمة الإثنى عشر، الأحاديث الصحيحة، المثبتة، المعتمد عليها.
                  ثالثاً:لم يدرك واحد من هؤلاء الأربعة القائلين بعدم التحريف زمن الأئمة الاثنى عشر المعصومين-حسب زعمهم- بخلاف متقدميهم القائلين بالتحريف ومعتقديه، فإنهم أدركوا زمن الأئمة، وجالسوهم، وتشرفوا برفقتهم، واستفادوا من صحبتهم، وصلوا خلفهم، وسمعوا وتعلموا منهم بلا واسطة، وتحدثوا معهم مشافهة.
                  رابعاً:الكتب التي رويت فيها أخبار وأحاديث عن التحريف والتغيير كتب معتبرة، معتمد عليها عند الشيعة، وقد عرضت بعض هذه الكتب على الأئمة المعصومين، ونالت رضاهم مثل الكافي للكليني، وتفسير القمي، وغيرهما.
                  خامسا:أن هؤلاء الأربعة الذين تظاهروا بإنكار التحريف يروون في كتبهم أنفسها-أحاديث وروايات عن الأئمة وغيرهم تدل وتنص على التحريف بدون تعرض لها ولإسنادها ورواتها.
                  فمثلا ابن بابويه القمي القائل بأنّه:"من نسب إلينا القول بالتحريف فهو كاذب: هو نفسه الذي يروي في كتابه "الخصال" حديثاً مسنداً متصلا" حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجصاني قال:حدثنا عبد الله بن بشر قال:حدثنا الحسن بن زبرقان المرادي قال:حدثنا أبو بكر بن عياش الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون، المصحف، والمسجد، والعترة، يقول المصحف يا رب حرقوني ومزقوني..الحديث". وأبو علي الطبرسي الذي ينكر التحريف بشدة هو نفسه يروي في تفسيره وأحاديث يعتمد عليها تدل على أنّ التحريف قد وقع، فمثلا يعتمد في سورة النساء على رواية تضمنت نقصان كلمة "إلى أجل مسمى" من آية النكاح فيقول: وقد روى عن جماعة من الصحابة منهم أبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود أنهم قرأوا فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فأتوهن أجورهن، وفي ذلك تصريح ومثل هذا كثير عندهم وهذا يدل دلالة واضحة أنه ما أنكر بعضهم التحريف إلا نفاقا وتقية ليخدعوا به المسلمين، والمعروف في مذهب الشيعة أنهم يرون التقية أي التظاهر بالكذب أصلا من أصول الدين كما يذكر ابن بابوية القمي هذا في رسالته "الاعتقادات":التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة، وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" قال:أعملكم بالتقية".فما كان ذاك إلا لهذا وإلا فكيف كان ذلك؟
                  سادساً:لو سلم قول الأربعة لبطلت الروايات التي تنص على أن القرآن لم يجمعه إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنه عرضه على الصحابة فردوه إليه وقالوا لا حاجة لنا به، فقال:لا ترونه بعد هذا إلا أن يقوم القائم من ولدي "وهناك رواية في "الكافي" عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال:ما يستطيع أحد أن يدعى أن عنده جميع القرآن، ظاهره وباطنه غير الأوصياء". وأيضا تبطل الأراجيف التي تقول:إنّ الصحابة وبخاصة الخلفاء الثلاثة منهم رضوان الله عليهم أجمعين أدرجوا فيه ما ليس منه وأخرجوا منه ما كان داخلا فيه،-ويعترف بمجهودات الصحابة وفضلهم الذين جمعوا القرآن وتسببوا في حفظه بتوفيق من الله، وعنايته، ورحمته، وكرمه. وفسد أيضا اعتقاد أنه لا تقبل عقيدة ولا يعتمد على شيء لم يصل إلينا من طريق الأئمة الإثنى عشر، والثابت أن القرآن الموجود في الأيدي لم ينقل إلا من مصحف الإمام عثمان ذي النورين رضي الله عنه وأن جمع القرآن كان بدايته من الصديق ونهايته من ذي النورين رضي الله عنهما.ولأجل ذلك لم يقبل هذا المتقدمون منهم ولم يقبله المتأخرون بل ردوا عليهم-فهذا مفسر شيعي معروف محسن الكاشي يقول في تفسيره الصافي بعد ذكر أدلة السيد المرتضى:أقول لقائل أن يقول كما أن الدواعي كانت متوفرة على تغييره من المنافقين، المبدلين للوصية، المغيرين للخلافة، لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم..إلى أن قال:وأمّا كونه مجموعا في عهد النبي على ما هو عليه الآن فلم يثبت، وكيف كان مجموعا وإنما كان ينزل نجوما وكان لا يتم إلا بتمام عمره".وقال أحد أعلام الشيعة في الهند ردا على كلام السيد المرتضى:فان الحق أحق بالإتباع، ولم يكن السيد علم الهدى المرتضى معصوما حتى يجب أن يطاع، فل ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقا لم يلزمنا إتباعه ولا خير فيه.
                  وقال الكاشي رداً على الطوسي بعدما نقل عبارته فقال:أقول يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعا كما أنزل الله محفوظا عند أهله، ووجود ما احتجنا إليه عندنا وان لم نقدر على الباقي كما أن الإمام كذلك".
                  سابعاً:قد ذكرنا سابقا أن عقيدة الشيعة كلهم في القرآن هو أن القرآن محرف ومغير فيه غير هؤلاء الأربعة فهم ما أنكروا التحريف إلا لأغراض. منها سد باب الطعن لأنهم رأوا أن لا جوال عندهم لأعداء الإسلام حيث يعترضون على المسلمين " إلى أي شيء تدعون وليس عندكم ما تدعون إليه ؟ وكان أهل السنة يطعنون فيهم أين ذهب حديث الثقلين عند عدم وجود الثقل الأكبر؟ وكيف تدعون الإسلام بعد إنكار شريعة الإسلام؟
                  فما وجدوا منه مخلصاّ إلا بإظهار الرجوع عن العقيدة المتفق عليها عند الشيعة الإمامية كافة، ونقول ظاهرا لأنّهم يبطنون نفس العقيدة وإلا فما يبقى لهم مجال للبقاء على تلك المهزلة التي سميت بمذهب الشيعة، وقد تخلصوا منه أيضا بالتحريف في المعنى حيث يؤولون القرآن بتأويل لا يقبله العقل، ولا يؤيده النقل، وقد اعترف بهذا السيد الجزائري حيث قال بعد ذكر اتفاق الشيعة على التحريف:نعم قد خالف فيها المرتضى، والصدوق، والشيخ الطبرسي، وحكموا بأنّ ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل لا غير، ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل..والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة ، منها سد باب الطعن فيه-ثم يبين أنه لم يكن إلا لهذه المصالح بقوله-:كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخبار كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن وأن الآية هكذا ثم غيرت إلى هذا". وفعلا فقد أورد هؤلاء الذين أظهروا الموافقة لأهل السنة في القرآن، وأورد هؤلاء أنفسهم روايات في كتبهم تدل صراحة على التحريف والتغيير في القرآن، فنحن ذكرنا قبل ذلك أن ابن بابويه القمى الملقب بالصدوق أحد الأربعة أنكر التحريف في "الاعتقادات" وأثبته في كتاب آخر، وهكذا أبو علي الطبرسي يتظاهر باعتقاد عدم التحريف ولكنه في تفسيره يعتمد على أحاديث وروايات تدل على التحريف.
                  وأمّا الشيخ الطوسي الملقب بشيخ الطائفة، فقد قال الشيعة أنفسهم في تفسيره: ثم لا يخفى على المتأمل في كتاب "التبيان" أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين...ومما يؤكد وضع هذا الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجليل علي بن طاووس في كتابه(سعد السعود)".
                  ثامناً:إنّ الأربعة سالفي الذكر لم يكن قولهم مستندا إلى المتقدمين أو المعصومين عندهم، وهكذا لم يقبله المتأخرون، فهؤلاء أعلام الشيعة وزعماؤهم وأكابرهم ينكرون أشد الإنكار قول من يقول إن القرآن لم يتغير ولم يتبدل، فيقول الملا خليل القزويني، شارح "الصحيح الكافي" المتوفى سنة 1089هـ تحت حديث "إن للقرآن سبعة عشر ألف آية، يقول:وأحاديث الصحاح تدل على أن كثيرا من القرآن قد حذف، قد بلغ عددها إلى حد لا يمكن إنكاره،...وليس من السهل أن يدعى بأن القرآن الموجود هو القرآن المنزل بعد الأحاديث التي مر ذكرها، والاستدلال باهتمام الصحابة والمسلمين بضبط القرآن وحفظه ليس إلا استدلال ضعيف جدا بعد الاطلاع على أعمال أبى بكر وعمر وعثمان".
                  ويقول المفسّر الشيعي الكاشي في مقدمة نفسيره:المستفاد من مجموع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة، منها اسم علي في كثير من المواضع، ومنها لفظة آل محمد غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعهم، ومنها غير ذلك، وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وبه قال إبراهيم". ويقول:أمّا اعتقاد مشائخنا رحمهم الله في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنّه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنّه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ولم يتعرّض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه يثق بما رواه فيه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي فإن تفسيره مملوء وله غلو فيه، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي قدس سره أيضا نسج على منوالهما في كتابه الاحتجاج.
                  وقال المقدس الأردبيلي العالم الشيعي الكبير ما معناه:إن عثمان-الخليفة الراشد رضي الله عنه- قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره، وقال البعض إن عثمان رضي الله عنه أمر مروان بن الحكم، وزياد بن سمرة، الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذفا منه ما ليس بمرضي عندهم ويغسلا الباقي. وذكر خاتمة مجتهدهم الملا محمد باقر المجلسي في كتابه:إن الله أنزل في القرآن سورة النورين وهذا نصها:"بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الذين آمنوا بالنورين أنزلناهما عليكم آياتي ويحذرانكم عذاب يوم عظيم، نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم، الذين يوفون بعهد الله ورسوله في آيات لهم جنات النعيم، والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم، ظلموا أنفسهم وعصوا لوصى الرسول أولئك يسقون من حميم إن الله الذي نور السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه. يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم. إن الله قد أهلك عادا وثمودا بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون. وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين . ليكون لكم آيته وإن أكثركم فاسقون. إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون إن الجحيم مأواهم وإن الله عليم حكيم. يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون. قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون . مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيتهم جنات النعيم. إن الله لذو مغفرة وأجرعظيم وإن عليا من المتقين . وإنا لنوفيه حقه يوم الدين . وما نحن عن ظلمه بغافلين. وكرمناه على أهلك أجمعين . فإنه وذريته لصابرون وإن عدوهم إمام المجرمين . قل للذين كفروا بعدما آمنوا أطلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله رسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون . يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن يتولاه من بعدك يظهرون . فأعرض عنهم إنهم معرضون . إنا لهم محضرون . في يوم لا يغني عنهم شيئا ولا هم يرحمون . إن لهم في جهنم مقاما عنه لا يعدلون . فسبح باسم ربك وكن من الساجدين . ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل . فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون . فاصبر فسوف يبصرون .ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين . وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون . ومن يتولى عن أمري فإني مرجعة فليتمتعوا بكفرهم قليلا فلا تسأل عن الناكثين. يا أيها الرسول قد جعلنا لكم في أعناق الذين آمنوا عهدا فخذ وكن من الشاكرين . إن عليا قانتا بالليل ساجدا يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه . قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون . سيجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون . إنا بشرناك بذريته الصالحين . وإنهم لأمرنا لا يخلفون فعليهم مني صلوات ورحمة أحياء وأمواتا ويوم يبعثون . وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي إنهم قوم سوء خاسرين . وعلي الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الفرقان آمنون والحمد لله رب العالمين."..إلى أن ذكر عدة آيات ثمّ قال:لمّا أسقط أولئك الفجرة حروف القرآن وقرءوها كما شاءوا.
                  وكتب الميرزا محمد باقر الموسوي:"إنّ عثمان ضرب عبد الله بن مسعود ليطلب منه مصحفه حتى يغيره ويبدله، مثل ما اصطنع لنفسه، حتى لا يبقى قرآن محفوظ صحيح". ويقول الحاج كريم خان الكرماني الملقب بمرشد الأنام في كتابه:إن الإمام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد، والذي حرف وبدّل.
                  ويقول المجتهد الشيعي الهندي السيد دلدار على الملقب بآية الله في العالمين يقول:ومقتضى تلك الأخبار أن التحريف في الجملة في هذا القرآن الذي بين أيدينا بحسب زيادة الحروف ونقصانه بل بحسب بعض الألفاظ وبحسب الترتيب في بعض المواقع قد وقع بحيث مما لا شك مع تلك الأخبار. ويصرّح عالم شيعي آخر:إنّ القرآن هو من ترتيب الخليفة الثالث، ولذلك لا يحتج به على الشيعة. وقد ألف العالم الشيعي الميرزا النوري الطبرسي في ذلك كتاباً مستقلا ًكبيراً سماه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب وقد ذكرنا عدة عبارات قبل ذلك منهن وقال في مقام آخر:ونقصان السورة وهو جائز كسورة الحقد وسورة الخلع وسورة الولاية. وقد ذكرنا عبارات المتقدمين منهم والمتأخرين قبل ذلك فلا فائدة لتكرارها. والحاصل أن متقدمي الشيعة ومتأخريهم إلا القليل منهم متفقون على أنّ القرآن محرف، مغير فيه، محذوف منه حسب روايات الأئمة المعصومين-كما يزعمون- فها هو المحدث الشيعي يقول-وهو يذكر القراءات المتعددة-:"الثالث أنّ تسليم تواترها عن الوحي الإلهي، وكون الكل نزل به الروح الأمين يفضى إلى طرح الأخبار المستفيضة، بل الكلّ المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادةً وإعرابا ًمع أنّ أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها".
                  أفبعد هذا يمكن لأحد أن يقول إنّ الشيعة يعتقدون بالقرآن، ويقولون إنه لا زائد على ما بين الدفتين ولا ناقص منه؟".(الشيعة والسنة:إحسان إلهي ظهير، طبعة دار الأنصار بالقاهرة، ص119-125، وانظر:الشيعة والقرآن:إحسان إلهي ظهير، الطبعة الأولى 1403هـ-1983م، إدارة ترجمان السنة، لاهور-باكستان، ص61-87).
                  تنبيه مهم: إذا كان هناك من علماء الشيعة يقولون بأنّ القرآن محفوظ غير محرف ومبدل فيه، وكانوا صادقين في هذه الدعوة..فيجب عليهم:-
                  أولاً:أن يأتوا برواية واحدة صحيحة من أئمتهم المعصومين مذكورة في أي كتاب من كتبهم التي يعتمد عليها عندهم، والتي تدل على أنّ القرآن محفوظ كامل ومكمل غير محرف، ولن يأتوا بهذه الرواية إلى يوم القيامة.
                  ثانياً:أن يكفروا كلّ علمائهم ممن يقول بتحريف القرآن، من القدامى والمحدثين ويعلنوا عقيدتهم هذه في وسائل الإعلام، في التلفاز والجرائد والمجلات.
                  ثالثاً:عليهم ألاّ يروجوا الروايات الدّالة على التحريف في مجالسهم، وكتبهم، بل عليهم أن يتبرءوا من أصحابها، ومنها في مجالسهم ومحافلهم ويخطئوا آلاف الكتب التي وردت فيها مثل هذه الأكاذيب والضلالات، كأصول الكافي والاحتجاج، وفصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، وغيرهما.
                  رابعاً:أن يسقطوا روايات القائلين بالتحريف، لأنّهم ليسوا ثقات بل كفار، سواء رواياتهم في العقيدة أو الفقه أو التفسير أو الحديث.
                  خامساً:عليهم أن يدّونوا المصنّفات في إثبات صحة القرآن وعدم تحريفه، وأن يقوموا بالردّ على علمائهم القائلين بالتحريف، ويدرّسوا هذا في معاهدهم وحوزاتهم الدينية.
                  سادساً:أن يسقطوا بل يعدموا كل كتبهم ومؤلفاتهم القائلة بالتحريف، سواء كتبهم في العقيدة أو الفقه أو التفسير أو الحديث...أو نحوها من كتب علوم الدين.
                  ثانيا:مهدي الشيعة يأتي بالقرآن الكامل:

                  روى شيخهم محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفـيد فـي(الإرشاد، الطبعة الثالثة، مؤسسة الأعلمي، بيروت 1979م ص365) عن أبي جعفر قال:"إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط يعلم فـيها يعلم فـيها القرآن على ما أنزل فأصعب ما يكون عليّ من حفظه اليوم لأنه يخالف فـيه التأليف" وذكرها كامل سليمان فـي(يوم الخلاص ص372). وروى شيخهم النعماني فـي كتاب (الغيبة ص318) عن علي عليه السلام قال:"كأني بالعجم فساطيطهم فـي مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل قلت (أي الراوي):يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل فقال:لا محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله وآله لأنه عمه". ونقل شيخهم محمد بن محمد صادق الصدر فـي (تاريخ ما بعد الظهور ص637) عن أبي عبد الله أنه قال:"..لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد" وذكر الرواية شيخهم كامل سليمان فـي كتاب( يوم الخلاص ص371). عن أبي جعفر قال: "يقوم القائم فـي وتر من السنين إلى أن قال:فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء".(تاريخ ما بعد الظهورص638) وعن الإمام جعفر الصادق قال: إذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي. (يوم الخلاص لكامل سليمان ص373). وعن محمد بن علي عليهما السلام قال:"لو قد خرج قائم آل محمد...إلى أن قال:يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد على العرب شديد".(تاريخ ما بعد الظهور ص638).
                  فالشيعة إذن مأمورون بقراءة القرآن، وانتظار ما يأتي به المهدي، يقول الشيخ الشيعي المفيد:"إنّ الخبر قد صّح من أئمتنا عليهم السلام أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين، وأن لا نتعداه، بلا زيادة فيه ولا نقصان منه، حتى يقوم القائم-عليه السلام فيقرأ النّاس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام".(بحار الأنوار 92/74).
                  ثالثاً:مصحف علي:

                  تولى كبر إشاعة هذه الأسطورة الأكذوبة الكليني في كتابه الكافي، وعقد لها باباً خاصاً بعنوان: "باب أنّه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام" وذكر فيه ست روايات، منها: ما رواه عن جابر الجعفي إنه سمع أبا جعفر يقول:"ما ادعى أحد من النّاس أنّه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده" (أصول الكافي1/228) وجابر الجعفي وهو كذاب عند أهل السنة، وكتب الشيعة اعترفت بأنه ليس على صلة معروفة بأبي جعفر.(انظر: رجال الكشي ص191) فهذه الرواية من أكاذيبه، وتلقفها الكليني.
                  وفي تفسير القمي عن أبي جعفر رضي الله عنه قال:"ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن إلا وصي محمد صلى الله عليه وآله".(تفسير القمي ص 744 ط: إيران، بحار الأنوار: 92/48.(
                  وتذكر بعض هذه الأساطير أن بعض الشيعة اطلع على هذا المصحف المزعوم فتقول:"عن ابن الحميد قال: دخلت على أبي عبد الله - رضي الله عنه- فأخرج إليّ مصحفاً، قال: فتصفحته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب: "هذه جنهم التي كنتم بها تكذبان. فاصليا فيها لا تموتان فيها ولا تحييان" قال المجلسي:"يعني الأولين".(بحار الأنوار 92/48(.
                  وفي الكافي رواية أخرى تخالف ذلك حيث جاء فيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دفع إليّ أبو الحسن مصحفاً وقال: "لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه: لم يكن الذين كفروا؛ فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم قال: فعبث إليّ: ابعث بالمصحف".(أصول الكافي: 2/631(.
                  هذا المصحف الذي تتحدث عنه هذه الرواية مصحف سري محجوب عن الخاص والعام لا يطلع عليه سوى الإمام، وهو يشير إلى أن من موضوعاته تكفير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ليس كتاب الله الذي نزل للناس كافة، والذي أثنى على الصحابة في جمل من آياته..بل هو مصحف تتداوله الأيدي الباطنية بصفة سرية، وتنسب بعض أخباره لأهل البيت لتسيء إليهم.
                  ورووا أن أبا علي المعروف بالبزنطي قال:"أن الرضا عليه السلام أودع عنده ذلك المصحف المزعوم فقال هذا البنزنطي:وكنت يوماً وحدي ففتحت المصحف لأقرأ فيه، فلما نشرته نظرت فيه في "لم يكن" فإذا فيها أكثر مما في أيدينا أضعافه، فقدمت على قراءتها فلم أعرف شيئاً فأخذت الدواة والقرطاس فأردت أن أكتبها لكي أسأل عنها، فأتاني مسافر قبل أن أكتب منها شيئاً، معه منديل وخيط وخاتمه فقال: مولاي يأمرك أن تضع المصحف في المنديل وتختمه وتبعث إليه بالخاتم، قال: ففعلت".(بصائر الدرجات ص 246، عن بحار الأنوار92/51(.
                  والروايات الثلاث كلها عن هذا البيزنطي في رواية بصائر الدرجات يزعم أنه لم يفهم شيئاً مما قرأ وحاول أن يكتب ما قرأ فاستعجله رسول إمامه قبل أن يكتب، وفي رواية الكشي يزعم أنه حفظ جزءاً مما قرأ، ولكن هذا المحفوظ فارقه بمفارقة المصحف، وفي رواية الكافي نراه يعرف ما قرأه ويستذكر ما حفظ، وأن ذلك يتعلق بأعداء الأئمة من قريش. نصوص متناقضة كالعادة في كل أسطورة.
                  وقال شيخهم نعمة الله الجزائري: "إنه قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين..إلى أن قال:وهو الآن موجود عند مولانا المهدي رضي الله عنه مع الكتب السماوية ومواريث الأنبياء".(الأنوار النعمانية 2/360-362)، ويذكر ابن النديم -وهو شيعي- أنه رأى قرآناً بخط علي يتوارثه بيت من البيوت المنتسبة للحسن.(الفهرست ص28).
                  ويشير ابن عنبة-ممن يدعي النسب العلوي- إلى وجود مصحفين بخط أمير المؤمنين علي، أحدهما يقع في ثلاثة مجلدات، والآخر يقع في مجلد واحد، قد رآه بنفسه، ولكنهما احترقا حين احترق المشهد.(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 130-131).
                  وقال أبو عبد الله الزنجاني من كبار شيوخ الشيعة المعاصرين: ورأيت في شهر ذي الحجة سنة 1353ه‍ في دار الكتب العلوية في النجف مصحفاً بالخط الكوفي كتب على آخره:كتبه علي بن أبي طالب في سنة أربعين من الهجرة.(الزنجاني:تاريخ القرآن ص67-68)،
                  وهذه المشاهدات المزعومة لمصحف علي، تناقض دعواهم أن المصحف الذي كتبه علي عند مهديهم المنتظر. ولا شك بأن أمير المؤمنين علي ما كان يقرأ ويحكم إلا بالمصحف الذي أجمع عليه الصحابة، وهذا ما تعترف به كتب الشيعة نفسها.(انظر ص 203) ولهذا أخرج ابن أبي داود بإسناد صحيح من طريق سويد بن غفلة قال:قال علي:"لا تقولوا في عثمان إلا خيراً، فوالله ما فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا".(فتح الباري صحيح البخاري 13/18(. وقد نقلت ذلك كتب الشيعة كما سيأتي بعد قليل. وقد جاء في صحيح البخاري بأنّ أمير المؤمنين عثمان حين جمع القرآن أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.(فتح الباري شرح صحيح البخاري 13/11(. وهذا وحده ينفي وجود مصحف بخط علي رضي الله عنه كما يزعمون.

                  تعليق


                  • #24
                    رابعاً:العمل بالقرآن ريثما يخرج مصحفهم مع إمامهم المنتظر:

                    قال أيضاً شيخهم نعمة الله الجزائري:"قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه" (الأنوار النعمانية: 2/363-364).
                    وقال الكليني في الكافي ما نصه:"..عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن رضي الله عنه قال:قلت: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن، ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بغلنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال:لا، اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم".(أصول الكافي 2/619). فمادام الأمر كذلك، لماذا تروى عن كل إمام طائفة من الزيادات على كتاب الله؟ ثمّ ما دام قد غيّر كيف يصبح العمل به؟!
                    وهذه النصوص التي تدعو إلى العمل بالقرآن يكاد يقابلها نصوص أخرى تدعو بأسلوب "مقنع" وغير صريح إلى إهمال حفظ القرآن لأنّه مغيّر ومن حفظه على تحريفه يصعب عليه حفظه إذا جاء به منتظرهم. فقد روى المفيد بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر أنه قال: إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله ضرب فساطيط، ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله عز وجل، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم، لأنه يخالف فيه التأليف".(المفيد:الإرشاد: ص413). وروى النعماني في الغيبة ما يشبه الرواية السابقة، فقد روى بإسناده (الكاذب) إلى أمير المؤمنين علي قال:"كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، قلت:يا أمير أو ليس هو كما أنزل؟ فقال:لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه عمه".(النعماني:الغيبة ص171- 172، فصل الخطاب الورقة(7)، بحار الأنوار92/60). وأورد النعماني روايتين بمعنى هذه الرواية.(انظر الغيبة ص 194، بحار الأنوار25/364).
                    وهناك روايات كثيرة تزعم أنّ أئمتهم يقرأون بغير ما في القرآن، كما جاء في تفسيرات فرات "عن حمران قال: سمعت أبا جعفر يقرأ هذه الآية: "إن الله اصطفى آدم ونوحاً و آل إبراهيم وآل محمد على العالمين" قلت: ليس يقرأ كذا، قال: أدخل حرف مكان حرف".(تفسير فرات ص 18، بحار الأنوار92/56).
                    ويقول المجلسي نقلاً عن المفيد:"نهونا عليهم السلام عن قراءة مما وردت به الأخبار من أحرف يزيد على الثابت في المصحف، لأنّه لم يأت على التواتر وإنما جاء بالآحاد، وقد يلغط الواحد فيما ينقله، ولأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين الدفتين غرر بنفسه مع أهل الخلاف، وأغرى به الجبارين، وعرض نفسه للهلاك، فمنعونا عليهم السلام من قراءة القرآن بخلاف ما يثبت بين الدفتين لما ذكرناه" )بحار الأنوار: 92/74– 75.(
                    ويقول مفيدهم:"إنّ الخبر قد صحّ من أئمتنا عليهم السلام أنّهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين، وأن لا نتعداه، بلا زيادة فيه ولا نقصان منه، حتى يقوم القائم عليه السلام فيقرأ الناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام".(بحار الأنوار92: 74). وروى مفيدهم أيضاً بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر أنّه قال:إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله ضرب فساطيط، ويعلم النّاس القرآن على ما أنزل الله عز وجل، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم، لأنّه يخالف فيه التأليف )المفيد:الإرشاد: ص413(. وروى بإسناده كذب إلى أمير المؤمنين علي قال:"كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل، قلت:يا أمير أو ليس هو كما أنزل؟ فقال:لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله صلى الله عليه وآله لأنّه عمه".(النعماني:الغيبة ص 171-172، فصل الخطاب الورقة(7)، بحار الأنوار92/60).
                    خامسا:عدم الاهتمام بالقرآن:

                    والحق أنّ الشيعة اليوم لا يهتمون بدراسة القرآن وحفظه وتلاوته، وكيف يهتمون به، ولكونه في نظرهم محرّف..ونذكر هنا مجموعة من الشهادات الشيعية تدلَّل على ذلك، يقول الدكتور الشيعي جعفر الباقري-أستاذ في طهران-في كتابه(ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية ص109):"من الدعائم الأساسية التي لم تلق الاهتمام المنسجم مع حجمها وأهميتها في الحوزة العلمية هو القرآن الكريم، وما يتعلق به من علوم ومعارف وحقائق وأسرار فهو يمثل الثقل الأكبر والمنبع الرئيسي للكيان الإسلامي بشكل عام. ولكن الملاحظ هو عدم التوجه المطلوب لعلوم هذا الكتاب الشريف ، وعدم منحه المقام المناسب في ضمن الاهتمامات العلمية القائمة في الحوزة العلمية، بل وإنه لم يدخل في ضمن المناهج التي يعتمدها طالب العلوم الدينية طيلة مدة دراسته العلمية، ولا يختبر في أي مرحلة من مراحل سنيه العلمي بالقليل منها ولا بالكثير.فيمكن بهذا لطالب العلوم الدينية في هذا الكيان أن يرتقي في مراتب العلم، ويصل إلى أقصى غاياته وهو- درجة الاجتهاد- من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن وأسراره أو اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء. هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والإنكار".
                    ويقول آية الله الخامنئي المرشد الديني للجمهورية الإسلامية الشيعية:"مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الاجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة !!! لماذا هكذا ؟؟؟ لأنّ دروسنا لا تعتمد على القرآن".(نفس المرجع السابق ص 110).
                    ويقول آية الله محمد حسين فضل الله:"فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجا دراسيا للقرآن".(نفس المرجع السابق ص 111).
                    ويقول آية الله الخامنئي:"إنّ الإنزواء عن القرآن الذي حصل في الحوزات العلمية وعدم استئناسنا به، أدى إلى إيجاد مشكلات كثيرة في الحاضر، وسيؤدي إلى إيجاد مشكلات في المستقبل...وإن هذا البعد عن القرآن يؤدي إلى وقوعنا في قصر النظر".(نفس المرجع السابق ص 110.(
                    وقد يرفض بعض الشيعة كلام هؤلاء العلماء والقادة-متسائلا:كيف لا تهتم الشيعة بالقرآن وهناك مفسرين كبار كالشيخ الطبطبائي؟ والجواب سيكون من علماءهم أنفسهم، فهذا الدكتور جعفر الباقري يقول:"وأمّا العلماء الذين برزوا في مجال التفسير من هذا الكيان (أي الحوزات) وعلى رأسهم العلامة محمد حسين الطباطبائي صاحب تفسير الميزان فقد اعتمدوا على قدراتهم ومواهبهم الخاصة وابتعدوا بأنفسهم عن المناهج العلمية المألوفة في الحوزة العلمية وتفرغوا إلى الاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه والاشتغال بأمر التفسير".(ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية:جعفر الباقري ص 111).
                    ما هو السبب الحقيقي وراء إعراض الشيعة عن القرآن؟:-
                    يقول آية الله الخامنئي:"إذا ما أراد شخص كسب أي مقام علمي في الحوزة العلمية كان عليه أن لا يفسّر القرآن حتى لا يتهم بالجهل حيث كان ينظر إلى العالم المفسر الذي يستفيد الناس من تفسيره على أنّه جاهل ولا وزن له علمياً لذا يضطر إلى ترك درسه إلا تعتبرون ذلك فاجعة ؟!"(ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 112).
                    ويقول الدكتور الباقري:"وكان ربّما يعاب على بعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص-أي في القرآن وعلومه-الذي ينأى بطالب العلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب الله ولا يعتبر هذا النوع من الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط". (ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 112).
                    ويضيف الدكتور الباقري مجيباً على مثل هذا السؤالويصل الطلب إلى أقصى غاياته وهو الاجتهاد من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن وأسراره أو اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء إلا ما يتعلق باستنباط الأحكام الشريعة منه خلال التعرض لآيات الأحكام ودراستها من زوايا الفقهية وفي حدود العقلية والأصولية الخاصة".(ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110).
                    ويقول آية الله الخامنئي:"قد ترد في الفقه بعض الآيات القرآنية ولكن لا تدرس ولا تبحث بشكل مستفيض كما يجري في الروايات.. هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والإنكار".(ثوابت ومتغيرات الحوزة ص 110).
                    ويقول الشهيد العلامة مرتضى مطهري:"عجبا أن الجيل القديم نفسه قد هجر القرآن وتركه، ثمّ يعتب على الجيل الجديد لعدم معرفته بالقرآن، إنّنا نحن الذين هجرنا القرآن، وننتظر من الجيل الجديد أن يلتصق به، ولسوف أثبت لكم كيف أنّ القرآن مهجور بيننا.إذا كان شخص ما عليما بالقرآن، أي إذا كان قد تدبر في القرآن كثيرا، ودرس التفسير درسا عميقا ، فكم تراه يكون محترما بيننا؟لا شيء. أمّا إذا كان هذا الشخص قد قرأ " كفاية " الملا كاظم الخراساني فإنه يكون محترما وذا شخصية مرموقة. وهكذا ترون أن القرآن مهجور بيننا. وإن إعراضنا عن هذا القرآن هو السبب في ما نحن فيه من بلاء وتعاسة، إننا أيضا من الذين تشملهم شكوى النبي (ص) إلى ربه:"يا رب إن قوي اتخذوا هذا القرآن مهجورا". قبل شهر تشرّف أحد رجالنا الفضلاء بزيارة العتبات المقدسة، وعند رجوعه قال:إنّه تشرّف بزيارة آية الخوئي حفظه الله، وسأله:لماذا تركت درس التفسير الذي كنت تدرسه في السابق ؟ فأجاب:أنّ هناك موانع ومشكلات في تدريس التفسير! يقول، فقلت له:إنّ العلامة الطباطبائي مستمر في دروسه التفسيرية في قم. فقال:إنّ الطباطبائي يضحي بنفسه. أي أن الطباطبائي قد ضحى بشخصيته الاجتماعية. وقد صّح ذلك. إنّه لعجيب أن يقضى امرؤ عمره في أهم جانب ديني، كتفسير القرآن ثمّ يكون عرضه للكثير من المصاعب والمشاكل، في رزقه، في حياته، في شخصيته، في احترامه، وفي كل شيء آخر. لكنه لو صرف عمره في تأليف كتاب مثل الكفاية لنا كل شيء، تكون النتيجة أنّ هناك آلافاً من الذين يغرفون الكفاية معرفة مضاعفة، أي أنهم يعرفون الكفاية والردّ عليه، وردّ الردّ عليه، والردّ على الردّ عليه، ولكن لا نجد شخصين اثنين يعرفان القرآن معرفة صحيحة، عندما تسأل أحدا عن تفسير آية قرآنية، يقول لك:يجب الرجوع إلى التفاسير".(إحياء الفكر الديني ص 52).
                    وذكر الشيخ الشيعي محمد جواد مغنية حدثاً في بيان حقيقة هذا الإهمال. فيقول:"وقد حرّفت إسرائيل بعض الآيات مثلومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه). فأصبحت:ومن يبتغي غير الإسلام دينا يقبل منه. وقد اهتزّ الأزهر لهذا الأنباء، ووقف موقفا حازماً ومشرفاً، فأرسل الوفود إلى الأقطار الآسيوية والأفريقية، وجمع النسخ المحرفة واحرقها. ثم طبع المجلس الإسلامي الأعلى في القاهرة أكثر من أربعة ملايين نسخة من المصحف، ووزعها بالمجان. أما النجف وكربلاء وقم وخرسان فلم تبدر من أحدهما أية بادرة، حتى كأن شيء لم يكن، أو كأن الأمر لا يعنيها، وصحّ فيه قول القائل:فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة..وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم".(كتاب من هنا وهناك-ضمن مجوعة المقالات:للشيخ الشيعي اللبناني المعروف محمد جواد مغنية، ص 213).
                    الكتب المقدسة عند الشيعة

                    المصادر الشيعية الإمامية توردُ في هذا الصَدد الكتب أو الصحف التالية:-
                    أولاً: صحيفة علي.
                    ثانياً: الجامعة:وهو كتاب علي رضي الله عنه بالأحكام.
                    ثالثاً: مصحف فاطمة.
                    رابعاً: الجفر.
                    خامساً:الصحيفة السجادية.
                    وترى الشيعة الإمامية أنّ أئمة أهل البيت توارثوا هذه الكتب، وكان يرجعون إليها في بيان العقائد والحلال والحرام، وحوادث المستقبل القريب والبعيد.
                    وهذه جملة أحاديث في بيان معتقدهم:
                    - عن داود بن أبي يزيد الأحوال عن أبي عبد الله، قال: سمعته يقول: إنا لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنها آثار من رسول الله، أصل علم، نتوارثها كابراً عن كابر، نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم".(بصائر الدرجات: ص299).
                    - عن جابر قال: قال أبو جعفر: يا جابر والله لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا، لكنا من الهالكين، ولكنَّا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله صلّى الله عليه وآله، يتوارثها كابراً عن كابر، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم". (المصدر السابق).
                    -عن محمد بن شريح قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، لولا أن الله فرض طاعتنا وولايتنا وأمر مودتنا، ما أوقفناكم على أبوابنا، ولا أدخلناكم في بيوتنا، إنا والله ما نقول بأهوائنا،ولا نقول برأينا،ولا نقول إلاَّ ما قال ربنا، أصول عندنا،نكنزها، كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضَّتهم".(المصدر السابق ص300-301).
                    فالشيعة الإمامية يرون أن رسول الله صلى الله عليه وآله أملى حديثه على علي، وعلي ورث هذا المكتوب، وتناقله أئمة الهدى بعده، كابراً عن كابر. فعن الإمام الباقر (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: اكتب ما أملي عليك، قال: يا نبي الله أتخاف عليَّ النسيان؟! قال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يُحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟! قال: الأئمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء".(بصائر الدرجات ص167).
                    - عن الإمام جعفر الصادق:"إن عندنا سلاح رسول الله وسيفه ودرعه، وعندنا والله مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب الله، وإنه لإملاء رسول الله وخطّه علي بيده، وعندنا والله الجفر، وما يدرون ما هو، أمسك شاة أو مسك بعير".(المصدر السابق ص153)
                    - عن محمد بن عبد الملك، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام نحواً من ستين رجلاً، وهو وسطنا، فجاء عبد الخالق بن عبد ربه فقال له: كنت مع إبراهيم بن محمد جالساً، فذكروا إنك تقول إن عندنا كتاب علي عليه السلام، فقال:لا والله ما ترك علي كتاباً، وإن كان ترك علي كتاباً ما هو إلاَّ أهاب، ولو وددت أنه عند غلامي هذا فما أبالي عليه. قال: فجلس أبو عبد الله عليه السلام، ثم أقبل علينا. فقال: ما هو والله كما يقولون، إنهما جفران مكتوب فيهما، لا والله إنهما لإهابان عليهما أصوافهما وأشعارهما، مدحوسين كتباً في أحدهما، وفي الآخر سلاح رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعندنا والله صحيفة طولها سبعون ذراعاً، ما خلق الله من حلال وحرام إلاَّ وهو فيها، حتى إن فيها أرش الخدش، وقام بظفره على ذراعه، فخط به وعندنا مصحف، أما والله ما هو بالقرآن".(بصائر الدرجات ص151)
                    أولا: الصحيفة:

                    وهي كتاب في الديات، وهي الأموال المفروضة في الجناية على النفس أو الطرف أو الجرح أو نحو ذلك، و تثبت الدية في موارد الخطأ المحض أو الشبيه بالعمد أو فيما لا يكون القصاص فيه أو لا يمكن.(السيد الخوئي:تكملة المنهاج الجزء 2:كتاب الديات).
                    -عن جابر بن يزيد، قال: قال أبو جعفر الباقر:"إن عندي لصحيفة فيها تسعة عشر صحيفة قد حباها رسول الله".(المصدر السابق ص144).
                    -عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر: إن عندنا صحيفة من كتب عليّ طولها سبعون ذراعاً".(المصدر السابق ص143).
                    - عن أبي عبد الله قال: والله إن عندنا لصحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها جميع ما يحتاجُ الناس حتى أرش الخدش أملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتبه علي بيده".(المصدر السابق: ص145).
                    -عن سليمان بن خالد: قال: سمعت أبا عبد الله يقول: إن عندنا لصحيفة سبعون ذراعاً، إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي بيده، ما من حلال ولا حرام إلاَّ وهو فيها حتى أرش الخدش".(المصدر السابق ص144).
                    ثانياً:الجامعة أو كتاب علي:

                    - يقول الإمام الصادق (ع) في وصف الجامعة:"تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضية إلا وهي فيها حتى أرش الخدش".
                    -عن الفضيل بن يسار قال، قال أبو جعفر عليه السلام، يا فضيل عندنا كتاب علي سبعون ذراعاً...".(المصدر السابق: ص143).
                    -عن عبد الله بن ميمون عن جعفر عن أبيه قال:في كتاب علي كل شيء". (المصدر السابق: ص164).
                    - عن عبد الله بن أيوب عن أبيه قال سمعتُ أبا عبد الله يقول: ما ترك علي شيعته وهم يحتاجون إلى أحدث الحلال والحرام حتى إنا وجدنا في كتابه أرش الخدش. قال: ثم قال: أما إنك إن رأيت كتابه لعلمت أنه من كتب الأولين". (بصائر الدرجات: ص166).
                    -عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال:"إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس، وإن الناس ليحتاجون إلينا، وإن عندنا كتابا أملاه رسول الله (ص) وخطه علي (ع) صحيفة فيها كل حلال وحرام".(الكليني:الكافي الجزء الأول:باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة).
                    ثالثاً:مصحف فاطمة:

                    يزعم الشيعة بأنه قد دوّن فيه علم ما يكون، مما سمعته الزهراء عليها السلام من حديث الملائكة بعد وفاة أبيهاصلى الله عليه وآله وسلم. وذلك تسكيناً لها على حزنها لفقد أبيها صلَّى الله عليه وسلم. وتدعي كتب الشيعة نزول مصحف على فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.جاء في الكافي عن مصحف فاطمة: "إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكًا يسلي غمها، ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه فقال: إذا أحسست بذلك، وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين رضي الله عنه يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفًا..أما إنّه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون".(أصول الكافي1/240، بحار الأنوار26/44، بصائر الدرجات ص43). "تفيد هذه الرواية بأنّ الغرض من هذا المصحف أمر يخص فاطمة وحدها وهو تسليتها وتعزيتها بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم، وأنّ موضوعه "علم ما يكون" وما أدري كيف يكون تعزيتها بإخبارها بما يكون وفيه على ما تنقله الشيعة قتل أبنائها وأحفادها، وملاحقة المحن لأهل البيت؟! ثمّ كيف تعطى فاطمة "علم ما يكون" "علم الغيب" ورسول الهدى يقول كما أمره اللهوَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) فهل هي أفضل من رسول الله؟".(أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية عرض ونقد:الدكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري ص327).
                    والعجيب وجود روايات أخرى تبين أنّه يوجد فيه علم ما يكون، وعلم الحدود والديات، حتى فيه أرش الخدش، بل فيه التشريع كله فلا يحتاج فيه الأئمة معه إلى أحد، يقول كما يروي ثقة الإسلام عندهم الكليني:إن أبا عبد الله قال عن مصحف فاطمة: "ما أزعم أن فيه قرآنًا، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش" (أصول الكافي: 1/240) فهل يعني هذا أنهم لا يحتاجون إلى كتاب الله، وأنهم استغنوا عن شريعة القرآن بمصحف فاطمة فلهم دينهم ولأمة الإسلام دينها؟!
                    ومصحف فاطمة يُعتبر من جملة ودائع الإمامة، قال الإمام الرضا عليه السَّلام وهو يَعُّد علامات الإمام المعصوم عليه السَّلام، قال: "ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السَّلام"(الخصال: 528، بحار الأنوار:المجلسي، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت- لبنان، 1414 هـ، 25/117).
                    ومن مروياتهم في مصحف فاطمة:-
                    -عن أبي عبيدة عن أبي عبد اللّه عليه السلام:"أن فاطمة مكثت بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوما, وكان دخلها حزن شديد على أبيها, وكان جبرائيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها, ويطيب نفسها, ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها, وكان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة سلام الله عليها".
                    -عن أبي حمزة أن أبا عبد اللّه عليه السلام قال:"مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب اللّه وإنما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها صلوات اللّه عليهما". (بصائر الدرجات: الصفار ص 159، والمجلسي، بحار الأنوار 26/48.(
                    -عن عنسبة بن مصعب عن أبي عبد اللّه عليه السلام:"ومصحف فاطمة، أما واللّه ما أزعم أنه قرآن".(بصائر الدرجات ص 154, بحار الأنوار26/45).
                    -عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقولإن عندي..ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا".(بصائر الدرجات ص 150، بحار الأنوار 26/37.(
                    -عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه عليه السلام:"وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما هو بالقرآن".(بصائر الدرجات ص3 151،بحار الأنوار 26/38،47/271.(
                    -عن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:"وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن".(بصائر الدرجات: 156, 160، بحار الأنوار26:43, 47: 272).
                    - عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم عليه السلام قال:"عندي مصحف فاطمة، ليس فيه شيء من القرآن".(بصائر الدرجات ص 154، بحار الأنوار 26/45).
                    وتزعم الشيعة بأن مصحف فاطمة ثلاثة أضعاف القرآن:فعن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:"وإنّ عندنا لمصحف فاطمة سلام الله عليها، وما يدريهم ما مصحف فاطمة سلام الله عليها؟ قال، قلت: وما مصحف فاطمة سلام الله عليها؟ قال:"مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، واللّه ما فيه من قرآنكم حرف واحد".(الكافي1/239, بصائر الدرجات: ص152, بحار الأنوار26/39). وهذه الأسطورة يرويها ثقة الإسلام-عندهم- الكليني بسند صحيح كما يقرره شيوخهم (انظر: الشّافي شرح أصول الكافي3/197(.
                    وممّا يدل على كذبهم وجود بعض الروايات عندهم التي تتحدث عن مصحف فاطمة أنه من إملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام: فعن علي بن سعيد عن أبي عبد اللّه عليها السلام:"وعندنا واللّه مصحف فاطمة، ما فيه آية من كتاب اللّه وإنّه لإملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده".(بحار الأنوار 26/41, 47/271, بصائر الدرجات ص 153) .
                    -وعن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام"وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام اللّه، أنزل عليها إملاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي".(بحار الأنوار 26/42, والصفار, بصائر الدرجات ص155).
                    -وعن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه عليه السلام:"وعندنا مصحف فاطمة سلام الله عليها أما واللّه ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول اللّه وخط علي".(بحار الأنوار 26/48 49, بصائر الدرجات:ص161).
                    والمضحك أنّه توجد روايات أخرى تشير إلى أن المصحف ألقي على فاطمة من السماء، ولم يكن المملي رسول الله، ولا خط علي، ولم يحضر ملك يحدثها ويؤنسها ليكتب عليّ ما يقوله الملك، تقول الرواية:"مصحف فاطمة عليها السلام ما فيه شيء من كتاب الله وإنما هو شيء ألقي عليها".(بحار الأنوار 26/48، بصائر الدرجات ص43).
                    وننوه هنا بأن الشيعة تزعم وجود لوح فاطمة غير المصحف،إذ له صفات أخرى منها:أنه نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وأهداه لفاطمة، وقد نقلوا عن لوح فاطمة بعض النصوص التي تؤيد عقائدهم. وهاك النص:روى صاحب الوافي عن الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري:إن لي إليك حاجة متى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ قال له جابر:في أي الأحوال أحببت، فخلا به في بعض الأيام فقال له:يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب، فقال جابر:أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهنّيتها بولادة الحسين فرأيت في يديها لوحًا أخضر ظننت أنه من زمرد ورأيت فيه كتابًا أبيض شبه لون الشمس فقلت لها:أبي وأمي أنت يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي، وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك. قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة عليها السلام فقرأته واستنسخته، فقال أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال:نعم، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق فقال:يا جابر، انظر في كتابك لأقرأ عليه، فنظر جابر في نسخته وقرأ أبي، فما خالف حرف حرفًا، فقال جابر:أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبًا:"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي..".(انظر نصه في كتب الشيعة: الكليني:الكافي1/527، 528، الفيض الكاشاني:الوافي، أبواب العهود بالحجج والنصوص عليهم صلوات الله وسلامه، المجلد الأول 2/72، وانظر: الطبرسي:الاحتجاج 1/84-87، وابن بابويه القمي:إكمال الدين ص301-304، الطبرسي:أعلام الورى ص152، الكراجكي:الاستنصار ص18).
                    رابعاً:-الصحيفة السجادية:

                    وهي مجموعة من الأدعية تبلغ (54) دعاءً، يضمها كتيب من القطع الصغير، تصل صفحاته حسب ط دار التبليغ الإسلامي 319 صفحة.هذه الصحيفة منسوبة إلى إمام أهل البيت في زمنه، ناصر السنة، وقامع البدعة، الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. المولود سنة 38 هـ، والمتوفى سنة 94 هـ. يقول محمد جواد مغنية الرئيس السابق للمحكمة الجعفرية ببيروت:"الصحيفة السجادية التي تعظمها الشيعة وتقدّس كل حرف منها".(التفسير الكاشف:محمد جواد مغنية 10/515).
                    وتدعى هذه الصحيفة عند الشيعة بـ"زبور آل محمد" و"إنجيل أهل البيت". ويزعمون بأنّها من أهمّ النصوص الإسلامية، وأكثرها اعتماداً من بعد القرآن الكريم. وهو مجموعة أدعية الإمام السجاد (ع) كتبت بيد ولده الإمام الباقر (ع) بحضور الإمام الصادق (ع) أيضاً. يقول راوي الكتاب في المقدمة أن هذه الأدعية كانت أولاً 75 دعاءً فُقد منها 11 دعاءً. وما يعرف اليوم بالصحيفة السجادية الكاملة يحتوي على مجرد 54 دعاءً. وكانت في مختلف الموضوعات التربوية الدينية، فهي تعليم للدين والأخلاق في أسلوب الدعاء، أو دعاء في أُسلوب تعليم للدين والأخلاق، وهي بحقّ بعد القرآن، ونهج البلاغة من أعلى أساليب البيان العربي، وأرقى المناهل الفلسفية في الإلهيات.(عقائد الإمامية:محمد رضا المظفر ص118- 119).
                    و"إنّ طابع السجادية تعمّد إخراجها على هيئة طباعة القرآن العظيم لما يدعون بأنها" زبورهم"، و"إنجليهم"، ولم يجرؤا أن يقولوا:"قرآنهم"، بل قالوا: أخت القرآن، وربما يكون في هذا الإخراج تغرير بالجاهلين وخداع للغافلين".(حقيقة ما يُسمى زبور آل:د.ناصر بن عبد الله القفاري، دار الفضيلة- الرياض، ص4-5).
                    وقد نشرت في هذا العصر بطبعات أنيقة، وتعمدوا إخراجها بصورة تشابه في شكلها طبعات القرآن، لأنّ هذه الصحيفة في موازينهم شقيقة القرآن في القدسية والتعظيم، ولذا يسمونها" أخت القرآن" و"إنجيل أهل البيت" و"زبور آل محمد".(الذريعة 15/18، وانظر:معالم العلماء:لشيخهم بان شهر أشوب ص125،131).
                    تنويه:-
                    وممّا يؤسف له أنّه تولّى طباعة الصحيفة السجادية وتوزيعها في قطاع غزة بعض الجهلة والمغرر بهم، وأطلقوا عليها (الطبعة الفلسطينية) وكتب أحدهم مقدّمة لها،غالى في مدحها وتعظيمها، وحشاها بآراء سقيمة وأفكار فاسدة، بعضها من هذيان الصوفية-عقيدة الفناء- والشيعة، كما ترضى صاحب المقدمة عن الهالك آية الله الحميني(انظر شركيات الخميني ص 167 وما بعدها في هذا الكتاب).
                    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"الأدعية المأثورة في صحيفة علي بن الحسين أكثرها كذب على علي بن الحسين".(منهاج السنة:ابن تيمية 6/306). وأيضاً:"وفي مضامين هذه الصحيفة ما يثبت ذلك من الغلو في الآل كدعوى بأنّهم يعلمون ما كان وما سيكون، انظر: ص7-8، والتوسل المبتدع في الدعاء(انظر التوسل بالدعاء في الآل والغلو فيهم ص 260)، ودعوى الإمامة المنصوصة، انظر دعوى أن الإمامة فيهم دون غيرهم ص 262..الخ، وهذا كافٍ في الحكم على هذه الصحيفة أو على أكثرها بحكم شيخ الإسلام. وقد تفرد بنقلها الروافض، ولا حجّة في نقلهم، وادعوا في بدايتها أنّها سريّة التداول.انظر الصحيفة السجادية ص9 وما بعدها".(حقيقة ما يُسمى زبور آل:محمد:د.ناصر بن عبد الله القفاري، دار الفضيلة- الرياض، ص 9-10).
                    خامسا: الجفر:-

                    زعمت الشيعةاسم الجفر أطلق على أحد أبواب العلم الذي دونه الإمام أمير المؤمنين (ع) من إملاء رسول الله (ص) على جلد، ويبدو أن كتاب الجفر غير الجامعة من ناحية المدلول الذي يتضمنه، فالجفر كما تفيد روايات الأئمة من أهل البيت (ع) ينطوي‏على حوادث المستقبل، وصحف الأنبياء السابقين والكتب المنزلة قبل القرآن الكريم.(انظر أصول الكافي:الجزء الأول:باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة(ع)، وعقيدة الشيعة في الإمام الصادق ص 66). وعن الصادق عليه السلام قال:"ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام".(البحار:للمجلسي 51/219 -222، كمال الدين ص354)
                    يقول بن خلدون:" ويزعمون أن فيه علم ذلك كله من طريق الآثار والنجوم لا يزيدون على ذلك ولا يعرفونأصل ذلك ولا مستنده‏.‏ واعلم أنكتاب الجفركان أصله أن هارونبن سعيد العجلي وهو رأس الزيدية كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق وفيه علم ما سيقعلأهل البيت على العموم ولبعض الأشخاص منهم على الخصوص‏.‏ وقع ذلك لجعفر ونظائره منرجالاتهم على طريق الكرامة والكشف الذي يقع لمثلهم من الأولياء‏.‏ وكان مكتوباً عندجعفر في جلد ثور صغير فرواه عنه هارون العجلي، وكتبه وسماه الجفر باسم الجلد الذيكتب عليه، لأنّ الجفر في اللغة هو الصغير، وصار هذا الاسم علماً على هذا الكتاب عندهم، وكان فيه تفسير القرآن، وما في باطنه من غرائب المعاني مروية عن جعفر الصادق‏.‏ وهذا الكتاب لم تتصل روايته ولا عرف عينه، وإنّما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبهادليل‏.‏(تاريخ ابن خلدون 1/28، الفصل الثالث والخمسون في حدثان الدول والأمم).
                    والأحاديث الواردة عن أهل البيت تبين أنّ الأئمة تحدثوا عن جِفارٍ أربعة لا عن جَفْرٍ واحد.(حقيقة الجفر، للشيخ أكرم بركات، الطبعة الثانية،1420 هجرية-1999م، دار الصفوة، بيروت، لبنان).
                    روى الراوندي في الخرائج 2//894)، حديثا جامعاً لأنواع الجفر، فقال:وكان عليه السلام يقول:"علمنا غابرومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع، وإنّ عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة عليها السلام، وإن عندنا الجامعة التي فيها جميع ما يحتاج الناس إليه، فسئل عن تفسيرها فقال:"أمّا الغابر فالعلم بما يكون، وأمّا المزبور فالعلم بما كان، وأمّا النكت في القلوب فالإلهام، والنقر في الأسماع حديث الملائكة نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم، وأما الجفر الأحمر فوعاءفيه سلاح رسول اللهصلى اللهعليه وآله ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراةموسى وإنجيل عيسى وزبور داود، وفيها كتب الله الأولى، وأما مصحف فاطمة ففيه مايكون من حادث وأسماء كلّ من يملك إلى أن تقوم الساعة، وأمّا الجامعة فهي كتاب طولهسبعون ذراعا إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله من فلق فيه وخطّ علي بن أبي طالببيده، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة، حتى أرش الخدشوالجلدة ونصف الجلدة..وقال:"ألواح موسى عندنا، وعصا موسى عندنا، ونحنورثة النبيين، حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث علي بن أبيطالب، وحديث علي حديث رسول الله، وحديث الله قول الله عز وجل".(وأيضاً رواه كل من: الكلينيفي الكافي 1//264،239، من باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحففاطمة عليها السلام من كتاب الحجة،والصفار في بصائر الدرجات ص 151،الباب14، وأحاديث قبله وبعده، والمفيد في الإرشاد 2/186، والطبرسي في الاحتجاج 2 : 294/رقم 246، والإربلي في كشف الغمة 2/381، وابن شهر آشوب في المناقب 4 298/في معالي أموره عليه السلام).
                    أمّا الجفر الأول فهو كتابٌ، والثلاثة الأخرى أوعيةٌ ومخازن لمحتويات ذات قيمة علمية ومعلوماتية و معنوية كبيرة، وهذه الجِفار هي:-
                    1. كتاب الجَفْر:وهو كتابٌ أملاه رسول الله محمد صلَّى الله عليه وآله في أواخر حياته المباركة على وصيِّه وخليفته علي بن أبي طالب عليه السَّلام وفيه علم الأولين والآخرين، ويشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان ويكون إلى يوم القيامة.(الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم السلام:محمد باقر المجلسي، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت-لبنان،1414 هجرية،51 /219).
                    قال جعفر الصادق عليه السَّلام:"ويلكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا والأئمة من بعده عليه وعليهم السلام، وتأملت فيه مولد قائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولاية فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان".(بحار الأنوار51 /219)
                    مصدر كتاب الجفر:
                    رَوى الصَّفار عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد قال:سمعت أبا إبراهيم يقول:إن الله أوحى إلى محمد صلى الله عليه وآله أنه قد فنيت أيامك وذهبت دنياك واحتجت إلى لقاء ربك فرفع النبي صلى الله عليه وآله يده إلى السماء وقال:"اللهم عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد". فأوحى الله إليه أن ائت أحدا أنت ومن تثق به فأعاد الدعاء فأوحى الله إليه امض أنت وابن عمك حتى تأتي أحدا ثم لتصعد على ظهره فاجعل القبلة في ظهرك ثم ادع وأحس الجبل بمجيئك فإذا حسك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى وهي تدعى الجفرة تجد قرينها الطلوع وتشخب أوداجها دما وهي التي لك، فمُر ابن عمك ليقم إليها فيذبحها ويسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها فتجده مدبوغا، وسأنزل عليك الروح وجبرائيل معه دواة وقلم ومداد ليس هو من مداد الأرض يبقى المداد ويبقى الجلد لا يأكله الأرض ولا يبليه التراب لا يزداد كل ما ينشر إلا جدة غير أنه يكون محفوظا مستورا فيأتي وحي يعلم ما كان وما يكون إليك وتمليه على ابن عمك و ليكتب ويمد من تلك الدواة. فمضى صلَّى الله عليه وآله حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما أمره فصادف ما وصف له ربّه، فلما ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرائيل والروح الأمين وعدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله ومن حضر ذلك المجلس ثم وضع علي عليه السَّلام الجلد بين يديه وجاء به والدواة والمداد أخضر كهيئة البقل وأشد خضرا وأنور.ثم نزل الوحي على محمد صلَّى الله عليه وآله وجعل يملي على علي عليه السَّلام ويكتب علي أنه يصف كل زمان، وما فيه وغمزه بالنظر والنظر وخبره بكل ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وفسَّر له أشياء لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم فأخبره بالكائنين من أولياء الله من ذريته أبدا إلى يوم القيامة وأخبره بكل عدو يكون لهم في كلّ زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك وكتب ثم أخبره بأمر يحدث عليه وعليهم من بعده فسأله عنها، فقال:الصبر..الصبر،وأوصى الأولياء بالصبر وأوصى إلى أشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولده وعلامات تكون في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلّها أو صار الوصي إذا أفضى إليه الأمر تكلم بالعجب".(بصائر الدرجات:محمد بن حسن بن فروخ الصَّفار، الطبعة الثانية، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، إيران ص 506).
                    2. الجَفْر الأبيض: وهو وعاءٌ جلد ماعز أو ضأن يحتوي على كتب مقدسة ليس من ضمنها القرآن الكريم. فقد رُوي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنه قال:"وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب الله الأولى".(بحار الأنوار26/18). ورَوى المُحَدِّث الكُليني بإسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السَّلام يَقُولُ:"إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ".قَالَ : قُلْتُ فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ فِيهِ ؟ قَالَ:"زَبُورُ دَاوُدَ وَتَوْرَاةُ مُوسَى وَإنْجِيلُ عِيسَى وَصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عليه السَّلام وَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ وَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً وَفِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَلا نَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَنِصْفُ الْجَلْدَةِ وَرُبُعُ الْجَلْدَةِ وَأَرْشُ الْخَدْشِ".(الكافي:الكُليني، طبعة دار الكتب الإسلامية، 1365 هـ، طهران، إيران1/240).
                    3. الجَفْر الأحمر:وهو وعاء جلد ماعز أو ضأن يحتوي على السلاح، وفيه سلاح رسول الله صلَّى الله عليه وآله.رَوى المُحَدِّث الكُليني عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السَّلام يَقُولُ:"وَعِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ".قَالَ قُلْتُ: وَأَيُّ شَيْ‏ءٍ فِي الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ:"السِّلَاحُ، وَذَلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ".(الكافي1 /240).
                    ورَوى الشيخ المُفيد عن أبي بصير عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنه قال:"وأما الجفر الأحمر فوعاءٌ فيه سلاح رسول الله صلَّى الله عليه وآله ولن يظهر حتى يقوم قائمنا أهل البيت".(الإرشاد في معرفة حُجَج الله على العباد:الشيخ المُفيد محمد بن محمد النُعمان، 1413 هجرية، قم، إيران 2/186). وعن عنبسة بن مصعب قال كنّا عند أبي عبد اللّه وفي آخر الحديث قول الإمام عن الجفرين: ينطق أحدهما بصاحبه, فيه سلاح رسول اللّه والكتب ومصحف فاطمة، أمّا واللّه ما أزعم أنّه قرآن".(بصائر الدرجات ص 154).
                    4. الجَفْر الكبير الجامع:وهو جلد ثور مدبوغ، يرى بعضهم أنه يشتمل على الجِفار الثلاثة الآنفة الذكر، أي كتاب الجفر والجفر الأبيض والأحمر وهما مضمومان إلى بعضهما. فقد رُوي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ:سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السَّلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ؟ فَقَالَ:هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً".(الكافي:1 /241). ورُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه:"وأما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب، فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام إملاء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وخطه علي عليه السَّلام بيده وفيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن، وإنّ عندي خاتم رسول الله صلَّى الله عليه وآله ودرعه وسيفه ولواءه وعندي الجفر على رغم أنف من زعم".(بصائر الدرجات ص 156).
                    أين هذه الجِفار؟: تَنُصُّ الروايات بأنّ هذه الجفار إنّما هي من مختصات أئمة أهل البيت الإثنا عشر وهم يتوارثونها وينظرون فيها ويطلعون على علومها و ليس لأحد سواهم ذلك، فقد رَوى نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ-موسى بن جعفر الكاظم-عليه السَّلام أَنَّهُ قَالَ:"إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً أَكْبَرُ وُلْدِي وَأَبَرُّهُمْ عِنْدِي وَأَحَبُّهُمْ إِلَيَّ وَهُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ وَلَمْ يَنْظُرْ فِيهِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ".(الكافي 1/311).

                    تعليق


                    • #25
                      عطينا وجه هواية ياهذا حسين 2005

                      زين بنقل لك رأي الشيعة أعزهم الله في القرآن الكريم

                      علي بن إبراهيم القمي- تفسير القمي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 26 )
                      علي بن إبراهيم القمي : وهذا بخلاف القرآن الحكيم فان مكتوبا مدونا في زمان الرسول (ص) عند امير المؤمنين (ع) على قول أو كان مكتوبا متفرقا على الواح وعسب والفه الخلفاء على قول آخر مع اجماع الفريقين على ان ما بين الدفتين كله من الله تعالى فهو باق على اعجازه منزه عن الدخل في حقيقته ومجازه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، متحد على اعلانه القويم القديم قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
                      العلامة المجلسي- بحار الأنوار - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 113 )
                      -
                      العلامة المجلسي: إنا نحن نزلنا الذكر أي القرآن وإنا له لحافظون عن الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف ، وقيل : نحفظه من كيد المشركين فلا يمكنهم إبطاله ولا يندرس ولا ينسى ، وقيل : المعنى : وإنا لمحمد حافظون
                      الشيخ علي الكوراني العاملي - تدوين القرآن - رقم الصفحة : ( 40 )
                      - رأي الشيخ علي الكوراني العاملي
                      : وفتاوى علماء الشيعة بعدم تحريف القرآن الذين يمثلون الشيعة في كل عصر هم علماؤهم ، فهم الخبراء بمذهب التشيع لأهل البيت (ع) ، الذين يميزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه . . وعندما نقول علماء الشيعة نعني بالدرجة الأولى مراجع التقليد الذين يرجع إليهم ملايين الشيعة ويقلدونهم ، ويأخذون منهم أحكام دينهم في كيفية صلاتهم وصومهم وحجهم ، وأحكام زواجهم وطلاقهم وإرثهم ، معاملاتهم . . فهؤلاء الفقهاء ، الذين هم كبار المجتهدين في كل عصر ، يعتبر قولهم رأي الشيعة ، وعقيدتهم عقيدة الشيعة . ويليهم في الإعتبار بقية العلماء ، فهم يعبرون عن رأي الشيعة نسبيا . . وتبقى الكلمة الفصل في تصويب آرائهم وأفكارهم لمراجع التقليد . وقد صدرت فتاوى مراجع الشيعة في عصرنا جوابا على تهمة الخصوم فأجمع مراجعهم على أن اتهام الشيعة بعدم الاعتقاد بالقرآن افتراء عليهم وبهتان عظيم ، وأن الشيعة يعتقدون بسلامة هذا القرآن وأنه القرآن المنزل على رسول الله (ص) دون زيادة أو نقيصة . . .

                      الشيخ علي الكوراني العاملي - تدوين القرآن - رقم الصفحة : ( 42 )
                      التبيان - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 42 ) - طبعة النجف
                      - رأي الشيخ الطوسى :وأما الكلام في زيادته ونقصانه ، فمما لا يليق به أيضاً ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيحمن مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله وهو الظاهر في الروايات .. ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته ، والتمسك بما فيه ، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه . وقد روي عن النبي (ص) رواية لا يدفعها أحد أنه قال إني مخلف فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر . لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به . كما أن أهل البيت (ع) ومن يجب اتباع قوله حاصلٌ في كل وقت . وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته ، فينبغي أن نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، ونترك ما سواه ).
                      الطبرسي - تفسير مجمع البيان - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 15 و 42 )
                      - رأي الشيخ علي الطبرسي : فإن العناية اشتدت ، والدواعي توفرت على نقله وحراسته ، وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأن القرآن معجزة النبوة ، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتى عرفوا كل شئ إختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيرا ، أو منقوصا مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد .
                      - ومن ذلك : الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنه لا يليق بالتفسير . فأما الزيادة فيه : فمجمع على بطلانه . وأما النقصان منه : فقد ررى جماعة من أصحابنا ، وقوم من حشوية العامة ، أن في القرآن تغييرا أو نقصانا ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه
                      الفيض الكاشاني - تفسير الصافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 51 )
                      - رأي محمد الفيض الكاشاني : قال الله عزوجل وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقال إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ؟ ! وأيضا قد استفاض عن النبي (ص) والأئمة (ع) حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له ، وفساده بمخالفته ، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض ، مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله ، مكذب له ، فيجب رده ، والحكم بفساده .

                      - بعد أن نقل روايات توهم وقوع التحريف في كتاب الله قال أقول : ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شئ من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضا قال الله عز وجل : وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
                      خلفه . وقال : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ، وأيضا قد استفاض عن النبي ( (ص) ) والأئمة ( (ع) ) حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله.

                      ( مجموعة من المؤلفات الشيعية تنفي التحريف )

                      عدد المصادر : ( 18 )
                      1 - السيد حامد حسين - صاحب كتاب عبقات الأنوار المتوفى سنة 1306 هـ له موسوعة في عشرة مجلدات إستفتاء الأحكام إستقصى فيها البحث في عدم التحريف وأتي فيها بما لا مزيد عليه.

                      2 - الميرزاء محمود بن أبي القاسم الطهراني من أعلام القرن الرابع - له كتاب كشف الارتياب عن تحريف كتاب رب الأرباب رد فيه على الزاعمين بالتحريف . أعيان الشيعة ترجمة المذكور أعلاه .

                      3 - الشيخ رسول جعفريان له كتاب أكذوبة تحريف القرآن ، طبع سنة 1406 هـ .

                      4 - الميرزاء مهدي البروجردي له كتاب كتابات ورسالات حول إثبات عدم التحريف ، طبع في إيران.

                      5 - السيد هبه الدين الشهرستاني له كتاب التنزيه في إثبات صيانة المصحف الشريف من النسخ و النقص والتحريف ، معجم ريان الفكر في النجف الأشرف ج2 ص 762 .

                      6 - محمد علي بن السيد محمد صادق الأصفهاني له عدم التحريف في الكتاب ، المصدر السابق ج2 ص 789 .

                      7 - علي محمد الأصفى له فصل الخطاب في نفي تحريف الكتاب المصدر السابق ج1ص 46.

                      8 - السيد محمد حسين الجلالي له نفي التحريف والتصحيف ، المصدر السابق ج1 ص 357 .

                      9 - السيد مرتضى الرضوي له البرهان على عدم تحريف القرآن ، طبع في بيروت .

                      10- العلامة الشعرائي رد على الكتاب المؤلف في التحريف ونقضه فصلا فصلا ، طبع ضمن كتاب ثمان رسائل عربي .

                      11- العلامة حسن الأملى له كتاب فصل الخطاب في عدم تحريف كتاب رب الأرباب ، طبع ضمن كتاب ( ثمان رسائل عربي ) .

                      12- السيد علي الميلاني له كتاب التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف ، طبع في إيران وهو متداول .

                      13- الشيخ محمد هادي معرفه له كتاب صيانة القرآن من التحريف ، طبع في إيران وهو متداول.

                      14- السيد أمير محمد القزويني له كتاب القائلون بتحريف القرآن جاء فيه أما الشيعة فقد أثبتوا من عصر نزول القرآن الكريم على النبي (ص) وحتى قيام الساعة أنهم يتبرؤون أشد البراءة ممن يقول بتحريفه .

                      15- المرجع الديني الكبير السيد صدر الدين الصدر له رسالة في إثبات عدم التحريف ، علماء ثغور الإسلام ج2 ص 535 .

                      16- الشيخ آغابزرك الطهراني له النقد اللطيف في نفي التحريف ، الذريعة 16 ص 232 .

                      17- مؤسسة سلسلة المعارف الإسلامية سلامة القرآن من التحريف ، إصدار مركز الرسالة إيران .

                      18- السيد علاء الدين السيد أمير محمد القزويني له كتاب شبهة القول بتحريف القرآن عند أهل السنة ، طبع في بيروت .

                      تعليق


                      • #26
                        نماذج التحريف من كتب السنة النواصب
                        سنن البيهقي - كتاب الصلاة - باب في المعوذتين
                        3766 - و أنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عبدة بن أبي لبابة و عاصم إبن بهدلة أنهما سمعا زر بن حبيش يقول : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقلت : يا أبا المنذر : إن أخاك إبن مسعود يحكهما من المصحف ، قال : إني سألت رسول الله (ص) قال : فقال : قيل لي فقلت . فنحن نقول كما قال رسول الله (ص) ، رواه البخاري في الصحيحعن قتيبة وعلي بن عبد الله عن سفيان .
                        الرابط:
                        http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=583772

                        إبن حجر - فتح الباري - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 570 )
                        - ( 4693 ) - قوله : حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر القائل وحدثنا عاصم هو سفيان وكأنه كان يجمعهما تارة ويفردهما أخرى وقد قدمت أن في رواية الحميدي التصريح بسماع عبدة وعاصم له من زر قوله : سألت أبي بن كعب قلت : أبا المنذر هي كنية أبي بن كعب وله كنية أخرى أبو الطفيل قوله : يقول : كذا وكذا هكذا وقع هذا اللفظ مبهما وكان بعض الرواة أبهمه استعظاما له وأظن ذلك من سفيان فإن الاسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الابهام .

                        - وكنت أظن أولا أن الذي أبهمه البخاري لانني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان ولفظه قلت لابي : إن أخاك يحكها من المصحف وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج وكأن سفيان كان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه .

                        - وقد أخرجه أحمد أيضا وإبن حبان من رواية حماد بن سلمة عن عاصم بلفظ أن عبد الله بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه .

                        - وأخرج أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم بلفظ أن عبد الله يقول في المعوذتين وهذا أيضا فيه إبهام .

                        - وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وإبن مردويه من طريق الاعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال : كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله

                        مستدرك الحاكم - كتاب التفسير - كتاب التفسير - رقم الحديث : ( 2891 )

                        [ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
                        2844 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن بسر بن عبيد الله ، عن أبي إدريس ، عن أبي بن كعب (ر) : أنه كان يقرأ إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له فدخل عليه فدعا ناسا من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال : من يقرأ منكم سورة الفتح فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر فقال له أبي : أأتكلم ؟ فقال : تكلم ، فقال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي (ص) ويقرئني و أنتم بالباب فإن أحببت أن أقرىء الناس على ما أقرأني أقرأت وإلا لم أقرىء حرفا ما حييت ، قال : بل أقرىء الناس ....، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه .
                        الرابط:
                        http://www.islamweb.net/ver2/archive/showHadiths2.php?BNo=36&BkNo=13&KNo=28&startno=10
                        http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=521630

                        مستدرك الحاكم - كتاب التفسير - قراءات النبي.. - رقم الحديث : ( 2983 )
                        2937 - أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود (ر) قال : اقرأني رسول الله (ص) : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .
                        سنن الدرامي- النكاح - كم رضعة تحرم - رقم الحديث : ( 1118 )
                        /
                        ‏- أخبرنا ‏ ‏إسحق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏روح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي بكر ‏ ‏عن ‏ ‏عمرة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت : ‏نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وهن مما يقرأ من القرآن .
                        سنن النسائي - النكاح - القدر الذي يحرم من الرضاع - رقم الحديث : ( 3255 )
                        - أخبرني هرون بن عبد الله قال : حدثنا معن قال : حدثنا مالك والحرث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن إبن القاسم قال : حدثنى مالك عن عبد الله بن أبى بكر عن عمرة عن عائشة قالت : كان فيما أنزل الله عزوجل وقال الحرث فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفى رسول الله (ص) وهى مما يقرأ من القرآن .

                        تعليق


                        • #27
                          المبحث الثاني: الإمامية وموقفهم من مصدري التشريع:

                          أولا: موقفهم من القرآن الكريم:


                          إن كل فرقة تنتمي إلى الإسلام وتنتسب إلى القبلة، تحتاج في تأصيل مذهبها وبناء منهجها إلى الاستدلال بالقرآن، ولا يمكن لأي فرقة من هذه الفرق أن تبني فكرا مقبولا في الأوساط المسلمة، إلا إذا أوجدت لنفسها حقلا دلاليا من آيات القرآن الكريم، تُسيم فيه آراءها، وتبني من خلاله مسارها، وتسوق به أتباعها.
                          ولقد واجه الشيعة سؤال منذ منشئها، ومنذ أن أصلت لنفسها عقيدة الإمامة، وتميزت بها عن سائر المسلمين، وكان هذا السؤال ردة فعل طبيعية يحس بها كل مسلم تربى في ظل القرآن الكريم واعتبره كتاب هداية وتشريع، وهو: لم لم يذكر القرآن مسألة الإمامة التي تتوقف عليها نجاتنا أو هلاكنا، وإن كان قد ذكرها على زعم الشيعة، فلماذا اكتفى بالإشارة والتلميح بدل الإبانة والتوضيح، كما هي عادة القرآن الكريم في مثل هذه القضايا التي تتوقف عليها سعادة البشر أو شقاوتهم، ولو تتبعنا أمورا أقل خطرا من الإمامة، لوجدنا القرآن قد سلك فيها مسلك التبيين والتفصيل، ولم يكتف بذكرها والتصريح بها فحسب، بل كرر ذكرها وأعاده، وفصل الكلام فيها وأحكمه، ورتب على فعلها الثواب، وعلى تركها العقاب، وهذا واضح لمن تأمل آي القرآن وتتبع طريقته في تأصيل أحكامه.
                          ولقد سلك الشيعة للإجابة عن هذا الإشكال مسلكين مختلفين، فلقد حاول فريق منهم أن يبحث عن آيات من القرآن الكريم ويجر بخطامها لتومئ إلى الإمامة، وتكون قاعدة ينطلق منها ليحملها من الدلالات ما لا تطيق، ويستدل بها على ما لو أراده القرآن لاختار له العبارة البينة والمعنى الواضح، فبدل أن يشير إلى علي –كما تزعم الشيعة- بقوله «الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» وتبقى الآية مفتقرة لحملها على علي إلى الرواية التي تذكر تصدقه بالخاتم، مع علتها وضعفها، كان بالإمكان أن يعبر القرآن بعبارة لا تفتقر إلى رواية أو أثر، ومعنى لا يكتنفه غبش أو يشوبه غموض، ليدل على علي وأحقيته بالإمامة، ولذكر لنا من أوصاف علي ما هو أشهر من قصة هذا الخاتم!.
                          ولنترك الآن هذا الفريق في بحثه المتهافت عن آيات ترقع مذهبه وتعطيه الصبغة الشرعية، لننتقل إلى الفريق الآخر الذي أراح نفسه من هذا العناء، واكتفى بالقول بأن القرآن الذي بين أيدينا قد نُقص منه ما يدل على الإمامة ويرشد إليها، وبأن هذا الكتاب قد ترك العالم في حيرة وتخبط، بفعل أولائك الصحابة المرتدين الذين حرفوه وحذفوا منه أكثر مما تركوا، وزعموا في روايتهم أنه: «لو قرئ القرآن كما أنزل، لألفيتنا فيه مسمين»«[FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT]».

                          وقد وجدت أن جل علماء السنة الذين كتبوا عن الشيعة، ينسبون إليهم هذه المقالة، كالأشعري «330 هـ و البغدادي «429»هـ وابن حزم «456»هـ وغيرهم.
                          يقول صاحب كتاب "الوشيعة" وهو الشيخ موسى جار الله «1369» الذي عاش بين الشيعة زمنا طويلا ودرس في حلقاتهم: « القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات قد نزلت، وبتغيير ترتيب الكلمات أجمعت عليه كتب الشيعة».«[FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT]»
                          وقد لقيت في زيارتي للحوزة العلمية في قم، كثيرا ممن يقول بهذا القول إما تصريحا وإما تعريضا، بل كان أغلب من أطرح معه هذه القضية، يهاجمني بأن السنة أيضا تقول بتحريف القرآن، بدل أن يرد بأن القرآن غير محرف.
                          وطرح علي أحد آياتهم إشكالا حول سورة تبت يدا أبي لهب، حين كنت أناقشه في هذه القضية، مستنكرا كيف أنه لم يُذكر فيها من الكفار غير عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهو في هذا يشير إلى رواية عندهم أنه أُسقط من السورة اسم أربعين من الكفار، وأُبقي اسم عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إزراء به.
                          وعندما سألت أحد الأساتذة في جامعة أهل البيت والذي يدرس أصول الفقه عن هذه المسألة، أجابني بأن السنة أيضا تقول بتحريف القرآن، فقلت له اذكر لي مثالا لآية ترى أن أهل السنة قد حرفوها، فقال: إن السنة تنقص من آية: "صدق الله العلي العظيم"، كلمة "العلي" وتقول "صدق الله العظيم" فقلت له مستغربا، إن هذه ليست آية من القرآن وأن الوارد في هذا المعنى قوله تعالى «قل صدق الله» فأجاب بحدة : بل إنها آية من القرآن الكريم، فقلت له في أي سورة وردت؟ ففكر مليا وكان إلى جانبي أحد طلبته من المغاربة المتشيعين، فنظرت إليه فإذا وجهه ممتلئ خجلا واحمرارا، وبعد التفكير والتخمين، رد الشيخ: سأبحث لك عنها في الكمبيوتر -ليس في المصحف- وآتيك باسم السورة غدا، وودعناه، وشاء الله أن أقابله في صباح الغد وهو في الطريق فسلمت عليه فلم يقف، وأشار بيده راداً السلام مشمراً في المشي.
                          ولقد استغربت من أني لم أجد أحدا من كل العلماء والطلبة الذين قابلتهم يحفظ القرآن، بل لا يكاد الواحد منهم يسلم من الخطأ في كل آية يسوقها، وقد عجبت لذلك كثيرا، خصوصا من أمثال من يسمون آيات الله الذين جاوزوا الستين من العمر.
                          وقد ذكر صاحب كتاب الوشيعة هذا الأمر، وأكد أنه لم يجد منهم أحدا يحفظ القرآن مع أنه عاش بينهم ودرس في مدارسهم.«[FONT='Times New Roman','serif'][3][/FONT]»
                          وسبب هذا أنهم يروون في كتبهم روايات تحذر من حفظ هذا القرآن الموجود بين أيدي الناس: فعن أبي جعفر أنه قال: « إذا قام قائم آل محمد عليه السلام ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزل الله جل جلاله، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم، لأنه يخالف فيه التأليف»«[FONT='Times New Roman','serif'][4]»[/FONT]

                          إن الشيعة تروي في كتبها روايات كثيرة بصيغ مختلفة، كلها تدل على أن الصحابة قد قاموا بعمل شنيع بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث أخذوا القرآن فنقصوا منه كل ما فيه فضح لأعمالهم، وكل ما فيه إشارة إلى علي بن أبي طالب، وذكر لفضائله، واستحقاقه الإمامة بعد الرسول صلى الله عليه وآله.

                          وإليك القصة كما يروونها عن أبي ذر الغفاري: « أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله، جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم، كما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما فتحه أبو بكر، خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم، فوثب عمر وقال: يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه، فأخذه علي عليه السلام وانصرف ثم أحضروا زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن، فقال له عمر: إن عليا جاءنا بالقرآن، وفيه فضائح المهاجرين والأنصار: وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار، فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر علي القرآن الذي ألفه، أليس قد بطل ما قد عملتم؟ قال عمر: فما الحيلة؟ قال زيد أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر: ما حيلة دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك وقد مضى شرح ذلك، فلما استخلف عمر، سأل عليا عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه، فقال علي عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به، إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ -وما أدري بأي لغة هذه العبارة لكنها ليست عربية قطعا- قال علي عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة عليه».«[FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT]»
                          هذا ما قام به الصحابة في زعمهم، وفاتهم أن القرآن محفوظ بحفظ الله له، وبأنه «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه» وأن الله متكفل بحفظه: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».
                          وتعزيزا لدعوى التحريف ، تجد رواياتهم تنص على أن الآية هكذا نزلت، وتجد إمامهم يقرأ الآية على غير ما هي عليه، ثم يعقب بقوله "هكذا نزلت" في إشارة منه إلى أنها كانت هكذا قبل أن تحرف.
                          عن أبي عبد الله قال: « «ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما» هكذا نزلت».«[FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT]»
                          ويروون عن جابر أنه قال: «نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد هكذا «وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله».«[FONT='Times New Roman','serif'][7][/FONT]»
                          ويروي أحدهم عن أبي عبد الله أنه سمعه يقول: " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم »، قال: قلت: جعلت فداك أئمة؟ قال: إي والله أئمة، قلت: فإنا نقرأ: أربى، فقال: ما أربى؟ وأومأ بيده فطرحها « إنما يبلوكم الله به «يعني بعلي عليه السلام » وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون »«[FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT]»
                          ومما يؤكدون به عدم صحة الآية تهكمهم على المعنى الوارد فيها كما مر في هذه الرواية، حين قال إمامهم متهكما « ما أربى وأومأ بيده فطرحها» مشيرا إلى أن هذا المعنى ضعيف، وأن الآية ليست كما أنزلها الله، وهذا تراه في روايات كثيرة:
                          فعن علي بن أبي طالب أنه قال في محاورة طويلة: «وأما ظهورك على تناكر قوله: «فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء» وليس يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء، ولا كل النساء أيتاما، فهو لما قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث القرآن، وبهذا وما أشبهه ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمل، ووجد المعطلون وأهل الملل المخالفة للإسلام مساغا إلى القدح في القرآن، ولو شرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء».«[FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT]»وهذه الرواية تدل على أن التقية تمنع من إظهار هذا القول، كما ترى فيها التهكم بالمعنى الموجود في الآية وتسفيهه، وأنه لا يتناسب والسياق، ويستدلون بذلك على أن الآية قد أقحمت في ذلك المكان إقحاما، وأنها ليست كما أنزل الله عز وجل، كما قال أبو عبد الله للقارئ لما قرأ «كنتم خير أمة أخرجت للناس» فقال متهكما: «خير أمة. يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين؟ فقال القارئ: جعلت فداك كيف نزلت؟ قال: نزلت « كنتم خير أئمة»»«[FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT]».
                          ويؤيد ما ورد في الرواية السابقة من ادعاءهم نقصان الثلث من كلام الله عز وجل، ما رووا في الكافي من «أن القرآن الذي جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية»«[FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT]» وإذا كان القرآن الذي بين أيدينا يبلغ ستة آلاف وكسور، فهذا يعني أنه قد حذف منه الثلثان!!!
                          وعندما مر شارح الكافي بهذه الرواية قال مصرحا: «إن آي القرآن ستة آلاف وخمسمائة...والزائد على ذلك مما سقط بالتحريف»«[FONT='Times New Roman','serif'][12][/FONT]»
                          وقال في موضع آخر: «وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنىً، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها»«[FONT='Times New Roman','serif'][13][/FONT]»
                          وكثير منهم يعترفون بهذا الاعتقاد ويصرحون به في كتبهم، وقد مرت بك روايات التحريف في الكافي والبحار، وهما لعالمين جليلين عند الشيعة، بل من أكابر مشايخهم.
                          وممن اعترف أيضا بالتحريف الفيض الكاشاني صاحب كتاب التفسير، يقول: «وأما اعتقاد مشايخنا رضي الله عنهم في ذلك، فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه، أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ولم يتعرض لقدح فيها، مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي رضي الله عنه، فإن تفسيره مملوء منه، وله غلو فيه، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه، فإنه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج ».«[FONT='Times New Roman','serif'][14][/FONT]»
                          ويقول محسن الكاشاني صاحب كتاب من أشهر كتب التفسير عندهم: «المستفاد من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام، أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه، كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة، منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها غير ذلك، وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم».«[FONT='Times New Roman','serif'][15][/FONT]»
                          والقمي في تفسيره قد صرح بهذا واستدل عليه بروايات كثيرة، وتحدث عن التحريف في مواضع كثيرة من تفسيره، قال: «وأما ما هو محرف منه، فهو قوله «لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون » وقوله «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته» وقوله «إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم » وقوله «وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون»وقوله «ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت » ومثله كثير نذكره في مواضعه».«[FONT='Times New Roman','serif'][16][/FONT]»
                          وقد خصص البحراني في كتابه "البرهان" بابا بعنوان «باب أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة» وساق الكثير فيه الكثير من روايات التحريف.«[FONT='Times New Roman','serif'][17][/FONT]»
                          وممن نص على التحريف أيضا محمد بن إبراهيم النعماني في كتابه "الغيبة"، وساق فيه الكثير من هذه الروايات«[FONT='Times New Roman','serif'][18][/FONT]» كما صرح العياشي صاحب التفسير بهذه العقيدة، وأورد رواياتها في تفسيره.«[FONT='Times New Roman','serif'][19][/FONT]»
                          ومنهم المفيد صاحب كتاب أوائل المقالات، إذ يقول: «إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان...وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم طويلا فلم أظفر منهم بحجة أعتمدها في فساده» «[FONT='Times New Roman','serif'][20][/FONT]»
                          والخميني يصرح بهذه العقيدة في كتبه، يقول في كتابه كشف الأسرار: «إن الذين لم يكن لهم ارتباط بالإسلام والقرآن إلا لأجل الرئاسة والدنيا، وكانوا يجعلون القرآن وسيلة لمقاصدهم الفاسدة، كان من الممكن أن يحرفوا هذا الكتاب السماوي في حالة ذكر اسم الإمام في القرآن، وأن يمسحوا هذه الآيات منه، وأن يلصقوا وصمة العار هذه على حياة المسلمين»«[FONT='Times New Roman','serif'][21][/FONT]».
                          ولقد عاشت عقيدة التحريف بين طيات كتب المذهب الشيعي، وفي قلوب كثير من علمائه، تحيط بها التقية، وتتناقل بين الكبراء في سرية، إلى أن انبعث أحد علمائهم المبجلين، صاحب كتاب من أكبر كتبهم وهو "مستدرك الوسائل" والذي يقع في ثمانية عشر مجلدا، ويعتبر من مصادرهم المعتمدة في الحديث، وقد بلغ من تبجيلهم لهذا الرجل أن دفنوه في بقعة من أشرف بقاعهم، بداخل ضريح إمامهم في النجف.«[FONT='Times New Roman','serif'][22][/FONT]»
                          فقام هذا العالم بجمع هذه الروايات وتوثيقها، في كتابه الذي خصصه لهذه القضية، وعنون له بـ"فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب".
                          يقول في مقدمته: «فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي الدين الطبرسي، جعله الله من الواقفين ببابه المتمسكين بكتابه: هذا كتاب لطيف، وسفر شريف، عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، وأودعت فيه من بدائع الحكمة ما تقر به كل عين، وأرجو ممن ينتظر رحمته المسيئون أن ينفعني به في يوم لا ينفع مال ولا بنون».«[FONT='Times New Roman','serif'][23][/FONT]»
                          وفعلا فقد قام بجمع كل الروايات التي تفرقت في بطون كتبهم، وتتبع أقوال علمائهم، وذكر أكثر من ألف مثال مما ورد أنه قد حرف من القرآن في كتبهم.«[FONT='Times New Roman','serif'][24][/FONT]»
                          وقد كنت أرى إصرار كثير منهم على إنكار هذا الأمر، وعدم التصريح به، واستخدام التقية بأقصى درجاتها، وبكل ما تبيحها لهم من الأيمان المغلظة، والدعاء بالويل والثبور، وأن هذا مما افتراه المفترون، ويردون على كل من واجههم بهذه الروايات قائلين: هاهو قرآننا الذي نقرأه في إيران، وهاهي المصاحف التي يقرؤها الشيعة في كل مكان، ليس فيها أي زيادة على ما في مصاحفكم أو اختلاف.
                          لكني وجدت أن هذا هو عين ما أوصى به منظروا التشيع ومؤصلوا عقائده، فقد نقلوا في كتبهم عن أئمتهم المعصومين، أمرهم لشيعتهم بقراءة هذا القرآن الموجود بين أيدي الناس في زمان الغيبة، وأن لا يجاوزوه حتى يخرج صاحب الزمان.
                          فعن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن قال: قلت له: «جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم».«[FONT='Times New Roman','serif'][25][/FONT]»
                          يقول شيخهم المفيد: «إن الخبر قد صح من أئمتنا عليهم السلام، أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين، وأن لا نتعداه، بلا زيادة فيه ولا نقصان منه، حتى يقوم القائم عليه السلام، فيقرأ الناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام».«[FONT='Times New Roman','serif'][26][/FONT]»
                          ويقول نعمة الله الجزائري: «قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه، حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين، فيقرأ ويعمل بأحكامه»«[FONT='Times New Roman','serif'][27][/FONT]»
                          لذلك فإن المصحف الموجود في إيران هو نفس المصحف الذي يتداوله السنة ويقرؤونه، إلا أنك تسمع بعضهم يزيد كلمة علي في بعض المواضع، وقد سُجل في موقع البرهان مقطع لرجل شيعي، وهو يقرأ «يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته» بزيادة كلمة "في علي" «[FONT='Times New Roman','serif'][28][/FONT]»
                          وقد حاول بعضهم أن يتبرأ من هذه المقالة، لكنك لا تستطيع أن تطلع على حقيقة قوله، وهل هو تقية أو اعتقاد، بل مما يدلك على كونه تقية أنه لم يجرؤ أحدهم على الطعن في كتاب الكافي أصح كتاب عندهم، وهو مليء بهذه الروايات، ولم يجرؤ أحدهم على تضليل الخميني أو غيره ممن صرح بهذا الكفر، فتبقى هذه الروايات وهذه الكتب عارا على الشيعة، بل على المسلمين أجمعين، ويبقى كتاب الله محفوظا «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد»، وتبقى اللمسات اليهودية التي دأبت على تحريف الكتب المقدسة، ظاهرة ملامحها في هذه العقيدة التي تشكك في مصدري الإسلام.


                          [FONT='Times New Roman','serif'][1][/FONT] تفسير الصافي ج1 ص41، تفسير البرهان ج1 ص15

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][2][/FONT]» الوشيعة لموسى جار الله ص 104

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][3][/FONT]» الوشيعة ص 27-28

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][4][/FONT]» الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 - ص 386

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][5][/FONT]» بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 89 - ص 42 – 43، وكتاب سليم بن قيس ص 108 و 110، والاحتجاج ص 81


                          «[FONT='Times New Roman','serif'][6][/FONT]»الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 414


                          «[FONT='Times New Roman','serif'][7][/FONT]» الكافي ج1 ص417

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][8][/FONT]» الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 292


                          «[FONT='Times New Roman','serif'][9][/FONT]»بحار الأنوار ج89 ص47 والاحتجاج ص131-132

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][10][/FONT]» تقسير القمي ج1 ص110

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][11][/FONT]» الكافي ج2ص134

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][12][/FONT]» شرح جامع ج11 ص536

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][13][/FONT]» نفس المصدر السابق ج11 ص 88

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][14][/FONT]» تفسير الصافي: 1 / 51

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][15][/FONT]» تفسير الصافي ج1 ص49

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][16][/FONT]» تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص 10 - 11

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][17][/FONT]» البرهان للمحقق البحراني ج1 ص15 فما بعدها.

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][18][/FONT]» انظر ص 218 من كتاب الغيبة.

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][19][/FONT]» انظر تفسير العياشي ج1 ص 13 وغيرها.

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][20][/FONT]» أوائل المقالات - الشيخ المفيد - ص 80 - 82

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][21][/FONT]» كشف الأسرار ص114

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][22][/FONT]» انظر أعلام الشيعة –الطهراني- ج1ص553 يقول أنه دفن «بين العترة والكتاب، يعني في الإيوان الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة»

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][23][/FONT]» نقلا عن أصول مذهب الشعية –ناصر القفاري- ج1 ص286

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][24][/FONT]» نفس المصدر السابق ج1 ص309

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][25][/FONT]» الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 619

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][26][/FONT]» نقل كلامه المجلسي في البحار ج89 ص74

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][27][/FONT]» الأنوار النعمانية ج2 ص363-364

                          «[FONT='Times New Roman','serif'][28][/FONT]» موقع البرهانwww.alburhan.net

                          تعليق


                          • #28
                            أرى بأنّ بصيرة المدعو "الحسين2005" قد عميت فأخذ بالنسخ و اللصق بدون فهم كالحمار يحمل أسفارا.

                            و لكنه لا يتجرّأ على إنكار ما جاء في كتبهم المعتبرة و آراء علمائهم المشهورين في التحريف و عدم ترتيب الآيات.

                            تعليق


                            • #29
                              جمعت لكم اكبر مجموعة تسجيلات صوتية ومرئية من موقع فيصل نور لكشف حقيقة بنو روافض فى تحريف كلام الله عزوجل .. اتمنى من الاخوة نشر فى جميع المنتديات ...


                              صوتي ومرئي

                              الشيعة وتحريف القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn608.wmv

                              علي الكوراني يبين لنا موقف علماء الشيعة من تحريف القرآن الكريم
                              http://www.fnoor.com/media/fn311.ram

                              القرآن كتاب الله الصامت و علي رضي الله عنه كتاب الله الناطق
                              http://www.fnoor.com/media/fn223.ram

                              القرآن هو الحسين رضي الله عنه
                              http://www.fnoor.com/media/fn097.rm

                              دعوة من السيد منير عدنان لتحريف القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn421.mp3

                              عبدالحميد المهاجر وتحريف القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn043.rm

                              المهاجر وتفسير الصراط المستقيم
                              http://www.fnoor.com/media/fn469.ram

                              مراجع وعاجزون عن قراءة آية واحدة من القرآن الكريم
                              http://www.fnoor.com/media/fn426.rm

                              تفسير كهيعص
                              http://www.fnoor.com/media/fn034.ram

                              قرآننا وقرآنهم
                              http://www.fnoor.com/media/fn365.ram

                              وتعيها أُذن واعيه
                              http://www.fnoor.com/media/fn323.ram

                              حسن شحاته يحرف معنى الأمة في القرآن الكريم
                              http://www.fnoor.com/media/fn302.ram

                              حسن شحاتة يجيب على سؤال : هل ذكر أسم علي في القرآن ؟
                              http://www.fnoor.com/media/fn300.ram

                              الشيخ حسين الفهيد وتفسير قوله تعالى: والسموات مطويات بيمينه
                              http://www.fnoor.com/media/fn136.ram

                              معنى قوله تعالى وفديناه بذبح عظيم
                              http://www.fnoor.com/media/fn126.ram

                              الفالي وتفسير قوله تعالى: والنجم إذا هوى
                              http://www.fnoor.com/media/fn145.ram

                              تفسير علماء الشيعة لقوله تعالى: ويحذركم الله نفسه
                              http://www.fnoor.com/media/fn146.ram

                              تفسير قول الله عزوجل : ليلة القدر خير من ألف شهر
                              http://www.fnoor.com/media/fn116.rm

                              الشيعة والقرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn212.ram

                              تفسير النبأ العظيم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
                              http://www.fnoor.com/media/fn213.ram

                              تفسير قول الله تعالى وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم
                              http://www.fnoor.com/media/fn214.ram

                              تفسير قول الله عزوجل: يا ليتني كنت ترابا
                              http://www.fnoor.com/media/fn216.ram

                              تفسير قوله تعالى إمام مبين
                              http://www.fnoor.com/media/fn217.ram

                              أحد علماء الشيعة وهو يزعم أن القرآن ما زال ينزل على الأئمة إلى الآن في ليلة القدر
                              http://www.fnoor.com/media/fn439.mp3

                              الشيخ الحائري: القرآن الذي بين أيدينا محترم لكنه ليس القرآن الذي نزل بتمامه
                              http://www.fnoor.com/media/fn118.ram

                              أستمع لشيخهم عبدالرسول الاحقاقي كيف يقراء القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn377.ram

                              مصحف فاطمة، لوح فاطمة، صحيفة فاطمة
                              http://www.fnoor.com/media/fn379.ram

                              لطمية قرآنية للآية التي يطعن بها الشيعة في الصحابة
                              http://www.fnoor.com/media/fn357.ram

                              حسن شحاته ونماذج من التحريف
                              http://www.fnoor.com/media/fn182.ram

                              الميلاني وتحريف القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn517%20.wmv

                              العلامة محمد سند والثقل الأكبر
                              http://www.fnoor.com/media/fn530.rm

                              عدنان الوايل وتحريف القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn137.ram

                              حسن شحاته ونماذج من تفسير القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn653.rm

                              إسم علي رضي الله عنه مذكور في القرآن
                              http://www.fnoor.com/media/fn669.wmv

                              هذا القرآن لا يفيدنا
                              http://www.fnoor.com/media/fn651.rm

                              فاضل الدريع ... من نماذج التحريف للآيات
                              http://www.fnoor.com/media/fn694.rm

                              تعليق


                              • #30
                                [quote=الخلفاء]جمعت لكم اكبر مجموعة تسجيلات صوتية ومرئية من موقع فيصل نور لكشف حقيقة بنو روافض فى تحريف كلام الله عزوجل .. اتمنى من الاخوة نشر فى جميع المنتديات ...
                                /quote]


                                مهما جمعت.. و مهما فعلت.. و مهما نشرت.. لن تستطيع إنكار ما جاء في صحاحكم و ما صرّح به علمائكم من إثبات روايات التحريف.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X