بسم الله
وأزكى الصلاة وأتم التسليم
على أبينا رسول الله وآله الأطهار
أقمار الدجى وشمس الضحى
والصراط إلى الملأ الأعلى
((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124)
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا نداء عاجل واستغاثة أوجهه بالدرجة الأولى لكل مرجعيات الشيعة الكرام ولمن هو على صلة مباشرة معهم وكذلك لأهل البحث والتدقيق والنظر من علماء وأساتذة ومناظرين ولمن لهم الطول في الاتصال أو السفر إلى حيث تبث قناة المستغلة سمومها عبر برنامجها الحوار الصريح الذي يديره محمد الحامدي هذا الذي يدعي نسباً للهاشميين الأطهار !!!!!!!!!!!
إخواني :
كنت قد تابعت الحوارات التي جرت حول قضية الإمامة لدى الشيعة واستمعت منصتاً لما قدم له الأخ سعد الرفيعي من حجج ولما قاله محاوروه بل ( جلادوه ) وخاصة الشيخ المتهتك العرعور ، وكم آسفني ضعف باع الأخ سعد الرفيعي في الدفاع عن العقيدة في مواضع كثيرة وكم أزعجني جداً تهكم وتهتك من هم حوله فيه .
ونظراً لما قدمت فقد قمت فوراً وعلى مدار ثلاثة ايام بإرسال رسائل لمدير البرنامج قدمت فيها ومن كتاب الله الحجة الدامغة التي تثبت بدون أدنى شك إمامة مولانا أمير المؤمنين والأئمة المعصومين من بعده على الناس كل الناس وهذه هي الرسائل التي بعثتها له والتي أرسلت نسخة منها لمدير موقع شبكة الصحابة المنتجبين ورجوته أن يوصلها للأخ سعد الرفيعي أو يعطيني عنوانه البريدي كي أرسلها له أو يقوم هو بالمناظرة لكنه وللأسف لم يجب طلبي .
واليوم ولأن مدير البرنامج محمد الحامدي ظن نفسه أنه قد اكتشف المستحيل وأنه قد انتصر على الإمامية ودحض عقيدتهم من كتاب الله ( رغم ثقل العهد والأمانة التي أبلغته بها عبر رسائلي ) فأنا أهيب بكم وعلى عجل أن توصلوا مضمون حجتي هذه لمن ندائي إليهم كما أرجوكم وأهيب بكم باسم الأخوة والولاية ونصرة دين الحق أن تبثوا هذه الحجة في كل المنتديات التي ترتادونها وبين الناس وتتصلوا بقناة المتسغلة وتناظرونهم بهذه الحجة الدامغة التي لا ولن يستطيعوا لها دفعاً مهما تبرموا .
بعضاً من رسائلي لمدير برنامج الحوا الصريح في قناة المستغلة :
وزنوا بالقسطاس المستقيم
السيد محمد الهاشمي
السلام عليكم :
لا يخفى على كل لبيب متتبع لحلقاتكم مالذي ترومونه منها
سيمّا أن من تستقدمونهم من كلا الطرفين ( سنة ، أشباه شيعة ) غير متوازنين في السويات بل حتى أن من يدعون أنهم شيعة محسوبون في توجههم على أمراء البترول وبعضهم على طغاة العصر أمثال ابن الطاغية صدام .
ومع كل هذا وحتى لو أحسنا الظن بكم وبالأهداف التي تبغونها من خلال ما تطرحونه ، فاسمح لي ان اقول لك بصراحة ودون مواربة :
إنكم تحاولون أن تبيضوا صفحات قاتمة سوداء من تاريخ الإسلام ، والأمر من هذا أنكم تحاولون أن تعالجوا ذيول المشكلة وليس مسبباتها الرئيسية .
أيها الأخ الكريم :
من يستند على بعض مما ورد في نهج البلاغة ـ بدلاً من أن يقتطعه من سياقه أو يلوي عنق الجملة ليدعم موقفه ( عليه أن يقبل بكل ما ورد فيه وهاكم بعضاً منه :
ومن خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية :
أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى. ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير. فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا. وطفقت أرتإى بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير. ويشيب فيها الصغير. ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى. وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الاول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده (ثم تمثل بقول الاعشى) - شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر .
فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها. ويكثر العثار فيها. والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم. وإن أسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض. فصبرت على طول المدة وشدة المحنة. حتى إذا مضى لسبيله. جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الاول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا. فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه. وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله. وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون علي من كل جانب. حتى لقد وطئ الحسنان. وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالامر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول. (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) بلى والله لقد سمعوها ووعوها. ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها. أما والذي فلق الحبة. وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر. وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها. ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز )
قل لي بربك : ألا يكفي هذا القول من الإمام علي في وصف ما حدث ليكشف للجميع من من أصحاب رسول الله ( ص ) قد انقلب على عقبيه بعيد وفاته .
ثم لنعد لما سبق انقلاب السقيفة وقبل وفاة رسولنا الأكرم ( ص ) ولنقرأ ما سطره الطرفين ( سنة وشيعة ) عن بيعة ( غدير خم تلك التي جرت على اثر حجة الوداع ) والتي أظنك تتجاهلها أنت ومن تستدعيهم في حلقاتك .
فلقد وردت هذه الحادثة موثقة في كتب الشيعة والسنة ورواها المئات ممن حضروها وفيه التأكيد القاطع على أن رسولنا الأكرم قد أوصى بالخلافة للإمام علي من بعده ، فأي بينة تريدون بعد هذه البينة !!؟ وأي شورى تدافعون عنها في ما حدث في انقلاب السقيفة !!!
أي قوم هؤلاء الذين انفضوا من حول النبي بعيد وفاته وهو لم يدفن بعد وراحوا إلى السقيفة وفعلوا ما فعلوا لاحقاً ؟
أي قوم هؤلاء الذين استبعدوا أهل بيت النبوة الذين هم بيضة القبان ولهم على الأمة مدار ومآل هذا الأمر !!!!!!!!!!!!!
وما تفتأ تقول يا أخي : لو كان الرسول أوصى لنفذت الأمة وصيته !!!
أو لو كان في إمامة علي بن أبي طالب نص أو وحي سماوي لكان هذا الأمر سينفذ ولن يستطيع أحداً منعه ؟؟؟!!!
الرسول يا عزيزي : يوصي ويبلغ لكنه لا يلزم أحداً فشعاره ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) والناس ستنقسم إلى مؤمنين بالله كافرين بالطاغوت وهؤلاء هم حزب الله وإلى كافرين بالله مؤمنين بالطاغوت .
لن أطيل عليك لكني سوف أثبت عليك وعلى من تستقدمهم الحجة من كتاب الله وفقط من خلال هذه الأسئلة ففكر فيها ملياً واستفت ضميرك :
1. لمن أعطي عهد الإمامة على الناس كافة من الله سبحانه ؟ أليس لسيدنا ابراهيم ولذريته الصالحين من بعده ؟
2. هل ترى في هذا العهد انقطاعاً قبل قيام الساعة ؟ ( راجع سياق الاية )
3. أليس سيدنا اسماعيل من ذريته ؟
4. أليس بنو هاشم من ذريته ؟ وبالتالي سيدنا علي ؟
5. أليس رسولنا الأكرم من ذريته ( تذكر أنه دعوة سيدنا ابراهيم )
6. من هم ذرية رسول الله ( ص ) التي استمر من خلالهم نسله دون أن ينقطع ؟
7. هل يشك مسلم مؤمن في صلاح وطهر فاطمة ؟
8. من هم ذرية فاطمة وهل يشك مسلم مؤمن بطهرهم وصلاحهم ؟
9. ألا ينطبق على هؤلاء الأطهار الوعد والعهد من الله سبحانه لسيدنا ابراهيم أبو الملة ؟ ( أمامك حلان لاثالث لهما : أولهما وهو الحق أن هؤلاء الأطهار ينطبق عليهم ذلك الوعد والعهد من الله سبحانه لسيدنا ابراهيم وبالتالي فإمامتهم قائمة على الناس كافة سواء آمن البعض أم كفر ، أو لاينطبق وهنا في مثل هذه الحالة أنت في الحد الأدنى تتنكر لحقائق تاريخية صحيحة مثبتة من كلا الطرفين وفي الحد الأعلى وهنا مكمن الخطر أنت تكفر ببعض ما جاء في كتاب الله ( العهد والوعد لسيدنا ابراهيم وذريته الصالحة من بعده ) وتعتبره مرحلياً انقضى في سياق حركة التاريخ وليس له ديمومة إلى قيام الساعة )
10. أليس هؤلاء ائمة للناس كل الناس أم من تدافعون عنهم باستماتة وتقارنونهم بهم !!!!!!!!!!!!! ( ما اشبه أمركم بأمر النصارى بعيد غيبة سيدنا عيسى عندما جعلوا بولس الذين كان المطارد العنيد العتيد لتلامذة السيد المسيح هو مؤسس المسيحية وواضع نظامها وناشر هديها !!! )
ذلك هو جوهر الخلافة وسرها وكل ما عداه ضلال وهوى ( ملاحظة : إني لأرسي لحال من يدعون أنهم من علماء الشيعة كيف يسوقون للجهلة من الطرفين أن مظلومية سيدة نساء العالمين هي الأساس ـ هي في الحقيقة من نتائج ما خطط له مسبقاً ونفذ لاحقاً ـ بينما جوهر الأمر الذي تفرقت فيه بين مؤمن صادق راسخ العزيمة والإيمان إلى أن يلقى ربه وبين منقلب على عقبيه أغرته بهارج الدنيا وزخرفها ، هو مفتاح الخلافة ومن هو الخلفية الحق )
فهل لديك الجرأة يا سيد الهاشمي أنم تقرأ هذه الرسالة في حلقتك المقبلة على الملأ
وأن تستدعي من هم أكفاء من كلا الطرفين للنقاش الجاد فيما طرحته عليك :
1. بيعة غدير خم ومصادر ورودها في كتب الطرفين ( أظنك ستدهش من قوة وضوحها وصحتها وتوكيدها حتى من كتب السنة )
2. العهد والوعد لسيدنا ابراهيم ولذريته الصالحة من بعده .
والسلام على من اتبع الهدى
===================
بسم الله
وأزكى الصلاة وأتم التسليم لأبينا رسول الله وآله الأطهار أئمة الهدى وأنوار الله في خلقه
أما بعد
أيها الأخ محمد الذي يدعي نسباً للهاشميين سلام الله عليهم
عتبي عليك إن كنت هاشمياً حقاً لشديد وخوفي عليك لأكيد
فأين أنت من بصيرة أجدادك وسمتهم وأنوارهم التي لاتطفأ مهما كاد الكائدون ؟!
كنت في رسائلي السابقة إليكم قد وضعت في عنقكم أمانة فيها الإثبات القطعي من كتاب الله على إمامة أهل بيت رسول الله للناس كل الناس وهي هذه الآية :
( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124) وكنت قد قدمت لكم دلائل استقرائية منها تؤكد صيرورة وسيرورة إبلاغها وتبليغها من قبل رسول الله ( ص ) للأمة في مواقف كثيرة منها :
• قوله مخاطباً إياه ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ) ولو تعودون قليلاً لكتاب الله ليتضح لكم معنى أن يكون إمام المتقين علي بمنزلة من رسول الله كمنزلة هارون من موسى وتستحضرون الآية
وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (لأعراف:142) فلسوف تدركون ما لهذا الأمر من أهمية بالغة وعهد موثق في رقبة كل مؤمن بالله ورسوله ( مع التنويه وكما ترون أن موسى عليه السلام كانت غيبته مؤقتة عن قومه فما بالكم بما هو أعظم ؟!)
• بيعة غدير خم تلك التي مهما حاول المنافقونعبر الأزمنة من طمس حقائقها فلن يستطيعوا فقد وردت أحداثها مفصلة في كتب الفريقين ( سنة وشيعة )
وبالعودة لما قدمه الدكتور سعد الرفيعي من أحاديث من نهج البلاغة تؤيد وتؤكد ما سبق وقلناه ، فإنني ألفت نظركم بقوة إلى ما ورد في خطبة الشقشقية للإمام علي ففيها القول الفصل فيمن تقدم عليه وخالف وصية رسول الله بل نكث بالعهد الموثق في كتاب الله فلنقرأ بعضاً مما جاء فيها :
أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلاَنٌ وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى. يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلاَ يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ. فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً. وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طِخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ. وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ. وَيَكْدَحُ فِيهاَ مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذًى. وَفِي الْحَلْقِ شَجاً أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلاَنٍ بَعْدَهُ
(ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الأَعْشَى):
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا *** وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَبا بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لآِخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كُلاَمُهَا وَيَخْشُنُ مَسُّهَا. وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا. وَالاعْتِذَارُ مِنْهَا.
فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ. وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَشِماسٍ وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ.
فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَشِدَّةِ الْمِحْنَةِ. حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ. جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنَّي أَحَدُهُمْ فَيَا لِلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إلَى هذِهِ النَّظَائِرِ لكِنِّي أَسْفَفْتُ إذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا.
فَصَغَى رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ
إلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِهِ وَمُعْتَلَفِهِ. وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضِمُونَ مَالَ اللَّهِ خَضْمَةَ الإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ فَتْلُهُ. وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ
فَمَا رَاعَنِي إلاَّ وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الْحَسَنَانِ.وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ
فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَقَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا كَلاَمَ اللَّهِ حَيْثُ يَقُولُ.((تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادَاً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ))بَلى وَالله لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا. وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا.أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ. وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ. وَمَا أَخَذَ اللَّه عَلَى العُلَمَاءِ أَنْ لاَ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا. وَلأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ ......
ومثل قوله عليه السلام وآله الكرام :
((قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله ( ص ) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ، ولو حملت الناس على تركها ، وحولتها إلى مواضعها ، والى ما كانت في عهد رسول الله ( ص ) ، لتفرق عنى جندي حتى أبقى وحدي ، أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عزوجل وسنة رسول الله ))
وقوله :
أيها الناس إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم.
وأدّيت إليكم ما أدت الأوصياء إلى من بعدهم.
وأدبتكم بسوطي فلم تستقيموا.
وحدوتكم بالزواجر فلم تستوثقوا.
لله أنتم! أتتوقعون إماماً غيري يطأ بكم في الطريق، ويرشدكم السبيل؟
ألا إنه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلاً، وأقبل منها ما كان مدبراً وأزمع الترحال عباد الله الأخيار، وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى.
ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء؟ يسيغون الغصص ويشربون الرنق.
قد والله لقوا الله فوفاهم أجورهم، وأحلهم دار الأمن، بعد خوفهم؟ أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين أبن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟ (قال ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء).
ثم قال (عليه السلام): أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه أحيوا السنة وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فأتبعوه .
فانظر وتمعن يا سيد محمد وقف مطولاً عند بليغ كلماته ففيها من وضوح الحجة ما فيها ومن ذلك :
1. أن الخليفة الأول قد أخذ ما ليس له وتقدم على إمام الأمة وهو على علم مؤكد بذلك .
2. الخليفة الأول يعقد أمر الخلافة للخليفة الثاني من بعده ( حكم ملكي )
3. الخليفة الثاني جعلها لأمر هو يعلمه علم اليقين في جماعة زعم أن إمام الأمة هو واحد منهم !!!!! فانظر بدقة لقوله في هذا الأمر ( فَيَا لِلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إلَى هذِهِ النَّظَائِرِ لكِنِّي أَسْفَفْتُ إذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا.َفصَغَى رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ )
4. الخليفة الثالث وما فعله في أمر الخلافة حيث اصبحت عائلية محضة وما آل أمره نتيجة لما اقترفت يداه .
ولنتوقف مطولا لقول إمام المتقين :
((أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ. وَبَرَأَ النَّسَمَةَ
لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ
وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ.
وَمَا أَخَذَ اللَّه عَلَى العُلَمَاءِ أَنْ لاَ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ
لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا. وَلأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ ...... ))
أليس من الحري بك يا سيد محمد أن تتدبر هذا القول الواضح الجليّ ؟
ألا يفيدك هذا القول بأن البيعة لا تؤخذ غصباً من الناس بل عليهم إن كانوا فعلا من المؤمنين بالله ورسوله أن يسارعوا لتوكيد هذا العهد ؟
ألا يفيدك هذا بأن إمام المتقين يوم تقدم عليه الخلفاء الثلاثة كانت موازين القوى ليست لصالحه بل لصالح الطرف الانقلابي ؟
إن حجة إمام المتقين على الناس يوم قتل الخليفة الثالث هي :
ـ أنهم هم من جاؤوا إليه وبايعوه ، وهنا وفي مثل هذه الحالة فقد قامت الحجة على الطرفين الذين هما :
• إمام المتقين علي إذ أنه ( ورغم كل ما جرى حين وفاة رسول الله وحتى مقتل الخليفة الثالث ) يعلم علم اليقين بأنه ملزم بقبولها رغم زهده فيها ( فليس هو بطالب سلطة كما ظن من سبقوه ومن أيدهم ومن يسير في ركابهم في عصرنا ، ذلك لأن منزلة الإمامة أسمى بكثير مما ظنوه وناصبوه العداء من أجلها ، فهي الضمان من الله على تطبيق شرعه ومنهاجه الذي ارتضاه لأمة المؤمنين بعد غيبة رسوله ) لكن قد قامت الحجة بحضوره هذه الحدث وبوجود النصير له ( وهذا بدوره يؤكد لكل ذي لب بأن أنصاره قبل ذلك كانوا قلة وكانت موازين القوى ليست لصالحه ) .
• قيام الحجة على جميع أمة رسول الله بدءاً من عائشة ومن تحزب معها وانتهاء ببني أمية وأزلامهم ، وتلك أوجهها للشيخ العرعور هذا الذي يترضى على بني أمية واذكره بحديث رسول الأمة عن الفئة الباغية التي قتلت عمارا بن ياسر .
ايها الأخ محمد :
من يروم الحقيقة ويفتش عنها وهو منيباً مخلصاً في توجهه لله سبحانه فلسوف يكتشفها ، أما من يرى بأن دين الإسلام الكامل لايكون إلا بتلميع بعض رجالات ( من الأصحاب وليس كل الأصحاب ) ظلموا أنفسهم وانقلبوا على أعقابهم حين احتضار نبيهم ، فهذا ليس من الدين في شيئ ، فلا صحبتهم لرسول الله سوف ترفعهم إن لم يطيعوا الله ورسوله ويلتزموا بإيمان ويقين بعهد الله ووصية رسوله لهم ، وفي كتاب الله سبحانه العبر الكثيرة لمن يعتبر ومنها قوله سبحانه :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144) ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (لأعراف:175) وأختم بما آلت إليه أمة عيسى عليه السلام بعد غيبته فلقد غدا معظمها على دين بولس الذي نكل وشرد وطارد الكثير من الحواريين الأتباع الحقيقيين لعيسى عليه السلام ، فتلك هي صيرورة الأحداث وسيرورتها فلا يغرنك كثرة المدعين والمفتين والقوالين أهل السفسطة واتباع كل ناعق فهؤلاء ونتيجة لما تكنه صدورهم واستحقاقاً لما يفعلونه قد أقفلت قلوبهم فانحرفوا عن جادة الحق وما ربك بظلام للعبيد .
والسلام على من اتبع الهدى
==============
وكما ترون ايها الأخوة فقد قامت الحجة من كتاب الله بهذه الاية المباركة :
((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124) التي تثبت العهد من الله سبحانه لأبينا ابراهيم ولذريته الصالحة من بعده بأن يكون لهم الإمامة على الناس كل الناس كافة حتى يرث الله سبحانه الأرض ومن عليها ، فهل من العرب من غير بني هاشم من يستطيع أن يدعي أنه من ذرية ابراهيم عليه السلام فليأتي الجميع بصحاحهم وأنسابهم وليدلي بدلوه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وأزكى الصلاة وأتم التسليم
على أبينا رسول الله وآله الأطهار
أقمار الدجى وشمس الضحى
والصراط إلى الملأ الأعلى
((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124)
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا نداء عاجل واستغاثة أوجهه بالدرجة الأولى لكل مرجعيات الشيعة الكرام ولمن هو على صلة مباشرة معهم وكذلك لأهل البحث والتدقيق والنظر من علماء وأساتذة ومناظرين ولمن لهم الطول في الاتصال أو السفر إلى حيث تبث قناة المستغلة سمومها عبر برنامجها الحوار الصريح الذي يديره محمد الحامدي هذا الذي يدعي نسباً للهاشميين الأطهار !!!!!!!!!!!
إخواني :
كنت قد تابعت الحوارات التي جرت حول قضية الإمامة لدى الشيعة واستمعت منصتاً لما قدم له الأخ سعد الرفيعي من حجج ولما قاله محاوروه بل ( جلادوه ) وخاصة الشيخ المتهتك العرعور ، وكم آسفني ضعف باع الأخ سعد الرفيعي في الدفاع عن العقيدة في مواضع كثيرة وكم أزعجني جداً تهكم وتهتك من هم حوله فيه .
ونظراً لما قدمت فقد قمت فوراً وعلى مدار ثلاثة ايام بإرسال رسائل لمدير البرنامج قدمت فيها ومن كتاب الله الحجة الدامغة التي تثبت بدون أدنى شك إمامة مولانا أمير المؤمنين والأئمة المعصومين من بعده على الناس كل الناس وهذه هي الرسائل التي بعثتها له والتي أرسلت نسخة منها لمدير موقع شبكة الصحابة المنتجبين ورجوته أن يوصلها للأخ سعد الرفيعي أو يعطيني عنوانه البريدي كي أرسلها له أو يقوم هو بالمناظرة لكنه وللأسف لم يجب طلبي .
واليوم ولأن مدير البرنامج محمد الحامدي ظن نفسه أنه قد اكتشف المستحيل وأنه قد انتصر على الإمامية ودحض عقيدتهم من كتاب الله ( رغم ثقل العهد والأمانة التي أبلغته بها عبر رسائلي ) فأنا أهيب بكم وعلى عجل أن توصلوا مضمون حجتي هذه لمن ندائي إليهم كما أرجوكم وأهيب بكم باسم الأخوة والولاية ونصرة دين الحق أن تبثوا هذه الحجة في كل المنتديات التي ترتادونها وبين الناس وتتصلوا بقناة المتسغلة وتناظرونهم بهذه الحجة الدامغة التي لا ولن يستطيعوا لها دفعاً مهما تبرموا .
بعضاً من رسائلي لمدير برنامج الحوا الصريح في قناة المستغلة :
وزنوا بالقسطاس المستقيم
السيد محمد الهاشمي
السلام عليكم :
لا يخفى على كل لبيب متتبع لحلقاتكم مالذي ترومونه منها
سيمّا أن من تستقدمونهم من كلا الطرفين ( سنة ، أشباه شيعة ) غير متوازنين في السويات بل حتى أن من يدعون أنهم شيعة محسوبون في توجههم على أمراء البترول وبعضهم على طغاة العصر أمثال ابن الطاغية صدام .
ومع كل هذا وحتى لو أحسنا الظن بكم وبالأهداف التي تبغونها من خلال ما تطرحونه ، فاسمح لي ان اقول لك بصراحة ودون مواربة :
إنكم تحاولون أن تبيضوا صفحات قاتمة سوداء من تاريخ الإسلام ، والأمر من هذا أنكم تحاولون أن تعالجوا ذيول المشكلة وليس مسبباتها الرئيسية .
أيها الأخ الكريم :
من يستند على بعض مما ورد في نهج البلاغة ـ بدلاً من أن يقتطعه من سياقه أو يلوي عنق الجملة ليدعم موقفه ( عليه أن يقبل بكل ما ورد فيه وهاكم بعضاً منه :
ومن خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية :
أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى. ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير. فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا. وطفقت أرتإى بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير. ويشيب فيها الصغير. ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى. وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى مضى الاول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده (ثم تمثل بقول الاعشى) - شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر .
فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها. ويكثر العثار فيها. والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم. وإن أسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض. فصبرت على طول المدة وشدة المحنة. حتى إذا مضى لسبيله. جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الاول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا. فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه. وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الابل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله. وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون علي من كل جانب. حتى لقد وطئ الحسنان. وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالامر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول. (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) بلى والله لقد سمعوها ووعوها. ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها. أما والذي فلق الحبة. وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر. وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها. ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز )
قل لي بربك : ألا يكفي هذا القول من الإمام علي في وصف ما حدث ليكشف للجميع من من أصحاب رسول الله ( ص ) قد انقلب على عقبيه بعيد وفاته .
ثم لنعد لما سبق انقلاب السقيفة وقبل وفاة رسولنا الأكرم ( ص ) ولنقرأ ما سطره الطرفين ( سنة وشيعة ) عن بيعة ( غدير خم تلك التي جرت على اثر حجة الوداع ) والتي أظنك تتجاهلها أنت ومن تستدعيهم في حلقاتك .
فلقد وردت هذه الحادثة موثقة في كتب الشيعة والسنة ورواها المئات ممن حضروها وفيه التأكيد القاطع على أن رسولنا الأكرم قد أوصى بالخلافة للإمام علي من بعده ، فأي بينة تريدون بعد هذه البينة !!؟ وأي شورى تدافعون عنها في ما حدث في انقلاب السقيفة !!!
أي قوم هؤلاء الذين انفضوا من حول النبي بعيد وفاته وهو لم يدفن بعد وراحوا إلى السقيفة وفعلوا ما فعلوا لاحقاً ؟
أي قوم هؤلاء الذين استبعدوا أهل بيت النبوة الذين هم بيضة القبان ولهم على الأمة مدار ومآل هذا الأمر !!!!!!!!!!!!!
وما تفتأ تقول يا أخي : لو كان الرسول أوصى لنفذت الأمة وصيته !!!
أو لو كان في إمامة علي بن أبي طالب نص أو وحي سماوي لكان هذا الأمر سينفذ ولن يستطيع أحداً منعه ؟؟؟!!!
الرسول يا عزيزي : يوصي ويبلغ لكنه لا يلزم أحداً فشعاره ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) والناس ستنقسم إلى مؤمنين بالله كافرين بالطاغوت وهؤلاء هم حزب الله وإلى كافرين بالله مؤمنين بالطاغوت .
لن أطيل عليك لكني سوف أثبت عليك وعلى من تستقدمهم الحجة من كتاب الله وفقط من خلال هذه الأسئلة ففكر فيها ملياً واستفت ضميرك :
1. لمن أعطي عهد الإمامة على الناس كافة من الله سبحانه ؟ أليس لسيدنا ابراهيم ولذريته الصالحين من بعده ؟
2. هل ترى في هذا العهد انقطاعاً قبل قيام الساعة ؟ ( راجع سياق الاية )
3. أليس سيدنا اسماعيل من ذريته ؟
4. أليس بنو هاشم من ذريته ؟ وبالتالي سيدنا علي ؟
5. أليس رسولنا الأكرم من ذريته ( تذكر أنه دعوة سيدنا ابراهيم )
6. من هم ذرية رسول الله ( ص ) التي استمر من خلالهم نسله دون أن ينقطع ؟
7. هل يشك مسلم مؤمن في صلاح وطهر فاطمة ؟
8. من هم ذرية فاطمة وهل يشك مسلم مؤمن بطهرهم وصلاحهم ؟
9. ألا ينطبق على هؤلاء الأطهار الوعد والعهد من الله سبحانه لسيدنا ابراهيم أبو الملة ؟ ( أمامك حلان لاثالث لهما : أولهما وهو الحق أن هؤلاء الأطهار ينطبق عليهم ذلك الوعد والعهد من الله سبحانه لسيدنا ابراهيم وبالتالي فإمامتهم قائمة على الناس كافة سواء آمن البعض أم كفر ، أو لاينطبق وهنا في مثل هذه الحالة أنت في الحد الأدنى تتنكر لحقائق تاريخية صحيحة مثبتة من كلا الطرفين وفي الحد الأعلى وهنا مكمن الخطر أنت تكفر ببعض ما جاء في كتاب الله ( العهد والوعد لسيدنا ابراهيم وذريته الصالحة من بعده ) وتعتبره مرحلياً انقضى في سياق حركة التاريخ وليس له ديمومة إلى قيام الساعة )
10. أليس هؤلاء ائمة للناس كل الناس أم من تدافعون عنهم باستماتة وتقارنونهم بهم !!!!!!!!!!!!! ( ما اشبه أمركم بأمر النصارى بعيد غيبة سيدنا عيسى عندما جعلوا بولس الذين كان المطارد العنيد العتيد لتلامذة السيد المسيح هو مؤسس المسيحية وواضع نظامها وناشر هديها !!! )
ذلك هو جوهر الخلافة وسرها وكل ما عداه ضلال وهوى ( ملاحظة : إني لأرسي لحال من يدعون أنهم من علماء الشيعة كيف يسوقون للجهلة من الطرفين أن مظلومية سيدة نساء العالمين هي الأساس ـ هي في الحقيقة من نتائج ما خطط له مسبقاً ونفذ لاحقاً ـ بينما جوهر الأمر الذي تفرقت فيه بين مؤمن صادق راسخ العزيمة والإيمان إلى أن يلقى ربه وبين منقلب على عقبيه أغرته بهارج الدنيا وزخرفها ، هو مفتاح الخلافة ومن هو الخلفية الحق )
فهل لديك الجرأة يا سيد الهاشمي أنم تقرأ هذه الرسالة في حلقتك المقبلة على الملأ
وأن تستدعي من هم أكفاء من كلا الطرفين للنقاش الجاد فيما طرحته عليك :
1. بيعة غدير خم ومصادر ورودها في كتب الطرفين ( أظنك ستدهش من قوة وضوحها وصحتها وتوكيدها حتى من كتب السنة )
2. العهد والوعد لسيدنا ابراهيم ولذريته الصالحة من بعده .
والسلام على من اتبع الهدى
===================
بسم الله
وأزكى الصلاة وأتم التسليم لأبينا رسول الله وآله الأطهار أئمة الهدى وأنوار الله في خلقه
أما بعد
أيها الأخ محمد الذي يدعي نسباً للهاشميين سلام الله عليهم
عتبي عليك إن كنت هاشمياً حقاً لشديد وخوفي عليك لأكيد
فأين أنت من بصيرة أجدادك وسمتهم وأنوارهم التي لاتطفأ مهما كاد الكائدون ؟!
كنت في رسائلي السابقة إليكم قد وضعت في عنقكم أمانة فيها الإثبات القطعي من كتاب الله على إمامة أهل بيت رسول الله للناس كل الناس وهي هذه الآية :
( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124) وكنت قد قدمت لكم دلائل استقرائية منها تؤكد صيرورة وسيرورة إبلاغها وتبليغها من قبل رسول الله ( ص ) للأمة في مواقف كثيرة منها :
• قوله مخاطباً إياه ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ) ولو تعودون قليلاً لكتاب الله ليتضح لكم معنى أن يكون إمام المتقين علي بمنزلة من رسول الله كمنزلة هارون من موسى وتستحضرون الآية

• بيعة غدير خم تلك التي مهما حاول المنافقونعبر الأزمنة من طمس حقائقها فلن يستطيعوا فقد وردت أحداثها مفصلة في كتب الفريقين ( سنة وشيعة )
وبالعودة لما قدمه الدكتور سعد الرفيعي من أحاديث من نهج البلاغة تؤيد وتؤكد ما سبق وقلناه ، فإنني ألفت نظركم بقوة إلى ما ورد في خطبة الشقشقية للإمام علي ففيها القول الفصل فيمن تقدم عليه وخالف وصية رسول الله بل نكث بالعهد الموثق في كتاب الله فلنقرأ بعضاً مما جاء فيها :
أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلاَنٌ وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى. يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلاَ يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ. فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً. وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طِخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ. وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ. وَيَكْدَحُ فِيهاَ مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذًى. وَفِي الْحَلْقِ شَجاً أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلاَنٍ بَعْدَهُ
(ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الأَعْشَى):
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا *** وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَبا بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لآِخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كُلاَمُهَا وَيَخْشُنُ مَسُّهَا. وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا. وَالاعْتِذَارُ مِنْهَا.
فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ. وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَشِماسٍ وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ.
فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَشِدَّةِ الْمِحْنَةِ. حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ. جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنَّي أَحَدُهُمْ فَيَا لِلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إلَى هذِهِ النَّظَائِرِ لكِنِّي أَسْفَفْتُ إذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا.
فَصَغَى رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ
إلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِهِ وَمُعْتَلَفِهِ. وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضِمُونَ مَالَ اللَّهِ خَضْمَةَ الإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ فَتْلُهُ. وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ
فَمَا رَاعَنِي إلاَّ وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الْحَسَنَانِ.وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ
فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَقَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا كَلاَمَ اللَّهِ حَيْثُ يَقُولُ.((تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادَاً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ))بَلى وَالله لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا. وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا.أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ. وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ. وَمَا أَخَذَ اللَّه عَلَى العُلَمَاءِ أَنْ لاَ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا. وَلأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ ......
ومثل قوله عليه السلام وآله الكرام :
((قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله ( ص ) متعمدين لخلافه ، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ، ولو حملت الناس على تركها ، وحولتها إلى مواضعها ، والى ما كانت في عهد رسول الله ( ص ) ، لتفرق عنى جندي حتى أبقى وحدي ، أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عزوجل وسنة رسول الله ))
وقوله :
أيها الناس إني قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم.
وأدّيت إليكم ما أدت الأوصياء إلى من بعدهم.
وأدبتكم بسوطي فلم تستقيموا.
وحدوتكم بالزواجر فلم تستوثقوا.
لله أنتم! أتتوقعون إماماً غيري يطأ بكم في الطريق، ويرشدكم السبيل؟
ألا إنه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلاً، وأقبل منها ما كان مدبراً وأزمع الترحال عباد الله الأخيار، وباعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى.
ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء؟ يسيغون الغصص ويشربون الرنق.
قد والله لقوا الله فوفاهم أجورهم، وأحلهم دار الأمن، بعد خوفهم؟ أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين أبن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟ (قال ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء).
ثم قال (عليه السلام): أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه أحيوا السنة وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائد فأتبعوه .
فانظر وتمعن يا سيد محمد وقف مطولاً عند بليغ كلماته ففيها من وضوح الحجة ما فيها ومن ذلك :
1. أن الخليفة الأول قد أخذ ما ليس له وتقدم على إمام الأمة وهو على علم مؤكد بذلك .
2. الخليفة الأول يعقد أمر الخلافة للخليفة الثاني من بعده ( حكم ملكي )
3. الخليفة الثاني جعلها لأمر هو يعلمه علم اليقين في جماعة زعم أن إمام الأمة هو واحد منهم !!!!! فانظر بدقة لقوله في هذا الأمر ( فَيَا لِلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إلَى هذِهِ النَّظَائِرِ لكِنِّي أَسْفَفْتُ إذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا.َفصَغَى رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ )
4. الخليفة الثالث وما فعله في أمر الخلافة حيث اصبحت عائلية محضة وما آل أمره نتيجة لما اقترفت يداه .
ولنتوقف مطولا لقول إمام المتقين :
((أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ. وَبَرَأَ النَّسَمَةَ
لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ
وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ.
وَمَا أَخَذَ اللَّه عَلَى العُلَمَاءِ أَنْ لاَ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ
لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا. وَلأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ ...... ))
أليس من الحري بك يا سيد محمد أن تتدبر هذا القول الواضح الجليّ ؟
ألا يفيدك هذا القول بأن البيعة لا تؤخذ غصباً من الناس بل عليهم إن كانوا فعلا من المؤمنين بالله ورسوله أن يسارعوا لتوكيد هذا العهد ؟
ألا يفيدك هذا بأن إمام المتقين يوم تقدم عليه الخلفاء الثلاثة كانت موازين القوى ليست لصالحه بل لصالح الطرف الانقلابي ؟
إن حجة إمام المتقين على الناس يوم قتل الخليفة الثالث هي :
ـ أنهم هم من جاؤوا إليه وبايعوه ، وهنا وفي مثل هذه الحالة فقد قامت الحجة على الطرفين الذين هما :
• إمام المتقين علي إذ أنه ( ورغم كل ما جرى حين وفاة رسول الله وحتى مقتل الخليفة الثالث ) يعلم علم اليقين بأنه ملزم بقبولها رغم زهده فيها ( فليس هو بطالب سلطة كما ظن من سبقوه ومن أيدهم ومن يسير في ركابهم في عصرنا ، ذلك لأن منزلة الإمامة أسمى بكثير مما ظنوه وناصبوه العداء من أجلها ، فهي الضمان من الله على تطبيق شرعه ومنهاجه الذي ارتضاه لأمة المؤمنين بعد غيبة رسوله ) لكن قد قامت الحجة بحضوره هذه الحدث وبوجود النصير له ( وهذا بدوره يؤكد لكل ذي لب بأن أنصاره قبل ذلك كانوا قلة وكانت موازين القوى ليست لصالحه ) .
• قيام الحجة على جميع أمة رسول الله بدءاً من عائشة ومن تحزب معها وانتهاء ببني أمية وأزلامهم ، وتلك أوجهها للشيخ العرعور هذا الذي يترضى على بني أمية واذكره بحديث رسول الأمة عن الفئة الباغية التي قتلت عمارا بن ياسر .
ايها الأخ محمد :
من يروم الحقيقة ويفتش عنها وهو منيباً مخلصاً في توجهه لله سبحانه فلسوف يكتشفها ، أما من يرى بأن دين الإسلام الكامل لايكون إلا بتلميع بعض رجالات ( من الأصحاب وليس كل الأصحاب ) ظلموا أنفسهم وانقلبوا على أعقابهم حين احتضار نبيهم ، فهذا ليس من الدين في شيئ ، فلا صحبتهم لرسول الله سوف ترفعهم إن لم يطيعوا الله ورسوله ويلتزموا بإيمان ويقين بعهد الله ووصية رسوله لهم ، وفي كتاب الله سبحانه العبر الكثيرة لمن يعتبر ومنها قوله سبحانه :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144) ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (لأعراف:175) وأختم بما آلت إليه أمة عيسى عليه السلام بعد غيبته فلقد غدا معظمها على دين بولس الذي نكل وشرد وطارد الكثير من الحواريين الأتباع الحقيقيين لعيسى عليه السلام ، فتلك هي صيرورة الأحداث وسيرورتها فلا يغرنك كثرة المدعين والمفتين والقوالين أهل السفسطة واتباع كل ناعق فهؤلاء ونتيجة لما تكنه صدورهم واستحقاقاً لما يفعلونه قد أقفلت قلوبهم فانحرفوا عن جادة الحق وما ربك بظلام للعبيد .
والسلام على من اتبع الهدى
==============
وكما ترون ايها الأخوة فقد قامت الحجة من كتاب الله بهذه الاية المباركة :
((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124) التي تثبت العهد من الله سبحانه لأبينا ابراهيم ولذريته الصالحة من بعده بأن يكون لهم الإمامة على الناس كل الناس كافة حتى يرث الله سبحانه الأرض ومن عليها ، فهل من العرب من غير بني هاشم من يستطيع أن يدعي أنه من ذرية ابراهيم عليه السلام فليأتي الجميع بصحاحهم وأنسابهم وليدلي بدلوه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعليق