قال تعالى: (( وتولى عنهم وقال يا اسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كضيم )) يوسف/84 , وقال جل وعلا: (( اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه ابي يأت بصيرآ وأتوني باهلكم اجمعين )) يوسف/93 .تتحدث هذه الايات المباركات من سورة يوسف عن نبي الله يعقوب (ع) اذي ذهب الحزن ببصره واصابت المياه البيضاء عينيه. ثم تداركته رحمة الله بقميص الشفاء الذي القاه البشير على وجهه فأرتد بصيرآ. وكلنا يؤمن ان القصه تحكي عن معجزه اجراها الله (عز وجل ) على يد هذين النبيين الكريمين.. ولكن الى جانب هذا المغزى الروحي هنالك مغزى آخر مادي يمكن التوصل اليه بالبحث العلمي الدقيق للتدليل على عظمة القرآن الكريم. السؤال : ماهو بياض العين؟ الجواب: بياض العين او الماء الابيض cataract هو عباره عن عتامه تصيب عدسة العين فتحجب دخول الضوء الى العين. هذه العتامه سببها تغير في طبيعة البروتينات protein denature التي تتكون منها عدسة العين فيتحول التوزيع المتناسق البديع لهذه البروتينات الى ترتيب عشوائي مما يؤدي الى زوال شفافية العدسه شيئآ فشيئآ ويظهر الماء الابيض في العين . واسباب ظهور الماء الابيض في العين كثيره جدآ وأحدها هو الحزن الذي اشارت اليه الآيه (وابيضت عيناه من الحزن ) فقد تبين ان الحزن الشديد والمستمر يسبب زيادة في هرمون الادرينالين الذي يسبب ارتفاع السكر في الدم(لان عمله مضاد لعمل الانسولين) مما يؤدي الى حدوث بعض التغييرات في بروتينات عدسة العين. قد تنتهي بظهور الماء. العلاج : حتى عهد قريب كان علاج هذه الحاله يعتمد على العمليات الجراحيه بأزالة العدسه المعتمه. وأحيانآ يتم زرع عدسه ام مكانها هذه العمليه لها مضاعفاتها الكثيره كما ان قوة الابصار بها لاتعود تمامآ الى الحاله الطبيعيه, اما العلاج القرآني الجديد الذي استوحاه الباحث المصري د. عبد الباسط سيد محمد من سورة يوسف والذي نال على اثره براْة اختراع اوربيه عام 1991 ثم براءة اختراع امريكيه عام 1993 فهو علاج فعال خال من المخاط ولا يحتاج الى تدخل جراحي فقد طرح الباحث سؤالا وجيهآ وهو ماذا يمكن ان يوجد في قميص سيدنا يوسف (ع) من شفاء؟؟ وبعد التفكير لم يجد سوى العرق وفعلا قام الباحث بنقع بعض العدسات المعتمه المستخرجه من عيون المرضى بالعمليات الجراحيه في العرق. فأذا بهذه العدسات تسترد شفافيتها تدريجيآ وتعود الى الحاله الطبيعيه ز وبعد البحث والدراسه والتحليل فقد تمكن الباحث من استخلاص احد مركبات البولينا (الجولندين ) من العرق والتي كانت تمثل الماده الفعاله لاعادة ترتيب بروتينات عدسة العين ترتيبآ متناسقآ لتستعد العدسه شفافيتها من جديد. وبدأت الاختبارات الصارمه على هذا العلاج الجديد. فأول الامر تم تجريبه على الحيوانات المختبريه, فأثبت نجاحه الفائق. ثم تم اجراء الفحص على عينه فزيولوجيه مكونه باالحاسب الالي (والتي يتم حجز نصف الساعه فيها بمقدار ربع مليون دولار! ) وتم احداث عتامه لعدسه العين وحساب كمية الضوء النافذ من خلالها قبل وبعد وضع القطره التي تحتوي على العلاج الجديد فكانت النتائج كالاتي: كمية الضوء 1ـ قبل وضع القطرة 2% 2ـ (15) دقيقه بعد وضع القطرة 60% 3ـ (20) دقيقه بعد وضع القطرة 90% 4ـ (30) دقيقه بعد وضع القطره 95% 5ـ (60) دقيقه بعد وضع القطرة 99% بعد هذا النجاح الباهر تم اجراء الاختبار على الانسان فسجلت النتائج التي اجريت على اكثر من (250) مريضآ متطوعآ, زوال هذا البياض وعودة الابصار في اكثر من 90% اما القله التي لم تستجيب للعلاج, كانت بسبب وجود امراض أخرى في العين رغم استعادة العدسه لشفافيتها بقي ان نذكر ان هذه القطرة يمكنها معالجة بياض العين corneal opacity وهنا يحتاج المريض الى وضع القطره مرتين يوميآ لمدة اسبوعين حتى تستعيد القرنيه شفافيتها وهنا لايسعنا الا ان نقول : كلما العلم تباها كاشفآ وجد الاسلام حلا ونصيرآ ومعينا انه دين محمد دين علم ويقين هو في كل العصور سنة للعالمين . ونسألكم الدعاء