إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من وصيّة أمير المؤمنين(ع):إعالة اليتيم وإكرامه يوجبان الجنّة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من وصيّة أمير المؤمنين(ع):إعالة اليتيم وإكرامه يوجبان الجنّة

    بسْمِ اللهِ الرحْمَنِ الرحِيمِ
    اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


    من وصيّة أمير المؤمنين(ع):إعالة اليتيم وإكرامه يوجبان الجنّة


    الأيتام أمانة الله

    ورد في وصيَّة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) لولديه الحسن والحسين(ع) ومن بلغه كتابه، بعدما ضربه عبد الرَّحمن بن ملجم على رأسه: «الله الله في الأيتام، فلا تغبّوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم». هذه الكلمات من الإمام عليّ(ع) تمثّل الصَّرخة أو الاستغاثة التي يدعو الناس من خلالها إلى أن يكونوا بما يشبه حال الطوارئ فيما يتعلّق بالاهتمام بالأيتام: «فلا تغبّوا أفواههمـ ومعنى غبّ الأفواه، أن لا يشبعوا يوماً ويجوعوا يوماً آخر ـ ولا يضيعوا بحضرتكم»، من النّواحي الصحية والتربوية والاجتماعيّة، بل علينا أن نرعاهم من كل النّواحي، من خلال تخصيص مكان إنساني مميّز لهم في المجتمع، ومن الناحية الاقتصادية، بأنّ نهيئّ لهم فرص العمل والعيش الكريم، فالأيتام أمانة الله عند عباده.

    وقد استشهد الإمام عليّ(ع) في تركيزه على مسألة رعاية اليتيم، لجهة مدّة إعالته والتكفّل به حتى يستغني عن الناس من خلال عمله وجهده وماله، استشهد بحديثٍ عن رسول الله(ص) فقال(ع): «فقد سمعت رسول الله يقول: من عال يتيماً حتى يستغني عنه، أوجب الله له الجنة، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار». فالإمام عليّ(ع) أراد أن يحمّل المجتمع مسؤولية رعاية اليتيم، وأن يشجّعه على ذلك، وهو(ع) يؤكِّد أنّ جائزة هذا العمل كبيرة، فأنت عندما تصرف مالك على اليتيم وتؤهّله ليكون صالحاً في الدنيا، فإنّ الله تعالى يعطيك جزاء ذلك الجنة.

    وقد تحدّث الله تعالى في القرآن الكريم عن الميثاق الذي أخذه على بني إسرائيل في الإحسان إلى اليتيم، بكلِّ أنواع الإحسان فقال سبحانه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ}(البقرة:83)...

    مسؤوليّة إكرام اليتيم وإصلاحه

    وفي مسألة البرّ، نقرأ قوله تعالى: {وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ}(البقرة:177)، ويقول تعالى مخاطباً رسوله(ص): {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَىـ ماذا نصنع بهم؟ وما هي مسؤوليتنا عنهم، وقد أصبحوا بلا أب يصونهم أو أم ترعاهم ـ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌـ عليكم أن تجعلوهم أناساً صالحين ـ وإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ـ ولا تنظروا إلى الأيتام كما يُنظر إلى إنسان من الدرجة السفلى، بل خالطوهم مخالطة الأخ لأخيه ـ وَاللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ ـ فالله يطّلع على الإنسان الذي يفسد كما يطّلع على المصلح ـ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْـ لأوقعكم في المشقة ـ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة:220). وورد أيضاً قوله تعالى: {فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}(الضُّحى:9)، فعندما يعيش اليتيم معك، في البيت أو في المؤسسة التي ترعاه، فإنّ عليك أن تحفظ له إنسانيته وحقه، وأن لا تقهره وتعنف في أسلوبك معه.

    ويقول تعالى: {وَابْتَلُوا اليَتَامَى ـ سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً ـ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ ـ صاروا في سنّ البلوغ ـ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًاـ اختبروهم، فإذا رأيتموهم قد أصبحوا راشدين، وأصبح باستطاعتهم إدارة أموالهم، فلا يخدعهم أو يغشهم أو يغبنهم أحد ـ فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْـ لأنَّ كل واحدٍ منهم أصبح شخصيةً متكاملةً مستقلةً راشدةً ـ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا}(النساء:6)، لأن مال اليتيم أمانة الله عندكم.

    الجنّة جزاء كافل اليتيم

    ويتحدث الله تعالى في سورة الفجر عن بعض النماذج التي تملك المال، ولكنّها تبخل به عمّن يحتاج إليه: {كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ اليَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ}(الفجر:17-18). ويقول تعالى: {وَآَتُوا اليَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ـ ادفعوا إليهم أموالهم عندما يصبحون في سنّ الرشد ـ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ـ بأن تبدّلوا أموالهم أو أسهمهم الرابحة بعملة أو أسهم خاسرة ـ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}(النساء:2)، أي ذنباً كبيراً.

    ويقول تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ـ بما يصلح أمره، ويصرف في تأمين حاجاته الطبيعية ـ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}(الأنعام:152). والله تعالى يهدِّد من يأكل أموال الأيتام بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}(النساء:10).

    وورد عن رسول الله(ص): «أنا وكافل اليتيم كهاتينـ وجمع السبَّابة والوسطى ـ في الجنة إذا اتقى الله عزّ وجلّ»، فالّذي يتكفّل اليتيم ويبقى في خطِّ التقوى، فإنه سيكون رفيق رسول الله(ص) في الجنة، وهذه مرتبة عظيمة، وجائزة كبرى.

    لذلك علينا أن نرعى الأيتام، سواء في الشكل الفردي أو في الشكل الجماعي، وذلك بأن نرعى مؤسسات الأيتام التي ترعى حياتهم وتربيتهم وعلمهم وإنسانيتهم. وعنه(ص) قال: «إن في الجنة داراً يقال لها دار الفرح، لا يدخلها إلا من فرّح يتامى المسلمين».

    ونحن في هذه الأيام نستعد لنستقبل عيد الفطر الذي يقف فيه الأيتام الذين فقدوا آباءهم وربما أمهاتهم، وهم يرون زملاءهم ورفاقهم في المدرسة أو في غيرها يفرحون مع أهلهم في هذا العيد. لذلك علينا أن نعمل لكي نُفرح هؤلاء الأيتام في يوم العيد وفي غيره، تماماً كما نُفرِحُ أبناؤنا، وأن نعاملهم كما نعامل أبناءنا، وبذلك نحصل على مرافقة رسول الله(ص) في الجنة، والفرح في طاعة الله تعالى.

    ----------المصدر:جريدة بينات_سماحة آية الله العظمى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X