بسم الله الرحمن الرحيم
وصية الرسول (ص) للانصار عند قرب وفاته (ص)
27- كتاب الطرف، للسيد علي بن طاوس نقلا من كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال لما حضرت رسول الله ص الوفاة دعا الأنصار و قال يا معشر الأنصار قد حان الفراق و قد دعيت و أنا مجيب الداعي و قد جاورتم فأحسنتم الجوار و نصرتم فأحسنتم النصرة و واسيتم في الأموال و وسعتم في المسلمين و بذلتم لله مهج النفوس و الله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى و قد بقيت واحدة و هي تمام الأمر و خاتمة العمل العمل معها مقرون إني أرى أن لا افترق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست من أتى بواحدة و ترك الأخرى كان جاحدا للأولى و لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا قالوا يا رسول الله فأين لنا بمعرفتها فلا نمسك عنها فنضل و نرتد عن الإسلام و النعمة من الله و من رسوله علينا فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله و قد بلغت و نصحت و أديت و كنت بنا رءوفا رحيما شفيقا فقال رسول الله ص لهم كتاب الله و أهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن و فيه الحجة و النور و البرهان كلام الله جديد غض طري شاهد و محكم عادل و لنا قائد بحلاله و حرامه و أحكامه يقوم غدا فيحاج أقواما فيزل الله به أقدامهم عن الصراط و احفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا و إن الإسلام سقف تحته دعامة لا يقوم السقف إلا بها فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام و ذلك قوله تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر و التمسك بحبله أيها الناس أ فهمتم الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلم و معادن العلم و ينابيع الحكم و مستقر الملائكة منهم وصيي و أميني و وارثي و هو مني بمنزلة هارون من موسى ألا هل بلغت معاشر الأنصار ألا فاسمعوا و من حضر ألا إن فاطمة بابها بابي و بيتها بيتي فمن هتكه فقد هتك حجاب الله قال عيسى فبكى أبو الحسن ع طويلا و قطع بقية كلامه و قال هتك و الله حجاب الله هتك و الله حجاب الله هتك و الله حجاب الله يا أمه صلوات الله عليها ثم قال ع أخبرني أبي عن جدي محمد بن علي قال قد جمع رسول الله ص المهاجرين فقال لهم أيها الناس إني قد دعيت و إني مجيب دعوة الداعي قد اشتقت إلى لقاء ربي و اللحوق بإخواني من الأنبياء و إني أعلمكم أني قد أوصيت إلى وصيي و لم أهملكم إهمال البهائم و لم أترك من أموركم شيئا فقام إليه عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله أوصيت بما أوصى به الأنبياء من قبلك قال نعم فقال له فبأمر من الله أوصيت أم بأمرك قال له اجلس يا عمر أوصيت بأمر الله و أمره طاعته و أوصيت بأمري و أمري طاعة الله و من عصاني فقد عصى الله و من عصى وصيي فقد عصاني و من أطاع وصيي فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع الله لا ما تريد أنت و صاحبك ثم التفت إلى الناس و هو مغضب فقال أيها الناس اسمعوا وصيتي من آمن بي و صدقني بالنبوة و أني رسول الله فأوصيه بولاية علي بن أبي طالب و طاعته و التصديق له فإن ولايته ولايتي و ولاية ربي قد أبلغتكم فليبلغ الشاهد الغائب إن علي بن أبي طالب هو العلم فمن قصر دون العلم فقد ضل و من تقدمه تقدم إلى النار و من تأخر عن العلم يمينا هلك و من أخذ يسارا غوى وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ فهل سمعتم قالوا نعم
بحارالأنوار 478 22 باب 1- وصيته ص عند قرب وفاته و فيه
و بالإسناد المتقدم عن الكاظم عن أبيه ع قال قال أمير المؤمنين ع دعاني رسول الله ص عند موته و أخرج من كان عنده في البيت غيري و البيت فيه جبرئيل و الملائكة أسمع الحس و لا أرى شيئا فأخذ رسول الله ص كتاب الوصية من يد جبرئيل مختومة فدفعها إلي و أمرني أن أفضها ففعلت و أمرني أن أقرأها فقرأتها فقال إن جبرئيل عندي أتاني بها الساعة من عند ربي فقرأتها فإذا فيها كل ما كان رسول الله ص يوصي به شيئا شيئا ما تغادر حرفا
بحارالأنوار 479 22 باب 1- وصيته ص عند قرب وفاته و فيه
28- كا، ]الكافي[ الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن محمد عن الحارث بن جعفر عن علي بن إسماعيل بن يقطين عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال حدثني موسى بن جعفر ع قال قلت لأبي عبد الله ع أ ليس كان أمير المؤمنين ع كاتب الوصية و رسول الله ص المملي عليه و جبرئيل و الملائكة المقربون شهود قال فأطرق طويلا ثم قال يا أبا الحسن قد كان ما قلت و لكن حين نزل برسول الله ص الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك و تعالى من الملائكة فقال جبرئيل يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ليقبضها منا و تشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها يعني عليا ع فأمر النبي ص بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا و فاطمة فيما بين الستر و الباب فقال جبرئيل ع يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول هذا كتاب ما كنت عهدت إليك و شرطت عليك و شهدت به عليك و أشهدت به عليك ملائكتي و كفى بي يا محمد شهيدا قال فارتعدت مفاصل النبي ص و قال يا جبرئيل ربي هو السلام و منه السلام و إليه يعود السلام صدق عز و جل و بر هات الكتاب فدفعه إليه و أمره بدفعه إلى أمير المؤمنين ع فقال له اقرأه فقرأه حرفا حرفا فقال يا علي هذا عهد ربي تبارك و تعالى إلي و شرطه علي و أمانته و قد بلغت و نصحت و أديت فقال علي ع و أنا أشهد لك بأبي أنت و أمي بالبلاغ و النصيحة و التصديق على ما قلت و يشهد لك به سمعي و بصري و لحمي و دمي فقال جبرئيل ع و أنا لكما على ذلك من الشاهدين فقال رسول الله ص يا علي أخذت وصيتي و عرفتها و ضمنت لله و لي الوفاء بما فيها فقال علي ع نعم بأبي أنت و أمي علي ضمانها و على الله عوني و توفيقي على أدائها فقال رسول الله ص يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة فقال علي نعم أشهد فقال النبي ص إن جبرئيل و ميكائيل فيما بيني و بينك الآن و هما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك فقال نعم ليشهدوا و أنا بأبي و أمي أشهدهم فأشهدهم رسول الله ص و كان فيما اشترط عليه النبي ص بأمر جبرئيل ع فيما أمره الله عز و جل أن قال له يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله و رسوله و البراءة و العداوة لمن عادى الله و رسوله و البراءة منهم على الصبر منك على كظم الغيظ و على ذهاب حقك و غصب خمسك و انتهاك حرمتك فقال نعم يا رسول الله فقال أمير المؤمنين ع و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد سمعت جبرئيل يقول للنبي ص يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة و هي حرمة الله و حرمة رسول الله ص و على أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط قال أمير المؤمنين ع فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل ع حتى سقطت على وجهي و قلت نعم قبلت و رضيت و إن انتهكت الحرمة و عطلت السنن و مزق الكتاب و هدمت الكعبة و خضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك ثم دعا رسول الله ص فاطمة و الحسن و الحسين و أعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين ع فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار و دفعت إلى أمير المؤمنين ع فقلت لأبي الحسن بأبي أنت و أمي أ لا تذكر ما كان في الوصية فقال سنن الله و سنن رسوله ص فقلت أ كان في الوصية توثبهم و خلافهم على أمير المؤمنين ع فقال نعم و الله شيء بشيء و حرف بحرف أ ما سمعت قول الله عز و جل إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ و الله لقد قال رسول الله ص لأمير المؤمنين و فاطمة ع أ ليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما و قبلتماه فقالا بلى و صبرنا على ما ساءنا و غاظنا
بحارالأنوار 481 22 باب 1- وصيته ص عند قرب وفاته و فيه
أقول روى السيد علي بن طاوس قدس الله روحه في الطرف هذا الخبر مجملا من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد
بحارالأنوار 481 22 باب 1- وصيته ص عند قرب وفاته و فيه
29- و روي أيضا من الكتاب المذكور عن الكاظم عن أبيه ع قال قال علي بن أبي طالب ع كان في وصية رسول الله ص في أولها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا ما عهد محمد بن عبد الله ص و أوصى به و أسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و كان في آخر الوصية شهد جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل على ما أوصى به محمد ص إلى علي بن أبي طالب ع و قبضه وصيه و ضمانه على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران ع و على ما ضمن و أدى وصي عيسى ابن مريم و على ما ضمن الأوصياء قبلهم على أن محمدا أفضل النبيين و عليا أفضل الوصيين و أوصى محمد و سلم إلى علي و أقر علي و قبض الوصية على ما أوصى به الأنبياء و سلم محمد الأمر إلى علي بن أبي طالب و هذا أمر الله و طاعته و ولاة الأمر على أن لا نبوة لعلي و لا لغيره بعد محمد وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً .
و قد يعترض معترض و يقول ان هذه الروايات تذكر علياً (ع ) فقط فاين باقي الائمة فنذكر رواية الوصية ( [FONT='Tahoma','sans-serif']وصية رسول الله (ص) في ليلة وفاته عن الباقر (ع) عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي(ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة و دواة فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول ألاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم و المأمون و المهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم و ميتهم و على نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا و من طلقتها فانا بريء منها لم أرها في عرصة القيامة و أنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلي ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ع) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي اسم كأسمى و اسم أبي و هو عبد الله و أحمد و الاسم الثالث المهدي و هو أول المؤمنين )[FONT='Arial','sans-serif']الغيبة للطوسي ص150 ، غاية المرام ج 2 ص 241 ، -الشیخ الحر العاملی فی إثبات الهداةج1 ص549 ح 376 ، الشیخ الحر العاملی کتاب الايقاظ من الهجعة ص393 ، الشیخ حسن بن سليمان الحلي فی کتابه مختصرالبصائرص159 ، العلامه المجلسي فی بحار الانوارج 53 ص147ح 6 مختصرا وفی ج36ص260ح81کاملا بأستثناء عبارة( فإذا حضرته الوفاة) ، الشيخ عبدالله البحراني في کتابه العوالم ج3ص236ح227، السید هاشم البحرانی فی کتابه غاية المرام ج1ص370ح59، الانصاف ص222للسید هاشم البحراني، نوادر الاخبار للفیض الکاشاني ص 29 ، الشیخ المیرزا النوری فی کتابه النجم الثاقب ج2ص71 واشار بأن الوصية معتبرة السند وهذا نص ماذكره الشیخ المیرزا ألنوري قال (روى الشيخ الطوسي بسندٍ معتبر عن الامام الصادق خبرا ذكرت فيه بعض وصايا رسول الله لإمير لمؤمنين في الليلة التي كانت فيها وفاته...) ، السید محمد محمد صادق الصدر فقد حقق سند الوصية وذکرها في کتابه تاريخ مابعد الظهور ص641، كتاب مكاتيب الرسول للشيخ الميانجي ج2 ص96، مختصر معجم أحاديث الامام المهدي للشيخ الکوراني صفحة 301 .[/FONT][/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif'][FONT='Arial','sans-serif']فمن لم يؤمن بوجود وصية لرسول الله (ص) فهو يتهم رسول الله (ص) بانه خالف كتاب الله سبحانه و تعالى - وحاشاه من ذلك - حيث يقول الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم (( كُتِبَ عَلَيكُم إِذا حَضَرَ أَحَدَكُم المَوتُ إِن تَرَكَ خَيراً الوَصِيَّةُ لِلوالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ بِالمَعروفِ حَقاً عَلَى المُتَّقِنَ ) آية 180 من سورة البقرة وهي آية صريحة في وجوب الوصية حين حضور الوفاة [/FONT][/FONT]
[FONT='Tahoma','sans-serif'][FONT='Arial','sans-serif']و الحمد لله رب العالمين [/FONT][/FONT]
تعليق