إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المرأة والسلوك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرأة والسلوك

    المرأة والسلوك


    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

    قال أمير المؤمنين عليه السلام ((عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم)) صدق أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه صلوات رب العالمين.


    المقدمة الأولى

    إن من المعلوم عند أهل المعرفة أن كل شيء كائن في الوجود إنما هو مظهر لأحد أسماء الله عز وجل.
    ومن المسلَّم عندهم أيضاً أن صفة الخلق إنما هي من الصفات الفعلية لله عز وجل وليست من الأوصاف الذاتية, فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (( الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه)), وعلى هذا الأساس فإن التجلي الخلقي يشمل جميع الكائنات, لتعدد أسماء الله وصفاته, بخلاف الذات التي لا رسم لها ولا حد ولا وصف ولا شبه, فلا تقبل التعدد والتكثّر. يقول أمير المؤمنين عليه السلام في تأكيد هذه المسألة: ((الحمد لله الذي منع الأوهام إن تنال إلى وجوده وحجب العقول أن تتخيل ذاته لامتناعها عن الشبه والتشاكل. بل هو الذي لا تتفاوت ذاته ولا تتبعض بتجزئه العدد في كماله)) صدق ولي العلي العظيم.

    المقدمة الثانية

    إن الإنسان الكامل قد خلق بيدي الجمال والجلال, كما ورد في قوله تعالى عند توجيه الكلام لإبليس عليه لعائن الله تعالى حين رفضه السجود للإنسان الكامل (آدم الأول الذي هو عبارة عن النور المحمدي صلى الله عليه وآله, وسيأتي بيان هذا الوجه من التفسير في مبحث آخر إن شاء الله):

    " .. ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي .."

    والمقصود هنا يدي الجمال والجلال, وقد ورد في الأثر الولائي الشريف أن الله تعالى خلق موسى على نبينا وآله وعليه أفضل التحية والثناء بيده اليسرى, وخلق عيسى عليه السلام بيده اليمنى, وخلق النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بكلتا يديه, وورد أيضاً في الأثر الولائي الطاهر أن عين موسى عليه السلام اليمنى عمياء, وعين عيسى عليه السلام اليسرى عمياء, وأن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كان ينظر بكلتا عينيه. ولعل المراد من اليمين في الروايات الشريفة هي صفة الجمال الإلهية, واليسار صفة الجلال الإلهية, ذلك لأن شريعة موسى عليه السلام كانت أشد الشرائع صعوبة, أما شريعة عيسى عليه السلام فكانت مبنية على المحبة والتسامح, لكون صاحبها عليه السلام قد تجلت به صفة الجمال, المتمثلة بالرحمانية والرحيمية,
    أما شريعة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله, فكانت جامعة للجمال والجلال, ولذلك كانت أكمل وأتم الشرائع, وقد عبِّر عنها بالـ "صراط المستقيم" لهذا السبب (والله العالم), كما أن الإنسان الكامل (أي النور المحمدي والعلوي) جامع لجميع الكمالات الإمكانية; فيكون هو المظهر لجميع الصفات والأسماء الإلهية. وقد نجد في الكثير من كلام أئمة أهل البيت عليهم السلام إشارات إلى هذه المعاني, ففي الأثر العلوي الشريف: ((الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله)) صدق ولي الله الأعظم. وفي دعاء سيد الساجدين عليه السلام: ((أدعوك يا ربي راهباً راغباً راجياً خائفاً .. إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت وإذا رأيت كرمك طمعت; فإن عفوت فخير راحم وإن عذبت فغير ظالم .. )).

    وللتبرك ولمزيد من التوضيح, ولتوجيه النفوس إلى الحق تعالى وترغيبها في إكتساب الكمالات الأخلاقية, ننقل فقرة من كتب أحد العلماء تبركاً وتيمناً, راجين أن ينفعنا الله تعالى بها ويرزقنا العمل بها, ننقل جميع الفصل لإحتوائه على فوائد جمّة وعظيمة:

    في كيفية الجمع بين الخوف والرجاء

    ويكون ذلك على نحوين; الأول: خاص بالكاملين وأهل المعارف, ويتحقق بالجمع بين التجليات اللطفية والرحمانية – وهي أسماء الجمال – والتجليات القرية والكهربائية – وهي أسماء الجلال – أو الجمع بين التجلّي بالرحمة والتجلي بالعظمة.
    إذ أن قلوب الأولياء متمايزة بحسب الفطرة الأصلية, فبعضها أقرب إلى أفق الرحمة وأكثر مناسبة له, وهي القلوب التي ظهرت من أسماء الجلال والرحمة فهي بنفسها ظهورٌ لتجلي الرحمة والجمال مثل القلب العيسوي – على نبينا وآله وعليه السلام – فالرجاء في هذه القلوب يغلب الخوف, وتجليات الجمال متغلبة فيها على تجليات الجلال.
    وفئة أخرى من القلوب أقرب إلى أفق الجلال والعظمة, وهي القلوب التي ظهرت من تجلِّي الجلال, فهي بنفسها ظهور لتجلِّي الجلال, مثل القلب اليحيوي. وفيها يغب الخوف الرجاء, والتجليات الجلالية تغلب التجليات الجمالية.

    [التفاتة: هذا التقسيم مستفاد من حديث الإمام موسى الكاظم – سلام الله عليه – حيث يقول: ((كان يحيى بن زكريا – عليه السلام – يبكي ولا يضحك, وكان عيسى بن مريم – عليه السلام – يضحك ولا يبكي, وكان الذي يصنع عيسى عليه السلام أفضل من الذي كان يصنع يحيى – عليه السلام-.

    يقول ناقل هذه الأسطر عن هذا العالم الكبير: لعل سبب تفضيل ما كان يقوم به عيسى عليه السلام على ما كان يقوم به يحيى عليه السلام (والله أعلم) يعود إلى ما ورد في الأحاديث الشريفة والآيات الكريمة من أن إبتداء الخلق كان بواسطة الرحمة الإلهية, يقول عز من قائل: ((الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان)) وفي حديث قدسي: " كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف" فكان إبتداء الخلق بالرحمة والحب, ولذلك نرى أن أكثر الناس كمالاً أكثرهم حباً لله تعالى, وتتغلب صفة الحب على باقي الصفات.
    اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إليك.]


    والقسم الثالث; القلوب التي تجمع بين هذين النوعين من الجلّي, وأكملها أقربها إلى أفق الإعتدال, حتى تصل إلى مرتبة تظهر فيها تجليات الجمال والجلال على نحو الإستواء والإعتدال الحقيقي فلا الجلال يغلبُ الجمال على القلب, ولا الجمال يغلب الجلال, وصاحب هذا القلب الجمعي الأحدي الأحمدي هو دائرة الكمال, وجامع الولاية المطلقة والنبوة المطلقة, وهو خاتم النبوّات ومرجع الولايات.

    ولا انقطاع للخوف والرجاء وهما من التجليات الأسمائية – فلا يزولان بزوال دار الطبيعة ورحيل النفوس الشريفة لأصحاب تلك القلوب عن هذا العالم, أجل إن ظهورهما وآثارهما في كل نشأة تكون على نحو معيَّن خاص بتلك النشأة ... إلى أن يقول:
    وأما النحو الثاني للجمع بين الخوف والرجاء – ولعله هو المقصود غالباً في الأحاديث الشريفة والأدعية المأثورة -, فهو أن على الإنسان أن يجمع دائماً بين رؤيتين: الأولى رؤيته لنقصه وقصوره وفقره وفاقته, ليعرف – من خلال هذه الرؤية – أنه ناقص محض النقص, وقاصرٌ صرف القصور, فليس له من ذاته أي قدرة أو قوة أو كمال أو عزة, بل أن كل كمال وجمال وحسن وبهاء هو من الحق تعالى, وإلى ذاته المقدسة ترجع كل المحامد والثناء, بل وأن النقص والقصور يعرض ]عن تجليه وإنعكاسه[ في مرآة ((الممكن)) على الكمال والحسن الأزلي, مثلما أن المرآة المحدودة الكدرة تحدد وتكدّر نور الشمس.

    وبهذه الرؤية يحصل الخوف في العبادات والطاعات فضلاً عن الذنوب والمعاصي, بل أن معظم عباداتنا هي – عند أهل المعرفة – عبادة للنفس والشهوات, لأنها من أجل المقاصد النفسانية, لذلك تظهر منها كدورة وظلمة, ومع هذه الرؤية يحصل في القلب منتهى الخوف.

    ولكن ينبغي أن تُضمَّ هذه الرؤية إلى رؤية ثانية وهي: رؤية سعة رحمة الحق تبارك وتعالى, وسعة نور رحمانيته ورحيميته ونعمه غير المتناهية وكراماته الدائمة, وهذه الرؤية تولد الرجاء.
    والإنسان يجب أن يجمع دائماً بين هاتين الرؤيتين; رؤية ذُلِّهِ وفقره الإمكاني, ورؤية رحمة الواجب تعالى ونعمه, فبذلك يجمعُ بين الخوف والرجاء الكاملين, كما يشير إلى ذلك الحديث الشريف المروي في كتاب الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام قال بشأن وصية لقمان الحكيم:
    (( ... كان فيها الأعاجيب, وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله عز وجل خيفةً لو جئتهُ ببرِّ الثقلين لعذبك, وأرج الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك. ثم قال أبو عبدالله عليه السلام: ]كان أبي يقول[: إنه ليسمن عبد مؤمنٍ إلا وفي قلبه نوران: نورُ خيفةٍ ونور رجاء, لو وزنَ هذا لم يزد على هذا, ولو وزِنَ هذا لو يَزِد على هذا)).[1]
    وفي أدعية الإمام زين العابدين – سلام الله عليه – الكثير من الإشارت إلى هذا المعنى, منها قوله في دعاء أبي حمزة الثمالي, وهو من أسمى مظاهر العبودية, وليس لدى بني الإنسان دعاء مثله في لغة البعوبدية والأدب بين الله عز وجل:-
    ((أدعوك يا ربي راهباً راغباً راجياً خائفاً .. إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت وإذا رأيت كرمك طمعت; فإن عفوت فخير راحم وإن عذبت فغير ظالم)).[2]
    إنتهى النقل

    [1] أصول الكافي, ج2, الباب 33, باب الخوف والرجاء, ح1.

    [2] مصباح المتهجد وسلاح المتعبد. للشيخ الطوسي, ص526.
    التعديل الأخير تم بواسطة يا زهراء مدد; الساعة 01-10-2008, 08:00 AM.

  • #2
    احسنت موضوع جميل ونتمنى لك الموفقية

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
    ردود 13
    2,139 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة مروان1400
    بواسطة مروان1400
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
    ردود 2
    343 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    يعمل...
    X