بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته:
فهمي هويدي للقرضاوي: أخطأت يا مولانا..
أثارت موجة السجال الأخيرة التي اطلقتها تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، السؤال مرة أخرى عن مصير عملية التقريب بين السنة والشيعة.
وأعادت هذه التصريحات التي حذرت من ما سماه التبشير الشيعي واتهام الشيعة بالابتداع ردود فعل مستنكرة معتبرة أن تصريحاته تخالف ادعاءه العمل للوحدة الإسلامية خصوصا أنها تأتي في وقت يحاول المشروع الأمريكي فيه السيطرة على المنطقة معتمدا على سلاح إثارة الحساسيات المذهبية وفي وقت يواجه الإسلام أشرس حملات تتهدد كيانه.
وأعادت هذه التصريحات التي حذرت من ما سماه التبشير الشيعي واتهام الشيعة بالابتداع ردود فعل مستنكرة معتبرة أن تصريحاته تخالف ادعاءه العمل للوحدة الإسلامية خصوصا أنها تأتي في وقت يحاول المشروع الأمريكي فيه السيطرة على المنطقة معتمدا على سلاح إثارة الحساسيات المذهبية وفي وقت يواجه الإسلام أشرس حملات تتهدد كيانه.
وقد توالت الردود على هذه التصريحات حيث انتقد الكاتب الصحفي المصري البارز فهمي هويدي في مقال بعنوان "أخطأت يا مولانا" نشرته جريدة الدستور المصرية تصريحات القرضاوي، مشيراً إلى خطورة تداعياتها على الأوضاع في العراق وموقف المسلمين السنة من حزب الله وإيران.
وجاء في مقالة هويدي:
لو أن الدكتور يوسف القرضاوي استخدم في حديثه عن الشيعة معيار «الموازنات» الذي تعلمناه منه وألف فيه كتاب «الأولويات» لما قال ما قاله في الأسبوع الماضي، ذلك أننا إذا افترضنا أن كلامه صحيح والآراء التي عبر عنها لا غبار عليها، فإن ذلك سيكون بمثابة دعوة إلي مخاصمة الشيعة، والاحتشاد ضد إيران، والتهوين من شأن إنجازات ودور حزب الله في لبنان، وإثارة الشقاق والفرقة بين الشيعة والسنة في أكثر من بلد عربي، خصوصاً في العراق ودول منطقة الخليج، وهو ما سيؤدي تلقائياً إلي تراجع أولوية الصراع ضد إسرائيل، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران.
لست أشك في أن شيئاً من ذلك كله لم يخطر علي بال الدكتور القرضاوي وتلك هي المشكلة فنحن نعرف أن الرجل في تاريخه الحافل بالعطاء المشرف له مواقفه المشهورة دفاعاً عن وحدة الأمة الإسلامية، وفي الصف الأول من المنادين بنصرة المقاومة وتعزيز صفها في مواجهة العدوان الصهيوني، وهو حين عارض العمليات الاستشهادية من حيث المبدأ، فإنه أيدها في فلسطين باعتبار أنه لا يتوافر أي بديل آخر للفلسطينيين للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ثم إنه في مقدمة الرافضين للهيمنة الأمريكية،والداعين إلي الوقوف إلي جانب إيران إذا ما تعرضت للعدوان الأمريكي.
المشكلة أن الحوار الذي أجرته معه صحيفة «المصري اليوم» يصب في نقيض المواقف التي نعرفها عنه، فضلاً عن أنه أطلق آراء لم يستخدم فيها نهجه الذي دعانا إليه، أعني أنه لو وازن بين الأضرار الحاصلة التي تحدث عنها ونسبها إلي الشيعة، وبين الأضرار التي ترتبت علي كلامه لأدرك أننا صرنا مخيرين بين ضررين أحدهما أصغر والآخر أكبر، أو مفسدة صغري وأخري كبري، وعند الأصوليين الذين هو في صدارتهم، فإن الموازنة بين الضررين أو المفسدتين، تدفعنا إلي تقديم الضرر الأصغر علي الأكبر، بمعني السكوت مؤقتاً عن الضرر الأول لتفويت الفرصة علي وقوع الثاني، وذلك لم يحدث للأسف.
لست في صدد مناقشة الوقائع التي ذكرها ولا المعاني التي أراد توصيلها، كما أنني قد أتفق معه بصورة نسبية في بعض ما قاله لكنني أتحدث عن النتائج التي أفضي إليها كلامه، كما أنني لا أتردد في القول بأن ما صدر عن الشيخ الجليل كان مبعثه الغيرة علي دينه والاعتزاز بانتمائه إلي أهل السنة، لكننا نعرف جيداً أن صدق النية ونبل الهدف لا يغطيان الآثار السلبية التي ترتبت علي كلامه، لأن العبرة بالمآلات وليست بالنيات.
إن احترامنا للشيخ ومحبتنا له، وحرصنا علي صورته ومقامه ذلك كله لا يمنعنا من نقد ما قاله، خصوصاً أن مراجعتنا له تتم علي أرضية السياسة، وليس علي أرضية العلم والفقه الذي نعلم أنه فيها لا يباري وليس لمثلي أن يراجعه في شيء منهما.
لقد أخطأ الشيخ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة أو التقريب، ثم إنه أخطأ في اختيار المنبر الذي وجه منه رسالته، لأن انتقاداته ليس مكانها الصحف اليومية السيارة، يؤيد ذلك أنه ذكر لاحقاً أن بعض ما نقل علي لسانه لم يكن بالدقة التي عبر عنها، كما أنه أخطأ في توقيت رسالته، لأنه خير من يعلم أن هناك من يعبئ الرأي العام في الوقت الراهن لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ونزع سلاح حزب الله، ثم إنه أخطأ حين تحدث بصفته رئيساً لاتحاد علماء المسلمين، الأمر الذي أعطي انطباعاً بأن كلامه يعبر عن رأي الاتحاد، وذلك ليس صحيحاً، وإنما هو رأي شخصي له، فضلاً عن أن كلامه يحرج صورته كرئيس للاتحاد، كما أنه يحدث صدعاً في شرعية تمثيل الاتحاد لعلماء المسلمين وهو من حرص علي ألا يكون ممثلاً لأهل السنة وحدهم، إنني أخشي أن نكون بعد كلام الشيخ قد تراجعنا خطوات إلي الوراء ولم نتقدم إلي الأمام، وهو ما لم نعهده فيه، لأنه عودنا علي أن يكون حلالاً لمشاكل المسلمين وليس مستدعياً لها.
لست أشك في أن شيئاً من ذلك كله لم يخطر علي بال الدكتور القرضاوي وتلك هي المشكلة فنحن نعرف أن الرجل في تاريخه الحافل بالعطاء المشرف له مواقفه المشهورة دفاعاً عن وحدة الأمة الإسلامية، وفي الصف الأول من المنادين بنصرة المقاومة وتعزيز صفها في مواجهة العدوان الصهيوني، وهو حين عارض العمليات الاستشهادية من حيث المبدأ، فإنه أيدها في فلسطين باعتبار أنه لا يتوافر أي بديل آخر للفلسطينيين للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ثم إنه في مقدمة الرافضين للهيمنة الأمريكية،والداعين إلي الوقوف إلي جانب إيران إذا ما تعرضت للعدوان الأمريكي.
المشكلة أن الحوار الذي أجرته معه صحيفة «المصري اليوم» يصب في نقيض المواقف التي نعرفها عنه، فضلاً عن أنه أطلق آراء لم يستخدم فيها نهجه الذي دعانا إليه، أعني أنه لو وازن بين الأضرار الحاصلة التي تحدث عنها ونسبها إلي الشيعة، وبين الأضرار التي ترتبت علي كلامه لأدرك أننا صرنا مخيرين بين ضررين أحدهما أصغر والآخر أكبر، أو مفسدة صغري وأخري كبري، وعند الأصوليين الذين هو في صدارتهم، فإن الموازنة بين الضررين أو المفسدتين، تدفعنا إلي تقديم الضرر الأصغر علي الأكبر، بمعني السكوت مؤقتاً عن الضرر الأول لتفويت الفرصة علي وقوع الثاني، وذلك لم يحدث للأسف.
لست في صدد مناقشة الوقائع التي ذكرها ولا المعاني التي أراد توصيلها، كما أنني قد أتفق معه بصورة نسبية في بعض ما قاله لكنني أتحدث عن النتائج التي أفضي إليها كلامه، كما أنني لا أتردد في القول بأن ما صدر عن الشيخ الجليل كان مبعثه الغيرة علي دينه والاعتزاز بانتمائه إلي أهل السنة، لكننا نعرف جيداً أن صدق النية ونبل الهدف لا يغطيان الآثار السلبية التي ترتبت علي كلامه، لأن العبرة بالمآلات وليست بالنيات.
إن احترامنا للشيخ ومحبتنا له، وحرصنا علي صورته ومقامه ذلك كله لا يمنعنا من نقد ما قاله، خصوصاً أن مراجعتنا له تتم علي أرضية السياسة، وليس علي أرضية العلم والفقه الذي نعلم أنه فيها لا يباري وليس لمثلي أن يراجعه في شيء منهما.
لقد أخطأ الشيخ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة أو التقريب، ثم إنه أخطأ في اختيار المنبر الذي وجه منه رسالته، لأن انتقاداته ليس مكانها الصحف اليومية السيارة، يؤيد ذلك أنه ذكر لاحقاً أن بعض ما نقل علي لسانه لم يكن بالدقة التي عبر عنها، كما أنه أخطأ في توقيت رسالته، لأنه خير من يعلم أن هناك من يعبئ الرأي العام في الوقت الراهن لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ونزع سلاح حزب الله، ثم إنه أخطأ حين تحدث بصفته رئيساً لاتحاد علماء المسلمين، الأمر الذي أعطي انطباعاً بأن كلامه يعبر عن رأي الاتحاد، وذلك ليس صحيحاً، وإنما هو رأي شخصي له، فضلاً عن أن كلامه يحرج صورته كرئيس للاتحاد، كما أنه يحدث صدعاً في شرعية تمثيل الاتحاد لعلماء المسلمين وهو من حرص علي ألا يكون ممثلاً لأهل السنة وحدهم، إنني أخشي أن نكون بعد كلام الشيخ قد تراجعنا خطوات إلي الوراء ولم نتقدم إلي الأمام، وهو ما لم نعهده فيه، لأنه عودنا علي أن يكون حلالاً لمشاكل المسلمين وليس مستدعياً لها.
محمد سليم العوا: لا يوجد مد شيعي
أما الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي ورجل القانون فقد كان أو‘ل من بادر بإبداء رأيه فيما قاله الشيخ القرضاوي، وأبدي اعتراضه علي تصريحاته مع الحفاظ والإقرار الدائم بما تجمعهما من صداقة، خاصة أن الدكتور العوا هو الأمين العام للاتحاد العالمي للمسلمين، الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي.
وقال العوا :الشيعة مسلمون تماماً مثلنا يختلفون معنا في بعض الفروع كما تختلف المذاهب السنية مع بعضها البعض.. القول بأنهم يقولون إن في القرآن نقصاً غير صحيح فلا يوجد عالم شيعي يقول بذلك ومسألة أن هناك نشاطاً شيعياً في البلاد السنية تصور بأكثر من حجمها الطبيعي، لاسيما في مصر،
ولا يوجد تبشير بالشيعة كما لو أنه كان ديناً آخر، فهذه مجرد دعوة لمذهب يقوم بها بعض الأفراد المقتنعين بأن من واجبهم الدعوة إلي هذا المذهب، وأنا أعتقد أن الخوف غير مبرر ومصر ظلت ٢٠٩ أعوام شيعية تحت مظلة الحكم الفاطمي، وعندما خرج الفاطميون صباحاً عدنا سنة كما كنا في الليل، فلا يوجد ما يسمي المد الشيعي أصلاً، إنما يوجد إعجاب بالنموذج الشيعي في إسقاط الشاه، ويوجد إعجاب بالنموذج الشيعي في مقاومة إسرائيل، وأنا نفسي معجب بهذه النماذج، وهذا لا يعني أنني شيعي أو أدعو إلي التشيع.
وعن وجود أطماع لإيران في المنطقة قال:هذا ما يريدونه في الغرب أن نخاف من إيران، فلا نتحد معها سياسياً، لأنهم يعرفون لو أن السنة اتحدوا مع الشيعة سياسياً لتغيرت موازين القوي في العالم كله، ولكن المقصود من الدول المهيمنة الكبرى ألا يحدث أي تقارب بين إيران والدول السنية..
---------------المصدر: بينات
وقال العوا :الشيعة مسلمون تماماً مثلنا يختلفون معنا في بعض الفروع كما تختلف المذاهب السنية مع بعضها البعض.. القول بأنهم يقولون إن في القرآن نقصاً غير صحيح فلا يوجد عالم شيعي يقول بذلك ومسألة أن هناك نشاطاً شيعياً في البلاد السنية تصور بأكثر من حجمها الطبيعي، لاسيما في مصر،
ولا يوجد تبشير بالشيعة كما لو أنه كان ديناً آخر، فهذه مجرد دعوة لمذهب يقوم بها بعض الأفراد المقتنعين بأن من واجبهم الدعوة إلي هذا المذهب، وأنا أعتقد أن الخوف غير مبرر ومصر ظلت ٢٠٩ أعوام شيعية تحت مظلة الحكم الفاطمي، وعندما خرج الفاطميون صباحاً عدنا سنة كما كنا في الليل، فلا يوجد ما يسمي المد الشيعي أصلاً، إنما يوجد إعجاب بالنموذج الشيعي في إسقاط الشاه، ويوجد إعجاب بالنموذج الشيعي في مقاومة إسرائيل، وأنا نفسي معجب بهذه النماذج، وهذا لا يعني أنني شيعي أو أدعو إلي التشيع.
وعن وجود أطماع لإيران في المنطقة قال:هذا ما يريدونه في الغرب أن نخاف من إيران، فلا نتحد معها سياسياً، لأنهم يعرفون لو أن السنة اتحدوا مع الشيعة سياسياً لتغيرت موازين القوي في العالم كله، ولكن المقصود من الدول المهيمنة الكبرى ألا يحدث أي تقارب بين إيران والدول السنية..
---------------المصدر: بينات
تعليق