إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

البكاء على الحسين (ع) سنة نبوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البكاء على الحسين (ع) سنة نبوية

    كتاب ليالي بيشاور للسيد محمد الموسوي الشيرازي
    البكاء على الحسين (ع) سنة نبوية



    ورد في الحديث الشريف " من بكى على الحسين وجبت له الجنة "... كلنا نعلم أن رسول الله (ص) بكى على مصائب ولده الحسين (ع) قبل أن تقع، فأخبر بها أصحابه وهو يبكي، وقد تواترت بذلك الأخبار المروية عن طرقكم والتي نقرأها في كتبكم (1).



    فالبكاء على الإمام الحسين (ع) سنة رسول الله (ص) والالتزام بسنة رسول الله (ص) يوجب دخول الجنة، بشرطها وشروطها.



    فكما إن الله تعالى وعد التائبين بالعفو والمغفرة والجنة ولكن مع شرائط، فلا تقبل توبة كل من قال: أستغفر الله وأتوب إليه إلا أن يرد حقوق الناس إليهم، ويقضي ما فاته من الفرائض ومن حقوق الله سبحانه، ويندم على ما ارتكب من المعاصي، ويعزم على أن لا يعصي.. إلى آخر الشرائط اللازمة المذكورة في الأخبار والروايات.

    كذلك: من بكى على الحسين (ع) ـ مع الشرائط ـ وجبت له الجنة، ومن الشرائط السعي لتحقيق أهداف الحسين (ع) وتطبيقها في نفسه وفي المجتمع، وإلا فإن المؤرخين ذكروا أن سكينة بنت الحسين (ع) حينما جلست عند نعش أبيها، تكلمت بكلمات أبكت والله كل عدو وصديق.



    وقالوا: إن الحوراء زينب لما خاطبت عمر بن سعد و قالت له: يا بن سعد! أيقتل أبا عبدالله وأنت تنظر إليه؟!! ترقرقت دموعه وسالت على لحيته



    فهل ابن سعد والأعداء الذين بكوا يوم عاشوراء، وجبت لهم الجنة؟!



    لا، لأن الشرائط ما كانت متوفرة فيهم(2).


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ



    (1) لقد تواترت الروايات وصرحت الأخبار بأن النبي (ص) بكى على ولده الحسين (ع) في أوان ولادته وأخبر بمقتله، وتكرر منه البكاء في خواص أصحابه تارة وفي الملأ العام الأخرى، وحدث عن مصائب الحسين وما يلاقيه من بني أمية الطلقاء، وإليكم بعض تلك الأخبار التي وصلت إلينا من طرق علماء السنة وأيدها أعلامهم:
    1ـ روى الخوارزمي في كتابه " مقتل الحسين (ع) " بسنده عن أسماء بنت عميس خبرا طويلا... جاء في آخره، قالت أسماء: فلما كان بعد حول من مولد الحسن، ولدت [أي فاطمة(ع) ] الحسين فجاءني النبي (ص) فقال: يا أسماء هاتي ابني.
    فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى!!
    قالت أسماء: فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك؟!
    قال: على ابني هذا!
    قلت: إنه ولد الساعة!
    قال (ص): يا أسماء! تقتلهم الفئة الباغية، لا أنالهم شفاعتي.
    ثم قال (ص): يا أسماء! لا تخبري فاطمة بهذا، فإنها قريبة عهد بولادته.
    رواه الحمويني في فرائد السمطين 2/103، ورواه ابن عساكر في تتاريخ دمشق، الحديثين 13 و 14 من ترجمة الإمام (ع)، ورواه السمهودي في " جواهر العقدين " ورواه آخرون منهم لا مجال لذكرهم.
    2ـ روى الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/176 في الحديث الأول من فضائل الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)، روى بسنده عن أم الفضل بنت الحارث خبرا جاء في آخره:
    فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري، فدخلت يوما على رسول الله (ص) فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع.
    قالت: فقلت: يا نبي الله! بأبي أنت وأمي مالك؟!
    قال (ص): أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا!!
    فقلت: هذا؟!
    قال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء!
    أقول: ورواه البيهقي أيضا في كتابه دلائل النبوة 6/ 468 ط بيروت، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/230، ورواه جمع آخر من أعلام السنة لا مجال لذكر أسمائهم.
    3ـ روى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى 8/45 الحديث رقم 81 من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام، عن عائشة، قالت: بينا رسول الله (ص) راقد إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه، ثم قمت لبعض أمري، فدنا منه، فاستيقظ (ص) وهو يبكي!
    فقلت: ما يبكيك؟!
    قال (ص) إن جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه...
    ورواه ابن عساكر أيضا في تاريخ دمشق في الحديث رقم 229 من ترجمة الإمام الحسين (ع). =
    ورواه أيضا ابن حجر في " الصواعق المحرقة " كما حكى عنه القندوزي في أوائل الجزء الثاني من " ينابيع المودة ".
    ورواه ابن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب 7/78 في ترجمة الإمام الحسين (ع).
    ورواه الدار القطني في كتاب العلل 5/83.
    وحديث التربة رواه جمع كثير من أعلام السنة بألفاظ متعددة، ويبدو أن إتيان جبرئيل بتربة كربلاء للنبي (ص) كان غير مرة، والأشهر ما روي عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها.
    روى عمر بن خضر المعروف بـ " ملاّ " وهو من علماء القرن السادس الهجري، في كتابه " وسيلة المتعبدين " ـ في أواسط باب معجزات النبي (ص) ـ: وعن أم سلمة قالت: سمعت بكاء النبي (ص) في بيتي فاطلعت، فإذا الحسين بن علي رضي الله عنهما في حجره أو إلى جنبه وهو يمسح رأسه ويبكي!!
    قالت: فقلت: يا رسول الله! على مَ بكاؤك؟!
    فقال (ص): إن جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل بأرض من العراق يقال لها كربلا.
    قالت: ثم ناولني كفا من تراب أحمر وقال: إن هذه تربة الأرض التي يقتل بها، فمتى صارت دما فاعلمي أنه قد قتل.
    قالت أم سلمة: فوضعت التراب في قارورة عندي وكنت أقول: إن يوما تتحولين فيه دما ليوم عظيم.
    وروى قريبا من هذا المعنى جماعة كبيرة عن أم سلمة رضي الله عنها منهم:
    ابن سعد في طبقاته في حديث رقم 79 من ترجمة الإمام الحسين (ع) في الجزء الثامن والمحب الطبري في ذخائر العقبي 147.
    وأبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الفتن من كتاب المصنف 15/14 حديث رقم 19213.
    وابن حجر في كتاب المطالب العالية 4/73 ط. دار المعرفة ـ بيروت.
    والطبراني في المعجم الكبير 3/14 ط. بغداد، ورواه بطريق آخر في صفحة 115.
    وابن عساكر في تاريخه في الحديث رقم 223 من ترجمة الإمام الحسن (ع) بمناسبة.
    ورواه المزي في كتاب تهذيب الكمال 6/408.
    ورواه ابن العديم وعمر بن أحمد في كتابه تاريخ حلب 7/56 حديث رقم 88 وما بعده من ترجمة الإمام الحسين (ع).
    ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/192.
    ورواه الحاكم في المستدرك 4/389 في آخر كتاب تعبير الرؤيا، قال الحاكم ـ وأقره الذهبي ـ: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
    وراه البيهقي في كتابه دلائل النبوة 6/468 ط. دار الفكر.
    ورواه ابن كثير في كتاب البداية والنهاية 3/230 ط. دار الفكر.
    ورواه جمع كثير من محدثي العامة وأعلامهم لا مجال لذكر أسماءهم.
    وإن بكاء النبي (ص) على مصاب ولده الحسين (ع) قبل أن يقتل أمر ثابت مسجل في المصادر والمسانيد المعتبرة، غير قابل للإنكار، ولا ينكره إلا معاند جاحد أو شيطان مارد.
    أعاذنا الله من الجهل والعناد.
    ((المترجم))
    (2) من البديهي أن البكاء على الحسين (ع) الذي يوجب دخوله الجنة إنما هو البكاء الذي يكون عن شعور ومعرفة بالحسين (ع) وتأييدا لأهدافه المقدسة، ويكون رمزا وشعارا في نصرة الحق وانتصار المظلوم، لا مطلق البكاء.
    إن الباكي الممدوح عندنا والذي وعده النبي والأئمة من أهل البيت (ع) بالجنة، هو الباكي الذي جد وجاهد، ويسعى ويجتهد بكل قدراته وإمكاناته، لتحقيق أهداف أبي عبد الله الحسين (ع) وتطبيقها، لأنها ما هي إلا أهداف الله سبحانه وتعالى وغرضه من رسالة محمد (ص) وبعثة الأنبياء (ع) جميعا.
    فالبكاء على الحسين (ع) الذي يوجب لصاحبه دخول الجنة، إنما هو البكاء الذي ينبثق من قلب ممتلئ حقدا على الظالمين، فيتحول صرخة في وجه الباطل وثورة على الظالم.
    هذا النوع من البكاء ـ لا مطلق البكاء ـ يكون استمرارا لحركة الإمام أبي عبد الله السبط الشهيد (ع) واستمرارا لحركة الحوراء زينب وأهل البيت (ع) من كربلاء إلى الشام سبايا.
    فكما أن هاتين الحركتين تركتا أثرا عظيما في تحريك الإحساس الديني وإيقاظ الشعور الإنساني في المجتمع الإسلامي، بحيث أدت إلى ثورات، وأسقطت عروش الظلم، وقضت على الظالمين كذلك الأثر في البكاء الذي يكون استمرارا لحركة الإمام الحسين والحوراء زينب (ع).

  • #2
    السلام على الحسين
    وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    10 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X