تويت
(اليعقوبي المرجع المصلح)
اياد مطشر
(استاذ القانون في جامعة ذي قار)
بسم الله الرحمن الرحيم
ياحسرة على العباد مايأتيهم من رسول الاكانو به يستهزءون
الاخ طارق الحربي المحترم سلام عليكم وبعد :-
لم يك يدور في خلدي ان يكون اول اتصال بيني وبينك ، وكل الاخوة اللذين يشاركونك الافكار التي طرحتها ، في موضوع يتعلق بسماحة المرجع الديني اية الله الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله الشريف ولكن رب ضارة نافعة، واود ان تعلم بشكل دقيق اني لم اكتب أشرا ولابطرا وانما اردت الاصلاح ما استطعت وماتوفيقي الابالله عليه توكلت واليه انيب ،
أخي العزيز احببت في بداية رسالتي هذه ان اقدم لك بعض المباديء الاساسية الممهدة لفهم الشيخ المرجع اليعقوبي دام ظله الشريف حتى نكون نحن وانتم على بينه ونحن نسترسل في مطالعة الاسطر المقبلة من رسالتنا هذه وعلى النحو الاتي :-
ان سماحة الشيخ المرجع حفظه الله كان الملاذ الوحيد لكل العاملين الرساليين في المجتمع العراقي بعد رحيل استاذه الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر قده في زمن لم يك ينبس احد ببنت شفه في ظل نظام حكم دكتاتوري اذاق العباد الويلات والمصائب .
ان سماحة الشيخ المرجع حفظه الله هو المرجع الديني العراقي الوحيد في الساحة العراقية والذي ينتمي لمدرسة عراقية اصيلة قادها سماحة المرجع القائد الشهيد السيد محمد باقر الصد ر قده وتلميذه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قده .
ان سماحة الشيخ المرجع حفظه الله من العلماء الذين يجمعون بين الدراسة الاكاديمية والدراسة الحوزوية الدينية فهو وكما تعلمون خريج كلية الهندسة جامعة بغداد ، فهو ليس احادي الفكر والمعرفة. ان سماحته دام ظله رائد نظرية العمل الاجتماعي المؤسساتي في اطار الحوزة العلمية الشريفة وفي اطار العمل الاجتماعي الرسالي ، فبالتالي هو ليس مرجعا فرديا .
لسماحته دام ظله اكثر من اربعمائة قرص ليزري تمثل بمجموعها اطارا عاما لفكر وتوجهات سماحته ،فاذا اضفنا لها خطاباته لكل مرحلة ومتطلباتها ونشرة الصادقين وكل مؤلفاته الاخرى امكننا الوقوف على منهجيته الفكرية والفقهية والاجتماعية .
هناك قناعة كبيرة ومن خلال الاستقراء بفكر وتوجه سماحته من شرائح كبيرة في المجتمع العراقي وتمثل اطيافا سياسية وفكرية وقومية متعددة.
لم نلمس من سماحته وطيلة مسيرته انه فسق او كفر او سفه أي تيار ايا كان توجه، وانما كانت تقييماته تنطلق من اسس علمية وفكرية وعقلية سليمه .
مما تقدم اجمالا يمكن ا نفهم ان سماحة الشيخ المرجع حفظه الله هو مرجع مجدد انطلق من وسط علمي اكاديمي ليتربع على مرجعية امة يرى فيها سماحته انها شاهدة عليه وعلى كل تصرفاته كما انه هو دام ظله شاهد عليها وهو مالم نألفه في كثير من المتصدين، وهو بالتالي انسان يقود امة عن وعي وجدارة فكرية منقطعة النظير تشهد له بذلك اطروحاته ومفاهيمه التي طرحها منذ تصديه لقيادة العمل الرسالي والى لحظة كتابة هذه الاسطر والتي لم نجد فيها تعارضا او تناقضا او جهلا ، ولك ان تقرأ خطاباته من اولها الى اخرها وعليك الحكم المنصف كماهو عهدنا بالاحبه والاخوة الكرام الذين يبغون الصلاح والاصلاح ومنه تعالى التوفيق .
اخي العزيز كانت هذه المقدمة تمهيد لبعض الملاحظات التي اردت ذكرها على مقالكم الكريم ومن باب النصيحة والراي المتبادل لامن باب التسقيط او التسفيه او الانتقاص نجلكم وكل الاحبة عن ذلك ، وعلى النحو التالي :-
عنوان المقال لايتناسب مع مانرجوه منكم من دقة وحيادية وموضوعية ،فقد جاء استفزازيا وينطوي على ثغرات فكرية وعملية وعلمية عديدة ، سنقف عليها فيالنقاط الاتية :
هناك اعتراف من جنابكم الكريم بان اليعقوبي مرجع وذلك في الكلمة الثانية التي ذكرتها في مقالك فكان الاجدر منكم اخي العزيز تذكر هذه الصفة في الاسطر القادمة من المقال توخيا للدقة العلمية في الكتابة والطرح .
لاحظت وللاسف الشديد خلل في الوقوف على فهم عقيدة الشيعة الامامية في الامام المهدي المنتظر ع وفهم مرجعية الشيخ اليعقوبي حفظه الله لعقيدة وفكرة الامام المهدي بصورة خاصة ،وهذه مشكلة كبيرة عندما نحكم على مدرسة او منهج بحكم على فهم او منهج لايتبناه اصلا ، والاشد ان تنسب لشخص موقف لمدرسة هو يعارضها ولايؤيد توجهاتها، وكان الفهم السليم لخطبة الشيخ المرجع موضع الشاهد كافيا لتقييم الوضع بصورة علمية وهو مالم نلمس منكم وللاسف الشديد.
هناك وصف نعت به الاخوة المبلغين الكرام، وهو مايصب في جدول عدم الاطلاع على منهجيته دام ظله الشريف، اما المبلغ فهو انسان يحمل افكار يقتنع بها ويريد اقناع الاخرين بها، ولايخرج عن هذا الاطار المبلغ الذي يرتدي الزي الديني الشريف عن المبلغ الذي يدير موقعا للانترنيت، المهم هو تقييم الافكار المطروحة بشكل علمي ودقيق.
وصفت الشعب العراقي بالشعب الذي فك ارتباطه بالدولة منذ سنين طويلة لترك الساحة وللاسف لمراجع الدين ، لااعلم ما سبب تأسفك على قيادة المرجع اليعقوبي للساحة العراقية ؟ هذا اولا وثانيا ما اعتبرته شيئا مؤسفا اعتبره بعض المفكرين الاخرين عاملا ايجابيا في مسيرة الشعب العراقي ،وليس هؤلاء المفكرين من ارباب الدين وانما هم من مدارس فكرية اخرى فراجع كتاب ارضوتوبيا العراق وانقلاب التاريخ للاستاذ الركابي لتقف على راي مباين لرايك هذا ، فباي الرايين ناخذ برايكم الكريم ام بالراءي الاخر المدعم بالادلة والبراهين المقارنه ، ولكم التقدير ..؟
ان كان الايمان بالمهدي الموعود ع برايكم الكريم يمثل عامل ضعف وهشاشه في منهجية المجتمع العراقي ، فكيف حال باقي الامم والشعوب التي تؤمن بهذه الفكرة والتي هي بتقريرك اعزك الله عقيدة موجوده في جميع الاديان السماوية .
لااعلم من اين جئت بحكمك العام على الدين الشريف بانه دين رافض للدنيا متقاطع معها ولم تقف على ابسط المسائل المبينه لهذه المسألة وهي ان الدين يعتبر ان الدنيا مزرعة الاخرة، أي ان الدنيا لاترفض بذاتها وانما ياتي الرفض عندما تكون الدنيا عائقا عن الارتباط بالله تبارك وتعالى، فالرجاء توخي الحذر في اطلاق الاحكام والمواقف .
لاافهم من اين استخلصت ان سماحة الشيخ المرجع من الذين يرفضون الحياة والعيش الكريم ويدعو الى الرهبانية وحياة مايسمى بالقديسيين فهل وقفت على دليل من آثاره دام ظله على ادعائك هذا ام ان الامر مبني على ماتوهمته دليلا على ادعائك وهو ليس كذلك لانك وببساطة ياعزيزي لم تقف على ادبيات مدرسته الفكرية والعقائدية وبالتالي لايحق لك بناء الاحكام على جزء من الكلام المقطوع عن اصله واساسه ، ان كان مازعمته صحيحا من ان الشيخ المرجع انسان لايعيش الا الغيب فقط فكيف تفسر فتواه بدعم الانتخابات العامة واعتباره لها افضل من عامة الصلاة والصيام ؟ وكيف تفسر سعيه المتواصل لترميم العملية السياسية والقانوينة في العراق الجديد ؟ ام انك لم تطلع على نتاجاته في هذا المقام، فما لكم كيف تحكمون .. هناك خلط واضح في كثير من الاحيان بين مواقف سماحة الشيخ المرجع حفظه الله وبين مواقف واراء وتصرفات الاخرين ، وتعلم ان هذا الخلط غير دقيق ويؤثر على سلامة بناء المقالة فكريا ومنهجيا وهو ما لانرضاه لكم ولنا ،لذلك لم نعلق في المقام الابما يتعلق بسماحة الشيخ اليعقوبي فقط. كنت اتمنى اخي العراقي الغيور على شعبك وبلدك ان تكون مطلعا على مواقف سماحة الشيخ المرجع من الحكومة والبرلمان والاحزاب السياسية الاسلامية وغير الاسلامية ومن مؤسسات المجتمع المدني لتستطيع انصاف الرجل المظلوم وتعطيه استحقاقه الدقيق. وقفت من خلال الاسطر القليلة لمقالتكم على قناعة مؤداها انك من الاخوة العلمانيين والذين يتبنون منهجا فكريا معروفا ، لذلك كان الاجدر بك اخي العزيز ان تطلع على موقف سماحة الشيخ المرجع حفظه الله من العلمانية والعلمانيين لتطلع بدقة على عمق وانفتاح سماحته ، ويكون ذلك رادعا لك عن مانسبته اليه. اتألم وانا الاحظ في حالات كثيرة عدم الانصاف والدقة والموضوعية من جنابكم الكريم ،وذلك مثلا عندماتتحدث عن مسألة الافطار في نهار شهر رمضان فتعتبر ان الشيخ المرجع تهجم على الجميع بدون استثناء في حين انه دام ظله خاطب وبشكل صريح الاشخاص الذين لم يك لهم عذر للافطار ، فلماذا هذا التجني – رحمك الله - .
تتمسك مرارا وتكرارا بمصطلح الحرية والمؤسسات الدستورية والديمقراطية ونصوص الدستور، ولااعلم هل تريد ان تدين نفسك بنفسك ، فالحرية مثلا مفردة وقع اختلاف كبير في تحديد مدلولها وهو شيء غير معيب- بتقرير بعض المدارس الحداثية – فالمفروض احترام القراءات المتعدده للمفهوم الواحد هذا اولا وثانيا ان الحرية التي تتكلم عنها هل هي حرية عقيدة ام صحافة ام ماذا؟ وعلى فرض كل هذه الانواع فهي مقيدة جميعا باحترام الدستور وعدم الاضرار بالمصلحة العامة وعدم المساس بالشعور الديني والعقائدي لجماعة من المجتمع ولك ان تراجع كل الدساتير العالمية لتقف على حقيقة ذلك فكيف جازلك اهانة المقدسات تحت شعار الحرية وفي ذات الوقت تهدم اسس الحرية القانونية والسياسة ، اضف لذلك ان الدستور العراقي الذي اشرت اليه هو الاخر يؤكد على منزلة ومكانة المرجعيات الدينية فكيف جاز لك ما لايجوز للعالم كله ؟
واخيرا فانه يمكن للملاحظات المتقدمة ان تأخذ مساحة اوسع ومجالات اكثر ولكن كل املي ان تكون هذه الافكار حافزا لكم ولكل الاخوة لمراجعة الذات واعتماد منهج العقلانية والدقة العالية اساسا في الحكم على الاشخاص والمواقف ، سيما وان موضوع الكلام هو شخص مجتهد مجدد ومحدث في الخطاب الديني على حد اقرارك ونرجو ان لاتكون هذه الكلمات ثقيلة الظل وان تقع في نفسكم والاخرين موقع القبول بانتظار المزيد من التواصل والتوضيح سيما وان مصلحة العراق وشعبه ومستقبله هي الاساس الجامع لكل مانهدف اليه ، ولكم مني فائق الاحترام والتقدير .