إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

البحرين بعيون إيرانية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البحرين بعيون إيرانية

    البحرين بعيون إيرانية

    محمد صادق الحسيني

    الشرق الأوسط



    حسناً فعلت القيادة العليا في البحرين عندما قررت إجراء مصالحة تاريخية وانتخابات برلمانية في إطار مشروع إصلاحات عصري شجاع أياً كانت نسبة الوفاق له أو عليه. وحسناً عملت المعارضة البحرينية بأنها عندما قررت المقاطعة للعملية الانتخابية، مصيبة كانت أو مخطئة، لم ترفق ذلك العمل بتخطئة القيادة في مشروعها الاصلاحي أو تستفزها في معركة داخلية تضعف وفاق البحرينيين حول ضرورة الإصلاح والمسيرة الديمقراطية.
    انها من ميزات وفضائل شعب حي وناضج وقيادة واعية تعرف ما تريد وجسورة تقبل بالتحدي، فلا الشعب باحث عن دور «الكومبارس» حتى وإن كانت المسرحية جادة ومفيدة وفاعلة، ولا القيادة باحثة عن نسبة %100 وبأي ثمن كان من أجل تلبية رغبة فردية أو فئوية في إطار مسرحية هزلية.
    حتى المشاركون في الانتخابات من فريق منطق المعارضة لم يكونوا «مندلقين» كما يقول اخوتنا اللبنانيون على الحكم والسلطة والكرسي، بل دخلوا في سباق وتنافس انتخابي جاد مع فريق الحكومة لممارسة اللعبة الديمقراطية كاملة ومن دون مجاملات.
    الزائر للبحرين في هذه الأيام يعيش بكل جوارحه نهضة مملكة حديثة فتية تسعى لأخذ دورها الجاد والمسؤول في معادلة صنع القرار الإقليمي والدولي.
    خلية نحل حقيقية في حقل الاجتماع كما في حقل الثقافة كما في حقل الفن والعمارة والأدب فضلاً عن الاقتصاد والسياسة، والحوار سيد الموقف.
    دوحة للحوار هي منامة البحرين اليوم يتلمس وقائعها الزائر للمملكة الفتية في أسارير البحرينيين كما في مناقشاتهم كما في أنشطتهم التي تعج بها نواديهم و«مآتمهم» وبيوتهم فضلا عن أروقة صنع القرار وصالونات السياسة والديبلوماسية ودائما بأريحية البحريني التي لا تنفد وحيويته التي تترجل من أفئدة الناس لا أجسامها.
    حوار مع كنائس الشرق الأوسط، وحوار مع الجيران كما مع اليابان وأوروبا وأمريكا، وقبل ذلك وبعده حوار مع الذات أي بين أبناء البيت البحريني الواحد، لكنه المتنوع والمتعدد ضماناً لنجاح مبدأ الحوار مع الآخر وتكريسه.
    ان تكون بحرينياً اليوم يعني ان تقول نعم أولاً، ثم تقول ولكن، وهذه نعمة جديدة أو متجددة للبحرين شعباً وحكومة وملكاً وهي البلاد العريقة في شغفها للاستزادة من العلوم وخلق التراكم في العمل المطلبي والديمقراطي والنقابي والحزبي.
    ان تقول نعم للإصلاح ونعم للمسيرة الإصلاحية ثم تضع شروطك لنجاح اللعبة الديمقراطية مستخدماً الحوار المفتوح والشفاف والمكاشفة والصراحة مع «الخصم» السياسي أو اللاعب على الطرف الآخر من المعادلة الرياضية، هو عين الحكمة والعقل أياً كانت النتائج أو الحصيلة أو الثمار متواضعة.
    وحدهم القائلون بأن «القليل المتصل خير من الكثير المنقطع» هم الرابحون في مسابقة «خذ وطالب» المتحركة والسيالة في عالم السياسة الديناميكي.
    اما المصرون على مبدأ «إما كل شيء أو لا شيء» فإن الزمان لن يتوقف منتظراً تصميمهم لصعود قطار الحركة السريع في المحطة التي يريدون والحكمة تقول «ما لا يدرك كله لا يترك جله».. يقول المثل الصيني الشعبي:
    إن أردت ازدهاراً لمدة سنتين ازرع رزاً.. وإن أردت ازدهاراً لمدة 10 سنوات ازرع شجراً.. وإن أردت ازدهاراً لمائة سنة فازرع شعباً.
    الذي يعرف البحرين عن قرب ومنذ زمن بعيد يعرف أن الشعب المزروع فيها يصلح لازدهار قرن بكامله في بلاد حضارة الدلمون.
    الزائر للبحرين اليوم يلحظ بوضوح كيف ان ابناء هذا البلد الحي يجددون جلودهم ويطهرون أبدانهم وينقون دماءهم يومياً بكيمياء الحوار المفتوح بلا حدود.
    نهضة مرموقة وسط شعب صغير، نعم، وفوق خارطة جغرافية صغيرة، نعم، لكن حجم تأثيرها سيكون أكبر بكثير مما يتصور.
    حسناً لمست قيادة البحرين الفتية مبكراً مؤشرات موجة الإصلاح والتغيير المندفعة من وراء البحر ايضا وليس فقط من عمق الداخل العريق، فكانت حكيمة في التقاطها لاتجاه الريح وحكيمة أكثر في استباق الطوفان أو العاصفة.
    وإذ يقول الحديث الشريف: «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف». فإنه حسناً عملت قيادة البحرين ايضا وايضا عندما قررت ان تتعرف على تفاصيل ما يدور وسط شعبها بدقة أكثر فأكثر فكسبت الرهان واكتسبت المزيد من الدعم والمساندة وهي تقود ائتلافاً واسعاً من أجل التقدم بالبحرين باتجاه المزيد من الإنجازات الحضارية والثقافية بعيداً عن عقدة من يقدم التنازلات لمن؟ ومن يعتذر لمن؟ ومن يعفو عن من؟ في وقت تسير القافلة العالمية متسارعة لا ترحم من يتخلف عن مواكبتها.
    انه عصر الشعوب المنتصرة على أنانياتها، عصر الشعوب التي تعض على جراحها من أجل القضايا الكبرى التي تحيط بها والمبادئ والقيم الأكبر التي تسعى لإنجازها، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
    وشعب البحرين يستأهل أن يكون في طليعة عصر الشعوب لأنه أثبت في أكثر من محطة تاريخية حتى الآن بأنه لائق لمثل هذه المكانة في أيام العسر كما في أيام اليسر، وفي الضراء كما في السراء من عصر الشعوب والأمم، وهو اليوم في تجربته الجديدة والمتجددة يكرّس موقعه التاريخي الذي يستأهله أياً كانت نتائج الانتخابات البرلمانية ومهما دار الجدل بين ابنائه حول التقصير أو القصور الظاهر من بعض أبنائه أو صناع القرار فيه.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X