بسم الله الرحمن الرحيم
أين الحسن , وأين الحسين , وأين أبناء الحسين صالحاً بعد صالح , وصادق بعد صادق , أين السبيل بعد السبيل , أين الخيرة بعد الخيرة , أين الشموس الطالعة , أين الأقمار المنيرة, أين الأنجم الزاهرة , أين أعلام الدين وقواعد العلم.
أين مبيد العتاة والمردة , أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد .
أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى , أين مؤلف شمل الصلاح والرضا , أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء, أين الطالب بدم المقتول بكربلاء .
وبعد ...
يرد في أذهان الكثير السؤال عن مشروعية إقامة مجالس العزاء الحسيني وذكر الحسين(عليه السلام) والبكاء عليه والسؤال عن أهمية ذلك , وعن الهدف والغاية المرجوة منه؟؟
وللإجابة على تلك التساؤلات اذكر عدة نقاط غير ملتزم بتسلسل الإجابة , وأرجو ان تكون مناسبة ووافية , ومبينة بصورة جلية , ان الغاية والهدف ليس الطف كواقعة حصلت وليس الإمام الحسين(عليه السلام) كشخص معصوم مفترض الطاعة قتل فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة , بل ان طف كربلاء تمثل الخير والشر والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الدين , في الأرض والسماء , عند أهل الأرض وعند سكان السماء , وان الإمام الحسين(عليه السلام) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم , وبعد إثبات ذلك يصبح الأمر واضحاً ان حركة التمهيد المهدوي واليوم الموعود المقدس والإمام المنتظر(عليه السلام) ودولته الإلهية العادلة , كلها جزء من الحركة الحسينية وامتداد لها فالحركة الحسينية وقائدها(عليه السلام) والحركة المهدوية وقائدها(عليه السلام) هي الهدف والغاية المقدسة التي وجدنا بل خلقت السماوات والأرض من اجلها , والتي ننال بها القرب والرضا الإلهي والتفضل والتشرف للكون في الحضرة القدسية للجليل الأعلى (جلت قدرته) مع الأنبياء والأئمة والصالحين(صلوات الله عليهم أجمعين) .