أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أمسك عليك لسانك!
بقلم\\ أيمن السيهاتي
أمسك عليك لسانك!
بقلم\\ أيمن السيهاتي
روت لنا كُتب التاريخ والسير عن معاذ بن جبل، (قال: قلتُ يا رسول الله أخبرني بعمل يُدخلني الجنّة ويباعدني عن النّار؟ فقال –صلى الله عليه وآله-: لقد سألت عن عظيم وإنّه ليسير على منْ يسّره الله تعالى عليه، تعبد الله لا تُشرك به شيئا، وتُقيم الصلاة، وتُؤثي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت، ثمّ قال –صلى الله عليه وآله-: ألا أدلّك على أبواب الخير؟ الصوم جنّة، والصدقة تُطفئ الخطيئة كما تُطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا –صلى الله عليه وآله-: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع ... حتى بلغ يعملون).
ثمّ قال – صلى الله عليه وآله-: ألا أُخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟
قلتُ: بلى، يا رسول الله.
قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد.
ثم قال –صلى الله عليه وآله-: ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟
قلتُ: بلى، يا رسول الله.
فأخذ بلسانه، وقال: كفّ عليك هذا !.
قلتُ: با نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟
فقال: ثكلتك أمّك، وهل يُكبّ النّاس في النار على وجوههم –أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟!). (1)
قلتُ: بلى، يا رسول الله.
قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد.
ثم قال –صلى الله عليه وآله-: ألا أخبرك بملاك ذلك كلّه؟
قلتُ: بلى، يا رسول الله.
فأخذ بلسانه، وقال: كفّ عليك هذا !.
قلتُ: با نبيّ الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟
فقال: ثكلتك أمّك، وهل يُكبّ النّاس في النار على وجوههم –أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟!). (1)
وجاء في الكتاب الحِكمي المعروف والمشهور جدا (كليلة ودمنة) أنّه: ( حُكي أنّ أربعة علماء ضمّهم مجلس ملكٍ، فقال لهم: ليتكلّم كلٌّ منكم بكلامٍ يكونُ أصلاً للأدب، فقال أحدهم: أفضلُ خلّةِ العلماء السّكوت. وقال الثاني: إنّ من أنفعِ الأشياءِ للانسان أن يعرف قدْرَ منزِلته من عقله. وقال الثالث: أنفعُ الأشياء للانسان أنْ لا يتكلّم بما لا يعنيه. وقال الرابع: أروحُ الأمور للانسان التسليم للمقادير.
واجتمع في بعض الزمان ملوكُ الأقاليم من الصين والهند وفارس والرّوم، وقالوا: ينبغي أن يتكلّم كلٌّ منّا بكلمةٍ تُدوّنُ عنْه على غابر الدّهر.
قال ملك الصين: أنا على ما لم أقُلْ أقدرُ على منّي على ردّ ما قُلت.
قال ملكُ الهند: عجبتُ لمن يتكلّمُ بالكلمةِ فإنْ كانت لهُ لم تنْفعهُ وإن كانت عليهِ أوْبقتْهُ.
قال ملكُ فارس: أنا إذا تكلّمتُ بالكلمةِ مَلَكتْنِي وإذا لم أتكلّم بها ملكتُها.
قال ملك الرّوم: ما ندمتُ على مالمْ أتكلّم به قطّ ولقد ندِمتُ على ما تكلّمتُ به كثيراً.
والسكوت عند الملوكِ أحسنُ من الهذرِ الذي لا يُرجَعُ منهُ إلى نفعٍ. وأعضلُ ما استُضِلّ به الانسانُ لسانَهُ). (2)
واجتمع في بعض الزمان ملوكُ الأقاليم من الصين والهند وفارس والرّوم، وقالوا: ينبغي أن يتكلّم كلٌّ منّا بكلمةٍ تُدوّنُ عنْه على غابر الدّهر.
قال ملك الصين: أنا على ما لم أقُلْ أقدرُ على منّي على ردّ ما قُلت.
قال ملكُ الهند: عجبتُ لمن يتكلّمُ بالكلمةِ فإنْ كانت لهُ لم تنْفعهُ وإن كانت عليهِ أوْبقتْهُ.
قال ملكُ فارس: أنا إذا تكلّمتُ بالكلمةِ مَلَكتْنِي وإذا لم أتكلّم بها ملكتُها.
قال ملك الرّوم: ما ندمتُ على مالمْ أتكلّم به قطّ ولقد ندِمتُ على ما تكلّمتُ به كثيراً.
والسكوت عند الملوكِ أحسنُ من الهذرِ الذي لا يُرجَعُ منهُ إلى نفعٍ. وأعضلُ ما استُضِلّ به الانسانُ لسانَهُ). (2)
وبعد هذه المقدمة ندخل في صُلب الموضوع، فنقول: إنّ الكلام والحديث نعمة من الله جلّ جلاله، وظاهرة من مظاهر الجمال الذي جعله –بقدرته- في الانسان، وسلاحاً قوياً جداً لديه، وكُلّ هذه الأمور الايجابيةّّّّّّّّّّّّّ والجميلة التي ذكرناها لا يمكن أنْ تتحقق أو نراها على أرض الواقع إنْ أسأنا استخدامها وأطلقنا لها العنان دون أدنى مراقبة وتفكير منّا، فهذه الميزة العظيمة التي نمتلكها –أي القدرة على التكلّم- والتي تستحق منّا الشكر –باستمرار- تستوجبُ منّا الحرص على أنْ نصونها ونحفظها ونجعلها كما هي مظهرا من مظاهر الجمال والكمال لا العكس، وأن تكون علامة تدل على ايجابياتنا المختلفة لا أن تتحول إلى عنصر سلبي جدا فينا فتُظهر سلبياتنا وتُضيف إليها أخرى غير حقيقيّة فقط لأننا جعلنا هذا اللسان يتحدّث هكذا ...
أخيراًًً ... أودّ أنْ أوجّه كلامي إلى الذين يُطلقون العنان للسانهم بالحديث قيؤذون من يحبّون أو أصدقائهم أو عموم النّاس أو مجتمعاتهم لأنّهم غير قادرين على السكوت فأصبحوا عبيدا لألسنتهم أنّ عليهم التفكير ملياً فيما يقومون به ويقولونه وأن يعوا جيداً أن ذلك يُظهرهم بمظرٍ سيء جداً، ناهيك عن الإثم الذي قد يقعون فيه ... وصلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
الهامش:
(1) 200 قصة وموقف من حياة محمّد وآله لأيمن السيهاتي
(2) كليلة ودمنة ص14
(1) 200 قصة وموقف من حياة محمّد وآله لأيمن السيهاتي
(2) كليلة ودمنة ص14
أيمن السيهاتي
8\10\2008
تعليق