واشنطن تقرّ باستحالة ضرب (حزب الله)
هي حقبة ما بعد (الهيمنة الاميركية على الشرق الاوسط)، تُقبل عليها المنطقة بتفاؤل حذر، وأمل بأن تقدم المرحلة الجديدة ما ترجوه شعوب هذه المنطقة من استقرار، غاب طيلة حقبة (المحافظين الجدد) في عهد الرئيس الاميركي جورج بوش في السنوات السبع الماضية.
وبرغم ان الجميع بانتظار ما ستؤول اليه الانتخابات الرئاسية الاميركية الشهر المقبل، الا انه بات من الواضح بأن المستقبل سيكون مغايراً للماضي، وان لن يكون معاكساً له بالضرورة، الا انه سيحمل مراجعة للسياسات الاميركية التي ادت بالولايات المتحدة الى شبه عزلة دولية حتى من قبل اقرب الحلفاء، مع العلم بأن اي ادارة جديدة لن يكون بإمكانها الاضطلاع بدورها يشكل (فاعل) الا بعد نحو عام من توليها المسؤولية، بعد فترة دراسة معمقة لمختلف الملفات، الداخلي منها والخارجي، كما تشير اوساط اقليمية مطلعة.
معالم المرحلة الجديدة في الشرق الاوسط تبدو جليّة بالنسبة الى الادارة الاميركية ومعها إسرائيل:
لن تكون أي حرب، او حتى ضربة عسكرية، في المنطقة تشنها الادارة المقبلة، وذلك بغض النظر عن الآتي الى البيت الأبيض، المرشح الديموقراطي باراك اوباما، او حتى نظيره الجمهوري جون ماكين.
ومن الواضح ان الاولوية المطلقة ستعطى للوضع في العراق، الذي استحوذ على الاهتمام الأكبر لبوش الذي توصل بدوره الى هذه الخلاصة في الاشهر الاخيرة من ولايته، بناء على دراسات معمقة ونصائح ملحة من قبل مستشاريه، إضافة الى ما ذهب اليه تقرير (بيكر - هاميلتون) العام الماضي.
ستهدف الادارة الاميركية المقبلة الى محاولة ايجاد حل لمسألة قواتها في هذا البلد، عبر اشكال متعددة، على امل ان يؤدي ذلك الى تفاهم حول آلية ما لتواجد مواطنيها في العراق، لكن من دون اتخاذ قرار بالانسحاب من هذا البلد، الذي يقر المسؤولون الاميركيون بحذر كبير ازاء مستقبله واستقراره الهش نتيجة قناعة الجزء الاكبر من العراقيين بأولوية العملية السياسية وتراجع العمليات العسكرية بشكل ملحوظ ومعه عدد القتلى الاميركيين، مع التأكيد على الدور الكبير الذي أدته دول إقليمية ذات تأثير ونفوذ في البلاد، ومن بين أهمها سوريا.
سوريا أقوى..
الاستقرار الحذر في العراق، يعكس نفسه على الملف السوري، ودمشق (باتت تتمتع بوزن أكبر منه في الماضي القريب) ودور أوسع، عبر علاقات (مستجدة) مع أوروبا، فرنسا على وجه الخصوص، و(انفتاح) متبادل مع اميركا، ما يشير الى الحاجة الى دمشق كلاعب رئيس في المنطقة لا غنى عنه، ما يناقض اللغة الاميركية تجاه سوريا منذ صدور القرار ۱۵۵۹ قبل سنوات أربع.
وتملك دمشق اوراقاً عديدة (تُجيّرها) في الاوقات المناسبة، وهي تستند حسب الأوساط، إلى عوامل موضوعية، اهمها موقعها الاستراتيجي في الشرق الاوسط، ونفوذها على لاعبين اقوياء في المنطقة كحركات المقاومة، كما الى علاقاتها مع محاور رئيسية في المنطقة، ما يجعل منها الرابح الأكبر من التطورات الاخيرة.
كما أن المرحلة الجديدة لن تلحظ حرباً اسرائيلية، سواء في لبنان او بعيدا باتجاه ايران، لغياب الضوء الاخضر الاميركي الذي يستند الى الظروف الموضوعية في المنطقة وقدرة الاطراف الاخرى على عرقلة اية خطط اميركية، كما الى ايذاء القوات الاميركية في العراق، التي ستصبح رهينة تحت رحمة الإيرانيين وحتى العراقيين انفسهم. كما تلفت الاوساط الى ملاحظة في غاية الأهمية وهي ان الازمة المالية العالمية تعد سبباً اضافياً يحول دون توجيه اي ضربة وتصعيد الوضع، فانفلات الوضع الامني في الخليج الفارسي، الذي سيؤدي بالتالي الى ارتفاع هائل في اسعار النفط، هو آخر ما ستود الادارة الاميركية التورط فيه.
المقاومة مُبادرة
ولإسرائيل اسبابها في عدم تصعيد الاوضاع، حسب قيادي ميداني في المقاومة: فمن ناحية، فإن جيشها لم يستفق حتى اليوم من نكسة حرب تموز قبل نيف وعامين، وامامه سنوات لكي يرمم قوته، بينما عليه ان يطرح اسئلة عديدة حول جدوى تكرار مشهد العدوان على لبنان في الوقت الذي تتضاعف فيه قوة المقاومة في شكل سريع على الأصعدة كافة، التسليحي منها والتدريبي.
ويقول القيادي إن المقاومة قد غيّرت ايضاً من استراتيجيتها على هذا الصعيد، ويختصر الموضوع بالإلفات الى أنها كانت في الماضي تعتمد على الضربة الخاطفة بمواجهة إسرائيل، وذلك في السنوات الاولى لانطلاقتها ومن ثم في فترات لاحقة. وفي مرحلة التحرير وما قبلها، اعتمدت على سياسة (اضرب واصمد)، اما اليوم، فقد باتت استراتيجية المقاومة تتلخص بعدم ترك المبادرة دوماً في يد العدو الذي بات عليه تحمّل كون المقاومة أيضاً في موقع المبادر ضده، وذلك تحت عنوان سياسة (اضرب واحتل)، التي ستصدم العدو من حيث لا يعلم.
لذا، فالمسألة بالنسبة الى المقاومة، ليس في لبنان فقط، بل في فلسطين ايضاً، تتعدى الصمود في وجه عدو يفوقها إمكانات وقدرات، بل ايضاً تعتمد على مفاجأة العدو الذي بات في مأزق ايضاً في فلسطين، بينما يجهد، حسب اوساط مقاومة اخرى، الى محاولة الاستعاضة عن فشله في غزة، بتحريض السلطة الفلسطينية على المقاومة في غزة، الأمر الذي تحذر منه الاوساط وتدعو الى ترقب حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية.
العقدة العربية
وتحذر هذه الاوساط من محاولة (عربية) للإيقاع بالمقاومة في فلسطين ولبنان. ففي فلسطين، تبذل جهود (لتعويم) السلطة الفلسطينية وتمديد ولاية الرئيس محمود عباس في شكل غير قانوني، بينما سيؤدي ذلك، في حال عدم حصوله في اطار اتفاق شامل مع حركة (حماس)، الى ايقاع الاراضي الفلسطينية في ظروف صراع، او حتى اقتتال داخلي لا افق له.
وثمة خشية من وقوع بعض العرب في هذا الفخ، سواء الدور المصري في فلسطين، ام ذلك السعودي في لبنان، الذي يتميز ب(غياب الرؤية) عن سياسته، بينما تحذر من دعم أي اطراف لبنانية مسلحة كما يحدث في الشمال اللبناني، لافتة الى ان لسوريا مخاوفها من ذلك، وهي لن تسمح بأي حال من الأحوال استشراء تلك الجماعات عند حدودها، الأمر الذي لا يبدو مستبعداً في الفترة المقبلة. والصراع بالنسبة الى دمشق مع تلك الجماعات بات في عقر الدار السوري هذه الأيام، الأمر الذي توّجه تفجير دمشق الأخير، وبينما قدم السوريون (خدمات) في الصراع العالمي ضد الارهاب في الماضي القريب، فإنهم باتوا اليوم في صلب هذا الصراع، الأمر الذي يدركه الأوروبيون والأميركيون ايضاً.
على ان العقدة تبدو مستعصية على الصعيد العربي، السعودي - السوري على وجه الخصوص. ويشير قادمون من العاصمة السورية الى أن الرياض قد اتخذت قراراً فعلياً (بالقطع) مع دمشق، وهو أمر يتم بالفعل في كل ما يتصل بسياسة سوريا في المنطقة وعلى الصعد كافة، وخاصة في لبنان الذي تقول الاوساط انه يمر في مرحلة (تهدئة) تعكس الحال الدولية والاقليمية، أقله في الفترة الحالية.
وبالنسبة الى سياسة سوريا، فإن الامور ستنجلي مع قدوم ادارة اميركية جديدة أكثر تفهماً لما يحدث في الشرق الاوسط، من دون اي اوهام حول قدرتها على تحقيق خرق كبير في عملية السلام في الشرق الاوسط، لكن في ظل مقاربة جديدة مؤداها اقرار الاميركيين في زياراتهم الأخيرة باستحالة القضاء على (حزب الله) وصعوبة تدمير (حماس)، بينما بات على اسرائيل حل أزماتها بمفردها وتحمل عبء أي مغامرة عسكرية قد تقوم بها، بينما في المقابل، يُعمل على ترويضها وإرضائها عبر تعزيز قدرتها العسكرية وتطمينها عبر تفعيل دفاعاتها.
وتنتهي الاوساط الى خلاصة لا مناص منها وغاية في البساطة، مؤداها صعود دمشق لكي تصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، في ظرف شبيه بالذي كان عليه قبل سنوات أربع، أي في مرحلة ما قبل صدور القرار .۱۵۵۹
-------المصدر:عمار نعمة_السفير - لبنان_الوفاق
هي حقبة ما بعد (الهيمنة الاميركية على الشرق الاوسط)، تُقبل عليها المنطقة بتفاؤل حذر، وأمل بأن تقدم المرحلة الجديدة ما ترجوه شعوب هذه المنطقة من استقرار، غاب طيلة حقبة (المحافظين الجدد) في عهد الرئيس الاميركي جورج بوش في السنوات السبع الماضية.
وبرغم ان الجميع بانتظار ما ستؤول اليه الانتخابات الرئاسية الاميركية الشهر المقبل، الا انه بات من الواضح بأن المستقبل سيكون مغايراً للماضي، وان لن يكون معاكساً له بالضرورة، الا انه سيحمل مراجعة للسياسات الاميركية التي ادت بالولايات المتحدة الى شبه عزلة دولية حتى من قبل اقرب الحلفاء، مع العلم بأن اي ادارة جديدة لن يكون بإمكانها الاضطلاع بدورها يشكل (فاعل) الا بعد نحو عام من توليها المسؤولية، بعد فترة دراسة معمقة لمختلف الملفات، الداخلي منها والخارجي، كما تشير اوساط اقليمية مطلعة.
معالم المرحلة الجديدة في الشرق الاوسط تبدو جليّة بالنسبة الى الادارة الاميركية ومعها إسرائيل:
لن تكون أي حرب، او حتى ضربة عسكرية، في المنطقة تشنها الادارة المقبلة، وذلك بغض النظر عن الآتي الى البيت الأبيض، المرشح الديموقراطي باراك اوباما، او حتى نظيره الجمهوري جون ماكين.
ومن الواضح ان الاولوية المطلقة ستعطى للوضع في العراق، الذي استحوذ على الاهتمام الأكبر لبوش الذي توصل بدوره الى هذه الخلاصة في الاشهر الاخيرة من ولايته، بناء على دراسات معمقة ونصائح ملحة من قبل مستشاريه، إضافة الى ما ذهب اليه تقرير (بيكر - هاميلتون) العام الماضي.
ستهدف الادارة الاميركية المقبلة الى محاولة ايجاد حل لمسألة قواتها في هذا البلد، عبر اشكال متعددة، على امل ان يؤدي ذلك الى تفاهم حول آلية ما لتواجد مواطنيها في العراق، لكن من دون اتخاذ قرار بالانسحاب من هذا البلد، الذي يقر المسؤولون الاميركيون بحذر كبير ازاء مستقبله واستقراره الهش نتيجة قناعة الجزء الاكبر من العراقيين بأولوية العملية السياسية وتراجع العمليات العسكرية بشكل ملحوظ ومعه عدد القتلى الاميركيين، مع التأكيد على الدور الكبير الذي أدته دول إقليمية ذات تأثير ونفوذ في البلاد، ومن بين أهمها سوريا.
سوريا أقوى..
الاستقرار الحذر في العراق، يعكس نفسه على الملف السوري، ودمشق (باتت تتمتع بوزن أكبر منه في الماضي القريب) ودور أوسع، عبر علاقات (مستجدة) مع أوروبا، فرنسا على وجه الخصوص، و(انفتاح) متبادل مع اميركا، ما يشير الى الحاجة الى دمشق كلاعب رئيس في المنطقة لا غنى عنه، ما يناقض اللغة الاميركية تجاه سوريا منذ صدور القرار ۱۵۵۹ قبل سنوات أربع.
وتملك دمشق اوراقاً عديدة (تُجيّرها) في الاوقات المناسبة، وهي تستند حسب الأوساط، إلى عوامل موضوعية، اهمها موقعها الاستراتيجي في الشرق الاوسط، ونفوذها على لاعبين اقوياء في المنطقة كحركات المقاومة، كما الى علاقاتها مع محاور رئيسية في المنطقة، ما يجعل منها الرابح الأكبر من التطورات الاخيرة.
كما أن المرحلة الجديدة لن تلحظ حرباً اسرائيلية، سواء في لبنان او بعيدا باتجاه ايران، لغياب الضوء الاخضر الاميركي الذي يستند الى الظروف الموضوعية في المنطقة وقدرة الاطراف الاخرى على عرقلة اية خطط اميركية، كما الى ايذاء القوات الاميركية في العراق، التي ستصبح رهينة تحت رحمة الإيرانيين وحتى العراقيين انفسهم. كما تلفت الاوساط الى ملاحظة في غاية الأهمية وهي ان الازمة المالية العالمية تعد سبباً اضافياً يحول دون توجيه اي ضربة وتصعيد الوضع، فانفلات الوضع الامني في الخليج الفارسي، الذي سيؤدي بالتالي الى ارتفاع هائل في اسعار النفط، هو آخر ما ستود الادارة الاميركية التورط فيه.
المقاومة مُبادرة
ولإسرائيل اسبابها في عدم تصعيد الاوضاع، حسب قيادي ميداني في المقاومة: فمن ناحية، فإن جيشها لم يستفق حتى اليوم من نكسة حرب تموز قبل نيف وعامين، وامامه سنوات لكي يرمم قوته، بينما عليه ان يطرح اسئلة عديدة حول جدوى تكرار مشهد العدوان على لبنان في الوقت الذي تتضاعف فيه قوة المقاومة في شكل سريع على الأصعدة كافة، التسليحي منها والتدريبي.
ويقول القيادي إن المقاومة قد غيّرت ايضاً من استراتيجيتها على هذا الصعيد، ويختصر الموضوع بالإلفات الى أنها كانت في الماضي تعتمد على الضربة الخاطفة بمواجهة إسرائيل، وذلك في السنوات الاولى لانطلاقتها ومن ثم في فترات لاحقة. وفي مرحلة التحرير وما قبلها، اعتمدت على سياسة (اضرب واصمد)، اما اليوم، فقد باتت استراتيجية المقاومة تتلخص بعدم ترك المبادرة دوماً في يد العدو الذي بات عليه تحمّل كون المقاومة أيضاً في موقع المبادر ضده، وذلك تحت عنوان سياسة (اضرب واحتل)، التي ستصدم العدو من حيث لا يعلم.
لذا، فالمسألة بالنسبة الى المقاومة، ليس في لبنان فقط، بل في فلسطين ايضاً، تتعدى الصمود في وجه عدو يفوقها إمكانات وقدرات، بل ايضاً تعتمد على مفاجأة العدو الذي بات في مأزق ايضاً في فلسطين، بينما يجهد، حسب اوساط مقاومة اخرى، الى محاولة الاستعاضة عن فشله في غزة، بتحريض السلطة الفلسطينية على المقاومة في غزة، الأمر الذي تحذر منه الاوساط وتدعو الى ترقب حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية.
العقدة العربية
وتحذر هذه الاوساط من محاولة (عربية) للإيقاع بالمقاومة في فلسطين ولبنان. ففي فلسطين، تبذل جهود (لتعويم) السلطة الفلسطينية وتمديد ولاية الرئيس محمود عباس في شكل غير قانوني، بينما سيؤدي ذلك، في حال عدم حصوله في اطار اتفاق شامل مع حركة (حماس)، الى ايقاع الاراضي الفلسطينية في ظروف صراع، او حتى اقتتال داخلي لا افق له.
وثمة خشية من وقوع بعض العرب في هذا الفخ، سواء الدور المصري في فلسطين، ام ذلك السعودي في لبنان، الذي يتميز ب(غياب الرؤية) عن سياسته، بينما تحذر من دعم أي اطراف لبنانية مسلحة كما يحدث في الشمال اللبناني، لافتة الى ان لسوريا مخاوفها من ذلك، وهي لن تسمح بأي حال من الأحوال استشراء تلك الجماعات عند حدودها، الأمر الذي لا يبدو مستبعداً في الفترة المقبلة. والصراع بالنسبة الى دمشق مع تلك الجماعات بات في عقر الدار السوري هذه الأيام، الأمر الذي توّجه تفجير دمشق الأخير، وبينما قدم السوريون (خدمات) في الصراع العالمي ضد الارهاب في الماضي القريب، فإنهم باتوا اليوم في صلب هذا الصراع، الأمر الذي يدركه الأوروبيون والأميركيون ايضاً.
على ان العقدة تبدو مستعصية على الصعيد العربي، السعودي - السوري على وجه الخصوص. ويشير قادمون من العاصمة السورية الى أن الرياض قد اتخذت قراراً فعلياً (بالقطع) مع دمشق، وهو أمر يتم بالفعل في كل ما يتصل بسياسة سوريا في المنطقة وعلى الصعد كافة، وخاصة في لبنان الذي تقول الاوساط انه يمر في مرحلة (تهدئة) تعكس الحال الدولية والاقليمية، أقله في الفترة الحالية.
وبالنسبة الى سياسة سوريا، فإن الامور ستنجلي مع قدوم ادارة اميركية جديدة أكثر تفهماً لما يحدث في الشرق الاوسط، من دون اي اوهام حول قدرتها على تحقيق خرق كبير في عملية السلام في الشرق الاوسط، لكن في ظل مقاربة جديدة مؤداها اقرار الاميركيين في زياراتهم الأخيرة باستحالة القضاء على (حزب الله) وصعوبة تدمير (حماس)، بينما بات على اسرائيل حل أزماتها بمفردها وتحمل عبء أي مغامرة عسكرية قد تقوم بها، بينما في المقابل، يُعمل على ترويضها وإرضائها عبر تعزيز قدرتها العسكرية وتطمينها عبر تفعيل دفاعاتها.
وتنتهي الاوساط الى خلاصة لا مناص منها وغاية في البساطة، مؤداها صعود دمشق لكي تصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، في ظرف شبيه بالذي كان عليه قبل سنوات أربع، أي في مرحلة ما قبل صدور القرار .۱۵۵۹
-------المصدر:عمار نعمة_السفير - لبنان_الوفاق