بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
قال تعالى في كتابه الكريم: "كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين"
وقال تعالى: " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض"
وقد ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من لسانه"
وقد قالوا:
احفظ لسانك أيها الإنسان ~~~ لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ~~~ كانت تهاب لقاءه الشجعان
وحصائد لسان الشر كثيرة: فمنها كلام المرء فيما لا يعنيه، كثرة الكلام واللغو، الفحش والسب واللعن، اللمز، التنابز بالألقاب، المراء، الجدال، الغناء، السخرية والاستهزاء، المزاح الزائد، إفشاء السر، الغيبة، البهتان، النميمة، الكذب.
الكذب
قال تعالى: "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة"
وقال جل جلاله: " إن الله لا يهدي من هو كاذب كفّار"
والكذب مذموماً حتى لو كان عن طريق المزح، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لعن الله الكاذب ولو كان مازحاً"
أما ثمرة الكذب فهي المهانة في الدنيا والعذاب في الآخرة، والكذب يؤدي إلى النفاق، والكذّاب متهم في قوله وإن قويت حجته وصدقت لهجته، وهو محتقر بين الناس ولا يثق به أحد.
يقول الشاعر:
إياك والكذب القبيح فإنه ~~~ بأسى الذنوب وكل وزر مشتهر
وارغب بنفسك من سلوك أعوج ~~~ واسلك طريقاً للنجاة وللمقر
وأصدق مع الله النوايا كلها ~~~ فهو العليم بضمرات الفكر
ومما ذكر في قصص الكذب هذه القصة الطريفة
إدعى مدّع النبوة، فطلب ودعي له بالسيف والنطع.
فقال: ما تصنعون؟
قالوا: نقتلك.
قال: ولمَ؟
قالوا: لأنك ادعيت النبوة.
قال: فلست أدعيها، أنا صدّيق.
فدعي له بالسياط.
قال: ولمَ تضربونني؟
قالوا: لادعائك أنك صدّيق.
قال: لا أدعي ذلك، إنما أنا من التابعين لهم بإحسان.
فدعي له بالسياط لادعائه ما ليس فيه.
فقال: ويحكم أدخل إليكم وأنا نبي تريدون أن تحطوني في ساعة واحدة إلى مرتبة العوام! إصبروا عليّ
