يا قاصدا أرض البقيع الغرقد
اخلع نعالك إن أردت دخولها
أرض تقدس بالأئمة تربها
اسجد بها ثم انحني لجلالها
تبا لأبناء الزنا يا ويلهم
لما أرادوا محوها وزوالها
تلك النواصب هدمت لمراقد
ما للقبور الطاهرات ومالها
اخلع نعالك إن أردت دخولها
أرض تقدس بالأئمة تربها
اسجد بها ثم انحني لجلالها
تبا لأبناء الزنا يا ويلهم
لما أرادوا محوها وزوالها
تلك النواصب هدمت لمراقد
ما للقبور الطاهرات ومالها
آه على يوم الثامن من شوال!! وآه على تلك الرزية العظيمة!! ففي هذا اليوم الأسود وفي عام 1344 للهجرة هجمت فئة شيطانية قذرة أنجبت أفرادها اللعناء أرحام الزانيات على تلك المراقد الطاهرة والقباب المشرفة في تلك البقعة الإلهية التي لا أعلم هل هي قطعة من أرض المدينة المنورة أم روضة من رياض الجنان أراد الله امتحان البشرية بها فخسر الغالبية في هذا الإمتحان؟! ... هجموا وكان هجومهم امتداد لاعتداء إمامهم يزيد بن معاوية (عليهما لعائن الله)، وأعادوا إلى الأذهان واقعة الحرة الآثمة ... هجموا بجيش يزخر بأراذل الخلق، ما بين زان ومخنث وابن للزنا ولواط وخمار وسكير وما إلى ذلك من الإنحطاط ليسجلوا اسمهم ضمن أفراد القائمة السوداء التي تلطخت أياديهم بظلم محمد وآل محمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ...
وقفت في هذه الذكرى أتساءل، ألم يكتفي هؤلاء بما فعله أسيادهم وأشياخهم؟؟ وما ذنب أهل البيت (عليهم السلام) حتى يتجرعوا ويتجرع شيعتهم المصائب والآلام عاما تلو العام؟؟ ألم يكتفوا بسم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنعه من كتابة الوصية والإفتراء عليه بالهذيان والهجر؟؟ ألم يكتفوا بغصب الخلافة من أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وإشعال النيران في بيته الذي أذن جبار السماوات أن يرفع ويذكر فيه اسمه؟؟ ألم يكتفوا بقتله في محراب الصلاة وهو الذي قتل صناديد الشرك والكفر حتى يعلو صرح الإسلام ويرتفع صوت الأذان في كل أقطار العالم؟؟ ألم يكتفوا بترويع الزهراء (عليها أفضل الصلاة والسلام) وعصرها بين الباب والجدار حتى نادت آه يا فضة إليك فخذيني وإلى صدرك فسنديني فقد وربي أسقطوا جنيني؟؟ ألم يكتفوا بسطرها ووكزها وضربها وسلب نحلتها حتى أوصت بأن تدفن ليلا لكي يخفى قبرها؟؟ ألم يكتفوا بسم الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) وتقطيع كبده ورمي جنازته بالسهام حتى لا يدفن عند قبر جده؟؟ ألم يكتفوا بقتل الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأهل بيته وأنصاره في أرض كربلاء وتجزيرهم كالأضاحي؟؟ ألم يكتفوا بقطع نحره الشريف ورفعه فوق الرمح فأصبحا شموخا يناطح السحاب؟؟ ألم يكتفوا برض صدره بحوافر الخيول ليأكدوا على حقدهم الشديد وبغضهم الدفين؟؟ ألم يكتفوا بسبي النساء والأيتام من بلد إلى بلد يحدوهم اللعين بضرب متونهم وشتم الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام)؟؟ ألم يكتفوا بإدخالهم في قصور سلالة العواهر والشجرة الملعونة ويزيد يضرب رأس الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ويلعب فوقه الشطرنج (لا بارك الله في لاعبيها)؟؟ ألم يكتفوا بسم الأئمة زين العابدين والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم أفضل الصلاة والسلام)؟؟ ألم يكتفوا بوضع الأغلال وحلق القيود في أيدي وأرجل الإمام موسى الكاظم (عليه أفضل الصلاة والسلام) حتى غدت الأغلال تتبرك بقبيل رجله؟؟ ألم يكفوا بنقله من سجن إلى سجن دون جرم يذكر؟؟ ألم يكتفوا بوضع جنازته فوق جسر بغداد والنداء عليها هذا إمام الرافضة؟؟ ألم يكتفوا بتقتيل أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشيعته على مر الأزمان وتجديد القتل مع تعاقب الدهور؟؟ ...
لا لم ولن يكتفوا لأنهم قوم زرعت بهم بذرة النصب فتعمقت جذورها في قلوبهم التي هي كالحجارة بل أشد قسوة، وعقولهم الخاوية التي جعلوها طوعا لأوامر الشيطان بل إن الشيطان يستنكف من أفعالهم، فكانوا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ...
مصائب تتلوا المصائب وآلام تتبع الآلام ... ما زالوا يصدرون فتاوى التكفير في كل يوم، ولم يتوقفوا عن التفجير والتقتيل والتعذيب والتنكيل ... ففي يوم يفجرون المواكب الحسينية، وفي آخر يهدمون قبة سامراء، وفي ثالث يوزعون الكتب التي تبيح دماء الشيعة وما إلى آخره من أصناف العداء وجولات الحرب الضروس التي يشنونها على مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ليطفئوا نور الله بكل ما أوتوا من قوة، ولكن يأبى العلي العظيم إلى أن يتم نوره ببقيته الأعظم وحجته على خلقه الذي لا يهمل مراعاة شيعته ولا ينسى ذكرهم، نعم يأبى الله إلا أن يتم هذا النور فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا وطغيانا، يأبى المليك المقتدر إلى أن يتم نور ولو كره النواصب وحلفاؤهم والداعين إلى الوحدة الهلامية معهم، وسنظل نتسلح بالولاية والصبر ونتحدى قوى الجور والضلال والإنحراف، فنحن سمينا بالرافضة وما أحلاه من اسم، فقد رفضنا كل عدو لله ورسول وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، رافضة خلقنا، ورافضة سنحيا، ورافضة سنموت، ورافضة سيبعثنا الله أحياء فينفعنا حب الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم ...
تعليق