أما أنتم أيها الاخوة الاَعزاء من أبناء السنّة؛ فعقيدتكم في هذا المجال تغاير نص القرآن تماماً، لاَنه تعالى ينفي إمكان رؤيته بالمرّة، ولكنكم تعتقدون أنه يكشف عن ساقه للمؤمنين يوم القيامة، وأن فيها علامة خاصة(1) .
أنتم تصورتم أن الله جسم(2) ، وأي جسم ! يضحك ويمشي(3) ، وله يدان ورجلان (4) !! وينزل كل ليلة من السماء إلى الدنيا (5) !! وفي يوم القيامة حين تطلب جهنم من الله ملأَها؛ لاَنَّ فيها متّسعاً من المكان، يضع رجله فيها فتمتلىء وتقول: قط قط قط» (6) .
بالله عليكم ما هذه الجرأة على الله، وما بذاك تريدون؟ فهل تجوز مثل هذه السخرية بالله جلّت عظمته؟! ما بالكم لو سمعت الاَمم الاَخرى بمثل هذا الكلام، ألا يمقتون الله ورسوله والاِسلام؟! ما الذي يدفعكم إلى وصف الله بأنه جسم متحرك له عواطف ذاتية وصفات مادية؟! فإن كان هذا تصوركم عن الله، سوف لا يكون رأيكم بالرسول صلى الله عليه وآله والقرآن أحسن حالاً مما وصفتم به الله تعالى.
نقل أبو سعيد الخدري رواية طويلة عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيها: «...سمعنا منادياً ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا، فلا يكلمه إلاّ الاَنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آيه تعرفونه! فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن». (7) أليس هذا هو الله الذي يصف ذاته في القرآن الكريم بالقول: (وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلاّ وحياً أو من وراء حجاب) (8) .
-------------------------------------------------------------------------
(1) صحيح البخاري ج 9: ص 159.
(2) وفي مسند أحمد بن حنبل: ج 2 ص 323: عن عبدالله عن أبيه بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله: انّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته، وفي كتاب ابي: وطوله ستون ذراعاً فلا أدري حدثنا به أم لا.
(3) صحيح البخاري ج 9: ص158.
(4)0صحيح البخاري ج 9: ص 152 و 164، وقد جاء في كتاب التوحيد لاَبي بكر بن خزيمة (المتوفى سنة 311 هـ) ص 159 قال: تبين وتوضح أن لخالقنا ـ جلا وعلا ـ يدين كلتاهما يمينان، لا يسار لخالقنا عزّ وجلّ إذ اليسار من صفة المخلوقين، فجل ربّنا عن أن يكون له يسار.
أقول: تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً من إن يشابه المخلوقين وأيضاً ان اثبات له يمين فهو أيضاً قد شابه المخلوقين ومن صفتهم.
(5) صحيح البخاري 9: 175.
(6) صحيح البخاري ج9: ص164.
(7) صحيح البخاري ج9: ص159.
(8) سورة الشورى: الآية 51.
أنتم تصورتم أن الله جسم(2) ، وأي جسم ! يضحك ويمشي(3) ، وله يدان ورجلان (4) !! وينزل كل ليلة من السماء إلى الدنيا (5) !! وفي يوم القيامة حين تطلب جهنم من الله ملأَها؛ لاَنَّ فيها متّسعاً من المكان، يضع رجله فيها فتمتلىء وتقول: قط قط قط» (6) .
بالله عليكم ما هذه الجرأة على الله، وما بذاك تريدون؟ فهل تجوز مثل هذه السخرية بالله جلّت عظمته؟! ما بالكم لو سمعت الاَمم الاَخرى بمثل هذا الكلام، ألا يمقتون الله ورسوله والاِسلام؟! ما الذي يدفعكم إلى وصف الله بأنه جسم متحرك له عواطف ذاتية وصفات مادية؟! فإن كان هذا تصوركم عن الله، سوف لا يكون رأيكم بالرسول صلى الله عليه وآله والقرآن أحسن حالاً مما وصفتم به الله تعالى.
نقل أبو سعيد الخدري رواية طويلة عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيها: «...سمعنا منادياً ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا، فلا يكلمه إلاّ الاَنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آيه تعرفونه! فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن». (7) أليس هذا هو الله الذي يصف ذاته في القرآن الكريم بالقول: (وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلاّ وحياً أو من وراء حجاب) (8) .
-------------------------------------------------------------------------
(1) صحيح البخاري ج 9: ص 159.
(2) وفي مسند أحمد بن حنبل: ج 2 ص 323: عن عبدالله عن أبيه بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله: انّ الله عزّ وجلّ خلق آدم على صورته، وفي كتاب ابي: وطوله ستون ذراعاً فلا أدري حدثنا به أم لا.
(3) صحيح البخاري ج 9: ص158.
(4)0صحيح البخاري ج 9: ص 152 و 164، وقد جاء في كتاب التوحيد لاَبي بكر بن خزيمة (المتوفى سنة 311 هـ) ص 159 قال: تبين وتوضح أن لخالقنا ـ جلا وعلا ـ يدين كلتاهما يمينان، لا يسار لخالقنا عزّ وجلّ إذ اليسار من صفة المخلوقين، فجل ربّنا عن أن يكون له يسار.
أقول: تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً من إن يشابه المخلوقين وأيضاً ان اثبات له يمين فهو أيضاً قد شابه المخلوقين ومن صفتهم.
(5) صحيح البخاري 9: 175.
(6) صحيح البخاري ج9: ص164.
(7) صحيح البخاري ج9: ص159.
(8) سورة الشورى: الآية 51.
تعليق