مفهـوم الحريــــــــة
قصة واقعية مرت بي قبل فترة من الزمن بسم الله الرحمن الرحيم
خارج كعادتي إلى المسجد لتلقي العلوم الدينية وفي أثناء الطريق ركب في السيارة ــ أعني الباص ــ شابان وقعدا في آخر السيارة , وبعد برهة , تعالت أصوات الأغاني من أجهزتهما النقالة (الموبايل) , فنضرت إليهما نضرة استغراب , ولم يبالوا بذلك , فنضرت إليهما ثانية , وثالثة , حتى قال أحدهما للآخر باستهزاء :
ذلك الشاب ينضر إلينا
وقال الآخر : ما لهذا الشاب ينضر إلينا ؟!! ماذا يريد ؟؟
فقلت لهما : الرجاء أخفضا صوت الأجهزة , فإن السيارة ليست ملككما
فقال أحدهما : أليس نحن في زمن الحرية ( والديمقراطية) فلماذا تمنعونا أن نمارس حريتنا ؟؟
فنضرت إليه باستغراب ثم قلت له : ألآن أريد أن أقوم وأصفعك على خدك هل تقبل ؟
فقال : طبعا لا أقبل.
فقلت له : ألسنا في زمن الحرية , لماذا تمنعني من ممارسة حريتي ؟
هل تقبل أن تخرج أختك من دون حجاب (سافرة) إلى الشارع ؟
فقال : لا طبعا
فقلت : ولماذا تمنعها من ممارسة حريتها ؟ هي حرة دعها تفعل ما تشاء
فقال : ولكن هذا شيء يخالف عاداتنا وديننا , والحرية ليست هكذا
فقلت له : إذن أنت توافقني أن للحرية قيود وشروط يجب علينا أن نلتزم بها , أنت تتفق معي بأن الحرية هي :
أن يمارس الإنسان أفعاله وأعماله بشرط عدم الاعتداء على الآخرين . وإلا فأنا الآن أريد أن أقوم وأصفعك على خدك , والآخر يريد أن يأخذ سلاحه ويقتل به من يشاء بدعوى أننا نريد أن نمارس حريتنا , ما هكذا الحرية يا أخي العزيــــــــــز , وإن قلت أنك لم تؤذني عندما على صوت هاتفك بالأغاني ولم تعتدي علي , أقـــــــــــول لك :
إن الاعتداء على الآخرين لا يقتصر على الجسدي فقط , فأنت لا تقبل أن أشتمك , بالرغم من أني لم أعتد عليك جسديا , وإنما نفسيا , إني اعتديت عليك وأذيتك نفسيا لا جسديا وهو ( أي الاعتداء النفسي ) يكون ــ في بعض الأحيان ــ أشد وأقوى من الجسدي , فالسيـــــــــارة يا حبيبي فيها المريض , وفيها الذي يتأذى من الصوت العالي وفيها من يخاف الله ولا يجوز له أن يسمع ألأغاني , فأنت بفعلك هذا أذيتنا جميعا , في بيتك أفعل ما تريد وأستمع لما تحب أما في السيارة وفي ألاماكن العامة التي ليست ملكا لأحد فلا يـــا عزيزي .
فعند ذلك وصلت بنا السيارة إلى محل وقوف السيارات , وقبيل أن أنزل من السيارة قلت لهم معذرة إن أزعجتكم بكلامي أو آذيتكم , فقالوا :
بالعكس نحن الذين نعتذر وشكراًً لك على هذا الإيضاح
وقال الآخر : ما لهذا الشاب ينضر إلينا ؟!! ماذا يريد ؟؟
فقلت لهما : الرجاء أخفضا صوت الأجهزة , فإن السيارة ليست ملككما
فقال أحدهما : أليس نحن في زمن الحرية ( والديمقراطية) فلماذا تمنعونا أن نمارس حريتنا ؟؟
فنضرت إليه باستغراب ثم قلت له : ألآن أريد أن أقوم وأصفعك على خدك هل تقبل ؟
فقال : طبعا لا أقبل.
فقلت له : ألسنا في زمن الحرية , لماذا تمنعني من ممارسة حريتي ؟
هل تقبل أن تخرج أختك من دون حجاب (سافرة) إلى الشارع ؟
فقال : لا طبعا
فقلت : ولماذا تمنعها من ممارسة حريتها ؟ هي حرة دعها تفعل ما تشاء
فقال : ولكن هذا شيء يخالف عاداتنا وديننا , والحرية ليست هكذا
فقلت له : إذن أنت توافقني أن للحرية قيود وشروط يجب علينا أن نلتزم بها , أنت تتفق معي بأن الحرية هي :
أن يمارس الإنسان أفعاله وأعماله بشرط عدم الاعتداء على الآخرين . وإلا فأنا الآن أريد أن أقوم وأصفعك على خدك , والآخر يريد أن يأخذ سلاحه ويقتل به من يشاء بدعوى أننا نريد أن نمارس حريتنا , ما هكذا الحرية يا أخي العزيــــــــــز , وإن قلت أنك لم تؤذني عندما على صوت هاتفك بالأغاني ولم تعتدي علي , أقـــــــــــول لك :
إن الاعتداء على الآخرين لا يقتصر على الجسدي فقط , فأنت لا تقبل أن أشتمك , بالرغم من أني لم أعتد عليك جسديا , وإنما نفسيا , إني اعتديت عليك وأذيتك نفسيا لا جسديا وهو ( أي الاعتداء النفسي ) يكون ــ في بعض الأحيان ــ أشد وأقوى من الجسدي , فالسيـــــــــارة يا حبيبي فيها المريض , وفيها الذي يتأذى من الصوت العالي وفيها من يخاف الله ولا يجوز له أن يسمع ألأغاني , فأنت بفعلك هذا أذيتنا جميعا , في بيتك أفعل ما تريد وأستمع لما تحب أما في السيارة وفي ألاماكن العامة التي ليست ملكا لأحد فلا يـــا عزيزي .
فعند ذلك وصلت بنا السيارة إلى محل وقوف السيارات , وقبيل أن أنزل من السيارة قلت لهم معذرة إن أزعجتكم بكلامي أو آذيتكم , فقالوا :
بالعكس نحن الذين نعتذر وشكراًً لك على هذا الإيضاح
أخوتي أخواتي بالنتضار تعليقاتكم المباركة
أخوكم
أبو زهراء المعموري
تعليق