إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وضع منهج الحديث عند الشيعة هام جدا .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وضع منهج الحديث عند الشيعة هام جدا .

    هذا الكتاب هام جدا
    أكرر
    هام جدا لكل شيعى وشيعية يهتمون بالعلم وقراءة أسس كتبهم
    فكل مذهب قائم على سنة بجانب القرآن الكريم إلا منكرى السنة عفانا الله من جهلهم ولكن لدى الشيعة والسنة كتب بها روايت ولكن لمذهب أهل السنة والجماعة منهج للتصحيح وهنا تفنيد لمنهج الشيعة فى قبول الروايات بالنظر إلى أحوال الرواة أوالجرح والتعديل
    هذا الموضوع تفاعلا مع كل من عبد الله مسلم وإياك نعبد ..وأرجو أن يستفيدوا منه فى مداخلتهم القيمة فى الحوار عن منهج علماء الشيعة فى قبول الروايات لان دخولى ليس بالكبير ولكن أحببت أن أشارك معهم .
    وهدانا الله جميعا
    من لهذا الكتاب يقرأه ؟


    كتاب لمحمود شكري الألوسي تحقيق محمد مال : أخبار الشيعة وأحوال رواتها1.doc‏
    : 359.5 كيلوبايت
    : doc
    : 195

    : الطبقة الثالثة تتمة الألوسي.doc‏
    : 160.0 كيلوبايت
    : doc
    : 123


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    رب اشرح لي صدري


    وجدتُ هذا البحث القيّم لأحد الفضلاء ( ناصر الحق المبين )

    فأحببتُ نشره بين المؤمنين هنا


    ــــــــــــــــــــــــــ

    من أين يأخد العامة معالم دينهم ؟!!



    بسم الله الرحمن الرحيم


    سوف نتطرق في هذا البحث لموضوع تلقي السنة النبوية الشريفة عند إخواننا العامة ، وسوف نقيم بناء على نتيجة هذا البحث مصداقية نسبة الكثير من رواياتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، و أرجو من علماء العامة بعد قراءة هذا البحث أن يفكروا كثيراً لكي يجيبوا على هذا السؤال المهم : من أين يأخذون معالم دينهم ؟
    وكلامنا سوف يكون ـ إن شاء الله ـ ضمن عدة فصول :





    الفصل الأول :
    في تمسك العامة بأعداء السنة المحمدية .


    كان أهل العامة وما زالوا يقدسون و يتبعون من حارب السنة النبوية وعمل من أجل عدم نشرها .
    وسوف اذكر هنا صورتين من صور محاربة بعض المقدسين عند العامة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله :

    الصورة الأولى :
    1ـ اخرج البخاري بسنده إلى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس ، قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قاله عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قوموا [ عني خ ل ] ، فكان ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ( ص ) ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .(( في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى ، ص 5 من الجزء الرابع من صحيحه )).
    2ـ واخرج البخاري عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجعه قال : أئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر : ان النبي صلى الله عليه (وآله ) وسلم غلبة الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وأكثر اللفظ قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع . فخرج ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وبين كتابه .
    يوجد في صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم ج 1 ص 37 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 1 ص 39 ط مطابع الشعب وج 1 ص 14 ط بمبي بالهند وج 1 ص 32 ط دار احياء الكتب وج 1 ص 22 ط المعاهد وج 1 ص 22 ط الشرفية وج 1 ص 38 ط محمد علي صبيح وج 1 ص27 ط الفجالة وج 1 ص 20 ـ 21 ط الميمنية بمصر .
    3ـ قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنه قال : « يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس ، فقال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، ( قال ) ونسيت الثالثة .
    يوجد في : صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب جوائز الوفد ج 4 ص 31 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 4 ص 85 ط مطابع الشعب وج 2 ص 178 ط دار احياء الكتب وج 2 ص 120 ط المعاهد وج 2 ص 125 ط الشرفية وج 5 ص 85 ط محمد علي صبيح وج 4 ص 55 ط الفجالة وج 2 ص 111 ط الميمنية بمصر وج 3 ص 115 ط بمبي بالهند . صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي وج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح بمصر وج 5 ص 75 ط المكتبة التجارية في بيروت وج 11 ص 89 ـ 94 ط مصر بشرح النووي ، مسند أحمد ج 1 ص 222 ط الميمنية بمصر وج 3 ص 286 ح 1935 بسند صحيح وج 5 ص 45 ح 3111 ط دار المعارف بمصر .
    أقول : هنا صرحوا بلفظ المعارضة وهو (( هجر رسول الله )) لأنهم لم يصرحوا باسم صاحب المعارضة وهو عمر ، وهذه عادتهم .
    4ـ وفيه عن سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت له يا ابن عباس ما يوم الخميس ؟ قال : اشتد برسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وجعه فقال أئتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : ما له أهجر استفهموه فقال : ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه فأمرهم بثلاث : قال : اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت اجيزهم والثالثة اما أن سكت عنها واما ان قالها فنسيتها .
    يوجد في : صحيح البخاري كتاب الجزية باب اخراج اليهود من جزيرة العرب ج 4 ص 65 ـ 66 أفست دار الفكر على ط استانبول وج 4 ص 12 ط بمبي بالهند وج 2 ص 132 ط آخر .
    5ـ أخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس ، قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمّ : إئتوني بالكتف والدواة ، أو اللوح والدواة ، اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فقالوا : ان رسول الله يهجر .
    يوجد ذلك في : صحيح مسلم كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء ج 2 ص 16 ط عيسى الحلبي وج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح وج 5 ص 75 ط المكتبة التجارية وج 11 ص 94 ـ 95 ط مصر بشرح النووي ، مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 355 ط الميمنية بمصر وج 5 ص 116 ح 3336 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر ، تاريخ الطبري ج 3 ص 193 بمصر ، الكامل لابن الاثير ج 2 ص 320 .

    الصورة الثانية :
    1ـ روى الذهبي أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيِّهم فقال: ((إنّكم تحدّثون عن رسول اللّه (ص) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدّثوا عن رسول اللّه شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا كتاب اللّه فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه)) تذكرة الحفّاظ للذهبي بترجمة أبي بكر 1 / 2 و 3.
    2ـ في طبقات ابن سعد: ((انّ الاحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها فلمّا أتوه بها أمر بتحريقها)). طبقات ابن سعد 5 / 140 بترجمة القاسم بن محمّد بن أبي بكر.
    3ـ وروي عن قرظة بن كعب أنّه قال: ((لمّا سيّرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر إلى صرار، ثمّ قال: أتدرون لم شيّعتكم؟ قلنا: أردت أن تشيعنا وتكرمنا، قال: انّ مع ذلك لحاجة، إنّكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فلا تصدّوهم بالاحاديث عن رسول اللّه وأنا شريككم، قال قرظة: فما حدّثت بعده حديثا عن رسول اللّه (ص) )). وفي رواية أُخرى: فلمّا قدم قرظة بن كعب قالوا: حدّثنا، فقال: نهانا عمر.
    أخرجها ابن عبدالبرّ بثلاثة أسانيد في جامع بيان العلم، باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دون التفهم له 2 / 147، والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث، ص88، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 4 و 5.
    وقرظة بن كعب أنصاري خزرجي، في أسد الغابة هو أحد العشرة الذين وجَّههم عمر مع عمار بن ياسر الى الكوفة. شهد أحداً وما بعدها، وفتح الري سنة 23. ولاه عليّ على الكوفة لمّا سار الى الجمل، وتوفي بها في خلافته. أسد الغابة 4/ 203.
    4ـ عن عبدالرّحمن بن عوف قال: ما مات عمر بن الخطاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول اللّه فجمعهم من الافاق عبداللّه بن حذيفة وأبا الدرداء وأباذرّ وعقبة بن عامر، فقال:
    ما هذه الاحاديث الّتي أفشيتم عن رسول اللّه في الافاق؟قالوا: تنهانا؟ قال:
    لا ، أقيموا عندي، لا واللّه لاتفارقوني ما عشت، فنحن أعلم نأخذ منكم ونردّ عليكم، فما فارقوه حتّى مات الحديث رقم 4865 من الكنز. ط. الاُولى 5 / 239، وط. الثانية 10 / 180، الحديث 1398، ومنتخبه 4 / 62.
    5ـ وروى الذهبي أنّ عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الانصاري فقال: أكثرتم الحديث عن رسول اللّه تذكرة الحفّاظ 1 / 7 بترجمة عمر.
    وكان يقول للصحابة: أقلّوا الرواية عن رسول اللّه إلاّ في ما يعمل به تاريخ ابن كثير 8 / 107.
    6ـ روى الدارمي وغيره (( ان أباذر كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه، ثمّ قال: ألم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه، فقال: أرقيب أنت عليّ؟! لو وضعتم الصمصامة على هذه ـوأشار إلى قفاه? ـ‍ ثمّ ظننت أنِّي أنفذ كلمة سمعت من رسول اللّه (ص) قبل أن تجيزوا عليّ لانفذتها)) والرواية في سنن الدارمي 1 / 132، وطبقات ابن سعد 2 / 354 بترجمة أبي?ذر، واختزلها البخاري وذكرها في باب العلم قبل القول في صحيحه 1 / 161.
    7ـ وفي هذا العصر ـ أيضا ـ كان ما رواه الاحنف بن قيس قال: أتيت الشام فجمَّعت فإذا رجل لاينتهي إلى سارية إلاّ خرَّ أهلها، يصلِّي ويخفُّ صلاته. قال: فجلست إليه، فقلت له: يا عبد اللّه! من أنت؟ قال: أنا أبوذرّ، فقال لي: فأنت من أنت؟ قال: قلت: الاحنف بن قيس. قال: قم عنِّي لا أُعديك بشرٍّ، فقلت له: كيف تعديني بشرٍّ؟ قال: إنّ هذا ـ يعني معاوية ـ نادى مناديه: ((ألاّ يجالسني أحد)) طبقات ابن سعد 4 / 168.
    لماذا منع التحدث بسنة رسول الله من قبل الخلفاء ؟
    ذكر بعض أهل العلم أن ذلك لعدة اسباب منها :
    1ـ حجب فضائل أهل البيت عليهم السلام ، إذ ليس من المعقول أن يسمح الخلفاء بنشر احاديث الرسول وفيها حديث الدار والمنزلة والطير و الغدير لأن هذه الاحاديث كما هو واضح تعصف بعروشهم المزيفة .
    روى الطبري أنّ معاوية لمّا استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين وأمّره عليها دعاه وقال له: أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك، ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لاتترك شتم عليّ وذمّه، والترحُّم على عثمان والاستغفار له، والعيب لاصحاب عليّ والاقصاء لهم، والاطراء لشيعة عثمان والادناء لهم، فقال له المغيرة: قد جرّبت وجُرِّبت، وعملت قبلك لغيرك فلم يذممني وستبلو فتحمد أو تذمّ، فقال: بل نحمد إن شاء اللّه في ذكر حوادث سنة 51ه‍‍ من كل من الطبري 2 / 112 و 113 و 2 / 38، وابن الاثير 3/ 102.
    وروى المدائني في كتاب الاحداث وقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمّة ممّن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته، وكان أشدّ البلاء حينئذ أهل الكوفة برواية ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عنه 3 / 15 و 16، ط. البابي الحلبي .
    2ـ منع نشر مثالب اعداء اهل البيت عليهم السلام ، كقول الرسول لمعاوية (( لا اشبع الله بطنك )) وقوله (( عمار تقتله الفئة الباغية )) وقوله (( فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني )) وغيرها من الاحاديث التي فيها فضح مباشر او غير مباشر لأعداء أهل البيت عليهم السلام .
    ومن العجيب انهم وضعوا مجموعة من الروايات التي تظهر الرسول سبابا لعانا يلعن ويسب من لا يستحق ، لنصدق نحن ان الخطأ في تلك الروايات التي يلعن الرسول فيها المنافقين أو يكشف نفاقهم ليس من الملعونين ، وإنما من الرسول الأكرم صاحب الخلق العظيم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .




    يتبع ..

    تعليق


    • #3
      الفصل الثاني :
      في بيان اعتماد العامة على المجروحين والمطعونين .



      من الملاحظ ضعف رجال الحديث وأئمة الحديث عند العامة فهم مطعونون ومجروحون ، حتى احتاج العامة لتخلص من ذلك إلى خرافة أن جرح الأقران لا يقدح وهي كما ترى لا دليل عليها ، وإنما هي فقط من أجل أن لا ينسد باب السنة .وهذه بعض الشواهد على ما تقدم
      1ـ البخاري صاحب الصحيح .
      أورد الذهبي البخاري صاحب الصحيح في الضعفاء في كتب المغني (( ج2 ص 557 )) لوجود من تكلم فيه حتى استنكر المناوي من الذهبي ذلك كما في فتح الغدير ج1 ص 24 .
      وقال الذهبي في ترجمة عبد الله بن صالـح بن محمد الجهيني المصري الذي طعنوا فيه كثيراً: ((وقد روى عنه البخاري في الصحيح على الصحيح. ولكنه يدلسه، فيقول حدثنا عبد الله ولا ينسبه)) ميزان الاعتدال ج:4 ص:122 في ترجمة عبدالله بن صالـح.
      وقد أخرج البخاري محمد بن سعيد المصلوب الشامي الكذاب الشهير، الذي كان يضع الحديث، ولكن من دون أن يميزه قال الذهبي ((وقد أخرجه البخاري في مواضع، وظنه جماعة)) ميزان الاعتدال ج:6 ص:166 في ترجمة محمد بن سعيد المصلوب. وهو عيب في صحيح البخاري، راجع إلى عدم المعرفة بالرجال.
      وقال ابن حجر: ((محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الإمام وصفه بذلك (أي التدليس) أبو عبدالله ابن مندة في كلام له فقال فيه:أخرج البخاري قال فلان، وقال لنا فلان. وهو تدليس. ولم يوافَق ابن مندة على ذلك. والذي يظهر أنه يقول فيما لم يسمع، وفيما سمع لكن لا يكون على شرطه، أو موقوفاً: قال لي، أو قال لنا. وقد عرفت ذلك بالاستقراء من صنيعه)) طبقات المدلسين لابن حجر ص:24 في ترجمة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة.
      وقد تكلم محمد بن يحيى الذهلي ـ وهو من أعلام الجمهور ـ في البخاري حين ظهر منه القول بأنه لفظه بالقرآن مخلوق ، حتى انقطع عنه أكثر الناس إلا مسلم،فقال محمد بن يحيى: ((ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا)). فقام مسلم وخرج. فقال محمد بن يحيى عن البخاري: ((لا يساكنني هذا الرجل في البلد))، فخشي البخاري على نفسه وسافر.سير أعلام النبلاء ج:12 ص:460 في ترجمة أبي عبدالله البخاري: ذكر قصته مع محمد بن يحيى الذهلي(رحمهما الله).
      وقال محب بن الأزهر السجستاني: ((كنت بالبصرة في مجلس سليمان بن حرب والبخاري جالس لا يكتب. فقيل لبعضهم: ما له لا يكتب؟ فقال: يرجع إلى بخارى فيكتب من حفظه)) تغليق التعليق ج:5 ص:391 فصل في ترجمة البخاري والتعريف بقدره وجلالته وذكر نسبه...: ذكر منشئه وطلبه الحديث.
      وقال أحمد بن أبي جعفر قال محمد بن إسماعيل: ((رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر. قال: فقلت له: يا أبا عبد الله بكماله؟ فسكت)) تاريخ بغداد ج:2 ص:11 في ترجمة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، واللفظ له. تغليق التعليق ج:5 ص:417 فصل في ترجمة البخاري والتعريف بقدره وجلالته وذكر نسبه...: ذكر سعة حفظه وسيلان ذهنه سوى ما تقدم. فتح الباري ج:1 ص:487.
      روايات اختصرها أو حذف بعضها البخاري
      1 ـ في تاريخ ابن الأثير ج3 ص 199 : خطب مروان في مسجد الرسول (ص) وكان واليا على الحجاز من قبل معاوية، فقال :
      إنّ أمير المؤمنين قد اختار لكم، فلم يأل، وقد استخلف لابنه يزيد بعده.فقام عبد الرحمن بن أبي بكر، فقال : كذبت واللّه يا مروان ! وكذب معاوية، ما الخيار أردتما لاُمّة محمد، ولكنّكم تريدون أن تجعلوها هرقلية، كلّما مات هرقل قام هرقل.فقال مروان : هذا الذي أنزل اللّه فيه ( وَالذِي قالَ لِوالِدَيْهِ اُفٍّ لَكُما) .الاحقاف / 17.فسمِعَت عائشة مقالته من وراء الحجاب، فقامت من وراء الحجاب،وقالت : يا مروان ! يا مروان ! فأنصت الناس، وأقبل مروان بوجهه، فقالت : أنت القائل لعبد الرحمن أنّه نزل فيه القرآن ؟ كذبت واللّه ما هو به، ولكنّه فلان بن فلان، ولكنّك فضض من لعنة اللّه.
      وفي رواية، فقالت : كذب واللّه ما هو به، ولكنّ رسول اللّه (ص) لعن أبا مروان ومروان في صلبه، فمروان فضض من لعنة اللّه عزّ وجلّ.
      وأخرج البخاري الحديث في صحيحه وقال : (كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد ابن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال :خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه، فقال مروان : إنّ هذا الذي أنزل اللّه فيه : ( وَالذِي قالَ لِوالِدَيْهِ اُفٍّ لَكُما أتَعِدانَنِي ). فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل اللّه فينا شيئا من القرآن إلاّ أنّ اللّه أنزل عذري) باب والذي قال لواليدية من تفسير سورة الحقاف .
      هكذا حذف البخاري قول عبد الرحمن : (تريدون أن تجعلوها هرقلية...) وأبدله بقوله : (قال شيئا) وحذف رواية اُمّ المؤمنين عائشة في حقّ مروان. بينا أوردها ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري المسمّى بفتح الباري مفصّلا، وفي لفظ بعضها : ولكنّ رسول اللّه (ص) لعن أبا مروان ومروان في صلبه . فتح الباري ج10 ص 197 .
      2ـ في طبقات ابن سعد ج2 ص 232 قالت عائشة : فخرج ـ أي لرسول ـ بين رجلين تخط رجلاه في الارض بين ابن عباس تعني الفضل وبين رجل آخر قال عبيد الله فاخبرت ابن عباس بما قالت قال فهل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة . قال قلت لا . قال ابن عباس : هو على ! ان عائشة لا تطيب له نفسا بخير .
      وقد اخرج البخاري هذه الرواية مع حذف (( لا تطيب له نفسا بخير )) وهنا نقف على المصدر الذي تعلم منه البخاري الحذف او التعتيم ، وهو أم المؤمنين عائشة .
      3ـ وقال في ج: 3 ص: 1191: حدثنا علي حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قيل لأسامة لو أتيت فلانا فكلمته قال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل أن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: وما سمعته يقول قال :سمعته يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه رواه غندر عن شعبة عن الأعمش .
      4ـ وقال في ج: 6 ص: 2600 : حدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل قال قيل لأسامة ألا تكلم هذا قال قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين أنت خير بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون أي فلان ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله وأنهى عن المنكر وأفعله
      أقول : لمعرفة المراد من (( فلان ، هذا )) يمكن مراجعة صحيح مسلم كتاب الزهد والرقائق - باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله ، فقد جاء فيه :حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير و إسحاق بن إبراهيم وأبو كريب - واللفظ لأبي كريب - ‏(‏قال يحيى وإسحاق‏:‏ أخبرنا‏ ، وقال الآخرون‏:‏ حدثنا‏)‏ أبو معاوية‏.‏ حدثنا الأعمش عن شقيق، عن أسامة بن زيد، قال‏:‏ قيل له‏:‏ ألا تدخل على عثمان فتكلمه‏؟‏ فقال‏:‏ أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم‏؟‏ والله‏!‏ لقد كلمته فيما بيني وبينه‏.‏ ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه‏.‏ ولا أقول لأحد، يكون علي أميرا‏:‏ إنه خير الناس‏.‏ بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏يؤتى بالرجل يوم القيامة‏.‏ فيلقى في النار‏.‏ فتندلق أقتاب بطنه‏.‏ فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى‏.‏ فيجتمع إليه أهل النار‏.‏ فيقولون‏:‏ يا فلان‏!‏ مالك‏؟‏ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر‏؟‏ فيقول‏:‏ بلى‏.‏ قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه‏"‏‏.‏ حدثنا عثمان بن أبي شيبة‏.‏ حدثنا جرير عن الأعمش، عن أبي وائل‏.‏ قال‏:‏ كنا عند أسامة بن زيد‏.‏ فقال رجل‏:‏ ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع‏؟‏ وساق الحديث بمثله‏.‏
      2ـ صاحب صحيح مسلم .
      قال الذهبي: ((ثم إن مسلما ـ لـحدة في خلقه ـ انحرف أيضا عن البخاري، ولم يذكر له حديثا، ولا سماه في صحيحه. بل افتتح الكتاب بالحطّ على من اشترط اللقي لمن روى عنه بصيغة (عن). وادعى الإجماع في أن المعاصرة كافية، ولا يتوقف في ذلك على العلم بالتقائهما، ووبخ من اشترط ذلك، وإنما يقول ذلك أبو عبد الله البخاري، وشيخه علي بن المديني)) . سير أعلام النبلاء ج:12 ص:573 في ترجمة مسلم. ونقل أيضاً عن ابن مندة أنه قال في حق مسلم: ((أنه كان يقول فيما لم يسمعه من مشائخه: قال لنا فلان. وهو تدليس)) طبقات المدلسين لابن حجر ص:26 في ترجمة مسلم بن الحجاج القشيري.
      وقال سعيد البرذعي: ((شهدت أبا زرعة ذكر عنده صحيح مسلم، فقال: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه، فعملوا شيئاً يتسوقون به)) ميزان الاعتدال ج:1 ص:269 في ترجمة أحمد بن عيسى المصري التستري، واللفظ له. سير أعلام النبلاء ج:12 ص:571 في ترجمة مسلم.
      وفي لفظ آخر: ((هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه، فعملوا شيئاً يتسوقون به، ألفوا كتاباً ثم يسبقوا إليه، ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها)) تهذيب الكمال ج:1 ص:419 في ترجمة أحمد بن عيسى بن حسان المصري، واللفظ له. تاريخ بغداد ج:4 ص:272 في ترجمة أحمد بن عيسى بن حسان. سؤالات البرذعي ص:675.
      وقال البرذعي: ((وأتاه ذات يوم ـ وأنا شاهد ـ رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم، فجعل ينظر فيه، فإذا حديث عن أسباط بن نصر، فقال أبو زرعة: ما أبعد هذا من الصحيح! يدخل في كتابه أسباط بن نصر!. ثم رأى في كتابه قطن بن نسير، فقال لي: وهذا أطم من الأول، قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس. ثم نظر فقال: يروي عن أحمد ابن عيسى المصري في كتابه الصحيح! قال لي أبو زرعة: ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى، وأشار أبو زرعة إلى لسانه، كأنه يقول الكذب. ثم قال لي: يحدث عن أمثال هؤلاء، ويترك محمد بن عجلان ونظراءه. ويطرق لأهل البدع علينا، فيجدوا السبيل بأن يقولوا للحديث إذا احتج به عليهم: ليس هذا في كتاب الصحيح. ورأيته يذم من وضع هذا الكتاب ويؤنبه ... وقدم مسلم بعد ذلك الري، فبلغني أنه خرج إلى أبي عبد الله محمد بن مسلم بن وارة، فجفاه وعابه على هذا الكتاب، وقال له نحوا مما قاله لي أبو زرعة: إن هذا يطرق لأهل البدع علينا...)) تهذيب الكمال ج:1 ص:419 ـ 420 في ترجمة أحمد بن عيسى بن حسان، واللفظ له. سير أعلام النبلاء ج:12 ص:571 في ترجمة مسلم. تاريخ بغداد ج:4 ص:272 في ترجمة أحمد بن عيسى بن حسان. سؤالات البرذعي ص:675 ـ 676.
      وقال أبو قريش الحافظ: ((كنت عند أبي زرعة، فجاء مسلم ابن الحجاج، فسلم عليه، وجلس ساعة وتذاكرا. فلما أن قام قلت له: هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح. قال: فلمن ترك الباقي؟ ثم قال: هذا ليس له عقل. لو دارى محمد بن يحيى لصار رجلاً)) سير أعلام النبلاء ج:12 ص:280 ـ 281 في ترجمة الذهلي وابنه، واللفظ له، ص:571 في ترجمة مسلم. تهذيب الكمال ج:26 ص:627 في ترجمة محمد بن يحيى بن عبدالله بن خالد.
      وقال إبراهيم بن أبي طالب لمسلم: ((كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح؟)) قال: ((فمن أين آتي بنسخة حفص بن ميسرة؟)) سير أعلام النبلاء ج:11 ص:418 في ترجمة سويد بن سعيد، واللفظ له. ميزان الاعتدال ج:3 ص:347 في ترجمة سويد بن سعيد. تهذيب التهذيب ج:4 ص:241 في ترجمة سويد بن سعيد ابن سهل.
      وما ندري هل يكون تعذر الرواية عن الثقة مبرراً للرواية عن غيره؟! ولذا قال الذهبي: ((ما كان لمسلم أن يخرج له في الأصول. وليته عضد أحاديث حفص بن ميسرة بأن رواها بنزول درجة أيضاً)) سير أعلام النبلاء ج:11 ص:418 في ترجمة سويد بن سعيد.
      وقال الذهبي: ((وقال مكي بن عبدان: وافى داود بن علي الأصبهاني نيسابور أيام إسحاق بن راهويه، فعقدوا له مجلس النظر، وحضر مجلسه يحيىبن الذهلي، ومسلم بن الحجاج، فجرت مسألة تكلم فيها يحيى، فزبره داود قال: اسكت يا صبي، ولم ينصره مسلم، فرجع إلى أبيه وشكا إليه داود، فقال أبوه: ومن كان ثم؟ قال: مسلم، ولم ينصرني. قال: قد رجعت عن كل ما حدثته به. فبلغ ذلك مسلماً، فجمع ما كتب عنه في زنبيل، وبعث به إليه، وقال: لا أروي عنك أبداً)) سير أعلام النبلاء ج:12 ص:571 ـ 572 في ترجمة مسلم.
      ويقول النووي: ((وأما قول مسلم في صحيحه في باب صفة صلاة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) : ليس كل شيء صحيح عندي وضعته ههنا ـ يعنى في كتابه هذا الصحيح ـ وإنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه. فمشكل، فقد وضع فيه أحاديث كثيرة مختلفاً في صحتها، لكونها من حديث من ذكرناه، ومن لم نذكره، ممن اختلفوا في صحة حديثه.
      قال الشيخ: وجوابه من وجهين:
      أحدهما: أن مراده أنه لم يضع فيه إلا ما وجد عنده فيه شروط الصحيح المجمع عليه، وإن لم يظهر اجتماعها في بعض الأحاديث عند بعضهم.
      والثاني: أنه أراد أنه لم يضع فيه ما اختلفت الثقات فيه في نفس الحديث متناً أو إسناداً، ولم يرد ما كان اختلافهم إنما هو في توثيق بعض رواته. وهذا هو الظاهر من كلامه. فإنه ذكر ذلك لما سئل عن حديث أبي هريرة: فإذا قرأ فأنصتوا، هل هو صحيح؟ فقال: هو عندي صحيح. فقيل: لِمَ لم تضعه ههنا؟ فأجاب بالكلام المذكور.
      ومع هذا فقد اشتمل كتابه على أحاديث اختلفوا في إسنادها أو متنها، لصحتها عنده. وفي ذلك ذهول منه عن هذا الشرط أو سبب آخر. وقد استدركت وعللت. هذا آخر كلام الشيخ )) شرح النووي على صحيح مسلم ج:1 ص:16.
      3ـ النسائي .
      ذكر ابن حجر في ترجمة أحمد بن صالـح المصري عن الخطيب أنه قال: ((احتج بأحمد جميع الأئمة إلا النسائي. ويقال كان آفة أحمد الكبر. ونال النسائي منه جفاء في مجلسه، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما)) تهذيب التهذيب ج:1 ص:36 في ترجمة أحمد بن صالـح المصري.
      وعن العقيلي أنه قال: ((كان أحمد بن صالـح لا يحدث أحداً حتى يسأل عنه، فجاءه النسائي وقد صحب قوماً من أصحاب الحديث ليسوا هناك، فأبى أحمد أن يأذن له. فكل شيء قدر عليه النسائي أن جمع أحاديث قد غلط فيها ابن صالـح، فشنع بها، ولم يضر ذلك ابن صالـح شيئاً. وهو إمام ثقة)) تهذيب التهذيب ج:1 ص:36 في ترجمة أحمد بن صالـح المصري، واللفظ له. التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح ج:1 ص:325 في ترجمة أحمد بن صالـح أبي جعفر المصري. فتح الباري ج:1 ص:386. ومقتضى ذلك أن تشنيعه، وتركه الرواية عن الشخص ، تبع للهوى والانفعالات العاطفية، وإذا كان كذلك فما المؤمن من أن يكون توثيقه للشخص تابعاً لها أيضاً؟! وكيف يوثق برواية من هو كذلك؟!
      4ـ ابن ماجه .
      وذكر ابن حجر أيضاً أن في كتاب سنن ابن ماجة أحاديث ضعيفة جداً. قال: ((حتى بلغني أن السري كان يقول: مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالباً... ثم وجدت بخط الحافظ شمس الدين محمد بن علي الحسيني ما لفظه: سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول: كل ما انفرد به ابن ماجة فهو ضعيف)) هذيب التهذيب ج:9 ص:468 في ترجمة محمد بن يزيد الربعي.
      5ـ ابو داود .
      وقال أبو داود: ((ذكرت في السنن الصحيح وما يقاربه. فإن كان فيه وهن شديد بينته)) سير أعلام النبلاء ج:13 ص:213 في ترجمة سليمان بن الأشعث بن بشر بن شداد، واللفظ له. تدريب الراوي ج:1 ص:169. تذكرة الحفاظ ج:2 ص:592 في ترجمة أبي داود. المنهل الروي ص:38.
      يقول السيوطي تعقيباً على ذلك: ((ففهم أن ثم شيئاً فيه وهن غير شديد لم يلتزم بيانه)) تدريب الراوي ج:1 ص:169.
      6ـ الترمذي .
      طعن فيه الذهبي، حيث ذكر عند الكلام عن يحيى بن يمان حديثاً، وقال: ((حسنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه. فلا يغتر بتحسين الترمذي، فعند المحاققة غالبها ضعاف)) ميزان الاعتدال ج:7 ص:231 في ترجمة يحيى بن يمان العجلي.
      وقال أيضاً عند الكلام عن كثير بن عبدالله المزني: ((لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي)) ميزان الاعتدال ج:5 ص:493 في ترجمة كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف.
      وقال المباركفوري: ((وأما تحسين الترمذي فلا اعتماد عليه، لما فيه من التساهل))( تحفة الأحوذي ج:2 ص:93) وذكر الذهبي عند الكلام عن إسماعيل بن رافع أن جماعة من علمائهم ضعفوه، وجماعة قالوا: إنه متروك. ثم قال: ((ومن تلبيس الترمذي قال: ضعفه بعض أهل العلم)) ميزان الاعتدال ج:1 ص:384 في ترجمة إسماعيل بن رافع.
      إن كان هذا تلبيساً من الترمذي فكيف يعتمد عليه؟! وإن لم يكن تلبيساً منه فكيف يعتمد على الذهبي مع طعنه فيه؟!.
      7ـ احمد بن حنبل .
      وهذا أحمد بن حنبل الذي هو من أعلام الجرح والتعديل، ومن الرموز الشاخصة عندهم، قد طعن في جرحه وتعديله بعضهم.
      فعن أبي بكر بن أبي خيثمة قال: ((قيل ليحيى بن معين: إن أحمد بن حنبل قال: إن علي بن عاصم ثقة. قال لا والله ما كان من علي عنده قط ثقة، ولا حدث عنه بحرف قط. وكيف صار اليوم عنده ثقة؟!)) (( الجرح والتعديل ج:6 ص:198 في ترجمة علي بن عاصم الواسطي. ومثله مع اختلاف يسير في تهذيب التهذيب ج:7 ص:304 في ترجمة علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، وتهذيب الكمال ج:20 ص:517 في ترجمة علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، وذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه ص:106 في ترجمة علي بن عاصم. وذكر ذلك الخطيب بسند آخر في تاريخ بغداد ج:11 ص:455 في ترجمة علي بن عاصم بن صهيب)).
      وهو كما ترى صريح في اتهام ابن معين لأحمد، وطعنه في توثيقه.
      أما عامر بن صالـح بن عبد الله الزبيري، فقد قال عنه ابن معين: كذاب. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج:2ص:72 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبد الله. ميزان الاعتدال ج:4ص:17 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. المجروحين لابن حبان ج:2ص:188 في ترجمة عامر بن صالـح المديني. المغني في الضعفاء ص:323 في ترجمة عامر ابن صالـح بن عبد الله. تهذيب التهذيب ج:5 ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. الكاشف ج:1 ص:523 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب الكمال ج:14 ص:46 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تاريخ بغداد ج:12 ص:235 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.
      وقال الدارقطني: يترك . ميزان الاعتدال ج:4 ص:17 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج:2 ص:72 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. المغني في الضعفاء ص:323 في ترجمة عامر بن صالح بن عبدالله. الكاشف ج:1 ص:523 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب الكمال ج:14 ص:48 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تاريخ بغداد ج:12 ص:236 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. سؤالات البرقاني ص:50.
      وقال النسائي: ليس بثقة. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج:2 ص:72 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. ميزان الاعتدال ج:4 ص:17 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. الكامل في ضعفاء الرجال ج:5 ص:83 في ترجمة عامر بن صالـح الزبيري. تهذيب التهذيب ج:5 ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب الكمال ج:14 ص:47 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.
      وقال الأزدي: ذاهب الحديث . الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج:2 ص:72 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب التهذيب ج:5 ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب الكمال ج:14 ص:48 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.
      وقال الذهبي: واه. ميزان الاعتدال ج:4 ص:17 في ترجمة عامر بن صالح بن عبدالله.
      وقال ابن عدي: وعامة حديثه مسروقات من الثقات. الكامل في ضعفاء الرجال ج:5 ص:83 في ترجمة عامر بن صالـح الزبيري، واللفظ له. تهذيب التهذيب ج:5 ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب الكمال ج:14 ص:48 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.
      وقال أبو نعيم: روى عن هشام ابن عروة المناكير. لا شيء. الضعفاء لأبي نعيم ص:124 في ترجمة عامر بن صالـح الزبيري. تهذيب التهذيب ج:5 ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.
      وسئل أبو زرعة عنه فقال: ينكر كثيراً. سؤالات البرذعي ص:426.
      وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات. لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. المجروحين لابن حبان ج:2 ص:188 في ترجمة عامر بن صالـح المديني، واللفظ له. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج:2 ص:72 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب التهذيب ج:5 ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب التهذيب ج:5 ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تهذيب الكمال ج:14 ص:48 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبد الله.
      وقال ابن حجر: متروك الحديث. تقريب التهذيب ج:1 ص:287 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.
      وقال الحاكم النيسابوري: روى عن هشام ابن عروة المناكير. المدخل إلى الصحيح ص:182 في ترجمة عامر بن صالـح الزبيري.
      ومع كل هذا روى عنه أحمد بن حنبل ووثقه. قال الذهبي( لعل ما روى أحمد بن حنبل عن أحد أوهى من هذا. ثم إنه سئل عنه، فقال: ثقة لم يكن يكذب)). ميزان الاعتدال ج:4 ص:17 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله، واللفظ له. المغني في الضعفاء ص:323 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.
      وقد أثار هذا حفيظة أعلام الجرح والتعديل. فقد ذكر أحمد بن محمد ابن القاسم أن يحيى بن معين، قال عن عامر بن صالـح: ((كذاب خبيث. عدو الله)).
      ثم قال: ((فقلت ليحيى: إن أحمد بن حنبل يحدث عنه. فقال: لمه؟! وهو يعلم أنا تركنا هذا الشيخ في حياته. قال: فقلت: ولِمَ؟ فقال: قال حجاج الأعور أتاني فكتب عني حديث هشام بن عروة عن أبي لهيعة وليث ابن سعد، ثم ذهب فادعاها، فحدث بها عن هشام)). تهذيب الكمال ج:14 ص:47 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله، واللفظ له. ميزان الاعتدال ج:4 ص:17 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله.تهذيب التهذيب ج:5ص:62 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله. تاريخ بغداد ج:12 ص:236 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبد الله.
      وقال يحيى أيضاً: ((جن أحمد! يحدث عن عامر بن صالـح)). ميزان الاعتدال ج:4 ص:17 في ترجمة عامر بن صالـح بن عبدالله، واللفظ له. الكامل في ضعفاء الرجال ج:5 ص:83 في ترجمة عامر بن صالـح الزبيري.
      وأيضاً قال محمد بن عقيل: ((وقال المقبلي في العلم الشامخ ما مفاده: أن الإمام أحمد (رحمه الله تعالى) مع فضله وورعه لما تكلم في مسألة خلق القرآن وابتلي بسببها جعلها عدل التوحيد أو زاد، ثم ذكر أنه كان يرد رواية كل من خالفه في هذه المسألة تعصباً منه. وفي ذلك خيانة للسند. ثم قال: بل زاد، فصار يرد الواقف، ويقول: فلان واقفي مشؤوم. بل غلا وزاد، وقال: لا أحب الرواية عمن أجاب في المحنة، كيحيى بن معين. انتهى)). العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ص:130. وقد نقل الذهبي عن أحمد بن حنبل أنه قال: ((أكره الكتابة عمن أجاب في المحنة، كيحيى وأبي نصر التمار)) ميزان الاعتدال ج:7 ص:222 في ترجمة يحيى بن معين.
      قال آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله معقباً : فإذا كان الخلاف في هذه المسألة سبباً للتسرع في الجرح، ولو مع وثاقة الرجل في نفسه، فما المؤمن من أن يكون الخلاف في غيرها ـ كالتوقف في عدالة الصحابة، وموالاة أهل البيت (عليهم السلام) ومعاداة أعدائهم ـ سبباً فيه أيضاً؟!
      8ـ الحاكم النيسابوري .
      طعن فيه الذهبي، قال في ترجمة ابن قتيبة: ((عبد الله مسلم بن قتيبة أبو محمد صاحب التصانيف صدوق... قال الخطيب: كان ثقة ديناً فاضلاً. وقال الحاكم: أجمعت الأمة على أن القتبي كذاب. قلت: هذه مجازفة قبيحة، وكلام من لم يخف الله)). ميزان الاعتدال ج:4 ص:198 في ترجمة عبدالله بن مسلم بن قتيبة.
      وقال عنه بسبب ذلك أيضاً: ((هذه مجازفة، وقلة ورع، فما علمت أحداً اتهمه بالكذب قبل هذه القولة. بل قال الخطيب: إنه ثقة. وقد أنبأني أحمد بن سلامة عن حماد الحراني أنه سمع السلفي ينكر على الحاكم في قوله: لا تجوز الرواية عن ابن قتيبة، ويقول: ابن قتيبة من الثقات، وأهل السنة. ثم قال: لكن الحاكم قصده لأجل المذهب)). سير أعلام النبلاء ج:13 ص:299 في ترجمة ابن قتيبة. قال ابن حجر: ((والذي يظهر لي أن مراد السلفي بالمذهب النصب. فإن في ابن قتيبة انحرافاً عن أهل البيت، والحاكم على ضد من ذلك)). لسان الميزان ج:3 ص:358 في ترجمة عبدالله بن مسلم بن قتيبة.
      9ـ ابن حزم .
      قال فيه ابن خلكان: ((وكان كثير الوقوع في العلماء المتقدمين، لا يكاد يسلم أحد من لسانه، فنفرت عنه القلوب، واستهدف لفقهاء وقته، فتمالؤوا على بغضه، وردوا قوله، واجتمعوا على تضليله وشنعوا عليه... وفيه قال أبو العباس بن العريف المقدم ذكره: كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج بن يوسف شقيقين. وإنما قال ذلك لكثرة وقوعه في الأئمة)). وفيات الأعيان ج:3 ص:327 ـ 328 في ترجمة ابن حزم الظاهري.
      وتعقيباً على حكم ابن حزم على الترمذي بأنه مجهول، يقول الذهبي: ((ولا التفات إلى قول أبي محمد ابن حزم فيه ـ في الفرائض من كتاب الإيصال ـ إنه مجهول، فإنه ما عرفه، ولا درى بوجود الجامع ولا العلل اللذين له)). ميزان الاعتدال ج:6 ص:289 في ترجمة محمد بن عيسى بن سورة الحافظ العلم أبي عيسى الترمذي.
      ويقول ابن حجر تعقيباً على ذلك أيضاً: ((وأما أبو محمد ابن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع... ولا يقولن قائل: لعله ما عرف الترمذي، ولا أطلع على حفظه، ولا على تصانيفه. فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ، كأبي القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد بن الصفار، وأبي العباس الصم)). تهذيب التهذيب ج:9 ص:344 في ترجمة محمد بن عيسى بن سورة ...أبي عيسى الترمذي.
      وقال الذهبي عنه أيضاً: ((...ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب، بل فجج العبارات وسب وجدع، فكان جزاؤه من جنس فعله، بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها ونفروا منها، وأحرقت في وقت... وقد حط أبو بكر ابن العربي على أبي محمد في كتاب القواصم والعواصم... فقال:... نشأ وتعلق بمذهب الشافعي، ثم انتسب إلى داود، ثم خلع الكل، واستقل بنفسه، وزعم إنه إمام الأئمة، يضع ويرفع، ويحكم ويشرع، وينسب إلى دين الله ما ليس فيه، ويقول على العلماء ما لم يقولوا، تنفيراً للقلوب منهم... قال أبو العباس ابن العريف: كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين...)). سير أعلام النبلاء ج:18 ص:186 ـ 199 في ترجمة ابن حزم.
      وقال ابن حجر عنه أيضاً: ((...وكان واسع الحفظ جداً. إلا أنه لثقة حافظته كان يهجم كالقول في التعديل والتخريج، وتبين أسماء الرواة، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة... وقال مؤرخ الأندلس أبو مروان ابن حبان: كان ابن حزم... مما يزيد في بغض الناس له بغضه لبني أمية ماضيهم وباقيهم، واعتقاده بصحة إمامتهم حتى نسب إلى النصب ...)). لسان الميزان ج:4 ص:198 ـ 200 في ترجمة علي بن أحمد بن سعيد بن حزم. ونصبه أشهر من نار على علم.
      10ـ ابن الجوزي .
      يقول عنه ابن الأثير: ((وكان كثير الوقيعة في الناس، لاسيما في العلماء المخالفين لمذهبه)). الكامل في التاريخ ج:10 ص:276 في أحداث سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
      ويقول عنه أبو الفداء: ((كان كثير الوقيعة في العلماء...)). المختصر في أخبار البشر ج:3 ص:101 في أحداث سنة سبعة وتسعين وخمسمائة.
      ويقول الذهبي(له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر...)). تذكرة الحفاظ ج:4 ص:1347 في ترجمة ابن الجوزي.
      وقال السيوطي: ((فذكر في كتابه كثيراً مما لا دليل على وضعه. بل هو ضعيف. بل وفيه الحسن والصحيح. وأغرب من ذلك إن فيها حديثاً من صحيح مسلم، كما سأبينه. قال الذهبي: ربما ذكر ابن الجوزي في الموضوعات أحاديث حساناً قوية...)). تدريب الراوي ج:1 ص:278.
      ويقول عنه أيضاً: ((قال الذهبي في التاريخ الكبير: لا يوصف ابن الجوزي بالحفظ عندنا باعتبار الصنعة، بل باعتبار كثرة اطلاعه وجمعه)) طبقات الحفاظ ص:480 ـ 481 في ترجمة ابن الجوزي.
      11ـ مالك بن انس .
      فهذا مالك بن أنس إمام المذهب روى عن حميد بن قيس الأعرج، ووثقه، إلا أنه لما تحامل عمر بن قيس أخو حميد على مالك،وبلغ ذلك مالكاً، قال مالك(لو علمت أن حميد بن قيس أخوه ما رويت عنه)). الكامل في ضعفاء الرجال ج:5 ص:8 في ترجمة عمر بن قيس المكي. تهذيب التهذيب ج:7 ص:432 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
      وقال ابن المديني: ((ذكر مالك حميد الأعرج موثقاً، ثم قال: أخوه! أخوه! وضعفه)). تهذيب التهذيب ج:3 ص: 41 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
      وما ندري ما ذنب حميد بن قيس إذا كان أخوه قد تحامل على مالك، حتى أنه يترك الرواية عنه ويضعفه بعد أن روى عنه ووثقه.
      بل قال ابن حجر، عن حميد هذا: ((وثقه كل من ابن معين، وأبي زرعة، وأحمد بن حنبل، وأبي داود، وابن خراش، والبخاري، ويعقوب ابن سفيان، وابن سعد)). تهذيب التهذيب ج:7 ص:432 في ترجمة عمر بن قيس المكي.وإذا كانت الانفعالات العاطفية تتحكم في جرحه للرجال فما المؤمن من تحكمها في توثيقه لهم وتعديلهم؟!


      يتبع ...

      تعليق


      • #4
        الفصل الثالث :
        في بيان ضعف رجال الجرح والتعديل عند العامة.

        من الملاحظ ضعف رجال الجرح والتعديل عند العامة ، ولعل هذا من أطرف ما يسمع أن يكون نفس المعتمد عليه في الجرح والتعديل مطعوناً و مجروحاً. وهنا نكتفي بذكر بعض النماذج :
        1ـ يحيى بن سعيد القطان .
        يحيى بن سعيد القطان حين جرح همام بن يحيى بن دينار، قال فيه أحمد بن حنبل: ((شهد يحيى بن سعيد في حداثته شهادة، فلم يعدله همام، فنقم عليه)). تهذيب التهذيب ج:11 ص:61 في ترجمة همام بن يحيى بن دينار.
        وهو كما ترى صريح في اتهام أحمد ليحيى بن سعيد بأن جرحه لهمام عدوان بلا حق. فكيف يعول مع ذلك على جرح يحيى لغير همام وتعديله له؟!.
        2ـ يحيى بن معين .
        قال الذهبي عن يحيى بن معين: ((وقال أبو عمر ابن عبد البر: رويناه عن محمد بن وضاح قال: سألت يحيى بن معين عن الشافعي، فقال ليس ثقة ... قال ابن عبد البر أيضاً: قد صح من طرق عن ابن معين أنه يتكلم في الشافعي. قلت: قد آذى ابن معين نفسه بذلك، ولم يلتفت الناس إلى كلامه في الشافعي، ولا إلى كلامه في جماعة من الأثبات. كما لم يلتفتوا إلى توثيقه لبعض الناس، فإنا نقبل قوله دائما في الجرح والتعديل، ونقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهور في اجتهاده، فإذا انفرد بتوثيق من لينه الجمهور، أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه، فالحكم لعموم أقوال الأئمة، لا لمن شذّ... وقد ينفرد بالكلام في الرجل بعد الرجل، فيلوح خطؤه في اجتهاده بما قلناه، فإنه بشر من البشر، وليس بمعصوم. بل هو في نفسه يوثق الشيخ تارة. يختلف اجتهاده في الرجل الواحد، فيجيب السائل بحسب ما اجتهد من القول في ذلك الوقت)).
        وليت الذهبي اكتفى بذلك! ولكنه عقب عليه، فقال: ((وكلامه (يعني ابن معين في الشافعي) ليس من هذا اللفظ الذي كان عن اجتهاد، وإنما هذا من فلتات اللسان بالهوى والعصبية، فإن ابن معين كان من الحنفية الغلاة في مذهبه وإن كان محدثاً. وكذا قول الحافظ أبي حامد ابن الشرقي: كان يحيى ابن معين وأبو عبيد سيئا ((كذا في المصدر)) الرأي في الشافعي. فصدق والله ابن الشرقي، أساءا في ذاتهما في عالم زمانه)). الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ص:29 ـ 31.
        وعن أحمد بن حنبل أن ابن معين لقي شجاعاً، فقال له: يا كذاب. فقال له شجاع: إن كنت كذاباً، وإلا فهتكك الله. ثم قال أحمد: ((فأظن دعوة الشيخ أدركته)). تهذيب الكمال ج:12ص:386 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس السكوني. تاريخ بغداد ج:9 ص:249 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس. تهذيب التهذيب ج:4 ص:275 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس السكوني. بحر الدم ص:200 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس. رسالة في الجرح والتعديل ص:25. وقريب منه في سير أعلام النبلاء ج:9 ص:353 في ترجمة شجاع بن الوليد، وميزان الاعتدال ج:3 ص:364 في ترجمة شجاع بن الوليد.
        يقول أبو زرعة عن يحيى بن معين: ((ولم ينتفع به، لأنه كان يتكلم في الناس)). تهذيب التهذيب ج:11 ص:248 في ترجمة يحيى بن معين. سير أعلام النبلاء ج:11 ص:90 في ترجمة يحيىبن معين. تهذيب الكمال ج:31 ص:550 في ترجمة يحيى بن معين.
        ونحوه روي عن علي بن المديني من وجوه، كما قال ابن حجر. تهذيب التهذيب ج:11 ص:248 في ترجمة يحيى بن معين.
        ولما حدث أبو الأزهر بحديث عبد الرزاق في الفضائل، عن معمر، عن الأزهري، عن عبيد الله عن ابن عباس، قال: ((نظر النبي (صلى الله عليه و سلم) إلى علي (رضي الله عنه) فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة...)) أخبر بذلك يحيى بن معين. فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى: من هذا الكذاب النيسابوري الذي يحدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر، فقال: هوذا أنا، فتبسم يحيى، فقال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته. وقال الذنب لغيرك في هذا الحديث. تهذيب التهذيب ج:1 ص:10 في ترجمة أحمد بن إبراهيم التيمي، واللفظ له. المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:138 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) . سير أعلام النبلاء ج:9 ص:575 في ترجمة عبدالرزاق بن همام، ج:12 ص:367 في ترجمة أحمد بن الأزهر. تهذيب الكمال ج:1 ص:260 في ترجمة أحمد بن الأزهر بن منيع. تاريخ بغداد ج:4 ص:41 ـ 42 في ترجمة أحمد بن زاهر بن منيع.
        فانظر إلى يحيى كيف تسرع بتكذيب أبي الأزهر، ثم تراجع عنه مصراً على كذب الحديث الذي رواه، متهماً غيره بالكذب فيه، مع أن رواة الحديث من أعلام القوم وثقاتهم. بل لو فرض عدم ثبوت وثاقتهم عنده فلا يبرر ذلك تكذيب الحديث، إذ ليس كل ما يرويه من لم تثبت وثاقته كذباً.
        ولعل تكذيبه له لعدم ملائمة متنه لهواه ومبانيه، خصوصاً قـوله (صلى الله عليه و آله و سلم) في تتمته: ((حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله. الويل لمن أبغضك)). المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:138 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) ، وقال بعد ذكر الحديث: ((صحيح على شرط الشيخين وأبو الأزهر بإجماعهم ثقة وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح)).
        إما لأنه يبغض أمير المؤمنين (عليه السلام)، لأنه يوالي من أبغضه، كمعاوية وعمرو بن العاص وأضرابهما ممن شهر السيف في وجهه، وأعلن نصبه وسبه، وسعى في إطفاء نوره.
        وإذا كان هذا معيار التكذيب للحديث وراويه عنده، مع استفاضة الأحاديث بهذه المضامين، فكيف يكون معيار التصديق بالحديث ولراويه عنده؟! وكيف يمكن التعويل في التعديل والجرح عليه؟! خصوصاً للشيعة الذين نور الله قلوبهم بحب أمير المؤمنين (عليه السلام) وموالاته، وموالاة أوليائه، وبغض أعدائه ومعاداتهم.
        3ـ الذهبي .
        محمد بن أحمد بن عثمان، صاحب ميزان الاعتدال وسير أعلام النبلاء وغيرهما. فإنه على جلالته عند الجمهور، وتعظيمهم له، واحتجاجهم به، قد نبه غير واحد على تعصبه، وطعنوا فيه طعوناً شديدة تمنع من التعويل عليه في الجرح والتعديل.
        قال تلميذه السبكي: ((وكان شيخنا ـ والحق أحق ما قيل، والصدق أولى ما آثره ذو السبيل ـ شديد الميل إلى آراء الحنابلة، كثير الإزراء بأهل السنة الذين إذا حضروا كان أبو الحسن الأشعري فيهم مقدم القافلة، فلذلك لا ينصفهم في التراجم ولا يصفهم بخير إلا وقد أرغم منه أنف الراغم. صنف التاريخ الكبير، وما أحسنه، لولا تعصب فيه...)). طبقات الشافعية الكبرى ج:9 ص:103 ـ 104 في ترجمة محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز.
        وقال أيضاً: ((وهذا شيخنا الذهبي (رحمه الله) من هذا القبيل له علم وديانة، وعنده على أهل السنة تحمل مفرط، فلا يجوز أن يعتمد عليه.
        ونقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي (رحمه الله) ما نصه: الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي. لا أشك في دينه وورعه، وتحريه فيما يقوله الناس. ولكنه غلب عليه مذهب الإثبات، ومنافرة التأويل،والغفلة عن التنزيه،حتى أثر ذلك في طبعه انحرافاً شديداً عن أهل التنزيه،وميلاً قوياً إلى أهلم الإثبات.
        فإذا ترجم واحداً منهم يطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن، ويبالغ في وصفه، ويتغافل عن غلطاته، ويتأول له ما أمكن.
        وإذا ذكر أحدا من الطرف الآخر ـ كإمام الحرمين، والغزالي، ونحوهما ـ لا يبالغ في وصفه، ويكثر من قول من طعن فيه، ويعيد ذلك ويبديه، ويعتقده ديناً، وهو لا يشعر، ويعرض عن محاسنهم الطافحة، فلا يستوعبها.
        وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها. وكذلك فعله في أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته: والله يصلحه، ونحو ذلك. وسببه المخالفة في العقائد.
        والحال في حق شيخنا الذهبي أزيد مما وصف، وهو شيخنا ومعلمنا. غير أن الحق أحق أن يتبع، وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه. وأنا أخشى عليه يوم القيامة من غالب علماء المسلمين وأئمتهم الذين حملوا لنا الشريعة النبوية، فإن غالبهم أشاعرة، وهو إذا وقع بأشعري لا يبقى ولا يذر. والذي أعتقده أنهم خصماؤه يوم القيامة عند من لعل أدناهم عنده أوجه منه. فالله المسؤول أن يخفف عنه، وأن يلهمهم العفو عنه، وأن يشفعهم فيه.
        والذي أدركنا عليه المشايخ النهي عن النظر في كلامه، وعدم اعتبار قوله. ولم يكن يستجرئ أن يظهر كتبه التاريخية إلا لمن يغلب على ظنه أنه لا ينقل عنه ما يعاب عليه.
        وأما قول العلائي (رحمه الله) : دينه وورعه وتحريه فيما يقوله. فقد كنت أعتقد ذلك، وأقول عند هذه الأشياء إنه ربما اعتقدها ديناً. ومنها أمور أقطع بأنه يعرف بأنها كذب، وأقطع بأنه لا يختلقها، وأقطع بأنه يحب وضعها في كتبه لتنتشر، وأقطع بأنه يحب أن يعتقد سامعها صحتها، بغضاً للمتحدث فيه، وتنفيراً للناس عنه. مع قلة معرفته بمدلولات الألفاظ، ومع اعتقاده أن هذا مما يوجب نصر العقيدة التي يعتقدها هو حقاً، ومع عدم ممارسته لعلوم الشريعة.
        غير أنى لما أكثرت بعد موته النظر في كلامه عند الاحتياج إلى النظر فيه توقفت في تحريه فيما يقوله. ولا أزيد على هذا غير الإحالة على كلامه. فلينظر كلامه من شاء، ثم يبصر هل الرجل متحر عند غضبه أو غير متحر؟ وأعني بغضبه وقت ترجمته لواحد من علماء المذاهب الثلاثة المشهورين من الحنفية والمالكية والشافعية، فإني اعتقد أن الرجل كان إذا مد القلم لترجمة أحدهم غضب غضباً مفرطاً، ثم قرطم الكلام ومزقه، وفعل من التعصب مالا يخفى على ذي بصيرة. ثم هو مع ذلك غير خبير بمدلولات الألفاظ كما ينبغي، فربما ذكر لفظة من الذم لو عقل معناها لما نطق بها.
        ودائماً أتعجب من ذكره الإمام فخر الدين الرازي في كتاب الميزان في الضعفاء، وكذلك السيف الآمدي، وأقول: يالله العجب! هذان لا رواية لهما، ولا جرحهما أحد، ولا سمع من أحد أنه ضعفهما فيما ينقلانه من علومهما، فأي مدخل لهما في هذا الكتاب؟! ثم إنا لم نسمع أحدا يسمى الإمام فخر الدين بالفخر، بل إما الإمام وإما ابن الخطيب، وإذا ترجم كان في المحمدين، فجعله في حرف الفاء، وسماه الفخر.
        ثم حلف في آخر الكتاب أنه لم يتعمد فيه هوى نفسه. فأي هوى نفس أعظم من هذا؟! فإما أن يكون ورّى في يمينه، أو استثنى غير الرواة، فيقال له: فلم ذكرت غيرهم. وإما أن يكون اعتقد أن هذا ليس هوى نفس. وإذا وصل إلى هذا الحد ـ والعياذ بالله ـ فهو مطبوع على قلبه)). طبقات الشافعية الكبرى ج:2ص:13 ـ15 قاعدة في الجرح والتعديل: في ترجمة أحمد بن صالـح المصري.
        وقال أيضاً: ((وأما تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله له، فإنه ـ على حسنه وجمعه ـ مشحون بالتعصب المفرط. لا واخذه الله. فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين، أعني: الفقراء الذين هم صفوة الخلق، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعيين والحنفيين، ومال فأفرط على الأشاعرة، ومدح فزاد في المجسمة. هذا وهو الحافظ المدره، والإمام المبجل، فما ظنك بعوام المؤرخين؟! فالرأي عندنا ألا يقبل مدح ولا ذم من المؤرخين، إلا بما اشترطه إمام الأئمة وحبر الأمة ـ وهو الشيخ الإمام الوالد (رحمه الله) ـ حيث قال ـ ونقلته من خطه في مجاميعه ـ: ولقد وقفت في تاريخ الذهبي (رحمه الله) على ترجمة الشيخ الموفق بن قدامة الحنبلي، والشيخ فخر الدين بن عساكر. وقد أطال تلك وقصر هذه، وأتى بما لا يشك لبيب أنه لم يحمله على ذلك إلا أن هذا أشعري وذاك حنبلي. وسيقفون بين يدي رب العالمين)). طبقات الشافعية الكبرى ج:2 ص:22ـ24 قاعدة في المؤرخين: في ترجمة أحمد بن صالـح المصري.
        وقال السخاوي: ((وقد قارن حافظ الشام ابن ناصر الدين بين الذهبي والبرزالي والمزي فحكم للمزي بالتفوق في معرفة رجال طبقات الصدر الأول، وللبرزالي في العصرين ومن قبلهم من الطبقات القريبة منهم، وللذهبي في الطبقات المتوسطة بينهما. تأييداً لقول بعض مشايخه.
        على أن الأهواء قلما تتغلب على المزي والبرزالي في تراجم الناس، بخلاف الذهبي. وقد انتقده على خطته في تراجم الناس انتقاداً مراً الحافظ ابن المرابط محمد ابن عثمان الغرناطي، والتاج ابن السبكي، ونسباه إلى التعصب المفرط. ولا تخلو خطته في التراجم من ذلك. لاسيما في تراجم الحشوية ومخالفيهم...)). هامش ذيل تذكرة الحفاظ للكوثري ص:35ـ36 نقلاً عن السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التواريخ.
        وإذا كان هذا حاله مع من يوافقه في المذهب ممن على خلاف هواه، فكيف يكون حاله مع الشيعة ؟! بل يظهر نصبه بوضوح لمن تصفح كتبه.
        4ـ ابو حاتم الرازي .
        وأبو حاتم محمد بن إدريس يقول عنه الذهبي: ((إذا وثق أبو حاتم رجلاً فتمسك بقوله، فإنه لا يوثق إلا رجلاً صحيح الحديث. وإذا لين رجلاً، أو قال فيه: لا يحتج به، فتوقف. حتى ترى ما قال غيره فيه، فإن وثقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم، فإنه متعنت في الرجال. قد قال في طائفة من رجال الصحاح: ليس بحجة. ليس بقوي. أو نحو ذلك)). سير أعلام النبلاء ج:13 ص:260 في ترجمة أبي حاتم الرازي.
        وقال في موضع آخر: ((يعجبني كثيراً كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والخبرة، بخلاف رفيقه أبي حاتم، فإنه جراح)). سير أعلام النبلاء ج:13 ص:81 في ترجمة أبي زرعة الرازي.
        5ـ ابن حبان.
        قال عنه الذهبي: ((قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح وذكره في طبقات الشافعية: غلط الغلط الفاحش في تصرفه. وصدق أبو عمرو. وله أوهام، تتبّع بعضها الحافظ ضياء الدين... قال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام: سألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم بن حبان، فقال: رأيته. ونحن أخرجناه من سجستان. كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين... قال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت عبدالصمد بن محمد يقول: سمعت أبي يقول: أنكروا على ابن حبان قوله: النبوة العلم والعمل، وحكموا عليه بالزندقة وهجروه، وكتب فيه إلى الخليفة، فأمر بقتله)) ميزان الاعتدال ج:6ص:99 في ترجمة محمد بن حبان أبي حاتم البستي. تذكرة الحفاظ ج:3ص:921ـ922 في ترجمة ابن حبان.
        6ـ محمد بن يحيى الذهلي .
        محمد بن يحيى الذهلي قال فيه الذهبي: ((الإمام شيخ الإسلام حافظ نيسابور...وانتهت إليه مشيخة العلم بخراسان، مع الثقة، والصيانة، والدين، ومتابعة السنن...وقال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه. وقال أبو بكر بن زياد: كان أمير المؤمنين في الحديث...)). تذكرة الحفاظ ج:2 ص:530 ـ 531 في ترجمة الذهلي.
        ومع ذلك يقول عنه الحسن بن محمد بن جابر: ((سمعت محمد بن يحيى يقول لما ورد محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور، قال: اذهبوا إلى هذا الرجل العالم الصالـح فاسمعوا منه. قال: فذهب الناس إليه، واقبلوا على السماع منه، حتى ظهر الخلل في مجالس محمد ابن يحيى، فحسده بعد ذلك، وتكلم فيه)). تاريخ بغداد ج:2 ص:30 في ترجمة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة: ذكر قصة البخاري مع محمدبن يحيى الذهلي بنيسابور، واللفظ له. تغليق التعليق ج:5 ص:430 ـ 431 فصل في ترجمة البخاري والتعريف بقدره وجلالته وذكر نسبته و نسبه ومولده وصفته: فصل في بيان شرطه فيه وما اتصل بذلك من قصته مع الذهلي.
        ويقول أبو حامد الشرقي: ((سمعت محمد بن يحيى يقول: القران كلام الله، غير مخلوق من جميع جهاته، وحيث يتصرف. فمن لزم هذا استغنى عن اللفظ وعما سواه من الكلام في القران. ومن زعم أن القران مخلوق فقد كفر، وخرج عن الإيمان، وبانت منه امرأته يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وجعل ماله فيئا بين المسلمين، ولم يدفن في مقابر المسلمين. ومن وقف وقال: لا أقول مخلوق أو غير مخلوق، فقد ضاهى الكفر. ومن زعم أن لفظي بالقران مخلوق، فهذا مبتدع، لا يجالس ولا يكلم. ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه)). تاريخ بغداد ج:2 ص:31 ـ 32 في ترجمة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة: ذكر قصة البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور.
        وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالـح بن هانئ يقول: سمعت أحمد ابن سلمة يقول: ((دخلت على البخاري، فقلت: يا أبا عبد الله إن هذا رجل ـ يعني الذهلي ـ مقبول بخراسان، خصوصاً في هذه المدينة. وقد لـح في هذا الحديث، حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه، فما ترى؟. فقبض على لحيته، ثم قال: أمري إلى الله، إن الله بصير. اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشراً ولا بطراً، ولا طلباً للرئاسة، وإنما أبت علي نفسي الرجوع إلى الوطن، لغلبة المخالفين. وقد قصدني هذا الرجل حسداً لما آتاني الله لا غير. ثم قال: يا أحمد، إني خارج غداً، لتتخلصوا من حديثه لأجلي)). تغليق التعليق ج:5 ص:434 فصل في ترجمة البخاري والتعريف بقدره وجلالته وذكر نسبته و نسبه ومولده وصفته: فصل في بيان شرطه فيه وما اتصل بذلك من قصته مع الذهلي.


        يتبع ..

        تعليق


        • #5
          الفصل الرابع :
          في بيان اعتمادهم على النواصب .

          1- أبو إسحاق الجوزجاني .
          قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج1ص16 : وممن ينبغي ان يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد . فان الحاذق إذا تأمل ثلب ( أبي إسحاق الجوزجاني ) لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى انه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد الله بن موسى وإساطين الحديث وأركان الرواية فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلا ضعفه قبل التوثيق .قال ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري ج1ص406 : سعيد بن عمرو بن أشوع الكوفي من الفقهاء وثقه بن معين والنسائي والعجلي وإسحاق بن راهويه . وأما أبو إسحاق الجوزجاني فقال : كان زائغا غاليا .
          يعني في التشييع قلت –أي العسقلاني- : والجوزجاني غال في النصب فتعارضا وقد احتج به الشيخان والترمذي له عنده حديثان أحدهما متابعة . وقال أيضا في ج1ص390 : الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمان.
          وقال أيضا في ج1ص446 : وأما الجوزجاني فقد مرة إن جرحه لا يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه. قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج1ص205ت 256: إبراهيم بن يعقوب أبو اسحاق السعدي الجوزجاني الثقة الحافظ أحد ائمة الجرح والتعديل قال ابن عدي في ترجمة إسماعيل بن ابان الوراق كما قال فيه الجوزجاني : كان مائلا عن الحق . ولم يكن يكذب الجوزجاني كان مقيما بدمشق يحدث على المنبر وكان أحمد يكاتبه فيتقوى بكتابه ويقرؤه على المنبر وكان شديد الميل الى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه ، فقوله في إسماعيل مائل عن الحق يريد به ما عليه الكوفيون من التشيع . قلت قد كان النصب مذهباً لاهل دمشق في وقت كما كان الرفض مذهباً لهم في وقت وهو في دوله بني عبيد ثم عدم ولله الحمد النصب وبقي الرفض خفيفاً خاملاً .
          فما هي منزلة هذا الناصبي عند العامة ؟
          قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ج1ص139 : وفيها الإمام إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق الجوزجاني صاحب التصانيف . كان من كبار العلماء وجرّح وعدّل وهو من الثقات .
          قال الياقوت الحموي في معجم البلدان ج2ص182 : قال الدارقطني أقام الجوزجاني بمكة مدة وبالبصرة مدة وبالرملة مدة وكان من الحفاظ المصنفين المخرجين الثقات لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
          قال عبد الله بن أحمد بن عديس كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال يا قوم يتعذر علي من يذبح لي دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين ألفا في وقت واحد ؟!! أو كما قال. قال ابن كثير في البداية والنهاية ج11ص31 : وفيها توفي من الأعيان إبراهيـم بن يعقوب بن إسحاق أبو إسحاق الجوزجاني خطيب دمشق وإمامها وعالمها وله المصنفات المشهور المفيدة منها المترجم فيه علوم غزيرة وفوائده كثيرة. قال الذهبي في العبرفي خبر من غبر ج2ص24 : " وفيها الإمام إبراهيم بن يعقوب أبو إسحاق الجوزجاني الحافظ صاحب التصانيف سمع الحسين بن علي الجعفي وشبابة وطبقتهما وكان من كبار العلماء نزل دمشق وجرح وعدل . قال السيوطي في طبقات الحفاظ ج1ص248ت551 : " أبو إسحاق الجوزجاني إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي . وكان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات .
          2ـ خالد بن عبد الله القسري .
          عامل بني أمية، والمخنث . الأغاني ج:22 ص:11 في أخبار خالد بن عبدالله: تخنثه في حداثته.
          الذي عرفت أسرته بالكذب. الأغاني ج:22 ص:18 في أخبار خالد بن عبدالله: عرفت أسرته بالكذب.
          ذكره ابن حبان في الثقات. ج:6 ص:256 في ترجمة خالد بن عبدالله القسري.
          وقال عنه الذهبي: صدوق. ميزان الاعتدال ج:2 ص:415 في ترجمة خالد بن عبدالله القسري. المغني في الضعفاء ج:1 ص:203 في ترجمة خالد بن عبدالله القسري.
          وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد وحبيب بن أبي حبيب الجرمي وحميد الطويل وإسماعيل بن أوسط بن إسماعيل البجلي وغيرهم. تهذيب التهذيب ج:3 ص:87 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد.
          وأخرج له البخاري وأبو داود. راجع تهذيب التهذيب ج:3 ص:87 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد، والمغني في الضعفاء ج:1 ص:203 في ترجمة خالد بن عبدالله القسري.
          وعن يحيى الحماني أنه قال: ((قيل لسيار: تروي عن خالد! قال: إنه كان أشرف من أن يكذب)). تهذيب التهذيب ج:3 ص:88 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد بن أسد القسري، واللفظ له. الجرح والتعديل ج:3 ص:340 في ترجمة خالد بن عبدالله القسري. سير أعلام النبلاء ج:5 ص:426 في ترجمة القسري. بغية الطلب في تاريخ حلب ج:7 ص:3072 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد. تاريخ دمشق ج:16 ص:138 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد.
          وقد بلغ من نصبه أنه لما كان أمير العراق كان يلعن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيقول: ((اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم، صهر رسول الله على ابنته، وأبا الحسن والحسين))، ثم يقبل على الناس فيقول: ((هل كنيت؟)). شرح نهج البلاغة ج:4 ص:57 نقلاً عن الكامل للمبرد، واللفظ له. ورواه البلاذري بسنده في أنساب الأشراف ج:9 ص:59 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام. وذكر مثله في الأغاني ج:22 ص:25 في أخبار خالد بن عبدالله: كرهه لعلي بن أبي طالب.
          واتخذ خالد طستاً في مسجد الكوفة ميضأة، وحفر لها قناة من الفرات، ثم أخذ بيد أسقف النصارى يمشي به في المسجد، حتى وقف على الطست، ثم قال للأسف ((للأسقف.ظ)): ادع لنا بالبركة، فوالله لدعاؤك أرجى عندي من دعاء علي بن أبي طالب. أنساب الأشراف ج:9 ص:63 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام.
          وأتى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان خالداً يستمنحه، فلم ير منه ما يحب، فقال: أما المنافع فللهاشميين، وأما نحن فما حبوتنا إلا شتمه علياً على منبره. فبلغ ذلك خالداً، فقال: إن أحب تناولنا له عثمان بشيء. أنساب الأشراف ج:9 ص:89 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام.
          وقال أبو جعفر الأصفهاني: ((وقال: المدائني في خبره: وأخبرني ابن شهاب بن عبد الله، قال: قال لي خالد بن عبد الله القسري: اكتب لي النسب... واكتب لي السيرة، فقلت له: فإنه يمر بي الشيء من سير علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، فأذكره؟ فقال: لا، إلا أن تراه في قعر الجحيم)). الأغاني ج:22 ص:21 في أخبار خالد بن عبدالله: أعشى همدان يهجوه ويهجو أمه.
          ودخل عليه فراس بن جعدة بن هبيرة وبين يديه نبق، فقال له: العن علي بن أبي طالب، ولك بكل نبقة دينار، ففعل فأعطاه بكل نبقة ديناراً. الأغاني ج:22 ص:22 في أخبار خالد بن عبدالله: أخبار عن زندقته.
          وكان له عامل يقال له خالد بن أمي، وكان يقول: لخالد ابن أمي أفضل أمانة من علي بن أبي طالب. لأغاني ج:22 ص:22 في أخبار خالد بن عبدالله: أخبار عن زندقته.
          ورأى يوماً عكرمة مولى ابن عباس، وعلى رأسه عمامة سوداء، فقال: إنه بلغني أن هذا العبد كان يشبه علي بن أبي طالب. وأني لأرجو أن يسود الله وجهه، كما سود وجه ذاك. الأغاني ج:22 ص:24 في أخبار خالد بن عبدالله: كرهه لعلي بن أبي طالب.
          وبلغ من استهتاره ما ذكر عن نافع مولى بني مخزوم، قال: ((سمعت خالد بن عبد الله يقول على منبر مكة، وهو يخطب: أيها الناس، أيهما أعظم، أخليفة الرجل على أهله أم رسوله إليهم؟ والله لو لم تعلموا فضل الخليفة إلا أن إبراهيم خليل الرحمن استسقى فسقاه ملحاً ماءاً أجاجاً، واستسقاه الخليفة فسقاه عذباً فراتاً)). تاريخ الطبري ج:3 ص:678 في أحداث سنة تسع وثمانين، واللفظ له. أخبار مكة ج:3 ص:60 ذكر منبر مكة وأول من جعله وكيف كانوا يخطبون بمكة قبل أن يتخذ المنبر ومن خطب عليه. جمهرة خطب العرب ج:22 ص:322 خطب خالد بن عبدالله القسري. البداية والنهاية ج:9 ص:76 في أحداث سنة ثمان وثمانين. البدء والتاريخ ج:6 ص:41 بعد ذكر موت الحجاج. الكامل في التاريخ ج:4 ص:250 في أحداث سنة تسع وثمانين: ذكر ولاية خالد بن عبدالله القسري مكة. الأغاني ج:22 ص:24 في أخبار خالد بن عبدالله: تطاوله على الخلافة والنبوة. ومثله في أنساب الأشراف ج:9 ص:58 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام، إلا أنه بدل إبراهيم إسماعيل.
          وروي أن خالداً كان يقول: ((زمزم لا تنزح ولا تذم. بلى والله إنها لتنزح وتذم. هذا أمير المؤمنين قد ساق لكم قناة بمكة من حالها وحالها)). أنساب الأشراف ج:9 ص:58 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام، واللفظ له. بغية الطلب في تاريخ حلب ج:7 ص:3085 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد. سير أعلام النبلاء ج:5 ص:429 في ترجمة القسري. تاريخ دمشق ج:16 ص:160 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد.
          وكان يسمي زمزم أم الجعلان. الأغاني ج:22 ص:22 في أخبار خالد بن عبدالله: أخبار عن زندقته.
          وساق خالد الماء إلى مكة، فنصب طستاً إلى جانب زمزم، ثم خطب فقال: ((قد جئتكم بماء الغادية لا يشبه ماء أم الخنافس، يعني: زمزم)). أنساب الأشراف ج:9 ص:58 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام، واللفظ له. بغية الطلب في تاريخ حلب ج:7 ص:3085 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد. سير أعلام النبلاء ج:5ص:429 في ترجمة القسري. تاريخ دمشق ج:16ص:161 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد.
          وكان يقول: والله لأمير المؤمنين أكرم على الله من أنبيائه. الأغاني ج:22 ص:23 في أخبار خالد بن عبدالله: تطاوله على الخلافة والنبوة.
          وقال: أيما أكرم عندكم على الرجل رسوله في حاجته، أو خليفته في أهله!. يعرض بأن هشاماً خير من النبي. الأغاني ج:22 ص:24 في أخبار خالد بن عبدالله: تطاوله على الخلافة والنبوة.
          وأمر خالد ببناء بيعة لأمه، فكلم في ذلك فقال: نعم يبنونها. فلعنهم الله إن كان دينها شراً من دينكم. أنساب الأشراف ج:9 ص:60 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام.
          واتخذ كنيسة لأمه في قصر الإمارة، وكانت امتنعت من القدوم عليه. فلم يزل بها حتى قدمت الكوفة، وأمر المؤذنين أن لايؤذنوا حتى يضرب النصارى بنواقيسهم. أنساب الأشراف ج:9 ص:63 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام. وقريب منه في الأغاني ج:22 ص:21 في أخبار خالد بن عبدالله: أعشى همدان يهجوه ويهجو أمه.
          وقال هشام بن الكلبي والهيثم بن عدي: ((لما بنى خالد البيعة بالكوفة لأمه كتب نصارى البصرة إلى من كلم أمه، فكتبت إليه أن يبني لهم بالبصرة بيعة، فكتب إلى بلال يأمره ببنائها. فكتب بلال: إن أهل البصرة لا يقارّوني على ذلك. فكتب إليه: ابنها لهم، فلعنة الله عليهم إن كانوا شراً منهم ديناً. فبنى بيعة في اللبادين، فقال الفرزدق:
          بنى بيعة فيها الصليب لأمه وتهدم للبيعات فينا المساجد))
          راجع أنساب الأشراف ج:9 ص:63ـ64 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام.
          ويقول البلاذري: ((حدثني أبو مسعود الكوفي قال: بنى خالد لأمه بيعة هي اليوم بسكة البريد بالكوفة، وكانت أمه نصرانية، فقال الفرزدق:
          لعمري لئن كانت بجيلة زانها جرير لقد أخزى بجيلة خالـد
          بنى بيوتهدم للبيعات فينا المساجد)). أنساب الأشراف ج:9 ص:65 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام.
          وخطب أخو خالد إسماعيل بن عبد الله عند أبي العباس السفاح ـ ويقال: عند أبي الجهم بن عطية أحد رجال الدولة ـ فذم عمال بني أمية، والحجاج، وبني هبيرة، ويوسف بن عمر، ولم يذكر خالداً. فقام بعض من حضر فقال: جزاك الله من خطيب خيراً، ذكرت أهل بيت اللعنة وعمالهم، وأحسنت في ذمهم، إلا أنك تركت خالداً، وهو ابن زوينية، اجتمع في بطن أمه الخمر ولحم الخنزير، وسلط أهل الذمة على المسلمات، فعلقوهن بثديهن، وبنى البيع غير متحرج ولا مرتاب. وقال ابن نوفل:
          عليك أمير المؤمنين بخالــد وعماله إن كنت تطلب خالـدا
          بنى بيعة فيها الصليب لأمـه وخرب من بعد الصلاة المساجدا
          راجع أنساب الأشراف ج:9 ص:89ـ90 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام.
          وذكر المبرد أيضاً أنه كان يهدم المساجد ويبني الكنائس. الكامل في اللغة والأدب والنحو والتصريف ج:3 ص:812 هجاء الفرزدق لخالد بن عبدالله القسري ومدحه لعمر بن هبيرة.
          وذكر البلاذري عن عمر بن قيس أنه سمع خالداً يقول حين أخذ سعيد بن جبير وطلق ابن حبيب بمكة: ((كأنكم أنكرتم ما صنعت. والله لو كتب إليّ أمير المؤمنين أن أنقضها حجراً حجراً، لفعلت ـ يعني: الكعبة ـ)). أنساب الأشراف ج:9 ص:59 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام، واللفظ له. بغية الطلب في تاريخ حلب ج:7 ص:3085 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد. سير أعلام النبلاء ج:5 ص:429 في ترجمة القسري. وقريب منه في الأغاني ج:22 ص:23 في أخبار خالد بن عبدالله: تطاوله على الخلافة والنبوة، والمتوارين ج:1 ص:60 تواري سعيد بن جبير من الحجاج وفراره منه إلى أن ظفر به، وتاريخ دمشق ج:16 ص:161 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد.
          وقال المدائني: ((كان خالد يقول: لو أمرني أمير المؤمنين نقضت الكعبة حجراً حجراً، ونقلتها إلى الشام)). الأغاني ج:22 ص:22 في أخبار خالد بن عبدالله: أخبار عن زندقته.
          وقال البلاذري: ((وكلم في عامل له ضرب رجلاً، وسئل أن يقتص منه، فقال: اقتص من العامل؟! فوالله لئن اقتصصت منه لأقص من نفسي، ولئن اقتصصت من نفسي ليقصن أمير المؤمنين من نفسه، ولئن أقص أمير المؤمنين من نفسه ليقصن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) من نفسه، ولئن أقص رسول الله من نفسه ليقصن هاه هاه (يريده تبارك وتعالى))). أنساب الأشراف ج:9 ص:60 في أمر خالد بن عبدالله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام. ومثله في الأغاني ج:22 ص:20 في أخبار خالد بن عبدالله: بنو أسد يتبرؤون منه، وبغية الطلب في تاريخ حلب ج:7 ص:3086 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد، وسير أعلام النبلاء ج:5 ص:429 في ترجمة القسري، وتاريخ دمشق ج:16 ص:161 في ترجمة خالد بن عبدالله بن يزيد. فكيف يؤمن الكذب من مثله ويكون من الثقات؟! راجع كتاب : في رحاب العقيدة .
          3ـ أبو بكر عبد الله بن أبي داود.
          قال فيه الذهبي: ((الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد أبو بكر السجستاني صاحب التصانيف)). سير أعلام النبلاء ج:13 ص:221 ـ 222 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث. اسمع ما يقول هذا العلامة الحافظ وشيخ بغداد عندهم :
          قال ابن عدي: ((سمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل يقول:أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله أنه قال لي: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال لي: روى الزهري عن عروة، قال: كانت قد حفيت أظافير علي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ) .
          ( الكامل في ضعفاء الرجال ج:4 ص:266 في ترجمة عبدالله بن سليمان بن الأشعث. ونقلها عنه كل من ابن النجار البغدادي في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ج:2 ص:116. وكذلك نقلها كل من الذهبي في ميزان الاعتدال ج:4 ص:113 ـ 114 في ترجمة عبدالله بن سليمان بن الأشعث، وفي تذكرة الحفاظ ج:2 ص:771 في ترجمة ابن أبي داود الحافظ، وفي سير أعلام النبلاء ج:13 ص:229 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث، وابن حجر في لسان الميزان ج:3 ص:294 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، ولكن فيها بدل (علي) (فلان).
          يقول الذهبي بعد أن نقل ذلك عن ابن عدي : ((وابن أبي داود إن كان حكى هذا فهو خفيف الرأس، فلقد بقي بينه وبين ضرب العنق شبر، لكونه تفوه بمثل هذا البهتان، فقام معه وشد منه رئيس أصبهان محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني الذكواني، وخلصه من أبي ليلى أمير أصبهان، وكان انتدب له بعض العلوية خصماً، ونسب إلى أبي بكر المقالة.
          وأقام عليه الشهادة محمد بن يحيى بن مندة الحافظ، ومحمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود. واشتد الخطب، وأمر أبو ليلى بقتله، فوثب الذكواني، وجرح الشهود مع جلالتهم ... وكان الهمداني الذكواني كبير الشأن، فقام وأخذ بيد أبي بكر، وخرج به من الموت...)).
          سير أعــلام النبـلاء ج:13 ص:229 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن
          سليمان بن الأشعث.
          4ـ وحريز بن عثمان الحمصي .
          الذي صرحوا بنصبه . راجع الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ص:82 في ترجمة حريز بن عثمان. الكاشف ج:1 ص:319 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وصرحوا بلعنه لأمير المؤمنين (عليه السلام) وسبه .راجع تاريخ دمشق ج:12 ص:348 في ترجمة حريز بن عثمان .الضعفاء للعقيلي ج:1 ص:321 في ترجمة حريز بن عثمان. المجروحين ج:1 ص:268 في ترجمة حريز بن عثمان. تهذيب الكمال ج:5 ص:576 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ بغداد ج:8 ص:267 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ دمشق ج:12 ص:348 في ترجمة حريز بن عثمان. الأنساب للسمعاني ج:3 ص:51 في ترجمة الرحبي.
          وصرحوا أنه كان يقول: لا أحب علياً، قتل آبائي. تهذيب الكمال ج:5 ص:575 في ترجمة حريز بن عثمان. سير أعلام النبلاء ج:7 ص:81 في ترجمة حريزبن عثمان. ميزان الاعتدال ج:2 ص:219 في ترجمة حريز بن عثمان. تهذيب التهذيب ج:2 ص:209 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ بغداد ج:8 ص:267 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ دمشق ج:12 ص:348 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وقيل ليحيى بن صالـح: لِمَ لَمْ تكتب عن حريز؟ فقال: كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين، فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن علياً سبعين مرة. تهذيب التهذيب ج:2 ص:209 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ دمشق ج:12 ص:349 في ترجمة حريزبن عثمان.
          وقال ابن حبان: ((وكان يلعن علي بن أبي طالب (رضوان الله عليه) بالغداة سبعين مرة، وبالعشي سبعين مرة، فقيل له في ذلك، فقال: هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي)). المجروحين ج:1 ص:268 في ترجمة حريز بن عثمان، واللفظ له. تهذيب التهذيب ج:2 ص:209 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وهذا الرجل مع كل ذلك روى عنه البخاري.راجع صحيح البخاري ج:3 ص:1302 كتاب المناقب: باب صفة النبي (صلى الله عليه و سلم) .
          وقال ابن حجر: ((وقال أحمد، وقد ذكر له حريز وأبو بكر بن أبي مريم وصفوان، فقال: ليس فيهم مثل حريز. ليس أثبت منه... وقال إبراهيم ابن الجنيد عن ابن معين: حريز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وابن أبي مريم، هؤلاء ثقات. وقال ابن المديني: لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه. وقال دحيم: حمصي جيد الإسناد، صحيح الحديث. وقال أيضاً: ثقة. وقال المفضل بن غسان: ثبت...)). تهذيب التهذيب ج:2 ص:208 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وعن معاذ بن معاذ: ((حدثنا حريز بن عثمان، ولا أعلم أني رأيت بالشام أحداً أفضله عليه)). تهذيب التهذيب ج:2 ص:208 في ترجمة حريز بن عثمان، واللفظ له. تهذيب الكمال ج:5 ص:572 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ بغداد ج:8 ص:268 في ترجمة حريز بن عثمان. الكامل في ضعفاء الرجال ج:2 ص:451 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وقال ابن عدي: ((كان من ثقات الشاميين، وإنما وضع منه بغضه لعلي)). فتح الباري ج:1 ص:396.
          وعن أحمد(حريز صحيح الحديث، إلا أنه يحمل على علي)). تهذيب التهذيب ج:2 ص:208 في ترجمة حريز بن عثمان، واللفظ له. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج:1 ص:197 في ترجمة حريز بن عثمان. الكامل في ضعفاء الرجال ج:2 ص:451 في ترجمة حريز بن عثمان. تهذيب الكمال ج:5 ص:572 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وعن عمروبن علي أنه: ((كان ينتقص علياً وينال منه، وكان حافظاً لحديثه)). تهذيب التهذيب ج:2 ص:208 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وفي كلام له آخر قال: ((ثبت، شديد التحامل على علي)). تهذيب التهذيب ج:2 ص:208 في ترجمة حريز بن عثمان.
          وقال ابن عمار: ((يتهمونه أنه كان ينتقص علياً، ويروون عنه، ويحتجون به، ولا يتركونه)) تهذيب التهذيب ج:2 ص:208 في ترجمة حريز بن عثمان، واللفظ له. تهذيب الكمال ج:5 ص:575 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ بغداد ج:8 ص:266 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ دمشق ج:12 ص:347 في ترجمة حريز بن عثمان.
          أما صدق لهجته فقد روي عن إسماعيل بن عياش أنه قال: ((سمعت حريز بن عثمان يقول: هذا الذي يرويه الناس عن النبي (صلى الله عليه و سلم) أنه قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. حق، ولكن أخطأ السامع. قلت: فما هو؟ فقال: إنما هو: أنت مني بمنزلة قارون من موسى. قلت: عمن ترويه؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله، وهو على المنبر)). تهذيب التهذيب ج:2 ص:209 في ترجمة حريز بن عثمان، واللفظ له. تهذيب الكمال ج:5 ص:577 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ بغداد ج:8 ص:268 في ترجمة حريز بن عثمان. تاريخ دمشق ج:12 ص:349 في ترجمة حريز بن عثمان. التطريف في التصحيف ص:44.
          وحكى الأزدي في الضعفاء: ((أن حريز بن عثمان روى أن النبي (صلى الله عليه و سلم) لما أراد أن يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحل حزام البغلة، ليقع النبي (صلى الله عليه و سلم) )). تهذيب التهذيب ج:2 ص:209 في ترجمة حريز بن عثمان، واللفظ له. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج:1 ص:197 في ترجمة حريز بن عثمان الرحبي. النصائح الكافية ص:117. ورواه في شرح نهج البلاعة بتصحيف ج:4 ص:70.
          وعن الجوهري في كتاب السقيفة بسنده عن محفوظ قال: ((قلت ليحيى ابن صالـح الوحاظي: قد رويت عن مشايخ من نظراء حريز، فما بالك لم تحمل عن حريز؟ قال: إني أتيته فناولني كتاباً، فإذا فيه: حدثني فلان عن فلان... أن النبي (صلى الله عليه و سلم) لما حضرته الوفاة أوصى أن تقطع يد علي بن أبي طالب (عليه السلام) ،فرددت الكتاب، ولم استحل أن أكتب عنه شيئاً))!! شرح نهج البلاغة ج:4 ص:70.
          راجع كتاب : في رحاب العقيدة
          5ـ عبد المغيث بن زهير بن زهير بن علوي.
          قال الذهبي: ((الشيخ الإمام المحدث الزاهد الصالـح، المتبع بقية السلف، أبو العز ابن أبي حرب البغدادي الحربي. ولد سنة خمسمائة، وعني بالآثار، وقرأ الكتب، ونسخ وجمع وصنف. مع الورع والدين والصدق والتمسك بالسنن، والوقع في النفوس والجلالة... وروى الكثير وأفاد الطلبة...)). سير أعلام النبلاء ج:21 ص:159ـ160 في ترجمة عبد المغيث.
          أما نصبه فيكفي فيه قول الذهبي فيه بعد ذلك: ((وقد ألف جزءاً في فضائل يزيد، أتى فيه بعجائب وأوابد. لو لم يؤلفه لكان خيراً. وعمله رداً على ابن الجوزي. ووقع بينهما عداوة...)). سير أعلام النبلاء ج:21 ص:160 في ترجمة عبد المغيث.
          وأما ما ذكره من صدقه وجلالته وإفادته، فيكفي فيها مؤلفه هذا، وما حكاه عنه أيضاً، قال: ((قال مرة: مسلم بن يسار صحابي، وصحح حديث الاستلقاء، وهو منكر. فقيل له في ذلك، فقال: إذا رددناه كان فيه إزراء على من رواه)). سير أعلام النبلاء ج:21 ص:160 ـ 161 في ترجمة عبد المغيث.
          فهو لا يبالي أن يدعي الصحبة لغير الصحابي، أو يصحح الحديث المنكر، لئلا يزري بمن روى الحديث . راجع كتاب : في رحاب العقيدة .
          6ـ خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي.
          المعروف بالفأفاء، قال ابن حجر: ((قال أحمد وابن معين وابن المديني: ثقة. وكذا قال ابن عمار ويعقوب بن شيبة والنسائي. ذكره ابن حبان في الثقات... وقال محمد بن حميد، عن جرير: كان الفأفاء رأساً في المرجئة. وكان يبغض علياً... وذكر ابن عائشة أنه كان ينشد بني مروان الأشعار التي هجي بها المصطفى (صلى الله عليه و سلم) تهذيب التهذيب ج:3 ص:83 في ترجمة خالد بن سلمة بن العاص.
          7 ـ ابن تيمية .
          قال ابن تيمية : إنّ الرافضة تعجز عن إثبات إيمـان علي وعدالته ... فإنْ احتجّوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده، فقد تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أُميّة وبني العباس، وصلاتهم وصيامهم وجهادهم (( منهاج السنّة 2 / 62 )) . وقال : لم يعرف أنّ عليّاً كان يبغضه الكفّار والمنافقون (( منهاج السنّة 7 / 461 )) . وقال :كلّ ما جاء في مواقفه في الغزوات كلّ ذلك كذب . إلى أن يقول مخاطباً العلاّمة الحلّي (رحمه الله) يقول : قد ذكر في هذه من الأكاذيب العظام التي لا تنفق إلاّ على من لم يعرف الإسلام، وكأنّه يخاطب بهذه الخرافات من لا يعرف ما جرى في الغزوات (( منهاج السنّة 8 / 97 )) . و قال : له ـ أي لأمير المؤمنين ـ فتاوى كثيرة تخالف النصوص(( منهاج السنة 8 / 281 )). وقال : وقد جمع الشافعي ومحمد بن نصر المروزي كتاباً كبيراً فيما لم يأخذ به المسلمون من قول عليّ، لكون قول غيره من الصحابة اتبع للكتاب والسنة ((منهاج السنّة 7 / 502 )) .
          اقول : موضوع كتاب المروزي المسائل التي خالف فيها ابو حنيفة قول على عليه السلام ، لكن ابن تيمية كعادته كذب ، اعتبر الكتاب والسنة قول ابي حنيفة ثم قال بمخالفة علي عليه السلام للكتاب والسنة لأنه خالف ابا حنيفة . والله المعين . وقال :فإن قـال الذابُّ عن علي : هؤلاء الذين قاتلهم علي كانوا بغاة، فقد ثبت في الصحيح : إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم)قال لعمّار بن ياسر (رضي الله عنه) : تقتلك الفئة الباغية ، وهم قتلوا عمّاراً. فههنا للناس أقوال : منهم من قدح في حديث عمّار، ومنهم من تأوّله على أنّ الباغي الطالب ، وهو تأويل ضعيف، وأمّا السلف والأئمّة فيقول أكثرهم كأبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم : لم يوجد شرط قتال الطائفة الباغية (( منهاج السنّة 4 / 390 )).
          وقال : فإنّ عليّاً قاتل على الولاية، وقُتل بسبب ذلك خلق كثير، ولم يحصل في ولايته لا قتال للكفّار ولا فتح لبلادهم، ولا كان المسلمون في زيادة خير((منهاج السنّة 6 / 191 )) فما زاد الأمر إلاّ شدّة ، وجـانبه إلاّ ضعفاً، وجانب من حاربه إلاّ قوّة والأُمّة إلاّ افتراقاً ((منهاج السنّة 7 / 452 )) . وقال : وعلي يقاتل ليطاع ويتصرّف في النفوس والأموال، فكيف يجعل هذا قتالاً على الدين (( منهاج السنّة 8 / 329 )) .
          8ـ ابن حزم .
          قال ابن حزم في الفصل: ((وعمار (رض) قتله أبو الغادية يسار بن سبع السلمي، شهد بيعة الرضوان، فهو من شهداء اللّه له بأنّه علم ما في قلبه وأنزل السكينة عليه ورضي عنه، فأبو الغادية متأوّل مجتهد مخطئ باغ عليه، مأجور أجرا واحدا وليس هذا كقتلة عثمان لانّهم لا مجال لهم للاجتهاد في قتله...)) الفصل لابن حزم 4 / 161.
          قال ابن حزم في المحلّى ج 10 ص 484 ، وابن التركماني في الجوهر النقي في ذيل سنن البيهقي ج8 ص 58 ، واللفظ للاوّل: ((لا خلاف بين أحد من الاُمّة في أنّ عبدالرّحمن بن ملجم لم يقتل عليّا إلاّ متأوّلاً مجتهدا مقدّرا أنّه على صواب، وفي ذلك يقول عمران بن حطّان شاعر الصفرية:
          يا ضربة من تقيّ ما أراد بها
          إلاّ ليبلغ من ذي العرش رضوانا
          إنِّي لاذكره يوما فأحسبه?
          أوفى البريّة عند اللّه ميزانا



          يتبع ..

          تعليق


          • #6
            الفصل الخامس :
            في مدحهم للوضاعين والكذابين .

            تقدم بعض ما يدل على مدح العامة للكاذابين والوضاعين ، وهنا نكتفي بذكر بعض النماذج ، ليتضح للقارئ العزيز الأرضية الصالحة للكذب والوضع عند العامة .
            ذكر الذهبي المصعبي أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب المروزي ، ومدحه وأطراه، ثم قال: ((قال الدارقطني كان حافظاً عذب اللسان مجرداً في السنة، والرد على المبتدعة. لكنه يضع الحديث. وقال ابن حبان: وكان ممن يضع المتون، ويقلب الأسانيد. لعله قد قلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث، كتبت منها أكثر من ثلاثة آلاف. وفي الآخر ادعى شيوخاً لم يرهم. سألته عن أقدم شيخ له، فقال: أحمد بن سيار. ثم حدث عن علي بن خشرم، فسيرت أنكر عليه، فكتب يعتذر إليّ. على أنه من أصلب أهل زمانه في السنة، وأبصرهم بها، وأذبهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها. نسأل الله الستر)) . تذكرة الحفاظ ج:3 ص:803 ـ 804 في ترجمة المصعبي الحافظ الأوحد أبي بشير أحمد بن محمد بن عمرو.






            الفصل السادس :
            في بيان دوافعهم في تقييم الرجال .




            1ـ قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 43: إبراهيم بن عبدالله السعدى النيسابوري . صدوق ، له عن يزيد بن هارون و نحوه . قال أبو عبد الله الحاكم : كان يستخف بمسلم فغمزه مسلم بلا حجة .
            2ـ احمد بن صالح الامام الحافظ أبو جعفر الطبري ثم المصرى . قال النسائي : ليس بثقة ولا مأمون .... وقال تركه محمد بن يحيى ، ورماه يحيى بن معين بالكذب . المصدر : ميزان الاعتدال ج 1 ص 103.
            قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 2 ص 495 : احمد بن صالح الامام الحافظ أبو جعفر الطبري ثم المصرى احد الاعلام ... حدث عنه البخاري وابو داود وصالح جزرة وابو اسماعيل الترمذي وابو بكر بن ابى داود وخلق ، قال صالح جزرة : لم يكن بمصر من يحسن الحديث غيره ، وكان جامعا يعرف الفقه والحديث والنحو ، ويتكلم في حديث الثوري وشعبة والزهرى يدرى ذلك .
            وقال محمد بن عبد الله بن نمير : إذا جاوزت الفرات فليس احد مثل أحمد بن صالح . وقال أبو حاتم : ثقة . وقال البخاري : ثقة ، ما رأيت احدا يتكلم فيه بحجة . وقال أحمد العجلى : ثقة صاحب سنة . وقال يعقوب الفسوى : كتبت عن الف شيخ وكسر ، حجتى فيما بينى وبين الله رجلان ، أحمد بن صالح وأحمد بن حنبل . وقال حافظ ابن وارة : أحمد ببغداد والنفيلي بحران وابن نمير بالكوفة وأحمد بن صالح بمصر ، هؤلاء اركان الدين . قلت : الرجل حجة ثبت لا عبرة بقول من نال منه ، ولكنه كما قال الخطيب : كان فيه الكبر وشراسة الخلق نال النسائي جفاء منه في مجلسه فذلك الذى افسد بينهما .
            قال المزي في تهذيب الكمال ج 1 ص 348وقال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني المقرئ عن مسلمة بن القاسم الاندلسي : الناس مجمعون على ثقة أحمد بن صالح لعلمه وخيره وفضله ، وأن أحمد بن حنبل وغيره كتبوا عنه ووثقوه .وكان سبب تضعيف النسائي له أن أحمد بن صالح رحمه الله كان لا يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان من المسلمين أنه من أهل الخير والعدالة ، وكان يحدثه ويبذل له علمه ، وكان يذهب في ذلك مذهب زائدة بن قدامة ، فأتى النسائي ليسمع منه ، فدخل بلا إذن ، ولم يأته برجلين يشهدان له بالعدالة ، فلما رآه في مجلسه أنكره ، وأمر بإخراجه ، فضعفه النسائي لهذا .
            3ـ قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 503 عبدالله بن مسلم بن قتيبة ، أبو محمد ،صاحب التصانيف ، صدوق ، قليل الرواية . روى عن إسحاق بن راهويه وجماعة . قال الخطيب : كان ثقة دينا فاضلا . وقال الحاكم : أجمعت الامة على أن القتبى كذاب . قلت : هذه مجازفة قبيحة وكلام من لم يخف الله .
            ورأيت في مرآة الزمان أن الدارقطني قال : كان ابن قتيبة يميل إلى التشبيه ، [ منحرف عن العترة ] ، وكلامه يدل عليه . وقال البيهقى : كان يرى رأى الكرامية . وقال ابن المنادى : مات في رجب سنة ست وسبعين ومائتين ، من هريسة بلعها سخنة فأهلكته .
            4ـ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 11 ص 446 أبو الصلت الشيخ العالم العابد ، شيخ الشيعة ، أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، ثم النيسابوري مولى قريش ، له فضل وجلالة ، فياليته ثقة .
            روى عن : مالك ، وحماد بن زيد ، وشريك ، وعبد الوارث ، وهشيم ، وعبد السلام بن حرب ، وابن عيينة ، وعلي بن موسى الرضى ، وعدة . حدث عنه : عباس الدوري ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وأحمد بن أبي خيثمة ، ومحمد بن ضريس ، وعبد الله بن أحمد ، والحسين بن إسحاق التستري ، وخلق كثير .
            وكان زاهدا متعبدا ، أعجب به المأمون لما رآه ، وأدناه ، وجعله من خاصته .
            قال أحمد بن سيار : قدم مرو غازيا . ولما أراد المأمون أن يظهر التجهم وخلق القرآن ، جمع بين هذا وبين بشر بن غياث ليناظره . قال : وكان أبو الصلت يرد على أهل الاهواء من الجهمية المرجئة والقدرية ، فكلم بشرا غير مرة بحضرة المأمون ، واستظهر . ثم قال ابن سيار : ناظرته لاستخرجه فلم أره يغلو ، ورأيته يقدم أبا بكر ، ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل . وقال : هذا مذهبي وديني ، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب . قال ابن محرز : سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت ، فقال : ليس ممن يكذب .
            وقال عباس : سمعت ابن معين ، يوثق أبا الصلت . فذكر له حديث : " أنا مدينة العلم " ، فقال : قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، عن أبي معاوية .
            قلت جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، وكان هذا بارا بيحيى ، ونحن نسمع من يحيى دائما ، ونحتج بقوله في الرجال ، ما لم يتبرهن لنا وهن رجل انفرد بتقويته ، أو قوة من وهاه .
            5ـ قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج 1 ص 16 : فان الحاذق إذا تأمل ثلب ابى اسحاق الجوزجاني لاهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب ، وشهرة اهلها بالتشيع ، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى انه اخذ يلين مثل الاعمش وابى نعيم وعبيد الله بن موسى واساطبن الحديث واركان الرواية . فهذا إذا عارضه مثله أو اكبر منه فوثق رجلا ضعفه قبل التوثيق .
            6ـ قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 111أحمد بن عبدالله الحافظ أبو نعيم الاصبهاني . أحد الاعلام ، صدوق ، تكلم فيه بلا حجة ، ولكن هذه عقوبة من الله لكلامه في ابن مندة بهوى . قال الخطيب : رأيت لابي نعيم أشياء يتساهل فيها ، منها أنه يطلق في الاجازة أخبرنا - ولا يبين .
            قلت : هذا مذهب رآه أبو نعيم وغيره ، وهو ضرب من التدليس .
            وكلام ابن مندة في أبى نعيم فظيع ، لا أحب حكايته ، ولا أقبل قول كل منهما في الآخر ، بل هما عندي مقبولان ، لا أعلم لهما ذنبا أكثر من روايتهما الموضوعات ساكتين عنها .
            قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي الحافظ ، رأيت بخط ابن طاهر المقدسي يقول : أسخن الله عين أبى نعيم ، يتكلم في أبى عبدالله بن مندة ، وقد أجمع الناس على إمامته ، وسكت عن لاحق وقد أجمع الناس على أنه كذاب .
            قلت : كلام الاقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد ، ما ينجو منه إلا من عصم الله ، وما علمت أن عصرا من الاعصار سلم أهله من ذلك ، سوى الانبياء والصديقين ، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس ، اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم .
            8ـ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 18 ص 270 في الخطيب البغدادي : الخطيب الامام الاوحد ، العلامة المفتي ، الحافظ الناقد ، محدث الوقت أبو بكر ، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي . صاحب التصانيف ، وخاتمة الحفاظ .ولد سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة .
            وكتب الكثير ، وتقدم في هذا الشأن ، وبذ الاقران ، وجمع وصنف وصحح ، وعلل وجرح ، وعدل وأرخ وأوضح ، وصار أحفظ أهل عصره على الاطلاق.
            قال ابن ماكولا : كان أبو بكر آخر الاعيان ، ممن شاهدناه معرفة ، وحفظا ، وإتقانا ، وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفننا في علله وأسانيده ، وعلما بصحيحه وغريبة ، وفرده ومنكره ومطروحه ، ولم يكن للبغداديين - بعد أبي الحسن الدارقطني - مثله . سألت أبا عبدالله الصوري عن الخطيب وأبي نصر السجزي : أيهما أحفظ ؟ ففضل الخطيب تفضيلا بينا .
            قال المؤتمن الساجي : ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب .وقال أبو علي البرداني : لعل الخطيب لم ير مثل نفسه .
            أنبأني بالقولين المسلم بن محمد ، عن القاسم بن عساكر ، حدثنا أبي ، حدثنا أخي هبة الله ، حدثنا أبو طاهر السلفي ، عنهما . وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه : أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه .
            وقال أبو الفتيان الحافظ : كان الخطيب إمام هذه الصنعة ، ما رأيت مثله . . . وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الاشعري رحمه الله . قلت : صدق ، فقد صرح الخطيب في أخبار الصفات أنها تمر كما جاءت بلا تأويل .
            قال الحافظ أبو سعد السمعاني في " الذيل " : كان الخطيب مهيبا وقورا ، ثقة متحريا ، حجة ، حسن الخط ، كثير الضبط ، فصيحا ، ختم به الحفاظ ، رحل إلى الشام حاجا ، ولقي بصور أبا عبدالله القضاعي ، وقرأ " الصحيح " في خمسة أيام على كريمة المروزية ، ورجع إلى بغداد ، ثم خرج منها بعد فتنة البساسيري لتشويش الوقت إلى الشام ، سنة إحدى وخمسين ، فأقام بها ، وكان يزور بيت المقدس ، ويعود إلى صور ، إلى سنة اثنتين وستين ، فتوجه إلى طرابلس ، ثم منها إلى حلب ، ثم إلى الرحبة ، ثم إلى بغداد ، فدخلها في ذي الحجة . وحدث بحلب وغيرها . وقال السلفي : سألت شجاعا الذهلي عن الخطيب ، فقال : إمام مصنف حافظ ، لم ندرك مثله .
            قال المؤتمن : تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال إليه . قلت : تناكد ابن الجوزي رحمه الله وغض من الخطيب ، ونسبه إلى أنه يتعصب على أصحابنا الحنابلة . قلت : ليت الخطيب ترك بعض الحط على الكبار فلم يروه .


            يتبع ..

            تعليق


            • #7
              الفصل السابع :
              في رفضهم لأحاديث الرسول الواردة في فضل أهل البيت عليهم السلام .


              1ـ في ضعفاء العقيلي ج3ص416 : حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن على الحلواني حدثنا محمد بن داود الحداني قال سمعت عيسى بن يونس يقول ما رأيت الأعمش خضع إلا مرة واحدة فإنه حدثنا بهذا الحديث قال علي : ( أنا قسيم النار ) فبلغ ذلك أهل السنة فجاءوا إليه فقالوا : أتحدث بأحاديث تقوي بها الروافضة والزيدية والشيعة ؟! فقال : سمعته فحدثت به فقالوا : فكل شيء سمعته تحدث به ؟! قال : فرأيته خضع ذلك اليوم .
              2ـ قال ابن تيمية في حديث (( سدوا الابواب الا باب علي )): وكذلك قوله : (( وسدّوا الأبواب إلاّ باب علي )) فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة ((منهاج السّنة ج 3 ص 9 )) .
              في مستدرك الصحيحين ج 3 ص 135 روى الحاكم بسنده عن زيد بن أرقم قال : ( كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال فتكلم في ذلك ناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي قال فيه قائلكم والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته ) قال الحاكم النيسابوري بعد أن روى هذا الحديث : (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )) . وقال الذهبي في التلخيص : (( صحيح )) .
              وفي المستدرك على الصحيحين أيضاً ج 3 ص 143 روى الحاكم بسنده عن عمرو بن ميمون قال : (اني لجالس عند بن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا من بين هؤلاء قال فقال بن عباس بل أنا أقوم معكم قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لأحد غيره وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فاستشرف لها مستشرف فقال أين علي فقالوا إنه في الرحى يطحن قال وما كان أحدهم ليطحن قال فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي قال بن عباس ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه فقال بن عباس وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا والآخرة قال وعلي جالس معهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على رجل منهم فقال أيكم يواليني في الدنيا والآخرة فأبوا فقال لعلي أنت وليي في الدنيا والآخرة قال بن عباس وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها قال وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال بن عباس وشري علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام في مكانه قال بن عباس وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر رضي الله عنه وعلي نائم قال وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال يا نبي الله فقال له علي إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال وجعل علي رضي الله عنه يرمي بالحجارة كما كان رمي نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يتضور وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم وكان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك فقال بن عباس وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وخرج بالناس معه قال فقال له علي أخرج معك قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا فبكى علي فقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي قال بن عباس وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة قال بن عباس وسد رسول صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال بن عباس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فإن مولاه علي ... ) وقال الحاكم بعد أن روى هذا الحديث : (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة )) . وقال الذهبي في التلخيص : (( صحيح )) . وبهذا النص رواه النسائي في كتاب خصائص الإمام علي وقال عنه محقق الخصائص أبو إسحاق الحويني الأثري : ( إسناده حسن ) .
              وفي مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 119 قال : ( وعن عبدالله بن الرقيم الكناني قال خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي ر واه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد قالوا يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي قال ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها ) ثم قال الهيثمي عن هذا الحيث : (( وإسناد أحمد حسن )).
              وفي فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج 7 ص 14 قال ابن حجر : (... منها حديث سعد بن أبي وقاص قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي أ خرجه احمد والنسائي وإسناده قوي وفي رواية للطبراني في الأوسط رجالها ثقات من الزيادة فقالوا يا رسول الله سددت ابوابنا فقال ما انا سددتها ولكن الله سدها . . .
              3ـ وقال حول نزول (( انما انت منذر ولكل قوم هاد )) في علي عليه السلام : إن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث((منهاج السنّة 7 / 139 )).
              يقول الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد . ويقول الهيثمي في مجمع الزوائد بعد أن يروي هذا الحديث يقول : رجال السند ثقات .
              والضياء المقدسي أخرج هذا الحديث في كتابه المختارة الملتزم فيه بالصحة ((الآية في سورة الرعد، فراجع الطبري والدر المنثور وغيرهما بتفسيرها، والمستدرك 3 / 129، ومجمع الزوائد 7 / 41 )) .
              4ـ وقال حول حديث (( وهو ولي كل مؤمن بعدي )) :
              كذب على رسول الله (( منهاج السنة : 7 / 391 ))
              يقول ابن عبدالبر : هذا إسناد لا مطعن فيه لأحد، لصحّته وثقة رجاله .
              وصحّحه ابن أبي شيبة، وصحّحه أيضاً السيوطي، وصحّحه ابن جرير الطبري، وأخرجه أحمد في المسند بسند صحيح(( مسند أحمد 4 / 437 )). وأيضاً أخرجه الترمذي وحسّنه، والنسائي في الخصائص بسند صحيح، وابن حبّان في صحيحه، وأخرجه الحاكم وصحّحه على شرط مسلم .
              وقال الحافظ ابن حجر بترجمة أمير المؤمنين من الإصابة قال : أخرجه الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين .
              5ـ أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق باب مناقب المهاجرين وفضلهم ج4 ص 203 عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنّا في زمن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا نفاضل بينهم.
              أقول : كثير من روايات العامة تعتمد على مثل ابن عمر الذي حاول أن يجرد علي بن ابي طالب عليه السلام من كل فضائله ، ويساويه بعامة الناس .
              6ـ قال الوليد بن عبد الملك وهو من أئمة العامة و أحد الأئمة الاثني عشر عند بعض علمائهم : (( ان الحديث الذي روي عن رسول الله انت مني بمنزلة هارون من موسى صحيح ولكنه محرف لأن رسول الله قال له : انت مني بمنزلة قارون من موسى)) راجع تاريخ بغداد ج8 ص 266.



              انتهى
              ــــــــــــــــــ

              انتهى النقل .

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
              ردود 2
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X