بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمداً وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم من الأولين والأخرينإلى يوم الدين آمين يارب العالمين.
بمناسبة حلول هده الأيام الحزينة الأليمة على بيت رسول الله (ص) وعلى كل موالي وموالية بدكرى إستشهاد سيدنا ومولانا الإمام جعفر الصادق (ع) .
نتقدم بأحرالتعازي إلى مقام مولانا بقية الله الأعظم في أرضه صاحب العصر والزمان
أرواحنا له الفداء وإلى الأئمة أهل البيت الأطهار (ع) وإلى مراجعنا العظام وإلى
الأمة الأسلامية جمعاء في مشارق الأرض ومغاربها وبإخص شيعة أهل البيت عليهم
السلام بدكرى الفاجعة الأليمة والمصاب الجلل دكرى إستشهاد سيدنا ومولانا وشفيعنا
يوم الورود ومؤسس المدهب الجعفري الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام .
عظم الله أجرنا وأجركم يا شيعة أهل البيت (ع) بهدا المصاب الجلل .
همسة نورانية من سيرة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)
1- نسبه (ع)
هو جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق (عليه السلام).
2- أمه (ع)
روى بعض علماء السنة - فقط - أن أمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر, وأم أمه هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، فلذلك كان يقول: (ولدني أبو بكر مرتين) (تذكرة الحفّاظ 1/166), والرواية لم يتضح لنا صحة سندها من ضعفه.
ويوجد في مقابل هذه الرواية قولٌ لبعض علماء التراجم، وهو القرماني، يقول: إنّ (أم الإمام الصادق (ع) هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي سمرة). (أخبار الدول وآثار الأول - مطبوعٌ بهامش الكامل في التاريخ سنة 1302ﻫ - 1/234).
وقد اكتفى الشهيد الأول بالقول: (أمّه أم فروة ابنة القاسم بن محمد). (راجع البحار 47/1)
ونقل الشيخ المجلسي عن الحافظ عبد العزيز الجنابذي قولاً نفهم منه أن أم فروة هي جدة الإمام الباقر (ع) وليست هي أم الإمام الصادق (ع)، فقد قال: (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم, وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، وأمّها أمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر...) (46/218).
3- ولادته (ع)
قال الشهيد في الدروس: (وُلد عليه السلام بالمدينة يوم الأثنين، سابع عشر شهر ربيع الأول، سنة ثلاث وثمانين...). (بحار الأنوار47/1)
4- كنيته (ع)
كنيته المشهورة (أبو عبد الله), وقد يكنى بـ (أبي إسماعيل).
5- ألقابه (ع)
الصادق، الفاضل, الطاهر، القائم، الكامل، المنجي. (بحار الأنوار 47/9)
روى علي بن الحسين, عن أبيه, عن جده (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسمّوه الصادق..). (بحار الأنوار 47/8)
6- ثبوت إمامته (ع)
لقد ثبت بالتواتر القطعي عند الشيعة نقل النصّ على إمامته عن الإمام الباقر، كما تواتر النقل في أن أمير المؤمنين نصّ على الحسن، ونصّ على الحسين، وكذلك كل إمامٍ على الإمام الذي يليه، ثم هكذا إلى أن ينتهي الامر إلى صاحب الزمان (عليه السلام).
بل إن وضوح إمامته بدرجةٍ بحيث أصبح المذهب الشيعي يعرف بـ المذهب الجعفري.
7- بعض أحواله (ع)
روى الشيخ الصدوق في الخصال عن إمام المذهب المالكي (مالك بن أنس) قوله: (وكان - أي الإمام الصادق (عليه السلام) - لا يخلوا من إحدى ثلاث خصال: إمّا صائما، وإمّا قائما، وإمّا ذاكرا، وكان من أعظم العُبّاد وأكابر الزهّاد الذين يخشون الله عزّ وجلّ، وكان كثير الحديث، طيّب المجالسة، كثير الفوائد.
فإذا قال: (قال رسول الله)، اخضّر مرّة، واصفّرّ أخرى، حتى ينكره من لا يعرفه.
ولقد حججت معه سنةً فلما استوت به راحلته عند الاحرام، كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد يخرّ من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله فلا بدّ لك من أن تقول، فقال:
(يا ابن أبي عامر, كيف أجسر أن أقول: لبيك اللهم لبيك، وأخشى أن يقول عزّ وجلّ: لا لبيك ولا سعديك). (الخصال 1/77)
وقال أيضاً: (ما رأت عينٌ ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر، أفضل من جعفر بن محمد الصادق فضلاً وعلماً وعبادةً وورعا). (المناقب - ابن شهر آشوب 4/248)
وقال أيضاً: (اختلفت إليه زمانا, فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال، إمّا مصلٍّ وإمّا صائمٌ وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيته يحدّث إلا على طهارة). (تهذيب التهذيب - إبن حجر - 2/104)
8- إنتشار علوم الشريعة عنه (ع)
نقل الذهبي في كتابه (تذكرة الحفاظ) عن أبي حنيفة قوله: (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد). (1/166)
نقل الشيخ الصدوق عن أبي حنيفة أيضاً: (لولا جعفر بن محمد ما علم الناس مناسك حجّهم). (من لا يحضره الفقيه 2/519 - رقم 3112)
وذكر في كتاب (أمالي الصادق ع) لـ محمد الخليلي قولاً لأبي حنيفة: (لولا السنتان لهلك النعمان). (4/157)
وقال الحسن بن علي الوشّاء: (أدركت في هذا المسجد - مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كلٌ يقول: (حدثني جعفر بن محمد). (تنقيح المقال 1/294)
9- من مناقبه العاليه (ع)
قال كمال الدين بن محمد بن طلحة الشافعي:
(أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد .... وهو من عظماء أهل البيت وساداتهم (عليهم السلام)، ذو علومٍ جمّة، وعبادةٍ موفورة، وأورادٍ متواصلة، وزهادةٍ بيّنةٍ، وتلاوةٍ كثيرة، يتتبع معاني القرآن الكريم، ويستخرج من بحره جواهره، ويستفتح عجائبه، ويُقسّم أوقاته على أنواع الطاعات، بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكّر الآخرة، واستماع كلامه يُزهّد في الدنيا، والاقتداء بهدايته يورث الجنة، نور قسماته شاهدٌ على أنه من سلالة النبوة، وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية الرسالة.
نقل عنه الحديث واستفاد منه العلم جماعةٌ من أعيان الأئمة وأعلامهم مثل: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك بن أنس، والثوري، وابن عيينة، وأبي حنيفة، وشعبة، وأيوب السخيتاني وغيرهم، وعدّوا أخذهم عنه منقبةًً شُرّفوا بها وفضيلةً اكتسبوها). (قادتنا كيف نعرفهم 4/96 - نقلاً عن مطالب السؤول ص218 مخطوط).
10- من أخلاقه (ع)
1/10 - بعث (سلام الله عليه) غلاماً في حاجةٍ فأبطأ فخرج في أثره فوجده نائماً فجلس عند رأسه يروّحه حتى انتبه، فلما انتبه قال: (يا فلان, والله ما ذاك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار). (المناقب - ابن شهر آشوب - 4/247)
2/10 - نام رجلٌ من الحاج في المدينة فتوهّم أن هميانه سُرق فخرج فرأى جعفر الصادق (عليه السلام) مصليّاً ولم يعرفه فتعلّق به، وقال له: أنت أخذت همياني، قال: ما كان فيه؟ قال: ألف دينار، فحمله إلى داره ووزن له ألف دينار، وعاد إلى منزله ووجد هميانه، فعاد إلى جعفر معتذراً بالمال، فأبى قبوله، وقال:
(شيءٌ خرج من يدي لا يعود إليَّ).
قال: فسأل الرجل عنه, فقيل: هذا جعفر الصادق، قال: لا جرم هذا فِعَالُ مِثْلِه. (المصدر السابق)
3/10 - دخل سفيان الثوري على الصادق (ع) فرآه متغيّر اللون، فسأله عن ذلك فقال: (كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جاريةٌ من جواريَّ ممّن تربّي بعض وُلْدِي قد صعدت في سُلّمٍ والصبي معها، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيّرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات، فما تغيّر لوني لموت الصبي، وإنما تغيّر لوني لما أدخلت عليها من الرعب). وكان (ع) قال لها: (أنت حرّةٌ لوجه الله, لا بأس عليك). (المصدر السابق)
4/10 - لمّا حضر الصادق (عليه السلام) الوفاة قال: (أعطوا الحسن بن علي - وهو الأفطس - سبعين ديناراً).
قيل له: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟ - أراد ضرب الإمام بالموس- فقال: (ويحك ما تقرأ القرآن: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ). (المصدر السابق - 273)
11- من بلاغته وموعظته (ع)
قال بعض أصحابه: دخلت على جعفر، وموسى ولده بين يديه، وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان ممّا حفظت منه أن قال:
(يا بني, احفظ وصيتي، واحفظ مقالتي, فإنك إن حفظتها تعش سعيداً وتمت حميداً.
يا بنيّ, إنه من قنع بما قُسم له استغنى، ومن مدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسم الله له عزّ وجلّ اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلة غيره.
يا بني, من كشف حجاب غيره انكشفت عورات نفسه، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حُقّر, ومن خالط العلماء وُقّر، ومن دخل مداخل السوء أُتهم.
يا بني, قل الحق لك وعليك، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال.
يا بني, إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن, وللمعادن أصولا، وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا، ولا يطيب ثمرٌ إلا بفرع، ولا فرعٌ إلا بأصل، ولا أصلٌ إلا معدنٌ طيّب.
يا بنّي, إذا زرت فَزُر الأخيار ولا تزُر الفجّار، فإنهم صخرةٌ لا ينفجر ماؤها، وشجرةٌ لا يخضَّر ورقها، وأرضٌ لا يظهر عُشْبُها).
قال علي بن موسى (ع): (فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات). (كشف الغمّة 2/157)
12- استشهاده (ع)
لقد عانى الإمام (ع) من خليفة عصره المنصور الدوانيقي, حتى فعل به الأفعال الشنيعة من التعذيب والتشريد, حتى وصل به الحد أخيراً إلى أن يشرك في دمه فقتله مسموماً بالعنب، وكان تاريخ استشهاده (ع) في اليوم الخامس والعشرين من شوال المكرم.
لكنه لم يطفأ ولم ينطفأ نور جعفر بن محمد (ع), بل زاد نوره إضاءةً وإنتشاراً إلى درجة أنه صار رمزاً لـ مذهب أهل البيت (ع)..., وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
المصدر : موقع سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي .
السلام عليك يامولاي ياأمامي ياجعفر الصادق (ع) الزاهد العابد الراشد أشهد بإنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف
ونهيت عن المنكرحتى اتاك اليقين فلعن الله ظالميك وقاتليك وهاضميك إلى يوم الدين .
فسلام الله عليك يامولاي ياسيدي ياأمامي ياأبا عبدالله جعفر الصادق (ع)
فسلام الله عليك يامولاي ياسيدي ياأمامي ياأبا عبدالله جعفر الصادق (ع)
يوم ولدت ويوم تبعث حياً . رزقنا وجميع المؤمنين والمؤمنات زيارتكم
في الدنيا وشفاعتكم في الآخرة بحق محمداً وآل بيته الطيبين الطاهرين .
عظم الله لنا ولكم الأجر وإنا لله وإنا اليه راجعون .
نسألكم الدعاء .
عظم الله لنا ولكم الأجر وإنا لله وإنا اليه راجعون .
نسألكم الدعاء .
.