دبلوماسية!

لو بعث روبنسن كروزو من جديد وقال في أول تصريحات له ان مشكلة لبنان مع اسرائيل بما كانت تتضمن من تحرير الأرض وتحرير الأسرى كان يمكن ان تحل بالطرق الدبلوماسية لقلنا ان الرجل عاش في الأدغال طويلا، وان ما يقوله ينم عن جهل بواقع أزمة لبنان مع اسرائيل لاعتبارات كثيرة، أما ان يطل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، وهو الذي عاش في لبنان طويلا وشهد معظم مراحل أزمته مع اسرائيل، ليقول ان (الدبلوماسية) كانت كفيلة بإيقاف اسرائيل عند حدها وعودة حقوق لبنان اليه فإن هذا الأمر عجيبة ثامنة يمكن اضافتها الى عجائب الدنيا السبع من دون فحص ولا تدقيق ولا تعليق.
قبل حرب يوليو كان جزء كبير من جنوب لبنان محتلا من قبل اسرائيل ورغم صدور القرار الدولي (۴۲۵) الذي طالب إسرائيل بإنهاء احتلالها إلا أن الدولة العبرية داست على ذلك القرار لما يزيد على ال۲۵ عاما ولم تنسحب إلا تحت ضربات المقاومة. أما دبلوماسية السنيورة فقد كانت ميتة لأكثر من عقدين ونيف.
بالعودة الى حرب يوليو في ۲۰۰۶ فإننا نتذكر كيف تنصل السنيورة وحكومته البتراء آنذاك ومنذ اللحظات الأولى للحرب من المقاومة عبر توجيه الرسائل الى العالم بأن الحكومة اللبنانية لا علاقة لها بما حدث. لكن رغم تنصله فإن ذلك لم يمنع إسرائيل من التمادي في عدوانها وتدمير لبنان الى أن كان القرار رقم (۱۷۰۱) والذي جاء ليس نتيجة لدبلوماسية القبل التي اعتمدها السنيورة مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ولا نتيجة للدبلوماسية (البكائية) التي اعتمدها في اللقاءات الوزارية، وانما جاء بسبب استمرار انهمار صواريخ المقاومة على اسرائيل ونتيجة لهزيمتها القاسية في لبنان وليس لأي شيء آخر.
مع انتهاء العدوان استطاع حزب الله أن ينجز عملية تبادل تاريخية أدت لإطلاق كل الأسرى اللبنانيين من السجون الصهيونية ولم نشهد في تلك العملية دورا لدبلوماسية السنيورة أو دبلوماسية سواه.
لقد أخطأ السنيورة في حساباته ولم يخطئ حزب الله. فلو ترك الأمر للدبلوماسية التي يتحدث عنها رئيس حكومتنا لما تحررت الأرض ولما تحرر الأسرى. أما وقد تم انجاز التحريرين فإننا نطالب السنيورة بأن يلجأ الى دبلوماسيته لا ليوقف حربا أو يحرر أرضا أو أسرى وإنما فقط لوقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة لأجواء وبحر وبر لبنان.
---------------------
المصدر:الوفاق_أدهم جابر
تعليق