ومن موبقات معاوية أنه أقام لجاننا من الوضاعين لافتعال الأحاديث ونسبتها إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) في فضل الصحابة وجعلهم بمنزلة أهل البيت (عليهم السلام)، ومن المؤسف أنها خفيت على مدوني الصحاح والسنن فدونها, وصارت جزء من العقيدة الإسلامية، وهي لا وقاع لها, ونلمح إلى بعضها:
1 ـ عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على كل ورقة منها لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق, عمر الفاروق, عثمان ذو النورين(24)).
قال المحقق الأميني: هذا الحديث من موضوعات علي بن جميل الرقي أخرجه الطبراني وقال: موضوع وذكر الأميني مصادر أخرى نصت على وضعه(25).
2 ـ عن أنس مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله): لو أفتقد أحدا من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان لا أراه ثمانين عاما – أو سبعين عاما – فإذا كان بعد ثمانين عاما – أو سبعين عاما – يقبل إلي على ناقة من المسك الأذفى, حضوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد، فأقول: معاوية, فيقول: لبيك يا محمد, فأقول: أين كنت من ثمانين عاما؟ فيقول: كنت في روضة تحت عرش ربي يناجيني وأناجيه، ويحييني وأحييه، ويقول: هذا عوض مما كنت تشتم في دار الدنيا....
من موضوعات عبد الله بن حفص الوكيل قال ابن عدي: موضوع لا شك أنه واضعه, وقال الخطيب: باطل إسنادا ومتنا. وعلق عليه ابن عساكر قال: هذا حديث منكر(26).
لماذا يفتقد النبي (صلى الله عليه وآله) معاوية وهو الذي حارب وصيه وباب مدينة علمه, وسم ريحانته الإمام الزكي الحسن وقتل خيار الصحابة, واستخلف ولده المجرم الأثيم على المسلمين بمثل هذه الأخبار الموضوعة يتمسك الجهلة والأوباش في فضل معاوية.
3 ـ عن أنس مرفوعا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (لما أسري بي خلت الجنة فذا أنا بتفاحة تعلقت عن حوراء قالت: أنا للمقتول ظلما عثمان).
أخرجه الذهبي في ميزانه 2 / 20 عن طريق عباس بن محمد العدوي الوضاع وقال: خبر مرفوع.
4 ـ روي عبد الله بن عمر مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لما ولد أبو بكر اطلع الله على جنة عدن، فقال: وعزتي وجلالي لا أدخلك إلا من أحب هذا المولود).
علق الخطيب البغدادي عليه فقال: إنه باطل وفي إسناده غير واحد من المجهولين(27).
5 ـ روى أبو هريرة مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.
علق عليه الخطيب فقال: هذا الحديث وضعه العدوي على كامل بن طلحة(28).
6 ـ روى البراء مرفوعا أن الله اتخذ لأبي بكر في أعلى عليين قبة من ياقوته بيضاء معلقة بالقدرة تخرقها رياح الرحمة, للقبة أربعة آلاف باب، كلما اشتاق أبو بكر إلى لله انفتح منها باب ينظر إلى الله عز وجل.
من موضوعات محمد بن عبد الله أبي بكر الأشناني, عده الذهبي من طامات أبي الأشناني(29).
7 ـ روي عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لما رد بي إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت بها مكتوبا محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من خلفي.
قال ابن حجر: قال بابن حبان هذا خبر باطل(30).
8 ـ عن أنس مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: الأمناء سبعة, اللوح، والقلم واسرافيل, وميكائيل وجبريل ومحمد ومعاوية.
ذكره ابن كثير وجعله من الأحاديث المنكرة(31) وعلق عليه المحقق الأميني فقال: تعسا لأمة تروي مثل هذه المخازي ولم تنل منها جبهتها حياء أليس عارا على الإسلام وأهله أن يجعل معاوية الخؤون مع نبيه وأمناء الله المعصومين في الإمامة(32).
9 ـ عن زية بن ثابت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول من يعطي كتابه بيمنيه من هذه الأمة عمر بن الخطاب, وله شعاع كشعاع الشمس، قيل فأين أبو بكر؟ قال: تزفه الملائكة إلى الجنان(33).
10- كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا اشتاق إلى الجنة قبّل شيبة أبي بكر.
عده الفيروز آبادي في خاتمة كشف الخفاء 2/419 من أشهر المشهورات من الموضوعات ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل(34).
وقد ذكر المحقق الأميني نوّر الله مثواه مائة حديث من الموضوعات. ومن الجدير بالذكر أن الإمام الباقر أثار في حديث له مع جماعة من أعلام أصحابه إلى أن معظم الأحاديث التي وردت في فضل بعض الصحابة من الموضوعات وقد افتعلت أيام حكومة معاوية بإيعاز منه للحط من شأن العلويين والتقليل من أهميتهم، وطلب منه إبان وهو من العلماء الذين تتلمذوا على يد الإمام أن يذكر له بعض تلك الأخبار الموضوعة, فقال:
أ – إن سيدي كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر(35).
ب – إن عمر محدث – بصيغة المفعول – إي تحدثه الملائكة.
ج – إن السكينة تنطق على لسان عمر.
د – إن عمر يلقنه الملك.
هـ – إن الملائكة لتستحي من عثمان(36).
واسترسل الإمام أبو جعفر في عرض الأخبار المفتعلة عن أكثر من مائة رواية – أو أكثر من مائتين – يحسبها الناس أنها حق وهي كذب وزور(37).
لقد افتعلت الأحاديث الكثيرة في أيام الأمويين والعباسيين في فضل الصحابة, وأخذها الجمهور بعين الرضا، فقدسوا جميع الصحابة, وأغمضوا النظر ما صدر من بعضهم من الأعمال التي تتنافى مع روح الإسلام وهديه.
السلام على من اتبع الهدى وهم الرسول
واهل بيته
ارجوا القرآءة قبل اللغوا
وشكر للذي يقرء ويعتبر قبل فوات الاوان
الصقر
1 ـ عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على كل ورقة منها لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق, عمر الفاروق, عثمان ذو النورين(24)).
قال المحقق الأميني: هذا الحديث من موضوعات علي بن جميل الرقي أخرجه الطبراني وقال: موضوع وذكر الأميني مصادر أخرى نصت على وضعه(25).
2 ـ عن أنس مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله): لو أفتقد أحدا من أصحابي غير معاوية بن أبي سفيان لا أراه ثمانين عاما – أو سبعين عاما – فإذا كان بعد ثمانين عاما – أو سبعين عاما – يقبل إلي على ناقة من المسك الأذفى, حضوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد، فأقول: معاوية, فيقول: لبيك يا محمد, فأقول: أين كنت من ثمانين عاما؟ فيقول: كنت في روضة تحت عرش ربي يناجيني وأناجيه، ويحييني وأحييه، ويقول: هذا عوض مما كنت تشتم في دار الدنيا....
من موضوعات عبد الله بن حفص الوكيل قال ابن عدي: موضوع لا شك أنه واضعه, وقال الخطيب: باطل إسنادا ومتنا. وعلق عليه ابن عساكر قال: هذا حديث منكر(26).
لماذا يفتقد النبي (صلى الله عليه وآله) معاوية وهو الذي حارب وصيه وباب مدينة علمه, وسم ريحانته الإمام الزكي الحسن وقتل خيار الصحابة, واستخلف ولده المجرم الأثيم على المسلمين بمثل هذه الأخبار الموضوعة يتمسك الجهلة والأوباش في فضل معاوية.
3 ـ عن أنس مرفوعا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (لما أسري بي خلت الجنة فذا أنا بتفاحة تعلقت عن حوراء قالت: أنا للمقتول ظلما عثمان).
أخرجه الذهبي في ميزانه 2 / 20 عن طريق عباس بن محمد العدوي الوضاع وقال: خبر مرفوع.
4 ـ روي عبد الله بن عمر مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لما ولد أبو بكر اطلع الله على جنة عدن، فقال: وعزتي وجلالي لا أدخلك إلا من أحب هذا المولود).
علق الخطيب البغدادي عليه فقال: إنه باطل وفي إسناده غير واحد من المجهولين(27).
5 ـ روى أبو هريرة مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.
علق عليه الخطيب فقال: هذا الحديث وضعه العدوي على كامل بن طلحة(28).
6 ـ روى البراء مرفوعا أن الله اتخذ لأبي بكر في أعلى عليين قبة من ياقوته بيضاء معلقة بالقدرة تخرقها رياح الرحمة, للقبة أربعة آلاف باب، كلما اشتاق أبو بكر إلى لله انفتح منها باب ينظر إلى الله عز وجل.
من موضوعات محمد بن عبد الله أبي بكر الأشناني, عده الذهبي من طامات أبي الأشناني(29).
7 ـ روي عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لما رد بي إلى السماء فما مررت بسماء إلا وجدت بها مكتوبا محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من خلفي.
قال ابن حجر: قال بابن حبان هذا خبر باطل(30).
8 ـ عن أنس مرفوعا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: الأمناء سبعة, اللوح، والقلم واسرافيل, وميكائيل وجبريل ومحمد ومعاوية.
ذكره ابن كثير وجعله من الأحاديث المنكرة(31) وعلق عليه المحقق الأميني فقال: تعسا لأمة تروي مثل هذه المخازي ولم تنل منها جبهتها حياء أليس عارا على الإسلام وأهله أن يجعل معاوية الخؤون مع نبيه وأمناء الله المعصومين في الإمامة(32).
9 ـ عن زية بن ثابت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول من يعطي كتابه بيمنيه من هذه الأمة عمر بن الخطاب, وله شعاع كشعاع الشمس، قيل فأين أبو بكر؟ قال: تزفه الملائكة إلى الجنان(33).
10- كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا اشتاق إلى الجنة قبّل شيبة أبي بكر.
عده الفيروز آبادي في خاتمة كشف الخفاء 2/419 من أشهر المشهورات من الموضوعات ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل(34).
وقد ذكر المحقق الأميني نوّر الله مثواه مائة حديث من الموضوعات. ومن الجدير بالذكر أن الإمام الباقر أثار في حديث له مع جماعة من أعلام أصحابه إلى أن معظم الأحاديث التي وردت في فضل بعض الصحابة من الموضوعات وقد افتعلت أيام حكومة معاوية بإيعاز منه للحط من شأن العلويين والتقليل من أهميتهم، وطلب منه إبان وهو من العلماء الذين تتلمذوا على يد الإمام أن يذكر له بعض تلك الأخبار الموضوعة, فقال:
أ – إن سيدي كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر(35).
ب – إن عمر محدث – بصيغة المفعول – إي تحدثه الملائكة.
ج – إن السكينة تنطق على لسان عمر.
د – إن عمر يلقنه الملك.
هـ – إن الملائكة لتستحي من عثمان(36).
واسترسل الإمام أبو جعفر في عرض الأخبار المفتعلة عن أكثر من مائة رواية – أو أكثر من مائتين – يحسبها الناس أنها حق وهي كذب وزور(37).
لقد افتعلت الأحاديث الكثيرة في أيام الأمويين والعباسيين في فضل الصحابة, وأخذها الجمهور بعين الرضا، فقدسوا جميع الصحابة, وأغمضوا النظر ما صدر من بعضهم من الأعمال التي تتنافى مع روح الإسلام وهديه.
السلام على من اتبع الهدى وهم الرسول


ارجوا القرآءة قبل اللغوا
وشكر للذي يقرء ويعتبر قبل فوات الاوان
الصقر
تعليق