إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحسين قدوتنا والقدس عزُّ عروبتنا ... لماذا ثار الحسين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين قدوتنا والقدس عزُّ عروبتنا ... لماذا ثار الحسين

    منقول من arabtimes.com
    من قلم: أمين دايخ
    الحسين قدوتنا والقدس عزُّ عروبتنا ... لماذا ثار الحسين
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله وخاتم المرسلين، حبيب ربِّ العالمين الصادق الأمين أبي القاسم محمد، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين وبعد. إخواني في الإسلام والعروبة والإنسانيَّة، إخواني أينما حللتم وأيَّاً كان نهجكم، الحمدُ لله الذي جعلنا نرى الحق حقاً فنتبِّعه، والباطلَ باطلاً فنرفُضُه، وليس اتِّباعنا للحقِّ ورفضنا للباطل إلّا بالأدلَّة الصادقة، والبراهين الواضحات الباهرات، والحجج البالغات الجليَّات. البعض لا يعلم سبب ذكرنا الدائم للحسين عليه السلام بكلِّ مناسبة، فنقول له: لأنَّه المشروع النَّهضوي لكلِّ الأمم التي تريد "الحريَّة"، ولأنَّه عنوان "الكرامة والآخرة والإنسان"، ولأنَّه "سبط" الرسول عليه وآله السلام، و"سيد شباب أهل الجنة" و"إمام قام أو قعد"، ولأنه لا يوجد ابن بنت نبي ذبح وقتل ظمآنا كمقتل الحسين، ولا يوجد ثائر ثار وحقق ما حققه الحسين. يقول الصادق ع:"إنا لنحب من شيعتنا من كان عاقلاً عالماً فهماً فقيهاً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفياً". فالنتوحد على عبادة الله والإيمان بكتابه والتصديق بأنبيائه ورسله ص ونتحلى بما أمرنا به الصادق، ولنجعل الحقَّ ميزاننا والعمل في سبيل الله كفاحنا، ولنصرف اقلامنا للإهتمام بقضايانا الجوهريَّة في هذه الفترة المفصليَّة في تاريخ أمتنا العربية، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لإحقاق الحق وقول الصدق. فالنجعل جُلَّ إهتمامنا: أراضينا المحتلَّة في لبنان وفلسطين والعراق، فالنقاوم سلميَّا حكوماتنا الخانعة لسياسة البيت الأبيض، تلك الحكومات التي لا تجيد إلا جباية الضرائب والجمع والطرح، فالنقاطع من يصدِّرون لنا ناسفي وحدتنا وعيشنا واستقلالنا. فالنَنْتَبِه ولنتنبَّه، لفلسطين التي يتم تهويدها شيئا فشيئا، فالندعم الصامدين الشرفاء فيها ونعمل من أجل حق العودة، فلم تضق بهم صدورنا مهما زجُّوا بهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فهُم، الشعب الفلسطيني الثائر الحرُّ الأبي، المقيَّد بالحقد العربي والإنحياز الدولي، هم ممَّن علَّمنا كيف نحمل السلاح، هم ممَّن أسس الفدائيين في لبنان، هم ممن ورثوا من الحسين معنى الفداء وما معنى أن تكون "فدائيا-إستشهاديا"، هم الصامدون الصابرون. ومثلا: في القدس، ال"أرنونا" تصادر ممتلكات العرب، والتجار يضيقون عليهم بل حتى الشرطة كثيرا ما تُقيم حواجز عند منعطفات تؤدي إلى شوارع "أهل الأرض"، فتقل أو تنعدم المارة لأسباب منها كثرة التدقيق. وفي الضفة يتم شراء اراض واسعة، بمال صهيوني من جَيْب عربي متآمر متخاذل. وفي غزة المقيَّدة بالحصار تموت الأطفال جوعا، فلعمري اليس في أمة المليار ونصف المليار مسلم رجل رشيد؟!
    إن ما يحصل في منطقتنا من أزمات وتوتّرات وحروب، بل وإقليميَّا وعالميَّا، صدقوني والله أقول حقا وصدقا ولا اقول ما أقول تشدقا ولا شططا، موعودون ومبشرون به، حرفا حرفا، وكلمة كلمة، وحادثا حادثا، علامات تشدُّ بعضها بعضا، كلها تبشِّر بزوال هذا الكيان الغاصب لأطهر أرض والذي هو آداة للسياسة الإستيطانية والهيمنة الدولية كما غيره من الجربانين الصحراويين، والمُغتصب لأطهر عِرض، وزواله هو وأسياده بأييد مؤمنة، وسواعد حرَّة، وقلوب مطمئنَّة، ووجوه ضاحكة مستبشرة، وقبضات بعزائم "كربلائيَّة"، وأكفٍّ حسينيَّة تنادي "خيبر خيبر يا يهود جيش محمَّد سوف يعود". فاقرؤوا ببصائركم وتفكروا بعقولكم: من هو الشعب المختار هذه الأيام لمواجهة أهل الغيِّ والشِّقاق والعناد، والفسوق والعصيان والطغيان، الذين لو زاغوا عن الحق لاستبدل الله بهم غيرهم؟! أليسوا المجاهدين الصابرين المرابطين في لبنان والعراق وفلسطين؟! ولماذا هذا التآمر والتخاذل العربي في عزِّ انتصاراتنا، واعياد انتصاراتنا؟! لماذا يهابون الأسطورة التي لا تقهر، "فالجيش الذي لا يقهر قهرناه، والجيش الذي لا يهزم هزمناه"، والجيش الذي أنزل الهزيمة بالدول العربية خرج تاركا عديده وعداده في اراضينا، وفي "حرب تموز"، لم تطلب المقاومة اللبنانية المعونة من أحد ولا السلاح، وتآمر العرب المستعربون عليها، وهاجموها، وجيَّشوا داعمي جدودهم وأسيادهم كل الوسائل الإعلامية، ولكننا دمرنا أسطورة صناعته ومفخرتها بحريا وبريا وجويَّاً حتى خلال الليل، بينما الزعماء الأذِّلاء بانتظار متغيِّرات إقليميَّة ومعطيات دولية وإشارات أمريكيَّة. الجيش المُعدُّ "لعدة مواجهات على عدَّة جبهات" لعبَ به المقاومون في الجنوب اللبناني كيفما يشاؤون، ولا زال الصهاينة يحاولون فك اللغز لأنهم لا يدرون معاني كربلاء، والإيمان والحرية، والحسينيَّين، وعدم الخضوع. هم لا يعرفون ما معنى "كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء"، ولا معنى "لبيك يا حسين" ولا معنى جبُّ البلان وزهر البيلسان والتين والزيتون والرمان في أرضنا، هم لا يفقهوا أن البيوت المتهدمة تجدد منظر العاشر عندما حرقت خيام الحسين، وأن الشيوخ يجددون الصحابي حبيب ابن مظاهر، وأن الفقراء يجددون جون الكندي، والرجال يجددون أبا الفضل العباس، والأطفال تجدد القاسم ابن الحسن، والشباب يجددون علي الأكبر، والأمهات يجددن ام ذاك الطفل الصغير الذي قالت له أمه بعد مقتل أبيه أبرز للقتال وبيض وجهي عند الله ورسوله وابنته أيُقتل أبناء الحسين ولا يقتل ابني فبرز يردد "أميري حسين ونعم الأمير"، والرضَّع يجددون عبد الله الرضيع المنحور بسهم الظلم، والأخوات والأمهات يجددون زينب ابنة علي وفاطمة ع، الصابرة المجاهدة المحتسبة المسبيَّة والمسجونة التي ضربتها سياط بني أمية، وقدَّمت لأخيها جواد المنيَّة، والوقوف بوجه الظلم والظالمين، هذا مما تعنيه "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء".
    "لبيك يا حسين" مما تعني أن تقف وحدك بوجه عدوك مهما بلغ عدده وقوته وعديده، أن تثق بالله، أن تؤمن بالله وتعمل في الدنيا لأجل الآخرة، أن تبرز أنت وأهلك للدفاع عن الحق، للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن تكون مقاوما فدائيا مجاهدا صابرا محتسبا، لا تتخلى عن مبادؤك ولا دينك، ولا تبيع آخرتك بدنياك الدنيَّة، أن تكون مرابطا مستيقنا بنصر الله، ولو أنك قُتلت ثم أُحرقت ثم ذُررت في الهواء ألف مرة. أن تكون مقاوما، يعني أن تبدأ من نفسك وأهلك، فتربي نفسك وتروض روحك، ولا تسلِّم من أجل المال مسلم بن عقيل لابن زياد، ولا تترك ساحة القتال، ولا تقعد عن نصرة الحق، أن تكون كالحر الرياحي، أن ترفض الذل والهوان ولا تخشى إلا الله، ولا تركع إلا لله، ولا تقول الآه إلا لله، وتتخذ قدوتك نبيك والأئمة من بعده وأصحابه، "لبيك يا حسين" تعني أن تكون "مشروع شهيد"، أن تضحي بكل شيء في سبيل الله.
    إن هم اعتبروا أن الدولة الفلسطينية صعب تحقيقها، فإننا لم ولن نخذل رسولنا أو أقصانا أو كنيسة القيامة، كما لن نخذل الجنوب اللبناني والعراق، إننا أمة تتمسك بكل شِبر وكل حبة تراب وذرة رمل من ارضها، بل وكل صخرة وكل حجر وكل زهرة ربيعيَّة من شقائق النعمان إلى السْكُوْكَعْ إلى الدَّحنون إلى جبِّ البلاَّن، لأن أرضنا زرع فيها بكل شبر شهيد، لأن أرضنا مقدَّسة وهي عِرضنا، لأن أرضنا عاتية على الغزاة، لأن أرضنا محروسة من الله وموعودة بالنصرة من الله وليس آخرها (يوم يأتي بعض آيات ربك)، أم تظنون أن السيد حسن والشيخ القسَّام وخالد مشعل واسماعيل هنية والشرفاء من هذه الأمة وليدة الصدفة؟! فاليعلموا أننا أمة "هيهات منَّا الذلَّة".
    نحن أمة تستشفُّ من تاريخها لتبني مستقبلها، فالنسأل أنفسنا لماذا ثار الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام؟! أرجوكم دققوا واعتبروا مما قاله الإمام الحسين ع قبل الخروج من مكة إلى المدينة، فجمع الأعيان، وألقى هذا الخطاب الذي حدَّد فيه العناوين العريضة للثورة وموجباتها في كل عصر مصر، أيها المسلمون أيها الثائرون الأحرار في كل مكان، يقول الحسين عليه السلام للأعيان:
    {...اعتبروا ايها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول: (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإِثم) وقال: (لُعن الذين كفروا من بني اسرائيل).. إلى قوله:(لبئس ماكانوا يفعلون) وإنما عاب الله ذلك عليهم، لأنهم كانوا يَرَوْنَ من الظَّلمَةِ بين أظهرهم المُنْكَر والفساد، فلا يَنْهَوْنَهُم عن ذلك رغبةً فيما كانوا ينالون منهم، ورهبةً مما يحذرون، والله يقول: (فلا تخشوا الناس واخشونِ) وقال: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
    فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها إذا أدِّيَت وأُقيمت، استقامت الفرائض كلها، هيِّنها وصعبها. وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء الى الاسلام، مع ردَّ المظالم، ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها.
    ثم انتم ايتها العصابة، عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مُهابة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويؤثركم من لافضل لكم عليه، ولايد لكم عنده، تشفعون في الحوائج اذا امتنعت من طلابها، وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر، اليس كل ذلك انما نلتموه بما يُرجى عندكم من القيام بحق الله، وإن كنتم عن اكثر حقه تقصرون، فاستخففتم بحق الامة: فأما حق الضعفاء فضيَّعتم، وامّا حقكم بزعمكم فطلبتم، فلا مالاً بذلتموه، ولا نفساً خاطرتم بها للذي خلقها، ولاعشيرة عاديتموها في ذات الله. انتم تتمنون على الله جنتهُ ومجاورة رسلِهِ واماناً من عذابه، لقد خشيت عليكم ايها المتمنون على الله أن تحل بكم نقمة من نقماته، لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فُضِّلتم بها ومن يُعرَف بالله لاتكرِمون، وانتم بالله في عباده تكرمون.
    وقد ترون عهودَ الله منقوضة فلا تفزعون، وانتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون، وذمَّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) محقورة، والعُميُ والبكمُ والزُمن في المدائن مهملة، ولاتَرحمون، ولافي منزلتكم تعملون، ولامن عمل فيها تعينون، وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون. كل ذلك مما امركم الله به من النهي والتناهي، وانتم عنه غافلون. وانتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون. ذلك بأن مجاري الامور والاحكام على أيدي العلماء بالله الأُمناء على حلاله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وماسُلبتم ذلك، الا بتفرقكم عن الحق واختلافكم في السُّنة بعد البيِّنة الواضحة. ولو صبرتم على الأذى، وتحملتم المؤونة في ذات الله، كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، واليكم ترجع. ولكنكم مكَّنتم الظلمة من منزلتكم، واستسلمتم أمور الله في أيديهم، يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلّطهم إلى ذلك فراركم من الموت، واعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم. فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مُستَعْبَد مقهور، وبين مُستضعف على معيشته مغلوب. يتقلَّبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم، اقتداءً بالاشرار، وجرأة على الجبار. في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض له شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول، لايدفعون يد لامسٍ، فمن بين جبار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاع لايعرف المبدئ لمعيد. فيا عجباً، ومالي لا أعجب، والارض من غاش غشوم، ومتصدق ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، القاضي بحكمه فيما شجر بيننا. اللهم انك تعلم انه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لِنُري المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك، فإن لم تنصرونا وتنصفونا قوِيَ الظلمة عليكم، وعملوا في اطفاء نور نبيكم وحسبنا الله، وعليه توكلنا، واليه انبنا، واليه المصير...}اهـ. فما أشبه حاضرنا بالماضي، وحكام اليوم بالأمس، ومعاناة اليوم بما لاقته الأمة بعد الرسول ص، ولهذا السبب لا يريدون ويرفضون الثقافة المحمَّدية الحسينيَّة، لهذا لا يريدوننا أن نذكر الحسين الحاضر في قلوب ومُهَج المؤمنين. ولهذا نحن ثائرون شاهرون سيوف الحق بوجه المُعتدين والظالمين.
    تيقَّن أيها الضعيف المُستضعف، أن الله لا يترك عباده فلا بد وأن يكون قائم بدينه، ولابد أن يتنفس صبح الحرية على قبَّة الأقصى ولبنان والعراق، فيا قدس إننا قادمون، لنا النصر وهم سيهزمون.

  • #2
    اللهم صلي على محمد وال محمد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X