1ـ وبه (حدَّثنا به عليُّ بن الحسين قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن عبد اللّه الشاعر ـيعني ابن عقبةـ قال: سمعت عليّاً ـ عليه السلام ـ يقول: «كأنِّي بِكُمْ تَجُولُونَ جَوَلاتَ الاِبِلِ تَبْتَغُونَ مَرْعىً ولا تَجِدُونَها يَا مَعْشَـرَ الشيعَةِ» (1).
____________
(1) غيبة النعماني: 192، كمال الدين: 1|302 ـ 303 ـ حدَّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي اللّه عنه) قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، عن عبّاد بن يعقوب، عن الحسن ابن حمّاد، عن أبي الجارود، عن يزيد الضخم قال: سمعت أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يقول: ـ كما في غيبة النعماني بتفاوت يسير، وفيه: «...النعم بدل الاِبْلِ ... تطلبون المرعى فلا تجدُونَهُ»، وفي: 1|303 ـ حدَّثنا محمّد بن أحمد الشيباني (رضي اللّه عنه) قال: حدَّثنا محمّد بن جعفر الكوفي قال: حدَّثنا سهل بن زياد الآدمي قال: حدَّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني (رضي اللّه عنه) ، عن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب _ عليهم السلام _ عن أبيه، عن آبائه، عن أمير الموَمنين _ عليهم السلام _ قال: «للقائم منّا غيبة أمدها طويل، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه، فهو معي في درجتي يوم القيامة»، ثم قال _ عليه السلام _ : «إنَّ القائم منّا إذا قام لم يكن لاَحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه»، ثمّ قال: حدَّثنا عليُّ بن أحمد بن موسى (رضي اللّه عنه) قال: حدَّثنا محمّد بن جعفر الكوفي، عن عبد اللّه بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن محمّد بن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير الموَمنين _ عليهم السلام _ : بهذا الحديث مثلاً سواء، وفي: 1|304 ـ حدَّثنا أبي (رضي اللّه عنه) قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن زياد المكفوف، عن عبد اللّه بن أبي عقبة الشاعر قال: سمعت أمير الموَمنين عليّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ يقول: ـ كما في غيبة النعماني، وفي: 1|304 أيضاً ـ حدَّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد ابن المنذر، عن عبد اللّه بن أبي عقبة الشاعر قال: سمعت أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يقول:ـ كما في غيبة النعماني، البحار: 51|109 ـ عن رواية كمال الدين الثانية، وفي: 51|114 ـ عن النعماني، إعلام الورى: 400 ـ عن رواية كمال الدين الثانية، منتخب الاَثر: 255 ـ عن رواية كمال الدين الثانية، إثبات الهداة: 3|463 ـ عن رواية كمال الدين الاَُولى، وفي: 3|464 ـ عن رواية كمال الدين الثانية.
( 256 )
2ـ جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الاَصم، عن عبد الرحمان بن سيَّابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي الاَسدي (قال سمعت أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يقول: («كَيْفَ) أَنْتُمْ إِذَا بَقيْتُمْ بِلا إِمامِ هُدىً، وَلاَ عَلَمٍ يُرَى، يَبْـرَأُ بَعْضِكُمْ مِنْ بَعْضٍ» (1).
3ـ حدَّثنا به عليُّ بن الحسين قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطار قال: حدَّثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليٍّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن مزاحم العبدي، عن عكرمة بن صعصعة، عن أبيه قال: كان عليٌّ ـ عليه السلام ـ يقول:
«لا تَنْفَكّ هذه الشيعَةُ حَتَّى تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ المَعْزِ لا يَدْرِي الخابِسُ (2)عَلَـى أيِّها
____________
(1) غيبة الطوسي: 207، البحار: 51|111 ـ عن غيبة الطوسي، وفيه: «كيف أنتم»، إثبات الهداة: 3|510 ـ عن غيبة الطوسي، وفيه: «كيف أنتم».
(2) في القاموس: خبس الشيء بكفه ـ أخذه، وفلاناً حقه ـ ظلمه وغشمه، والخبوسـ الظلوم، واختبسه، أخذه مغالبة، وماله ـ ذهب به، والمختبسـ الاَسد كالخابس، وفي بعض النسخ هنا وفيما يأتي «الجاس» وهو من جسه بيده أي مسّه.
( 257 )يَضَعُ يَدَهُ(1) فَلَيْسَ لَهُمْ شَـرَفٌ يُشـرِفُونَهُ، ولا سِنَادٌ يَسْتَنِدُونَ إليْهِ في أُمورِهِمْ (2)».(3).
4ـ حدَّثنا ابن اليمان، عن شيخ من بني فزارة، عمّن حدَّثه، عن عليٍّ قال: «لا يَخْرُجُ المهدِيُّ حتَّى يَبْصُقَ بَعْضُكُمْ في وَجْهِ بَعْضٍ» (4).
5ـ أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهليُّ قال: حدَّثنا إبراهيم ابن إسحاق النهاونديُّ قال: حدَّثنا عبد اللّه بن حمّاد الاَنصاريُّ، عن صباح المزنيِّ، عن الحارث بن حصيرة، عن الاَصبغ بن نباتة، عن أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ .
أنَّه قال: «كُونُوا كَالنَّحْلِ في الطَّيرِ، لَيسَ شَيْءٌ مِنَ الطَّيرِ إلاَّ وَهُوَ يَسْتَضْعِفُهَا، وَلَوْ عَلِمَتْ الطَّيْـرُ ما في أَجَوافِهَا مِنَ البَرَكَةِ لَمْ تَفْعَل بِهَا ذَلِكَ (5).
خَالِطوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَأَبْدانِكُمْ، وَزايِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَأَعمَالِكُمْ (6) فَوَالَّذِي نَفْسِـي بِيَدِهِ مَا تَرَوْنَ مَا تُحِبَّونَ حَتَّى يَتْفِلَ بَعْضُكُمْ في وُجُوهِ بَعْضٍ، وَحَتَّى يُسَمّي بَعْضَكُمْ بعضاً كَذَّابِينَ، وَحَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ ـ أو قالَ مِنْ شِيعَتيـ إلاّ كَالكُحلِ في العَينِ، والمِلْح
____________
(1) يعني حتى يكونوا في الذلة والصغار كالمعز، لا يدري الظالم أيهم يظلم، كقصّاب يتعرض لقطيع غنم لا يدري أيها يأخذ للذبح، أو كالذئب يتعرّض لقطيع المعز لا يدري أيها يفترس.
(2) الشرف: المكان العالي ـ أي ليس لهم مأوى ومعقل يشرفونه، ويلتجئون إليه للاحتراز عن سيول الفتن والحوادث، أو الشرف بمعنى العلو بين الناس، فالمعنى ليس لهم شرف يتشرّفون بسببه فيدفع عنهم الاَذى والقتل، وفي بعض نسخ الحديث: «ليس لهم شرف ترقونه» فهو بالمعنى الاَوّل أنسب.
والسناد ـ بالكسر ـ: ما يستند إليه في الاَُمور، والجملتين الاَخيرتين كالتفسير لوجه التشبيه.
(3) غيبة النعماني: 191ـ 192، البحار: 51|114ـ عن النعماني، وفي سنده: محمّد بن الحسن الرازي بدل محمّد بن حسّان الرازي.
(4) ابن حمّاد: 91، كنز العمال: 14| 587 حديث (39663) ـ عن ابن حمّاد، وفيه: «بعضُهُمْ»، جمع الجوامع: 2|103ـ عن ابن حمّاد، المغربي: 578 ـ عن ابن حمّاد، وفيه: «بَعْضُهُمْ»، عرف السيوطي، الحاوي: 2|68 ـ عن ابن حمّاد.
(5) أي لم تفعل بها ما تفعل من عدم التعرّض لها.
(6) زايلوهم: أي انفصلوا عنهم وتميّزوا ـ هذا معنى قولهم: كن في الناس ولا تكن مع الناس.
( 258 )في الطَّعامِ (1).
وَسَأَضْـرِبُ لَكُمْ مَثَلاً وَهُوَ مَثَلُ رَجُلٍ كانَ لَهُ طَعامٌ فَنَقَّاهُ وَطَيَّبَهُ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ بَيتاً وَتَرَكَهُ فِيهِ مَا شَاءَ اللّهُ، ثُمَّ عَادَ إلَيهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أصَابَهُ السُّوسُ (2) فَأَخْرَجَهُ وَنَقَّاهُ وَطَيَّبَهُ، ثُمَّ أَعادَهُ إلى البَيْتِ فَتَرَكَهُ مَا شَاءَ اللّهُ، ثُمَ عادَ إليْهِ فَإِذا هُوَ قَدْ أصَابَتهُ طائِفَةٌ مِنَ السُّوسِ فَأَخْرَجَهُ وَنَقَّاهُ وَطَيَّبَهُ وَأَعَادَهُ.
وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَقِيَتْ مِنْهُ رُزمَةٌ كَرَزْمَةِ الاَُندَر (3)لا يَضُـرُّهُ السُّوسُ شَيْئاً،وَكَذَلِكَ أَنْتُمْ تُـمَيَّـزُونَ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ إلاَّ عِصابَةً لا تَضُـرُّها الفِتنَةُ (4) شَيْئاً»(5).
____________
(1) التشبيه من حيث القلّة: فكما أنَّ الملح في الطعام بالنسبة إلى مواده الاَُخر أقل، كذلك أنتم بالنسبة إلى باقي الناس.
(2) السوس: العث وهو دود يقع في الصوف والخشب والثياب والبرُ ونحوها فيفسدها.
(3) الاَندر ـ بضم الهمزة وفتح الدال ـ: الكدس أو الكومة من القمح خاصّة.
(4) الظاهر أنَّ المراد بالفتنة ـ الغيبة وطول مدتها ـ مع تظاهر الزمان على معتقديها.
(5) غيبة النعماني: 209ـ 210، وروى مثله بتفاوت يسير في مقدَّمة الكتاب: 25ـ26 قال: وهو ما أخبرنا به أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الكوفي، وهذا الرجل ممّن لا يطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرِّجال الناقلين له قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن التيمليُّ ـ من يتم اللّهـ قال: حدّثني أخواي أحمد ومحمد ابنا الحسن بن علّي فضال، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة قال: وأشار إليه في ص (210) أيضاً، البحار: 52|115ـ عن النعماني، بشارة الاِسلام: 50 ـ عن النعماني.
بيان: قوله _ عليه السلام _ : «كالنحل في الطير» أمرٌ بالتقيَّة أي لا تظهروا لهم ما في أجوافكم من دين الحقِّ كما أنّ النحل لا يظهر ما في بطنها على الطيور، وإلاّ لاَفنوها، والرِّزمة ـ بالكسرـ ما شدَّ في ثوب واحد، والاَندرـ البيدر، وهو كما في «النهاية»: الموضع الذي يداس فيه الطعام بلغة الشام، والاَندر أيضاً صبرة من الطعام (انتهى).
ولعل المعنى الاَخير هنا أنسب فتذكر.
( 259 )
6ـ وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن التيمليُّ قال: حدَّثنا محمّد وأحمد ابنا الحسن (1) عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة قال:
قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : «يَا مَالِكَ بْنَ ضَمْـرَةَ! كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اخْتَلَفَتِ الشيعَةُ هَكذَا؟ ـوشَبَّكَ أصابِعَهُ وَأَدْخَلَ بَعْضَها في بَعضٍـ».
فَقُلْتُ: يا أَميرَ الموَمنينَ! ما عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ خَيْـرٍ؟
قال: «الخَيْـرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذَلِكَ، يَا مَالِكُ عِنْدَ ذَلِكَ يَقُومُ قائِمُنا فَيُقدَّمُ سَبْعينَرَجُلاًيَكذِبُونَ عَلـى اللّهِ وَعَلَـى رَسُولِهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فَيَقْتُلُهُمْ، ثُمَّ يَجْمَعُهُمْ اللّهُ على أَمْرٍ واحِدٍ» (2).
7ـ عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي أُسامة، عن هشام، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق قال: حدّثني الثقة من أصحاب أمير الموَمنين _ عليه السلام _ أنّهم سمعوا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يقول في خطبة له: «اللّهمّ وإنّي لاَعلم أنّ العلم لا يأرز كلّه، ولا ينقطع موادُّه وإنّك لا تخلي أرضَكَ من حجّة لك على خلقك، ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور، كيلا تبطل حججك ولا يضلَّ أولياوَك بعد إذ هديتهم، بل أين هم وكم؟ أولئك الاَقلّون عدداً، والاَعظمون عند اللّه جلَّ ذكره قدراً، المتّبعون لقادة الدين: الاَئمّة الهادين، الّذين يتأدّبون بآدابهم، وينهجون نهجهم، فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الاِيمان، فتستجيب أرواحهم لقادة العلم، ويستلينون من حديثهم ما
____________
(1) محمّد وأحمد، هما ابنا الحسن بن عليّ بن فضال يروي عنهما أخوهما عليُّ بن الحسن.
(2) غيبة النعماني: 206، بشارة الاِسلام: 48 ـ عن النعماني، إثبات الهداة: 3|537 ـ عن النعماني بتفاوت يسير، إلى قوله: «يَقُومُ قَائِمُنا» وقال: ورواه بإسناد آخر، البحار: 52|115ـ عن النعماني، وسقط منه راويان من أوّل السند.
( 260 )استوعر على غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المكذّبون، وأباه المسرفون، أُولئكَ أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة اللّه تبارك وتعالى وأوليائه ودانوا بالتقيّة عن دينهم والخوف من عدوّهم، فأرواحهم معلّقة بالمحلّ الاَعلى، فعلماوَهم وأتباعهم خرسٌ صمتٌ في دولة الباطل، منتظرون لدولة الحقّ وسيحقُّ اللّه الحقّ بكلماته ويمحق الباطل، ها ، ها، طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم، ويا شوقاه إلى روَيتهم في حال ظهور دولتهم، وسيجمعنا اللّه وإيّاهم في جنّات عدن ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّياتهم» (1).
8ـ عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ أنَّه قال:
«الزموا الاَرض، واصبروا على البلاء، ولا تحرِّكوا بأيديكم وسيوفيكم، وهوى ألسنتكم، ولا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم.
فإنَّه مَنْ مات منكم على فراشه، وهو على معرفة ربّه، وحقِّ رسوله وأهل بيته، مات شهيداً أوقع أجره على اللّه، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلائه بسيفه، فإنَّ لكلِّ شيء مدَّة وأجلاً» (2).
9ـ عن علي قال: «إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الاَرض ولا تُحرِّكوا أيديَكم ولا أرجلكم! ثم يظهَرُ قومٌ ضعفاء لا يُوبهُ لهم، قلُوبهم كَزبَرِ الحديدِ، هم أصحابُ الدولةِ، لا يفون بعهدٍ ولا ميثاقٍ، يدعونَ إلى الحقّ وليسوا من أهله، أسماوَهم الكنى ونسبتهم القُرى، وشعورُهم مرخاةٌ كشعورِ النساءِ حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يوَتي اللّهُ الحق من يشاء» (3).
____________
(1) أُصول الكافي: 1|335.
(2) البحار: 52|144 ، ح (63)، ينابيع المودَّة: 436، فيض الاِسلام: 754.
(3) كنز العمال: 11|383 حديث (31530)، عن ابن حمّاد.
( 261 )
10ـ ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أخويه: أحمد ومحمّد: عن أبيهما، عن ثعلبة، عن أبي كهمش، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة، قال: قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ لشيعته: «كونوا في النّاسِ كالنحلِ في الطير، ليس شيءٌ من الطير إلاّ وهو يستضعفها، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل بها ما يفعل. خالطوا الناس بأبدانكم، وزائلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فإنّ لكلّ امرىَ ما اكتسب من الاِثم، وهو يوم القيامة مع من أحبّ أما أنّكم لن تروا ما تحبّون وما تأملون يا معشر الشيعة حتّى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتّى يسمّي بعضكم بعضاً كذّابين،وحتّى لا يبقى منكم على هذا الاَمر إلاّ كالكحل في العين،والملح في الزاد، وهو أقلُّ الزاد» (1).
11ـ أنَّ أمير الموَمنين _ عليه السلام _ لما بُويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها: «ألا إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّهُ نبيّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ والذّي بعثه بالحق لتبلبلنّ بلبلة ولتغربلنّ غربلة حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقنّ سبّاقون كانوا قصّـروا، وليقصّـرنّ سبّاقون كانوا سبقوا، واللّه ما كتمت وسمه و لا كذبت كذبه ولقد نبّئت بهذا المقام وهذا اليوم» (2).
____________
(1) كمال الدين: 2|79، عن غيبة النعماني.
(2) أُصول الكافي: 1|369.