إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

صمت داعم للإرهاب الأمريكي_رسالة أمنية سياسية تهويلية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صمت داعم للإرهاب الأمريكي_رسالة أمنية سياسية تهويلية


    فلسطين: بين إرهاب الحكومة وإرهاب المستوطنين
    يعيش كيان العدو في حالٍ من الاضطراب السياسي بعد المأزق الذي وضعته فيه المقاومة في لبنان وفلسطين، وبفعل ظروفه المعقدة داخلياً وخفوت نجم ما يسمونه القيادات التاريخية، ومن خلال التعقيدات السياسية والأمنية والانتخابية التي تضرب هذا الكيان.
    ومع ذلك، فإن العدو يطلق يد مستوطنيه للهجوم على ممتلكات الفلسطينيين في الخليل، وإلقاء الحجارة على منازلهم وسياراتهم وتدنيس مقابرهم، ليأخذ العنف الإرهابي الصهيوني ضد الفلسطينيين طابعين: الإرهاب الذي تمارسه الحكومة وإرهاب المستوطنين.

    ولقد أصبح جلياً للفلسطينيين، أن العدو كلما شعر بخطورة أوضاعه الداخلية وتفكك علاقاته السياسية التي ستقوده إلى انتخابات جديدة بعد فشل سياسته بتأليف حكومة جديدة، حاول الهروب إلى الأمام أكثر، بتصعيد ممارساته الإرهابية ضد الفلسطينيين، وإعطاء جرعات جديدة للمتطرفين، لقطع الطريق على أية مكاسب سياسية أو أمنية يمكن للفلسطينيين أن يحصلوا عليها من خلال حال الإرباك التي يعيشها العدو في الداخل.

    وهذا ما ينبغي للفلسطينيين أن يدركوه، ليعرفوا كيف يتعاملون معه من خلال الأخذ بأسباب الوحدة الوطنية، وعدم الانزلاق خلف المطامع السلطوية والكمائن السياسية التي ينصبها الاحتلال تحت عنوان التفاوض وتهيئة الأجواء للسلام، لأن العدو لن يقدم شيئاً يذكر للفلسطينيين عندما يكون ضعيفاً، وسيعمل على تدمير واقعهم أكثر عندما يستعيد قوته الداخلية.

    ولذلك، ليس أمام الشعب الفلسطيني من خيار إلا الإصرار على المقاومة والوحدة الداخلية، وهو ما يجب التمسك به في جولات الحوار القادمة التي نريدها أن تؤسس لاستراتيجية فلسطينية داخلية تواجه المراوغة الإسرائيلية في مسألة المبادرة العربية التي استعادها الصهاينة للعب مجدداً بأعصاب العرب الذين يتوق البعض منهم لسماع كلمات العدو، ولا ينفتح على قضايا أمته، ولا يحدثك إلا بالويل والثبور وعظائم الأمور عندما يُطرح خيار المقاومة، لأنه قرر أن يهرول خلف عنوان الاعتدال الذي مثّل الطعم الأمريكي للعرب، وخصوصاً في السنوات الأخيرة.

    مجزرة سوريا: رسالة أمنية سياسية تهويلية
    وفي ظل هذا الإصرار لدى كثير من العرب على مجاراة الحركة الأميركية، حتى مع الضعف الذي تعيشه إدارة المحافظين الجدد في أسابيعها الأخيرة، يتسلل الإرهاب الأميركي من العراق إلى سوريا، ليرتكب مجزرة جديدة ضد المدنيين والعمال والفقراء، وليبعث برسائل سياسية وأمنية تهويلية إلى أكثر من موقع عربي وإسلامي، في أسلوب تعوّد عليه الجيش الأميركي المحتل، حيث استهدف المدنيين الأبرياء في أعراسهم وتجمعاتهم القروية ومنازلهم الأمنية في أفغانستان وباكستان، وحيث توزعت مجازره في ريف الفقراء وأحزمة البؤس التي تضمهم في القرى والمدن العراقية من دون تمييز في هوية هؤلاء بين مذهب أو عرق ما داموا جميعاً مسلمين وما داموا مسالمين، وطالما أنهم يختزنون الرفض القوي للاحتلال ومشاريعه.

    إننا في الوقت الذي ندين هذا الإرهاب الأميركي المتنقل، والذي يمثل الصورة الأبشع والأخطر لجيش يستخدم آخر تقنياته الحربية ضد العمال والفلاحين والمزارعين، ثم يضع ذلك في خانة الحرب على الإرهاب، وهو الذي يمثل المصداق للإرهاب الجبان بأوضح مشاهده وأبرز معاييره، نريد للحكومة العراقية أن تتحرك بسرعة لمنع الاحتلال الأميركي من أن يأخذ حريته في تهديد أمن العراق وأمن البلدان العربية والإسلامية المجاورة، كما نريد لبقية الدول العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها الإسلامية والوطنية والعربية في استنكار هذه الجريمة الوحشية المتعمدة، وفي تحذير الجيش الأميركي المحتل من أن جرائمه هذه ستعود وبالاً عليه، لتبرز صورة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة على وضوحها، بحيث لا يتساءل الأميركيون بعد كل هذه الجرائم: لماذا نكرههم؟ لأننا نقول لهم: علام نحبكم؟

    الدول العربية: صمت داعم للإرهاب الأمريكي
    إننا في الوقت الذي نستغرب صمت الكثير من البلدان العربية والإسلامية حيال هذه الجريمة بكل مقاييسها الإنسانية والسياسية، وبما تمثله من اعتداء صارخ على سيادة دولة عربية، نريد للعرب أن يلتفتوا إلى أن أمريكا ستعمل على توريطهم أكثر في مشروعها الإرهابي الجهنمي في المنطقة، لأنها تريدهم أن يكونوا شركاء لها في إذكاء نيران الفتنة في المنطقة بين الأكثريات والأقليات، وبين السنة والشيعة، كما تريد أن تعطيهم دوراً جديداً في مسألة تهجير الأقليات لحساب مشاريع تفتيتية، أو مشروع خاص لبعض المجموعات بما قد يلتقي مع المشروع الصهيوني، وهذا ما لمسنا بعض خيوطه في عمليات التهجير والتطهر العرقي والديني التي حدثت في العراق مؤخراً.
    إننا نحذر العرب قبل غيرهم من الاسترسال في هذا الصمت المميت الذي يوحي بالموافقة على كل جرائم الحرب الأميركية، لأن النيران تقترب من مواقعهم وعروشهم، ونقول لهم: {اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.

    لبنان: المصالحة توحِّد البلد
    أما في لبنان، فإن الأجواء التصالحية بين المواقع السياسية اللبنانية، تطل على شيء من الانفراج الشعبي الذي كان اللاعبون الطائفيون والمذهبيون يعملون على استبعاده وعلى تعقيد العلاقات داخل الصف الوطني أو الإسلامي، من خلال إثارة الهواجس والحساسيات، والتركيز على بعض الأحداث بطريقة انفعالية غرائزية، وتضخيم بعض الوقائع لحسابات سياسية تتصل بمحاور إقليمية أو دولية لا تريد الخير للبنان، بل تتطلع إليه كساحة من ساحات مخابراتها وعبثها، وكموقع لمشاريعها الأمنية والسياسية.
    إننا نتطلع إلى هذه المصالحات من زاوية المصارحات التي تدفع الجميع إلى التفكير ملياً، والتخطيط عملياً لما يعود بالخير على البلد، ولاسيما في المراحل القادمة، لأننا أمام استحقاقات داخلية تنفتح على صورة لبنان وموقعه ومستقبله، واستحقاقات خارجية تتمحور حول التحديات التي قد تطل على المنطقة في ظل المتغيرات القادمة على غير صعيد.

    ونريد للحكومة اللبنانية أن تكون حكومة الوحدة الوطنية لا حكومة الأشخاص المرتبطين بالخارج، أو حكومة المحاور التي تتنازع داخل جلسات مجلس الوزراء، وأن تعمل على استقلال الساحة اللبنانية، وأن تسعى بكل طاقتها لتوفير الخدمات المعيشية والصحية والبيئية والاجتماعية الأساسية للبنانيين، وخصوصاً على أبواب فضل الشتاء، وفي ظل حاجة الناس في أكثريتهم الصامتة إلى الدفء أمام متغيرات الطبيعة، وإلى الدفء في علاقاتهم السياسية أيضاً.

    إننا نتطلع إلى لبنان الدولة القوية العادلة، لا إلى المزرعة التي يحيط بها الجائعون للمواقع الاستغلالية، والطامحون للحصول على الامتيازات الطائفية والحزبية والمذهبية...

    إن المرحلة بحاجة إلى كثير من الوعي والصدق والإخلاص، وقليل من الكلام والاستعراض، فهل يتحرك الواعون الصادقون المخلصون لإنقاذ البلد، أم يندفع الانفعاليون والعابثون والاستعراضيون نحو جولات جديدة من عنف الكلام وعنف السياسة وعبث الموقف والحركة؟


    المصدر:بينات_سماحة آية الله العظمى العلامة المرجع الامام السيد محمد حسين فضل الله (حفظه الله تعالى)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
11 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
13 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X