أهداف إسرائيل والإدارة الأمريكية القادمة
إسرائيل غير مرتاحة من إمكانية وصول المرشح الديمقراطي، باراك أوباما، إلى الحكم في الولايات المتحدة. وعدم الإرتياح هذا ليس نابعا من إمكانية تغيير السياسة الأمريكية المؤيدة لإسرائيل والتي هي من صميم الإستراتيجية الأمريكية بعيدة المدى، بل نابع من إمكانية تقارب أمريكي مع دول لها تأثير في مجريات الأمور في المنطقة، أو لديها رؤية مختلفة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والتي قد تؤثر على السياسة الأمريكية.
فهناك شبه إقتناع لدى الكثيرين من المفكرين والإستراتيجيين الأمريكيين بأنه بدون حل للقضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام في منطقة الشرق ألأوسط وستبقى المنطقة متوترة وعرضة للإستغلال من جانب منظمات وحركات سياسية وأيديولوجية ودينية غير صديقة لأمريكا.
فالمتابع لوسائل الإعلام الإسرائيلية يستشف بأن إسرائيل قد بدأت تستعد لإمكانية نجاح المرشح الديمقراطي أوباما برئاسة الجمهورية، وبالتالي إمكانية أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بفتح قنوات إتصالات مع الدول المؤثرة، والتي قد تؤدي إلى إجراء حوارات معها دون أن يكون لإسرائيل يدا في فرض شروطها.
فالقلق الإسرائيلي نابع أيضا من إمكانية حدوث حوار بين الإدارة الجديدة وبين إيران بدون شروط مسبقة، معتمدة على ما صرح به أوباما في المناظرة الأولى بينه وبين المرشح الجمهوري، جون ماكين، عندما قال أوباما أن على الولايات المتحدة الدخول في مفاوضات مباشرة وصارمة مع إيران وأضاف قائلا أن الشروط المسبقة برهنت فشلها وكانت بمثابة حجر عثرة أكثر منها عوامل مساعدة.
وتبين أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد وضعت تقريرا حول هذا الموضوع (هآرتس ۱۹/۱۰/۲۰۰۸) وأجرت حوارا شاركت فيه طواقم من: الأمن القومي ووزارة الدفاع والموساد وخبراء من الجامعات الإسرائيلية ولجنة الطاقة النووية. وتقرر إقامة طواقم تمثل المجتمعين والإنتشار في العالم لإقناعه في مواجهة الإمكانية الجديدة.
فأساس التقرير المذكور، حسب ما تقول الصحيفة، مبني على أنه يجب على إسرائيل إقناع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بوضع شروط قاسية على إيران في مقدمتها وقف نشاطها النووي وبالأخص تخصيب اليورانيوم.
ولكن يبدو أن لإسرائيل قلقا إضافيا وهو أن تقبل الولايات المتحدة بقيادة أوباما، وكذلك الدول الغربية شرطا إيرانيا يربط بين وقف النشاط النووي عندها مع إخلاء منطقة الشرق الأوسط كلها من الأسلحة النووية. وهذا معناه أن على إسرائيل تدمير ترسانتها النووية تحت رقابة دولية، وهو أمر يحتاج إلى ضغط دولي حقيقي.
وفي الوقت الحاضر هناك شبه إجماع بين دول المنطقة (بإستثناء إسرائيل) بضرورة إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، وإسرائيل ترفض ذلك رفضا باتا على الرغم من أنها لم تعترف رسميا بحوزتها أسلحة نووية، ولا تزال ترفض التوقيع على إتفاقية عدم إنتشار الأسلحة النووية وتفتح البلاد لرقابة دولية.
فمن مصلحة الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة أن تعمل على نزع المنطقة من السلاح النووي لأن التهديد الإسرائيلي النووي سيجبر، على الأقل، بعض دول المنطقة العمل على موازنة هذا التهديد بالمثل، والتنافس القائم بين الدول الكبرى قد يلعب دورا في تشجيع هذه الدول.
كما أن هناك شبه إقتناع لدى الكثيرين من المراقبين أن أوباما سيسير في طريق نزع السلاح النووي، وهذا أمر غير مقبول على إسرائيل. والتخوف الإسرائيلي أيضا أنه في حالة تصلبها في موقفها، فقد يؤدي هذا إلى قبول الغرب بما فيه أمريكا العيش مع إيران كدولة نووية، (حيث توجد سابقة وهي باكستان).
ولكن تل- أبيب تصر على أن من مصلحتها المحافظة على قوة الردع النووي التي في حوزتها، ولهذا فإنها ستعمل جاهدة على إقناع واشنطن بضرورة عدم إتخاذ مثل هذه الخطوة مهددة بأنها ستقوم بتوجيه ضربة جوية للمفاعل النووي الإيراني مع أو بدون موافقة أمريكية.
ولكنها قد تنتظر حتى أنتهاء أية نشاطات دبلوماسية وهي تتوقع فشل هذه المحادثات والنشاطات في إقناع إيران بالعدول عن مشروعها النووي، وعندها قد تقوم بمغامرتها هذه مبررة أن إيران النووية تشكل تهديدا على وجودها بالإضافة إلى توريط أمريكا في حرب مع إيران. وهذا لا يعني أنها ستنجح في مغامرتها ولكن تأمل أن تضع مسألة المشروع النووي الإيراني على الطاولة الدولية بشكل مختلف.
المصدر:الوفاق_بقلم: د. فوزي الأسمر

إسرائيل غير مرتاحة من إمكانية وصول المرشح الديمقراطي، باراك أوباما، إلى الحكم في الولايات المتحدة. وعدم الإرتياح هذا ليس نابعا من إمكانية تغيير السياسة الأمريكية المؤيدة لإسرائيل والتي هي من صميم الإستراتيجية الأمريكية بعيدة المدى، بل نابع من إمكانية تقارب أمريكي مع دول لها تأثير في مجريات الأمور في المنطقة، أو لديها رؤية مختلفة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والتي قد تؤثر على السياسة الأمريكية.
فهناك شبه إقتناع لدى الكثيرين من المفكرين والإستراتيجيين الأمريكيين بأنه بدون حل للقضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام في منطقة الشرق ألأوسط وستبقى المنطقة متوترة وعرضة للإستغلال من جانب منظمات وحركات سياسية وأيديولوجية ودينية غير صديقة لأمريكا.
فالمتابع لوسائل الإعلام الإسرائيلية يستشف بأن إسرائيل قد بدأت تستعد لإمكانية نجاح المرشح الديمقراطي أوباما برئاسة الجمهورية، وبالتالي إمكانية أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بفتح قنوات إتصالات مع الدول المؤثرة، والتي قد تؤدي إلى إجراء حوارات معها دون أن يكون لإسرائيل يدا في فرض شروطها.
فالقلق الإسرائيلي نابع أيضا من إمكانية حدوث حوار بين الإدارة الجديدة وبين إيران بدون شروط مسبقة، معتمدة على ما صرح به أوباما في المناظرة الأولى بينه وبين المرشح الجمهوري، جون ماكين، عندما قال أوباما أن على الولايات المتحدة الدخول في مفاوضات مباشرة وصارمة مع إيران وأضاف قائلا أن الشروط المسبقة برهنت فشلها وكانت بمثابة حجر عثرة أكثر منها عوامل مساعدة.
وتبين أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد وضعت تقريرا حول هذا الموضوع (هآرتس ۱۹/۱۰/۲۰۰۸) وأجرت حوارا شاركت فيه طواقم من: الأمن القومي ووزارة الدفاع والموساد وخبراء من الجامعات الإسرائيلية ولجنة الطاقة النووية. وتقرر إقامة طواقم تمثل المجتمعين والإنتشار في العالم لإقناعه في مواجهة الإمكانية الجديدة.
فأساس التقرير المذكور، حسب ما تقول الصحيفة، مبني على أنه يجب على إسرائيل إقناع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بوضع شروط قاسية على إيران في مقدمتها وقف نشاطها النووي وبالأخص تخصيب اليورانيوم.
ولكن يبدو أن لإسرائيل قلقا إضافيا وهو أن تقبل الولايات المتحدة بقيادة أوباما، وكذلك الدول الغربية شرطا إيرانيا يربط بين وقف النشاط النووي عندها مع إخلاء منطقة الشرق الأوسط كلها من الأسلحة النووية. وهذا معناه أن على إسرائيل تدمير ترسانتها النووية تحت رقابة دولية، وهو أمر يحتاج إلى ضغط دولي حقيقي.
وفي الوقت الحاضر هناك شبه إجماع بين دول المنطقة (بإستثناء إسرائيل) بضرورة إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، وإسرائيل ترفض ذلك رفضا باتا على الرغم من أنها لم تعترف رسميا بحوزتها أسلحة نووية، ولا تزال ترفض التوقيع على إتفاقية عدم إنتشار الأسلحة النووية وتفتح البلاد لرقابة دولية.
فمن مصلحة الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة أن تعمل على نزع المنطقة من السلاح النووي لأن التهديد الإسرائيلي النووي سيجبر، على الأقل، بعض دول المنطقة العمل على موازنة هذا التهديد بالمثل، والتنافس القائم بين الدول الكبرى قد يلعب دورا في تشجيع هذه الدول.
كما أن هناك شبه إقتناع لدى الكثيرين من المراقبين أن أوباما سيسير في طريق نزع السلاح النووي، وهذا أمر غير مقبول على إسرائيل. والتخوف الإسرائيلي أيضا أنه في حالة تصلبها في موقفها، فقد يؤدي هذا إلى قبول الغرب بما فيه أمريكا العيش مع إيران كدولة نووية، (حيث توجد سابقة وهي باكستان).
ولكن تل- أبيب تصر على أن من مصلحتها المحافظة على قوة الردع النووي التي في حوزتها، ولهذا فإنها ستعمل جاهدة على إقناع واشنطن بضرورة عدم إتخاذ مثل هذه الخطوة مهددة بأنها ستقوم بتوجيه ضربة جوية للمفاعل النووي الإيراني مع أو بدون موافقة أمريكية.
ولكنها قد تنتظر حتى أنتهاء أية نشاطات دبلوماسية وهي تتوقع فشل هذه المحادثات والنشاطات في إقناع إيران بالعدول عن مشروعها النووي، وعندها قد تقوم بمغامرتها هذه مبررة أن إيران النووية تشكل تهديدا على وجودها بالإضافة إلى توريط أمريكا في حرب مع إيران. وهذا لا يعني أنها ستنجح في مغامرتها ولكن تأمل أن تضع مسألة المشروع النووي الإيراني على الطاولة الدولية بشكل مختلف.
المصدر:الوفاق_بقلم: د. فوزي الأسمر