الذهبي: لو رُدت روايات الشيعة لذهبت جملة من الآثارالنبوية، وهذه مفسدة بينة .
قال الذهبي: أبان بن تغلب الكوفي: شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليهبدعته.
وقد وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدى، وقال: كان غاليا في التشيع.
وقال السعدي: زائغ مجاهر.
فلقائل أن يقول: كيف ساغتوثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والإتقان ؟
فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة ؟
وجوابه: أن البدعة على ضربين:
فبدعة صغرى: كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلوولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق،فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثارالنبوية، وهذه مفسدة بينة.
ثم بدعة كبرى: كالرفض الكامل والغلو فيه،والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهمولا كرامة.
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا، بلالكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله ! حاشا وكلا.
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحةومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه، وتعرض لسبهم.
والغالي في زمانناوعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضا، فهذا ضال معثر [ولم يكنأبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلا، بل قد يعتقد عليا أفضل منهما].
ميزانالاعتدال ج 1 ص 5
التعليق:
اعترف الذهبي بأن ترك رواياتالشيعة يسبب ذهاب جملة من الآثار النبوية، وفي هذا مفسدة بينة، وذكر ايضا انهميعملون بالتقية...
فإذا كانالرافضة لا تقبل رواياتهم كما ذكر الذهبي أعلاه، فكيف يتمكن علماء أهل السنة منتمييزهم عن الشيعة بالتعريف الذي ذكره الذهبي، والحال انهم يعملون بالتقية؟؟؟
ولنضرب مثالاً لذلك، وليكن عبد الرزاق بن همام الصنعاني، الذيروى عنه أصحاب الكتب الستة كثيراً، فنورد ما يدل على تشيعه من كتب أهل السنة، ثم مايدل على تشيعه من كتب الشيعة...
أولا: ما ورد في كتب أهلالسنة:
قال الذهبي: (ع) عبد الرزاق بن همام ابن نافع، الحافظالكبير، عالم اليمن، أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني الثقةالشيعي.
قال أحمد العجلي: عبد الرزاق ثقة،كان يتشيع.
الفسوي: حدثنا محمد بن أبيالسري، قلت: لعبد الرزاق: ما رأيك أنت ؟ -يعني في التفضيل-
قال: فأبى أنيخبرني، وقال: كان سفيان يقول: أبو بكر وعمر، ويسكت.
ثم قال لي سفيان: أحب أنأخلو بأبي عروة -يعني معمرا- فقلنا لمعمر، فقال: نعم، فخلا به، فلما أصبح، قلت: ياأبا عروة، كيف رأيته ؟
قال: هو رجل، إلا أنه قلما تكاشف كوفيا إلا وجدت فيهشيئا -يريد التشيع- ثم قال عبد الرزاق: وكان مالك يقول: أبو بكر وعمر، ويسكت، وكانمعمر يقول: أبو بكر وعمر وعثمان، ويسكت. ومثله كان هشام بن حسان.
قالعبدالله بن أحمد: سألت أبي: أكان عبد الرزاق يفرط في التشيع ؟
قال: أما أنا،فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس أو الأخبار.
قال أبو جعفر العقيلي: حدثنا أحمد بن بكير الحضرمي، حدثنا محمد بن إسحاق بنيزيد البصري، سمعت مخلدا الشعيري، يقول: كنت عند عبدالرزاق، فذكر رجل معاوية، فقال: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان!
قال العقيلي: سمعت علي بن عبدالله بن المبارك الصنعاني يقول: كانزيد بن المبارك، قد لزم عبد الرزاق، فأكثر عنه، ثم خرق كتبه، ولزم محمد بن ثور،فقيل له في ذلك، فقال: كنا عند عبد الرزاق، فحدثنا بحديث معمر، عن الزهري، عن مالكبن أوس بن الحدثان.. الحديث الطويل، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس: فجئت أنت تطلبميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته،قالعبد الرزاق: انظروا إلىالأنوك،يقول: تطلبأنت ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث زوجته من أبيها، لا يقول: رسول الله صلىالله عليه وسلم.
قال زيد بن المبارك: فلم أعد إليه، ولا أروي عنه.
قال الذهبي: قلت: هذه عظيمة، وما فهم قول أمير المؤمنين عمر، فإنك يا هذالو سكت، لكان أولى بك، فإن عمر إنما كان في مقام تبيين العمومة والبنوة، وإلا فعمررضي الله عنه أعلم بحق المصطفى وبتوقيره وتعظيمه من كل متحذلق متنطع، بل الصواب أننقول عنك: انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل -عفا الله عنه- كيف يقول عن عمر هذا، ولايقول: قال أمير المؤمنين الفاروق ؟!
وبكل حال فنستغفر الله لنا ولعبدالرزاق،فإنه مأمون على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق.
قال العقيلي: حدثنا أحمد بن محمد: سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل الصراري يقول: بلغنا ونحنبصنعاء عند عبد الرزاق أن أصحابنا، يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وغيرهما، تركواحديث عبد الرزاق وكرهوه، فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا: قد أنفقنا، ورحلنا وتعبنا،فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فخرجت إلى مكة، فلقيت بها يحيى بن معين، فقلتله: يا أبا زكريا، ما نزل بنا من شئ بلغنا عنكم في عبد الرزاق ؟ قال: وما هو ؟قلنا: بلغنا أنكم تركتم حديثه، ورغبتم عنه، قال: يا أبا صالح، لو أرتد عبد الرزاقعن الإسلام، ما تركنا حديثه.
أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين، وبلغه أنأحمد بن حنبل تكلم في عبيد الله بن موسى بسببالتشيع،فقال يحيى: والله العظيم، لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر ممايقول عبيد الله بن موسى، ولكن خاف أحمد بن حنبل أن تذهب رحلته إلى عبد الرزاق، أوكما قال - رواها ثقتان عنه.
وذكره أبو أحمد بن عدي في "كامله" فقال: نسبوه إلى التشيع، وروى أحاديث في الفضائل لا يوافق عليها،فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم، مما لمأذكره، وأما الصدق، فإني أرجو أنه لا بأس به، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في أهلالبيت، ومثالب آخرين مناكير...
سير أعلام النبلاء ج 9 ص 563
فهل يوجد سني يقول عن عمر: أنوك ؟؟؟
والأنوك هو الأحمق !!!
وهل يوجد سني يقول لمن يذكر معاوية (ل) لا تقذر مجالسنا بذكره ؟؟؟
ولماذالا يجيب من سأله عن رأيه في التفضيل ؟؟؟
ثانيا: ماورد في كتب الشيعة:
قال النجاشي رحمه الله: محمد بن أبي بكر همام بن سهيلالكاتب الاسكافي شيخ أصحابنا ومتقدمهم، له منزلة عظيمة، كثير الحديث. قال أبو محمدهارون بن موسى رحمه الله: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ قال: أسلمأبي أول من أسلم من أهله وخرج عن دين المجوسية وهداه الله إلى الحق فكان يدعو أخاهسهيلا إلى مذهبه فيقول له: يا أخي اعلم أنك لا تألوني نصحا، ولكن الناس مختلفون،فكل يدعي أن الحق فيه، ولست أختار أن أدخل في شئ إلا على يقين، فمضت لذلك مدة وحجسهيل، فلما صدر من الحج قال لاخيه: الذى كنت تدعوني إليه هو الحق قال: وكيف علمتذاك قال: لقيت في حجي عبد الرزاق بن همام الصنعاني وما رأيت أحدا مثله، فقلت له علىخلوة: نحن قوم من أولاد الأعاجم وعهدنا بالدخول في الإسلام قريب وأرى أهله مختلفينفي مذاهبهم، وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك ولا مثل، وأريد أنأجعلك حجة فيما بيني وبين الله عز وجل. فان رأيت أن تبين لي ما ترضاه لنفسك منالدين لاتبعك فيه وأقلدك. فأظهر ليمحبة آل رسول الله صلى الله عليه وآله وتعظيمهم والبراءة من عدوهم والقولبإمامتهم.
قال أبو علي: أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه عن عمه، وأخذته عنأبي.
رجال النجاشي ص 379
قال السيد الخوئي رحمه الله: عبد الرزاق بن هماماليماني: روى عنهما (الباقر والصادق) عليهما السلام، رجال الشيخ في أصحاب الصادقعليه السلام. وعده البرقي أيضا في أصحاب الصادق عليه السلام. وكان أحد الأعلام من علماء الشيعة،كما يظهر مماذكره النجاشي في ترجمة محمد بن أبي بكر همام بن سهيل.
معجم رجال الحديث ج 11 ص 15
وبعد:
فقد تبين من خلال الروايات المتقدمة ان عبدالرزاق بن همام رحمهالله كان ينتحل التشيع، ويعتقد بالإمامة، ويتبرأ من أعداء آل محمد صلوات اللهعليهم، ولكنه كان يخفي ذلك خوفاً على نفسه فقد كانت الظروف قاسية جداً على الشيعةآنذاك وما أشبه اليوم بالأمس، قال تعالى: {وَقَالَرَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًاأَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِنيَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِييَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}سورةغافر 28
صحيح ان الشيعة يعملون بالتقية، لكنهملم يكونوا يكذبون...
وأضيف ايضا ما قاله الذهبي في ترجمةعبدالرزاق: وأفظع حديث له ما تفرد به عنه الثقة أحمد بن الأزهر في مناقب الإمامعلي، فإنه شبه موضوع، وتابعه عليه محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار، قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابنعباس، قال: نظر رسول الله صلى لله عليه وسلم إلى علي، فقال: "أنت سيد في الدنيا،سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، فالويللمن أبغضك بعدي".
سير أعلام النبلاء ج 9 ص 574
وقد كشف الذهبي القناععندما قال في ترجمة أحمد بن الأزهر: ولتشيع عبدالرزاق سر بالحديث،وكتبه، وما راجع معمرا فيه، ولكنه ما جسر أن يحدث بهلمثل أحمد وابن معين وعلي، بل ولا خرجه في تصانيفه،وحدث به وهو خائف يترقب.
سير أعلام النبلاء ج 12 ص 366
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائم آل محمد .
وقد وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدى، وقال: كان غاليا في التشيع.
وقال السعدي: زائغ مجاهر.
فلقائل أن يقول: كيف ساغتوثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والإتقان ؟
فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة ؟
وجوابه: أن البدعة على ضربين:
فبدعة صغرى: كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلوولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق،فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثارالنبوية، وهذه مفسدة بينة.
ثم بدعة كبرى: كالرفض الكامل والغلو فيه،والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهمولا كرامة.
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا، بلالكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله ! حاشا وكلا.
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحةومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه، وتعرض لسبهم.
والغالي في زمانناوعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضا، فهذا ضال معثر [ولم يكنأبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلا، بل قد يعتقد عليا أفضل منهما].
ميزانالاعتدال ج 1 ص 5
التعليق:
اعترف الذهبي بأن ترك رواياتالشيعة يسبب ذهاب جملة من الآثار النبوية، وفي هذا مفسدة بينة، وذكر ايضا انهميعملون بالتقية...
فإذا كانالرافضة لا تقبل رواياتهم كما ذكر الذهبي أعلاه، فكيف يتمكن علماء أهل السنة منتمييزهم عن الشيعة بالتعريف الذي ذكره الذهبي، والحال انهم يعملون بالتقية؟؟؟
ولنضرب مثالاً لذلك، وليكن عبد الرزاق بن همام الصنعاني، الذيروى عنه أصحاب الكتب الستة كثيراً، فنورد ما يدل على تشيعه من كتب أهل السنة، ثم مايدل على تشيعه من كتب الشيعة...
أولا: ما ورد في كتب أهلالسنة:
قال الذهبي: (ع) عبد الرزاق بن همام ابن نافع، الحافظالكبير، عالم اليمن، أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني الثقةالشيعي.
قال أحمد العجلي: عبد الرزاق ثقة،كان يتشيع.
الفسوي: حدثنا محمد بن أبيالسري، قلت: لعبد الرزاق: ما رأيك أنت ؟ -يعني في التفضيل-
قال: فأبى أنيخبرني، وقال: كان سفيان يقول: أبو بكر وعمر، ويسكت.
ثم قال لي سفيان: أحب أنأخلو بأبي عروة -يعني معمرا- فقلنا لمعمر، فقال: نعم، فخلا به، فلما أصبح، قلت: ياأبا عروة، كيف رأيته ؟
قال: هو رجل، إلا أنه قلما تكاشف كوفيا إلا وجدت فيهشيئا -يريد التشيع- ثم قال عبد الرزاق: وكان مالك يقول: أبو بكر وعمر، ويسكت، وكانمعمر يقول: أبو بكر وعمر وعثمان، ويسكت. ومثله كان هشام بن حسان.
قالعبدالله بن أحمد: سألت أبي: أكان عبد الرزاق يفرط في التشيع ؟
قال: أما أنا،فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس أو الأخبار.
قال أبو جعفر العقيلي: حدثنا أحمد بن بكير الحضرمي، حدثنا محمد بن إسحاق بنيزيد البصري، سمعت مخلدا الشعيري، يقول: كنت عند عبدالرزاق، فذكر رجل معاوية، فقال: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان!
قال العقيلي: سمعت علي بن عبدالله بن المبارك الصنعاني يقول: كانزيد بن المبارك، قد لزم عبد الرزاق، فأكثر عنه، ثم خرق كتبه، ولزم محمد بن ثور،فقيل له في ذلك، فقال: كنا عند عبد الرزاق، فحدثنا بحديث معمر، عن الزهري، عن مالكبن أوس بن الحدثان.. الحديث الطويل، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس: فجئت أنت تطلبميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث امرأته،قالعبد الرزاق: انظروا إلىالأنوك،يقول: تطلبأنت ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث زوجته من أبيها، لا يقول: رسول الله صلىالله عليه وسلم.
قال زيد بن المبارك: فلم أعد إليه، ولا أروي عنه.
قال الذهبي: قلت: هذه عظيمة، وما فهم قول أمير المؤمنين عمر، فإنك يا هذالو سكت، لكان أولى بك، فإن عمر إنما كان في مقام تبيين العمومة والبنوة، وإلا فعمررضي الله عنه أعلم بحق المصطفى وبتوقيره وتعظيمه من كل متحذلق متنطع، بل الصواب أننقول عنك: انظروا إلى هذا الأنوك الفاعل -عفا الله عنه- كيف يقول عن عمر هذا، ولايقول: قال أمير المؤمنين الفاروق ؟!
وبكل حال فنستغفر الله لنا ولعبدالرزاق،فإنه مأمون على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق.
قال العقيلي: حدثنا أحمد بن محمد: سمعت أبا صالح محمد بن إسماعيل الصراري يقول: بلغنا ونحنبصنعاء عند عبد الرزاق أن أصحابنا، يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وغيرهما، تركواحديث عبد الرزاق وكرهوه، فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا: قد أنفقنا، ورحلنا وتعبنا،فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج، فخرجت إلى مكة، فلقيت بها يحيى بن معين، فقلتله: يا أبا زكريا، ما نزل بنا من شئ بلغنا عنكم في عبد الرزاق ؟ قال: وما هو ؟قلنا: بلغنا أنكم تركتم حديثه، ورغبتم عنه، قال: يا أبا صالح، لو أرتد عبد الرزاقعن الإسلام، ما تركنا حديثه.
أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين، وبلغه أنأحمد بن حنبل تكلم في عبيد الله بن موسى بسببالتشيع،فقال يحيى: والله العظيم، لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر ممايقول عبيد الله بن موسى، ولكن خاف أحمد بن حنبل أن تذهب رحلته إلى عبد الرزاق، أوكما قال - رواها ثقتان عنه.
وذكره أبو أحمد بن عدي في "كامله" فقال: نسبوه إلى التشيع، وروى أحاديث في الفضائل لا يوافق عليها،فهذا أعظم ما ذموه به من روايته هذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم، مما لمأذكره، وأما الصدق، فإني أرجو أنه لا بأس به، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في أهلالبيت، ومثالب آخرين مناكير...
سير أعلام النبلاء ج 9 ص 563
فهل يوجد سني يقول عن عمر: أنوك ؟؟؟
والأنوك هو الأحمق !!!
وهل يوجد سني يقول لمن يذكر معاوية (ل) لا تقذر مجالسنا بذكره ؟؟؟
ولماذالا يجيب من سأله عن رأيه في التفضيل ؟؟؟
ثانيا: ماورد في كتب الشيعة:
قال النجاشي رحمه الله: محمد بن أبي بكر همام بن سهيلالكاتب الاسكافي شيخ أصحابنا ومتقدمهم، له منزلة عظيمة، كثير الحديث. قال أبو محمدهارون بن موسى رحمه الله: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ قال: أسلمأبي أول من أسلم من أهله وخرج عن دين المجوسية وهداه الله إلى الحق فكان يدعو أخاهسهيلا إلى مذهبه فيقول له: يا أخي اعلم أنك لا تألوني نصحا، ولكن الناس مختلفون،فكل يدعي أن الحق فيه، ولست أختار أن أدخل في شئ إلا على يقين، فمضت لذلك مدة وحجسهيل، فلما صدر من الحج قال لاخيه: الذى كنت تدعوني إليه هو الحق قال: وكيف علمتذاك قال: لقيت في حجي عبد الرزاق بن همام الصنعاني وما رأيت أحدا مثله، فقلت له علىخلوة: نحن قوم من أولاد الأعاجم وعهدنا بالدخول في الإسلام قريب وأرى أهله مختلفينفي مذاهبهم، وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك ولا مثل، وأريد أنأجعلك حجة فيما بيني وبين الله عز وجل. فان رأيت أن تبين لي ما ترضاه لنفسك منالدين لاتبعك فيه وأقلدك. فأظهر ليمحبة آل رسول الله صلى الله عليه وآله وتعظيمهم والبراءة من عدوهم والقولبإمامتهم.
قال أبو علي: أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه عن عمه، وأخذته عنأبي.
رجال النجاشي ص 379
قال السيد الخوئي رحمه الله: عبد الرزاق بن هماماليماني: روى عنهما (الباقر والصادق) عليهما السلام، رجال الشيخ في أصحاب الصادقعليه السلام. وعده البرقي أيضا في أصحاب الصادق عليه السلام. وكان أحد الأعلام من علماء الشيعة،كما يظهر مماذكره النجاشي في ترجمة محمد بن أبي بكر همام بن سهيل.
معجم رجال الحديث ج 11 ص 15
وبعد:
فقد تبين من خلال الروايات المتقدمة ان عبدالرزاق بن همام رحمهالله كان ينتحل التشيع، ويعتقد بالإمامة، ويتبرأ من أعداء آل محمد صلوات اللهعليهم، ولكنه كان يخفي ذلك خوفاً على نفسه فقد كانت الظروف قاسية جداً على الشيعةآنذاك وما أشبه اليوم بالأمس، قال تعالى: {وَقَالَرَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًاأَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِنيَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِييَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}سورةغافر 28
صحيح ان الشيعة يعملون بالتقية، لكنهملم يكونوا يكذبون...
وأضيف ايضا ما قاله الذهبي في ترجمةعبدالرزاق: وأفظع حديث له ما تفرد به عنه الثقة أحمد بن الأزهر في مناقب الإمامعلي، فإنه شبه موضوع، وتابعه عليه محمد بن علي بن سفيان الصنعاني النجار، قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابنعباس، قال: نظر رسول الله صلى لله عليه وسلم إلى علي، فقال: "أنت سيد في الدنيا،سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، فالويللمن أبغضك بعدي".
سير أعلام النبلاء ج 9 ص 574
وقد كشف الذهبي القناععندما قال في ترجمة أحمد بن الأزهر: ولتشيع عبدالرزاق سر بالحديث،وكتبه، وما راجع معمرا فيه، ولكنه ما جسر أن يحدث بهلمثل أحمد وابن معين وعلي، بل ولا خرجه في تصانيفه،وحدث به وهو خائف يترقب.
سير أعلام النبلاء ج 12 ص 366
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائم آل محمد .