بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
نقرأ في مصادر الشعية قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : (يا علي، ما بعث الله رسولاً إلا وأسلم معه قوم طوعاً وقوم آخرون كرهاً ، فسلط الله الذين أسلموا كرهاً على الذين أسلموا طوعاً فقتلوهم ليكون أعظم لأجورهم !
يا علي ، وإنه ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ، وإن الله قضى الفرقة والإختلاف على هذه الأمة ، ولو شاء الله لجعلهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من خلقه ولا يتنازع في شئ من أمره ، ولا يجحد المفضول ذا الفضل فضله . ولو شاء عجل النقمة فكان منه التغيير حتى يكذب الظالم ، ويعلم الحق أين مصيره . ولكن جعل الدنيا دار الأعمال ، وجعل الآخرة دار القرار ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ). ( كتاب سُليم رحمه الله ص137).
ورواه الطبراني في المعجم الأوسط:7/370: (عن موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال قال رسول الله(ص): ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها . لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن دينار إلا موسى بن عبيدة ، ولا عن موسى إلا أبو بكر بن عياش ، تفرد به منصور بن أبي نويرة) . ورواه السيوطي في الجامع الصغير:2 /481 ، والهندي في كنز العمال:1/183.
لكن الهيثمي ضعفه فقال في مجمع الزوائد:1/157: (رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف ). انتهى .
وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي ص137، قال عن حديث آخر: (هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة . وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث من قبل حفظه وهو صدوق . وقد روى عنه شعبة والثوري).
وقال في إرواء الغليل:5/222: ( قلت: وعلته موسى بن عبيدة هذا فإنه ضعيف كما جزم الحافظ في التقريب . وقال الذهبي في الضعفاء والمتروكين: ضعفوه ، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه ) . انتهى .
ويبطل العجب عندما تعرف أن موسى بن عبيدة شيعي ، وأنهم اتهموه بالوهم وحرموا الرواية عنه ، مع شهادتهم بأنه صدوق ! قال في مستدركات علم رجال الحديث:8/21: (موسى بن عبيدة أبوحسان العجلي الكوفي: من أصحاب الصادق عليه السلام ، عُدَّ مجهولاً ، وروى عنه صفوان الجمال. تقدم في علقمة بن محمد ما يدل على مدحه وجلالته. وما يفيد حسنه في كفاية الأثر باب 3 و 16 ، والإكمال باب 21 ). انتهى .
ومما يكشف تعصبهم في تضعيفهم لموسى بن عبيدة ، أن الذهبي وغيره رووا هذا الحديث عن الشعبي وهو إمام عندهم ، ولا عذر لهم بأن الشعبي لم يرفعه ، لأنه لايتكلم من عنده ، بل ينقل قاعدة وسنة من سنن التاريخ لايعرفها إلا نبي !
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:4/311: (روى عطاء بن السائب ، عن الشعبي قال: ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ) .
ورواه عن الشعبي أيضاً في تذكرة الحفاظ:1/87 وذكر مصدره في هامشه: الحلية:4/313.
ونظراً الى خطر هذا الحديث الشريف عليهم لأنه يهدم أساس السقيفة القرشية وخلافتها ، فقد حاولوا أن يعارضوه بإثبات عصمة الأمة ، وأن الله تعالى ضمن لها أن يغلب فيها أهل الحق على أهل الباطل دائماً.
منقول عن كتاب جواهر التاريخ 1 لسماحة الشيخ علي الكوراني
http://www.alameli.net/books/index.php?id=2399
http://www.alameli.net/books/index.php?id=2399
تعليق