بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
كنت عند أبي عبد الله


فقال : جُعلت فداك يا بن رسول الله !.. كَبُرت سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي مع أنّني لست أدري ما أرِد عليه من أمر آخرتي ؟
فقال أبو عبد الله

قال : جُعلت فداك !.. فكيف لا أقول ؟
فقال : يا أبا محمّد !.. أما علمت أنّ الله تعالى يُكرم الشباب منكم ويستحي من الكهول ؟
قلت : جُعلت فداك !.. فكيف يُكرم الشباب ويستحيي من الكهول ؟
فقال : يُكرم الشباب أن يعّذبهم ، ويستحي من الكهول أن يحاسبهم
قلت : جُعلت فداك !.. هذا لنا خاصّة أم لأهل التوحيد ؟
فقال : لا والله إلاّ لكم خاصّةً دون العالم
قلت : جُعلت فداك !..فإنّا نُبزنا نبزاً انكسرت له ظهورنا ، وماتت له أفئدتنا ، واستحلّت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم
فقال أبو عبد الله

قلت : نعم
قال : لا والله ما هم سمّوكم ، ولكنّ الله سمّاكم به
أمَا علمت يا أبا محمد !.. أنّ سبعين رجلاً من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه لمّا استبان لهم ضلالهم ، فلحقوا بموسى


يا أبا محمّد !.. رفضوا الخير ورفضتم الشرّ ، افترق الناس كلّ فرقة ، وتشعّبوا كلّ شعبة ، فانشعبتم مع أهل بيت نبيّكم

قلت : جُعلت فداك !..زدني
فقال: يا أبا محمّد !.. إنّ لله عزّ وجلّ ملائكة يُسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا ، كما يُسقط الريح الورق في أوان سقوطه ، وذلك قوله عزّ وجلّ : { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا } ، استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق ، يا أبا محمّد !.. فهل سررتك ؟!
قلت : جُعلت فداك !..زدني
قال : يا أبا محمّد !..لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } ، إنّكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا ، وإنّكم لم تبدّلوا بنا غيرنا ، ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم ، حيث يقول جلّ ذكره : { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } . يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!
قلت : جُعلت فداك !..زدني
فقال : يا أبا محمّد !..ولقد ذكركم الله في كتابه فقال :{ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } ، والله ما أراد بهذا غيركم ، يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!
قلت : جُعلت فداك !.. زدني
فقال : يا أبا محمّد !..{ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } ، والله ما أراد بهذا غيركم ، يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!
قلت : جُعلت فداك !.. زدني
فقال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكرنا الله عزّ وجلّ وشيعتنا وعدوّنا في آية من كتابه ، فقال عزّ وجلّ : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ، فنحن الذين يعلمون وعدوّنا الذين لا يعلمون ، وشيعتنا هم أولوا الألباب ، يا أبا محمد!.. فهل سررتك ؟!
قلت : جُعلت فداك !.. زدني
فقال : يا أبا محمّد !.. والله ما استثنى الله عزّ ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين

قلت : جُعلت فداك !..زدني
قال : لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ، والله ما أراد بهذا غيركم ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟!
قلت : جُعلت فداك !.. زدني
فقال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكركم الله في كتابه فقال : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } والله ما أراد بهذا إلاّ الأئمة

قلت : جُعلت فداك !.. زدني
قال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكركم الله في كتابه فقال : { فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا } ، فرسول الله في الآية النبيّون ، ونحن في هذا الموضع الصدّيقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم الله عزّ وجلّ ، يا أبا محمّد !.. فهل سررتك ؟!
قلت : جُعلت فداك !.. زدني
قال : يا أبا محمّد !.. لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوّكم في النار بقوله : { وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ، أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ } ، والله ما عنى الله ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس ، وأنتم والله في الجنّة تحبرون وفي النار تُطلبون ، يا أبا محمّد!.. فهل سررتك ؟!
قلت : جُعلت فداك !.. زدني
قال : يا أبا محمّد !.. ما من آيةٍ نزلت تقود إلى الجنّة ولا يُذكر أهلها بخير ، إلاّ وهي فينا وفي شيعتنا ، وما من آيةٍ نزلت تذكر أهلها بشرّ ولا تسوق إلى النار ، إلاّ وهي في عدوّنا ومَن خالفنا ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟!
قلت : جُعلت فداك !..زدني
فقال : يا أبا محمّد !.. ليس على ملّة إبراهيم إلاّ نحن وشيعتنا ، وسائر الناس من ذلك براء ، يا أبا محمّد !.. فهل سررتك ؟!
وفي رواية أخرى فقال : حسبي ص 51 الكافي 8/33
http://www.alseraj.net/3/index2.shtml?51&60&58&1&1
تعليق