المرجع اليعقوبي التحذير من توظيف المرجعية لمصالح السياسيين
نور 67
وفد مركز الإمام المهدي الثقافي / الكوت
الخميس 23/10/2008 ـ 23 شوال
بسم الله الرحمن الرحيم
نور 67
وفد مركز الإمام المهدي الثقافي / الكوت
الخميس 23/10/2008 ـ 23 شوال
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المرجعية تمارس دور الأئمة عليهم السلام في عصر الغيبة وهم عليهم السلام هذا المنهج منذ زمن الإمام الصادق عليه السلام ثم تعمقت الفكرة الى عصر الغيبة الصغرى بواسطة السفراء .
الأمة كانت تحتاج الى التدريج بهذا الأمر ولا تستطيع الأمة أن تتقبل هذا الأمر مباشرة بدل المعصومين عليهم السلام
فالمراجع والعلماء يمارسون بعض ادوار الائمة عليهم السلام وهو ما يسمى اليوم بمصطلح( حكومة تصريف أعمال ) والإمام رغم انه موجود بيننا الا انه لا يعرف بشخصه طبقاً لأطروحة خفاء العنوان
فالامام المعصوم موجود ويمارس دوره ولو غاب عن دوره لحظة لساخت الأرض بأهلها كما ورد في الرواية .
لكن بعض الادوار التي تحتاج الى علنية واتصال مباشر في مراجعته كالاستفتاء , هذه المساحة هي التي يمارسها المرجع .
فقولنا للمرجع ما للمعصوم فيه مبالغة خاصة في الخصائص والمميزات , ربما بعض المراجع معصومون بالعصمة المكتسبة لكن مقارنتهم بالامام عليه السلام من حيث صفاتهم أو دورهم فيه مبالغة .
وانما احذر منها لأني رأيت في الفترة الاخيرة كيف ان السياسة تريد ان توظف المرجعية لخدمة مصالحها وأغراضها وتحاول ان ترفع من تشاء وتضع من تشاء .
كثير من المصطلحات المبتدعة لم يشهدها تاريخ الحوزة .
مثلاً مصطلح المرجع الأعلى لا يوجد هكذا عنوان على طول الخط , يمكن ان يكون مرجع اشهر أو اكثر مقلدين لكن هذا لا يعني انه الافضل او الأجدر للمرجعية , اما المرجع الأعلى فهو فيه بصمة سياسية وليس من ادبيات الحوزة بل للجهات البعيدة عن الحوزة كالدول الاخرى او المحتل
كل مجتهد له رأيه وفتواه تختلف عن الآخر وفي الكثير من الفتاوى كثبوت رؤية الهلال او الموافق السياسية او بقية الفتاوى في الرسائل العملية .
والذين يراد إيصال الرسالة لهم كالغرب او الاحتلال لا يفهمون ذلك وانما يأخذون المصطلح ويرتبون عليه الاثر .
مثلاً مصطلح المراجع الربعة الذي يتداوله الاعلام , من صنع هذا المصطلح ؟ السياسة صنعته والا لماذا حصر المراجع بالأربعة , المراجع ولله الحمد موجودون في النجف وغيرها وبعضهم معروف وبعضهم غير معروف , فالسياسة حصرتهم باربعة
وهذا ما اردنا ان نحذر منه , نريد ان نميز بين من يعرف قدر العلماء الذي اعطاه لهم القرآن الكريم واهل البيت عليهم السلام (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل ) (مداد العلماء خير من دماء الشهداء )
فرق بين من يعرف هذه المنزلة للعلماء فيحترمهم ويعطيهم مكانتهم وفرق بين من يريد ان يصنع هالة ليخدع بها السذج والعوام والغوغاء لكي يحقق اهدافه .
وهذا ما نحذر منه وعلى كل واعي ان يحذر منه لانه يقلق مستقبل المرجعية .
المرجعية بقيت حصينة 1200 عام ولم تتلاعب بها ايدي السياسة فلماذا يريدون ان يقحموا المرجعية في كل صغيرة وكبيرة .
الاتفاقية الأمنية مثلاً . . . لا نرضى بالاتفاقية الا بعد عرضها على المرجعية . جيب المرجعية ودي المرجعية .
(( كل شغلة يريدون ان يمشوها يلفقوها ويلبسوها كلاو براس المرجعية ))
الحمد لله أبنائنا لم يفعلوا شيئاً باسم المرجعية ولم يطالبوا بشيء في أي يوم لأن المرجعية ارادت كذا , ابداً نحذرهم تماماً من هذا وهم جزاهم الله خيرا الاخوة في البرلمان ومن يرجعون الينا لم يحاولوا يوما ان يستغلوا اسم المرجعية او أرادوا تمرير امر باسم المرجعية , ولم يقوموا يوماً بتعليق صورة المرجعية واستخدامها للدعاية او الاعلان .
فلماذا يقحمون المرجعية الآن
ويا ليتهم يقحمون المرجعية ويطيعونها وانما يقحمونها وليس من الظروري عندهم ان يطيعونها وانما لتمرير أغراضهم واهدافهم
فرضوا اليوم مصطلح المراجع الاربعة كما فرض قبل 1200 سنة الائمة الاربعة أو المذاهب الأربعة . فلماذا حصرت المرجعية بالاربعة ويومئذ كان من العلماء اساتذة هؤلاء الأربعة . السلطات صنعتها لمصلحة معينة تخدمها بذلك , واليوم هذا المصطلح . . . . على مجتمعنا ان يكون حذراً
وانصح السياسيين انه لمصالح وقتية معينة زائلة نأتي ونجازف بهذا الكيان الذي حفظه الله تبارك وتعالى بلطفه والامام عليه السلام برعايته , هذه جناية على مدرسة اهل البيت عليهم السلام .
ولا ادري هل ان المرجعية تعلم ذلك او لا تعلم , ولكنها لو كانت تعلم فعليها ان تتخذ موقفاً لأن ذلك يسبب شرخ يمكن أن يكون خطره عظيماً .
انتم سياسيون قدروا الموقف والعبوا الموقف كما تريدون . تقولون السياسة تحتاج الى الرمادية وخلط الاوراق وغظ النظر . . . هذا شأنكم لكن المرجعية لها مبادئها فإن تقحموا المرجعية وتجعلوها غطاءاً لسياستكم التي كثيراً ما تبتعد عن المبادئ , هذا خطر عظيم يجب علينا ان نحذر منه .
سألتم عن الاتفاقية الأمنية وقد نسب الى بعضهم انه تحال القضية الى البرلمان ولا اعتقد ان الشعب يرضى .
أي برلمان تحال عليه وانتم تعلمون ان البرلمان مشلول واسير ومختطف بيد بعض زعماء الكتل الكبيرة , فهم يقررون وليس على البرلمانيون إلا رفع الأيدي لتأييد ما املته إرادة الكبار .
فأي برلمان هذا الذي تحال عليه هذه الاتفاقية . وهل البرلمان فعلاً يمثل الشعب ؟ هل انت اخترت هذه الاسماء ؟ ابداً لا نعرف الاسماء الموجودة في القوائم وانما انتخبت الناس لجملة من العوامل , فادعائهم انهم ممثلون للشعب هذه مغالطة . الشعب لايعرفهم ولم يعرف اسماءهم في القوائم , الشعب انتخب موقفاً معيناً يومئذ وكان له دافعاً يومئذ . فهذا هو البرلمان في ضعفه وشلله .
ولو عرضت الاتفاقية على البرلمان فكيف نصدق ان هذه الاتفاقية هي التي سوف يوقع عليها . ونحن جربناهم حين تقدم نسخ ويوافق عليها لكن التي يوقع عليها نسخة اخرى . وبالتالي يظهر للإعلام ان الاتفاقية صادق عليها البرلمان لكن التي وقعت نسخة اخرى .
قانون النفط والغاز مثلاً نفسهم يعترفون انه قدمت للبرلمان 4 نسخ فأي نسخة سوف تدرس وأي نسخة سيوقع عليها .
الاتفاقية الامنية مثلاً هذا يقول ان النسخة العربية غير الانكليزية وهذا يقول كذا . . . فلا توجد مصداقية حتى لو فرض ان قدمت الى البرلمان لذلك انا شخصياً لما اعطيت النسخة الى بعض الاخوة في البرلمان واحبوا ان يأخذوا رأي المرجعية قلت لهم لا تأتوا بها ولا اريد ان اراها وانظر فيها اصلاً . انما هو ذر رماد في العيون .
اذا كنتم تريدون اجماعاً وطنياً فلماذا لم تشركوا كل القوى قي أول يوم من المفاوضات الآن لما جفت الاقلام وأعلن انها النسخة الاخيرة تريدون ان تلبسوها برؤوس الكتل وتقولون نريد اجماعاً وطنياً .
كان المفروض ان يكون من اول الامر كي تكون الفرصة للتعديل والتغيير اما الآن بعد مرور سنة من إعلان المبادئ تريدون اجماعاً وطنياً ؟ فمتى حرصتم على ذلك ؟
ولذا رفضنا عرضها وحتى مجرد النظر فيها كي لا يقال انها عرضت على المرجعية فتلبس برؤوسكم ويحصلون على المغانم وعليكم المغارم , هذا الذي عهدناه منهم , المغانم لهم وعند المشاكل يضعونكم في الواجهة لكي تكون ( الگباحة في وجوهكم ) كما يقال .
فلذلك الحمد لله الاخوة كانوا على درجة من الوعي واتفقوا على عدم حضور اجتماعات المكتب السياسي للأمن الوطني لأن الهدف ذر الرماد في العيون وكأنه اجمعت الكتل السياسية على توقيع الاتفاقية .
الاتفاقية ليست كلمات مكتوبة على الورق , اذا كنتم تريدون اشراك حقيقي كان المفروض من اول يوم وماذا اراد كل طرف وما هي التغيرات التي اجريت وليست المسألة مجرد الكتابة على الورق وما هو رأيكم فيها .
واذا كان لنا رأي هل أنتم مستعدون للرجوع الى المربع الاول وتغيير كل ما في الاتفاقية .
فما ممكن ان يقبلوا هذا الكلام , فما معنى هذا الخداع ومحاولة تحويل المسؤولية على الآخرين .
</B>
تعليق