إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بقلم سنّي سلفي: لاشورى في بيعة أبي بكر وشجاعة الخلفاء الثلاثة في مزاد في لندن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم سنّي سلفي: لاشورى في بيعة أبي بكر وشجاعة الخلفاء الثلاثة في مزاد في لندن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ملخص المبحث:
    1- بيعة الاوس لأبي بكر مردها اختلافهم مع الخزرج في تعيين زعيمها سعد بن عبادة خليفة للمسلمين.
    2- بني هاشم والانصار كانوا يرون الامام علي عليه السلام هو الأكفأ لتولي الخلافة وهذا يفسر ميلهم للامام علي اكثر من ابي بكر.
    3- مبايعة الانصار لابي بكر كانت بسبب غياب الامام علي عليه السلام ولو كان موجوداً لربما كانت البيعة له.
    4- البيعة لابي بكر كانت بلاشورى بدليل كلمة عمر (كانت فلتة)
    5- مصالحة الامام علي عليه السلام وشيعته لأبي بكر كانت بسبب تقديم مصلحة الاسلام العليا
    6- قَتَل الامام علي من قريش في بدر وحدها نحو خمسة عشر رجلاً وأوصلهم بعض المؤرخين كالواقدي إلى ثلاثة وعشرين رجلاً بعكس أبي بكر وعمر وعثمان إذ لم يثبت أنهم قتلوا من قريش أحداً باستثناء رجل واحد قتله عمر بن الخطاب يوم بدر.
    7- ابو بكر وعمر ولّوا القريشين دون الانصار وهذا امر يدعو للتساؤل.
    8- علماء السنة حاولوا ترقيع كلمة عمر بالفلتة وتأويلها بمعان اخرى كي لاتُجرح بيعة ابي بكر.
    9 - معاوية واتباعه ظالمين للامام علي عليه السلام.
    10- الرسول صلى الله عليه وآل وسلم قد اخبر الانصار الاذية التي تلقوها من معاوية - فانطبق مصداق نبوءة الرسول على معاوية (ومع هذا يبقى مرضياً عنه)
    المبحث:


    الاختلاف يوم السقيفة وموقف المسلمين منها وآثارها الفكرية:





    بقلم: الباحث الشيخ حسن بن فرحان المالكي


    بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) حدث أول اختلاف بين أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) حول من يخلف النبي (صلى الله عليه وسلم) في ولاية أمر الناس وتصريف شئون المسلمين وحمايتهم من الاختلاف والتشتت، هذا حسن ظننا بالصحابة[1] فعند علم الأنصار بوفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة يريدون تولية سعد بن عبادة رضي الله عنه على المسلمين بحجة أن الأنصار هم أهل المدينة عاصمة الإسلام وأن قريشاً أخرجت النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة وأن الأنصار هم الذين حموا النبي (صلى الله عليه وسلم) ودعوته ولقوا في ذلك الشدائد وأن المهاجرين ليسوا إلا ضيوفاً عليهم في المدينة وعلى هذا فصاحب الدار أولى بالتصرف في داره من الضيف، إضافة إلى ما يتمتع به سعد بن عبادة الأنصاري من مكانة فقد كان سيد الخزرج أكبر قبائل الأنصار وبالتالي يكون سيد المدينة المنورة مع ما عرف عنه من كرم وسؤدد وحسن صحبة، وكان بعض المهاجرين قد علموا باجتماع الأنصار فذهبوا إليهم وعلى رأس هؤلاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان معه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهما والثلاثة من كبار الصحابة[2] ومن أوائل المهاجرين ومن أهل بدر ومن العشرة المبشرين بالجنة[3].

    فلما وصل أبو بكر وصاحباه إلى سقيفة بني ساعدة عارضوا تولية سعد بن عبادة بحجة أن الأنصار وإن كان لا ينكر فضلهم وحمايتهم للنبي (صلى الله عليه وسلم) ودعوته إلا أن قريشاً هم قوم النبي (صلى الله عليه وسلم) وأن العرب لن تطيع إلا هذا الحي من قريش وأن المهاجرين (السابقين منهم) كان لهم –عن الأنصار- ميزة السبق إلى الإسلام[4].

    فاحتدم النقاش وانتهى الأمر ببيعة أبي بكر الصديق بعد انشقاق الأوس عن الخزرج وبيعتهم لأبي بكر مع بيعة المهاجرين الموجودين وقتها في السقيفة ثم تتابع الأنصار الموجودون هناك على بيعته، وكانت هذه هي البيعة الخاصة أو البيعة الأولى أما البيعة العامة فكانت اليوم الثاني في المسجد إذ بايع أكثر المهاجرين والأنصار ورأى هؤلاء أن أبا بكر الصديق هو أولى الناس بهذا الأمر لسبق إسلامه ولكونه ثاني اثنين ولإنفاقه الأموال وهجرته وبدريته وبلائه في الإسلام ولأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمره بالصلاة بالناس عند مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) وانتهى الأمر بين أغلب المهاجرين والأنصار عند هذا الحد[5].

    وكان هناك قسم آخر من كبار المهاجرين لم يبايعوا أبا بكر وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي (صلى الله عليه وسلم) وزوج ابنته فاطمة الزهراء وكان معه بنو هاشم قاطبة كعمه العباس بن عبد المطلب وأبنائه عبد الله بن العباس والفضل بن العباس وكوكبة من كبار المهاجرين الأولين كعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن عمرو وغيرهم كما كان معهم بعض الأنصار كأبي بن كعب والبراء بن عازب وجابر بن عبد الله وغيرهم من عموم الصحابة الذين كانوا يرون أن علي بن أبي طالب كان أكفأ الناس لتولي الأمر بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) لكونه أول من أسلم ولكونه بمنزلة كبيرة من النبي (صلى الله عليه وسلم) (كمنزلة هارون من موسى باستثناء النبوة) وكان من علماء الصحابة وشجعانهم وزهادهم ومن العشرة المبشرين بالجنة مع نسبة الشريف وقربه من النبي (صلى الله عليه وسلم) نسباً وصهراً ونشأة وسكناً، فكان هذا القسم من المهاجرين ومعهم بعض الأنصار يرون أن علي بن أبي طالب هو أنسب الصحابة لتولي الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وسلم).

    بل تبين أن معظم الأنصار كانوا يميلون مع علي أكثر من ميلهم مع أبي بكر[6] رضي الله عنهما لكن السبب في بيعتهم أبا بكر وتركهم علياً أن علياً لم يكن موجوداً في السقيفة أثناء المجادلة والمناظرة مع الأنصار، وربما لو كان موجوداً لتم له الأمر لأن بعض الأنصار لما رأوا أن الأمر سينصرف عن سعد بن عبادة هتفوا باسم علي في السقيفة والأنصار كانوا أغلبية في المدينة لكن علياً كان مشغولاً بجهاز النبي (صلى الله عليه وسلم) من غسله وتكفينه والإقامة على إتمام ذلك، فهو إما أنه لم يعلم بهذا الإجتماع المفاجئ في السقيفة أو أنه يرى أنه ليس من المناسب أن يترك الجسد الشريف ويذهب إلى السقيفة يتنازع مع الناس في أحقيته بخلافة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فآثر البقاء مع الجسد الشريف غسلاً وتكفيناً مع الصلاة عليه ثم دفنه (صلى الله عليه وسلم) وهذا استغرق يومين من موته (صلى الله عليه وسلم).

    وكانت البيعة العامة لأبي بكر قد تمت قبل دفن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذا كان له أثر نفسي على علي بن أبي طالب ومن معه من أهل البيت كفاطمة الزهراء ومن معه من المهاجرين والأنصار فقد كان هؤلاء يرون أن أصحاب السقيفة لم يراعوا مكانتهم وقطعوا الأمور دون مشورتهم، وكانوا يفضلون أن يتأنى الناس حتى يتم دفن النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم يتشاور الناس ويولون من يرونه أهلاً للخلافة أما أن يتم الأمر في وسط النزاع المحتدم بين المهاجرين والأنصار، ثم بين الأوس والخزرج من الأنصار، فهذا يضعف -عندهم- شرعية البيعة ويجعلها أشبه ما تكون بالقهر والغلبة التي تتنافى مع الشورى المأمور بها شرعاً (وأمرهم شورى بينهم)[7].

    أما المهاجرون والأنصار الذين بايعوا أبا بكر يوم السقيفة فقد نظروا للمسألة من جهة أخرى، فقد رأوا أن بيعة أبي بكر أصبحت خياراً لا مندوحة عنه إذ أن الاختلاف كاد أن يصل إلى سل السيوف فهذه المرحلة من الخلاف لا تحتمل تأخيراً وإنما يكون دواؤها بالحسم المباشر فإن لم يفعلوا فقد يحدث هناك اتفاق مشابه في سقيفة أخرى ثم يتطور الأمر إلى خلاف مسلح بين المهاجرين والأنصار أو بين المهاجرين مع بعضهم، فبيعة أبي بكر كانت فلتة -على قول عمر- أي بلا شورى لكن لم يكن منها بد، وكان التفكير في تأجيلها -فضلاً عن التأجيل نفسه- سيعرض الأمة لمخاطر كبيرة لا سيما وأن الصحابة من مهاجرين وأنصار رغم ديانتهم وفضلهم إلا أنهم بشر وعرب يغضبون ويتأثرون ويتعصبون لقبائلهم ويحملون أنفة العرب إذ لا زالت الخصومة بين قريش والأنصار حديثة العهد (إذ أن معظم قريش كانوا من الطلقاء وإنما أسلموا عام فتح مكة)[8].

    إذن فلم يكن أصحاب أبي بكر يجهلون مكانة علي بن أبي طالب ولا مكانة بني هاشم فهم يعرفون أنهم أقرب الناس للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأفضل قبيلة في قريش وكان علي واسطة عقدهم لكن الظروف جعلت الاستعجال في الأمر أولى لا سيما مع مكانة أبي بكر الصديق وسابقته وجهاده

    أما الطرف الثالث (الأنصار) فكان موزعاً بين قسمي المهاجرين بعد فقدانهم الأمل في تولية مرشحهم سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري فاقتنع بعضهم ببيعة أبي بكر ووافق بعضهم على مضض رفعاً للخلاف واتقاءً لشر الفتنة والتنازع وهو ما فعله علي بن أبي طالب نفسه ومن معه فيما بعد، إذ اختاروا مصالحة أبي بكر على مخالفته لما في المصالحة من خير للإسلام وأهله حتى وإن أخذوا على أبي بكر ومن معه أنهم لم يشاوروهم وقطعوا الأمر دونهم واستعجلوا فيه ولم يكن الأمر عن تروٍ وشورى وكانوا يرون لأنفسهم حقاً إما في الخلافة أو في اختيار خليفة المسلمين.

    فاجتمع المسلمون تحت قيادة واحدة بعد ستة أشهر من بيعة أبي بكر رضي الله عنه ولم يصر على المخالفة إلا قلة من الأنصار وتضامناً مع كبيرهم سعد بن عبادة زعيم الخزرج الذي رفض أن يبايع أبا بكر أما بقية المسلمين فقد رضوا من حيث الجملة ببيعة أبي بكر الصديق وأشغلتهم حروب الردة وفتوح العراق والشام عن التفكير فيما سوى ذلك فأمر الإسلام أولى بالاهتمام ثم توفي أبو بكر رضي الله عنه بعد سنتين ونصف.

    هامش

    [1] ويرى البعض أن هناك أسباباً قبلية وتعصب لفئات وأشخاص وليس اختلافهم لمصلحة الإسلام ورغم عدم تسليمنا بل وإنكارنا لهذا القول إلا أنه ليس هناك دليل شرعي ولا عقلي يمنع من هذا فالصحابة يعتريهم ما يعتري سائر البشر، فقد ذهب البعض من المؤرخين إلى أن تجمع الأنصار كان لمصلحة القبيلة وأن افتراق الأوس عن الخزرج وانضمامهم إلى المهاجرين كان أيضاً نتيجة للتنافس القبلي بين الأوس والخزرج وأن بيعة أبي بكر كانت على أساس قبلي لصرف الأمر عن بني هاشم حتى لا تجتمع لهم النبوة والخلافة وأن تجمع بني هاشم كان كذلك تجمعاً قبلياً، ورغم عدم قناعتي بهذا كله إلا أنني أعقل حدوث مثل هذا، وله دلائل كثيرة في السيرة النبوية من اختلاف المهاجرين والأنصار يوم المريسيع واختلاف الأوس والخزرج في قصة الإفك وإخبار العباس للنبي (صلى الله عليه وسلم) بانقباض وجوه الناس عن بني هاشم ونحو ذلك، فالأمر –وإن كانت دلائله فيها ما فيها- لكنه لا يجوز اتهام من يراه بأنه يريد الطعن في الصحابة وتشويه صورة الجيل الأول الخ خاصة وأن جمهرة من العلماء المتقدمين والمتأخرين من محدثين وفقهاء ومؤرخين تتردد في كتاباتهم مثل هذه التقريرات.

    [2] لم أجد أحداً من المهاجرين –غير هؤلاء الثلاثة- كان في سقيفة بني ساعدة يوم بيعة أبي بكر، فكان أصحاب السقيفة كلهم من الأنصار باستثناء هؤلاء الثلاثة فكانوا من كبار المهاجرين.

    [3] الحديث -حديث التبشير بالجنة- من رواية سعيد بن زيد وقد صححه بعض العلماء ولي مع معنى الحديث وقفة ليس هنا مكانها.

    [4] فقد أسلموا قبل الأنصار بأكثر من عشر سنين فهم ألصق بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأولى بتصريف أمور الناس من بعده، مع ما لهم من الفضل والعلم والهجرة التي لا تنكر.

    [5] بعضهم يرى أنه ليس كل من بايع أبا بكر الصديق يراه أولى من غيره وإنما بايعه لأنه يراه من الأكفاء للخلافة ولخشيته من الفتنة ورضاه بالأمر الواقع وحباً في الاعتصام ووحدة الكلمة وكراهية للتنازع المؤدي إلى الفشل، فقد كانت نصوص القرآن والسنة واضحة في الأمر بالاعتصام بحبل الله وترك التفرق.

    [6] سبب ميل الأنصار لعلي أكثر من ميلهم لأبي بكر وعمر أن علياً كان أكثر فتكاً في مشركي قريش إذ قتل من قريش في بدر وحدها نحو خمسة عشر رجلاً وأوصلهم بعض المؤرخين كالواقدي إلى ثلاثة وعشرين رجلاً، فكان الأنصار يرون أن علياً كان صارماً في موضوع قريش وأنه سيكبح جماح قريش (وخاصة الطلقاء منهم وكان الطلقاء يمثلون أغلب قريش) وأنه لن يصيب الأنصار من قريش أذىً أو أثرة إذا كان عليٌ هو الخليفة لأن قريشاً تبغض علياً لكثرة نكايته في بيوتاتهم بعكس أبي بكر وعمر وعثمان إذ لم يثبت أنهم قتلوا من قريش أحداً باستثناء رجل واحد قتله عمر بن الخطاب يوم بدر، أما علي فقتل منهم العشرات في بدر وأحد والخندق ويوم الفتح وهي المعارك المشهورة مع قريش، حتى أن بعض الشعراء عيَّر قريشاً بعلي (ذكر شعره ابن عبد البر في ترجمة علي)

    وقد كان بين علي والأنصار محبة عظيمة وكان علي على علاقة كبيرة بهم وولى جمعاً من فضلائهم أيام خلافته فولى سهل بن حنيف (بدري) على الشام وقيس بن سعد (بدري) على مصر وعثمان بن حنيف (أحدي) على البصرة وقرظة بن كعب (أحدي) على الكوفة وأبا أيوب الأنصاري (بدري) على المدينة والنعمان بن عجلان (بدري) على البحرين وأبا قتادة الأنصاري (بدري) على مكة وهؤلاء من كبار الأنصار، بينما لم يجد الأنصار فرصتهم في عهد أبي بكر وعمر وعثمان إذ كانت الولايات في أيدي القرشيين في الغالب (وهذا أمر يدعو للدراسة لمعرفة الأسباب). ثم كان الأنصار مع علي في خلافته ووجدوا بعده ظلماً وأثرة من بني أمية حتى كان الأخطل النصراني يهجوهم عند معاوية وابنه يزيد.

    ومن الاتفاقات الجديرة بالذكر هنا أنه ورد في الأنصار حديثاً (لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق) وورد الحديث نفسه في علي (لا يحب علياَ إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) الحديثان في مسلم، وبوَّب مسلم لهذا باباً بعنوان (باب حب علي والأنصار من الإيمان) وعلي والأنصار قد ذمهما بنو أمية وظلموهما!! ولا يخفى على القارئ الكريم أن بني أمية قد ظلموا علياً بالقتال واللعن على المنابر وقتل الذرية كالحسن والحسين وزيد بن علي وقتل الأتباع كحجر بن عدي وأصحابه وكميل بن زياد وحجر المدري والتضييق على بقية محبي الإمام علي ، أما الأنصار فقد آذاهم بنو أمية بالسب والهجاء أو منع العطاء أو التفاخر عليهم بالقرشية وهذا الظلم من بني أمية لعلي والأنصار يستوجب وجود شيء من النفاق وإذا لم تكن هذا الأحاديث الحاصرة دالة على شيء من النفاق فلا أدري أي علامات أخرى سنقبلها؟!

    أما موقف الخلفاء الثلاثة فلم يكن موقفهم من علي والأنصار ظلماً وإنما كان توجساً فقط فلم يستأثروا على بني هاشم ولا الأنصار بفيء ولم يسبوهم أو يهجوهم أو يتفاخروا عليهم.

    أما موقف علي مع الأنصار فقد كان في غاية التقارب فعلي أقرب الجميع إلى الأنصار والأنصار أقرب الناس إلى علي ويكفي أنه شهد معه صفين كل الأنصار تقريبا وكان فيهم مئات من أهل بدر والرضوان. وربما كان غضب بني أمية على علي والأنصار عائدا لذكريات الغزوات النبوية فقد كان لعلي والأنصار النصيب الأوفر في قتل زعماء المشركين والنكاية في قريش .

    [7] ولهذا اضطرب العلماء في التقعيد أو التنظير الشرعي للنظام السياسي في الإسلام، وقد حاول عمر بن الخطاب أن يزيل هذا الاضطراب (الفقهي/ السياسي) عندما أخبر أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها وحذرهم من العودة لمثلها، لكن إخبار عمر وتحذيره ودلالة هذا كله دفنته الخصومات السياسية إذ خشي بعض العلماء أن يكون في هذا طعن في بيعة أبي بكر فآثروا تبرير الفلتة يوم السقيفة حتى وإن نقدها عمر وحذر من مثلها مع أنه من أصحابها فليسوا أحرص منه على تصحيح بيعة أبي بكر رضي الله عنه، وذهبوا يتأولون كلمة عمر تأويلات بعيدة بأنه يقصد (العجلة)، بينما ظاهر كلام عمر النهي عن مثلها (فمن عاد فاقتلوه) وقد كان هدف عمر أسمى من أن تبرر كلمته كان هدفه ألا يقيس المسلمون على أمور كانت وسائلها خاطئة أو ملتبسة حتى وإن كانت خاتمتها ونتائجها حسنة. مع أن ظروفها لم تكن توحي بهذا النجاح الذي حصل فيما بعد بتوفيق الله أولاً ثم بفضل أبي بكر وتعقل المعارضة وتفضيلها السلم ووحدة الأمة لكن من يضمن لنا لو حدثت ظروف مماثلة أن النتيجة ستكون النتيجة، إذن يجب تحييد (نموذج السقيفة) عند التنظير للبيعة في الإسلام وعدم إتخاذه نموذجاً للبيعة لأنه –كما قال عمر- (كان فلتة وقى الله شرها) فلا تعودوا لمثلها لا تنظيراً ولا تطبيقاً.

    [8] أسلم يوم مكة ألفان من قريش وسموا الطلقاء وكان المسلمون من قريش قبل فتح مكة نحو سبعمائة فقط فأكثرية قريش من الطلقاء فلعله لهذا السبب كان الأنصار يخشون إذا ذهبت الخلافة لقريش أن تصل إلى هؤلاء الطلقاء وقد حصل هذا بعد ثلاثين سنة إذا تولى الأمر معاوية بن أبي سفيان وهو من الطلقاء!! وقد وجد الأنصار في عهده الأثرة الشديدة التي أخبرهم بها النبي (صلى الله عليه وسلم) .



  • #2
    بارك الله فيك أخي العزيز

    بصراحة لدي تساؤل قديم، أستغرب عندما أقرأ أو أسمع مثل هذا الكلام من شخص سني، فكيف لشخص بحث حتى أبصر الحقيقة من جانب أن يغيب عنه جانب آخر بنفس درجة الوضوح ؟

    كيف مثلا لكاتب هذا المقال أن يتضح له أن بيعة أبي بكر لم تكن شورى و يتضح له أن بني أمية كانوا منافقين و تتضح له مظلومية أهل البيت عليهم السلام و شيعتهم؛ و لكن لا يتضح له أن رسول الله صلى الله عليه و آله أوصى لأمير المؤمنين عليه السلام؟ و لا يتضح له أن الاعتقاد باثني عشر خليفة لا وجود له في غير مذهب أهل البيت عليهم السلام؟

    تعليق


    • #3
      أو أنه يرى أنه ليس من المناسب أن يترك الجسد الشريف ويذهب إلى السقيفة يتنازع مع الناس في أحقيته بخلافة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فآثر البقاء مع الجسد الشريف غسلاً وتكفيناً مع الصلاة عليه ثم دفنه (صلى الله عليه وسلم) وهذا استغرق يومين من موته (صلى الله عليه وسلم).

      سلام الله عليك يا ابا الحسن

      شكرا لك اخي صندوق العمل

      الوهابيية يقولون ان المالكي زيدي فهل هذا صحيح ؟

      انا اعرف انه سلفي وليس زيدي

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الوائلي
        أو أنه يرى أنه ليس من المناسب أن يترك الجسد الشريف ويذهب إلى السقيفة يتنازع مع الناس في أحقيته بخلافة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فآثر البقاء مع الجسد الشريف غسلاً وتكفيناً مع الصلاة عليه ثم دفنه (صلى الله عليه وسلم) وهذا استغرق يومين من موته (صلى الله عليه وسلم).

        سلام الله عليك يا ابا الحسن

        شكرا لك اخي صندوق العمل

        الوهابيية يقولون ان المالكي زيدي فهل هذا صحيح ؟

        انا اعرف انه سلفي وليس زيدي

        أهلا بالأخوين يونس حيدر ومحمد الوائلي

        اخي محمد هذولة الوهابية يضحكون على نفسهم ،سلفي لحد النخاع وتتلمذ على يد بن باز ، وطُرِد من وظيفته ولكن بعد قرار اُرجِع اليها من جديد. والرجل لايُقر بامامة الامام علي ويعتبر معتقد الشيعة بالامام علي ليس صائبا.


        ------

        - من مواليد جبال بني مالك عام (1390هـ)
        - تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة القعقاع بوادي الجنية بني مالك (1401هـ).
        - تلقى تعليمه المتوسط بمدرسة الداير بالداير بني مالك (1403هـ).
        - درس الثانوية العامة بثانوية فيفاء بجبل فيفاء (1404-1407هـ).
        - تلقى تعليمه الجامعي بكلية الدعوة والإعلام جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض(1408هـ-1412هـ).
        - كما أخذ العلم عن بعض العلماء والشيوخ في المساجد في الرياض سواء في مسجد السكن الجامعي أيام الجامعة أو بعد ذلك، ومن أشهر الشيوخ الذين استفاد منهم الشيخ محمد الحسن الموريتاني والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ناصر العقل والشيخ عبد الله السعد والشيخ عبد الرحمن المحمود وكلهم في الرياض.
        - لكن الشيخ الأبرز الذي يعود له الفضل في محاولة صاحب المؤلف انتهاج المنهج العلمي ونبذ التعصب والتوسع في البحث كان الشيخ علي بن بوكر بن نسيب العقيلي بصبياء الذي كانت بينه وبين صاحب الترجمة لقاءات ومراسلات مازال صاحب المؤلف يدين للشيخ علي بالفضل فيها.
        - كما كان للتعلم الذاتي عبر القراءة الموسعة الفضل الأكبر على المؤلف.
        الاهتمام:
        يتركز اهتمام المؤلف على علمين اثنين وهما علم التاريخ وعلم الحديث.

        تعليق


        • #5
          ماا أقوول إلا ..........

          اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد

          روحي لك الفداء يا أمير المؤمنين

          تعليق


          • #6
            اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد

            تعليق


            • #7
              المالكي أصبح منحرف وضال ومبتدع عند الوهابية الآن ..

              كل من يتكلم بالحقيقة يصبح مبتدعا !!

              تعليق


              • #8
                جميل أن أرى عودتك أخي صندوق العمل
                وبشكل قوي كالزوبعة
                موضوع جميل يستحق المخالف ان يعطي من وقته ليقف متأملا ولو لساعة ليعرف مصيره إلى أين

                تعليق


                • #9
                  مولانا اميري حسين هلموضوع من زمان وصندوق العمل ترك المنتدى ولن يرجع فترك تدليسات وتزويرات الوهابية وذهب
                  يعني نساكم كاعضا وموالين

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة جعفر999
                    مولانا اميري حسين هلموضوع من زمان وصندوق العمل ترك المنتدى ولن يرجع فترك تدليسات وتزويرات الوهابية وذهب
                    يعني نساكم كاعضا وموالين
                    من فرحتي بعودته لم أدقق بتاريخ الموضوع
                    شكرا لتوضيحك أخي بين بارك الله بك

                    تعليق


                    • #11

                      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


                      اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على حب جميع العترة آل بيت النبوة والثقل الأصغر
                      وليس الاثني عشر فقط

                      وعلى حب الصحب الكرام الذين وعدتهم جميعا بالجنة والله لا يخلف الميعاد



                      آية من كتاب الله تعالى تهدم هذا الموضوع وأمثاله من العقائد .



                      قال الله وجل الله :

                      {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
                      وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
                      رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
                      التوبة100




                      هؤلاء السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أجمعوا على بيعة الصديق ابتداء أو انتهاء
                      كما يزعم البعض
                      والله عز وجل قد علم أزلا ما هم فاعلون ومع هذا أمر وحث على اتباعهم رضي الله عنهم أجمعين






                      أربعوا على أنفسكم وأشفقوا على رؤوسكم ولا تشفقوا على الجبال الرواسي




                      اللهم بوجهك الكريم احشرني مع الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

                      ويرحم الله عبدا قال آمينا

                      تعليق


                      • #12
                        ايها المتشائم ...لماذا لاتقرأ الموضوع وتنسخ لنا مايوافق هواك من آيات من كتاب الله الحكيم ؟؟؟؟

                        أنتم لاتقرأون القرآن .....أنتم فقط نواسيخ لما يقوله أسيادكم الوهابية النواصب الحمقى ..





                        ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب



                        اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون



                        واذا راوا تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين



                        ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما











                        تعليق


                        • #13
                          والله ان الانسان ليحزن عندما يقرأ في التاريخ

                          ايجوز لابي بكر وغيره ان يترك الجسد الشريف ويتجه الى السقيفة؟

                          الم يكن حريا به وبامثاله - ان كان تقيا - ان يتوجه الى الجسد الشريف فيشارك في غسله وتكفينه ودفنه؟

                          اوليس مثل فعل ابا بكر يستحق الدراسة والتامل؟

                          اين حزنه على النبي عليه الصلاة والسلام؟ اين صحبته للمصطفى التي صدعونا بها؟

                          نعم كانت فلتة وكان هو بانيها..

                          من اجل ماذا؟

                          متاع لحظة في الدنيا لم تدم الا قليلا..



                          فسلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا رسول الله.. لقد تركوك يا سيدي مسجى على المغسل لاجل متاع الدنيا..

                          تعليق


                          • #14
                            احسنت وبارك الله فيك صاحب الموضوع

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة mtfael

                              لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


                              اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على حب جميع العترة آل بيت النبوة والثقل الأصغر
                              وليس الاثني عشر فقط

                              وعلى حب الصحب الكرام الذين وعدتهم جميعا بالجنة والله لا يخلف الميعاد



                              آية من كتاب الله تعالى تهدم هذا الموضوع وأمثاله من العقائد .



                              قال الله وجل الله :

                              {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
                              وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
                              رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
                              التوبة100




                              هؤلاء السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أجمعوا على بيعة الصديق ابتداء أو انتهاء
                              كما يزعم البعض
                              والله عز وجل قد علم أزلا ما هم فاعلون ومع هذا أمر وحث على اتباعهم رضي الله عنهم أجمعين






                              أربعوا على أنفسكم وأشفقوا على رؤوسكم ولا تشفقوا على الجبال الرواسي




                              اللهم بوجهك الكريم احشرني مع الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

                              ويرحم الله عبدا قال آمينا







                              {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
                              وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
                              رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }





                              اللهم إنا نشهدك على اتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار كما أمرت في كتابك



                              اللهم ثبتنا على هذا الاتباع والاقتداء بهم



                              اللهم أنجز لنا ما وعدت المتبعين لهذه الثلة المؤمنة المباركة




                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              10 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X