أخي الفاضل وفقكم الله لكل خير,

كلامكم مصيب من حيث أن معظم السلاسل الصوفية تنتهي إما إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام, أو الإمام الصادق عليه السلام,
ومعروف الكرخي كان سقاءاً في دار الرضا من آل محمد عليهم السلام,
وكذلك أبا يزيد البسطامي فهو كان خادماً لباب الإمام الكاظم عليه السلام (على ما أذكر),
وأيضاً وكذلك بشر الحافي الرجل المشهور بتوبته على يد الإمام الكاظم عليه السلام, وبشر معروف أن بعض السلاسل الصوفية تنتهي إليه, وقد انعزل الى العبادة والتخلي بعد توبته على يد الإمام عليه السلام.
وهناك الكثيرون ممن انتهلوا هذا المنهل, أي منهل العبودية العذبة الطاهرة من المنبع الطاهر, ألا وهم أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
أما الصوفية الذين خالفوا منهج أهل البيت عليهم السلام, وادخلوا البدع إلى الدين, من أمثال الرقص والغناء وحلقات الذكر المليئة بالمراء وحب ا لنفس والذات, ومعارضة المعصوم عليه السلام, فإن أهل البيت عليهم السلام قد وقفوا منهم موقفاً مضاداً بل وصرحوا بلعنهم ووجوب مقاتلتهم.

على كل حال, إن العرفان يرجع إلى إمام الموحدين أمير المؤمنين عليه السلام, ونهج البلاغة مليئ بالمطالب العرفانية وكذلك الأدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام, خصوصاً التي تضم فقرات المحبة مثل مناجاة المحبين ودعاء عرفة ودعاء كميل وغيرها من الأدعية التي يعجر عن الإتيان بمثلها أكبر صوفي أو عرفاني,
فلو كان هناك أي فيض ينزل إلى أي خلق من الخلائق فلا بد وهو منهم سلام الله عليهم,
فمن أراد الله بدأ بهم ومن وحده قبل عنهم ..
ثبتنا الله تعالى وإياكم على ولايتهم ومحبتهم وطاعتهم, بجاه المصطفى وآله الأطهار عليهم السلام.