أطفالنا فلذات أكبادنا يمشون على الأرض"،كان جدي يردد هذه المقولة ويقولها لوالدي وعندما كبرت سألت والدي عن السبب لتشبيه الأبناء بفلذات الأكباد؟ أجابتني أن الطفل أو الابن هو قطعة من الجسد
.
ولكن الان فلذات الأكباد يقفون إمام الإشارات الضوئية لغسيل السيارات ولتنظيف الشوارع والتسول ما بين الطرقات ليجمعوا لقمة عيشهم ويسدون حاجاتهم الأساسية مأساة يعيشها العراقيين وأطفالهم ونحن نحدق بعين الحرية وحقوق الإنسان.
الظروف المعيشية الصعبة أجبرت (ام خالد) على ترك أطفالها يعملون في الشوارع لساعات طويلة بعدما فشلت في توفير ابسط مستلزمات الحياة الضرورية لكونها لا تملك أي مورد مالي تستطيع العيش من خلاله هي وأطفالها الأربعة بعدما قتل والدهم على أيدي مسلحين في بغداد قبل شهور.
ويعمل ولداها خالد ومحمد، وهما في سن المراهقة، في جمع العلب المعدنية وقناني المشروبات الغازية الفارغة من مكبات النفايات وفي الطرقات فيما تعمل الام مع ابنتيها، في التسول عند تقاطعات المرور والأماكن العامة.
وحالة اسرة ام خالد قد تكون مثالية لآلاف الآخرين. وتواجه مناطق عدة في العراق مشكلة خطيرة اسمها اطفال الشوارع الذين يجوبون الطرقات على غير هدى ويمارس بعضهم اعمال نهب وسلب ويتعرضون لآفات اجتماعية خطيرة مثل التدخين وتعاطي المخدرات فيما لا يتردد المسلحون في استخدامهم في هجماتهم او قتلهم في أعمال انتقامية.
ويحمّل مدير منظمة اصوات الطفولة عماد هادي، الحكومة والسياسيين مسؤولية تفاقم ازمة المشردين من الاطفال الذين باتوا على ابواب الجريمة او دخلوها، واصفاً اياهم بالقنابل الموقوتة التي تجوب شوارع البلد ويمكن ان تنفجر في شكل جرائم وتخلق ظواهر سلبية من الصعب القضاء عليها لسنوات طويلة.
ويقول هادي «لا تتوافر لدينا احصاءات مفصلة ودقيقة عن نسب الاطفال المشردين بسبب غياب الاهتمام الحكومي بشؤون الطفولة ولأن عمل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ليس بالمستوى المطلوب لكن لدينا احصاءات تفيد بوجود نحو خمسة ملايين طفل يتيم يعانون من غياب الرعاية. ويتعرضون للعنف المنزلي والعمل الشاق وعدم الحصول على مقعد دراسي.
وظاهرة اطفال الشوارع باتت واضحة للعيان حيث ينتشرون عند تقاطعات المرور والاشارات الضوئية، بعضهم يمتهن التسول والبعض الاخر يبيع حاجيات مختلفة كالحلويات والبعض الاخر يقدم خدماته في غسل السيارات اثناء توقفها عند الاشارات المرورية، ورغم غياب الاحصاءات الدقيقة عن الاطفال الذين يفقدون عائلاتهم او اولئك الذين يتركون مقاعد الدراسة فإن الدلائل تشير الى ان ازدياد اعداد الاطفال المشردين يؤسس لظاهرة غريبة.
وتقول الباحثة الاجتماعية اسماء الربيعي ان «الاطفال في العراق يعانون من ظروف بائسة وان الحرب الاخيرة تختلف عن سابقاتها حيث انتقل الصراع الى داخل المدن التي باتت مسرحاً للعمليات العسكرية وما تتركه صور القتل والاجساد والروؤس المقطعة في مخيلة الطفل من اثار جسيمة».
ومن بين المشكلات الاخرى استخدام بعض الاطفال في تنفيذ العمليات المسلحة واستقطابهم من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة لتنفيذ اعمال العنف بعد جمع الاطفال المشردين في المساجد واخضاعهم لمحاضرات دينية تحرضهم على العنف.
وتلفت الربيعي الى ان، الاطفال يكونون مقاتلين فعالين لأنه يمكن ممارسة التأثير فيهم بيسر وهم لا يشعرون بالخوف بالطريقة ذاتها الموجودة لدى البالغين، كما انهم لا يثيرون الانتباه والمراقبة من قبل الاجهزة الامنية فضلاً عن سهولة استمالتهم لتدريبهم وقيامهم بأعمال العنف».
وكان الجيش الاميركي عرض قبل فترة مشاهد مصورة لاطفال ملثمين ومدججين بالسلاح يتدربون على كيفية اعتقال الاشخاص واشار الجيش الاميركي الى انه يملك تقارير اخرى عن وجود معسكرات خاصة لتجنيد الاطفال مقابل مبالغ مالية بسيطة.
ويشير نائب رئيس لجنة المرأة والاسرة والطفل في البرلمان العراقي ماجد حسين، الى ان الاطفال هم الاكثر تضرراً من الوضع الراهن.لافتا الى ان 20 % من ضحايا التفجيرات والعنف هم من الاطفال وان 35 % من المهجرين والمهاجرين هم من الاطفال، مؤكداً ما ورد في التقرير الذي اعدته منظمة (انقذوا اطفال العراق) ان طفلاً من بين كل ثمانية في العراق مشرد.
وكانت منظمة اليونيسف التابعة للامم المتحدة ذكرت ان حجم الكارثة التي يتعرض لها اطفال العراق كبير جداً وتبين ان نسبة الالتحاق بالتعليم الابتدائي بلغ 66 في المئة وان نسبة 21 في المئة من الفتيات في سن الدراسة لا يذهبن الى المدارس بسبب اعمال العنف. وسؤالنا هنا موجه الى المسؤولين الى متى سيبقى الطفل العراقي مغبون حقه ولا يبالي له احد؟ نترك الجواب الى المسؤولين والمهتمين بهذا الجانب

.
ولكن الان فلذات الأكباد يقفون إمام الإشارات الضوئية لغسيل السيارات ولتنظيف الشوارع والتسول ما بين الطرقات ليجمعوا لقمة عيشهم ويسدون حاجاتهم الأساسية مأساة يعيشها العراقيين وأطفالهم ونحن نحدق بعين الحرية وحقوق الإنسان.
الظروف المعيشية الصعبة أجبرت (ام خالد) على ترك أطفالها يعملون في الشوارع لساعات طويلة بعدما فشلت في توفير ابسط مستلزمات الحياة الضرورية لكونها لا تملك أي مورد مالي تستطيع العيش من خلاله هي وأطفالها الأربعة بعدما قتل والدهم على أيدي مسلحين في بغداد قبل شهور.
ويعمل ولداها خالد ومحمد، وهما في سن المراهقة، في جمع العلب المعدنية وقناني المشروبات الغازية الفارغة من مكبات النفايات وفي الطرقات فيما تعمل الام مع ابنتيها، في التسول عند تقاطعات المرور والأماكن العامة.
وحالة اسرة ام خالد قد تكون مثالية لآلاف الآخرين. وتواجه مناطق عدة في العراق مشكلة خطيرة اسمها اطفال الشوارع الذين يجوبون الطرقات على غير هدى ويمارس بعضهم اعمال نهب وسلب ويتعرضون لآفات اجتماعية خطيرة مثل التدخين وتعاطي المخدرات فيما لا يتردد المسلحون في استخدامهم في هجماتهم او قتلهم في أعمال انتقامية.
ويحمّل مدير منظمة اصوات الطفولة عماد هادي، الحكومة والسياسيين مسؤولية تفاقم ازمة المشردين من الاطفال الذين باتوا على ابواب الجريمة او دخلوها، واصفاً اياهم بالقنابل الموقوتة التي تجوب شوارع البلد ويمكن ان تنفجر في شكل جرائم وتخلق ظواهر سلبية من الصعب القضاء عليها لسنوات طويلة.
ويقول هادي «لا تتوافر لدينا احصاءات مفصلة ودقيقة عن نسب الاطفال المشردين بسبب غياب الاهتمام الحكومي بشؤون الطفولة ولأن عمل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ليس بالمستوى المطلوب لكن لدينا احصاءات تفيد بوجود نحو خمسة ملايين طفل يتيم يعانون من غياب الرعاية. ويتعرضون للعنف المنزلي والعمل الشاق وعدم الحصول على مقعد دراسي.
وظاهرة اطفال الشوارع باتت واضحة للعيان حيث ينتشرون عند تقاطعات المرور والاشارات الضوئية، بعضهم يمتهن التسول والبعض الاخر يبيع حاجيات مختلفة كالحلويات والبعض الاخر يقدم خدماته في غسل السيارات اثناء توقفها عند الاشارات المرورية، ورغم غياب الاحصاءات الدقيقة عن الاطفال الذين يفقدون عائلاتهم او اولئك الذين يتركون مقاعد الدراسة فإن الدلائل تشير الى ان ازدياد اعداد الاطفال المشردين يؤسس لظاهرة غريبة.
وتقول الباحثة الاجتماعية اسماء الربيعي ان «الاطفال في العراق يعانون من ظروف بائسة وان الحرب الاخيرة تختلف عن سابقاتها حيث انتقل الصراع الى داخل المدن التي باتت مسرحاً للعمليات العسكرية وما تتركه صور القتل والاجساد والروؤس المقطعة في مخيلة الطفل من اثار جسيمة».
ومن بين المشكلات الاخرى استخدام بعض الاطفال في تنفيذ العمليات المسلحة واستقطابهم من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة لتنفيذ اعمال العنف بعد جمع الاطفال المشردين في المساجد واخضاعهم لمحاضرات دينية تحرضهم على العنف.
وتلفت الربيعي الى ان، الاطفال يكونون مقاتلين فعالين لأنه يمكن ممارسة التأثير فيهم بيسر وهم لا يشعرون بالخوف بالطريقة ذاتها الموجودة لدى البالغين، كما انهم لا يثيرون الانتباه والمراقبة من قبل الاجهزة الامنية فضلاً عن سهولة استمالتهم لتدريبهم وقيامهم بأعمال العنف».
وكان الجيش الاميركي عرض قبل فترة مشاهد مصورة لاطفال ملثمين ومدججين بالسلاح يتدربون على كيفية اعتقال الاشخاص واشار الجيش الاميركي الى انه يملك تقارير اخرى عن وجود معسكرات خاصة لتجنيد الاطفال مقابل مبالغ مالية بسيطة.
ويشير نائب رئيس لجنة المرأة والاسرة والطفل في البرلمان العراقي ماجد حسين، الى ان الاطفال هم الاكثر تضرراً من الوضع الراهن.لافتا الى ان 20 % من ضحايا التفجيرات والعنف هم من الاطفال وان 35 % من المهجرين والمهاجرين هم من الاطفال، مؤكداً ما ورد في التقرير الذي اعدته منظمة (انقذوا اطفال العراق) ان طفلاً من بين كل ثمانية في العراق مشرد.
وكانت منظمة اليونيسف التابعة للامم المتحدة ذكرت ان حجم الكارثة التي يتعرض لها اطفال العراق كبير جداً وتبين ان نسبة الالتحاق بالتعليم الابتدائي بلغ 66 في المئة وان نسبة 21 في المئة من الفتيات في سن الدراسة لا يذهبن الى المدارس بسبب اعمال العنف. وسؤالنا هنا موجه الى المسؤولين الى متى سيبقى الطفل العراقي مغبون حقه ولا يبالي له احد؟ نترك الجواب الى المسؤولين والمهتمين بهذا الجانب
تعليق