إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إستبصار الوهابي عصام العماد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إستبصار الوهابي عصام العماد



    المولد والنشأة
    ولد عام 1968م في اليمن بمدينة "اب" قرية "الصبار"، نشأ في أسرة سنّية ومتأثره بالتيار السلفي الوهابي(1)، واصل دراسته الأكاديمية حتّى حصل على
    ____________
    1- وجّه مركز الأبحاث العقائدية رسالة إلى قناة المستقلّة بتاريخ 25/11/2002م، وذلك عندما أثير فيها شبهة تشير إلى أنّ الدكتور عصام العماد كان زيدياً، ولم يكن وهابياً، جاء في الرسالة:
    "... ثانياً: قال ضيف البرنامج (عبدالسلام المغربي) يوم أمس عن عصام العماد بأنه زيدي، وقال ما نصّه: (في الانترنت، الموقع الذي يهتمّ بالمستبصرين، ينصّ على أنّه زيدي، ومن أسرة زيدية، وأخوه الزيدي إنّما ترفّض بسبب مناقشته).
    وبما أنه يقصد من الموقع الذي يهتمّ بالمستبصرين موقع (مركز الأبحاث العقائدية)، تطلّب الأمر أن ننبهكم إلى أن موقع المركز لم يذكر ترجمة لعصام العماد في موقعه [كان ذلك فيما سبق أثناء المناظرة، وفيما بعد المناظرة نظّم المركز موقعاً مختصاً بالدكتور عصام العماد فيه ترجمة مفصّلة عنه]، وإنّما ذكر له عدّة محاضرات حول رحلته من الوهابية إلى الاثني عشرية، ومسائل عقائدية، وردود ومناظرات، ولم يردّ في واحدة منها أنه كان زيدياً.
    نعم، ورد في ترجمة حسن العماد (أخ عصام) أنه نشأ في عائلة زيدية المذهب، ولكن نفس حسن العماد في محاضرته يقول:
    (تركت نظري إلى المذهب السني...).
    إلى أن يقول:
    (هذا أكبر دافع، يعني ترك المذهب السنّي الأول، وبعد المذهب الزيدي بقيت فيه حتّى أتيت قم).
    فالمركز ذكر انتقاله من آخر مذهب، وهو الزيدي، إلى المذهب الإمامي الاثني عشري.
    ولا يفوتنا أن نشير إلى أنّ أصول أُسرة العماد زيدية، ولكنهم لمّا سكنوا في منطقة (الصبار) ـ التي هي معقل من معاقل الوهابية في اليمن ـ تأثروا بالفكر السني عموماً والفكر الوهابي خصوصاً، حتّى أصبح من أُسرة العماد قيادات كبيرة في الحركة الوهابية في اليمن، وفي مقدّمتهم رئيس الكتلة البرلمانية الوهابية في مجلس الشورى اليمني عبدالرحمن العماد (عم عصام العماد)، الذي أولى اهتماماً كبيراً لعصام منذ طفولته، حتّى أنه أرسله إلى معهد صنعاء العلمي الذي يعدّ أكبر معهد للوهابيين في اليمن، فدرس عصام فيه من السنة الابتدائية الأولى إلى أن تخرّج منه عام 1987م، ثمّ أرسله عمه عبدالرحمن إلى السعودية للدراسة في جامعة الامام محمد بن سعود (قسم الحديث) في الرياض في عام 1988م.
    وبعد هذا كلّه، فلا ريب في كون عصام كان وهابياً ثمّ انتقل إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، حتّى أنّه ألّف كتابه (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية)...
    ونرفق لكم مع هذه الرسالة وثيقة تخرّج عصام العماد من المعهد المشار إليه، وهي مصدّقة من وزارة الخارجية اليمنية...".
    الصفحة 2 شهادة الليسانس في قسم الدراسات الإسلامية ثم حصل على درجة الماجستير، وبعدها على شهادة الدكتوراه في علوم القرآن والحديث.
    وفي مجال اهتمام الدكتور عصام بالدراسة الدينيّة فإنه إلى جنب دراسته الأكاديمية درس المذهب الوهابي في المعاهد الدينيّة منها (معهد صنعاء العلمي) وهو أكبر معهد وهابي في اليمن، وأخذ الثانوية ـ القسم الشرعي ـ من هذا المعهد، كما انّه حفظ عشرة أجزاء من القرآن، ثمّ درس عند علماء اليمن في المساجد، وحضر دروس بعض الشخصيات العلمية البارزة في صنعاء منهم العلاّمة العمراني في جامع الزبيري في صنعاء، ثم قام بتدريس الفقه السلفي، فدرّس كتاب فقه السنة في جامع الأسطى، كما أنه مارس الخطابة في مساجد صنعاء، فتولّى خطبة الجمعة في جامع الأسطى وتارة في جامع باب القاع. كما أنه سافر إلى السعودية والتحق بكلية اصول الدين ـ قسم الحديث ـ في جامعة الإمام محمد بن سعود وبقى في السعودية أكثر من سنة، حضر خلالها بعض الدروس عند مفتي المملكة ابن باز.

    </SPAN>الصفحة 3 تصوره السابق عن المذهب الشيعي:
    كان المصدر الوحيد لمعرفة الدكتور عصام بمذهب التشيع هو كُتب إحسان الهي ظهير وكُتب محمد مال الله، وكتاب محبّ الدين الخطيب، فلهذا تبادرت في ذهنه صورة قبيحة عن هذا المذهب، ومن خلال تراكم هذه الصور المشوهة امتلأ قلبه بالحقد والكراهية أزاء الشيعة والتشيع.
    وشبّ الدكتور عصام على هذا المنوال بحيث أدى به هذا النفور من التشيع إلى الانزعاج المطلق منهم ومن كل أمر له صله بهم، فدفعه ذلك لتأليف كتاب ضد الشيعة تحت عنوان: "الصله بين الشيعة والغلو"(1).

    إعادته النظر حول التشيع:
    كانت أوّل حادثة دعت الدكتور عصام لتجديد النظر في رؤيته وتقييمه للكيان الشيعي هي أنّه حصل على كتاب (الإمام الصادق) لمؤلفه محمد أبي زهرة، فكان هذا الكتاب أوّل كتاب أتاح للدكتور عصام فرصة النظر من زاوية أخرى إلى الشيعة.
    ويقول الدكتور عصام حول هذا الكتاب: "إنّ هذا الكتاب ـ وإن كان يحتوي على نقد للمذهب الجعفري ـ لكنّه كان يمتاز بإسلوب موضوعي في مناقشة مباني وعقائد الشيعة وكان إسلوبه يختلف عن منهج إحسان إلهي ظهير وغيره من الذين تطفح كتاباتهم بالأساليب غير الموضوعية والفاقدة للاتزان".
    ومن هذا المنطلق قرّر الدكتور عصام أن يتّبع منهج أبي زهرة في دراسته للتشيع، فتوجّه إلى البحث بأسلوب غير متعصّب حتى عثر على مجلة "رسالة الإسلام" وهي مجلة مصرية قديمة، فوجد فيها أبحاثاً تتطرق حول موضوع التشيع.

    ____________
    1- لم يقم المؤلف بطبعه، بل بادر إلى اتلافه بعد اعتناقه لمذهب أهل البيت(عليهم السلام).

    الصفحة 4 المفاجأة الأولى في البحث:
    يقول الدكتور عصام: "كانت أكبر صدمة لي حين بحثي حول التشيّع هي قراءتي لفتوى الإمام الشيخ محمود شلتوت المشهورة والتي ذكر فيها أنّ الشيعة مسلمون، وأنّ المذهب الاثنى عشري هو المذهب الخامس في الاسلام".
    فاستغرب الدكتور عصام من هذه الفتوى، ثم قرّر أن يعمّق دراسته للمذهب الشيعي، ليتعرّف على الأسباب التي دعت الشيخ شلتوت لهذا القول بالنسبة إلى هذا المذهب.
    وكان الدكتور عصام أنذاك عام 1988م في جامعة الإمام محمّد بن سعود إلاّ أنّه كان يتردد على جامعة الملك سعود لقربها من محل سكنه في "الدرية" وكان آنذاك يطالع في جامعة الملك سعود، وكانت مكتبة الجامعة تمتلك قسماً خاصاً يتعلق بجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان في هذا القسم حقلا من الكتب حول الشيعة الجعفرية، فبادر الدكتور عصام إلى مطالعة هذه الكتب، لكنه بمرور الزمان وجدها لا تفي له بالغرض الذي يبتغيه، لأنها تعتمد على أساليب سطحيّة في دراسة الفكر الشيعي وتتّسم بالنظرة الجزئية إلى الكيان الشيعي وتلتجىء إلى أساليب غايتها تشويه صورة التشيّع، واستنتج بالتدريج بأنّ بعض علماء أهل السنة قد التبس عليهم الأمر في تقييمهم للتشيع وأنّهم وقعوا ضحية الخلط بين الشيعة والغلاة، ولم يفرّقوا بين التشيع والغلو.

    اكتشافه للحقيقه:
    اكتشف الدكتور عصام أنّ علماء الجرح والتعديل لم يتعاملوا مع الإمام علي(عليه السلام)بنفس الصورة التي تعاملوا مع غيره من الصحابة، ثم رأى في كتابات </SPAN>الصفحة 5 كثيرة وجود تحيّز خاص بالنسبة إلى الصحابة، وهو غير موجود حينما يتم التطرّق إلى شخصية الإمام علي(عليه السلام)، فرأى الامام علي مظلوماً بحيث لم يدافع عنه الكثير من الكتّاب والمؤلفين خشية أن يُتهموا بالتشيع.
    فبحث الدكتور عصام هذه الظاهرة، ثمّ بدأ ينبش في التاريخ ليصل إلى دليل هذا الأمر، فرأى جذوره في دولة بني أمية، ورأى أن معظم العلماء قد وقعوا في الفخ الذي حفره لهم بنو أمية، وأن الكثير من المفكرين ساروا على النهج الذي رسمه بنو أمية واتبعوا سيرتهم في تعاملهم مع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام).
    ومن هنا اطّلع الدكتور عصام على المؤامرة التي حيكت لتنحية أهل البيت(عليهم السلام)عن الساحة، وإبعاد الأمّة عن حديث الثقلين الذي ورد بصيغة كتاب الله وأهل بيتي وهكذا إبعادهم عن حديث الاثنى عشر وغير ذلك.
    وكان من أبرز الشواهد التي لامسها الدكتور عصام في هذا التحيّز أنّه لاحظ حين اصغائه لدرس العالم الوهابي "محمد بن اسماعيل العمراني" الذي كان يحضر عنده لتلقي العلوم الاسلامية، أنّه كان يذكر أقوال عشرات الفقهاء حول المسألة الفقهيّة التي يتطرّق إليها، ويورد أسماء عشرات الأئمة والحفاظ والعلماء على مدى جميع القرون ثم يقول في الأخير: وقيل أن بعض أهل البيت قالوا كذا وكذا، فكان غالبية الحاضرين يعترضون عليه اعتراضاً شديداً حينما يذكر رأي بعض أهل البيت(عليهم السلام) ولا يطيقون استماع هذه المقولة بأنّ لأهل البيت رأياً في المسائل الفقهية.
    فشعر الدكتور عصام كأنّ العصر الأموي لا يزال مهيمناً على دفة الحكم، وأنّه يحكم بثقافته المعادية لأهل البيت(عليهم السلام).
    فبدأ الدكتور عصام يتساءل في نفسه: لماذا نسمع ونصغي لرأي جميع الأئمة والعلماء، ولكننا لا نطيق الاستماع إلى ذكر أهل البيت(عليهم السلام).
    وهكذا بدأت التساؤلات تزداد يوماً بعد يوم في سريرة الدكتور عصام حتى تحوّلت إلى قوة هائلة دفعته للبحث المعمق حول مدرسة أهل البيت(عليهم السلام).

    </SPAN>الصفحة 6 اعتناقه لمذهب التشيع:
    حينما وجد الدكتور عصام بغيته في مذهب أهل البيت(عليهم السلام) لم يتحمّل البقاء في انتمائه السابق، وكان أنذاك في جامعة الامام محمد بن سعود، فغيّر انتماءه العقائدي، واعتنق مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ثم قرّر بعدها مغادرة الجامعة والهجرة إلى الأرض التي تعينه على تعميق الصلة بالعقيدة التي فرضت نفسها عليه بالأدلة والبراهين، فعاد إلى بلده اليمن، ثم سافر إلى سوريا والتحق بالحوزة العلمية في دمشق بالسيدة زينب، فبقي فيها فترة وجيزة، ثمّ سافر إلى إيران عام 1990م والتحق بالحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة، ودرس فيها المقدمات والسطوح إلى أن وصل إلى البحث الخارج في الحوزة العلمية، وهو يعتبر أقدم طالب وفد إلى إيران لطلب العلم.
    ثم بادر الدكتور عصام بعد بلوغه المرتبة المطلوبة في العلم إلى القيام بعملية التبليغ، فمارس عملية تدريس علوم أهل البيت(عليهم السلام) في أوساط الحوزة العلمية وباشر التأليف والكتابة، كما أنّه تصدى لمناظرة أهل السنة والحوار معهم من أجل أن يبيّن لهم الحقائق التي توصّل إليها خلال البحث، ومن جملة هذه المناظرات هي مناظرته مع الشيخ عثمان الخميس التي سيتم الإشارة إليها لاحقاً.

    مؤلفاته:
    (1) "رحلتي من الوهابية إلى الاثنى عشرية":
    سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية، ضمن "سلسلة الرحلة إلى الثقلين".
    (2) "المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين"، محاولة للتقريب بين الاثني عشرية والوهابية.
    الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الاسلامية، الطبعة الأولى 1422هـ.
    يتضمن هذا الكتاب عدة مواضيع منها: كيف نعرض المذهب الاثنى عشري للوهابيين، مشكلة الخلط عند الوهابية، موقف الاثنى عشرية من التصورات الوثنية للغلاة.

    </SPAN>الصفحة 7 وقفة مع كتابه: ((المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين))
    "يعرض المؤلف حقيقة كتابه بالقول:
    إنّ هذا الكتاب هو محاولة لمعالجة بعض سلبيات الحوار بين الاثنى عشرية وبين الوهابية، من خلال تجربتي في الحوار مع الوهابية لفترة دامت أكثر من اثنى عشر عاماً، ومنْ خلال انتمائي السابق للوهابية، فقد درست عند كبار علماء الوهابية في اليمن، ثُمّ ذهبت للدراسة في المملكة السعودية. وكنت من أشدّ الوهابيين تعصّباً، حتى إنني كتبتُ كتاباً في تكفير الاثنى عشرية سمّيته (الصلة بين الاثني عشرية وفرق الغلاة)، وبعد أن تركت الوهابية وانتقلتُ إلى الاثنى عشرية كتب كتاباً تحت عنوان (حقائق المذهب الاثنى عشري وخصائصه أو رحلتي من الوهابية إلى الاثنى عشرية). ومن ثَمَّ فأنا عندما أتحدَّث عن كيفية الحوار مع الوهابيين، إنّما أتحدث عن كيفية الحوار مع جماعة كنت من أكثر الناس تعصّباً لها، وبالتالي فأنا أعرفُ الطريقة المثلى في الحوار مع الوهابيين".

    بعض خصائص الحوار المطلوب:
    لابد من الإشارة إلى قضية هامة في منتهى الأهمية وهي: أنّ الحوار مع الوهابيين لا بد أن ينحصر في أمرين ضروريين ويضاف لهما أمر ثالث:
    </SPAN>الصفحة 8 الأمر الأول: لابد من إقناع الوهابي الذي نحاوره أن يكون الحوار في آية واحدة من القرآن أو في رواية واحدة لا في موضوع واحد، بل لابد من اقناعه أن يكون الحوار في نقطة واحدة من آية واحدة أو رواية واحدة من موضوع واحد; لأنّ العقل الوهابي لا يمكن أنْ يستوعب حقيقة المذهب الاثنى عشري إلاّ إذا بحثنا معه بالتدرج البطيء; من آية إلى آية ومن رواية إلى رواية. ولابدّ قبل بداية الحوار مع الوهابيين أن نبين لهم أهمية الالتزام بذلك.
    إنّ الحوار بهذه الصورة هو حوارٌ ذو منهجية علمية; ففي العالم كلِّه نجد أنّ الجامعات ترفض البحث عن قضية كلية، بل تطالب بالبحث عن جزء صغير من قضية كلية; لأنّ فائدة البحث تكون قوية إذا انحصرت في جزئية صغيرة. أما إذا بحثنا مع الوهابيين بصورة عامة فلا يمكن أن يدركوا حقائق وخصائص المذهب الاثنى عشري.
    والأمر الثاني: من الخطأ الكبير أن تحاور الوهابيين في غير حديث الثقلين: لأنك إذا حاورته في غير حديث الثقلين من فضائل الإمام علي الأُخرى فسوف يقول لك: وردت الفضائل في غيره ـ أيضاً ـ.
    ومن هنا لابدّ أن نبين للعقل الوهابي أنّ ورود الفضائل في غير الإمام عليّ من الصحابة لا يعني التمسك بهم والأخذ بأقوالهم وأفعالهم، بينما حديث الثقلين دلّ على وجوب التمسك بالإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ. وقد ذكره الإمام مسلم في باب (ما ورد عن النبي في الإمام علي).
    وإذا طلب الوهابي أن يكون الحوار من خلال القرآن، فلابد أن تبدأ معه بآية التطهير، لا بآية الولاية أو غيرها; لأسباب علمية كثيرة.
    وأهم هذه الأسباب أن هنالك ارتباطاً وثيقاً بين آية التطهير وبين </SPAN>الصفحة 9 حديث الثقلين، فلا يوجد أحد من أهل السنّة ذكر آية التطهير وحديث الكساء إلاّ وذكر معهما حديث الثقلين ولا يوجد أحد من المسلمين يجهل العلاقة الوثيقة بين حديث الكساء وبين حديث الثقلين، والبحث في آية التطهير سوف يجرّنا إلى البحث في حديث الكساء وإلى البحث في حديث الثقلين.
    والأمر الثالث: لابد أن يكون الحوار مع الوهابيين حول دور بني أمية في الفصل بين أهل السنة وأهل البيت.
    ولابدّ من ترك الحوار في القضايا التي يثيرها الوهابيون من أجل صرف الناس عن مذهب أهل البيت، مثل: أُسطورة وجود قرآن آخر للاثني عشرية وغيرها من الأساطير التي نسبوها لمذهب أهل البيت، وباعدوا بسببها بين الناس وبين مذهب أهل البيت.
    والذي جعلني أرى أن يكون ابتداء الحوار مع الوهابيين حول حديث الثقلين أنني رأيت ـ ومن خلال دراسة استقرائية شاملة ـ أنّ حديث الثقلين هو السبب الرئيسي في انتقال الكثير من الوهابية ومن أهل السنّة إلى المذهب الاثني عشري.
    ومن هنا لابد أن يكون الحوار معهم قبل كلِّ شيء حول حديث الثقلين، وأي حوار معهم لا يبدأ بحديث الثقلين لن يكون مثمراً ولن ينقلهم إلى مذهب أهل البيت، مع أننا لا نهدف من الحوار مع الوهابيين إلاّ نقلهم إلى مذهب أهل البيت، أو التقريب بينهم وبين الاثني عشرية. ولا شكّ أنّ الكثير من الوهابيين يريدون معرفة الحق، ولو عرفوا الحق لاتبعوه.
    وأذكر أمراً هاماً وضرورياً لابدّ من طرحه على الوهابيين قبل بدء الحوار معهم حول حديث الثقلين أو غيره، وهو: إنه لابدّ للوهابي أن يعلن قبل </SPAN>الصفحة 10 بدء الحوار مع الاثني عشري أنه يلتزم بما قاله أهل السنّة من أن الاثني عشرية من الفرق الإسلامية، وأن يبين له أنّ الحوار بين الوهابية وبين الاثني عشرية هو حوار بين فرقتين من فرق الإسلام. وإذا أصرّ على تكفير الاثني عشرية، فلابدّ أن نبيّن له أنه خرج عن منهج أهل السنّة في التعامل مع الاثني عشرية، وفي التعامل مع المذاهب الأربعة عند أهل السنّة. وإذا أصرّ الوهابي ـ أيضاً ـ على تكفير الاثني عشرية، فلا يصح له أن يحاور الاثني عشرية في حديث الثقلين أو في غيره.
    ولابدّ من الإشارة إلى قضية هامة ترتبط بالحوار حول قضية الصحابة: حيثُ إنني أرى من الخطأ طرح قضية الصحابة قبل طرح حديث الثقلين; لأن قضية الصحابة إنّما طُرحت بسبب مخالفة حديث الثقلين، بل إنّني أعتقد أن الحوار حول أي شبهة من الشبهات التي اُثيرت ضد مذهب أهل البيت لا يصح إلاّ بعد طرح حديث الثقلين على مائدة الحوار، لأنّ كل الشبهات التي أثيرت ضد مذهب أهل البيت إنّما تولّدت كنتيجة حتمية لإعراض بعض المسلمين عن حديث الثقلين. وحين ننتهي من البحث مع الوهابيين حول حديث الثقلين حينئذ نشرع في البحث معهم حول حديث الكساء، ثم نبحث بعد ذلك معهم حديث الاثنى عشر.
    وهذه الأحاديث الثلاثة (حديث الثقلين + حديث الكساء + حديث الاثني عشر) هي السبب الرئيسي في تحول الكثير من الوهابيين وأهل السنّة إلى الاثني عشرية، فلابدّ أن يدور الحوار في البداية حول هذه الأحاديث الثلاثة قبل الحوار مع الوهابيين حول الشبهات; التي أثارها خصوم مذهب أهل البيت ضد الاثني عشرية.

    </SPAN>الصفحة 11 مراحل المنهج:
    يقول المؤلف عن منهجه:
    ومنهجنا في عرض ورسم (حقائق الاثني عشرية وخصائصها) يمر بثلاث مراحل، لابد من الالتزام بها حتى نسلم من الاخطاء التي انزلت فيها اتباع الوهابة ى أثناء عرضهم ورسمهم لـ (حقائق الاثني عشرية وخصائصها).
    والمراحل الثلاث في هذا المنهج الذي اخترته ـ من أجل عرض حقائق وخصائق المذهب الاثني عشري على الوهابيين حتى يتمكنوا من فهمها ودركها ـ سوف أعرضها بهذا الترتيب الذي ينبغي مراعاته:
    المرحلة الأُولى: (مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري):
    وسوف ندرس في هذه المرحلة الأسباب وعوامل خطأ الوهابية في مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري. أو بتعبير آخرد أسباب وعوامل مشكلة الخلط بين المذهب الاثني عشري وفرق الغلاة عند اتباع الوهابية.
    وهذه الأسباب والعوامل تنقسم إلى قسمين:
    القسم الأول: الأسباب والعوامل التي ترجع إلى جهل اتباع الوهابية بالمذهب الاثني عشري، وهي ثلاثة أسباب:
    1 ـ السبب الأول: الجهل بمعنى الغلو.
    2 ـ السبب الثاني: الجهل بمعنى المذهب الاثني عشري.
    </SPAN>الصفحة 12
    3 ـ السبب الثالث: الجهل بموقف المذهب الاثني عشري من الغلو وفِرَق الغلاة.
    القسم الثاني: الأسباب والعوامل التي ترجع إلى طبيعة الجماعة الوهابية، ويمكن حصرها في سببين رئيسيّين:
    4 ـ السبب الرابع: طريقة التفكير عند الوهابية.
    5 ـ السبب الخامس: الخروج عَنْ منهج أهل السنّة في التعامل مع المذهب الاثني عشري.
    وبعد أن ينتهي القارىء من دراسة (المرحل الأولى) يتناول (المرحلة الثانية).
    المرحلة الثانية: (مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الاثني عشري):
    وفي هذه المرحلة نتناول أربع حقائق هامة وهي:
    الحقيقة الأُولى: حقيقة الالوهية والنبوة في المذهب الاثني عشري.
    والحقيقة الثانية: حقيقة الشرائع والأحكام في المذهب الاثني عشري.
    والحقيقة الثالثة: حقيقة أهداف المذهب الاثني عشري.
    والحقيقة الرابعة: حقيقة معنى بعض المصطلحات في المذهب الاثني عشري.
    وبعد أن ينتهي القارىء من دراسة (المرحلة الثانية) يتناول (المرحلة الثالثة).
    المرحلة الثالثة: (مرحلة المعرفة الجذرية للمذهب الاثني عشري):
    </SPAN>الصفحة 13 وفي هذه المرحلة نتناول أربع حقائق هامة وهي:
    الحقيقة الخامسة: حقيقة منابع المذهب الاثني عشري.
    والحقيقة السادسة: حقيقة الإمامة في المذهب الاثني عشري.
    والحقيقة السابعة: حقيقة هوية المذهب الاثني عشري.
    والحقيقة الثامنة: حقيقة نشأة المذهب الاثني عشري وعلل نشأته.
    وبعد أن ينتهي القارىء من دراسة المراحل الثلاث ينتقل إلى دراسة (خصائص المذهب الاثني عشري).
    خصائص المذهب الاثني عشري:
    وهذه الخصائص وإن كانت ترتبط بـ (مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الاثني عشري)، لكننا تعمدنا تأخيرها لأنها آخر ما يدركه الوهابيون من الاثني عشرية، وسوف ندرس ثلاث خصائص من خصائص هذا المذهب، وهي:
    الخاصية الأولى: خاصية الوسطية الإيجابية في التعامل مع أهل البيت عند الاثني عشرية.
    والخاصية الثانية: خاصية الواقعية في التعامل مع الصحابة عند الاثني عشرية.
    والخاصية الثالثة: خاصية غيبة الإمام الثاني عشر في المذهب الاثني عشري.
    هذه هي مراحل دراسة المذهب الاثني عشري التي ينبغي بل يجب الالتزام بالترتيب المذكور عند طرح هذا المذهب للوهابيين. وإليك فيما يلي بحثاً مختصراً حول كل منها حسب الترتيب المذكور.
    والشكل الآتي يبيّن خلاصة المنهج الجديد في عرض المذهب الاثني عشري على الوهابيين.

    </SPAN>الصفحة 14 التسلسل في عرض المراحل الثلاث للمذهب الاثني عشري



    الجهل بمعنى الغلو:
    يوضّح الكاتب أحد المعاني الرئيسية التي أراد أن يطرحها في كتابه بالقول:
    إنني لاحظت من خلال قراءتي للكتب التي كتبها الوهابيون عن الغلو والغلاة أنّهم وقعوا في أخطاء كثيرة في تحديد وتعريف كلمة (الغلو)... وأنّهم وسّعوا من مدلول هذه الكلمة وأدخلوا فيها محتويات ومضامين غريبة عنها.
    ولابدّ لنا من الإشارة إلى حقيقة هامة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بموضوع هذا الكتاب وهي: إنّ الوهابية ـ من حيث لا يعلمون ـ لم يميزوا بين معنى (الغلو) الذي ذكره فقهاء أهل السنّة وفقهاء الاثني عشرية، وفي أبواب ومسائل أحكام المرتدين الخارجين عن الإسلام، وبين معنى (الغلو) الذي يُطلق ـ أحياناً ـ على بعض رواة الحديث من المسلمين، ولا يُقصد منه ـ غالباً ـ ذلك المعنى الخطير للغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين.
    </SPAN>الصفحة 15 ونرى أنّه من الضروري أن نذكر ـ هنا ـ تعريف علماء أهل السنّة وعلماء الاثني عشرية لذلك الغلو الذي ذكروه في أبواب ومسائل أحكام المرتدين، وفي الغلاة الذين وقعوا في هذا النمط من الغلو يقول أحد أئمة أهل السنّة الإمام الشهرستاني (ت: 548هـ).
    (وهم الذين غلو في حقِّ أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقية، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية، فربّما شبّهوا واحداً من الأئمة بالإله، وربّما شبهوا الإله بالخلق، وهم على طرفي الغلو والتقصير. وإنّما نشأت شبهتهم من مذاهب الحلولية، ومذاهب التناسخية، ومذاهب اليهود والنصارى)(1).
    ونستخلص من كلام الشهرستاني: إنّ الغلو الذي ذُكر في مسائل وأبواب أحكام المرتدين يرتكز على مرتكزين أساسيين:
    المرتكز الأول: تإليه الإنسان.
    والمرتكز الثاني: أنْسَنتْ الإله.
    ولا شك أنّ القولَ باتحاد الذات الإلهية أو حلولها في الإنسان ـ أي إنسان ـ يقتضي أنسنت الإلهية; كما أنّ القول بقدم الإنسان ـ أي إنسان ـ يستلزم تإليه الإنسان. والباحث عن الفِرَق المغالية التي غالت غلواً ـ بهذا المعنى الذي ذكرناه ـ يجد أنّ مقالات هذه الفرق لا تخرج عن هذين المرتكزين الأساسين الخطيرين.
    إذن، فالغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين يشتمل على صفات معينة وردت في كلام الشهرستاني، أما الغلو الذي يطلقه علماء الرجال على بعض رواة الحديث فهو في الغالب لا يرتبط بذلك الغلو، بل يرتبط بمسائل فرعية خلافية بعيدة عن قضايا أُصول الدين الإسلامي.
    وتكمن الخطورة الكبرى في الخلط عند الوهابية بين معنى الغلو الذي ذُكر
    ____________
    1- كتاب الملل والنحل لأبي الفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني الشافعي الأشعري.
    الصفحة 16 في أبواب ومسائل أحكام المرتدين، وبين معنى الغلو الذي أطلق على بعض رواة الحديث من المسلمين، ذلك الخلط الخطير جعل الوهابية تخلط بين رجال الغلاة بالمعنى الأول وبين رجال الغلاة بالمعنى الثاني; كما صنع الوهابي المعاصر عبدالرحمن عبدالله الزرعي في كتابه (رجال الشيعة في الميزان)، وقد خلط في هذا الكتاب ـ من حيث لا يعلم ـ بين رواة الحديث من المسلمين الذين أطلق عليهم كلمة (الغلو); لأجل اختلافهم مع بعض علماء الرجال في مسائل فرعية خلافية، وبين رجال الغلاة بالمعنى الذي ذكره العلماء في أبواب ومسائل أحكام المرتدين، وهم من الرجال الذين أجمع على تكفيرهم علماء الاثني عشرية وعلماء أهل السنّة.
    ولو كان (عبدالرحمن الزرعي) أدرك معنى ومفهوم الغلو ومراتبه وأنواعه لما وقع في هذا الخلط الخطير; الذي يلزم منه تكفير الكثير من رواة الحديث النبوي.
    إنّ الوهابيين المعاصرين عندما يقرؤون الكتب الرجالية عند قدماء أهل السنة، يجدون أنّ قدماء أهل السنّة أطلقوا كلمة (الغلو) على رواة اختلفوا معهم في مسألة (التفضيل بين الصحابة)، وحسبوا أن اطلاق كلمة (الغلو) على هؤلاء كان بسبب أنّهم يقولون بتأليه غير الله ـ تعالى ـ.
    ومن ثَمَّ لم يكن بد ـ وقد ابتعدت الوهابية من حيث لا يعلمون عن مفهوم الغلو عند قدماء أهل السنّة ـ من أن نفصلَ ونميز بين حقيقة (الغلو) عند أهل السنّة وبين حقيقة (الغلو) عند الجماعة الوهابية; لأنّ الوهابية بعد أن وسعت من مدلول كلمة (الغلو) أصبحت ترى أنّ جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية من فرق الغلاة الضالين والمنحرفين، وأصبحت الوهابية تطلق كلمة (الغلو) على الاثني عشرية، من دون ملاحظة الفرق بين مفهوم ومراد قدماء أهل السنّة من كلمة (الغلو) عندما أطلقوه على (الاثني عشرية)، وبين مفهوم ومراد قدماء أهل السنّة </SPAN>الصفحة 17 من كلمة (الغلو) عندما أطلقوه على (الخطابية). ومن هنا وجدت مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وبين الغلاة عند الوهابية من جهة، ومشكلة الخلط بين جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية وفرق الغلاة من جهة اُخرى. وهذا هو الذي يفسّر لنا سرّ الحملة العنيفة التي قام بها الوهابيون ضد الاثني عشرية وضد جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية.

    المستقبل للمذهب الاثني عشري:
    يعطي الكاتب هذه البشارة ويوضّح ذلك فيقول:
    وحين نحسن العرض للمذهب الاثني عشري سوف يلتحق بهذا المذهب العظيم حتى أولئك الذين يوجهون الضربات الوحشية له; لأنّهم إنّما يحاربون هذا المذهب بسبب عدم إدراكهم وفهمهم لحقائق وخصائص هذا المذهب العظيم، وعزل أنفسهم ـ من حيث لا يعلمون ـ عن هذا المذهب بشتى التمويهات والأكاذيب عن هذا المذهب.
    ولكن الذي لا شك فيه أنّ إخواننا الوهابيين إذا فهموا الخصائص الذاتية العظيمة للمذهب الاثني عشري، فسوف يلتحقون بهذا المذهب ويكونون من دعاته.
    إنّ الوهابيين يعجبون كيف استطاع المذهب الاثنى عشري أنْ يفرضَ نفسه على أكثر مناطق العالم، على الرغم من كثرة أعدائه، وانتشارهم في كل مكان على وجه الأرض، واستخدامهم لشتى الخطط والأساليب في سبيل محاربته!
    لكن سرّ ذلك الانتشار يكمن في القوة الذاتية والفكرية للمذهب الاثني عشري، وفي الاعتدال في فهم حقائق الإسلام ودرك مقاصده.
    وإنّ الوهابيين يرون أنّ المذهب الاثني عشري بقوته الذاتية هو الذي يلتحق به المئات من أهل السنَّة، والعشرات من الوهابيين، ويرونهم يعلنون حرباً على خصوم هذا المذهب، بعد أن كانوا من أشدِّ أعداء (الاثني عشريين)!
    </SPAN>الصفحة 18 ويشاهد الوهابيون أنّ المذهب الاثني عشري يأخذ عليهم كبار علمائهم ومفكريهم في كلِّ بلد، حتى إنّه ما بقيت منطقة عربية أو غير عربية إلاّ ودخل فيها المذهب الاثنا عشري، بحيث أصبح الوهابيون على يقين بأنّ (المذهب الاثني عشري) هو الذي سوف يمثِّل أكثرية (المسلمين) في العالم الإسلامي، لا سيما أنّهم يرون أنّه دخل إلى مناطق ما كانوا يتوقعون دخوله إليها! ومن هنا فاخواننا الوهابيون لا يشكون أنّ المستقبل (للمذهب الاثني عشري)، وفي هذا يقول العالم الوهابي الدكتور (علي السالوس) ـ في كتابه (الشيعة الاثنا عشرية في الأُصول والفروع):
    (والشيعة الإمامية الجعفرية الاثنا عشرية أكبر الفرق الإسلامية المعاصرة)(1).
    يقول هذا الكلام على رغم الخصومة الشديدة التي يحملها لهذا المذهب; بسبب أنّه لم يدرك حقائقه وخصائصه.
    ونحن نستيقن أنّ الوهابيين عائدون إلى المذهب الاثني عشري، وأن المستقبل لهذا المذهب، ولكن لن يتحقق ذلك إلاّ إذا عرضنا هذا المذهب بطريقة تتناسب مع سنخية العقل الوهابي.
    وهكذا; جاءت كتابات الوهابيين تشهد أنّ المستقبل للمذهب الاثنى عشري.
    وفي موضع آخر يذكر الكاتب الوهابي الشيخ (ربيع بن محمد السعودي)... في كتابه (الشيعة الإمامية في ميزان الإسلام)(2) بما يؤكّد أنّ المستقبل لهذا المذهب ويقول:
    (ففي زيارتي لمصر بعد انقطاع عنها دام أربع سنوات بل خمس، وبعد أنْ
    ____________
    1- ج1، ص21.
    2- ورغم أن الكتاب طبع في مؤسسة تحارب المذهب الاثني عشري، لكنه لا يستطيع إنكار حقيقة أنّ المستقبل للمذهب الاثني عشري. طبع هذا الكتاب في مكتبة العلم بمدينة جدة ـ السعودية.
    الصفحة 19 استقر بي المقامُ في القاهرة، بدأتُ أحسّ باتجاه جديد).
    وهو يعني التحوّل من المذهب السنّي والمذهب الوهابي إلى المذهب الاثني عشري.
    إلى أن يقول:
    (ومما زاد عجبي من هذا الأمر أنّ إخواناً لنا ومنهم أبناء أحد العلماء الكبار المشهورين في مصر، ومنهم طلاب علم طالما جلسوا معنا في حلقات العلم، ومنهم بعضُ الإخوان الذين كنا نحسنُ الظنَّ بهم; سلكوا هذا الدرب! [يعني: أصبحوا من الاثني عشريين] وهذا الاتجاه الجديد هو التشيع)(1).
    لو كان أخونا الشيخ (ربيع بن محمد السعودي) يدرك الخصائص الذاتية العظيمة للمذهب الاثني عشري لما عَجِب وانبهر حين رأى كبار أهل التسنن والوهابيين يدخلون في المذهب الاثني عشري أفواجاً!
    ومن أجل هذا الشيخ وأمثاله كتبنا هذا الكتاب حتى يدركوا الأسباب التي جعلت الكثير من الوهابيين يدخلون في هذا المذهب، وحتى يدركوا أنّ مسألة التقريب بين الاثني عشرية والوهابية، هي مسألة ممكنة وليست مستحيلة كما يحسبون.
    والآن نأتي إلى بشارة من العالم الوهابي الذائع الصيت الشيخ الدكتو (ناصر القفاري)، وهذه البشارة تبين أنّ المستقبل للمذهب الاثني عشري، وفيها يقول الشيخ ناصر القفاري:
    (وقد تشيع الكثير [يعني الكثير من أهل السنَّة ومن الوهابيين] ـ إلى أن يقول ـ ومن يطالع كتاب (عنوان المجد في تاريخ البصرة ونجد) يهوله الأمر حيث يجدُ قبائل بأكملها قد تشيعت).

    ____________
    1- انظر مقدمة كتابه المذكور.
    الصفحة 20 ثم يصف الاثني عشرية بأنها: (هي الطائفة الشيعية الكبرى في عالم اليوم)(1).
    وكلَّما نقرأ كتابات إخواننا الوهابيين نزداد يقيناً بأنّ المستقبل للمذهب الاثني عشري; لأنّهم يتابعون حركة الانتشار السريعة لهذا المذهب في وسط الوهابيين وغيرهم من المسلمين.
    وفي هذه الحقيقة (حقيقة أنّ المستقبل للمذهب الاثني عشري) يقول الشيخ (عبدالله الغُنيمان) المدرس بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في المملكة العربية السعودية، يقول في كتابه (مختصر السنة) الذي اختصره من كتاب (منهاج السنّة) للإمام ابن تيمية:
    (حيث أطل الرفض [يعني الاثني عشرية لأن الشيخ عبدالله غنيم يخلط بين الرافضة وبين الاثني عشرية] على كلِّ بلد من بلاد الإسلام).
    إنّ الوهابيين على يقين بأنّ المذهب (الاثني عشر) هو الذي سوف يجذبُ إليه كل أهل السنَّة وكل الوهابيين في المستقبل القريب.
    ويحمل إلينا العالم الوهابي الشيخ (محمد بن عبدالرحمن المغراوي) بشارة عظيمة في كتابه (من سبَّ الصحابة ومعاوية فأُمة هاوية)، تبين انتشار المذهب الاثني عشري في بلاد الغرب، ويقول ـ بعد أنْ يبين انتشار المذهب الاثني عشري في مشرق العالم الإسلامي ـ:
    (... فخفت على الشباب في بلاد المغرب...)(2)، ثم يبين دخول هذا المذهب.
    ولو كان أخونا الشيخ (محمد عبدالرحمن المغراوي) يعلم الخصائص الذاتية العظيمة للمذهب الاثني عشري لما خاف من انتشار هذا المذهب في
    ____________
    1- انظر مقدمة كتابه (أُصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية) المجلّد الأوّل، الطبعة السعودية.
    2- سلسلة العقائد السلفية (من سبَّ الصحابة ومعاوية فأُمه هاوية)، تأليف الشيخ الفاضل محمد بن عبدالرحمن المغراوي، مقدمة الكتاب: 4. مكتبة التراث الإسلامي القاهرة.
    الصفحة 21 المغرب العربي.
    إنّه حين يتعرّف الوهابي على (الاثني عشريين) سوف يستيقن أنّهم ملائكة الرحمة، وفرسان الحق.. وفي هذا ينقل إلينا أخونا الشيخ الوهابي (مجدي محمد علي محمد) في كتابه (انتصار الحق مناظرة علمية مع بعض الشيعة الإمامية)(1)، ينقل إلينا هذه العبارة:
    (... جاءني شاب من أهل السنّة حيران، وسبب حيرته أنّه قد امتدت إليه أيدي الشيعة...).
    إلى أن يقول في شأن هذا الشاب:
    (.. حتى ظن المسكين أنّهم [يعني: الاثني عشريين] ملائكة الرحمة وفرسان الحقِّ..)(2).
    وهكذا... وهكذا.. هنالك المئات من عبارات الوهابيين التي تؤكّد أنّ المستقبل القريب للمذهب الاثني عشري.
    ولكن يبقى أمرٌ واحد يجب أن يكون في الحسبان وهو: إنّ الوهابيين ليسوا خصوماً لهذا المذهب العظيم، لأنّهم حين يعرفونه لا يترددون في اتباعه، ولكن يجب علينا أن ننزل إلى مستوى العقل الوهابي عند عرض الخصائص الذاتية العظيمة والعميقة للمذهب الاثني عشري; حتى نرفعهم إلى مستوى العقل الاثني عشري.
    والله ينصر دين الحق ويظهره على الدين كله (هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )(3). وصدق الله العلي العظيم.

    ____________
    1- والكتاب طُبع في دار وهابية، دار طيبة في الرياض ـ السعودية.
    2- انظر الكتاب الذي ذكرناه: 11 ـ 14.
    3- الصف: 9.

    الصفحة 22 وقفة مع مناظرة الدكتور عصام العماد مع الشيخ عثمان الخميس

    أهمية المناظرة بين الشيعة والسنة:
    إن المسلمين في هذه الأيام العصيبة التي يشهد العالم الاسلامي غزواً ثقافياً هائلا من التيارات المضادة على الاسلام، ما أحوجهم إلى كلمة تلمّ شملهم وتؤلف بين قلوبهم.
    ولا يتحقق هذا الأمر إلاّ عبر مناظرات سليمة تعين المسلمين على اجتياز الحواجز التي تقف فيما بينهم، لأنّ المناظرة المبتنية على الضوابط الصحيحة تدعو كلا الطرفين إلى قراءة تصحيحه واصلاحية واعية متجرّدة، وتؤدّي إلى تنقية العقيدة الاسلامية من كل دخيل ومشبوه افرزته الخصومات العقائدية الحاصلة بين المسلمين عبر التاريخ.

    سمات وشروط المناظرة البناءة:
    إن المناظرة البناءة هي المناظرة التي يشعر فيها طرفي الحوار أن الآخر يساعده للوصول إلى الصورة الكاملة عن الحقيقة، وهي المناظرة التي تؤدي إلى توسيع آفاق رؤية الطرفين وتخطّي الحواجز الموجودة فيما بينهم، والتي تدفعهما عن طريق تبادل الرأي وتلاقح الأفكار أن يصلا إلى الرؤية الواضحة عن فكر الآخر.
    ولا تتحقق هذه المناظرة إلاّ إذا التزم كل من طرفي المناظرة </SPAN>الصفحة 23 بالشروط التالية:
    1 ـ تحديد ساحة مشتركة في النظر من أجل الوصول إلى لغة مشتركة يمكن من خلالها التفاهم حين تبادل وجهات النظر، والمبادرة إلى اقناع الطرف المقابل على ضوء مبناه وبما الزم به نفسه.
    2 ـ ضبط الغضب والسيطرة على كل انفعال من شأنه أن يسلب قدرة الانسان على التفكير بوضوح ويدفعه إلى الخروج عن حالة التوازن والاعتدال في الكلام والتصرفات.
    3 ـ إدراك طرفي المناظرة بأنّ الحوار ليس ساحة حرب أو معركة من أجل تأكيد الذات والتغلّب على الآخرين، بل هو ساحة تعاون مشترك من أجل اكتشاف الحقيقة، فلهذا لا يشترط في المناظرة أن يكون فيها غالب ومغلوب في نهاية المطاف، بل المطلوب أن يبيّن كل من الطرفين وجهة نظره للآخر، ليوسّع بذلك آفاق رؤيته إلى الحقائق.
    4 ـ خلق أجواء ملؤها الثقة المتبادلة بين الطرفين، وإقامة علاقة طيبة ومتينة مع المقابل، بحيث يكون الطرفان قادران على فتح المغلق في أنفسهما وأن يتكلما بحرية كاملة دون تحفّظ.
    5 ـ التفريق بين الفكر الضال والمنحرف وبين من يحمل هذا الفكر في ذهنه، والانطلاق من منطلق محبة الطرف المقابل في المناظرة كانسان كرّمه الله تعالى على سائر خلقه، والسعي من أجل انقاذه من الفكر المنحرف العالق بذهنه، لأنّ الذي يرى المناظر أو الانسان المتخبط في أوحال الضلال عدواً وخصماً له، لا يستطيع نفسياً أن يقدّم له الخير، ولا يستطيع أن يكون مهتمّاً بهدايته وارشاده إلى سواء السبيل، بل يكون همه القضاء عليه والتعريض الدائم به وتجريحه والاطاحة بكيانه وعدم ارادة الخير له.
    6 ـ الابتعاد عن استخدام المغالطة والمراوغة وجميع الأساليب غير </SPAN>الصفحة 24 الموضوعية، من قبيل: عدم مراعاة وحدة الموضوع، التلاعب بالألفاظ، الخلط بين المفاهيم والالتجاء إلى التأويلات الفاسدة والاستشهاد بالاقتباسات المبتورة والمشوّهة عن الواقع و...

    الأرضية التمهدية لمناظرة الدكتور عصام مع الشيخ عثمان:
    كانت الأرضية التمهيدية التي دفعت الدكتور عصام العماد للمناظرة مع الشيخ عثمان الخميس هي أن الشيخ عثمان القى محاضرة تحت عنوان "ماذا تعرف عن دين الشيعة" وحاول فيها أن يعرض صورة مشوّهة عن معتقدات مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
    فادى هذا الأمر إلى استياء بعض الجامعيين في الكويت من الأكاذيب والافتراءات التي حاول الشيخ عثمان الخميس أن يلصقها بمذهب التشيع، فاتصلوا بمركز الأبحاث العقائدية واقترحوا عليه التصدي للردّ على هذه المحاضرة.
    لكن المركز رأى أن هذه المحاضرة لا تستحق الرد، لأنّها لا تمتلك مقومات البحث العلمي الموضوعي، وأنّها لا تعتمد على الأسس والمباني العلمية، بل كل ما فيها معلومات مشوّهة عن الواقع واقتباسات مبتورة من تراث مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
    ولكن الطلبة الجامعيين اصرّوا على المركز أن يتصدّى للردّ على هذه المحاضرة، وذكروا أن الكثير من الشباب المثقفين في الكويت بحاجة إلى توعية دينية في هذا المجال، لئلا تشتبه عليهم أمور دينهم نتيجة الشبهات التي ألقاها الشيخ عثمان في هذه المحاضرة.
    ومن هنا أوعز المركز إلى قسم المستبصرين فيه لانتخاب أحد الشباب المستبصرين للردّ على الشيخ عثمان الخميس، فوقع الاختيار </SPAN>الصفحة 25 على الشاب المؤمن والمهذّب الدكتور عصام العماد الذي كان وهابياً ثم اعتنق مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، فنظم الدكتور عصام محاضرة للردّ على محاضرة الشيخ عثمان.
    ويقول الدكتور عصام حول ردّه لهذه المحاضرات: ادركت بعد سماعي لمحاضرة الشيخ عثمان أنها تريد اشعال الفتنة بين السنة والاثنى عشرية، ومن يسمع هذه المحاضرة يدرك أن صاحبها لا يحافظ على الوحدة الاسلامية.
    ويضيف الدكتور عصام: انني في المحاضرة التي قمت فيها بالرد على الشيخ عثمان، بل في جميع محاضراتي ومقالاتي وكتاباتي ـ من قبيل كتابي: رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية ـ منذ أن تركت الوهابية أسعى إلى هدف واحد وهو حل مشكلة اساسية والبحث عن أسبابها وعن نتائجها السلبية، والبحث أيضاً عن طرق علاج هذه المشكلة وهي مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وفرق الغلاة، وقد بيّنت في محاضرتي للردّ على الشيخ عثمان ما وقع فيه الشيخ من خلط بين الشيعة الاثني عشرية والغلاة.
    ثم اخذ الطلبة الكويتيين اشرطة الردّ إلى بلدهم وقاموا بتوزيعها في دولة الكويت وباقي الدولة العربية، وكان ذلك في شهر رجب من عام 1422هـ، فلقى هذا الرد استحساناً من الجميع وبالأخص الجامعيين من أهل الكويت.
    وفي شهر شعبان من نفس السنة شرع الشيخ عثمان الخميس في القاء المحاضرات المتضمّنة للردّ على التشيع عبر الانترنت في "البالتاك" في غرفة "الداعون".
    وهنا مرة اخرى رشح مركز الأبحاث العقائدية المستبصر الدكتور عصام العماد للردّ على الشيخ عثمان في غرفة "الغدير"، ومن هنا كان منطلق هذه المناظرة، حيث دعت غرفة "الحق" الشيخ عثمان للمناظرة مع الدكتور عصام </SPAN>الصفحة 26 وذلك في شهر شعبان أيضاً، فاعتذر الشيخ بحجة قرب شهر رمضان وواعدهم أن تكون المناظرة في شهر شوال.

    بداية مناظرة الدكتور عصام مع الشيخ عثمان:
    وبالفعل شرعت المناظرة بين الدكتور عصام والشيخ عثمان في شهر شوال 1422هـ، وتم الاتفاق في الجلسة الأُولى من المناظرة على مراعاة بعض المقرّرات من قبل طرفي الحوار.
    وكان من أهمها مراعاة وحدة الموضوع وعدم القفز من موضوع إلى موضوع آخر دون مقدّمات، لئلا تدور المناظرة في حلقة مفرغة من دون حسم أي موضوع.
    كما أنّ الدكتور عصام اشترط على الشيخ عثمان أن يتناظر معه حسب المنهج الذي رسمه في كتابه "المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين" فقبل الشيخ عثمان ذلك، لكنّه للأسف لم يلتزم بكثير من المقرّرات التي اتفق عليها مع الدكتور عصام العماد وكان دأبه في المناظرة:
    أولا: خروجه عن الموضوع مراراً، ومحاولته تشتيت البحث وطرح بحوث جانبية، من أجل تشويش اذهان السامعين وبث الشبهات.
    ثانياً: تغيّبه عدة مرات عن الحضور في المناظرة بحجج متعدّدة.
    ثالثاً: كثرة حصول القطع في الاينترنت عنده، بحجة ضعف خطوطها في الكويت، والملاحظ أن حصول القطع عنده كان في المواقع الحساسة جداً من المناظرة.
    رابعاً: تهرّبه من الاجابة على أسألة الحضور.
    خامساً: خروجه عن أدب الحوار والمناظرة، لا سيما في المناظرتين الأخيرتين.
    </SPAN>الصفحة 27 وبالعكس كان دأب الدكتور عصام العماد الالتزام بوحدة الموضوع، وكان يسعى خلال حواره أن يراعي مسألة التقريب بين المسلمين وتقريب الصف الاسلامي، وكان يؤكّد على أن الحوار الاسلامي الهادف الذي يقود إلى الحق هو الحوار الذي يتم فيه مراعاة الوحدة الاسلامية.

    من ثمار هذه المناظرة:
    فتحت هذه المناظرة آفاق واسعة امام انظار الذين تابعوها عبر الانترنت، وتعرّف الكثير منهم على حقائق كانوا يجهلونها من قبل، فادى هذا الأمر إلى زعزعة مرتكزاتهم الفكرية السابقة وبالتالي تركها والالتزام بفكر مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
    وكان من جملة الذين تأثروا بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) خلال هذه المناظرة هي الدكتورة أمينة المغربية(1)، حيث دفعتها هذه المناظرة إلى تغيير انتمائها المذهبي والانتقال من المذهب السني إلى المذهب الامامي الاثني عشري، ثم اعلنت استبصارها أمام الشيخ عثمان الخميس في احدى المناظرات.

    المفاجأة بانسحاب الشيخ عثمان من المناظرة:
    استمرت المناظرة حتى حلقتها الخامسة عشر، ثم تفاجأ الجميع بعدها من انسحاب الشيخ عثمان من المناظرة، وذلك بعد أن حاول الشيخ عثمان أن يلتزم منهج القاء التهم والأكاذيب والافتراءات على الشيعة والتشيع وان يتخذ السب والشتم وسيلة للدفاع عن مذهب الوهابية.

    ____________
    1- الدكتوره امينة من المغرب، حاصله على الدكتوراه في القانون، وتدرّس في أمريكا.

    الصفحة 28 مقتطفات من كلام الشيخ عثمان قبل انسحابه:
    قال الشيخ عثمان في غرفتي "انصار عثمان" و"السرداب" على البالتوك في الانترنت وذلك قبل أيام من المناظرة التي انسحب فيها:
    والله أنا رأيي أن نوقف الحوار كلّه، لا مع هذا ولا مع هذا، لأن الحوار معهم يعني هو عديم الفائدة، وكما قلت ابتداءً: يعني أنا ما دخلت في هذا الحوار حبّاً فيه، ولكنّي أُلجئت إليه إلجاءً، واضطُررت إليه اضطراراً، لا عن اختيار مني، وأنا مستاء جداً، يعني من هذا الحوار مستاء ومتضايق جداً منه، ولكن ما في اليد حيلة، الإنسان إذا دخل في هذا الموضوع لا يود أن يمسك على أهل السنة شيئاً في أنه تهرَّب وترك المناظرة وغير ذلك من الأمور التي تعرفونها أكثر من غيركم، وأنا إذا توقفت مع عصام العماد وأنهيت المناظرة معه لن أحاور أحداً منهم [الرافضة] قبل أن تمضي سنتين حتى أرتاح قليلا، يعني وأتفرّغ إلى أشياء أولى منها بكثير، وأقول حقيقةً ـ ولا أكذب ـ أنا لا أستعدّ لهذه المناظرة إلاّ في يومها!! لذلك أنا لو توقفت عن مناظرة الدكتور عصام العمادم فلن أناظر غيره، يعني الآن على الأقل، لأنّها حقيقة متعبة نفسياً هذه المناظرات متعبة بدنياً، ولذلك أنا اعتذر عن هذا...
    وقال أيضاً:
    ... لكن ما أحب أو أُعيد وأُكرّر: أنّي دخلت هذه المناظرات رغماً عنّي، ليس باختياري.
    وله أيضاً:
    ... بالنسبة للتعب من هذه المناظرة لا شكّ أن هذا الأمر موجود، ولعلّه ظاهرٌ من صوتي.
    </SPAN>الصفحة 29 وقال أيضاً:
    ... خسرنا أمينة المغربية، آه... الله المستعان.
    وقال:
    ... أما بالنسبة لي، أنا وما أتعرّض إليه من الإيذاء! فأكبر إيذاء أصابني هو ما يحدثُ مع عصام العماد في هذه المناظرات التي فلقت كبدي وآذتني كثيراً، والله أعلم!!
    واخيراً فإن الشيخ عثمان عمد إلى تحريف المناظرة وتوزيعها محرّفة في الدّول العربية لا سيما الكويت واليمن على اشرطة الكاسيت، حيث حرّف الكثير منها وقدّم وأخّر لتخرج المناظرة بالشكل الذي ينفعه.

    أثر هذه المناظرة في الصعيد العالمي:
    إن المناظرة بين أهل السنة والشيعة كانت تعيش في دوائر ضيّقة ومحدودة، ولكن بفضل هذه المناظرة التي كان لها صدى واسع في العالم الاسلامي وكان لها رواد كثيرين عبر الانترنت وبفضل مناظرات اخرى عقدت بين أتباع أهل السنة وأتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) دخل هذا النوع من المناظرات في مرحلة جديدة وبدأت تتسع في العالم الاسلامي حتى ادّت إلى فتح مناظرات أوسع على القنوات الفضائية.
    وكل هذا يبشّر بخير، لأنه يؤدّي إلى ازالة الحجب عن أذهان المجتمعات التي حاول رجال دينها من خلال التعتيم والتشويه أن يُبقوا أهلها في دائرة ضيقة من الوعي.
    وبفضل هذه المناظرات استطاع اتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) أن يبدوا معتقداتهم وأن يبرهنوا على صحتها أمام الآخرين، واستطاعوا أن يطهّروا اذهان الناس من الاتهامات المزيّفة التي يطبّل لها المغرضون من أجل تشويه سمعة </SPAN>الصفحة 30 الشيعة والتشيّع.
    كما تمكّن اتباع مذهب أهل البيت أن يجعلوا أقوال وآراء علماء أهل السنة في الميزان، وأن يبيّنوا واقع هذه الآراء من أجل صدّ أبناء المجتمع من الانخداع بها وتحذيرهم من مطالعة كتبهم من دون الاهتمام بفحص الآراء المطروحة فيها.

  • #2
    هذا كتاب الدكتور عصام العماد
    المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين
    http://shiaweb.org/books/men_wahabiya_ela_12/index.html

    تعليق


    • #3
      وهذه مناظرة جرت في غرفة الحق بالبالتوك
      بين السيد عصام العماد والشيخ عثمان الخميس

      http://www.shiaweb.org/monadarat/Real/Al-Haq.html
      وهنا من يريد ان يستمع المناظرات
      http://www.shiaweb.org/v2/sounds/play_262.html

      تعليق


      • #4
        الدكتور عصام العماد يثبت أنه كان وهابيا ثم أصبح شيعيا

        http://www.youtube.com/watch?v=UR_Yc...eature=related

        تعليق


        • #5
          لماذا ترك الإمام علي -ع- الخلافة تذهب إلى أبي بكر؟؟؟

          الدكتور عصام العماد
          http://www.youtube.com/watch?v=PA6xf...eature=related

          تعليق


          • #6
            رسول الله يقسم أن الحق مع أمير المؤمنين في قتاله مع الصحابة
            الدكتور عصام العماد
            http://www.youtube.com/watch?v=ErY1P...eature=related

            تعليق


            • #7
              لماذا لا تنصفون الإمام علي بن أبي طالب -ع- يا سنة؟؟
              الدكتور عصام العماد حفظه الله
              http://www.youtube.com/watch?v=PJOcX...eature=related

              تعليق


              • #8
                إنتصار الحق
                عصام العماد
                http://www.najaf.org/arabic/mustabsiroon/12/index.html

                تعليق


                • #9
                  عصام العماد

                  من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

                  http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%...85%D8%A7%D8%AF


                  .عصام العماد ولد في اليمن سنة 1968 م في أسرةزيديه في لواء أب اليمني، درس الدراسة الحديثة فنال الدكتوراه ودرس في المساجد والمعاهد الدينية . خطيب جمعة ومدرس وكاتب. يقول الدكتور عصام : نتيجة لدراساتي في الخط السلفي وفي المعاهد الوهابية في اليمن كنت أحسب الشيعة من الغلاة، إذ كنت متأثراً بكتب أمثال محب الدين الخطيب ومحمد مال الله وإحسان الهي ظهير ، وكنت انتقد واخطأ الامام علي لعدم قبوله سيرة الشيخين. وفي اثناء دراستي في جامعة الامام محمد بن سعود قسم الحديث حصلت على كتاب العتب الجميل على اهل الجرح والتعديل للامام ابن عقيل الشافعي، وكتاب (الامام جعفر الصادق ) لمحمد بن ابي زهرة وقد خرجت بنظرة متحيرة عن الشيعة بعد اتمامي قراءة الكتاب فانا اعلم ان محمد بن ابي زهرة من كبار فقهاء أهل السنة والجماعة لكنه في هذا الكتاب ـ وان انتقد المذهب الجعفري ـ كان مرناً مع الشيعة قياساً إلى احسان الهي ظهير مثلاً ، فقررت ان أبحث عن الشيعة أكثر بطريقة عقلانية غير متعصبة. اثناء البحث عثرت على مجلة (رسالة الاسلام) وهي مجلة مصرية قديمة كانت تصدرها جماعة التقريب بين المذاهب وقد اخترت قراءتها لاني رأيتها تهتم بمواضيع عن الشيعة وكانت صدمتي كبيرة عندما قرأت فتوى الامام شلتوت شيخ الأزهر بان الشيعة مسلمين وان المذهب الاثنا عشري هو المذهب الخامس في الاسلام، فاهتزت عندي قضية ان الشيعة من الكفار وتعمقت في البحث وعرفت انه لاعلاقة للشيعة بالغلاة وان امثال الخطيب وظهير يحكمون بالنظرة السطحية التجزئيية ولاينظرون إلى تأويلات وتفسيراتهم لبعض الروايات الشاذة حالهم حال المستشرقين الذين ينظرون بنظرة تجزئيية انتقائية وهكذا تابعت البحث وتكشفت لي الامور واحداً بعد آخر حتى آمنت بالمذهب الشيعي وانا لازلت طالباً في جامعة الامام محمد بن سعود ـ قسم الحديث ـ كما ان قراءته لكتاب (العتب الجميل على اهل الجرح والتعديل) بينت له ان اهل السنة لم يلتزموا الوسطية في التعامل مع اهل البيت .. في حين انه كان يرى قبل قراءة كتاب (العتب الجميل) ان اهل السنة يمثلوا الخط الوسط في التعامل مع اهل البيت بين الغلاة الذين ألهوا اهل البيت والنواصب الذين لعنوا اهل البيت .. ولكن تبين له ان اهل السنة لم يختاروا الوسطية حيث انهم ظنوا انه بمجرد البراءة من النواصب والغلاة قد اصبحو وسطاً.

                  [عدل] مؤلفاته

                  1 ـ (الصلة بين التشيع والغلو) ـ ألفه عندما كان وهابياً وتوصل فيه ان الغلاة هم الشيعة والشيعة هم الغلاة. 2 ـ (مشكلة الخلط عند الوهابية بين الاثني عشرية وفرق الغلاة ـ اسبابها ـ آثارها ـ علاجها ) ألفه بعد تشيعه وردّ فيه مااورده في كتابه السابق وتوصل فيه انه لايوجد غلو لدى الشيعة وانما هناك خلط في الذهنية السنية تجاه الشيعة وبين فيه ان هناك مدرستين في العصر الحديث عند أهل السنة في دراسة الشيعة الاولى : مدرسة الشيخ شلتوت وجماعة التقريب، والثانية : مدرسة محب الدين الخطيب واشباهه. 3 ـ التشيع في القرن العشرين ـ يعتبر المؤلف في كتابه هذا ان القرن العشرين هو القرن الذي اعترف فيه أهل السنة بالتشيع كمذهب رسمي بعد محاربة طويلة دامت أكثر من ثلاثة عشر قرناً. 4 ـ المستقبل للتشيع ـ اثبت فيه بالأدلة ان القرن الحادي والعشرين هو قرن التشيع. 5 ـ المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابين. 6 ـ رحلتي من الوهابية للاثني عشرية.



                  [عدل] وصلات خارجية
                  [LIST][*]موقع الدكتور عصام العماد[/LIST][LIST][*]مناظرة الدكتور عصام العماد مع عثمان الخميس[/LIST]
                  التعديل الأخير تم بواسطة حسن الروح; الساعة 02-12-2008, 10:15 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    إما أن تأخذوا بكلام الشيعة,أو تطعنوا في النبي -ص- يا سنة

                    http://www.youtube.com/watch?v=N5Udv...eature=related

                    تعليق


                    • #11
                      حوار مع الدكتور عصام العماد

                      http://images.google.com.sa/imgres?i...%3Dar%26sa%3DN

                      تعليق


                      • #12
                        الف شكر على المجهود الجبار

                        تعليق


                        • #13

                          نقد
                          الشيخ محمد بن عبدالوهاب
                          من الداخل


                          المؤلف: العلامة الدكتور عصام العماد

                          الفهــــرس
                          المقدمة 1
                          الغلو في الشيخ محمد عبدالوهاب 5
                          الشيخ سليمان عبدالوهاب يستنقذني من أخيه الشيخ محمد عبدالوهاب 10
                          موقف أتباع الشيخ محمد عبدالوهاب من الإخوان المسلمين 17
                          تناقض الشيخ محمد عبدالوهاب في قضية التوسل 18
                          الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومشكلة تشكيكه في التراث الإسلامي 20
                          توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب إنبثق من ردِّ الفعل تجاه التوحيد عند أهل السنة والسلفية 23
                          الفتنة التي نتجت من توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب 26
                          مؤلفات أتباع الشيخ محمد عبدالوهاب في مواجهة ما كتبه أهل السنة والسلفية في التوحيد 28
                          الفرق بين توحيد القرآن الكريم وبين توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب 39
                          دور توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب في نشر الإلحاد 42
                          شخصيات وهابية تركت توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب وإتّبعت توحيد القرآن الكريم 43
                          الشيخ محمد بن عبد الله المسعري 44
                          الشيخ سلمان العودة 50
                          دور الشهيد سيد قطب في إستنقاذي من توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب 52
                          غفلة الشيخ محمد عبدالوهاب عن علم أصول الفقه هي وراء إخفاقه في معرفة التوحيد 59
                          الشيخ سعيد بن مسفر 62
                          الأسباب الرئيسية التي جعلت علماء أهل السنة والسلفية يتركون توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب 64
                          مشكلة التقليد المطلق للشيخ محمد عبدالوهاب 64
                          مشكلة الخلط بين توحيد السلف الصالح وبين توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب 66
                          مشكسلة الخلط عند الشيخ محمد عبدالوهاب بين مفهوم العبادة في اللغة ومفهومها في القرآن والسنة 67
                          مشكلة أساسية في الشيخ محمد عبدالوهاب 72
                          الشيخ محمد عبدالوهاب ومشكلة التكفير 73
                          طريقة مثلى في إستنقاذ الوهابيين من فكر الشيخ محمد عبدالوهاب 74
                          نقطة الخلاف بين توحيد الشيخ محمد عبدالوهاب وبين توحيد سيد قطب 75
                          مشكلة الخلط بين عدالة الصحابة وبين حجّية الصحابة عند الشيخ عبدالوهاب وأتباعه 80
                          غفلة الشيخ محمد عبدالوهاب وأتباعه عن أحاديث النبي (ص) في النهي عن قتل المصلّين 81
                          خطأ الشيخ محمد عبدالوهاب وأتباعه في نسبة تكفير الإثني عشرية إلى ابن تيمية 84
                          غفلة الشيخ محمد عبدالوهاب عن دور بني أمية ناتجة عن تأثره بإبن تيمية 84
                          الفرق بين منهج ابن تيمية والشيخ محمد عبدالوهاب في طرح قضية بني أمية وبين منهج سيد قطب في طرحها 89
                          الفرق بين منهج ابن تيمية وابن عربي المالكي والشيخ محمد عبدالوهاب في دراسة شخصية الإمام علي وبين منهج سيد قطب في دراسته 90
                          رأي الشهيد سيد قطب في بعض الصحابة الذين غالى فيهم الشيخ محمد عبدالوهاب 92
                          دور سيد قطب في إستنقاذي من آراء ابن تيمية والشيخ محمد عبدالوهاب في الإمام علي وفي بني أمية 95
                          كلمات سيد قطب في الإمام الحسين ودورها في التحرر من فكر ابن تيمية وفكر الشيخ محمد عبدالوهاب 96
                          المصادر والمراجع 99

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          المقدمة
                          تمرّ الأمة الإسلامية بمرحلة صعبة حيث يسعى خصوم الإسلام إلى إيجاد فتنة بين الإثني عشرية وبين الوهابية.
                          ويسعى كل المخلصين من هذه الأمة إلى إيجاد حل للخروج من هذه الأزمة.. وهذا هو الأمر الذي أسعى إليه في هذا البحث، كما سعيت إلى ذلك _ أيضاً _ في كل كتبي ومحاضراتي التي هي عبارة عن محاولة للتقريب بين الإثني عشرية والوهابية، وهكذا سعيتُ إلى ذلك في كتاب "الزلزال" في مناظرتي وحواري مع شيخ الوهابية في هذا العصر الشيخ عثمان الخميس، وفي كتابي "المنهج الصحيح والجديد في الحوار مع الوهابيين"، وأرجو أن يعطي القارئ الكريم من وقته وصبره ومتابعته بعض ما تضمَّنه هذا البحث الذي يعكس تجربة رجل كان وهابياً، ثم انتقل إلى الإثني عشرية، ثم خاض حوارات مع الوهابيين سنوات... ولعلَّ التأمّل في مضمون هذا البحث يجعل القارئ يدرك ما أراده الكاتب، وأنا في هذا البحث أسعى إلى "نقد فكر الشيخ محمد عبدالوهاب من الداخل".
                          وأعني بنقده من الخارج ذلك النقد الذي يوجهه لفكر الشيخ خصومه من الإثني عشرية أو الصوفية، كما أعني بنقد الشيخ من الداخل ذلك النقد الذي يصدر من قبل بعض مثقفي ومفكري الوهابية، أو الذي يصدر من قِبل جماعة الإخوان المسلمين.
                          ومن هنا نحن نرفض طريقة بعض الإثني عشريين أو بعض الصوفية في نقد الشيخ.. لأن طريقتهم تبعد الوهابية عن الحق، وتُمزِّق عُرى الوحدة الإسلامية بين الإثني عشرية والوهابية، لأنَّ بعض الإثني عشريين لايحسنون الظن بإخوانهم الوهابيين، ويحسبون أن الوهابيين من المعاندين للحق. وهذا ظلم شديد للوهابيين؛ فقد كنّا من الوهابيين وحين عرفنا الحق تركنا الوهابية ودخلنا في الإثني عشرية... وأعرف الكثير من إخواني من الوهابيين من الذين تركوا الوهابية وأتبعوا الحق.
                          ونقد الشيخ من الداخل يقوم على أساس حسن الظن بالوهابيين، وعلى أساس السعي إلى هِدايتهم وجذبهم للحق، أو تقريبهم منه أما نقد الشيخ من الخارج فيقوم على أساس تنفيرَهم وصرفهم عن الحق، وفي الحقيقة إنَّني منذ أن إنتقلتُ من الوهابية إلى الإثني عشرية جعلت همِّي الأكبر التقريب بين الإثني عشرية والوهابية، لأن هنالك أيادي خفيّة تحاول تمزيق الصف الإسلامي بين هذين المذهبين الشامخين.. وقد حاولت في هذا البحث أن أضع أسلوباً في نقد الوهابية يهتمُّ بالتركيز على استجاشة وتحريك الفكر الوهابي، وعلى معرفة المنافذ والمداخل التي يمكن من خلالها النفوذ إلى داخل العقل الوهابي من دون إستثارته أو تهييجه أو تنفيره. وسنشرح هذا الأسلوب في مضمون هذا البحث ولكن أريد أن أشِير إلى حقيقتين هامَّتين تتعلق بنقد الوهابية من الداخل:
                          1. الحقيقة الأولى: أنَّ نقد الشيخ محمد عبدالوهاب من قبل نفس المفكِّرين الوهابيين جعل الكثير من الوهابيين يتركون الوهابية، أو _ على الأقل _ يخفُّ التطرّف عندهم.
                          2. الحقيقة الثانية: وهي أنَّ نقد جماعة الإخوان المسلمين للشيخ كان مؤثراً على الوهابيّة، لأنَّ الإخوان المسلمين هم أكثر الناس التصاقاً ومعايشةً للوهابية، كما أنَّهم ليسوا من خصوم الشيخ، فكان نقدهم للوهابيين مؤثراً على كثير من الوهابيين، ومن هنا سوف يجد قارئ هذا البحث أنَّني إعتمدت في نقد الشيخ محمد بن عبدالوهاب من الداخل على صنفين من الكتّاب...
                          الصنف الأول: هم الكتّاب من الوهابيين.
                          الصنف الثاني: هم كتّاب الإخوان المسلمين كسعيد حوى وسيد قطب وحسن البنا.
                          وإذا كانت الحركات الإسلامية في النصف الثاني من القرن العشرين ومنها الإخوان المسلمين قد تأثّرت بالفكر الوهابي، ولكن يجب الإلتفات إلى حقيقة هامة وهي أن تأثير الإخوان المسلمين على الفكر الوهابي كان أشَّد من تأثير الوهابيين على الإخوان المسلمين.
                          وفي الأخير يبقى أمرٌ يجب التأكيد عليه وهو: إنَّ الوهابيين ليسوا خصوماً لهذا المذهب الإثني عشري العظيم، لأنَّهم حين يعرفونه لايترددون في إتّباعه، ولكن يجب علينا أنْ نستفيد من طريقة معتدلي الوهابيين في نقد الفكر الوهابي، لأنَّهم يعرفون كيف يتعاملون مع العقل الوهابي، وهكذا يجب علينا أن نستفيد من حسن البنا وسيد قطب ومحمد الغزالي وسعيد حوى وغيرهم من جماعة الإخوان المسلمين في طريقتهم في كسب وجذب الوهابيين. هذا وإنَّ إقناع العقل الوهابي أن يترك التطرّف يحتاج منّا إلى جهدٍ كبيرٍ وصبرٍ جميلٍ.
                          نسأله _ سبحانه _ الهداية والرشاد والتوفيق والعون والسداد، إنَّه سميع ومجيب الدعاء.
                          د.عصام علي يحيى العماد


                          الغلو في الشيخ محمد عبدالوهاب
                          هذا هو الأمر المهم الذي يجب مراعاته لمعرفة إخواننا الوهابيين حتى لايرفضوا مسألة التقريب بين الإثني عشرية والوهابية، بل حتى يدركوا عظمة المذهب الإثني عشري.
                          وقد كتبوا مئات الكتب في الرد على أهل السنة، وفي الردِّ على الإثني عشرية، لأنَّهم أصبحوا في نظرهم من الغلاة والمنحرفين حينما خالفوهم في غلوهم في الشيخ محمد عبدالوهاب – رحمه الله -، وعمّت العالم الإسلامي معركة كبيرة حول (الشيخ) ضاعفت تمزيق الصف الإسلامي، وأصبحت الوهابية تتخيل معركة كبيرة بين فريقين:
                          الفريق الأول: هم الوهابيون المسلمون الذين يفسرون آيات وروايات التوحيد على طريقة الشيخ محمد عبدالوهاب.
                          والفريق الثاني: هم من الغلاة المنحرفين الضالين من أهل السنة ومن الإثني عشرية الذين خالفوا طريقة الشيخ محمد عبدالوهاب في تفسير آيات وروايات التوحيد.
                          وقد كنت من الفريق الأول عندما كتبت كتابي ((الصلة بين الإثني عشرية وفِرَق الغلاة)).
                          وهناك مئات الأقوال لكبار علماء الوهابية التي تبين أنَّ العقل الوهابي مصاب بمشكلة الغلو في الشيخ محمد عبدالوهاب _ من حيثُ لا يعلم _، وسنذكر منها مقتطفات قليلة:
                          كان الشيخ ابن عبيد يقول:
                          "الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي إفتخرت به أمة محمد على سائر الأمم."
                          وفي هذا يقول أحد كبار مشايخ الوهابية:
                          "_ الشيخ محمد عبدالوهاب _ العالم الرباني والصدِّيق الثاني مجدّد الدعوة الإسلامية... أوحد العلماء."
                          وكان أحد كبار مشايخ الوهابية يطلق على الشيخ محمد عبدالوهاب لقب (شيخ الوجود).
                          ولن أكثر من ذكر نماذج من الغلو في الشيخ محمد عبدالوهاب، ولكنّي أذكر تجربتي مع الشيخ، وذلك منذ حوالي خمسة عشر عاماً... كنّا مجموعة من المحبين للشيخ محمد عبدالوهاب في منزل أحد الأخوة السعوديين.. وتكلمنا عن مسئلة حجّ التمتع، وكيف منع عنه عمر بن الخطاب.. وبعد حوارٍ طويل توصلنا أن هذه من أخطاء عمر، ثم قررنا أنَّه يجب أن نقيم عمر بن الخطاب من خلال القرآن والسنة... وليس هذا موضع الشاهد في القصة.. ولكن كانت صلتنا بالشيخ محمد عبدالوهاب أكثر من صلتنا بعمر بن الخطاب، فلم يكن عندنا تصور بأن نحاكم فهم الشيخ محمد عبدالوهاب للتوحيد إلى الكتاب والسنة.. وكنّا شديدي التأثر بالشيخ محمد عبدالوهاب، وحين كنّا نقرأ غزواته العديدة في محاربة مشركي الجزيرة!!! كانت تفيض عيوننا بالدمع وكأنَّنا نقرأ غزوات الرسول (ص) مع الكفار، وكنّا نقول: إن غزوات الشيخ محمد عبدالوهاب مع مشركي الجزيرة العربية أكثر من غزوات محمّد بن عبدالله (ص) مع مشركي الجزيرة... حيث بلغت غزوات الشيخ محمد عبدالوهاب مع مشركي الجزيرة أكثر من ثلاثمائة غزوة، والرسول (ص) قاتل المشركين في عشر سنوات، أمّا الشيخ فقد قاتلهم في أكثر من عشرين عاماً .. ولكن هذا ليس الموضوع الذي أريد أن أطرحه.. إنّ الموضوع الذي كنّا نعيشه هو أنَّنا كنّا نقرأ سيرة الشيخ محمد عبدالوهاب وكأنَّنا نقرأ سيرة محمّد بن عبدالله (ص)..، وليس هذا موضع الشاهد في تجربتي.. ولكن كنَّا نعُدّ خصوم الشيخ محمد عبدالوهاب أشدُّ كفراً وشركاً من خصوم محمّد بن عبدالله (ص).
                          وليست هذه التجربة خاصة بي، بل هي عقيدة كل الوهابيين. وتكميلاً لهذه التجربة حتى ندرك إخواننا الوهابيين، سوف أُبيِّن أنّ عقيدتنا تلك المغالية في الشيخ محمد عبدالوهاب غرسها في نفوسنا الشيخ نفسه، حيث كان يرى أن خصومه في الجزيرة العربية أشدُّ كفراً وشركاً من خصوم رسول الله (ص) في الجزيرة... حيث كان _ رحمه الله _ يقول:
                          "... فأعلم أنَّ شرك الأولين _ يعني الذين قاتلهم رسول الله _ أخف من شرك أهل زماننا..."
                          ويقول:
                          "الذين قاتلهم رسول الله (ص) أصح عقولاً وأخفّ شركاً من هؤلاء _ أي من الذين قاتلهم الشيخ محمد عبدالوهاب _"
                          ويقول:
                          "شرك كفار قريش دون شرك كثير من الناس اليوم" .
                          وقد أدّى غلو الشيخ في نفسه إلى غرس الغلو في نفوسنا، وكان لأسلوب التعليم اثر سيئ في إيجاد الغلو في الشيخ محمد عبدالوهاب عندنا، حتى إنَّنا كنَّا من هواة التكفير لكل من خالف الشيخ في حياته وبعد مماته، وكنَّا نُكفِّر كبار علماء الإسلام الذين حاربهم الشيخ، ونراهم أشدُّ كفراً من أبي جهل ومن أبي لهب، وقد صوَّر لنا الشيخ محمد عبدالوهاب صورة كفرية وشركية عن علماء الإسلام في زمانه...
                          ولقد واجه الشيخ محمد عبدالوهاب أحد علماء أهل زمانه وهو الشيخ سليمان بن سحيم الحنبلي... وأرسل اليه رسالة _ كنّا نقرأها ونستحضر رسائل الرسول إلى الكفار والمشركين _ يخاطبه بقوله:
                          " نذكر لك أنك أنت وأباك مُصرِّحون بالكفرِ والشركِ والنفاقِ... أنت وأبوك مجتهدان في عداوة هذا الدين ليلاً ونهاراً... إنَّك رجل معاند ضال على علم، مختار الكفر على الإسلام... وهذا كتابكم فيه كفركم."
                          وفي الحقيقة إنَّنا لفي حاجة إلى إستحضار الحالة النفسية الغريبة، وتلك المواقف الشديدة... في حاجة إلى إستحضار ذلك لنستشرق،س ونحاول إدراك تصورات الشيخ محمد عبدالوهاب، ولنشعر بشيء من مشاعر الشيخ، لأنَّ دعوته تركت فتنة في كياننا كله... نريد أن نتصور شخصيته حتى نتمكَّن مِنْ معرفة الحالة التي يعيشها الكثير من أتباعه وحينئذ سوف نتمكَّن بإدراكنا لهم أنْ نقدِّم لهم العلاج النافع والصالح... وإنَّني _ الآن _ أستحضر ذلك التأثير الفريد الذي تركه الشيخ في أعصابي وفي خيالي وفي كياني كله... حينئذ أنظر بعين الرأفة وبنظرة الرحمة إلى كل إخواني من أتباع الشيخ.
                          ويمضى الشيخ محمد عبدالوهاب _ رحمه الله _ يخاطب علماء الإسلام في زمانه، ويتصور أنهم يعكفون على أصنام لهم، ويخاطب أحد أعلام الإسلام وهو الشيخ العلامة إبن يحيى:
                          "إنَّه... من أنجسهم وأعظمهم كفراً" .
                          ولقد إنتهت بالشيخ الحالة إلى أنْ بدأ بمرحلة جديدة في حياته، فتوسع في التكفير من تكفير بعض الشخصيات المعاصرة له، فتطورت حالته حتى استحكمتْ فيها الصفات الغريبة، فأصبح الشيخ يسحب الكفر على عصور التاريخ الإسلامي منذ القرن الرابع للهجرة إلى زمانه، وإرتفعت الحِدَّة في كلماته فصار يصرِّح بأنَّ أتباعه هم المسلمون الوحيدون في العالم، ثم كفَّر أتباع المذاهب السنية الأربعة... وأصبح يعتبر المنشقّين عليه مرتدين وجزاء المرتد القتل، ثم يأمر أتباعه بإقامة هذا الحدّ..!!
                          وكان يفرح حين يبلغه نبأ تنفيذ حكم الإعدام في خصومه. وأصبح يَجِد رغبة في تكفير الناس، وإنتقاص أقدارهم، وترويج التُهم حولهم لمِجرّد مخالفته.

                          الشيخ سليمان عبدالوهاب يستنقذني من أخيه الشيخ محمد عبدالوهاب
                          وأشهد أن الشيخ سليمان بن عبدالوهاب _ وهو أخو الشيخ محمد عبدالوهاب _ كان له دور كبير في إستنقاذي من دائرة أخيه الشيخ محمد عبدالوهاب وكان لكتابه "الصواعق الإلهية في مذهب الوهابية" اثر في تركي للوهابية، بسبب قوة حجَّة الشيخ سليمان لاسيما إنَّه كان عالماً كبيراً من علماء السلفية في زمنه، وكان على معرفة تامة بكتب ابن تيمية وكتب إبن القيم، ولم يكن مِنْ الصوفية، وكان ناصحاً محباً لأخيه، وما أجدرنا حينما نريد أن نعالج إخواننا الوهابيين أن نستفيد من كتاب الشيخ سليمان، لأن منهجه في الرد على أخيه يُعَدُّ منهجاً فريداً.
                          ولقد كان أخاً شقيقاً، وصديقاً حميماً، ومعلماً فريداً للشيخ محمد عبدالوهاب، وكان عارفاً بأحواله وبصفاته وبسماته وبأفكاره، وكانت نصيحته له نابعة من قلب صادق، ومن محبٍّ مشفق، ومن هنا نجده يشخص الحالة النفسية لأخيه.
                          وكان كتابه هو مصدر المعرفة الإولى للشيخ عبدالوهاب، وكان أول كتاب رسم الحالة النفسية والفكرية للشيخ محمد عبدالوهاب... ولانملك _ هنا _ إلا أن نشير إلى هذا الحوار الذي دار بين الأخوين:
                          قال الأخ الأكبر والأعلم الشيخ سليمان لأخيه محمد عبدالوهاب: "كم أركان الإسلام يا محمد بن عبدالوهاب؟ فقال: خمسة، فقال سليمان: أنت جعلتها ستة، السادس: من لم يتبعك فليس بمسلم، هذا عندك ركن سادس من أركان الإسلام."
                          وفي هذا الحوار بين الأخوين نجِد أهَمّ سمة إتّسم بها الشيخ محمد عبدالوهاب وهي "من لم يتبعه فليس بمسلم"، ومن هذا الحوار اكتشفت نفسي، فقد كنت أُرَدِّد وأنا ألقي دروسي في مساجد الوهابية في اليمن أو في السعودية: "من خالف ما كَتبه الشيخ محمد عبدالوهاب فليس بمسلم."
                          والمخدوعون بالشيخ محمد عبدالوهاب ما زالوا ينفون الإسلام عن خصوم الشيخ من الأحياء والأموات.
                          ولقد مرَّ بنا إستعراض بعض رسائله في تكفير خصومه، والآن نستعرض كيف كفّر أهل نَجد لأنَّهم لم يرضوا بعقيدته وفكره، حينئذ زعم الشيخ بأنَّ كل بلدٍ من بلدان نَجْد فيه صنم يعبدونه من دون الله .
                          أهذا ميدان دعوة إلى الله أم ميدان للصدِّ عن سبيله؟، وكيف ينسلخ عن الإسلام من خالفنا في رأي؟، أو في فهم آية أو تفسير رواية؟، وقد كان الشيخ محمد عبدالوهاب يأمر بقطع رقاب أولئك، ويستبيح أموالهم وأعراضهم _ باسم الله _، وليس لله فيما يفعل نصيب، ولا لدينه مكان..!!
                          لم هذا الإسراف في قتل المسلمين؟!، إنَّ الشيخ محمد عبدالوهاب مسكين بنى خطته على قتل الإسلام وهو لا يدري، ويحسب أنَّه يقاتل خصوم التوحيد!!
                          وأشهد أنَّ الشيخ سليمان عبدالوهاب كان مربياً صادقاً في نصحه لأخيه، وأجادَ في صنع الدواء لأخيه.
                          وأتذكر إنَّني قمت _ يوماً _ بالمقايسة بين فهم التوحيد الذي رسمه الشيخ سليمان والتوحيد الذي رسمه عبدالوهاب _ وأنا أعيش في حيرة وتردُّد في معرفة أيَّهما كان محقّاً _، فقلت لمن حولي: لماذا نكره سليمان ونحب محمداً؟
                          فقال لي أحد الحاضرين بصوت غاضب: كان محمد يدعو إلى التوحيد، وكان سليمان يدعو إلى الشرك.
                          وحَملَقت فيه وقلت: منذ أنْ درسنا في معاهد الوهابية في اليمن أو في الجامعات السعودية ونحن شديدي الرغبة في إِهانة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب، وإفتراء الإفك عليه، ونزعم أنه مات على الشرك الأكبر!!!
                          ولكنّي رأيت في عين أحدهم نية القتل وأنا أذكر له بهدوء بأنّنا أعلنّا الحرب على سليمان حياً، ونمتنع عن الترحم عليه ميتاً؟ مع إنَّه كان من أعظم العارفين بكتب ابن تيمية وابن القيم، وكان من أعظم دعاة السلفية في زمنه، وكان معادياً للصوفية.
                          قال لي: إتفق علماء السعودية منذ أكثر من مائتي عام على حرمة قراءة كتب سليمان.
                          قلت له: أعلم ذلك، فقد وجدت في كتاب "كتب حذر العلماء منها" هذه العبارة:
                          (لقد كان لهذا الكتاب _ أي كتاب "الصواعق الإلهية في مذهب الوهابية" للشيخ سليمان _ أثر سلبي كبير، إذ نكص بسببه أهل (حريملاء)، ولم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزت آثار الكتاب إلى (العيينة)، فإرتاب، وشك من يدعي العلم في (العيينة) في صدق هذه الدعوة، وصحتها) !!
                          وقد تجلى لنا _ كما أسلفنا _ بأن ما كتبه الشيخ سليمان فيه الدواء الناجع لإخواننا المساكين مِنْ الوهابيين، وقد جربت ذلك في نفسي وغيري، فأكثر الذين أهديتهم كتاب الشيخ سليمان عبدالوهاب تركوا الشيخ محمد عبدالوهاب... ويكفي أن توحيد سليمان يدعو إلى الوحدة بين المسلمين وتوحيد محمد عبدالوهاب يدعو إلى تكفير المسلمين.
                          وقد لاحظت في الشيخ محمد عبدالوهاب أمراً جديراً بالنظر وهو أن كل من خالفه حُكِم وقُتل!!
                          بل كان يأمر بقتل قرى بأكملها. وجدته في البداية يرسل الرسائل بالتكفير... فهو _ مثلاً _ يقول:
                          "إفتائي بكفر شمسان وأولادهم ومن شابههم، وسمَّيتهم طواغيت..." !!.
                          وقال في رسالة أخرى كلاماً يثير الدهشة:
                          "... إنَّما كفَّرنا هؤلاء الطواغيت أهل الخرج وغيرهم" .
                          وقد ظهرت آثار كتب ورسائل الشيخ محمد عبدالوهاب في ظاهرتين بارزتين:
                          إحداهما: أتذكر حينما كنت في السعودية، وكنّا نقرأ ونتدارس كتب الشيخ محمد عبدالوهاب ورسائله، كيف كانت توجد في قلوبنا غلاً وحقداً وكراهيةً على غير أتباع الشيخ، وتغرس فينا رغبة في تكفيرهم، ولو وقعت أزمّة الأمور بأيدينا لأهلكنا حرث ونسل كل من يفكِّر في مخالفة الشيخ محمد عبدالوهاب.
                          وكنّا نشتغل _ ليلاً ونهاراً _ في إشاعة السوء عنهم، وهذا الغل الذي نحمله على خصوم الشيخ من المسلمين لا يكون إلا في قلوب الجبابرة والسفّاحين.
                          كنّا _ يوماً _ نقرأ رسالة الشيخ محمد عبدالوهاب إلى أحد كبار علماء زمانه _ الشيخ سليمان بن سحيم _ حيث خاطبه بهذه الصورة الشنيعة:
                          "لكن البهيم سليمان بن سحيم لايفهم معنى العبادة"
                          ووصفه وصفاً آخر بقوله:
                          "هذا الرجل من البقر!! التي لا تميّز بين التين والعنب"
                          ويقول عنه مع غيره:
                          "بأنَّهم سعوا إلى... إنكار هذا الدين والبراءة منه"
                          وكم جَلَبَت رسائل الشيخ محمد عبدالوهاب الويلات على هذا العالم النجدي، أذكر حينما قرأت رسائل الشيخ إليه بِتْنا ليلة كاملة نتحدث عنه، وتمنَّينا إنَّنا أدركنا حياته لنتقرّب إلى الله بذبحه، وما زال أثر هذه الرسائل إلى اليوم، حتى إنّ الوهابي المعاصر الدكتور عبدالله العثيمين كتب بحثاً سماه:
                          (موقف سليمان به سحيم من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب)

                          موقف أتباع الشيخ محمد عبدالوهاب من الإخوان المسلمين
                          أتذكّر إنَّنا كنّا في مسجد الدعوة _ أحد أهمّ مساجد الوهابية _، فبلغنا نبأ موت الشيخ عمر التلمساني _ زعيم حركة الإخوان المسلمين _، فأقترح بعض الحاضرين أن نصلّي عليه صلاة الغائب، فأمرنا بإخراجه من المسجد، فصاح ألم يكن الشيخ عمر التلمساني من الثائرين ضد الحكم النصيري العلماني في مصر.
                          فقلنا له: الإخوان المسلمون من دعاة الشرك... وفي أدنى حدّ هم مذهبيون لا سلفيون.. وإذا انتصر الإخوان فإن المشركين سوف يحكمون، أو في الحدّ الأدنى يحكم المذهبيون من الأحناف، وأبو حنيفة ليس خيراً من "جمال عبد الناصر"!!!.
                          وهكذا _ عشنا _ تحقيراً لأبي حنيفة في الأولين، وتحقير لعمر التلمساني في الآخرين، وتبقي أمتنا بلا تاريخ.
                          وفي الحقيقة إنَّني بعد أن إستنقذني الله بكتاب الشيخ سليمان بن عبدالوهاب، شعرت بأنِّي كنت منتمياً لجماعة دينية لم تجد عصابة لقطع الطرق، فأسست جماعة دينية وكأنَّنا كنّا فُتّاك في ثياب وُعَّاظ.
                          ومع ذلك فنحن كنّا ضحية لكتب ورسائل الشيخ محمد عبدالوهاب.
                          لقد كانت كتبه ورسائله تجعلنا لا ننطق بكلمة واحدة ضد الصهيونية، أو الصليبية، أو الشيوعية، أو العلمانية... ومع ذلك نؤلِّف كتباً ضد المسلمين لأنَّهم إختاروا من الأقوال ما يخالف قول الشيخ، مع إعتقادنا أنَّ قوله ورأيه هو الدين الأوحد، وما إختاروه هو عين الكفر المخرج من الإسلام!!
                          فالشيخ محمد عبدالوهاب هو الفيصل بين الكفر والإيمان، وبين الشرك والتوحيد.

                          تعليق


                          • #14
                            هنا في هذا الرابط تجد كتاب
                            نقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الداخل
                            كاملاً
                            للدكتور عصام العماد
                            http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=270782

                            تعليق


                            • #15
                              شكرا لكم الأخ حسن الروح ومبروك عليه الاستبصار والولاء لأهل البيت عليهم السلام

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              8 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X