هل لازلت على موقفك من القول بأن الشيعة على حق والسنة على باطل ..؟
الشيعة حالة مجتمعية كما هو حال السنة،أي رجال ومذاهب وتيارات مختلفة،فمن ثم لا يجوز اتخاذهما كدليل على الحق والباطل.. أما التشيع فهو شئ آخر،وهو يمثل عندي التعبير الحقيقي عن الدين الباقي والمستمر رغم الضغوط وصور البطش والتنكيل،ومحاولات الطعن والتشويه والتعتيم .. وأما أهل السنة فلا يمثلون في الحقيقة سوى مذهب حكومي ساد واقع المسلمين بدعم السياسة،فمن ثم لا يجوز اتخاذه واجهة للإسلام.. وهو ما يشير إليه الواقع المعاصر الذي أتيحت فيه الفرصة للجماعات والتيارات التي تمثل أهل السنة في الانتشار والشيوع في كل مكان،وكانت النتيجة هى انتشار الإرهاب والتطرف وتشويه الإسلام،وفتح الأبواب على مصارعها للطعن في القرآن والرسول(ص) ..

لماذا تقول بإباحة زواج المتعة ..؟
الأصل في الأفعال الإباحة.. وهذا يقودنا إلى أن السؤال يجب أن يوجه إلى الذين يقولون بالتحريم لا الذين يقولون بالإباحة.. والتحريم سلطة إلهية لا يملكها إلا الله سبحانه وما دور الرسول (ص) سوى تبليغ هذا التحريم بنص صريح من خلال الكتاب .. وزواج المتعة لا يوجد نص قرآني يحرمه،فقط توجد مجموعة من الروايات المتناقضة،والمختلف عليها بين الفقهاء،نتجت منها آراء أكثر تناقضاً واختلافاً،وهو ما بيناه بالتفصيل في كتابنا : زواج المتعة حلال في الكتاب والسنة..

ما هو سر التركيز الدائم في كتاباتك على السلفية الوهابية من دون بقية المذاهب الإسلامية .. ؟
التركيز على التيار السلفي الوهابي ليس تجنياً عليه، وإنما لكونه السبب المباشر في نكبة الإسلام والمسلمين،فهو تيار برز من خلال الحركة الوهابية التي تبناها آل سعود ووصلوا على حسابها للحكم .. وهذا التيار يعيش بعقل الماضي وقد تمكن ببركات النفط من تزيين هذا العقل في أعين المسلمين ليعيشوا في عزلة عن الواقع،ويرفضوا التعايش معه مما أدى إلى بروز صور متعددة للإرهاب والتطرف .. وعلى ضوء هذا العقل برزت المجموعات الإرهابية التي ترفع شعار الجهاد وتتحصن بنصوص وأفكار من سموهم بالسلف .. وبرزت المجموعات التكفيرية .. وبرزت العديد من صور الجماعات المتخلفة التي تنبذ الآخر وترفض التعايش مع المسلمين .. ومجمل القول أن هذا التيار قدم صورة مشوهة ومتخلفة عن الإسلام استثمرها أعداؤه،وفتح الأبواب على مصارعها للطعن في القرآن،وفي شخص الرسول (ص) .. هذا كله بالإضافة إلى الأمور الشكلية والهامشية الفارغة التي شغلوا بها المسلمين وحولوها إلى قضايا كبرى،وجعلوها من ثوابت الدين .. ولا يمكن إلقاء التبعة في هذا على المذهب أو والتيارات الإسلامية الأخرى التي لم تحظ بالدعم النفطي،ولم تحتضنها دولة كدولة آل سعود .. وقد فصلنا مثل هذه الأمور في العديد من كتبنا المنشورة مثل: فقهاء النفط ومدافع الفقهاء وأزمة الحركة الإسلامية وغيرها ..