


المرجعية والخطاب المرحلي حول الانتخابات
المرجعية والخطاب المرحلي حول الانتخابات
إن التحديد الثاقب لوظيفة المرجعية ودورها الرسالي يدفع بنا إلى استنتاجات عديدة لا مجال للإفاضة فيها الآن إلا إن أهمها إن المرجعية لا تطرح نفسها كونها تقتصر في علاقتها الجماهيرية على أمور محدودة بحيث يتحدد دورها وفعلها التغييري بل يتعدى ذلك إلى (أسلوب النشاط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهذا يدفع بالضرورة إلى أن يكون للمرجعية تخطيط مركزي بعيد المدى يمثل إستراتيجية إصلاحية عامة بحيث لا يكون عملها عرضة للظروف الطارئة وردود الأفعال الآنية , ولاشك إن وحدة الخطاب المرجعي وتكامله ووعيه الرسالي سيؤدي بالنتيجة إلى صهر جميع التناقضات في خط المرجعية الحقيقي الذي يمثل إستراتيجية إصلاحية لبناء مجتمع متعب عانى ما عانى ولكنه لابد أن يسترد له هويته ويستعيد شخصيته التي اجتمعت عليها قوى مختلفة لاستلابها وتمييع دورها الحضاري, وعليه فان المرجعيات التي يعتقد بها الكثير من العالم الإسلامي (وخاصة الشعب العراقي) وما صدر منها حول مرحلة الانتخابات القادمة كما هو واقعنا اليوم ونحن نعيش تحت نير الاحتلال البغيض الذي لا يزال يحاول تحقيق الكثير من مؤامراته على الدين والمذهب ,عبر مشاريعه السياسية المخادعة التي أخذت تأثيراتها على الشعب العراقي وأطيافه , ومساندته للكثير ممن يدعي الدين والمذهب ليجعل منه أداة لضرب القيم والمبادئ الإسلامية وهذا ما اخذ تأثيره وبنطاق واسع في أوساط الشعب العراقي المظلوم , لتكون جذوته باردة أمام الانتخابات بعد أن حصد من خلالها الثمار المرة , إلا إن هذا لا يعني الابتعاد عن ميدان السياسة لنعطي المبرر للاستعمار وأذنابه بان يعيد علينا الدكتاتوريات الظالمة المقيتة , فان تخاذلنا أمام الانتخابات وتقاعسنا عنها سيعطي الفرصة لهؤلاء الماكرين والمخادعين بان يكرروا المأساة والويلات أضعاف أضعاف مما كنا نعانيه ، هؤلاء الذين سال لعابهم على المناصب والواجهات السياسية وهم ينهبون خيراتنا وثرواتنا وسفك الكثير من دماء أبناءنا وإخواننا , ينبغي علينا أن لا نكرر مثل هذه المأساة!!! وها هو الخطاب المرجعي حول هذه الانتخابات ليكون حجة علينا فيما إذا لم نمتثل لما ذكر من خلاله والذي صدر من المرجعيات كمرجعية السيد السستاني دام ظله فانه كما جاء عن لسان جميع وكلائه في عموم العراق بأن سماحته مع الاشتراك في الانتخابات إلا أنه لا يؤيد أي قائمة , بل لا يوجد من يمثله في الحكومة أو البرلمان بل إنه غير راض عن الأحزاب التي وصلت إلى السلطة وعن أدائها وهي لا تنفع العراقيين , ولذلك على الشعب العراقي البحث عن الذي ينفعه من غير الذين جربهم وعرف فشلهم جيدا , وأكد على الكفاءات والنزيهين من العراقيين وأكد أنهم موجودون , وشدد على عدم الانخداع مرة أخرى بالشعارات الفارغة والباهتة والتي لا تغير شيئا من الواقع المرير للعراقيين ، وكذلك وجدنا سماحة آية الله العظمى الشيخ الفياض دام ظله الشريف بنفس الرأي والمعنى إن لم يكن بلهجة أشد وأوكد حتى أنه عزى كل مشاكل العراق إلى عدم نزاهة الأحزاب التي وصلت إلى السلطة وعدم كفاءتها وأهليتها لقيادة هذه المرحلة الحرجة ، وكما صدر عن المرجع الديني سماحة السيد الحسني دام ظله : اللهم اشهد إني حسب معرفتي القريبة المناسبة ولبضع سنين من حضور بحوث الخارج لأستاذي وسيدي السيستاني دام ظله ولأستاذي وشيخي الفياض دام ظله فان المتوقع جدا صدور مثل هذا الاهتمام والتقييم والرعاية من لدن المرجعية تجاه أبناء الشعب العراقي المظلوم والعراق المسلوب وان قصرت الكلمات أو قصر النقل عن الحقيقة كلها والتقييم بشموله فاني استميح أساتذتي عذرا في القول الذي فيه إبراء الذمة إن شاء الله فمن هنا فانا ادعوا الجميع واتوسلهم واقبل أياديهم واتوسلهم واتوسلهم أن لا يقعوا في الخديعة مرة أخرى فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فلنكن مؤمنين حقيقيين واعين صادقين فلا نترك أي فرصة للماكرين والمخادعين فلنذهب جميعا الى صناديق الاقتراع ولننتخب الوطنيين المخلصين العاملين الصادقين ، واعلموا إن عدم الذهاب جناية وجريمة وتكرار لها وتأكيدا عليها لأنها بمثابة الذهاب والتصويت للخائنين الماكرين السارقين النفعيين لان عدم الذهاب يعني أنهم سيملئون البطاقات الفارغة بدلا عن أصحابها الغائبين فسيتسلط على رقابنا أهل المكر والخداع والنفاق والعمالة والسرقة والسلب والنهب والفساد الإداري فنكون مسؤولين أمام الله تعالى ورسوله الكريم وآله الأطهار عليهم الصلاة والسلام وأمام الشعب العراقي وكل الأجيال والإنسانية جمعاء فأرجوكم أرجوكم وأتوسل إليكم أن نكون واعين واعين والله السميع العليم وهو أحكم الحاكمين..
تعليق