هل موسى وإسماعيل(ع) شخصيتان في القرآن

سؤال الى المرجع الحسني دام ظله
الجواب /
*بسمه تعالى :-
بعد البحث السريع في كتب التفسير الموجود عندنا توصلنا إلى بعض النتائج 0
إن لفظ (موسى) قد تكرر في القرآن (129) مرة موزعة في سورة البقرة ، آل عمران ، النساء ، المائدة ، الأنعام ، الأعراف ، يونس ، هود ، إبراهيم ، الإسراء ، الكهف ، مريم ، طه ، الأنبياء ، المؤمنون ، الفرقان ، الشعراء ، النمل، القصص ، العنكبوت ، السجدة ، الأحزاب ، الصافات ، غافر (المؤمن) ، حم السجدة (فصلت) ، الشورى (حمعسق) ، الزخرف ، الأحقاف ، الذاريات ، النجم ، الصف ، النازعات ، الأعلى .
وبعد البحث السريع لم أجد في الكتب المتوفرة ما يشير إلى شخصية ثانية ونبي آخر غير نبي الله موسى بن عمران(u) وربما يوجد في مصادر أخرى . والله العالم .
وإن لفظ إسماعيل قد تكرر في القرآن (12) مرة ، موزعة في سور (البقرة ، آل عمران ، النساء ، الأنعام ، إبراهيم ، مريم ، الأنبياء ، ص) .
وان اغلب الآيات التي ورد فيها لفظ (إسماعيل) فان المقصود منه هو نبي الله ( إسماعيل بن إبراهيم ) (H) . وبعض الآيات اختلفت الروايات وكتب التفسير في تحديد المراد منها الأرجح فيها أن يكون المراد فيها شخصية ثانية ونبياً آخر هو نبي الله (إسماعيل بن حزقيل) (u) . ففي سورة مريم / آية 54 ، قال تعالى : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا } .
وقد ورد في مجمع البيان ما ملخصه إن المقصود من إسماعيل .
1- قيل هو إسماعيل بن حزقيل(u) بعثه الله إلى قومه .
2- وقيل ، هو إسماعيل بن إبراهيم (H) وكان رسولاً الى جرهم .
أقول ، ويمكن ترجح القول الأول ببعض المؤيدات إن لم تكن أدلة ولا اقل من كونها تؤيد أو تحتمل وجود شخصية ثانية ونبي آخر اسمه (إسماعيل) غير إسماعيل بن إبراهيم (H) خاصة والكلام في السنن التاريخية وليس في الاحكام الشرعية .
ففي سورة البقرة / آية (246) قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإَِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلاَّ تُقاتِلُوا قالُوا وَما لَنا أَلاَّ نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } .
حيث ورد في مجمع البيان في تفسير القرآن ما ملخصه في تفسير قوله تعالى : (إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ) على احد الأقوال انه شمويل وهو بالعربية إسماعيل ، ومن المعلوم ان إسماعيل بن إبراهيم(H) يسبق موسى(u) في الفترة الزمنية ، بينما النبي المذكور في هذه الآية يتأخر زماناَ عن موسى(u) .
وكذلك في سورة (ص) وسورة (الأنعام) يرد اسم نبي الله ( إسماعيل(u)) مع (ذي الكفل(u)) ومع (اليسع(u)) و(اليسع(u)) متأخرا زمانا عن موسى(u) وكذا (ذي الكفل(u)) ، في سورة ( ص ) .
وأما في سورة الأنعام في ذكر (إسماعيل(u)) متأخراً بينما السياق ظاهر بأنه لو كان المراد من إسماعيل هو إسماعيل بن إبراهيم(H) لذكر اسمه في بداية الآيات أي يذكر مع إسحاق(u) .
ففي سورة ( ص ) قال تعالى :{وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَْيْدِي وَالأَْبْصارِ#... وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَْخْيارِ}(ص/ آية 45- 48) .
وفي سورة الأنعام قال تعالى :{ وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ...#وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ#وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ#وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ} (الأنعام/آية83-86)
وقد ورد في معاني الأخبار عن أبي عبد الله(u) قال: (( ان إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا } لم يكن إسماعيل بن إبراهيم ، بل كان نبياً من الأنبياء ، بعثه الله عز وجل الى قومه فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه ، فأتاه ملك ، فقال: (إن الله جل جلاله بعثني إليك فأمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين) )) .
وقد ورد في كامل الزيارة ، بإسناده إلى بريد العجلي قال: قلت لأبي عبد الله(u) يا بن رسول الله اخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا } ،أكان إسماعيل بن إبراهيم ، فان الناس يزعمون انه إسماعيل بن إبراهيم فقال(u) إن إسماعيل مات قبل إبراهيم وان إبراهيم كان حجة الله على خلقه فإلى مَنْ أُرسل إسماعيل , قلت فمن كان ؟ قـال إسماعيل بن حزقيل النبي ، بعثه الله في قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلدة وجهه ، فغضب الله عليهم ، فوجه سطاطائيل ملك العذاب، فقال له : يا إسماعيل أنا ملك العذاب وجهني رب العزة إليك لأُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئت ، فقال له إسماعيل ، لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل.
فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا إسماعيل ؟ فقال إسماعيل : يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية ، وأخبرت خلقك بما يفعل بالحسين بن علي من بعد نبيها ، وانك وعدت الحسين ان تكرّهُ إلى الدنيا حتى ينتقم ممن فعل به , فحاجتي أليك يا رب أن تكرّني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل بي كما تكرّ الحسين(u) فوعد إسماعيل بن حزقيل ذلك .
تعليق