إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الظروف الموضوعية واثرها في عملية التغير الاجتماعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الظروف الموضوعية واثرها في عملية التغير الاجتماعي

    ان كل عملية تغير اجتماعي يرتبط نجاحها بشروط وظروف موضوعية لا يتأتى لها ان تحقق هدفها الا عندما تتوفر تلك الشروط والظروف. وتتميز عمليات التغير الاجتماعي التي تفجرها السماء على الارض لانها لا ترتبط في جانبها الرسالي بالظروف الموضوعية لان الرسالة التي تعتمدها عملية التغير هنا ربانية من صنع السماء لا من صنع الظروف الموضوعية ولكنها في جانبها التنفيذي تعتمد الظروف الموضوعية ويرتبط نجاحها وتوقيتها بتلك الظروف . ومن اجل ذلك انتظرت السماء مرور خمسة قرون من الجاهلية حتى انزلت اخر رسالاتها على يد النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ،لان الارتباط بالظروف الموضوعية للتنفيذ كان يفترض تأخيرها على الرغم من حاجة العالم اليها منذ فترة طويلة قبل ذلك.

    والظروف الموضوعية التي لها اثر في الجانب التنفيذي في عملية التغير منها ما يشكل المناخ المناسب والجو العام للتغير المستهدف ، ومنها مايشكل بعض التفاصيل التي تتطلبها حركة التغير من خلال منعطفاتها التفصيلة .

    فبالنسبة الى عملية التغير التي قادها مثلا (لينين) في روسيا بنجاح كانت ترتبط بعامل من قبيل قيام الحرب العالمية الاولى وتضعضع القيصرية ، وهذا ما يساهم في ايجاد المناخ المناسب لعملية التغير ، وكانت ترتبط بعوامل اخرى جزئية ومحدودة ، من قبيل سلامة (لينين) مثلاً في سفره التي تسلل فيه الى داخل روسيا وقاد الثورة ، اذ لو كان قد اتفق له اي حادث يعيقه لكان من المحتمل ان تفقد الثورة بذلك قدرتها على الظهور السريع على المسرح .

    وقد جرت سنة الله تعالى - التي لا تجد لها تحويلا في عمليات التغير الرباني على التقيد من الناحية التنفيذية في الظروف الموضوعية التي تحقق المناخ المناسب والجو العام لانجاح عملية التغير ، ومن هنا لم يات الاسلام الا بعد فترة من الرسل وفراغ مرير استمر قرونا من الزمن .
    فعلى الرغم من قدرة الله تعالى على تذليل كل العقبات والصعاب في وجه الرسالة الربانية وخلق المناخ المناسب لها سلفاًً بالاعجاز لم يشأ ان يستعمل هذا الاسلوب لان الامتحان والابتلاء والمعاناة التي من خلالها يتكامل الانسان يفرض على العمل التغيري الرباني ان يكون طبيعيا وموضوعيا من هذه الناحية وهذا لا يمنع من تدخل الله سبحانه وتعالى احيانا في ما يخص بعض التفاصيل التي لا تكون المناخ المناسب ، وانما قد يتطلبها احيانا التحرك ضمن ذلك المناخ المناسب .
    ومن ذلك الامدادات والعنايات الغيبية التي يمنحها الله تعالى لاوليائه في لحظات حرجة فيحمي بها الرسالة ، واذا بنار نمرود تصبح بردا وسلاما على ابراهيم ، واذا بيد اليهودي الغادر التي ارتفعت بالسيف على راس النبي صلى الله عليه واله وسلم تشل وتفقد سيطرتها على الحركة ، واذا بعاصفة قوية تجتاح مخيمات الكفار والمشركين الذين احدقوا بالمدينة في يوم الخندق وتبعث في نفوسهم الرعب ، الا ان هذا كله لا يعدوا التفاصيل وتقديم العون في لحظات حاسمة بعد ان كان الجو المناسب والمناخ الملائم لعملية التغير على العموم قد تكون بالصورة الطبيعية ووفقاً للظروف الموضوعية ......... مقتطف من كتاب بحث حول المهدي للشهيد السعيد وفيلسوف العصر وعبقري الامة السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه وعلى اخته العلوية بنت الهدى)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X