هذا كلامة أنظروا كيف يشكك ويستهزيء بأولياء الله ويرمينا بالخرافات :
الناس عطشى دائم لوجود الرمز البطل ,وحين لا تجده تخلقه ,فكل يبحث عن (النموذج الأمثل)فإن لم يجد فإنه (يجسده في الخارج)وتصدقه الأجيال المتعاقبة,ويأخذ المسحة القدسية فيما بعد0والناس تهتم بـ (التجسيدات)فهي تمثل لهم (طوطم)0
وتزداد هذه الحالة عند المآسي والأزمات والظلم المستمر,فيبحث حينئذ عن خشبة الخلاص أو يجد له قبرًا يفرِّغ فيه كبته ولوعته ,فالمرء إن لم يجد خلاصًا في الأرض يبحث عنها في السماء ,يقول الإمام عليه السلام (والأمل مؤنس إن لم يبلغك فقد ألهاك واستمتعت به)
يقول شريعتي : (ثمة مقبرة في مدينة إيطالية صغيرة تُدعى (وارونا) يزورها السوَّاح وحشود من المثقفين المعاصرين منهم الشباب والشيوخ والكتاب والشعراء والفنانون00يزورنها في أجواء عاطفية وأشواق ملتهبة وخضوع منكسر ويرون لها حرمة شبه دينية عجيبة ,يدخلون المقبرة كمعبد مقدس يؤدون فيه طقوسهم 0في هذا المعبد قبران متجاوران00لمن هذان القبران؟! قبر روميو وجوليت00مزار وضريح وتشريفات وأُبهة00من هم روميو وجوليت؟! لم يكونا أحدًا بعينه بل لم يكونا شيئا00ليس لهما وجود أصلاً,كل ما في الأمر ,إنها كانت قصة في قديم الزمان ,ثم جاء من بعد كاتب يُدعى (شكسبير) فقُصت هذه القصة في قالب مسرحي00تماما كمجنون ليلى الخيالي الذي ليس له وجود خارجي أصلاً)[الإمام علي في محنه الثلاث-82]
هذا الحال-مع شديد الأسف-عندنا بكثرة بسبب مالاقيناه من ضراوة واضطهاد وتهميش ,فصنعنا لأنفسنا أساطير وهمية نتمسك بتلابيبها على تهافتها0
في البحرين مسجد يُسمى مسجد عزيز ,مُشيد في وسط الشارع ,والحكومة لم تستطع إزالته بسبب قدسيته في نفوس الناس,واعتراض الناس0
فمن هو هذا العزيز؟
هو أحد رجال الدين الذين كانوا يمتهنون نقل الملح على حماره إلى قرى البحرين ,قد اغتاله جماعة من الخوارج الذين دخلوا البحرين عام 1216هـ حيث كان معارضًا لهم0
ثم نسجت له الناس من الكرامات والتصورات كما يحلو لها وتتمنى لا كما هي الحقيقة الخارجية ,فقالت أنه يمشي على الماء كما يمشي على اليابسة وإنه يطوي الأرض ويطير,وما قيل عنه قيل عن النبيه صالح أيض نبي!)

وبعيدًا عن هذه الأوصاف التي تلصقها بعض العقول الضعيفة
فهل لكون الرجل عالم وصالح وولي من أولياء الله ,يُشيد له مسجد في وسط الشارع وتتعطل مصالح الناس
فالحي أبقى من الميت ,ولو أن كل صالح عُمل له مسجد أو قبر لتعطلت مصالح العباد والبلاد0
فلماذا نحن طائفة تقدس أمواتها وقبورهم أكثر مما تُقدس أحيائها
( تابع )
الناس عطشى دائم لوجود الرمز البطل ,وحين لا تجده تخلقه ,فكل يبحث عن (النموذج الأمثل)فإن لم يجد فإنه (يجسده في الخارج)وتصدقه الأجيال المتعاقبة,ويأخذ المسحة القدسية فيما بعد0والناس تهتم بـ (التجسيدات)فهي تمثل لهم (طوطم)0
وتزداد هذه الحالة عند المآسي والأزمات والظلم المستمر,فيبحث حينئذ عن خشبة الخلاص أو يجد له قبرًا يفرِّغ فيه كبته ولوعته ,فالمرء إن لم يجد خلاصًا في الأرض يبحث عنها في السماء ,يقول الإمام عليه السلام (والأمل مؤنس إن لم يبلغك فقد ألهاك واستمتعت به)
يقول شريعتي : (ثمة مقبرة في مدينة إيطالية صغيرة تُدعى (وارونا) يزورها السوَّاح وحشود من المثقفين المعاصرين منهم الشباب والشيوخ والكتاب والشعراء والفنانون00يزورنها في أجواء عاطفية وأشواق ملتهبة وخضوع منكسر ويرون لها حرمة شبه دينية عجيبة ,يدخلون المقبرة كمعبد مقدس يؤدون فيه طقوسهم 0في هذا المعبد قبران متجاوران00لمن هذان القبران؟! قبر روميو وجوليت00مزار وضريح وتشريفات وأُبهة00من هم روميو وجوليت؟! لم يكونا أحدًا بعينه بل لم يكونا شيئا00ليس لهما وجود أصلاً,كل ما في الأمر ,إنها كانت قصة في قديم الزمان ,ثم جاء من بعد كاتب يُدعى (شكسبير) فقُصت هذه القصة في قالب مسرحي00تماما كمجنون ليلى الخيالي الذي ليس له وجود خارجي أصلاً)[الإمام علي في محنه الثلاث-82]
هذا الحال-مع شديد الأسف-عندنا بكثرة بسبب مالاقيناه من ضراوة واضطهاد وتهميش ,فصنعنا لأنفسنا أساطير وهمية نتمسك بتلابيبها على تهافتها0
في البحرين مسجد يُسمى مسجد عزيز ,مُشيد في وسط الشارع ,والحكومة لم تستطع إزالته بسبب قدسيته في نفوس الناس,واعتراض الناس0
فمن هو هذا العزيز؟
هو أحد رجال الدين الذين كانوا يمتهنون نقل الملح على حماره إلى قرى البحرين ,قد اغتاله جماعة من الخوارج الذين دخلوا البحرين عام 1216هـ حيث كان معارضًا لهم0
ثم نسجت له الناس من الكرامات والتصورات كما يحلو لها وتتمنى لا كما هي الحقيقة الخارجية ,فقالت أنه يمشي على الماء كما يمشي على اليابسة وإنه يطوي الأرض ويطير,وما قيل عنه قيل عن النبيه صالح أيض نبي!)

وبعيدًا عن هذه الأوصاف التي تلصقها بعض العقول الضعيفة
فهل لكون الرجل عالم وصالح وولي من أولياء الله ,يُشيد له مسجد في وسط الشارع وتتعطل مصالح الناس

فالحي أبقى من الميت ,ولو أن كل صالح عُمل له مسجد أو قبر لتعطلت مصالح العباد والبلاد0
فلماذا نحن طائفة تقدس أمواتها وقبورهم أكثر مما تُقدس أحيائها
( تابع )
تعليق