إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الامام الباقر عليه السلام في سطور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام الباقر عليه السلام في سطور

    الاسم--محمد(ع)
    الأب: الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .
    الأم: فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) ، وهو هاشمي من هاشميين وعلوي من علويين .
    الكنية: أبو جعفر.
    الألقاب: الباقر، الشاكر، الهادي، الأمين، الشبيه ، الصابر، الشاهد(1).
    الأوصاف: ربع القامة، دقيق البشرة، جعد الشعر، أسمر، له خال على خده، وخال أحمر في جسده، ضامر الكشح، حسن الصوت، مطرق الرأس(2).
    نقش الخاتم: (العزة لله جميعاً) (3)، وقيل: إنه (ع) كان يتختم بخاتم جده الحسين (ع) ونقشه: (إن الله بالغ أمره) (4).
    مكان الولادة: المدينة المنورة.
    زمان الولادة: يوم الثلاثاء، وقيل يوم الجمعة، أول رجب ، وقيل: الثالث من صفر، سنة 57 هجري(5).
    مدة العمر: 57 سنة.
    مدة إمامته: 19 سنة، وقيل: 18 سنة(6).
    وكان (ع) حاضراً في واقعة الطف وعمره 4 سنوات(7).
    مكان الشهادة: المدينة المنورة.
    زمان الشهادة: يوم الاثنين 7 / ذو الحجة / 114 هجري، وقيل: قبض في شهر ربيع الأول 114 هجري(8).
    القاتل: إبراهيم بن الوليد بن يزيد(9).
    وسيلة القتل: السم.
    المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة.
    وقد هدم الوهابيون قبره الشريف في 8 شوال 1344 هجرية(10).


    أشبه الناس بالرسول الأعظم (ص)
    عن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا فارق الحسين (ع) الدنيا فالقائم بالأمر بعده علي ابنه، وهو الحجة والإمام، وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس بي وهو الإمام والحجة بعد أبيه»(11) الحديث.

    النبي الأكرم (ص) يقرؤه السلام
    عن أبي عبد الله (ع) قال: «إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص) ، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله (ص) وهو معتجر بعمامة سوداء، وكان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر.
    فكان يقول: والله ما أهجر، ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول: إنك ستدرك رجلاً مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.
    قال: فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض المدينة إذا مر بطريق في ذاك الطريق كُتَّاب فيه محمد بن علي، فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل، فأقبل.
    ثم قال له: أدبر، فأدبر.
    ثم قال: شمائل رسول الله (ص) والذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟
    قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين.
    فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول: بأبي أنت وأمي، أبوك رسول الله (ص) يقرئك السلام»(12).

    باقر العلوم
    كان الإمام الباقر (ع) أعلم أهل زمانه، وقد استفاد من مدرسته العلمية آلاف من التلامذة، وقد عرّفهم الإمام (ع) علوم الإسلام وتفسير القرآن والأحكام الشرعية وسنة رسول الله (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) .
    وقد اعترف بكثير علمه جميع المسلمين.
    عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سُمّي الباقر باقراً؟
    قال: لأنه بقر العلم بقراً، أي شقه شقاً وأظهره إظهاراً (13).
    وفي الصواعق المحرقة: «أبو جعفر محمد الباقر سمّي بذلك: من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكامنها؛ فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه: هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة، وكفاه شرفا: أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير: رسول الله (ص) يسلم عليك، فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام.
    توفي (ع) سنة سبع عشرة عن ثمان وخمسين سنة مسموما كأبيه، وهو علوي من جهة أبيه وأمه، ودفن أيضا في قبة الحسن والعباس بالبقيع، وخلّف ستة أولاد»(14).
    وكان (ع) علماً يضرب به الأمثال بكثرة علمه ويقال:


    يا باقر العلم لأهـــــــل التقى

    وخير من لبّى على الأجبل(15)


    وعن عبد الله بن عطاء المكي أنه قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه(16).
    وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي (ع) شيئاً قال: حدثني وصي الأوصياء ووارث علوم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين (ع) (17).
    وعن محمد بن مسلم أنه قال: ما شجرني في قلبي شيء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (ع) ، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث(18).


    الذكر الدائم
    كان الإمام الباقر (ع) قمة في العبادة والتقوى، والزهد عن الدنيا .
    عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
    «كان أبي (ع) كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر»(19).


    من أخلاقه (ع)
    حسن المداراة
    روى الشيخ الطوسي (ره) عن محمد بن سليمان عن أبيه قال:
    كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر (ع) وكان مركزه بالمدينة فكان يقول له: يا محمد، ألا ترى أني إنما أغشي مجلسك حياءً مني منك ولا أقول إن أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم إن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ، فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك!.
    وكان أبو جعفر (ع) يقول له خيراً، ويقول: لن تخفى على الله خافية.
    فلم يلبث الشامي إلا قليلاً حتى مرض واشتدّ وجعه، فلما ثقل دعا وليه وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثوب فأت محمد بن علي ? وسله أن يصلي عليّ، وأعلمه إني أنا الذي أمرتك بذلك.
    قال: فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوّه، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمد بن علي ? وتورّك، وكان إذا صلى عقب في مجلسه، قال له: يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه.
    فقال أبو جعفر (ع) : «كلا إن بلاد الشام بلاد صرد والحجاز بلاد حر ولهبها شديد، فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتى آتيكم».
    ثم قام (ع) من مجلسه فأخذ (ع) وضوءً، ثم عاد فصلى ركعتين ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثم خر ساجداً حتى طلعت الشمس ثم نهض (ع) ، فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لأهله: «املئوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد».
    ثم انصرف (ع) فلم يلبث إلا قليلاً حتى عوفي الشامي، فأتى أبا جعفر (ع) فقال: أخلني، فأخلاه فقال: أشهد أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً.
    قال له أبو جعفر (ع) : «وما بدا لك؟».
    قال: أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد ابن علي (ع) .
    فقال له أبو جعفر: «أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحب عمله» ـ أي إنك كنت مبغوضاً لدى الله لكن عملك وهو حبنا مطلوباً عنده تعالى ـ.
    قال الراوي: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر ? (20).

    لا، أنا باقر
    قال نصراني للإمام أبي جعفر الباقر (ع) : أنت بقر!.
    قال: «أنا باقر».
    قال: أنت ابن الطباخة.
    قال: «ذاك حرفتها».
    قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية.
    قال: «إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك».
    فأسلم النصراني(21) ببركة أخلاقه (ع) .

    قمة الجود والكرم
    قال سفيان: ما لقينا أبا جعفر (ع) إلا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة، فقال: «هذه معدة لكم قبل أن تلقوني»(22).

    استنفق هذه
    وعن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة وجفاء الإخوان!.
    فقال (ع) : «بئس الأخ أخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً»، ثم أمر
    غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم فقال: «استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني»(23).

  • #2
    الامام الباقر < علية السلام < وفاتة

    : وفــاتــه


    بعد ثمانية عشر عاماً تصدى خلالها للإمامة الإسلامية ، استجاب لنداء ربه الحق ، فلبَّاه راضياً مرضياً ، وقد قضى من عمره المبارك سبعاً وخمسين ربيعاً .

    في غرة رجب من عام 114 للهجرة كان أهل بيته يحفّون به وكان السم الذي دس غليه من خلال سرج امتطاه قد انتشر في جسده فالتفت إلى نجله ووصيه الإمام الصادق (ع) وقال :

    سمعت علي بن الحسين ناداني من وراء الجدران يا محمد تعال عجل ، وقال : يا بني هذا الليلة التي وعدتها وقد كان وضوءه قريباً ، قال : أريقوه أريقوه فظن بعضهم أنه يقول : من الخمس فقال يا بني أرقه فأرقناه فإذا فيه فأرة .

    وأوصى ابنه الإمام جعفر بن محمد بأن يكفّنه في ثلاثة أثواب ، أحدها رداء له جدة كان يصلي فيه يوم الجمعة ، وثوب آخر وقميص ، وأوصى أن يشق له القبر شقاً ، واضاف فإن قيل لكم أن رسول اللـه لحد له فقد صدقوا .

    وأوصى أن يرفع أربع أصابع ، وأن يرش بالماء ، وأن يوقف من أمواله قدراً لكي تندبه النوادب بمنى عشر سنين أيام المنى .

    ولما توفي ضجت المدينة المنورة . ويروى عن الإمام الصادق (ع) :

    أن رجلاً كان على بعد أميال من المدينة فرأى في منامه أنه قيل له : انطلق فصل على أبي جعفر : فإن الملائكة تغسله ، فجاء الرجل فوجد أبا جعفر قد توفي .

    وبعد تجهيزه دفن في البقيع عند قبر والده الإمام زين العابدين وعم أبيه الإمام الحسن المجتبى(1).

    فسلام اللـه عليه يوم ولد ويوم مات مسموماً ويوم يبعث حيّاً .

    كلماته المضيئة :

    لقد فاضت بكلماته المضيئة كتب المعارف ، أولم يكن باقر العلم في أهل بيت الرسالة ؟ ولكننا نقتبس منها قبسات لعل اللـه ينور بها قلوبنا ويبصرنا حقائق أنفسنا ويهدينا إلى الصراط القويم .

    تعال نستمع معاً إلى وصيته الرشيدة التي ألقاها إلى جابر بن يزيد الجعفي :

    “ أوصيك بخمس : إن ظُلمت فلا تظلم ، وإن خانوك فلا تخن ، وإن كذبت فلا تغضب ، وإن مدحت فلا تفرح ، وإن ذممت فلا تجزع ، وفكر فيما قيل فيك فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين اللـه جل وعز عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس ، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير أن تتعب بدنك ، واعلم أنك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا أنك رجل سوء لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا أنك رجل صالح لم يسرك ذلك ، ولكن أعرض نفسك على كتاب اللـه فإن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده ، راغباً في ترغيبه ، خائفاً من تخويفه ، فاثبت وأبشر فإنه لايضرك ما قيل فيك ، وإن كنت مبايناً للقرآن فما الذي يغرك من نفسك ، إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها ، فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة اللـه ، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها ، فينعشه اللـه فينتعش ويقيل اللـه عثرته فيتذكر ، ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلك بأن اللـه يقول : { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَآئِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فإِذَا هُم مُبْصِرُونَ } (الاعراف/201) ، يا جابر استكثر لنفسك من اللـه قليل الرزق تخلّصاً إلى الشكر واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله ازراء على النفس وتعرّضاً للعفو ، وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ ، واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف وتَوقّ مجازفة الهوى بدلالة العقل ، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم ، واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء ، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة ، واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل ، واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس ، وسد سبيل العجب بمعرفة النفس ، وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض ، وتعرض لرقة القب بكثرة الذكر في الخلوات ، واستجلب نور القلب بدوام الحزن ، وتحرز من إبليس بالخوف الصادق ، وإياك والرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق ، وإياك والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى ، وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب ، وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون ، واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار ، وتعرض للرحمة وعفو اللـه بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم ، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر واطلب بقاء العز بإماتة الطمع ، وارفع ذلك الطمع بعز اليأس ، واستجلب عز اليأس ببعد الهمة ، وتزود من الدنيا بقصر الأمل وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة ، وإياك والثقة بغير المأمون ، واعلم أنه لا علم كطلب السلامة ، ولا عقل كمخالفة الهوى ، ولا فقر كفقر القلب ، ولا غنى كغنى النفس ، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ، ولا نعمة كالعافية ولا عافية كمساعدة التوفيق ، ولا شرف كبعد الهمة ، ولا زهد كقصر الأمل ، ولا عدل كالإنصاف ، ولا جور كموافقة الهوى ، ولا طاعة كأداء الفرائض ، ولا مصيبة كعدم العقل ، ولا معصية كاستهانتك بالذنب ، ورضاك بالحالة التي أنت عليها ، ولا فضيلة كالجهاد ، ولا جهاد كمجاهدة الهوى ، ولا قوة كرد الغضب ، ولا ذل كذل الطمع ، وإياك والتفريط عند إمكان الفرصة ، فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران .

    وقال (ع) : خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وإن لم يعمل بها ، فإن اللـه يقول : { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللـه } (الزمر/18) ، ويحك يا مغرور ألا تحمد من تعطيه فانياً ويعطيك باقياً ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة ، إنما أنت لص من لصوص الذنوب كلما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه وأقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنّك لست بعين اللـه أو كأن اللـه ليس لك بالمرصاد ، يا طالب الجنة ما أطول نومك وأكل مطيتك وأوهى همتك فللّه أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ما أحث مطيتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها(2).

    تعليق


    • #3
      حياة الامام الباقر

      من هو الإمام الباقر عليه السّلام؟
      هو الإمام محمّد بن عليّ السجّاد زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيدبن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام. أمُّه فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السّلام؛ فهو علويّ من علويَّين، وفاطميّ من فاطميَّين.
      وُلد يوم الجمعةغرّة رجب سنة 57 هجريّة. عاش مع جده الإمام الحسين عليه السّلام وشهد وقعة كربلاء. أولاده: الإمام جعفر الصادق، وعبدالله، وإبراهيم، وعبيد الله، وعليّ.. وبناته: زينب، وأمّ سلمة.
      مدّة إمامته 19 سنة، وشهادته يوم الاثنين سابعَ ذي الحجّة عام 114 هجريّ وعمره سبع وخمسون سنة. دُفِن في البقيع مع أبيه زين العابدين وعمّ أبيهالحسن السبط عليهما السّلام، وفي الثامن من شوّال سنة 1344 هجريّة هُدم قبره وقبوربقيّة الأئمّة في البقيع.
      إخبار نبويّ
      قال جابر بنعبدالله الأنصاريّ، الصحابيّ الجليل: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وآلهوالحسينُ في حِجْره.. فقال: يا جابر، يُولَد لابنيَ الحسينِ ابنٌ يُقال له عليّ،إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ: لِيقُمْ سيّدُ العابدين.. فيقوم عليُّ بن الحسين. ويُولد لعليٍّ ابنٌُ يُقال له محمّد، يا جابر إذا رأيته فاقرأْه منّي السلام،واعلمْ أنّ بقاءك بعد رؤيته يسير(1).
      عبادته عليهالسّلام
      يتحدّث الإمام جعفر الصادق عليه السّلام عن أبيه الإمام الباقرعليه السّلام فيقول: كان أبي كثير الذِّكْر.. لقد كنتُ أمشي معه وإنّه لَيذكر الله،وأأكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله. ولقد كان يحدّث القومَ وما يُشغله ذلك عن ذِكرالله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلاّ الله. وكان يجمعنا فيأمرُنابالذكْر حتّى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة مَن كان يقرأ منّا، ومَن كان لا يقرأأمَرَه بالذكر(2).
      ويروى أفلح مولاه شيئاً رآهمنه في مرافقته، قائلاً:
      خرجتُ مع محمّد بن عليٍّ ( الباقر ) حاجّاً، فلمّا دخلالمسجد نظر إلى البيت ( أي الكعبة ) فبكى حتّى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأُمّي،إنّ الناس ينظرون إليك، فلو رفقتَ بصوتك قليلاً. فقال لي: وَيْحك يا أفلح، ولِمَ لاأبكي، لعلّ الله ينظر إليّ برحمةٍ فأفوزَ بها عنده غدا.
      ثمّ طاف بالبيت.. ثمّجاء حتّى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتلٌّ من دموععينيه(3).
      إحسانه
      تحكي ( سلمى ) مولاته عن شيءٍ من أخلاق الإمام الباقر عليه السّلام فتقول: كان يدخل عليه أصحابه،فلا يخرجون مِن عنده حتّى يطعمهم الطعام الطيّب، ويكسوَهم الثياب الحسنة، ويَهَبلهم الدنانير. فأقول له في ذلك ليُقلّ منه، فيقول: يا سلمى، ما حسنة الدنيا إلاّصلة الإخوان والمعارف(4).
      ويذكر فضلَه اثنان من أصحابه،هما: عمرو بن دينار وعبدالله بن عبيد، فيقولان: ما لَقِينا أبا جعفر محمّدَ بن عليّعليه السّلام إلاّ وحملَ إلينا النفقةَ والصلة والكسوة، ويقول: هذه مُعَدّة لكم قبلأن تلقَوني(5).
      أمّا الأسود بن كثير فقد جاءهيشكو إليه الحاجة وجفاء الإخوان، فقال له الإمام الباقر عليه السّلام: بئس الأخُأخٌ يرعاك غنيّاً ويقطعك فقيراً. ثمّ أمر عليه السّلام غلامه فأخرج كيساً فيهسبعمائة درهم، فقال: استنفقْ هذه، فإذا نفدَتْ فأعلِمْني(6).
      وصاياه عليهالسّلام
      دخل الإمام أبو جعفر الباقر عليه السّلاميوماً على عمر بن عبدالعزيز فنصحه قائلاً: أُوصيك أن تتّخذ صغير المسلمين وَلَدا،وأسطَهم أخا، وكبيرَهم أبا.. فارحم ولَدَك، وصِلْ أخاك، وبِرَّ أباك، وإذا صنعتَمعروفاً فرَبِّه ( أي أدِمْه ).
      هذا، وكان عمر بن عبدالعزيز مبادراً: يا أباجعفر، أوصِني.
      ودخل عليه مرّة أخرى فاستقبله عمر بنعبدالعزيز، فبادر الإمام الباقر عليه السّلام يَعِظُه ويوصيه:
      إنّما الدنيا سوقٌمن الأسواق، يبتاع فيها الناسُ ما ينفعهم وما يضرّهم، وكم قومٍ ابتاعوا ماضرّهم فلميُصبحوا حتّى أتاهم الموت، فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا ما ينفعهم فيالآخرة... ( إلى أن قال له: )
      واتقِ الله، واجعل في نفسك اثنتين: انظر إلى ماتُحبّ أن يكون معك إذا قَدِمتَ على ربّك، فقدِّمْه بين يديك. وانظر إلى ما تكره أنيكون معك إذا قدمت على ربّك، فارْمِه وراءك.. وافتح الأبواب، وسهّل الحجاب، وأنصِفِالمظلوم، ورُدَّ الظالم(7).
      ومنوصيّة له عليه السّلام لبعض أصحابه: قُمْ بالحقّ، واعتزل ما لا يعنيك، وتجنبْعدوَّك، واحذرْ صديقك من الأقوام إلاّ الأمينَ مَن خشيَ الله، ولا تصحب الفاجر، ولاتُطْلِعْه على سرّك، واستشرْ في أمرك الذين يخشَون الله(8).
      وأوصىبعض أولاده، قائلاً له: يا بُنيّ، إذا أنعم اللهُ عليك فقل: الحمد لله، وإذا أحزنكأمرٌ فقل: لا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله، وإذا أبطأ عنك رزقٌ فقل: أستغفر الله(9).
      حِكمه عليه السّلام
      وهيكثيرة وغنيّة بالمعارف الدالّة عن الحقائق الأساسيّة في الحياة، والراشدة إلىالسعادة الحقيقيّة، وأسرار الدنيا والآخرة. يقول عليه السّلام:
      ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفوَ عمّن ظَلَمك، وتَصِلَمَن قطعك، وتحلمَ إذا جُهِل عليك.
      مَن صدق لسانُه زكاعملُه، ومَن حَسُنت نيّتُه زِيدَ في رزقه، ومَن حسن بِرُّه بأهله زِيد فيعمره.
      مَن أُعطيَ الخُلُقَ والرفق، فقد أُعطيَ الخيروالراحة، وحسن حالُه في دنياه وآخرته. ومَن حُرِم الخلُقَ والرفق، كان ذلك سبيلاًإلى كلّ شرّ وبليّة، إلاّ مَن عصمه الله(10).
      منلم يجعلِ اللهُ له مِن نفسه واعظاً، فإنّ مواعظ الناس لن تُغنيَ عنه شيئاً(11).
      صلةالأرحام: تُزكّي الأعمال، وتُنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسّر الحساب، وتُنسئ فيالأجل(12).
      الكسل.. يضرُّ بالدِّين والدنيا(13).
      ثلاث قاصمات الظَّهْر: رجلٌ استكثر عملَه، ونسيَ ذَنْبَه، وأُعجِب برأيه(14).
      بئسالعبدُ عبدٌ يكون ذا وجهَين، وذا لسانَين.. يُطري أخاه في الله شاهداً، ويأكلهغائباً، إن أُعطيَ حسَدَه، وإن ابتُليَ خذَلَه(15).
      ثلاث مِن أشدّ ما عمِلَ العباد: إنصافُ المؤمن مِن نفسه، ومواساةُ المرء أخاه،وذِكرُ الله على كلّ حال.. وهو أن يذكرَ اللهَ عزّوجلّ عند المعصية يهمّ بها،فيَحول ذِكرُ الله بينه وبين تلك المعصية، وهو قول الله عزّوجلّ: « إنّ الذيناتّقَوا إذا مَسَّهم طائفٌ مِن الشيطانِ تذكّروا فإذا هم مُبصرون(16).
      كفىبالمرء عيباً أن يتعرّف من عيوب الناس ما يَعمى عليه مِن أمر نفسه، أو يَعيبَالناسَ على أمرٍ هو فيه لا يستطيعُ التحوّلَ عنه إلى غيره، أويُؤذيَ جليسَه بما لايَعنيه(17).
      أدعيته عليهالسّلام
      كان من دعاء الإمام الباقر عليه السّلامبعد صلاة العشاء:
      اللهمّ بحقّ محمّدٍ وآل محمّد، صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد، ولاتُؤْمنّا مَكْرَك، ولا تُنسِنا ذِكْرَك، ولا تكشفْ عنّا سَترَك، ولا تَحرمنا فضلَك،ولا تَحُلَّ علينا غضبَك، ولا تُباعدنا من جوارك، ولا تُنقِصْنا مِن رحمتك، ولاتَنزِعْ عنّا بركاتِك، ولا تَمنَعْنا عافيتَك.
      وأصلِحْ لنا ما أعطيتَنا، وزِدْنامِن فضلك المبارك الطيّبِ الحسَنِ الجميل، ولا تُغيّر ما بنا من نعمتك، ولاتُؤيِسْنا مِن رَوحك، ولا تُهِنّا بكرامتك، ولا تُضِلَّنا بعد إذ هديتَنا وهَب لنامِن لَدُنك رحمةً إنّك أنت الوهّاب.
      اللهمّ اجعلْ قلوبَنا سالمة، وأرواحَناطيّبة، وألسنتَنا صادقة، وإيمانَنا دائماً، ويقينَنا صادقاً، وتجارتَنا لا تبور،ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا برحمتك عذابَ النار(18).
      وعند نومه عليه السّلام كان يقول:
      بسم الله، اللهمّ إنّي أسلمتُ نفسي إليك،ووجّهتُ وجهي إليك، وفوّضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، توكّلتُ عليك رهبةً منكورغبةً إليك، لا مَنجى ولا ملجأَ منك إلاّ إليك.. آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، وبرسولكالذي أرسلت.
      ثمّ يُسبّح عليه السّلام تسبيح الزهراء عليها السّلام(19).
      قالوا فيه عليهالسّلام
      كثيرٌ هو الذي قالوه في الإمام الباقر عليه السّلام، إلاّ أنّهيجمعه الإعجاب والإجلال جميعاً، بل ويُضيف إليه إقراراً خفيّاً بإمامته مِن دلائلَعديدة شاهدة.
      سأل رجلٌ عبدَالله بن عمر مسألةً فلميَدْرِ بما يجيبه، فقال: إذهب إلى ذلك الغلام فاسألْه، وأعلمني بما يُجيبك ـ وأشارله إلى محمّد الباقر عليه السّلام. فأتاه الرجل وسأله، فأجابه عليه السّلام، فرجعالرجل إلى ابن عمر فأخبره، فقال ابن عمر: إنّهم أهلُ بيتٍ مُفَهَّمون!(20)
      وكانجابر بن يزيد الجُعفيّ إذا روى عنه صدّر روايته بقوله: حدّثني وصيُّ الأوصياء،ووارث علم الأنبياء، محمّدُ بنُ عليّ بن الحسين عليهم السّلام(21).
      وسأله الأبرش الكلبيّ، فأجابه عليه السّلام، فقال له: أنت ابن رسول الله حقّا! ثمّصار الكلبيّ إلى هشام بن عبدالملك فقال له: دَعُونا منكم يا بني أُميّة.. إنّ هذاأعلمُ أهل الأرض بما في السماء والأرض، فهذا وَلَد رسول الله(22).
      ووصفه عبدُالله بن عطاء المكيّ فقال: ما رأيت العلماءَ عند أحدٍ قطّ أصغرَ منهم عندأبي جعفر محمّدِ بنِ عليِّ بن الحسين! ولقد رأيتُ الحكَمَ بن عُتيبة ـ مع جلالته فيالقوم ـ بين يديه كأنّه صبيٌّ بين يدَي معلّمه(23).
      وروي أنّ عبدالملك بن مروان كتب إلى عامله على المدينة أن ابعثْ إليّ محمّد بن عليّمقيّداً. فكتب إلى عامله:
      ليس كتابي هذا خلافاً عليك يا أمير المؤمنين، ولاردّاً لأمرك، ولكن رأيت أن أُراجعك في الكتاب نصيحةً لك، وشفقةً عليك. إنّ الرجلالذي أردتَه ( أي الباقر عليه السّلام ) ليس اليومَ على وجه الأرض أعفُّ منه، ولاأزهد ولا أورع منه.. إنّه مِن أعلم الناس، وأرقّ الناس، وأشدّ الناس اجتهاداًوعبادة..(24).
      وكلّمه عبدالله بن مُعمَّر الليثيّ بهذه العبارة: ما أحسب صدورَكم إلاّ منابت أشجارالعلم.. فصار لكم ثمرُه، وللناس ورقه(25).
      وأراد محمّد بن طلحة الشافعيّ أن يصفه، فقال:
      هو باقر العلم وجامعه، وشاهرُعلَمِه ورافعُه، ومُنفقُ دَرِّه وراضعه، صفا قلبه، وزكا عمله، وطهرت نفسه، وشرفتأخلاقه، وعمرت بطاعة الله أوقاته، ورسخت في مقام التقوى قدمه، وظهرت عليه سماتُالازدلاف، وطهارة الاجتباء(26).
      ويأتي ابن أبي الحديد فيختصر تعريفَه به قائلاً في ( شرح نهج البلاغة ): كان محمّدبن عليّ بن الحسين سيّدَ فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلّم الناسالفقه.
      أمّا أبو نعيم الإصفهاني فيسرح معجباً وهو يذكرأهل البيت عليهم السّلام فيقول:
      .. ومنهم الحاضرُ الذاكر، الخاشع الصابر، أبوجعفر محمّدُ بن عليٍّ الباقر. كان من سلالة النبوّة، ومَن جمع حَسَبَ الدِّينوالأُبوّة. تكلّم في العوارض والخطرات، وسفح الدموعَ والعَبَرات، ونهى عن المراءوالخصومات..(27)
      وهذاابن الصباغ ـ وهو مالكيّ المذهب ـ لا يستطيع إخفاء إعجابه فيه وإجلاله له، حتّىيقول:
      وكان محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السّلام.. مع ما هو عليه من العلموالفضل والسؤدد والرئاسة والإمامة، ظاهرَ الجود في الخاصّة والعامّة، ومشهورَ الكرمفي الكافّة، معروفاً بالفضل والإحسان مع كثرة عياله، وتوسّط حاله(28).
      وابن خلِّكان هو الآخر يقف عنده فيذكره بالإعظام قائلاً:
      أبو جعفر محمّد بن عليّزين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، الملقّب بـ « الباقر »، أحد الأئمّة الاثني عشر... وكان الباقر عالماً سيّداً كبيراً، وإنّما قيلله « الباقر » لأنّه تبقّر في العلم؛ أي توسّع فيه، يقول الشاعر:
      يا باقـرَ العـلمِ لأهلِ الـتُّـقى



      وخيرَ مَن لبّى على الأجبُلِ(29)

      تعليق


      • #4
        من كلام للامام الباقر عليه السلام

        ومن كلمات مولانا الباقر (عليه السلام) في الحكم.
        قال: الكمال كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة(1) وتقدير المعيشة.
        وقال (عليه السلام): من لم يجعل اللّه له في نفسه واعظاً فان مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً.
        وقال (عليه السلام) كم رجل قد لقي رجلاً فقال له: كبتَ اللّه عدوك وما له عدو الا اللّه.
        وقال (عليه السلام): ما عرف اللّه من عصاه وانشد:
        تعصي الإِله وانت تُظهر حبَّهُ*** هذا لعمرك في الفعالِ بديعُ
        لو كان حبُّك صادقاً لأَطعتَهُ*** ان المحبّ لمِن أحبَّ مُطيعُ
        وقال في وصيته لجابر الجعفي: يا جابر اغتنم من اهل زمانك خمساً: ان حضرت لم تعرف(2) وان غبت لم تفتقد، وان شهدت لم تشاور، وان قلت لم يقبل قولك، وان خطبت لم تتزوج.
        _________________
        (1) النائبة: المصيبة الواردة.
        (2) لم تعرف: بصيغة المبني للمفعول وكذا ما بعده.
        ***********************************************

        وقال: مثل الحاجة الى من اصاب ماله حديثاً كمثل الدرهم في فم الافعى انت اليه محوج(1) وانت منها على خطر.
        وقال (عليه السلام) الحياء والايمان مقرونان في قرن فاذا ذهب احدهما تبعه صاحبه.
        وقال لبعض شيعته وقد اراد سفراً، فقال له (عليه السلام): أوصني، فقال: لا تسيرن سيراً وانت حاف، ولا تنزلن عن دابتك ليلاً الا ورجلاك في خف، ولا تبولن في نفق ولا تذوقن بقلة(2) ولا تشمها حتى تعلم ما هي، ولا تشربن من سقاء(3) حتى تعرف ما فيه ولا تسيرن الا مع من تعرف، واحذر من لا تعرف.
        وقال من اعطي الخلق والرفق فقد اعطي الخير والراحة وحسن حاله في دنياه وآخرته ومن حرم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً الى كل شر وبلية الا من عصمه اللّه.
        اقول قد وردت روايات كثيرة في مدح الرفق وكفى في ذلك ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال لجابر (رضي اللّه عنه): ان هذا الدين لمتين، فاوغل فيه برفق ولا تبغض الى نفسك عبادة اللّه فان المنبتَّ لا ارضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
        بيان: يقال للرجل اذا انقطع في سفره وعطب راحلته قد انبَتَّ من البت (اي القطع)، يريد انه بقي في طريقه عاجزاً عن مقصده لم يقض وطره وقد اعطب ظهره، والظهر الابل التي يحمل عليها وتركب.
        قال المحقق الطوسي في آداب المتعلم: ويغتنم ايام الحداثة وعنفوان الشباب ولا يجهد نفسه جهداً يضعف النفس وينقطع عن العمل بل يستعمل الرفق في ذلك والرفق اصل عظيم في جميع الأشياء.
        ___________________
        (1) اسم مفعول من الحاجة.
        (2) المراد بها كلما نبت من الأرض لأن فيها مظنة التسمم.
        (3) السقاء: وعاء من جلد للماء واللبن.

        تعليق


        • #5
          اللهم صلي على محمد وآل محمد

          طرح موفق اخي , , في ميزان حسناتك

          ,, حفظك الباري,,

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            تمت عملية الدمج للمواضيع المتشابهة او ذات الصلة
            لفسح المجال لبقية المواضيع .
            محرر المنبر
            م12

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X