الاسم--محمد(ع)
الأب: الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .
الأم: فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) ، وهو هاشمي من هاشميين وعلوي من علويين .
الكنية: أبو جعفر.
الألقاب: الباقر، الشاكر، الهادي، الأمين، الشبيه ، الصابر، الشاهد(1).
الأوصاف: ربع القامة، دقيق البشرة، جعد الشعر، أسمر، له خال على خده، وخال أحمر في جسده، ضامر الكشح، حسن الصوت، مطرق الرأس(2).
نقش الخاتم: (العزة لله جميعاً) (3)، وقيل: إنه (ع) كان يتختم بخاتم جده الحسين (ع) ونقشه: (إن الله بالغ أمره) (4).
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: يوم الثلاثاء، وقيل يوم الجمعة، أول رجب ، وقيل: الثالث من صفر، سنة 57 هجري(5).
مدة العمر: 57 سنة.
مدة إمامته: 19 سنة، وقيل: 18 سنة(6).
وكان (ع) حاضراً في واقعة الطف وعمره 4 سنوات(7).
مكان الشهادة: المدينة المنورة.
زمان الشهادة: يوم الاثنين 7 / ذو الحجة / 114 هجري، وقيل: قبض في شهر ربيع الأول 114 هجري(8).
القاتل: إبراهيم بن الوليد بن يزيد(9).
وسيلة القتل: السم.
المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة.
وقد هدم الوهابيون قبره الشريف في 8 شوال 1344 هجرية(10).
أشبه الناس بالرسول الأعظم (ص)
عن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا فارق الحسين (ع) الدنيا فالقائم بالأمر بعده علي ابنه، وهو الحجة والإمام، وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس بي وهو الإمام والحجة بعد أبيه»(11) الحديث.
النبي الأكرم (ص) يقرؤه السلام
عن أبي عبد الله (ع) قال: «إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص) ، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله (ص) وهو معتجر بعمامة سوداء، وكان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر.
فكان يقول: والله ما أهجر، ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول: إنك ستدرك رجلاً مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.
قال: فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض المدينة إذا مر بطريق في ذاك الطريق كُتَّاب فيه محمد بن علي، فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل، فأقبل.
ثم قال له: أدبر، فأدبر.
ثم قال: شمائل رسول الله (ص) والذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟
قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين.
فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول: بأبي أنت وأمي، أبوك رسول الله (ص) يقرئك السلام»(12).
باقر العلوم
كان الإمام الباقر (ع) أعلم أهل زمانه، وقد استفاد من مدرسته العلمية آلاف من التلامذة، وقد عرّفهم الإمام (ع) علوم الإسلام وتفسير القرآن والأحكام الشرعية وسنة رسول الله (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) .
وقد اعترف بكثير علمه جميع المسلمين.
عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سُمّي الباقر باقراً؟
قال: لأنه بقر العلم بقراً، أي شقه شقاً وأظهره إظهاراً (13).
وفي الصواعق المحرقة: «أبو جعفر محمد الباقر سمّي بذلك: من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكامنها؛ فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه: هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة، وكفاه شرفا: أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير: رسول الله (ص) يسلم عليك، فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام.
توفي (ع) سنة سبع عشرة عن ثمان وخمسين سنة مسموما كأبيه، وهو علوي من جهة أبيه وأمه، ودفن أيضا في قبة الحسن والعباس بالبقيع، وخلّف ستة أولاد»(14).
وكان (ع) علماً يضرب به الأمثال بكثرة علمه ويقال:
وخير من لبّى على الأجبل(15)
وعن عبد الله بن عطاء المكي أنه قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه(16).
وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي (ع) شيئاً قال: حدثني وصي الأوصياء ووارث علوم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين (ع) (17).
وعن محمد بن مسلم أنه قال: ما شجرني في قلبي شيء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (ع) ، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث(18).
الذكر الدائم
كان الإمام الباقر (ع) قمة في العبادة والتقوى، والزهد عن الدنيا .
عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«كان أبي (ع) كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر»(19).
روى الشيخ الطوسي (ره) عن محمد بن سليمان عن أبيه قال:
كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر (ع) وكان مركزه بالمدينة فكان يقول له: يا محمد، ألا ترى أني إنما أغشي مجلسك حياءً مني منك ولا أقول إن أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم إن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ، فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك!.
وكان أبو جعفر (ع) يقول له خيراً، ويقول: لن تخفى على الله خافية.
فلم يلبث الشامي إلا قليلاً حتى مرض واشتدّ وجعه، فلما ثقل دعا وليه وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثوب فأت محمد بن علي ? وسله أن يصلي عليّ، وأعلمه إني أنا الذي أمرتك بذلك.
قال: فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوّه، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمد بن علي ? وتورّك، وكان إذا صلى عقب في مجلسه، قال له: يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه.
فقال أبو جعفر (ع) : «كلا إن بلاد الشام بلاد صرد والحجاز بلاد حر ولهبها شديد، فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتى آتيكم».
ثم قام (ع) من مجلسه فأخذ (ع) وضوءً، ثم عاد فصلى ركعتين ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثم خر ساجداً حتى طلعت الشمس ثم نهض (ع) ، فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لأهله: «املئوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد».
ثم انصرف (ع) فلم يلبث إلا قليلاً حتى عوفي الشامي، فأتى أبا جعفر (ع) فقال: أخلني، فأخلاه فقال: أشهد أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً.
قال له أبو جعفر (ع) : «وما بدا لك؟».
قال: أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد ابن علي (ع) .
فقال له أبو جعفر: «أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحب عمله» ـ أي إنك كنت مبغوضاً لدى الله لكن عملك وهو حبنا مطلوباً عنده تعالى ـ.
قال الراوي: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر ? (20).
لا، أنا باقر
قال نصراني للإمام أبي جعفر الباقر (ع) : أنت بقر!.
قال: «أنا باقر».
قال: أنت ابن الطباخة.
قال: «ذاك حرفتها».
قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية.
قال: «إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك».
فأسلم النصراني(21) ببركة أخلاقه (ع) .
قمة الجود والكرم
قال سفيان: ما لقينا أبا جعفر (ع) إلا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة، فقال: «هذه معدة لكم قبل أن تلقوني»(22).
استنفق هذه
وعن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة وجفاء الإخوان!.
فقال (ع) : «بئس الأخ أخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً»، ثم أمر
غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم فقال: «استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني»(23).
الأب: الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .
الأم: فاطمة بنت الإمام الحسن (ع) ، وهو هاشمي من هاشميين وعلوي من علويين .
الكنية: أبو جعفر.
الألقاب: الباقر، الشاكر، الهادي، الأمين، الشبيه ، الصابر، الشاهد(1).
الأوصاف: ربع القامة، دقيق البشرة، جعد الشعر، أسمر، له خال على خده، وخال أحمر في جسده، ضامر الكشح، حسن الصوت، مطرق الرأس(2).
نقش الخاتم: (العزة لله جميعاً) (3)، وقيل: إنه (ع) كان يتختم بخاتم جده الحسين (ع) ونقشه: (إن الله بالغ أمره) (4).
مكان الولادة: المدينة المنورة.
زمان الولادة: يوم الثلاثاء، وقيل يوم الجمعة، أول رجب ، وقيل: الثالث من صفر، سنة 57 هجري(5).
مدة العمر: 57 سنة.
مدة إمامته: 19 سنة، وقيل: 18 سنة(6).
وكان (ع) حاضراً في واقعة الطف وعمره 4 سنوات(7).
مكان الشهادة: المدينة المنورة.
زمان الشهادة: يوم الاثنين 7 / ذو الحجة / 114 هجري، وقيل: قبض في شهر ربيع الأول 114 هجري(8).
القاتل: إبراهيم بن الوليد بن يزيد(9).
وسيلة القتل: السم.
المدفن: البقيع الغرقد في المدينة المنورة.
وقد هدم الوهابيون قبره الشريف في 8 شوال 1344 هجرية(10).
أشبه الناس بالرسول الأعظم (ص)
عن رسول الله (ص) أنه قال: «إذا فارق الحسين (ع) الدنيا فالقائم بالأمر بعده علي ابنه، وهو الحجة والإمام، وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس بي وهو الإمام والحجة بعد أبيه»(11) الحديث.
النبي الأكرم (ص) يقرؤه السلام
عن أبي عبد الله (ع) قال: «إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص) ، وكان رجلاً منقطعاً إلينا أهل البيت، وكان يقعد في مسجد رسول الله (ص) وهو معتجر بعمامة سوداء، وكان ينادي: يا باقر العلم، يا باقر العلم، فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر.
فكان يقول: والله ما أهجر، ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول: إنك ستدرك رجلاً مني، اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرا، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول.
قال: فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض المدينة إذا مر بطريق في ذاك الطريق كُتَّاب فيه محمد بن علي، فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل، فأقبل.
ثم قال له: أدبر، فأدبر.
ثم قال: شمائل رسول الله (ص) والذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟
قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين.
فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول: بأبي أنت وأمي، أبوك رسول الله (ص) يقرئك السلام»(12).
باقر العلوم
كان الإمام الباقر (ع) أعلم أهل زمانه، وقد استفاد من مدرسته العلمية آلاف من التلامذة، وقد عرّفهم الإمام (ع) علوم الإسلام وتفسير القرآن والأحكام الشرعية وسنة رسول الله (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) .
وقد اعترف بكثير علمه جميع المسلمين.
عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سُمّي الباقر باقراً؟
قال: لأنه بقر العلم بقراً، أي شقه شقاً وأظهره إظهاراً (13).
وفي الصواعق المحرقة: «أبو جعفر محمد الباقر سمّي بذلك: من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكامنها؛ فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل فيه: هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة، وكفاه شرفا: أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير: رسول الله (ص) يسلم عليك، فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرئه مني السلام.
توفي (ع) سنة سبع عشرة عن ثمان وخمسين سنة مسموما كأبيه، وهو علوي من جهة أبيه وأمه، ودفن أيضا في قبة الحسن والعباس بالبقيع، وخلّف ستة أولاد»(14).
وكان (ع) علماً يضرب به الأمثال بكثرة علمه ويقال:
يا باقر العلم لأهـــــــل التقى
وخير من لبّى على الأجبل(15)
وعن عبد الله بن عطاء المكي أنه قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه(16).
وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي (ع) شيئاً قال: حدثني وصي الأوصياء ووارث علوم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين (ع) (17).
وعن محمد بن مسلم أنه قال: ما شجرني في قلبي شيء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (ع) ، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث(18).
الذكر الدائم
كان الإمام الباقر (ع) قمة في العبادة والتقوى، والزهد عن الدنيا .
عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«كان أبي (ع) كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر»(19).
من أخلاقه (ع)
حسن المداراة روى الشيخ الطوسي (ره) عن محمد بن سليمان عن أبيه قال:
كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر (ع) وكان مركزه بالمدينة فكان يقول له: يا محمد، ألا ترى أني إنما أغشي مجلسك حياءً مني منك ولا أقول إن أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم إن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ، فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك!.
وكان أبو جعفر (ع) يقول له خيراً، ويقول: لن تخفى على الله خافية.
فلم يلبث الشامي إلا قليلاً حتى مرض واشتدّ وجعه، فلما ثقل دعا وليه وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثوب فأت محمد بن علي ? وسله أن يصلي عليّ، وأعلمه إني أنا الذي أمرتك بذلك.
قال: فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوّه، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمد بن علي ? وتورّك، وكان إذا صلى عقب في مجلسه، قال له: يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلي عليه.
فقال أبو جعفر (ع) : «كلا إن بلاد الشام بلاد صرد والحجاز بلاد حر ولهبها شديد، فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتى آتيكم».
ثم قام (ع) من مجلسه فأخذ (ع) وضوءً، ثم عاد فصلى ركعتين ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثم خر ساجداً حتى طلعت الشمس ثم نهض (ع) ، فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لأهله: «املئوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد».
ثم انصرف (ع) فلم يلبث إلا قليلاً حتى عوفي الشامي، فأتى أبا جعفر (ع) فقال: أخلني، فأخلاه فقال: أشهد أنك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً.
قال له أبو جعفر (ع) : «وما بدا لك؟».
قال: أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد ابن علي (ع) .
فقال له أبو جعفر: «أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحب عمله» ـ أي إنك كنت مبغوضاً لدى الله لكن عملك وهو حبنا مطلوباً عنده تعالى ـ.
قال الراوي: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر ? (20).
لا، أنا باقر
قال نصراني للإمام أبي جعفر الباقر (ع) : أنت بقر!.
قال: «أنا باقر».
قال: أنت ابن الطباخة.
قال: «ذاك حرفتها».
قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية.
قال: «إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك».
فأسلم النصراني(21) ببركة أخلاقه (ع) .
قمة الجود والكرم
قال سفيان: ما لقينا أبا جعفر (ع) إلا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة، فقال: «هذه معدة لكم قبل أن تلقوني»(22).
استنفق هذه
وعن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة وجفاء الإخوان!.
فقال (ع) : «بئس الأخ أخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً»، ثم أمر
غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم فقال: «استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني»(23).
تعليق